Skip to main content

Full text of "الإلياذة Mind Library"

See other formats




الإلياذة 


WW 


هنداوی 





Hiad 


Homer 


رقم إيداع ۲۰۱۸۳/۲۰۱۲ 

۹۷۸ ٩۷۷ ۷۱۹ ۱۸٤ تدمك: ه‎ 

مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة 

المشهرة برقم 8877 بتاريخ ۲١٠۲/۸/۲۹‏ 

إن مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة غير مسئولة عن آراء المؤلف وأفكاره 
وإتما يعر الكتاب عن آراء مؤلفه 

٤‏ عمارات الفتح» حى السفارات» مدينة نصر ١٠٤١١‏ القاهرة 
جمهورية مصر العربية 

تليفون: ۲۲۷۰٠٦۲۰۲‏ ۲۰۲ + فاكس: ۳٥۳٦٥۸٥۲‏ ۲۰۲ + 
البريد الإلكتروني: ۆhindawi@hindaWi.01g‏ 

الموقع الإلكتروني: http://www.hindawi.org‏ 


للتعليم والثقافة. جميع الحقوق الأخرى ذات الصلة بهذا العمل خاضعة للملكية 
العامة. 

Cover Artwork and Design Copyright © 2011 Hindawi 

Foundation for Education and Culture. 

All other rights related to this work are in the public domain. 





إهداء الكتاب 

ديباجة الكتاب 
مقدمة 

النشيد الأول 

النشيد الثانى 

النشيد الثالث 

الففتية لرا 

لفقي اكان 
النشيد الشادس 
النشيد السابع 
النشيد الثامن 

التشية القاسع 
النشيد العاشر 
اله الخاد عكر 
النشيد الثاني عشر 
النشيد الثالث عشر 
النشيد الرابع عشر 
النشيد الخامس عشر 
التفين السا عق 
النشين الما عقر 


المحتويات 


۱۱ 

۱۸٥ 
Yo 
VV 
1۱ 
۲٤١ 
YAY 
۷ 
f0 
۸0 
o۲ 
0۷ 
۸۱ 
1.0 
1۷ 
1۷٥ 
۷.۳ 
VE 


الإلياذة 


النشيد الثامن عشر 
النشيد التاسع عشر 
النشيد العثرون 

النشيد الحادي والعشرون 
النشيد الثاني والعثرون 
النشيد الثالث والعشرون 
التقيد الرابع والعشرون 


۷۷۱ 
۸۰۹ 
AYY 


A۸1 
۹10 
10۷ 


إهداء الكتاب 





خطار سلوم نادر البستاني .)18857-١/850(‏ 


إليك يا والدي أهدي كتابي هذاء فأنت أولى به من كل حي وميتء وما هو إلا 
ذرّةَ من فضلك وجزءٌ من عنايتك ببنيك وتفانيك بنفع ذويك وبني جلدتك؛ فان 


الإلياذة 


عجزت عن أداء واجب الوفاء بحياتك» فلا أقلّ من أن أشهد الملا على عرفاني 
جميلك وأنت في عالم الأرواح. 


8 


ديباجة الكتاب 


هذه إلياذة هوميروس آزفها إلى قرَاء العربية شعرًا عربياء ولقد استنفدت وسعي في نظمها 
وإلحامها راجيا أن تكون ُحكمة التعريب كل من :شواقي:اللكنة والشجمة: . 
وقد صدّرتها بمقدمة أتيت فيها على سيرة صاحب الإلياذة وأشرت إلى منظوماته 
ومنزلته عند القدماء ورأي المتأخرين فيه وأقوال العرب في شعره» وبحثت في الإلياذة 
وموضوعها وطرق تناقلها قبل الكتابة ثم في جمعها وكتابتها وسلامتها من التحريف 
مع ما فيها من قليل الدّخيل والساقط والمكرّر والمغلق» وأتيت على تحليلها وتشريحهاء 
وبسط ما فيها من الفائدة للأدب والتاريخ وسائر العلوم والفنون والصنائع» وأوضحت 
ما كان من الأسباب الداعية في صدر الإسلام إلى إغفال العرب نقلها إلى لغتهم» وتطرّقت 
إل التعرينةاققفيهتك اة الم فن وهنم هذا الكتاب: وذ كرت مكامع العرب بق 
نقل الكتب الأعجمية والطّرق التي يجدر بالدَّقلّة التعويل عليهاء وساقني ذلك إلى النظر 
في التعريب الشعريء ثم إلى النظم على الإطلاق وأوزان الشعر وقوافيه ووقع كل منها 
في معانيه» وجوازات الشعر من مأنوس ومكروه إلى غير ذلك مما يُعذَّ من خصائص 
هذا الصتاعة, وانتقلت :إل المقارنة نين الإليازة الهف الغريي: قوطاث ذلك ناشين 
اقدص اع و فو وا عدا نوق ا و 'لغة فريين نميا وکل 
ام وتوحيدها وإحكام بلاغتها في النظم والإنشاء» وقابلت بين لغة 
يش الْمُخَّرية ولغة الإلياذة الْيُونيّة وفصلّت أطوار الشعر العربي مميزًا بين طبقات 
العا ف عو مجاه صفح CSE‏ 
وأسماء» فحولها وإيراد ما اتسع له المقام من نفيس شعرهم» ثم أشرت إلى مغامز الشعر 
العربي ومناهج المولدِين في أبواب الشعر وفنونه وأساليبه وعلوم الأدب العربية وتاريخهاء 
وانتهيت إلى أسباب الضعف والانحطاط في شعر المحدثين وجنوح النوابغ من أبناء هذا 


الإلياذة 


العصر إلى سد الخلل وتعديل الخطة» وأفردت بابًا للملاحم أو منظومات الشعر القصصي 
مما يماثل الإلياذة» فأشرت إلى ضروب الشعر عند الإفرنج. وقابلت بين ملاحم الأعاجم 
الاك الكررية حمق ااي الاه وحميرة امد يامرات من ذلك إلى 
إلقاء نظرة على الجاهليتين؛ جاهلية العرب» وجاهلية اليونان ثم إلى ملاحم المولّدين 
ورجعت بعد هذا إلى الحقيقة والمجازء وما يلصق بالمعاني الشعرية من التشبيه والكناية 
والاستهارة Bo ELEN‏ بيتقادها من TSE a‏ وها سديطرا 
عليها من التغيّر بفعل الحضارة: وألْمَعت إلى مسالك الأعاجم في ذلك مبيئًا مزية العربية 
على لغاتهم في بعض الأحوالء وذيلت المقدمة بخاتمة في الشعر واللغة عارضت فيها بين 
العربية واليونانية» وبحثت في اتساع العربية وثروتها القديمة» وكثرة مترادفاتهاء وتعدّد 
المعاني فيها للفظ الواحد مع إيضاح فائدة ذلك وضرره» وإيراد أسباب الضعف في تأدية 
اا من المعاني العصريةء وأشرت إلى نهج العرب بالتوسع في اللغة والاصطلاح» 
وحصت بخلاصة: ميجرو ق ها وای لمن الذاء والذواء والتهضنة الجديكة:ومستفيل 
اللغة والشعر. 

وقد علقت على الكتاب شرحًا توخّيت فيه الفائدة والتفكيهء ورصّعته بزهاء ألف بيت 
مما قاله العرب في مثل معاني الإلياذة أو حوادثهاء وضمّنته كل ما تجدر معرفته من 
أخلاق اة العريية ف خا ويداوتها اها اكمور مق اباط رها ااا 
والمأثور من آدابها وغاداتها ومناهج شعرائها وأدباتهاء ومواقف ملوكها وأمراقها وساستها 
وزعمائها» إلى غير ما هنالك مما أوضحته في باب حكاية المعرّب (ص: .)۷١‏ 

وقد ملت المتن الشعري مطبوعًا بالشكل الكامل وأودعت الشرح كثيرًا من رسوم 
الآلهة وغيرهم مما يحسن الاطلاع عليه. 

وأضفت فهرسًا لتلك الرسوم وآخر للقوافي ومعجمًا للألفاظ اللغوية» ومعجمين 
آخرين لجميع مواد الكتاب من أعلام وتاريخ وعلم وصناعة وخلق وعادة وهلم جرًا. 

تلك هي على الجملة محتويات الكتاب «فإن أحسنت وفيه منتهى جهدي فذلك من 
حسنات الاجتهادء وإلا فحسبي أن أفتحه بابًا يلجه من وفقه الله إلى سبيل السداد». 


هوميروس 




















هوميروس:»: 


الإلياذة 
اسمه ولقبه 


اختلف المؤرخون في اسم صاحب الإلياذة» ولكنهم متفقون على أن «هوميروس» لقب لقب 
به لأمر جلل تخلل حياته فعرف به» وأهمل اسمه على نحو ما اتفق لكثيرين من شعراتنا 
الذين غلبت ألقابهم وكناهم على أسمائهم كطرفة بن العبدء والشمّاخ, والنابغة والفرزدق 
والأخطل والمتنبي وأبي العلا وكات أقوال مخلفة ف ذلك اللقن تر ما لكتاينا 
من المذاهب المتضارية في أصل تلك الألقاب والكنى؛ ولهذا حاموا حول اللفظة اليونانية 
وجعلوا يستنبطون من معانيها ما شاءواء فوضعوا لكل معنى يُستخرج منها حديفًا مما 
يمكن وقوعه لشاعرناء فمن قائل أنه لما كانت كلمة هوميروس (0110015إ0) بمعنى الرهينة 
غلب عليه هذا اللقب لوقوعه أسيرًا في حرب فكان من جملة الرهائنء على أن الذاهبين هذا 
المذهب ليسوا على بينة من تلك الحرب» فمنهم من يجعلها بين أزمير وساقسء وهو مذهب 
بروكلوس وعنده أن الشاعر اعتقل في ساقس» ومنهم من يقول بل أخذ إلى كولوفون» وقال 
آخرون: «بل وقع أسيرًا في قبضة الفرس»» ومن قائل: «إن اللفظة منحوتة من كلمتي 
:081ب يهبره) ومعناهما «المتكلم في المجلس» أي: الخطيب أو المشير وهو قول سويداس» 
وكل ما يُستخرج من هذا النحت يصح أن يتفق لصاحبناء ومن قائل أنها مشتقة من 
لفظة (0600نره) بمعنى التابع أو اللاحق أخدًا من قول فلوطرخوس أنه لحق بالليديين 
من مدينة أزمير» وهناك أقوال أخرى أجدرها بالذكر قول هيرودوتس وإيفوروس: «أن 
اللفظة مركبة من ثلاث كلمات» 800007 0) بمعنى الكفيف البصرء وهو تخريجٌ حسنٌ 

يصح التعويل عليه؛ لأنه لم يثبت في الأثر شيءٌ مما يؤيد الأقوال السابقة ولكنه ثابت أن 
بصره كف ومو لم يكد جاو ااي وقد أشار إلى ذلك في أبيات من منظومته 
«الأوذيسية». وفي معجم ألكسندر «أن لفظة هوميروس فة كان يراد بها «الأعمى» في 
مدينة كومة ويها لقب الشاعر». 

وأما اسمه فأشهر ما قيل فيه أنه كان ميونيذس أي: ابن ميون؛ لأن ميون ملك ليديا 
تزوّج أمه كريثيسء والطفل على يدها فدعاهُ باسمه وهو يعتقد أن أبا ذلك الطفل من 
الجن وقيل: «بل كان والد هوميروس داماسوغوراس ووالدته أثرًا ومسقط رأسه مصر». 
وقيل: «بل كان اسم هوميروس ميليسا جينيس» وهي رواية هيرودوتس» وعليها المعوّل 
كما سيجيء. 


۱۲ 


لا يعلم شيء ثبت عن نسب هوميروس وحسبه» وإن لدينا مما استبقاه المتقدمون أقوالا 
متباينة لا يمكن الآخذ بشيء منهاء وضفوة ما عوّل عليه الكتبة منها سيرتان كثبهما 
هيرودوتس وفلوطرخوس» ثم وجد المتأخرون بعد التمحيص أنهما لا تخلوان من تناقض 
يؤدي إلى الظن أنهما أُفقتا بعد حين كقول هيرودوتس أن هوميروس نبغ في القرن السابع 
أي: قبل حملة الفرس الكبرى على بلاد اليونان» وقوله في تاريخه: «إن هوميروس تقدمه 
بأربعمئة سنة مع أنه كان يدون بنفسه سير تلك الغزوة تدوين الشاهد الحي». وليس في 
ما بين أيدينا من منظوم هوميروس ما يشير إلى أسرته وعترته مع أنه كان أحرص الناس 
على تدوين الأنساب كما يتضح لمن يتصفح الإلياذةء ولا أخاله إلا آتيّا على تلك النسبة في 
شيء مما فقد من شعره إذ ليس في محفوظ أشعاره ذكرٌ لأبيه» وأما أمّهِ فيزعم بعض 
الشراح أنها هي المعنية بقوله في النشيد الثاني عشر: 


كمرأة عالت الأطفال عادلة قد أمسكت عود ميزان تعادله 
ل تقس العو ف وال ت ب 


وعلى هذا فلا يمكن استخلاص شيء من كتبه عن نسبه» وجميع ما لدينا من رواية 
السلف عنه لا يتجاوز حد الحدس» وا أن شهرته النامية ومنزلته السامية حببتا 
إلى كتبة كل قبيلة من اليونان أن تدّعيه فتنازعته مدائنهم وأتي كلّ منهنّ ببرهان» وأشهر 
تلك المدائن ثمان وهي: أزمير» وسلاميس (وتدعى اليوم كولوري) ویوس (نيو) ورودس» 
وخيوس (ساقس) وكولوفون» وأرغوس وأثيناء ولعله أقام زمنًا في كل منهنَّ وأخلف فيها 
أثرًا من شعره فكان داعيًا إلى تلك الدعوىء وإن رجلا هذا شأنه لا بَدْع أن يدّعيه كل 
فريق من قومه بعد أن ادَّعاه الأجانب» فقد ذكر أفستاثيوس رواية أسندها إلى إسكندر 
بافيوس زعم فيها أن هوميروس ولد في مصر قال: «كان أبوه يدعي داماساغوراس» 
وأمه أثرا فلما ولد عنيت بتربيته نبيّة من ولد أوروس الكاهنء وكان يتحلّب الشهد من 
ثدييها إلى فم الطفل فكان إذا أقبل الليل يتغنى بصوت كصوت تسعة من الطير مختلفة 
الأجناس» وإذا لاح الفجر يصبح وهو يلاعب تسعًا من الورقء وأوعز إلى أبيه أن يبني 
هيك للقيان منشدات السماء فبناه وقص الخير على ابنه لما بلغ أَشْدَّهء فكانت تهيجه 
ذكرى الحمام وترنم به في شعره». 


1 


الإلياذة 


ومهما يكن من الخبط في تلك الأقاويلء فإِنًا نتبع الفريق الأعظم من الكتبة في 
التعويل على النسبة التي كتبها هيرودوتس وإليك مجملها: 


مولدة ونشوؤه 


هو ابن كريثيس ابنة ميلانوفوس ولدته أمه على ضفة نهر ميليس في ضاحية أزمير ودعته 
ميليسا جينيس أي: ابن النهر ميليس» وكان في أزمير إذ ذاك معلم كُتّاب يدعى فيميوس, 
فاستأجرها لغزل الصوف الذي كان يتقاضاهٌ أجرةً من تلامذته» وكانت كريئيس صناع 
اليدين ذات رجاحة وسكينة فأعجب بها فيميوس وخطبها لنفسه, وما زال يمنيها 
بالوعود حتى أجابته إلى طلبه. وكان جل ما استمالها به قوله لها: إنه توسم في الغلام 
من الفطنة والذكاء ما جعله واثقا أنه سيكون نابغة عصره إذا مهد إليه بتربيتهء فإذا 
رضيت به بعلا لها فهو يتبنى ابنهاء ويعكف على تهذيبه وتثقيفه» وبر فيميوس بوعده 
فغنى به فإذا به قد فاق جميع أقرانه ثم ما انقضت بضعة أعوام إلا وهو يكاد يظهر 
على أستاذه. 

مدرستة 

وتوفي فيميوس ولا وارث له إلا هوميروس ثم ما لبث أن توفيت كريثيس» فخلت المدرسة 
لهوميروس فأقام مقام أستاذه ا به بنى آزمير» وطارت شهرته فقصدةٌ الداني 
والقاصي» وأصبح مجلسه ديوان الأدب وكعبة الحكمةء وكانت أزمير لذلك العهد محطًا 
لرحال التجار تستورد إليها الحبوب من تلك البقاع الخصبة فتمتار منها المدن المجاورة» 
فأصبح الغريب القادم إليها إذا فرغ من عمله أو سنحت له فرصة يهرع إلى مجلس 
الأستاذ الفتى؛ ليلتقط درر حكمته» وممن كان يختلف إليه ربّان سفينة من ذوي العلم 
والدهاء اسمه منتس يحمل الحبوب إلى أزمير من لوقادياء فشغف بحديث ميليسا جينيس 
وجعل يحسن له الأسفار ويزين له مشاهدة الأمصار وهو في عنفوان الصبا قبل أن 
يدركه العجز؛ ليزداد حكمة واطلاكًا ووعده أن يحمله على سفينته فيتخذه خدنًا عزيرًا 
وإلفا كريمًاء وما زال به حتى حمله على مغادرة المدرسة والتدريس واللحاق به رحالة 
على متن البحار. 


1١ 


أسقارة 


وكان ميليسا جينيس شديد المراقبة كثير البحث لا يقع بصره على شيء إلا تحرّاه ولا 
طرق مسمعه خبرٌ إلا استجلاهء فطالت الرّحلة وهو في آثنائها يختزن الفوائد ويجمع 
الأخبار حتى انتهى به التّطواف إلى إيبيريا (إسبانيا) وأقلعت منها السفينة إلى أزمير 
فعرّجت على إيثاكة (ثياكي) في الأرخبيل اليوناني» وهناك رمدت عينا ميليسا جينيس, 
فاضطر منتس على کرو منه أن يستبقيه فيها لدى صديق له حميم من أهل تلك الجزيرة 
يدعى منطورء فأنزله منطور في داره وكان مضيافًا طيب العنصرء رحب الصدرء كريم 
الخلق ليس في بلاده من يضاهيه شهرة بتلك الخلال ولم تكن العلة لتمنع الفتى من 
البحث والتحري فظل وهو على فراش المرض يلتقط شوارد الفوائد» ومن جملتها أخبار 
أوذيس (أوذيسس) وأسفاره (فكانت له أساسًا بنى عليه منظومته الأوذيسية» وجعل 
فيها اسم منطور مرادقًا للحكمة والبر فخلد بها ذكره أبد الدهر). 

وبقي ميليسا جينيس نزيل منطور إلى أن عاد الوبّان منتس إلى إيثاكة فأنزله إلى 
سفينته واستأنفا الأسفار إلى أن بلغا كولوفون» فاشتد عليه الرمد حتى فقد بصرةٌ جملةٌ 
وظلّ كفيقًا إلى أن ماد 


شروعه في قرض الشعر 
ولا كف بصرهٌُ قصد أزمير وأقام فيها زمنًا ينظم الشعرء فضاقت ذات يده ويرحت به 
الحاجة» فعوّل على الشخوص إلى كومة» وسار يقطع هرمس (وهو نهر كديز أو سرابات) 
إلى أن بلغ به السير إلى (نيونتيخوس) وهي بلدة من مستعمرات الكوميين. قيل: إنه وقف 
فيها إلى حانوت تاجر جلد فأنشد أبيانًا شكا فيها بؤس الغريب الشريد المتضور فاقة 
وجوكًاء وكان ذلك أول عهده بالإنشاد على مسمع الناس» فأصابت تلك الأبيات موضع 
رفق وعطف من فؤاد ذلك التاجر؛ فرحب به وآواه إليه» فجلس في الحانوت وأنشد على 
مسمع جماعة ممن حضر مقاطيع من شعره في وصف حملة أمفياراوس على ثيبة وبضع 
ترانيم دينيةء فَأَجَلَّه القوم وأكرموا مثواه فأقام بينهم وصناعته الإنشاد. 

قال هيرودوتس: «ولا يزال أهل تلك البلدة حتى يومنا يفتخرون بالإشارة إلى المجلس 
الذي كان ينتابه فينشد فيه» ولذلك الموضع عندهم حرمة ومنزلة سامية وفيه شجرة 


صفصاف يزعمون أنها زُرعت يوم قدم ميليسا جينيس فأقام بين ظهرانيهم». 


1١6 


الإلياذة 
تتمة أسفاره 


أقام الشاعر بضعة أعوام في نيونتيخوس ثم قلَّ رزقه فيها فبرحها إلى كومةء وقصد 
الموضع الذي كان يجتمع فيه مجلس الشيوخ» وأنشد ما تيسر فارقص الحضور طربًا 
فطابت نفسهُ وعظمت أمانيّه فسألهم أن يقوموا بنفقته على أن يقول فيهم من الشعر 
ما يُطير شهرة مدينتهم في الآفاق ويخلد لها جميل الذكر. فلم يكن في من حضر إلا 
من استصوب السؤال وأوعزوا إليه أن يقول قوله هذا في المجلس وهو ملتثم وهم من 
ورائه يعضدون. فعمل بإشارتهم» ولما اجتمع الشيوخ أدخل إلى قاعة الاجتماع؛ فانتصب 
خطييًا وأعاد الكلام الذي ألقاه على عامّة الناس وخرج ينتظر الجواب. فخلوا إلى شوراهم 
وكان معظمهم ممن يرغب في موافقته» فإذا بواحد منهم قد قام فاعترض وقال: «لئن 
جنحنا إلى القيام بنفقات عميان الشعراء للقن على عواتقنا زُمرًا منهم لا قبّل لنا بهم». 
فأدّى بهم ذلك إلى الانقلاب عن عزمهم. 

ومن ثم لقب ميليسا جينيس بهوميروس» ومعناها أعمى بلغة الكوميين وتنوسي 
اسمه. فَنَّقم هوميروس على كومة وأهلهاء ونظم قصيدة رثى بها حاله» واستنزل اللعنة 
على من يتغنى بمدحها ومدحهم من الشعراءء وغادرها إلى فوقيا على مقربة من أزمير 
وجعل يطرق منتدياتها فينشد فيها الأشعار. 

وكاق فلك البلدة مهلم کات دمت الكلم وسكي فشكو یی فما ر ای فنا كان 
من رواج بضاعة الشعر دعاه إلى منزله يقيم فيه ضيفا كريمًا على أن يلقنه كل ما نظم 
وما سينظم من الشعر فما وسع هوميروس إلا القبول فرارًا من الفقرء فأكب ثستوريذس 
على النسخ حتى استتم كل منظومات هوميروسء فأقفل أبواب مارد وسان إلى حريرة 
ساقس» وأقام فيها ينشد شعر نزيله ويدّعيه. فبلغ هوميروس أمره فعزم على تعقبه 
ولم يبال بما اعترضه من مشاق فوصل الجزيرة بعد معاناة الآهوالء ونزل في بلدة من 
ثغورها تدعى بوليسوس فاتخذه بعض وجهاتها معلمًا لأولاده» فأقام عنده وعكف على 
نظم الشعر ثم أذاع منظومات خلابة «كحرب الزرازير» و«حرب الضفادع والفيران» 
و«الكركوفة» فتناشدها الناس وتناقلها الركبان» وكان تستوريذس كلما علم بحلول 
هوميروس في مكان فرٌ منه إلى مكان آخر. 

ولما رسخت شهرة هوميروس في ثغور الجزيرة سأل صاحب منزله أن يذهب به 
إلى عاصمتهاء فشخص إليها وفتح مدرسة يعلم فيها النظم وطرائقه فعظّم أمره وعلت 
منزلته» وأكبر الناس قدره فطاب عيشه واتسعت حاله بینهم» فأزوجوه بننًا فولدت له 


1١ 


مفدمه 


ابنتین» وجادت قريحته فنظم وأبدع» وكان وفيا ذگارًا للجميل» فأودع شعره كل خلَّة 
محمودة خلّد بها ذكر المحسنين إليه ولا سيما منطور الذي عني به أثناء رمده في إيثاكة, 
قال هيرودوتس: «جعل هوميروس منطور في منظومته الأوذيسية رفيقًا لأوديس» وأبرزه 
بمظهر من الصدق والوفاء عظيم حتى أن ملك إيثاكة استخلفه على بيته وعياله عند ما 
شخص في من شخص إلى طروادة». 

فلهج الناس في كل قطر بذكر هوميروس حتى ملأت شهرته بلاد يونياء وبلغت 
هيلاذة» فأوعز إليه أن يقصد إغريقياء فطرب لذلك الإيعاز فأقلع إلى ساموس» وقضى 
فيها فصل الشتاء يتكسّب بالإنشاد في منازل الأغنياء. 


ولما انقضى الشتاء عوّل على السفر إلى أثينا فركب سفينة مع جماعة من أهل ساموسء 
فبلغوا جزيرة يوس وأرسوا في مضيق على مقربة من الثغر ففاجاً هوميروس الداءء فنزل 
إلى البر وانطرح على الجرفء ولم تقو السفينة على مواصلة السير لشدة الأنواء» فأقاموا 
أيامًا في مكانهم وأهل الجزيرة يتهافتون أفواجًا لمحادثة هوميروسء وقد بلغ بهم الإعجاب 
منتهاه لما كان ينثر عليهم من غرر الأقوال ودرر الأمثال» ولكنه ما لبث أن توفي لاشتداد 
الداء» فاجتمع رفاقه وأهل الجزيرة ودفنوه قرب الشاطئ. 

ولما مرت السنون ودوت نضارة الشعرء وانحطت منزلته اجتمع أهل الجزيرة إلى 
قبر هوميروسء فنقشوا عليه بيتين من الشعر معناهما: إن من هذا النبات الأخضر 
غطاء للرأس المقدس رأس الشاعر هوميروس شبيه الآلهة الذي كان يتغنى بمدح الملوك 
والأبطال. 


فذلكة ما تقدَّم 


تلك خلاصة ترجمة هوميروس بنص هيرودوتس» وهي وإن كانت لجلائها وصراحتها 
وتقدم عهدها أحرى بالثقة مما سواها فإنها لم تخلّ من مظان اعتراض رماها بها 
المتقدمون فضلًا عن المتأخرين» ولكن جلّ ما يعترض به مقصورٌ على العرّض لا 
يكاد يتناول الجوهر بشيء» قال هيرودوتس: «إن تسثوريذس عكف على نسخ منظوم 
هوميروس مع أنه لم يثبت قط أن اليونان كتبوا لعهد هوميروس؛ لأن الحروف الفينيقية 


۱۷ 


الإلياذة 


لم تشع عندهم إلا بعد حين». على أن هذا القول لا يعبث بأساس الرواية إذ المراد إثيات 
أن تسثوريذس كان سارقًا فسيّان إِذّن أن يكون ناسخًا أو مستظهرًاء وزعم بعضهم 
أن تلك السيرة كتبت بعد زمن هيرودوتس وعزيت إليه» فعلى فرض ثبوت هذا الزعم 
فلا ريب أنها كتبت بيد خبير فنسبتها إلى هيرودوتس لا تنقض حقائقهاء وأما إغفال 
هيرودوتس أمورًا مما أثر عن هوميروس كرحلته إلى مصرء وما أشبه فليس مما يفسد 
الحوادث التي أثبتها إذ قلما تجد مترجمًا أو مؤّرخًا يلم بأحوال مترجمه وأعماله بكلياتها 
وجزئياتها؛ بل ريما حصل التفاوت في نصوص كتبة الوحي والمحدثينء فإن في كل من 
الأناجيل شيفًا مما أغفل في غيره» وما كان ذلك لينقض شيمًا من الحقائق المسطرة فيهء 
ويقال مثل ذلك في السير النبوية والأحاديث. 
وحاصل القول أنه كان للقدماء مزاعم كثيرة في هوميروس مما أسند إلى السلفء 
وتنوقل بالتواتر أو استنبط من فقرات من آناشيده» ولقد أوغل بعضهم في البحث أو 
الاستتباط حى وضع بتلسلة فة رو اها سويداس هره تضل من أفلون إلى كريقين 
والدة هوميروسء قالوا: «كانت كريثيس ابنة ميون بن فرسيس وفوكميذا ابنة أفلون, 
وكان فرسيس أخا هسيودس الشاعر وكلاهما من ولد ذيوس بن مينالفس بن أبيفرانس 
بن أوفيمس بن فيلو تربس بن هرمونيذس بن أرفيوس بن واغروس من القينة قليوبة. 
ان واغروس ابِنًا افون من الحوراء فيقوت ورون ابتا للينوس الشاعرء ولينوس 
هذا من ولد أفلون» وثووسة ابنة فوسيذ». تلك نسبة لا يثبت منها مع ما هو متواتر 
من أقوال المتقدمين إلا أن اسم والدة هوميروس كان كريثيس ولا علم لهم بأبيه» ولعل 
هوميروس نفسه لم يكن يعرف أباه وهو شأن كثيرين من نوابغ الأعصر الخالية» ومن 
جملتهم فرجيليوس نابغة شعراء اللاتين» أما سائر حلقات السلسلةء فإذا استجلي كنهها 
اتضح منه أنه يُرمى به إلى إعظام قدر الشاعرء وإلصاقه بأعلى نسبة يفتخر به» ووصفه 
بأجل وصف يزين عظام الرجالء فما في تلك السلسة إلا الشاعر والحكيم والملك والعظيم 
فضلا عن الآلهة كأفلون صاحب القيثار وفوسيذ رب البحار والمطربات القيان والحور 
الحسان» وإذا أضفنا إلى ذلك معاني سائر الأسماء كهرمونيذس من رقة النغم وحسن 
الإبقاع اق نمع حب الشرورة و اران مق اكا ررك مق ا 
علمنا أن واضع تلك السلسلة رمى بها مرمى الأقدمين من التعبير عن الحقيقة بالرمز 
واللغز وتجسيم الصفات» فكأنه قال: تلك هى أوصاف هوميروس الشاعر الحكيم المطرب 
العظيم الرحّالة الفهامة والمؤرخ العلامة إلى ان ما هنالك من صفات الإجلال والتبجيل. 


1۸ 


وأما سائر الروايات المخالفة لترجمة هيرودوتس فأكثره موضوع لأسباب قد يمكن 
استجلاء بعضها بالتحري والمقابلة. ولنتخذ مثالا على ذلك زعم بعضهم أنه ولد في مصر. 
فإذا علمنا أن مصر كانت لذلك العهد مورد العلم ومنهل الحكمة. ومحط ركاب الطلبة 
من كل فج سحيق» وعرفنا أن رجلا كهوميروس لا بد من أن يحثه الشوق إليها فيقيم 
فيها زمنًا طويلا ويخالط عامتها وسوقتها فيختبر الخلق والعادةء ويتصل بالكهان 
والأحبار فيدخر ويستفيد» وثبتت لدينا صحة ذلك من كثرة مآخذه عن المصريين مما 
نبهنا عليه في مواضعه»ء ورأينا تهافت القدماء على انتحال نسبة هوميروس إليهم إذا 
شنا كل هذا ذهبت عنا غرابة هذا الزعم» ثم إذا تطرقنا إلى النظر في قولهم: «إنه ربي في 
حجر بيت عظيم الكهنة» على ما تقدم فلا يصعب علينا أن نرى في تلك الرواية تحريفا 
لنص التوراة في نشأة موسى الكليم» وكم من رواية على هذه الشاكلة وضعت لنبي أو 
عظيم» فذقلت فنُسبت إلى غيره في كل بلاد الله وتغيرت الأسماء وتحولت المجريات إلى ما 
يلائم المكان والزمان والأصل واحد. 

فلا غرابة بعد هذا في تشعب الأقوال عن شاعر يلهج الناس بذكره منذ نحو ثلاثين 
قرتاء وأن تتباين المزاعم في اسمه ولقبه ونشأته وأسرته وسيرته في صباه وشيخوخته. 
فإذا ولد اختلفوا في أبيه. وإذا دب اختلفوا في ربيبهء وإذا شب تنازعته الأمصارء وإذا 
شرع في السياحة قالوا: «رحل فقيرًا على نفقة غيره أو غنيًا على نفقه نفسه». وإذا 
أشن الهو زهب ريق إلى أخه او ا مما كار القن ,وعد يخوت ف 
الجاهلية وابن المعتز وأبي فراس في الإسلام» وقال الأكثرون: بل به مستجديًا 
مكتسبًا كزهير ولبيد والحطيئة ومتنبي ي المشرق أبي الطيبء ومتنبي المغرب ابن هاني». 
وا کو يتقوّلون في مناحي کا إلى أن تناولوه ميئاء فأماته بعضهم كمدًا ميتة 
نحوينا سيبويه» قالوا: كان شاخصًا إلى ثيبة فعرج على يوسء وإذا بفتية يصطادون 
سمگا فسألهم عن مقدار صيدهم فقالوا: «أفلتنا بعدد ما أمسكناء واصطدنا بعدد ما لم 
صظ فأعلق عليه فهم لرام وعم عليه الأمن قمات قهز 

والخلاصة أن الترجمة المعزوة إلى هيرودوتس هي لدى التحقيق أصدق ما كتب عن 
سيرة حياته. وليس في ما كتب أرسطوطاليس وإسطرابون ما ينذٌ عنها كثيرّاء وأما المدن 
اليونانية التي أدعته فللكثير منهن نصيبٌ من صحة الدعوىء قال غينيى في مقدمة معجم 
هوميروس لتيل وهاليز داروس:' «أحق البلاد بهوميروس أزمير باعتبار مولده وصباهء 
وكومة باعتبار شروعه في قرض الشعرء وساقس باعتبار نبوغه في النظم» ويوس بالنظر 
إلى بقاء وفاته فيها». 


۱۹ 


الإلياذة 
تاريخ ظهوره 


للمؤرخين أقوالٌ مختلفة في تعيين الزمن الذي ظهر فيه شيخ الشعراء وهي تتراوح 
بين بدء القرن الثاني عشر والقرن السابع قبل الميلاد» ورواية هيرودوتس القائل أن 
هوميروس تقدمه بأربعمائة سنة ما زالت أجدرهن جميعًا بالثقة؛ لانطباقها على منقول 
الثقات من قدماء المؤرخين والأثر المتصل إليهم بالتواتر. فعلى هذا يكون نبوغ هوميروس 
في منتهى القرن العاشر أو بدء التاسع قبل الميلاد أو نحو سنة ٠٠١‏ لأن مولد هيرودوتس 
كان في أوليات القرن الخامس ق.م. يؤيد ذلك: 


)١(‏ أن مؤرخي الرومان مجمعون على أن هوميروس نبغ قبل بناء رومية بقرن 
ونصف» فإذا أضفنا ذلك إلى ۷٠١‏ وهي السنة التي بنيت فيها رومية كان نبوغ 
هوميروس نحو سنة 1١1ق.م.‏ 

(۲) أن من مرويّات شيشرون الروماني أن هوميروس كان معاصرًا ليكرغس الشارع 
اللقدمونيء وقد أيّد إسطرابون تلك الرواية» وقال: «إن ليكرغس قصد ساقس طمعًا 
بمحادثة هوميروس والأخذ عنه» وعهد ليكرغس بين القرنين التاسع والعاشرء ولا يجرح 
تلك الرواية قول فلوطرخوس الذاهب إلى أن ليكرغس إنما أخذ شعر هوميروس عن حفيد 
الشاعرء فقد يمكن أن يكون ذلك في حياة الشاعر أو بعدها بقليل». 

(؟) يؤخذ من الأنساب المنقولة على قطع المرمر التي وجدت في أوائل القرن السابع 
عشر في جزيرة فاروس في الأرخبيل الرومي» والمحفوظة في مكتبة أكسفورد أن هوميروس 
كان حيًا سنة 01٠ق.م.‏ ولا غرو أن تكون تلك النقوش موضع ثقة؛ لأنها كتبت باعتناء 
حكومة أثيناء ودونت فيها أشهر حوادث اليونان من سنة ۱١۸۲‏ إلى 711ق.م. 


فإذا نفيك لدينا أن کوخ شوميرؤمن كان ف أخزيات القرح العاشن رح في الط 
أن بينه وبين دمار إليون التي سمى الإلياذة باسمها نحوًا من أربعمئة سنةء وأنه كان 
معاصرًا لأحاب ملك إسرائيل وسوا ثاني ملوك الدولة الخامسة والعشرين في مصرء وك 
هن حصن وک ف اه المن كان ق تحاف کرات ےک كاتف ما 
اليونان في أبّان سكونها بعد أن ماجت بالجالية المتدفقة إليها تدفق السيلء وهو ولا ريب 
ومن احتكاك الأفكان واكفجان القراقح يتفيس الأشيعان. 


منزلته عند القدماء 


قال إسطرابون (في الكتاب الأول والفصل الثاني من جغرافيته) «إذا قيل الشاعر عُني به 
هوميروس». وقد لقبه في أول ضفحة من الكتاب المذكور بالفيلسوف» ووضعه في مقدمة 
الجغرافيين» وقال في موضع آخر: «إن رائد هوميروس إنما كان الحقيقةء وأما الخيال 
فإنما اتخذه حلية وشّى بها شعرة؛ فبهر بها النواظر فعلقت بها الخواطرء وهذا هو السرٌ 
في شغف ناشكة اليونان كافةٌ بمطالعة شعره»." وقال في وصف أزمير: «إن من خططها 
ما يعي بالموميرويوم وفيه هيكل ونصب لهوميروسء وللأزميريين إعجابٌ به لا يفوقه 


إعجاب ولهذا صكوا نقودًا صَفرِيَّة يتداولونها وعليها اسمه ورسمه." 





الهوميرويوم أو هيكل هوميروس. 


إن في مؤلفات هيرودوتسء وفلوطرخوسء وبلینيوس» وشيشرون وسائر مؤرخي 
اليونان والرومان ممن نبغ قبل إسطرابون وبعده ما يؤيد كلام إسطرابون أو يربو عليه؛ 
وقد روى سيمونيذس ونيوكريذس أن أهالي ساقس شادوا له معبدًا وعبدوه وتداولوا 
نقوده كما فعل آهل أزميرء وزعموا أن الطائفة المعروفة بالهوميرية إنما كانت من نسله 
قالوا ذلك تأييدًا لدعواهم فيه كما قال غيرهم: «بل هي طائفة من الشعراء تحدّت 
هوميروس في النظم والإنشاد». 
وكان أرسطوطاليس في مقدمة المعجبين بهوميروسء وقد ألصق نسبه بالآلهة فقال: 
«سطت طائفة من قرصان أزمير أثناء الجلاء اليوني على فتاة من جزيرة يوس» وهي 
كبن مق أكذ الكلية عا ر که إل لدكيه فوا اقا ١‏ 


۲١ 





نقود هوميروس. 


وكان الإسكندر المقدونى كلِقًا بمطالعة منظومات هوميروسء واستكتب منها نسخة 
نقحها له أستاذه أرسطوطاليس كان يحتملها معه حيثما توجه. ثم اتخذ لها غلافًا 
خوذة مرصعة من أسلاب دارا ملك الفرس فكانت جليسه في حله وأنيسه في ترحاله 


۲۲ 


مفدمه 


يتحدى نهج مواقعهاء ويترنم ببدائعها ويتمثل بها في كل ما عنَّ له من الأقوال والأفعالء 
ولطالما كانت تعروه هزة الطرب إذا أنشد بعض أبياتهاء ولا سيما بيته القاكل بوصف 


مليكٌ بأحوال السياسة عارفٌ عزوم بصماء المعامع جِيَانُ 


ومن مأثور أقواله وهو واقف إلى قبر آخيل بطل الإلياذة: «طوياك فقد أوتيت منتهى 
السعادة بقيام شاعر كهوميروس يخلد ذكرك». 

وإنك لا تكاد تتصفح كتايًا من كتب الأدب والتاريخ مما كان يوثق به عند قدماء 
الغرب إلا رأيته مشحونًا بالشواهد المنقولة عن شاعرنا مشفوعة بالإطراء والإكبار» وكانوا 
يقتبسون من أقواله على نحو ما يقتبس اليهود من التوراة والنصارى من الإنجيل 
والمسلمون من القرآن والحديث» كل ذلك مما مهد سبيل إحلاله عندهم ذلك المحل الرفيع 
حتى تنازعته البلاد وشغفت به العبادء وعنى الملوك والعلماء بجمع شتات قريضهء 
وعكف الرفيع والوضيع على إدخاره كنرًا لا ينفد. 

وكان فقهاء اليونان ومشترعوها يتجشمون الأسفار؛ لجمع ما تفرق من تلك 
الغرر في أطراف البلاد فينظمون عقدها ويلقونها على العامة؛ تهذيبًا لأخلاقهم وتثقيفا 
لعقولهم والملوك يبذلون لهم المال عونًا لهم على بلوغ تلك الغاية. قالوا: وأول من 
فعل ذلك ليكرغس لعهد هوميروس أو بعده بقليل» وحذا صولون حذوه ففعل في أثينا 
فعل ليكرغس في إسبرطة حتى لقد كان يضطر الشعراء أن ينشدوا قطعًا متوالية من 
هوميروس؛ حفظًا لها في ذهن الأمة واستبقاءً لانتساقها على السياق الذي نظمها به 
الشاعر. وإن لفيسيستراتوس ملك أثينا يدا مشكورة في تبويب تلك المنظومات على النمط 
الذي اتصلت به إليناء فاتخذ جماعة من كبار العلماء ووسع عليهم في الرزق ليتفرغوا 
لتلك المهمة. ومن جملة مرويّات الأعصر الغابرة أنه تألفت طائفة من أدباء اليونان 
صرفت همها إلى النظر في الشعر الهوميري» فنقحته ونبذت منه الدخيل وألقته إلى 
الخلف على ما نراه عليه اليوم» وكانت تلك الطائفة مؤلفة من سبعين عاكًا مثلما تألف 
المجمع السبعيني الذي نقل التوراة من العبرية إلى اليونانية لعهد بطليموس فيلادلفيوس. 
زا العامة اا تلقت تلك الفرائد تلقيها للآي المنزلةء فكانت فكاهتها في مجالسها 
ومرجعها في مباحثها ومرماها في تثقيف أحداثها وقبلتها في غدوها وآصالها. وما انتشر 
فن الكتابة حتى انتشرت في النوادي والمنازل فوق انتشارها في أذهان الخلق» فكان 


۲۲ 


الإلياذة 


الساقط السافل عندهم من خلا رأسه أو منزله من شيء من منظومات هوميروس. وهم 
يتنافسون بحفظها ويتناشدونها كما تتناشد خاصة الفرس والجِمٌّ الغفير من عامتهم 
أقوال الفردوسي صاحب الشهنامة وسعدي صاحب الكلستان لعهدنا هذا أى كما يتناشد 
أدباؤنا الحكم والأمثال المقتطعة من أقوال نوابغ الشعراء ومما يروى في هذا الصدد أن 
الكيبياذس القائد اليوناني لم يتمالك وهو فتى أن انهال على أستاذه بالشتم ثم بلغت به 
الحدَّة أن ضربه؛ ا حكن عند 4 و من شعن ورن وهو ذنبٌ في ذلك العصر 
عظيم» ومن هذا القبيل أيضًا ما يقال عن زويلوس الكاتب إذ تصدى لانتقاد هوميروس 
في القرن الرابع ق.م. فقامت الأمة وقعدت وقبضت على المنتقد وصلبتة ثم رجمتة رجمًاء 
ومهما يكن من صحة هاتين الروايتين ففيهما من المعنى ما لا يخفى على اللبيب. 

ولا يظننَّ المطالع أن هوميروس إنما نال تلك الحظوة عند قومه وبني ملته. بل كانت 
هذه منزلته عند الرومان ومن وليهم من أمم الغرب» فاللاتين كانوا يترنمون بأقواله 
ترنمهم بشعر نابغتهم فرجيليوسء وما فرجيليوس إلا نابغة من مريدي هوميروس 
شغف بتلاوة شعره» وكان شاعرًا بليغًاء فنظم الإنياذة على نسق الإلياذة» وأجاد في تحدي 
أستاذه» وأما أمم أورويا فإنها أقبلت على ذلك الشعر منذ نشأتهاء ولم يتخلل إقبالها فتونٌ 
إلا عقون د أعوام معدودات في بدء النصرانية كما سنبين في باب نقل الإلياذة إلى العربية» وفي 
ما سوى ذلك كانت منظومات هوميروس ولا تزال عندهم في المنزلة الأولى بين منظومات 
البشر أجمعينء وكان بعض العامة من الإفرنج في القرون الوسطى يتخذون منها الأحراز 
والتعاويذء ويلجئون إلى استخراج المغيبات مما ا من معاني الأبيات التي تبدو 
لهم إذا فتحوا كتابه أيّا كانت» وأبلغ من كل ذلك أن لفيفا من الأطباء المشهود بعلمهم 
كانوا يعالجون بعض المرضى بالشعر الهوميريء فإذا ا علاجًا للحمى الرباعية 
أمروا بوضع نسخة من النشيد الرابع من الإلياذة تحت رأس العليل. 

تلك كانت منزلة هوميروس عند اليونان والرومان ومن وليهم من أمم أورويا. 


رأي المتأخرين فيه 


له يول ال الموسرى :فق ا الأزل مين متظلوماف الشعرات ول كين كني الاب 
والتاريخ والشصر كتاب: تداولته الأيدي .وتناقلته الالسن» وامشفهد يه الأذياة. والكتية 
والؤرخون ونقل مرارًا متوالة إلى معظم لغات الحضارة نثرًا وشعرًا كديوان هوميروس 


٤ 


ومما يذكر في هذا الصدد اعتراض بعضهم على إنفاق الساعات الطوال في إلقائه 
طلبة جامعة برلينء فلما بلغ ذلك الاعتراض ولهلم الأول قيصر ألمانيا قال: «دعوا الأساتذة 
يكثروا من تلقين شعر هوميروس فإن الآمة التي يرسخ في ذهنها وصف صبا الأمم 
على ما يبسطه هوميروس لا يسارع إليها العجز والهرم». ومن أقوال رينان الفيلسوف 
الفرنسي الحديث: «إذا مر على عهدنا ألف عام انقرضت جميع التآليف التي بين أيديناء 
ولم يبق منها إلا كتاب واحد وهو ديوان هوميروس» وإذا كان المتقدمون قد أطلقوا عليه 
لقب «الشاعر» فقد لقبهُ المتأخرون «بأمير الشعراء» وما انتقاد بعض الكتَّاب فقرات 
متفرقة من شعره إلا مَدعاةً لزيادة انتشاره واتساع شهرته. 


- 


فما سام الشمس العُلى حطّة ‏ غمامٌ يستر أذيالها 


وأما بنو الشرق فهم وإن جهل معظمهم اسم هوميروس فضلًا عن وجود منظومات 
له إلا أن ذوي الاطلاع من متأخريهم قدروه حق قدره كما أن بعض علمائهم في الزمان 
اا غ دا م اف هذا الخصي قروو 
إلى نقله إلى العربية» ويُذكرني هذا حديتًا مع منيف باشا ناظر المعارف العثمانية قال في 
أثنائه: «لى أن الشاعر العرمي القاظ: كأني أُميروسٌ لدين محمد ... عمل حقيقة للشرق 
ما عمل هوميروس للغرب لما تعدانا الغرب هذا الشوط البعيد». وقد غاب عنه وعني 
عرفان ذلك الشاعرء ومما قاله لي السيد جمال الدين الأفغاني في محضر AR‏ 
ليسرنا جدًا أن تفعل اليوم ما كان يجب على العرب أن يفعلوا قبل ألف عام ونيفٍ. ويا 
حبذا لو أن الأدباء الذين جمعهم المأمون بادروا بادئ بدء إلى نقل الإلياذة» ولو ألجأهم 
ذلك إلى إهمال نقل الفلسفة اليونانية برمتها». وسأذكر في باب «الإلياذة» سبب إغفال 
ا 

ذلك قول عامة المتقدمين والمتأخرين وخاصتهم في هوميروس وشعره» أما الشعر فلا 
سبيل إلى إنكاره لأنه موجودٌ يُتلىء وأما هوميروس نفسه فقد قامت طائفة من الباحثين 
في أواخر القرن الثامن عشر بزعامة ولف الألماني» وتألبت على إنكار وجوده بتاتاء وما 
لبث مذهبهم أن انتشر انتشار الشرار ثم ما لبث أن خبا حَيْوَهُ على ما سنبسطه في الكلام 
على الإلياذة. 


الإلياذة 


قول العرب فيه 


ليس في ما بين أيدينا من التآليف العربية ما يشير إلى أن ديوان هوميروس تقل إلى 
لغة العرب» فهو بلا ريب لم يُعرّب وإن كان معروفًا عند خاصة العلماء في بغداد لعهد 
العباسيين إذ كان يتناشده الأدباء من نَقلة الكتب المقربين من الخلفاء بأصله اليونانى 
ونقله السريانيء والظاهر أن الإلياذة كانت منتشرة بين الخاصة في بلاد الفرس والكلدان 
في زمن الدولة العباسية؛ لأن ثاوفيلس الرهاوي الذي نظمها بالسريانية كان منجم المهدي 
ثالث خلفائهم كما أثبتنا في حواشي الإلياذة (ن؟). قال ابن أبي أصيبعة في كتابه «عيون 
الأنباء في طبقات الأطباء» نقلا عن يوسف بن إبراهيم في ترجمة حنين بن إسحاق أثناء 
تنكّر حنين وهو عاكفٌ على درس الطب:؛ «فتبنّت خرشي (جارية الرشيد الرومية) ذلك 
الغلام (وهو إسحاق المعروف بابن الخصي) وأدّبته بآداب الروم وقراءة كتبهم؛ فتعلم 
اللسان اليوناني علمًا كانت له فيه رئاسة» فكنا نجتمع في مجالس أهل الأدب كثيرًا 
فوجب لذلك حقه وذمامه» واعتل إسحاق بن الخصي علة فأتيته عائدّاء فإني لفي منزله 
إذ بصرت بإنسان له شعرة قد جللته :وقد ستر وجهه عني ببعضها وهو يترد ویذشد 
شعرًا بالرومية لأوميرس رئيس شعراء الروم فشبهت نغمته بنغمة حنين» وكان العهد 
بحنين قبل ذلك الوقت بأكثر من سنتينء فقلت لإسحاق بن الخصي: هذا حنين فأنكر 
ذلك إنكارًا يشبه الإقراره فهتفت بحنين فاستجاب ليه. ۰ 

فيؤخذ مما تقدم أن اليونانية كانت معروفة لذلك العهد في بغداد تقرأ وثدرّس حتى 
في بيوت الخلفاءء وأن منظومات هوميروس كانت معروفة فيها بين المشتغلين بلغات 
الأجانب ومعظمهم إذ ذاك من النصارى. 

وأما سائر ما ذكر عن هوميروس في كتب العرب فليس إلا شذرات مقتطعة من 
كتب اليونان المعرّبة برعاية العباسيين والمؤلفات التي وضعها كبار الْعرّبين والمؤلفين من 
الكلدان؛ كابن ماسويه؛ وابن الخصيء وحنين بن إسحاقء مثال ذلك قول ابن أبي أصيبعة 
في عيون الأنباء: «وكان الشعراء في ذلك الزمان على ما ذكره حنين بن إسحاق أوميروس 
إلخ».* وقوله في ترجمة أرسطوطاليس: «ومن كتبه كتاب في مسائل من عويص شعر 
أوميروس في عشرة أجزاء».' وقوله في ترجمة جالينوس عند ذكر الكتب التي اعترض 
حنين بن إسحاق على نسبتها إليه: «ومنها كتاب الطب على رأي أوميرس»." ومن هذا 
القبيل قول البيروني: «أميروس المتقدم عند اليونانيين كامرئ القيس عند العرب»." 
ومثله قول ابن خلدون في مقدمته:* «إن الشعر لا يختص باللسان العربي بل هو موجود 


51 


مفدمه 


في كل لغة سواء كانت عربية أو عجمية» وقد كان في الفرس شعراء وفي يونان كذلك؛ 
وذكر منهم أرسطو في كتاب المنطق أوميروس الشاعر وأثنى عليه». ومثله قول ابن أبي 
أصيبعة:١'‏ «قال أفلاطون وقد كان مارينون (أغاممنون) ملك اليونانيين الذي يذكره 
أوميروس الشاعر باسمه وجبروته» وما تهياً لليونانيين في سلطانه رُمي بشدائد في زمانه 
وخوارج في سلطانه». ويدرج في هذا الباب قول الشهرستاني:١١‏ اون الشاعر من 
القدماء الكبار الذي يجريه أفلاطون وأرسطوطاليس في أعلى المراتب» ويستدل بشعره 
لما كان يجمع فيه من إتقان المعرفة ومتانة الحكمة» وجودة الرأي وجزالة اللفظ». وأما 
الشواهد التي أوردها الشهرستاني من كلام هوميروس في كتاب «الملل والنحل» والبهاء 
العاملن:ق «الكتفكول» فلا شك أن فنها احفاطا افتکا عن تكو .ما كر لكاب 
ا أكثر ما استشهدوا به من كلام الأعاجم. 

وقد أكثر أبى الفرج الملطي المعروف بابن العبري من ذكر هوميروس في تاريخه 
حتى دون حكايته مع ماجن سأله أن يهجيه طمعًا في الشهرة من وراء ذلك الهجو فأبى 
هوميروس؛ فتهدده بالشكوى إلى رؤساء اليونانيين فضرب له هوميروس مثل الكلب الذي 
نكل الأسد عن مبارزته» فقال الكلب: «سأمضي إلى السباع فأشعرهم بضعفك» فأجاب 
الان كفن اناغ الكت حي إل مخ أن الوق ها ها 

وإخلاضة القول: أن, ومروس كان اله شان مذكوق عند نقلة :الكتيه من بان 
الخلفاء. ولكن إلمام أدباء العرب بأقواله كان إلامًا ناقصًا بقى منحصرًا في أفراد 
مويق مق كنا ن او وها ا ات ادها لم تقر 


منظوماته 
نقصر الكلام في هذا الباب على الإلاع إلى ما نسب لصاحب الإلياذة من الشعر مما ثبت 
له ومما لم يثبت» وأما البحث في شعره من حيث هو وأساليبه وطرائق نظمه وتشابيهه 
واستعاراته وفائدة ذلك للعلم والتاريخ والآداب» فنستبقيه إلى الكلام على الإلياذة يُعَيْد 
هذا. 

إن لهوميروس منظومات كثيرة لا غرو أن يكون المفقود منها شيمًا كثيرًاء فإن 
العلماء ما زالوا حتى الآن يعثرون حينًا بعد حين على قطع مبعثرة في عاديات القدماء 
من تلك القطع المختزنة في دفائن الأرضء وإن العهد لقريب بالعثور على مقاطيع مكتوية 
على ورق البردي في عاديات مصر مما لم يدرج في ديوانه» على أن درة تلك القلادة إنما 


۲۷ 


الإلياذة 


هي الإلياذة بلا خلاف. بل هي كانت ولا تزال درّة عقد ما نظم الشعراء في كل عصر 
وبلاد مما تقدم زمن هوميروس وما تأخر عنه. 

الأوذيسية 

ويتلوها الأوذيسية وهي ملحمة تقصر عن الإلياذة بضعة آلاف من الأبيات يغلب على 
الاق أن الشاهو لم ا وة ومو وها وة وتن أكداء وة إل بلاده رحد 
انتهاء حرب طروادةء والقصة بأجمعها لا تتناول إلا أربعين يومًا ولكن فيها من الحقائق 
وتنوع المباحث ما يكاد يعادل الإلياذةء وهي كشقيقتها في أربعة وعشرين نشيدًاء ولكنها 
باعتبار وقائعها تقسم إلى أربعة أقسام؛ يشتمل القسم الأول منها على ما حصل لأوذيس 
في منتهى المدة الطويلة التي نزل بها على الإلاهة كاليبسى في جزيرة أوجيجياء وعشاق 
امرأته ساعون إذا ذاك في تبديد ثروته وتقويض دعائم ملکه» وابنه تليماخوس وهو فتى 
يافع مهتم في إحباط مساعيهم حتى إذا أعيته الحيلة شخص بإيعاز آثينا إلاهة الحكمة 
إلى فيلوس وإسبرطة متطلعًا أخبار أبيه. وفي القسم الثاني وصف مغادرة أوذيس لجزيرة 
أوجيجيا وبلوغه بلاد الفاقيين حيث نزل وقص عليهم خبره» ثم غادرهم إلى إيثاكة مقر 
حكمه» وفي القسم الثالث تفصيل الخطة التي اختطها هو وابنه تليماخوس في منزل 
خادمه الأمين الراعى أفميوس للضرب على ا أولتك البغاة» وفي القسم الرابع وصف 
انتقامه منهم وك رار في ملكه. 


معارضة الأوذيسية بالإلياذة 


إن بين الأوذيسية والإلياذة شبهًا كبيرًا في النهج والسياق مما يدل على أن الناظم واحدء 
تكلتاهما قائمة:عل أساس بسيط مرجعه إل موضوغ: واحده فف الإليآذة وكيد أخيل» 
وفي الأوذيسية «رحلة أوذيس» وعلى هذين الأمرين مدار جميع حوادث الروايتين يما 
تخللهما من القصص والتاريخ» وما وراء الطبيعة ودونهاء وكل واحدة من الروايتين 
منحصرة الوقائع في أيام قليلة في منصرم أعوام طوالء فالإلياذة لا تتناول سوى ستة 
وخمسين يومًا من حصار عشر سنين» والأوذيسية لا تتجاوز في مدتها الأربعين يومًا من 
رحلة أوذيس» وكما أن مطالع الإلياذة يلم استطرادًا بتاريخ ذلك الحصار وما تقدمه 
وما وليه» ويتمثل حالة البلاد بالنظر إلى التاريخ والجغرافية والدين والآداب والأخلاق 


۲۸ 


مفدمه 


والعادات» فكذلك يحيط مطالع الأوذيسية علمًا بما لقى أوذيس في تلك الرحلة منذ نزل 
بكاليبسو فشغفت به وأمسكته في جزيرتها سبعة أعوام» ويقف على حالة البلاد التي 
ألقته الأقدار إليهاء وينزل إلى أعماق الجحيم» ويصعد إلى أعالي السماوات» ويطوف حول 
الأرضين تطواف الشاهد البصيرء وكلتاهما متماسكة الأجزاء متراصة المعاني لا تقراً 
نشيدًا منهما إلا أنست به نفس سائر الأناشيدء ومع هذا فقد يُعترض على وحدة الناظم 
بما بين اللحمتين من التباين في قوة التركيب وحدة التصور وجزالة اللفظء فإن الإلياذة 
في كل ذلك فوق شقيقتهاء وإنما هو اعتراض مردود بثبوت أن الإلياذة متقدمة على 
الأوذيسية نظمها الشاعر في أبان عمره ومخيلته على نضارتها ومادته بمعظم غزارتهاء 
ولكن في الأوذيسية من إصابة المرمى» وسداد الرأي» ورسوخ الحكم» وسعة العلم ما لا 
يقصر عما في الإلياذة. 


سائر منظومه 
وأما سائر المنظومات المعزُوّة إلى هوميروس فسواء ثبتت له أو لم تثبت فلا تزيده 
رفعةٌ وشأنًا بل خيرٌ له أن لا تكون له» والراجح عند أهل التحقيق أنها من غير نظمهء 
إن نسب هيرودوتس بعضها «كحرب الضفادع والفيران» و«حرب الزرازير» وجماعة 
«الكركوفة» وهى قصائد لا تتجاوز المئات من الأبيات» وليس فيها شىء مما يدل على 
أنها من نتائج تلك القريحة السيالة والذهن المتوقد. ونسبتها إلى الإلياذة والأوذيسية 
كنسبة بعض قصائد المتنبى المنظومة في صباه والمثبتة في أول ديوانه إلى سائر قصائده 
الرائعة. وقد ذهب أرسطوطاليس إلى أن هوميروس نبغ في الشعر الهزلي نبوغه في الشعر 
رحلة مرجيتس الغني المتغطرس» ولم يبق منها إلا أجزاء متقطعة. 

ومما ينسب إليه أيضًا ثلاثة وثلاثون مزمورًا ترنم فيها بمدح الآلهة» وقص فيها 
بعض آخبارهم» وترسل بالابتهال إلى أفلون» وعطارد (هرمس) والزهرة» وذيميتير, 
والمريخ (آريس) وأثيناء وهيراء وهرقل قلب الأسد» وإسقليبيوس إله الطب» وهيفست إله 
النارء وفوسيذ وزفس» والشمس والقمر والأرض وهم جرًا. 

وقد نسبوا إليه أيضًا بعض مقاطيع وأهاجي في أبيات قليلة» والأظهر أن تلك 
المقاطيع والزبور وأشباهها مما ألصق بديوان هوميروس لجهل رواتها أسماء أصحابها. 


۲۹ 


الإلياذة 


الإلياذة أو الإلياس نسبة يونانية إلى إليون عاصمة بلاد الطروادء وهي الملحمة التي نحن 
بصددها وضعها هوميروس على أسلوب بسيط ويناها على موضوع واحد هو «غيظ 
آخيل أو احتدامه» ونهج بها نهجًا متناسقًا قص في أثنائه حوادث متسلسلة لا تتشعب 
وقائعها بتعدد الأشخاص مهما كثروا وكثرت. فهي بهذا المعنى سلسلة واحدة من أولها 
إلى آخرهاء وهو مذهب معظم الرواة والقصّاصين من القدماءء ولا سيما الشرقيين لميلهم 
إلى البسيط من القصص بخلاف رواة الأوروبيين في الأعصر الحديثة فإنهم يفرّعون 
الحوادث ويكثرون من تدخل الأشخاص بوقائع متشعبة مما يتول في نظرهم إلى زيادة 
تفكهة القارئ» ولعل المتأخرين مصيبون برأيهم هذا في الزمن الحاضر وخصوصًا؛ لأنهم 
بعد انتشار فن الطباعة أصبحوا في غنَّى عن استظهار أقاصيصهم على نحو ما كان 
القدماء يحفظون رواياتهم حرقا حرفًا عن ظهور قلوبهم. ومعلوم أن البسيط المتناسق 
أسهل حفظًا من المركب المتشعب. 

ولا بد لنا قبل بسط موضوع الإلياذة من الإلماع إلى حرب طروادة تلك الحرب التي 
خلد هوميروس ذكرها باقتطاع شذرة منها موضودهًا لأناشيده. 

كانت مملكة طروادة أثناء تلك الحرب ممتدة من جنوبي آسيا الصغرى إلى 
الهإِسْيّنْطُس وهو مضيق الدردنيل» وملكها فريام وقاعدتها إليون» وتدعى أيضًا طرويا 
(أى طروادة) وقد عفت آثارها منذ قرون» ولكنه قد يؤخذ مما توصل إليه بالبحث أنها 
كانت واقعة في سفح الجبل القائمة عليه الآن قرية بونار باشي. 

أما بلاد الإغريق فكانت ممالك صغيرة تتحالف أحيانًا وتتشاق أخرىء وبينها وبين 
بلاد الطرواد صلة تجارة ونسب» وحدث أن منيلاوس ملك إسبرطة غاب عن عاصمته في 
مهمّةء وأن فاريس بن فريام أوفد برسالة إلى إسبرطةء فنزل ضيفا على منيلاوس وهو 
غائب وما زال بهيلانة امرأة فاريس حتى استهواها فأحبته ووافقته على الفرار معه إلى 
بلاده. فقامت الإغريق وقعدت لذلك النباً. ولا أعيتهم الحيلة في استخلاص هيلانة تأهبوا 
للحرب» واستصرخوا جميع قبائلهم؛ ففزع إليهم القاصي والداني» وعقدوا لأغاممنون 
أخي منيلاوس وملك ميكينياء فكانت الرئاسة إليه منذ نشوب الحرب إلى أن خبت جذوتها 
بدمار إليون» فساروا جيشًا كثيفا يعيشون في بلاد الطرواد يخربون المدائن ويقتلون 


۳. 


الرجال» ويسيون النساءء وينهبون الأموال إلى أن بلغوا إليون العاصمة فحصروها وأقاموا 
على حصارها عشر سنين. فساءت حال الفريقين» ونفدت الأرزاق ويادت المقاتلة» وكاد 


الإغريق ينثنون إلى أهلهم ويقنعون بسلامة من بقي منهم لو لم يوافهم داهيتهم أوذيس 


بخدعة مكّنتهم من فتح إليون. 
موضوعها 
تناول هوميروس أيامًا قلائل من السنة العاشرة لحصار إليون وينى عليها منظومته 
وشرع فيها بقوله: 
رية الشعر عن آخيل بن فيلا أنشدينا وأروي احتدامًا وبيلا 


إا هه إن أنه ون حول "ذلك ادام نة اتقه إلى أن که وهو موصو 
کا بعفية او ا ا ويعجبون لقريحة علقت به؛ فأنتجت نحوًا من 
ستة عشر ألف شطر أو شعر مع أ ن معلقة امرئ القيس ومطلعها ينبئ بمجموع أوسع 
وموضوع أجمع تقصر بجملتها عن مئة بيت. وإنك مع هذا إذا طالعت الإلياذة كلها لا 
تكاد ترى فيها حشوًا ولغوا بل لا تتمالك أن تستزيد منها في مواضع كثيرة. 

وحمل القصة أنه كان :فق« جملة السيايا“قتاة جما وفعت ن يدهم آخيل عة 
الإغريق» فانتزعها منه أغاممنون زعيم الزعماء واستخلصها لنفسه فعظم الأمر على 
آخيل وكاد يبطش بأغاممنون لولا أن أثينا إلاهة الحكمة هبطت من السماء وصدَّته قسرًاء 
فانكفاً عنه واعتزل القتال هو وعشائرة. فحمي وطيس الحرب بين الإغريق والطرواد 
وأخيل في عزلته يتحرق غيظًا؛ فاشتدت عزيمة الطرواد لاحتجاب آخيل فنگلوا بالإغريق 
في مواقع كانت الغلبة في معظمها لهم» فلما ثقلت الوطأة على الإغريق أوفدوا الوفود 
استرضاءً لأخيل فما زاد إلا عتوًا وكبرّاء فوقعت هيبة هكطور زعيم الطرواد وابن ملكهم 
فريام في قلوب الإغريق وما زالت تتوالى له الغلبة بعد الغلبة حتى كاد يحرق سفائنهم 
ويردهم خائبين. وكان لأخيل صديق حميم هو فطرقل فتى جمع بين كرم الخلال وبسالة 
الأبطال صحب آخيل في معتزله» وهو مع هذا يتلظى أسى لنكبة قومه ويستفز أخيل 
للكقة مردكت 0 واخبل: كالسدو الأعلم ا يقن :ونان تدك الأينة سن الافروق 
وكاد يقضى عليهم جعل فطرقل ينتحب كالطفل؛ فأذن له آخيل أن يتقلد سلاحه ويحمل 


۳١ 


الإلياذة 


على الطرواد يجند المرامدة قوم أخيل. فحمل عليهم حملةٌ مزقت شملهم وردّتهم على 
أعقايهم, وإذا به خر خنّ قتيلا أمام هكطور فدارت الدائرة يموته على قومه فولوا مدبرين 
وهكطور يضرب في أردافهم» ولما علم آخيل بموت فطرقل قتيلا تسعر حزنًا على حليف 
وده» والتهب حقدًا على الطرواد وتحول غضبه من عن الإغريق إليهم» ونهض للأخذ 
بالثآر فصالح أغاممنون وأغار على الطرواد فبطش بهم بطش الأسود بالحملان؛ فلاذوا 
بالفرار وتحصنوا في معاقلهم ما خلا هكطور فإنه برز له فقتله آخيل ومتٌل به ولكنه 
ما لبث أن سكن جأشه وخبا غيظه. فانقلب ذلك الغيظ رفقا وعطفا إذ رق لشيبة فريام 
فألقى إليه بجثة ابنه وسيِّرةُ آمناء فانتهت القصة بسكون وسلام. 


ذظه | وتناقلها 
إذن E‏ ذة أن تكون ا ن تكون نظمت 
مختلفةء فهذا نقلها العربي وما هو بالشيء المذكور إزاء الأصل اليوناني» وقد نظم في أربع 
من قارات الأرض. ولا فرق أن يكون الشاعر نظمها تطرَّيًا بمعانيها أو تطلَيًا بأغانيها. 
تلك جميعها مباحث لا فعل لها في جوهر الإلياذة» فليس لنا هنا أن نطيل النظر فيها. 
وإنما يجب النظر في طريقة اتصالها على سعتها من السلف إلى الخلف. 

ذهب برتلمي سنت هيلر" إلى أن اليونان كانوا يكتبون لعهد هوميروس» وهو قول 
لم يؤيده أثرٌ حتى الساعة. ومع هذا فعلى فرض صحة هذا المذهب فإن الكتابة عندهم 
E‏ طفوارة لا كاد تنسع إلا اقدوين ما عظع من E E‏ لخلفت 
ولو أثرًا وا ضا کیا لفن ف م ونايل: فلا ريب إذن أنها إنما حُفظت أو في أذهان 
الرواة فتناقلوها جيلًا عن جيل. 

وقد يُستغرب تناقل الإلياذة في أول أمرها استظهارًا على ما فيها من كثرة الأبيات 
واتساع المباحث وتنوع الأحاديث. على أنه يتضح لدى التروي أن ذلك الاتساع كان من 
مسهلات حفظها وعلوقها في ذاكرة المنشدين. وهو ثابتٌ أن الإنشاد مهنة كانت ولا تزال 
شائعة بين أجيال شتى من الناس. وكان للرواة والمنشدين منزلة يحسدون عليها؛ ولهذا 
تطالٌ إليها كل ذي علم واسع وذاكرة نيرة. وكثيرًا ما كانت باب رزق لكل ضرير کف 
نظره» فتحوّل نور بصره إلى بصبرته» فادخرت في محفوظها ما تقصر عن رسمه أقلام 
الخطاطين. 


۲۲ 


مفدمه 


ذكر سقراط وأفلاطون وغيرهما أن المنشدين كانوا يتهافتون إلى مجتمعات الناس 
في أثينا وسائر مدن اليونان فينشدون ما حفظوه من الإلياذة وغيرهاء وكان قيام هؤلاء 
المنشدين بين العامة والخاصة من لوازم كل احتفال وطني وعيد ديني. فتُقام لهم 
في أثينا وساقس وتيوس وأرخميناء ومدائن أخرى أسواق كسوق عكاظ ومربد البصرة 
يتناظرون فيهاء وتعدٌ لهم الجوائز السنية فيحرزها المبرّز منهم» ويحرص عليها حرص 
الفائز بإكليل الغار بعد الانتصارء ولطالما كان يجنح الواحد منهم إلى التغنى بيبطل 
معين أو رواية مخصوصة: فيفني العمر بإلقائها حينًا بعد حين على ما هو اليوم شأن 
القصّاصين في مصرء وير الشام» والأقطار العجمية, ويؤخذ على ذلك دليل من نفس 
هوميروس إذ أنطق أوذيس في الأوذيسية (ن )١١ - ٩‏ بما يربو على ألفين ومئتي بيت 
نقسًا واحدًا. على أنه لا يلزم مما تقدَّم أن راويًا واحدًا ينشد الإلياذة كلها أو يحفظها 
لهذا الغرض. 

وقد أسهب متفرد؟' وغروت" وغيرهما في ذكر الأدلة الساطعة على إمكان بقاء 
الإلياذة محفوظة في الأذهان قبل شيوع الكتابة مما لا متّسع لنا لنقله» وحسبنا إيراد 
شىء من الأدلة الحديثة منهاء وما يتصل بأزماننا مما يرتاح إليه قراؤنا ولا سيما العرب 


العميان وإنشاد الشعر 


بحث فوزيل"' في الأغاني اليونانية في الأعصر الأخيرةء فقال في مقدمته: «أنها لا تزال على 
ما كانت عليه في سالف الزمنء والغريب أنها بقيت مهنة العميانء وهي مهنة تحببهم إلى 
الناس بل تجعل لهم مقامًا ذا نفع بالنظر إلى حالة الأمّة وأخلاقها وتصوراتهاء وشأنهم 
التنقل من بلد إلى آخر فيطوفون أطراف بلاد اليونان وجزرها وهمُهم استظهار جميع 
ما وسعه ذهنهم من الأشعار والأناشيد القديمة والحديثةء فكلهم يعرف منها شيدًا كثيرًاء 
ويبلغ ما يحفظه بعضهم إلى حد الغرابة والإعجاز. فإذا ذخروا هذه الأغانيء فإنما 
ادخروا كنرًا ثمينا يطوفون به فيلقونه بضاعة ذات قيمة وحيثما حلوا اجتمعت الناس 
إليهم» فيأخذون لوالإنشاة :نما واف القام ويتحيشون :يما يتفتكيم ده ا 
في الغالب يؤثرون الإنشاد بين عامة الناس؛ لأن العامة أكثر إقبالًا عليهم وأقل تعننًا 
في انتقاء المواضيع» ولا يزالون كما كانوا لعهد هوميروس يتغنون على نغم القيثارة أو 
الكتّارةء وهم فئتان: فئة تنشد محفوظها من شعر الشعراءء وهي الفئة الكبرى» وفئة 


5 


الإلياذة 


قليلة تنشد من محفوظها ومنظومها وهي أرفع منزلة وأوسع جامًاء وهكذا فإن هؤلاء 
المطريين هم الآن كما كانوا في القدم رواة الأخبار والتواريخ وشعراء الآمة». 


حفاظ الشعر عند سائر الأمم وخصوصًا العرب 
قال غرمٌ:"" «إن الألمان كانوا يسلكون هذا المسلك وإن الأناشيد الجرمانية كانت تنشد 
كأناشيد اليونان على نغم القيثار». 

ومن قول فوريل أيضًا:" «إن الروايات والقصص كانت تنشد في فرنسا على هذا 
النمط في القرنين الثاني عشر والثالث عشرء وكان الراوي إذا أراد الإنشاد دعا الجماعة 
إلى استماع أغنية تاریخ جميلة (une belle chanson dQ’histoire)‏ ثم يتغنى على نغم 
شبّابة عربية ذات ثلاثة أوتارء وإذا أخذ فيه العياء ظل ينغم زمنًا بلا إنشاد. تلك كانت 
الوسيلة المثلى لإلقاء الروايات والأقاصيص». 

ونقل إلكسندر شدزكى:"" «إن حفاظ العجم يتلون لك من شعسر شعرائهم ما لا 
تكاد تصدق أن ذاكرة تعيه لكثرتهء فقد يظل المنشد يتغنى بأشعار الشهنامة (وهى 
إلياذة الفرس) نهارًا كاملا» وما أدراك كم بِينًا يقال في نهار. 

أما العرب فلم يكن في أَمَّة من أمم الأرض شأنْ للإنشاد أرفع منه عندهم» وهذه 
أخبار عكاظ والمريد تملا الأسفار بصرف النظر عن أخبار الشعراء المنبثين في كل أصقاع 
البلاد العربية لا مهنة لهم إلا إنشاد الشعر. وهذه أخبار الخلفاء. وقد كان ما يجيزون 
به الشعراء من أبواب النفقة الطائلة مما لا يبقى معه ريب أن إنشاد الشعر كان الضالّة 
المنشودة والمفخرة التي يتسابق إليها الرفيع والوضيع. 

وإذا طالعت أخبار الشعراء المترجمين في كتاب الأغاني وغيره رأيت بعضهم 
كهوميروس أميين لا يقرءون ولا يكتبون؛ بل ربما احتاج أبلغهم إلى قارئ صغير كما 
فعل طَرّفة بن العبد والمتلمس أثناء شخوصهما إلى عمرو بن هند ملك الحيرة إذ اضطرا 
إلى استرضاء غلام حدث ليقرأ لهما كتايّاء وكلاهما من فحول الشعراء (شرح الإلياذة 
ص: 555) وهؤلاء أصحاب المعلقات والمجمهرات والملحمات كان فريق كثير منهم أميًا. 

وأما مبلغ الذاكرة عندهم فمما لا يفوقه شىء في أخبار اليونان والرومان والإفرنج؛ 
وفي أخبارهم ما لو حذف منه شيء كثير لربا باقيه على مرويّات اليونان قديمهم وحديثهم. 
فإذا علمت أن أبا العلاء المعري سمع محاورة إسرائيليين بالعبرية» وهو في شأن غير 
شأنهما ثم طلب بعد مدة مديدة للشهادةء فأعاد تلك المحاورة وهو لا يفقه من العبرية 


٤ 


حرفًا - إذا علمت ذلك فما ظنك تعي ذاكرته من الشعر لو توخَّى الحفظ - وإذا 
قيل لك أن الإلياذة مؤلفة من زهاء ستة عشر ألف بيت؛ فيصعب الأخذ بقول القائلين 
أنه أمكن استظهارها فما بالك لو سمعت ما ذكروا عن غرائب حافظة حمّاد الراوية إن 
امتحنه الوليد بن يزيدء ووكّل به من يسمع إنشاده فأنشد تباكًا ألفين وتسعمائة قصيدة 
من شعر الجاهلية. أو لو قيل لك أن الأصمعي كان يحفظ ستة عشر ألف أرجوزة كاملة 
ما خلا القصائد والمقاطيع وأخبار العرب بدوهم وحضرهم. ودا قول مهما انس فيه 
من المبالغة لا يخلو من صحة بعضها كافٍ لإثبات ما نتوخاه. 

هذا وإني ممن يعتقدون انحطاط قوى الذاكرة وارتقاء قوى المخيلة في أزماننا هذه 
بتاء على الناموس القاضي بترقي القوى البشرية وانحطاطها بكثرة المزاولة وقلتها. ومع 
هذا فالحافظة مهما ولدت خاملة لا تلبث أن تقوى بالمثابرة على الاستظهارء فمثلها في 
تدرّجِها من الضعف إلى القوة مثل يد النجار والحداد وقلم الكاتب. وفي عصرنا هذا 
من حفاظ التوراة والإنجيل والقرآن مئات وألوف عرفت بعضهم بالذات» ولقد طالما 
اضطررت في حين من الزمن إلى مراجعة خبر أو آية في التوراة وإلى جانبي المرحوم المعلم 
داود الحاج» 55 إذا ذكرت له طرقا ا أشار فورًا إلى السفر والفصلء وكثيرًا 
ما كان يعيّن العدد؛ فأتصفح الكتاب فإذا هو كما قال. وحفظة القرآن منتشرون في كل 
صقع من بلاد الإسلام» ومنهم الجم الغفير من كفيفي البصر كرواة سائر الأمم. ويقال 
مثل ذلك في حفظة الإنجيل من المسيحيينء ولا سيما وغاظ الإنجيليين. 

أما رواة الشعر فهم في البلاد الشرقية أكثر منهم في أقطار الغرب حيث قضت 
الكتابة على الاستظهار القديم» وقد شهدت بنفسي مصداق قول شدزكو في منشدي 
الفرسء فإذا جلست إلى الواحد منهم وهو ينشد شعر الفردوسي أو جلال الدين الرومي 
أو قصص كلستان سعدي شعرًا ونثرًا لظننته يتلو كتابًا يتصفحه حرفا حرفًا. 


1 


وإذا جلت في بادية العرب وسمعت منشديهم ينشدون على نغم ربابتهم ألوفا من 
الأشعار قلت: تلك كنارة هوميروسء وهؤلاء لا أولتك هم المنشدون الذين ذكرهم سقراط 
وأفلاطون, کک ا وفوريل» e‏ 

وليس بالأمر اليسير بإزاء ما 0 0 زجالي مصرء 00 لبنان» وشعراء أهل 
الأرياف في إسبانيا والبرتغال» فقد استبقت الذاكرة بضع قصائد بل مطالع من معنى 


o 


الإلياذة 


اللقداين kL e‏ ستنشدتها بعضهم في 
الصيف الماضي فإذا هي عندهم على حالها لم تزد ولم تنقص 

وقد ذكر كتاب الإفرنج كثيرين ممن عُنوا بحفظ كتاب أو منظومة فما لبثوا أن 
أدركوا بغيتهم كما كولي (لاصعة۷) الذي أنشد نصف منظومة ملتن الإنجليزية في 
الفردوس الغابر. وإذا ساغ لي أن أذكر لنفسي ولرفاقي في الصغر مثلا من ذلك قلت: إننا 
E‏ البخفط مكمه تملتن المذكورة بحص فس ل کی مورك كشن كاقل مدا 
وهف الثاني هيع ق غير مين مق مقطوقة فة البخيرة لول متكت وكان أستاذنا 
العم المرحوم المعلم بطرس البستاني يشوقنا إلى حفظ ألفية ابن مالك وما زال بي حتى 
استظهرتها واستنشدني منها مئتي بيت تباعا في حفلة امتحان. 

ولیس ما أذكره في هذا الباب على سبيل الاستطراد شيئًا مذكورًا بإزاء محفوظ 
الرواة الذين لا همَّ لهم إلا اختزان الشعر والقصص في حوافظهم» فالمنظومات فيها 
كالمتاع المنضود في حانوت حافل بأصناف المنسوجات ينشرون منها ما شاءوا أيّان ن شاءوا 
على نية أن ن يطووه إلى موضعه. وكلما نشروه مرة زاد زهاء ورواء وإذا تلقاه أحدٌ عنهم 
فإنما يتلقى رسمه؛ والأصل باق في ملكهم لا تبلغه يد مشتر أو سارق. فأمثال هؤلاء هم 
الذين استبقوا للخلف منظومات هوميروس إلى أن تبت 


جمعها وكتابتها 
إذا علمت كيف تهافت الحكماء والعظماء على تلقي الإلياذة وتلقينها للناس يوم لم 
يكونوا یکتبون» وعرفت كيف اک الشفاظ عل اذيكازها قاض إلى .سنك أنه لم تفن 
الكتابة تنتشر في بلاد القوم حتى أقبلوا على جمعها وتدوينهاء وإن لنا في الآثر أمثلة 
أخرى مما تي وانتشر قبل أن يجمع في كتاب ليحفظ ظ ويُّنقل أو نبذ فأهمل. وليس 
هذا خاضًا الشحر بل قن تتناقل الحكم. والروايات النكزية قروم طوال. ومكذا شفظت 
لوادج الكرونا نر قدو لوط وكا وي جنا قال e‏ انها شر ولق جتان" 
غ معي ا أن القراق عن خؤازة ماد مه وکا اک امسر رورسم ف وا 
الصحابة كاتبهم وأميهم بل ربما كان أرسخ في ذهن الأمي. 
لن الدينا شي ماين مهه تن الزمن الذي قر فيه كات اة 
هآ ف را مدن كان ن بضقرة افو ا العمل خط كا ك 
حتى لقد عثروا في بعض مخطوطات رومية على أسماء أربعة من الشعراء استعان بهم 


۳1 


على ضبط منظومات هوميروسء وهم: أونومّكٌريتسء وزوفيرسء وأرفيوسء وكُنكيلوس. 
ولكن الظاهر أن نسخة فيسيستراتس لم تكن النسخة الأولى» وأنه شرع في كتابة تلك 
المنظومات منذ أواسط القرن السابع ق.م. أي قبل نحو قرن كاملء ولا ريب أن من ولي 
صولون إلى زمن فيسيستراتس جمعوا منها نسخًا مما ذكره علماء مدرسة الإسكندرية 
أو أغفلوه؛ بل لعل الكتابة في زمن صولون نفسه كانت تتسع إلى مثل هذه الغاية. وأن 
جميع معاصري فيسيستراتس أثنوا الثناء الجميل على ما فعل» ولكن الغريب أن علماء 
الإسكندرية لم يذكروا نسخته في جملة ما حسبوه من النسخ التي كانت بين أيديهم» 
و وك حر ل الاي او يسنا 
3 ذاك نسح شتی نقلت عن 3 أرْغس وخيوس (ساقس) ا وقبرص» 
وغيرها من مدائن اليونان مما يدل على سعة الانتشار. فعمد علماءً الإسكندرية إلى تلك 
النسخ ومن جملتها النسخة التي كتبها أرسطوطاليس للإسكندرء وقابلوها بعضًا على 
بعض ثم وضعوا النسخة التي تداولتها الأيدي إلى هذا الزمن. وكانوا رهطا من فحول 
العلماء بل كانوا أعلم أبناء زمانهم كزينودوتس الأفسسيء وأرشطوقارنس البيزنطيء 
وأعلمهم طرًا أرسطَّرْحْس السامُثراقي وهو الذي قسم كلا من الإلياذة والأوذيسية على 
ما قيل إلى أربعة وعشرين نشيدًا'" على عدد حروف الهجاء عندهم. 


القول في سلامتها من التحريف والتصحيف 
لم يعن البشر في زمن من الأزمان بنسخ كتاب وتمحيصه وحفظه ونشره عنايتهم 
بالإلياذة وأختها الأوذيسية» ولا يستثنى من هذا الإطلاق إلا الكتب التي رُفعت عليها 
اسن الأديان #التوراةة والإنجيل»والقرآن» ومع هذا قلست ممن تقول بسلامة الإلياذة 
بجميع أجزائها من كل تحريف واش 0 زيادة ونقصانء وأيٌّ كتاب أجمع الناس 
EES‏ نتب جائحة زمانء أفليس في بعض نسخ التوراة 
عباراتٌ مختلفات عنها في نسخ أخرى» وإن منها أسفارًا كاملة يعدَّها فريق قانونية 
وينكر ذلك فريق آخرء أَوَليس من يقول بضياع بضعة أناجيل: واختلاط أسفار أخرى 
من العهد الجديدء ومن ينكر عناية الخليفتين: أبي بكر الصضديقء وعم بن الخطاب في 
جمع أجزاء القرآن في صحفٍ مكتوبة» ومبلغ جهدهما وجهد الخليفة عثمان بعدهما في 


و7 


الإلياذة 


ضبط قراءته» والنظر في كل آية من آيه حتى إذا رأى عمر أن آخر سورة التوبة مفقود 
ظل يبحث عنها حتى وجدها مع أبي خزيمة الأنصاري» وفعل فعله عثمان إذ فقدت 
آية من الأحزاب فالتمسها ووجدها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري» وهل سد ذلك أفواه 
المعترضين من بعض فرق الغلاة والمعتزلة! أى لم يتواتر أيضًا أن بعض كتبة الوحي 
لنبي الإسلام كعبد الله بن أبي سرح في أول إسلامه كانوا يعمدون إلى تبديل كلام بآخر. 

ولكن النبي كان حيًا؛ فأثبتوا أنه كان يضرب على أيدي أولئك المحرّفينء ويرد الكلم 
واه الإلياقة وقد اا الدواة کی من قر شنايظ لها سوى اجان 
المنشدين فلم تكن َم قوة بشرية قادرة على حفظها من أولها إلى آخرها على ما نطق 
بها هوميروس مهما بُذل في سبيل ذلك من العناية والهمة. بل ريما لو بُعث هوميروس 
نفسة, وأنشدها مرة أخرى لما تمالك عن تغيير حرفٍ وتبديل شعرء على أنه لا ريب 
أن التحريف والتصحيف قليلان جدًا في جميع ما اتصل بنا منها لما رأيت من عناية 
القوم بها الله إلا أن تكون هناك أجزاء مفقودة برمّتها مما لا يدخل تحت هذا الحكم» 
ومع هذا فارتباط أجزائها بلا انقطاع يدل على أنه إن كان ثمة مفقود فهو قليلء وإننا 
الآن موردون استجلاء لهذا البحث أمثلة مما ذكره الشراح وما لم يذكروه من الدخيل؛ 
والساقطء والمكرّرء والمغلق. 


الدخيل 

ذكر هوميروس في التشين القاميق أنه غنن غروي: الشسق تخار الان اكا كن 
منهما إلى معسكره» والطرواديون على بيّنة من الفوز في غدهم لما أوتوه من أنباء الغيب 
فأقاموا ليلهم ينتظرون بزوغ الفجر لينقضوا على أعدائهم» ثم وصفهم ووصف نيرانهم 
وقال: 


فبين السّفين الراسيات ورّنثس لوامعٌ نيران بذاك المعرّس 
تؤج لدى إليون في آلف مَُقبس يوّججها خمسون في كل مَقبس 
ودونهمٌ بين العجال جيادهم وقوفٌ لدى ذاك القضيم الْمُكَدّس 
وهنا في بعض النسخ أربعة أبيات مفادها أنهم ضكُوا بالضحايا فلم تقع لدى 
الآلهة موقع قبول لما استقر في نفوسهم من كراهة إليون عاصمة الطرواد وملكها وملتهء 


۲۸ 


مقدمة 


فذهب بعض الشراح وذهبنا مذهبهم إلى أن هذه الأبيات دخيلة فأغفلوها وأغفلناها؛ لأن 
فوز الطرواد في ما يلي يدل على أنها في غير موضعها بل هي مناقضة للمعنى على خط 
مستقيم؛ لأن زفس كبير الآلهة كان في زمن موالاة للطرواد. 

وفي النشيد الثالث عشر يوعز فوليداماس إلى هكطور زعيم الطرواديين أن يجمع 
إليه زعماء الجيش ويشاورهم في الأمرء فيقول الشاعر: 

لقا هكطور قولا مُصيبا وقال لِفولِيدّماسٌ مُجيبا 

وهنا في بعض النسخ بيت يقول: «أن هكطور وثب إلى الأرض من مركبته» وهو 
لا شك دخيلٌ من غير نظم الشاعر؛ لأن سياق الحديث يدل على أن الطرواد غادروا 
مركباتهم» وزحفوا مشيًا على الأقدام. 

هذا وإن في الإلياذة بضعة أبيات لا أرى لها محلا أصلًاء ولو خيرت لحذفتها ولكنه 
لا سبيل إلى ذلك؛ لأنها مثبتة في كل النسخ» مثال ذلك قول إيريس إذ أنفذها زفس برسالة 
إلى هيرا وأثيناء فبعد أن بلّغتهما قوله كجاري العادة قالت لأثينا: (ن ۸) 


وآنت آيا شر الكلاب وقاحة ٠‏ أكقين.بالريح الثقيل أبا'الورى 


فإنها تجاوزت حد مهمتها وفاهت بكلام بذيء لم يف به زفس» ولم يتفق للشاعر 
أن تى بأمثاله فضلا عن أنه كلامٌ لا يجوز أن يوجّه إلى أثينا ربّة الحكمةء وحيثما ذكرها 
هوميروس فإنه يذكرها بالتعظيم والتبجيل. 

ومثل ذلك قوله بلسان فطرقل في النشيد السادس عشر متهكمًا على قبر يون» وهو 
مهو قتيلا من مركبته إلى الأرض: 


فلو من سفينته واثبًّا إلى اليم غاص للجَّة بحر 
لصاد جلزا ولو صدع النو ٠‏ يكفي الجماهير شر الطوى 


۳۹ 


الإلياذة 


زقظرقل هذا غل مات وعزة مال الحله والتضافة والدعة فلا.تضع أن طق 
بمثل هذا التهكم على قتيل انقضى آمره» ولا سيما أنه قبل أبيات انتهر صاحبه مريون 
لمخاطبته عدوًا بكلام فض فقال له: 


علامّ أخي ذا الكلام المهينْ 
أتزعمٌ أن حديد الكلام 
فماذا بدافعهم عن قتيلٍ 
ولن يرجعوا عنه حتى يضاف 


رانك يلوك مامي انى 
يصدٌّ الطراوت يوم الصّدامْ 
حواليه تَضَْطَّك لام بلام 
صريعًا لذاك الْهُمام هْمَامْ 


وهذا أوانٌ الوغى لا اللّغا 


فللحرب قعل وللشلم قول 


الساقط 


ويقابل هذه الزيادة نقصان ن قليل في إيراد بعض الروايات مثال ذلك قصة بليروفونء 
فإنها مندورة بترا فسواء التقطها ا 5 الصديق أو 
تناولها من مصدر آخر فلا يأتى المطالع على آخرها إلا وهو متطلع إلى أسباب انحراف 
الآلهة عن ذلك الرجل البارء وقد أفضنا بهذا البحث في موضعه: 


المكرّر 
وهناك أبياتٌ مكررة قد يمكن وضعها في ثلاث مراتب: 


)١(‏ ما كان واجب التكرار كالبلاغ الذي يلقى إلى الرسولء فيؤديه كما ألقى إليه وهو 
كثير. 


(۲) ما كان جائزه وهو: إما مقصود من الشاعر لبلاغته» وإما دخيلٌ بقلم النسّاخ في 
أحد موضعيه لكثرة تغنى الناس به» وانطباقه على المعنى في الموضعين. مثال ذلك وصف 


اصطوام :الحيظين: في الخشيه الرابع إن يقول: 
فقت الأجناد أي تدفق إلى الحرب تجري فَيلقًا إِذْر فيلق 
كثائر أمواج البحار تهيجُها من الج أنواءٌ بغير ترفق 


مقدمهة 
يدفع بعضًا بعضها فوق لُجها إلى حيث فوق الجرف بالعُنف تلتقي 


فبعض أبيات هذه القصيدة مكررٌ في مثل هذا الموقف في النشيد الثامن. 
ومثل ذلك قوله في وصف هكطور وهو مقيل على الأعداء: (ن )١١5‏ 


أفلّون هاتيك العزائم مانخ 
كمهر عتي فاض مطعمةٌ على 
ويضرب في قلب المفاوز طافحًا 


يروض فيه إثْرّ ما اعتادت نفسة 


وهكطور للإبلاء والحرب جانخ 
مرابطه يبتتها وهو جامځ 
إلى حيث وجه الأرض بالسيل طافح 


و اع 


ويطرب 


أن تبدو لديه الضحاضحٌ 
ويشمخ مختالًا بشائق حسنه 


يطير وأعراف النواصي سوابخ 
وتجري به من نفسها خطواته 


إلى حيث غصّت بالحجور المسارحٌ 


فهذه الأبيات بعينها واردة يوصف فاريس في النشيد السادس: 
(؟) ما كان مكرومًا والأجدر به أن يُعدَّ من باب الدخيل كقول هيراء وهي تستمد 
رأفة زوجها زفس بالإغريق: (ن ۸) 


ولكننا نرثي لحال الأغارق ببيدهْمُ المقدور تحت اليلامق 
أطعنا فلا نآتي الكفاح وإنما نمدّهُمٌ بالرأي خوف البوائق 


فهذا كلام سبقت أثينا فخاطبت به زفس في نفس النشيد فما بقى محل لإعادته. 
وأغرب من هذا تكرار خطاب أغاممنون في النشيد التاسع» وهو الذي يقول في 
مطلعه: 


ج 


5 


أحبّاي والأقيال والصيد خلتّني رماني زفسٌ في حبائل آتيا 


فهو خطاب ألقاه بنفسه في النشيد الثانى وقصد به هنا غير ما قصد هناك» ولعل 


ما قاله في هذا الموضع مما فقد أصلهُ فعوّض النسّاخ عنه بأبيات سابقة حسبوها تليق 
بالمقام. 


١ 


الإلياذة 

الْمُغْلّق 
ولقد أغلق علي فهم المراد من مخالفة أثينا لأبيها زفس مخالفة بلغت حد العصيان» وهي 
رة الحكمة والسداد تعرف أنها لا قبل لها بهء ويشق عليها الخذلان فلا تأتي مرا يورثها 
الندم» فكيف قامت بعد هذا تتهدد وتتوعد بكلام ملو العت ثم ما لبث أن استلأمتء 
وتدججت بالسلاح لتنخرط في سلك مقاتلة نهاها زفس عن الأخذ بيدهم» فصدعت بالأمر 
وقالت: «أطعنا فلا نأتي النزال» ثم خالفت قولهاء وانتقضت عليه انتقاضًا كاد يودي 
بهاء وحبذا لى كانت هذه الرواية في بضعة أبيات إذن ليتيسر لي أن ألتمس للشاعر عذرًاء 
فأجزم بكونها دخيلة ولكنها مندمجة في الرواية اندماجًاء ولا سبيل إلى إفرازها منها إلا 
إذا اختل نظام سياق الحديث فلا بد إذن من أن تكون من نظم الشاعر أدرجها هنا لأمر 
غمضت علي حكمته. وخصوصًا أن الشاعر يتوخى الحقيقة في كل أقواله صريحة كانت 
أو رمزية» ويرمي في كل معانيه إلى بث حكمة ونشر فضيلةء وليس في هذه الرواية شيءٌ 
من ذلك. على أنه إذا صح انتقادناء فليس بعجيب أن يشدَّ الشاعر هذا الشذوذ في مظدئَّة 
واحدة من منظومة تملا هذا المجلد الضخم. 

وعلاوة على ما تقدم ريما لا تخلو الإلياذة من ألفاظ بل من أبياتٍ لعبت بها 
أيدي النسّاخء ولكنه ليس في شيء منها ما يشوه وجه تلك الخريدة العذراء فلا يزيدها 
تقادم العهد إلا بهاءَ ورواءً فهي كزهرة هوميروس وقومه تتوالى عليها الأعقاب وتنقضي 
الأحقاب» وهي هي تلك الفتيّة العذراء ربّة الجمال الخلّاب. 


وه 


الرأي الؤلفي 

أو القول في كونها منظومة واحدة أو منظومات شتى 

توالت الأحقاب على الإلياذة والناس يتناشدونها ويتناقلونها وهم مُعَجِبون ببلاغتهاء 
وانتساقها مكيرون :دكا كله القريسة السالة :الى فكو متها ذلك اليل الذي فما 
كان لقوق الكامن ,فن قاس عضناءة من الفا وأدكرت عن هو رون ناء الالنادة 
ومااكتعها م سات اشتر ةوقال رل هن قاف فر فة لور رين رواها الرواةة 
وغ اججها الشعفون مطالة القن وكان من تة قرا هدا أن ورین 
رجلّ وهمى خلقته مخيلات الشعراء. 


ذلك ما يُدعى في عرف الإفرنج بالرأي الؤلفي نسبةٌ إلى ولف العالم الألماني» وإن 
لم يكن هو السابق إلى بث ذلك المذهب» وإنما نُسب إليه لأنه كان أشدّ دعاته وتيسر له 
نشرهُ في زمن ثوران أفكار وانتقاض على كل كبيرء وقد سبقه إليه أفراد ذوو شأن في 
عالم الأدب فلم يكن لكلامهم شيءَ من الوقع. 

بدأ الخوارج على هوميروس وإلياذته وسائر منظوماته بنشر دعوتهم في أواخر 
القرن السادس عشر وفي مقدمتهم كازوبون"" الفرنسي فأنكر وجود هوميروس» وكون 
SN‏ تامو رامن فلم عفدا يقولة لخن إل أخ مات ددن SAA‏ 
بُعث ذلك المذهب على يد هيدلين قش أوينياك”” فكان أشد من سلفه» وكأنه نبّه أفكار 
العلماء إلى بحث جديد فحذا بعضهم حذوه وأشهرهم مواطنه بيرو؛" وود" وبنتلي'” 
الإنكليزيان وتبعهم فيكو الإيطالي" فأربى بكتابته على جميع من تقدمة» ولكن صاحب 
القدح المعلّى في هذا المضمار إنما كان ولف الألماني”" فشدد الحملة وما كاد ينشر مقدمته 
على الشعر الهوميري في أخريات القرن الثامن عشر"" حتى فشا مذهبه في ألمانياء وانتشر 
منها إلى أقطار أوروياء 0 أركان عظمة هوميروس من أسسهاء وعم القول ين يع 
المشتغلين بآداب اليونان أن هوميروس إنما هو هي بن بي ن الإغريق وا لم تلدة أنثى» 
وإنما ولدته قصائد الشعراء المندرسة أسماؤهم في غوامض الغيبء وإِنَّ ما ينسب إليه من 
المنظوم ليس إلا مجموع قصائد عني بجمعها في زمن فيسيستراتس في القرن السادس 
قبل المسيح» واشت أرن ولت والذاهبين فة روح ذلك العضى ا إل اليف 
بكل رأي جديدء والرامي إلى تقويض كل مذهب تقادم عليه العهد من أصول الدين إلى 
أطيؤل: الخارية حت فوا الإنشاء«فتسج عل هتواله يعض العلماء >كمين الألانى فى 
مقدمته على الإلياذة ' وشايعه ذيبهر e‏ وهردّر"” وغدفري هرمَن"" لهل 
من وكقارون روطم جن الان هم أن النافقين فى "ذلك البو ان ق دده 
الأمر من الفرنسيسء وكأنهم أرادوا أن ينكروا على رجل فرد الاستتثار بتلك السلطة 
الفكرية؛ فوزعوها على عامة الشعراء كما أنكروا على الملوك والحكام الاستتثار بالسلطة 
الحاكمة؛ فنهضوا إلى توزيعها على الأمة. 

ولم ينقض العقدان الأوّلان من القرن التاسع عشر حتى خمدت ثورة الأفكارء 
وانثنى العلماء إلى إعادة البحث» وإمعان النظر ثم ما لبث ذلك المذهب أن تلاشى أو كاد 
عل ا من فال الا وى ينقد متهم ر فإنه لم قفر هل 
الفلسفة والخال بل هه يتفسة جم المواقع المذكورة ف شك ورمن وغيزه ن 


9 


الإلياذة 


كتبة الأقدمين» وكتب تاريخًا مطولًا لآداب قدماء اليونان توفي سنة ١18١‏ وهو يشتغل 
فيه وقد أثبت بما جمع من الأدلة وجود هوميروس» وأن الإلياذة من نظمه. ولم يكن 
ولكر بأقل من مر تضلعًا في هذا البحثء فإنه كتب الأسفار الطوال بتاريخ اليونانء 
ووصف آدابهم وأفاض في الشعر الهوميري" 
الولفي» ولكن الذي قوّضها تقويضًا إنما كان غريغور نتّيسشء وله في تاريخ اليونان 
المجلدات الضخمة والحجج المسندة إلى البينات. "7 

وهكذا فاق الكناف الديو هنو هذ الغارة أخاروا مق حا ةيوق عمد ا 


فتداعت على يده ويد ملر دعائم المذهب 


بسواعد أشد وأدلَّة أقوى» ومع هذا فلم يزل بينهم من يقول بالرأي الولفي مع أن معظم 
علمائهم» ومحققي الإنكليز والفرنسيس» ومُشايعي فيكو الإيطالي قد نبذوه منذ طويلء 
وإن المقام ليضيق عن ذكر أسمائهم جميعًا فضلا عن إيراد أدلتهم فنجتزئ بالإشارة إلى 
بعضهم ممن اشتهر بولوج هذا الباب كالأستاذ بلاكي" في كتابه «هوميروس والإلياذة» 
والأسقف ثرول" وغروت"" في «تاريخ اليونان». وغلادسكن ٠‏ ؛ في كتابه «هوميروس 
وغصزهة. وغينيى في مقدمة المعجم الهوميري'* ولويريقوست في خؤاشي ترجمة الإلياذة"' 
ويرتين في «المسألة الهوميرية». 5 

وليس لنا في هذا المقام الضيق أن نفصل الأدلة التى أوردوهاء ومع هذا فلا بد من 
إلقاء نظرة مجملة على الإلياذة؛ لاستجلاء ما إذا كان يصح القول بكونها من نظم غير 
واش من ارا 

علمنا مما تقدم في فذلكة سيرة هوميروس فزأ المتقدمين والمتأخرين فيه أنه لم 
يبق محل للريب في نظر المحققين أن شاعرًا يلقب بهوميروس نبغ في القرون الغابرة, 
ونظم الإلياذة والأوذيسيةء وقد أجمعت النصوص التاريخية والآثار العاديّة على أنه كان 
بمكزلة يفصو هق ا تاوما ماضن ار رمسا يقى موک بيك إل اا وحودة: 

وإنما بقي علينا أن نعلم ما إذا كانت الإلياذة كلها من نتاج تلك القريحة الوقادة. 


وحدتها 

التحريف والتصحيفء والزيادة والنقصان أننا إذا أنكرنا على ولف مذهبه لا نتطرّف في 
الإنكار إلى حد الأخذ بمذهب الدكتور شَليمَنْ الألماني ٠٤‏ الذاهب إلى إثبات حقيقة الكلي 
والجزئي فيهاء وإسناد كل ذلك إلى المكتشفات الأثريةء فاعتقادنا إذن مقصور على أن 


٤ 


هوميروس هو ناظم الإلياذة» ونه هو ناسج بردهاء وناظم عقدها من أولها إلى آخرها 
بصرف النظر عن الحقائق التاريخية البحتة» وعما قد يتخللها من ساقط ودخيل. 

قال غروت في «تاريخ اليونان»:”* «إن تعداد القبائل في النشيد الثاني لا يمكن إلا 
أن يكون جزءًا من كلء أي: إنه لا بد أن تكون فيه إشارة إلى حوادث مقبلةء وإلا فإذا 
أخذ منفصلا فلا لذة فيه للسامعء والأذن لا شك تمل توالي تلك الأسماء والأعلام ما لم 
تكن النفس مرتاحة إلى أنه يُرمى بها إلى الإشارة إلى وقائع تعقبها على الأثر» وإن في آثار 
القوم ما يثبت أن ذلك الجدول الجغرافي كان حتى في أيام صولون شائعًا شيوعًا عامًا 
حتى قيل: إن صولون نفسه عمد إلى تحشية شطر فيه؛ ليتسنى له ربح الخطر الذي 
عقد رهانه 9 وبين الميغاريين» كما أن الميغاريين أضافوا إليه شطرًا يقوي حجتهم, 
ومن ثم يتضح أن ن اليونان كانوا قد ألفوا قبل فيسيستراثوس بزمن طويل سماع الإلياذة 
00 واحدة متناسقة الأجزاء متتابعة المباني». 

وهو قول لا شك سديدٌ في بابه» ولك ا يكذ لوكي «إنه إذا صح أن 
تكون الإلياذة على سلامتها في ذلك الزمن قد لا يصح أن تكون اتصلت إلينا على تلك 
السلامة». فدفعًا لهذا الاعتراض حسبنا أن نوجه نظر المطالع إلى ما أسلفنا عن عناية 
الأقدمين بحفظها نقيةٌ من الشوائبء ولا سيما في باب «جمعها وكتابتها». 

وإننا موردون في ما يلي تحليلًا موجرًا لتلك المنظومة بل تشريحًا لذلك الجسم 
المتماسكة فقراته» المترايطة عضلاته يتضح منه أنه لا بد من أن تكون منظومة واحدة 
لشاعر واحد» وهو بحت لم يتصل بنا نظيره في ما طالعناه من كتب القوم. 


تحليلها وتشريحها 
الأشخا ص 


خد الإلياذة وتضفح أية صضفحة شكت منها: واقرأ حتى يقع بصرك على بطل من أبطالها 
واج كان من هاور اة أن من رك الح كم اتحقل ال جك الاه و انظ فى 
الصفحات التى ورد فيها ذكر ذلك الرجل» وأكرا N E‏ 
هو هو حتى تكاد تنطق باسمه قبل أن تبلغه مهما تباينت المواقع؛ وتباعدت الأناشيد. 
فهذا آخيل يبدو لك لأول وهلة قرمًا عنيدّاء وشهمًا حقودًاء ووليًا ودودّاء وصارمًا 
عتيًا ترتسم حسناته وسيئاته في مخيلتك من تلاوة أول جزء من أول نشيدء وتعلم أنه 


0 


الإلياذة 


as‏ الالجادة عل وصت عقوا 1 تقرأ نشيدًا منها سواءً ظهر فيها 
ذلك البطل أو لم يظهر إلا وتشعر أنه لا يزال محتدمًا بسعير الحقد والغيظ إلى أن يتيسر 
للشاعر تهيئة الأسباب المؤدية إلى إخماد تلك الجذوة في آخر الكتاب» فإذا به كما تستلزم 
دواعي السيادة والكرامة ساكن الجأش على رفعة نفسه» وقد جمع في صدره من كرم 
الخال اد ته ج اتك لفون اهن الاب فيان واحدة يشر ينا 
الناظم عن هذا المرمى» وهيهات أن يتفق هذا التناسب لغير ناظم واحد. 

ثم انظر إلى هكطور فهو حيثما رأيته حامي الذمارء دقاع العار» عزومًا حزومًا 
مقدامًا عن غير طيشء ورعًا عن صدق عقيدة ذا ذكاء ونيرة يتمسك من دينه بما لصق 
بمعبوداته» وينبذ ما دون ذلك من خرافات القوم. يعلم أنه عماد قومه فيسير سير الزعيم 
الهمّام. ويحسن الذود والكر والإبلاء» ولا يفتأ على المثال الذي صوره به الشاعر حتى 
يذهب شهيد الدفاع» ويموت ميته يُحسد عليها. 

وإذا انتقلت من هذين الزعيمين إلى سائر أبطال الإلياذة» وتأملت كل رجالها 
ونسائها رأيت أن الشاعر رسم لكل رسمًا لا ينحرف فيه بشيء عن الوضع الذي وضعه 
له سيان ذلك في أول الكتاب وآخره. 


٠‏ فأغاممنون الأمير الخطير والقائد الكبير. 

٠‏ وآنياس البطل الورع والحليف الباسل. 

٠‏ وإياس رب بأس فعّال غير قوّال. 

٠‏ وذيوميذ الفتى المقحام يهون له نزق الشباب ركوب الأهوال. 
٠‏ ونسطور الشيخ الحكيم حنّكته صروف الأيام. 

٠‏ وأوذيس الداهية الدهماء والبلية الصماء. 

٠‏ وفطرقل الفتى الكريم والخل الحميم. 

٠‏ وفريام الملك الصبور والهرم الوقور. 

٠‏ وفاريس العاشق المتأنق. 

٠‏ وأنذروماخ الزوجة الأمينة. 

٠‏ وإيقاب الأم الحنون. 

٠‏ وهيلانة الفتاة الغالب هواها على قواها الشاعرة بسوء المصير. 


51 


وإذا نظرت بعد ذلك إلى غير من تقدم ممن كثر ذكره أو قل تهيأت لك النتيجة 
ف قانور النشيد الرائع هىنفسه ذلك الممزان ف "التشيد الحادي والعشرين. 
ف وأفظيلوع ‏ النشيك الراية هود تغجنه ذلك الشاب: العروم ر النشيد 


وقل مثل ذلك في ماخاوون وطبهء وهيلينوس وعرافته» وفينكس وصداقته» ومريون 
وأمانته» وهلم جرًا. وقد تأتي على تلاوة اسم ذكر بطريق العرضء فلا ترى له شأنًا 
Ge EE‏ وعد اماف أى N‏ لتقن 
بشيء عما ذكر به للمرة الأولى» وقد لا يرد ذكره سوى مرتين أو ثلاث. مثال ذلك 
أذطيض"وأفرمية ون واف راهن وافقناش وأقظون» وأقلو يمن» وأكناسسه» والقمين 
وأمفيماخس» وثرسيلوخ» وثواس» وأمثالهم كثيرون. 


الأعلام الجغرافية 
ثم إذا تناولت البلدان والجبال والوهاد والبحار والأنهار رأيت أنه اتبع تلك الخطة فما 
ناقض نفسه بكلمة مما وصف به بلدةً أو علَّمًا جغرافياء ودونك بعض الأمثلة: 


٠‏ فارسية لاصق ذكرها بنهر سليس» وزعيم جندها أسيّس بن هرطاقس في النشيد 
الثاني» وفي الألف الأولى من أبيات الإلياذة وهي هي ونهرها وزعيمها بعد أريعة 
الاك حك في النشيد الثاني عشر. بدا 

٠‏ ويفراسا هي البلدة الكثيرة الأنعام» وهي موصوفة بذلك في النشيد الحادي عشر 
في منتصف الكتابء ويتكرر ذكرها بنفس الوصف في النشيد الثالث والعشرين 
أي: بعد نحو من خمسة آلاف بيت عربي أو ثمانية آلاف شعر يوناني. 

٠  .عضوم وتينيذس البلدة المقدسة الموالية لآفلون» وهي كذلك في غير‎ ٠ 

وإن المجال ليضيق عن أمثلة ما تقدم» فإنها تفوق الحصرء وقد توخينا في الأمثلة 
الثلاثة السالفة الذكر بلادًا قليلة الشهرةء فإذا كانت وحدة المرمى فيها هذه فما بالك 
بالمدن الشهيرة كإليون. 


۷ 


الإلياذة 


فل مكل ذلك رق اليضان والأيان كاله انى ون ال دن و كل ها في الالياذة 
من يبس وماء. 

وإذا أردت إجمالًا سهلًا لهذا التفصيل» فخذ القسم الجغرافي في النشيد الثاني 
واققطع مكه أية سملكة كتفت من مفالكهم وأسعاء زعماتها) م تصفح المعجم» فإذا رأيت 
تلك الأسماء قد تكرر ذكر شيء منها فإنما يتكرر بما لا يشذ عما منّ أمامك هذا إذا لم 
ينطبق عليه كل الانطباقء ولو فصلت بين الموقعين الأناشيد الطوال. 


ارتباط أجزائها 
ثم إذا تأمّلت تماسك أجزاء الإلياذة وارتباطها بعضها ببعض رأيت أن ناظم النشيد الأول 
إنما هى ناظم النشيد الأخيرء فكأنما هى مرقاة يصعد بك صاحبها درجةٌ بعد أخرى 
كتى و ا مقن كل ما ورا دل فإذا ند د يكساء ا ادو 
تطلعت إلى ما وراء ذلك الخصامء فيبسطه لك الشاعر بسطًا يزيد إيضاحًا كلما خطوت 
خطوة. فهناك جدال وخشية قتال» وحنق واعتزال» ووساطة رجالء وينتهي الأمر بما 
ترتاح إليه نفسك شأن القصّاص الذي يروي لك خيرًا واحدًا بتفس واحد. 

وإذ أمعنت في تواد آخيل وفطرقل بدا لك من خلال الفصول الكبار صديقان 
حميمان يتوادان؛ فيترافقان» فيغضب أحدهما لغضب الآخر فيتواليان في السراء والضراءء 
وإذا مات أحدهما فلا تنقضي أحزان الآخر حتى انقضاء حياته. وكل ذلك بحديث طويل 
تتخلله أحاديث أطول تكاد تشط بقائل واحد عن تلك الخطة المرسومةء فما الظن لو 
تعدد القائلون. ١‏ 

وقس على ذلك جميع حوادث الإلياذ 

وإذا رجعت بعد هذا إلى أعظم مظنة لاعتراض المعترضين وهي إلصاق النشيدين 
الأخيرين بالإلياذة رأيت أنهم إنما أتوا بأوهن الحجج كما أثبتنا 000 في مقدمة النشيد 
الثالث والعشرين فلا نسوق البحث هذا إلا في ما لم يسبق لنا ذكره في ذلك الموضع. 

خذ الألعاب في ذلك النشيد وانظر إلى أرباب كل ضرب من ضرويها تر أنها لم 
تُلصق بالإلياذة إلا لكونها جزءًا طبيعيًا منهاء وإن المتبارزين فيها لم يكن يصح سواهم 
لوقوف کل منهم موقفه. 


Ot‏ نا 


۸ 


مقدمة 


ففرسان السباق أفميل وهو الذي قيل في خيله في النشيد الثاني: 
أَجُودُ الخيل عندهم تلك أحجا ر لدى ابن ابن فيرس أفميل 
قد تساوت قدا وسنا ولونًا وجرت كالطيور فوق الطلول 


وذيوميذوله مطهّما آنياس» وقال عنهما الشاعر في النشيد الخامس: 
وامض واقتد مطهّمي آنياس خير ما في الدنيا من الأفراس 


وألحق نسبتهما هناك بجياد زفس أبي الآلهة. ثم لما أبرز الشاعر ذيوميذ في حلبة 
السباق أعاد تلك الذكرى. 

ومنيلاوس وهو زوج هيلانة وأخو أغاممنون والمتسبب بحرب طروادة. 

وأنطيلوخس بن نسطور الفتى الباسل صديق أخيل. 

ومربون الحوذي الماهر. وهم جميعًا أجدر الفرسان بخوض ذلك الميدان. 

وإِنَّ ما قيل في السباق يمكن إطلاقه على النضال والطعان والحضر والصراع وغيرها. 


فلسفتها وآدابها 


وإذا أمعنت النظر في فلسفة الشاعر وخلائقه وآدابه رأيت أنه رمى فيها كلها إلى أمور 
خاصة برجل واحد» فهو وإن جارى أبناء زمانه في كثير من عاداتهم ومعتقداتهم فقد 
خالفهم في أمور أخرى لسلامة في ضميره ونظر بعيد في ترقيتهم» وهو حيثما جاراهم 
فلا ينحرف في مجاراته» وحيثما خالفهم فقد راعى ما انطبع عليه من آداب النفس التي 
جعلته أرقى آهل زمانه» فعصره عصر فسق وفجور وقد شجبهما حتى في نفس الآلهة 
وزمنه زمن بطش بالأسرى وقد طعن بقتلتهم وحسبك في هذا الباب أن تتصفح المواضع 
التي أفاض بها بمدح المرأة» وأتى على إطراء صفات الأمهات والزوجات والبنات والأخوات 
حتى السبيّات في قرن كانت المرأة فيه من جملة المتاع وسلعة تشرى وتباع. 

وهناك أدلّة كثيرة أفاض بها الشراح بالنظر إلى التاريخ واللغة مما يضيق دونها 
المقام. 


۹ 


الإلياذة 

سبب الريب 
ولا بد لنا في ختام هذا الفصل من كلمة بشأن منشا الارتياب في آراء كثيرين من الكتبة 
والمؤرخين. 

إن مظان الريب كثيرة في الكتب القديمة التي بين أيديناء ووجوه الاعتراض دامغةٌ في 
بعضها حتى يتعذر في بعض الأحايين إرجاعها إلى أصلٍ معلوم أو مؤلف معيّن» وعندنا 
من أمثال ذلك كتاب ألف ليلة وليلةء وقصة عنترة العيسي وأشباههما؛ ولهذا تطرفت 
زمرة من المشتغلين في التاريخ والآداب إلى إنكار كل قديم» وبث الريب حتى في وجود 
مسميّات وأشخاص تكرر ذكرها في التاريخ» وثبت وجودها ثبوت الشمس في رائعة 
النهار» فهل نعجب بعد هذا إذا تصدت فئة منها إلى إنكار هوميروس وقد انطوت عليه 
آلاف الأعوام وهذا فوريل'؛ الباحث في آثار القدماء ينكر على الفردوسي هوميروس الفرس 
نظم الشهنامةء والفردوسي ابن الأمس بالنسبة إلى هوميروس وشهنامتة قبلة الفرس في 
غدوهم وآصالهم» وإذا سألت أصغر صغير فيهم فصّل لك تفصيلا كيف نظمت» ولمن 
نظمتء وما كان من أمر ناظمها بحياته ويعد مماته. 


الإلياذة ومعارف عصرها 


إذا قال الشعراء: «ما أحرى هوميروس أن يكون أمير الشعراء» قال العلماء: «وما أحرانا 
أن نتخذ ديوانه خزانةٌ نضد فيها معارف عصره من علم وأدب وصناعة وتاريخ» فقد 
رفا طرف عن جب من تقد ا امكف و اناا و واف 
العلماء والمؤرخون أقواله حجة يرجعون إليها في استقصاء علوم القدماء». 

وليس في الإمكان بسط الكلام على جميع ما أفاضوا به في هذا الباب؛ وإنما نلُم به 
إلمامًا موجرًا مع إيراد أمثلة يسيرة نظنها وافية بالمرام. ونترك البحث في الشعر وأدبه إلى 
ما يلي من الفصول. 


الإلياذة والتاريخ 


لا شك أن هوميروس استقى من موارد طمس الزمانْ ذكرّهاء فنقل ولا نعلم عمن نقلء 
ودوّن حوادث كثيرة مما أثبتها الأثر وما لم يثبتهاء ولكن ثبوت البعض يرجح في الظن 
ثبوت الكثير مما بقيء وقد أشرنا في الشرح إلى نبذ من الحوادث التاريخية التي لم 
يذكرها المؤرخونء فهو بهذا الاعتبار أول المؤرخين في قومه» وإن هيرودوتس الملقب بأبي 
التاريخ يستمد من معارفهء ويستشهد بقوله كلما أغلق عليه أمرٌ واضطّر إلى إثبات حجة. 
وإذا رجعت إلى مؤلفات جميع المؤرخين من اليونان والرومان والإفرنج رأيتها مرصّعة 
ترصيعًا بالشواهد الهوميرية مما يثبت لك علو مكانته في التاريخ. 


الإلياذة والجغرافية 


إذا قيل: إن هوميروس هو أول مؤرخ» قيل أيضًا: إن قدمه في الجغرافيا أرسخ ومنزلته 
أرفع» فهو واضع هذا العلم وكَلَمُه الأسنى إذ تعهد بنفسه معظم المواقع التي ذكرها 
ووصفها وصفا لم يسبقه إليه المتقدمون؛ ويكاد المتأخرون يقصرون عن الإتيان بمثلهء 
وحسبك الرجوع إلى القسم الجغرافي لتعلم أنه لم يكن لجغرافي أن يلمَّ إلمامةُ بهذا الفن 
حتى اليوم» وإن إسطرابون أبا الجغرافيا بعدةٌ يعترف له بالفضل والسبق"؟ وجميع 
مباحثه مؤيدة بشواهد من الشعر الهوميري حتى لقد يمكن اعتبار جغرافيته شرحًا لمتن 
ثلاثة أرباعه في الإلياذة وأكثر باقيه في الأوذيسية. وقد حداني حب الاستطلاع ا 
عد اشوا الي اأخذها اإشطرامون من قوي مور ف بوا ان وت 
وأربعون بيتًا ف الإلياذة» ومئة واثنا عشر بِينًا 3 الأوذيسية ما خلا الأبيات المكررة في 
عدة مواضع» وما أدراك ما يمكن أن يُكتب من الشرح على هذا المتن الطويل. 


الإلياذة وسائر العلوم 


أفردت في معجم الإلياذة بابًا لكل من العلوم التي طرق هوميروس أبوابها وألحقته بهذا 
الكتاب» وعيّنت فيه الصفحات التي ورد فيها ذكر العلم المراد إرشادًا للمطالع. 

وسترى منه أن الإلياذة أشبه بدائرة معارف جمعت بين سطورها جميع علوم 
العصر. 


ه١‎ 


الإلياذة 
الطب 


وفسيولوجياء وبحث في النبات والعقاقير والصيدلة والعلاج» ووصف الأمراض والأوبئة. 


الفلك 


إذا طلبت الفلك وعلم الهيئة ذكر لك كل ما بلغه منهما علم زمانه» فوصف السماء 
والأبراج وتطرق إلى التنجيم» فبحث في تأثير طوالع النجوم» وذكر الظواهر الجوية وفعلها 
في الأحياء. 


الحرب 


وإذا تطلعت إلى الحرب والفنون والعسكرية أفاض لك بتفصيلها إفاضة تدهش 
لها. ففصّل لك مواقف الجيوش وحركاتها بهجومها ودفاعهاء وزحفها وتعبئتهاء 
وأبان لك أسباب الظفر ووجوه الاندحار» ووصف أركان الحرب والتمرين العسكري؛ 
والحرس والكمين والمبارزات» وبحث في الأسرىء والأسلاب» والبدل العسكريء والتتريس 
والجواسيس» وديوان القضاء في المعسكرء والعيون» والأرصاد والطلائع؛ ويبّن أحوال 
الحصار وإقامة الحصون وحفر الخنادقء ولم يغفل عن ذكر الخيم والمضاربء وأرزاق 
الجند وأطماعه. ولم يغادر شاردة إلا قيّدها حتى الراية والنيران» والرقص الحربي 
والألعاب العسكرية. 

ثم فصّل لك أنواع القتال وأصناف الأسلحة والدروع» فوصف الشكة والخوذء 
والمغافرء والتروس والرماح والسيوف حتى الفؤوس والمخاذف والحجارة. 


السياسة والحكومة 


وإذا تطرقت إلى السياسة بحث لك في الحكومة والملوك» وسلطتهم وما يعرض لهم 
وعليهم» وموقفهم تجاه الرعية وبالعكس» وحذر من الفوضى. وذكر خدع السياسيين 
وحيلهم. وأشار إلى الشرائع والمجالس والخراج والإقطاعات» وأحاط بأحوال الوفود 
والسفراء والتجالف» والتعاهد: واا ف الرفية. 


o۲ 


الدين 


وإذا رغبت في الوقوف على دين القوم أسهب لك بذكر معبوداتهم» ونسبتهم إلى العباد 
ونسبة الخلق إليهم» ووصفهم فردًا فردًا بين ذكر وأنثى وأوضح صفة كل منهم بنفسه. 
وبالنسبة إلى زملاته» وهيًاً لك مزاياهم كبارًا وصغارًاء وقسمهم إلى طبقات ودرجات مع 
بيان منزلة كل طبقة على حدةء وأتى على ذكر العبادات والصلوات والضحايا والأدعية. 
ووصف الروح ومصيرهاء وبحث في عالم الأرواح» وسائر ما يتطلع إليه الراغب في الوقوف 
على أحوال العبادة في ذلك الزمان. 


الفنون وسائر الأعمال 

وقل مثل ذلك في الفنون الجميلة من نقش وغناء» وموسيقى وتصويرء وكل منقول 
عقو ررم “حاوف انان وأعباله كالسرافة والورامة والفكاية ا قن 
العرافةء والعيافةء والكهانة» وتفسير الأحلام. 


الإلياذة والصنائع 


ركان اوملعتي عكارة خاضة يمتاعات :ومانه ناوي يوضف لكر متها إسؤابا 
تخال إذا قرأته أنه كان ينتمي إلى كل فريق من الصنّاع. 

فبينا تراه وشار سفن إذا به صانع مرکبات» وبينا هو نجار حاذق إذا به بِنَاةٌ ماهر 
ومهندسء ثم تخاله صيقلًاء وحدّادّاء وحفارًاء ونقاضًاء وخرّاطاء وصبًاكًا وصائقاء ولیس 
هو بأعمال النساء أقل إِلمامًا منها بأشغال الرجال» وحسبك من هذا تطريزه وغزلهء 
ونسجه وحياكته. 


سبب حياتها وخلودها 


لم يكن هوميروس أول من نظم الملاحم أو منظومات الشعر القصصيء ولا مبتدكًا لطرق 
إنشادهاء وأساليب ترصيعها بشواهد العلم والتاريخ» فتلك سليقة ألفتها أمنّه وأكثر 
الأمم في غوامض أيام البداوة والجاهلية» وقد حسبوا لمن تقدم من شعراء اليونان سبعين 
منظومة كملحَمَتيه منهما إلياذتان الكبرى والصغرىء وأوذيسية واحدةء وقد بادت جميع 


or 


الإلياذة 


تلك المنظوماتء ولم يقو على مكافحة الزمان سوى تينك المنظومتينء فقد بقيتا كلؤْلوّتِين 
براقتين في قلادة الأدب» وكسفتا بأشعتهما سائر ما بقي من نظائرهماء وخلّدتا لليونان 
مجدًا لا يمحوه تقادم العصورء وكرور الدهور. 

ولم يشع شيوعهما بين البشر شيءَ من المنظوم والمنثور إلا كتب الدينء ولا تزالان 
كما كانتا منذ ثلاثة آلاف عام في المقام الأول بين نتاج القرائح 

وليس ما تقدّم من إبداعهما خلاصة العلم والسياسة وتوابعهما من أسباب ذلك 
البقاء في شيء فإن طلاب العلم» ولا سيما في العصور الغابرة فك ضعيفة تطلب العلم 
من أبواب أخرى تتلقنها من كتب وضعت لهاء والعلم كل يوم في شأن يتقلب ويتغيرء 
وينحط ويرتقيء دما صل مهن الأنسن لا يصتلو رن الخدم وما كان منه في اليوم صوابًا 
ساطعًا أصبح بعده خطأ فادحًّاء قلا بد من أ ن تكون ثمّة أسبابٌ ثابتة مغرسها في 
النفس» ومنبتها في القلب لا تتغير بتغير زمان» ولا تتأثر بترق وحضارة. 

فإن هوميروس إنما نقر على أوتار الأفتدة فأثارهاء ونفخ في بوق الأرواح فأطارهاء 
ومزج الحقيقة بالخيال مزجًا يخيل لك أنهما تآلفا فتحالفاء وسبر أعماق النفس في 
سذاجتهاء وتحرّى الفطرة في بساطتهاء وهاج العواطف والشعائرء وتكلم بجلاء لا 
تشوبه مسحة التكلفء فأسهب موضع الإسهاب» وأوجز موضع الإيجازء ومثّل تمثيلا 
ناطقاء وفصّل تفصيلًا صادقًا عن عقيدة وإخلاص. 

وإذا أضفنا إلى ذلك بلاغة الشعرء وتناسق النظمء ودقة السبكء ورقة المعنىء 
والسهولة والانسجام ذهبت عنك غرابة ذلك الخلود. 
قال غيزو:*: «وإن ما یری في شعر هوميروس من مزج الخير والشرء والضعف 
بالقوةء واتحاد الأفكار والمشاعر بمظاهر مختلفةء وتنويع الأفكار والأقوال» وبسط أحوال 
الطبيعة والأقدار على أنماط متباينة كل ذلك يبث الأميال الشعرية بما لا يماثله مثيل؛ 
لأن فيه أَسّ كل أساسء وحقيقة الإنسان والعالم» وعندي أن من أقوى عوامل البقاء 
في الإلياذة والأوذيسية مع استجماع ما تقدم من الأسباب أن بذورهما وقعت من كف 
ططالعة عن ارك بك العه إذ مظن اذا بجولة 3 مكازط ان فلم يكز يذاق افوخ الي تم 
معانيهما على أقل الناس علمًاء فشغف بهما القوم وتناولوهما وتناقلوهماء وحرصوا على 
ادخارهما؛ لأنهما مستودع الجمالء والمرء حريص على استبقاء كل جميل. 


o٤ 


انتشارها ونقلها من اليونانية إلى سائر اللغات 


هوا لها چ 


اللاتينية 


كان انتشار الإلياذة بين اليونان كانتشار نور الشمس عند بزوغهاء فما كان يبرق منها 
بارق من فم الشاعر حتى يتهافت عليه كل رفيع ووضيع» ثم ما لبث أن تطرق هذا 
التهافت إلى الرومان» فنقلوها إلى لغتهم وترنموا بإنشادهاء وشد شعراؤهم على التقاط 
دررهاء وتحدي معانيها حتى أقاموا على تلك المعاني دعائم منظوماتهم الكبرى وفي 
مقدمتهم فرجيليوس كبير شعراء اللاتين. 


الهندية والفارسية 


وقد روى إليانوس المؤرخ*؛ أن الهنود نقلوها إلى لغتهم» وأن ملوك الفرس كانوا يتغنون 
بها بالفارسية. ولعل الفردوسى استمد منها كثيرًا من معانى الشهنامةء واتخذ الإلياذة 
مثالا لمنظومته الغراء. 


السريانية 
ولم تكن سائر الأمم أقل شغقًا بها فعلق بها السريان كغيرهم» ونقلها ثاوفيلس الرهاوي 
إلى لغته شعرًا. 
لغات الإفرنج 


ولا تسل عما كان من علوق الإفرنج بهاء فقد نقلت مرارًا شعرًا ونثرًا إلى كل لغة من 
لغاتهم حتى صارت أشهر كتاب عندهم جميعًاء وطبعت كل ترجمة منها مرارًا عديدة. 

وأشهرها ترجمة جيزارتي"* ومُنتي”* إلى الإيطالية. ومُنبيل”* إلى الفرنسوية. 
وفوس”” إلى الألانية ويوب وجايمن وكوير** إلى الإنجليزية. وأصدق هؤلاء النقلة مُذْتيء 
وهو وپوپ أبلغهم شعرًا. 


626 


الإلياذة 


إغفال العرب نقلها إلى لغتهم 


ن العرب من أحرص الملل على علوم الأدب» وأحفظهم للشعرء وأشغفهم بالنظم» ومع 
هذا فلقد يأخذك العجب لبقاء الإلياذة محجوية عنهم وهي منتشرة هذا الانتشار بين 
قبائل الأرضء ومنظومة بلغة ساميّة كلغتهم يتناشدها الأدباء المقيمون بين ظهرانيهم ف 
مقر الخلافة العبّاسية. 

وإن لذلك أسبابًا إذا تبينّاها زال العجب لإغفالها في ما سلف مع وضوح الحاجة 
الماسّة إلى تعريبها في هذا العصرء وإن مرجع تلك الأسباب إلى ثلاثة: الدين» وإغلاق فهم 
اليونانية على العرب» وعجز النقلة عن نظم الشعر العربي. 


الإلياذة والنصرانية 


اشرنا فيما مدّ إلى إقبال أمم أوروبا على الشعر الهوميري» وقلنا: «لم يتخلل إقبالهن 
فتورٌ إلا عقود أعوام معدودات في بّدء النصرانية». فإذا خذل المسيحيون هوميروس وهو 
معروف ايض > ونبذوا شعرةٌ وهو متلق في مجالسهم» فما أحرى المسلمين في أوائل 
الإسلام ا ن يطّرحوه ولا أثر له في أذهانهم» ويعرضوا عن أقواله وهم لا يعرفون منها 

كان هوميروس في ذروة مجده في الممالك الرومانية عند انتشار الدين المسيحي» فكان 
لا بد من تقويض أركان الوثنية» وهي ممقلة أصدق تمثيل في الشعر الهوميري» فبات 
إغفال ذلك 2 ضرية لازب لحداثة عهد المسيحيين بدينهم ولزوم أخذهم به موردًا 
صافيًا لا تشويه أساطير السلف من عبدة الأوثان» ولكن بعض الدّعاة غالوا في اتخاذ 
الطرق اريه إلى تلك الغاية؛ فانَّهموا هوميروس بابتداع البدع وتحريف آي التوراة؛ 
ليصوغ منها ما وافق مذاهب قومه من القصص المستنبطة منها كعصيان الطيطان 
وطردهم من الجنةء وتلبّس فرسيّس بصورة موسى أول أمرهء ومماثلة بليروفون ليوسف 
الصديقء وأمثال ذلك مما أشرنا إليه في الشرح» ولهذا كانوا ينادون بتحريمها خشيةٌ من 
أن تفسد عقيدة الناشئة المتنصرةء وكان من لوازم قولهم أن هوميروس لم يكن الناقل 
لخرافات الأولين بل الواضع لها المنادي بها. 

تلك كانت الحال بين عامّة المسيحيينء وأما علماؤهم كالقديس إيرونيمس** فما 
زالوا مكبين على تلاوة أشعار هوميروس معجبين ببلاغتها وسمو معانيها. 


01 


مقدمة 


وما رسخت قدم النصرانية في البلاد حتى أفرجوا عن هوميروس وإلياذته وسائر 
منظوماته» فانطلقت تلك الخراك من عقالهاء وبرزت بحلل قشيبة فعادت إلى اختلاب 


الإلياذة والإسلام 


وإِنَّ ما قيل عن النصرانية في نشؤها يصدق على الإسلام في قرونه الأولى» إذ لا ريب أن 
آئمة الآمّة لو فرضنا وقوفهم ذلك الحين على محتويات الإلياذة لما ارتاحوا إلى بثها بين 
العامة؛ لئلا تكون من مفسدات الإيمان. 

وزد على ذلك أن العرب لم يكادوا يخرجون من مهامه البداوة حتى ملكوا الأمصارء 
وانتشروا في سائر الأقطارء وأسسوا الممالك الكبار» وما استقر الملك للأمويين في الشام 
حتى بدت لهم الحاجة إلى استخراج كتب العلم» وما توطدت دعائم الدولة العباسية في 
العراق حتى نظّم الخلفاءً مجالس النقّلة؛ لتعريب علوم المتقدمين من الفرس والهنود 
واليونان» فلاح لهم أنهم أحوج إلى العلوم منها إلى الشعر والأدب» وكانت حاجتهم 
الكبرى إلى علم الطبء ثم إلى علم الكلام للمناضلة عن الدين؛ فعمدوا إلى تعريب طب 
أبقراط وجالينوسء وفلسفة أرسطوطاليس ونظائرهماء وأغفلوا الإلياذة وجميع ما يجري 
مجراها من كتب الشعر والأدب. 

ثم إنه ليس في لغات الأرض لغة يربو شعرها على الشعر العربيء ويزيد شعراؤها 
عددًا على شعراء العرب وهم جميعًا مخلصو الاعتقاد في شعرهم» وَرعين في تعيّده, 
فلا يخالون في الإمكان وجود شعر أعجمي يجاري قصائدهم بلاغةً وانسجامّاء ودقةٌ 
وإحكامًا. لا 

فهذا أيضًا كان من دواعي تقاعدهم عن الإقبال على شعر الأعاجم اكتفاءً بما لديهم 
ف اوا ك 

على أنني أعتقد أنه لو طال زمن عظمة الدولة العباسية أو لو تأخر زمن تَيَوء 
المأمون أركة الخلافة جيلين لكانت بعض مقاطيع الإلياذة تتلى الآن في أندية الأدب» 
ولا يطعن بهذا القول قيام دولة الأندلس بعد حينء واشتغالها في الأدب» فإن الأمويين 
الأندلسيين تفننوا بآداب العرب» ورقوا درجاتٍ في مرقاة الشعرء ولكنهم لم يضاهوا 
العباسيين في بغداد بشيء من إقبالهم على التقاط فلسفة الأعاجم وتعريب كتبهم. 


oV 


الإلياذة 


وبعد هاتين الدولتين لم تقم للعرب دولة حريصة نظيرهما على اختزان ن العلوم من 
مخايئهاء وادخار الآداب من مناشئهاء فا ن كلا من دولة الفاطميين بمصرء ودول المغرب 
گات متصيزفة إلى ماغل خرس نكل عن ف الحفلة ف أثماتها :من المتصلسين ف لفاك 


نقلّة العرب 


وهناك أيضًا حاجزان طبيعيان وقفا عقبة صماء في وجه تعريب الإلياذة شعرًا في القرون 
الأولى» ولعلهما لا يقلّان شأنًا عن 3 الدين أو يزيدان وهما: 


أولّا: أن معربي الخلفاء كابن الخصيء وابن حُنَّينء وآل بختيشوع لم يكونوا عربًاء وإن 
تفقهوا بالعربية على أساتذتهاء فلم كلمعل علدو ایی اب وهم إنما 
كانوا بنظر العرب علماء أكثر منهم آدباءء وإن كانوا حريصين على آداب لغاتهم حتى 
حلَّوا جيد السريانية بقلادة الإلياذة منظومةٌ شعرًا كانوا يترنمون به في مجالسهم» 
ولا يشذ عن هذه القاعدة إلا قليلون معظمهم من الفرس الذين تفرغوا لآداب العرب» 
فيرّزوا فيها كابن المقفع» وهؤلاء أيضًا لم يكونوا في عداد الشعراء. 
وثانيًا: أن شعراء العرب أنفسهم لم يكونوا يحسنون فهم اليونانية» فلم يكن فيهم من 
وإن قيل: إن عجز النقلة عن الإجادة في نظم الشعر العربي لم يكن مانعًا من 
تعريب الإلياذة نثرًا كما عُربت شهنامة الفردوسي. قلنا: «إن الارتباط بين الفرس والعرب 
كان أكثر منه بين العرب واليونان» وشتان بين ناظم الإلياذة وناظم الشهنامةء فذلك من 
عبدة الأصنامء وهذا من أدباء الإسلام» ومع ذلك فلم يقم بين العرب من تجرد لتعريب 
الشهنامة إلا بقيام ملك يُحسن فهم العربية والفارسية طرب بتلاوة الأصلء فأراد أن 
يطرب أمته بتلاوة التعريب؛ فوسّع بالرزق على رجل توسّم فيه الكفاءةء وهيهات أن 
يتيسر ذلك في غير تلك الحال.١*‏ 
ثم إنه لا يخفى أن الشعر إذا ترجم نثرًا ذهب رونقه» وبّهت رواؤه». والظاهر أن 
هذا الحكم انطبق على تعريب الشهنامةء فأهملها الناس وإلا فما ذهبت ضياعاء وبقيت 
أكزايعن عن كرا OS E‏ اشرق الأنداء. عن روس لكان متها كيك مد كوا 


o۸ 


مفدمه 


وخلاصة القول أنه مهما يكن من الحوائل التى كانت تصد الأدباء عن نقل الإلياذة» 
وتحول دون إبرازها للعامة فما بقي لتلك الحوائل أثرٌ في زمننا بل صار من لوازم 
العصر إلباشُها حلَّةَ عربيةٌ تجاري لغتنا لغات أبناء الحضارة. وخصوصًا أنَّ ما فيها من 
أساطير دين الوثنية قد باد أثرهٌُ» فصار من المحتوم أن يبقى خيرهُ عبرةً للمعتبر. 


التعريب 
حكاية المعرّب في تعريب الإلياذة 


سألني لج الغفير من أصدقائي الأدباء كيف عرَّبث الإلياذة؟ وما حداني إلى تعريبها؟ 
فكتيك:الفصسل الكت وله يخاو :من فاكدة من قضى عليه أن يرق مل هذه اة 

كفك مذ الصغر. جمالك الي القضبحي» ول ما ا حن ت بالكيالياك 
وعبادات الأقدمين» ول ما كانت لغتنا تكاد تكون خلوًا من ذلك الشعرء وفروض الدروس 
تستنزف الوقت» ولا تبقي معها بقية لقراءة ما شد من مثل ذلك عن معيناتها؛ فتحول 
دون استقاء المياه من موازديها كنت ألتقط ما سقط عرضًا من أفواه الأساتذة أو ورد 
هاهذا E‏ ا قن کی ا یخن تضاف النكدهاة ول اد 
العقد الثاني من أعوام الحياةء ولا يطالبننى المطالع اللبيب بأمثلة من تلك القصائدء 
تين ف ديدي دن مرقه] 9 أتمالك .بدن الوه كما خطر عن ال ك هنا 
علق في الذاكرةء فهنالك يمٌّ مختبطٌ اختلطت فيه آلهة الكلدان بآلهة اليونان والرومانء 
وأنزلت معبودات مصر موضع معبودات الهند والصينء واشتبه الذكور بالإناث, والتبست 
الأعلام الإفرنجية بالأسماء اليونانية على نحو ما دون الكتبة في كثير من أخبارهم عن أمم 
القرون الخالية» وهذا ولا بدع شأن كل كاتب تطاول إلى فنَّ دخله من غير أبوابه. 

فلما حكمت نفسيء وأصبحت متصرفًا مطلقًا في استعمال أوقات العطلة أدركت 
أنني لم أغرف شيا مع سايق الظن بسعة الاطلاغ» فانتهيت إل .حيث كان يجب أن 
أبتدئ» فعمدت إلى تلك المنظومات» ولم أكن بعد قرأت شينًا منها قراءة صحيحة ما 
كلك ال رودن اعادو SE‏ جد SA e‏ لمكن ES RE‏ ين 
قرائهاء وإلا فبترجمته إلى لغة أعرفها. 

وكنت كلما قرأت منظومة من المنظومات القديمة والحديثة زاد إعجابي بالإلياذة؛ 
لأنها وإن كانت أقدمهنَّ عهدًاء فهي لا تزال أحدثهن رونقاء وأبهرهنّ رواءً وأكثرهن 


64 


الإلياذة 


جلاءً. وأوسعهن مجالًا. وأبلغهنَ جميعًا. نسج صفوة الشعراء على منوالها فلم يبلغوا 
شأوفاء وانستقوا من برها فملثوا يحارهم: ولم يتقضوها شیا 

فقلت: ما أحرى لغتنا العربية أن تحرر مثالا من هذه الدرة اليتيمةء فهي أولى بها 
ممن تناولها من ملل الحضارةء فليس في شعر الإفرنج ولغاتهم ما يوفر لها أسباب 
البروز بحلة أجمل مما تهيئه معدَّات لغتناء فالشعر اليوناتي. : بلغة قريبة إلى الفطرة 
كلغتناء والبحث في جاهلية قوم كجاهليتناء وليس في شعراء ملَّة من الملل من انطبقت 
معانيهم على معاني الإلياذة بالحكمة والوصف الشعري كالمتقدمين من شعرائنا. 

فناجتني الدع بتعريبها مع علمي بخطورة الموقف» ووعورة المسلك وطول الشقةء 
وقلت: تلك مّلهاة تقضي بها أوقات الفراغ» فإذا فتح الله وفسح في الأجل زففتها إلى 
القراء لفلا قل من ا ن أروؤض نفسي بها وهي خير ما تروّض به النفوس» وعزمت 
منذ نظمت أول بيت منها على أن لا أغادرها حتى آتي على آخرها. 


تعريب الأصل 


فخططت لنفسي خط وقلت: لأنظمنَّ منها أمثلة من حيث اتفق لي وأعرضها على الأدباء 
تاندمو ها مكون مق ا ایو و ى ماظن لقان شغي لوز أن أفينها كيل 
التوغل في العمل» فتوكلت على الله وعمدت إلى ترجمة فرنسية منها كانت بين يديّ» وألقيتها 
إلى جانب ترجمة إنكليزية» وأخرى إيطاليةء وفتحت الكتاب الفرنسي من ثلثه الأولء فإذا 
بأخيل وأغاممنون يتخاصمان» وأخيل ينهال على أغاممنون بالسباب والشتيمة» فنظمت 
الأبيات التي مطلعها: 


يا مليكًا بنشوة الراح مُتْقَلٌ .. 
فعربتها على الطريقة المألوفة في النظم» وكانت أول ما نظمت من الإلياذة. وذلك في 


أخريات سنة ۱۸۸۷ بمصر القاهرة. ثم فتحت الكتاب من ثلثه الثاني» فإذا بي في معترك 
عنيف في أول النشيد الخامس عشر فنظمت القصيدة التى مطلعها: 


تجاوزت الطرواد حدّ الخنادق يصلّمهم فيها حسام الأغارق 


فكانت قصيدةً طويلة توثقت بها من اتساع اللغة للمعاني والقوافيء ونهجت فيها 
نهمًا جديدًا مما كنت أعددته في ذهني وستراه مفصلا في باب «النظم في التعريب». 

ثم فتحت الكتاب من ثلثه الأخيرء فإذا بي في الصفحة الثالثة من النشيد الثالث 
والعشرين» فرجعت إلى أولهء ونظمت منه نحو مئة بيت رجرًا مصرَّعًا ومققّى على سلوپ 
استحسنته وحسبته وافيًا بمرامي لتعريب كل النشيد على سياقه. 

فحملت جميع ما تجمّع لدي من القصائد الثلاث بمسودّاتهاء وجعلت أعرضها على 
من زارني وزرته من الأدباء والشعراء ممن أف الشعر العصري» ومن نشاً على ا 
الكسن القيوى E Sg a‏ سمه انيه E‏ 
وخشية علي من الملل والقنوط؛ لوفرة ما يتبع هذا العمل الشاق من العناء الفادح» وكثرة 
ما يستلزم من النفقات لو مُذّْل بالطبع» وليس قراء العربية وطلاب أمثال هذا الكتاب 
ممن ينشط على المجازفة بمثل تلك النفقات» وشق النفس» وضياع الأوقات: على أن ذلك 
كان أقل ما تجزع له نفسي إذ أقدمت وليس بي جشع للربح من وراء هذا العمل بل أنا 
راض بالخسارة لو حصلت ليس ذلك ترفعًا عن الكسبء ولكن لغرام في النفس تستسهل 

فقلت: لقد حان إذن أوان الشروع» فرجعت إلى أول نشيد وأخذت في النقل تباعًا 
حتى أكملته. ونظمت نصف 00 الثاني» وكنت أثناء النظم أقابل الترجمات بعضًا 
ببعض» فأرى فرقا يصعب عل معه تبن الرجحان لنسخة دون أخرىء فأوقفت النظم: 
وقلت: لا بد إذن من الرجوع إلى الأصل اليونانى إذ لا يصلح النقل من غير أصله. 

وكانت معرفتي بالدوناقة EE SS A E‏ الشيقطة ويفدن 
أصولٍ ومفردات لا تشفي غليلًا فأخذت أبحث عن أستاذ يروي غلّتيء فأرشدت إلى عالم 
من الآباء اليسوعيين وأبلغت أنه متضلعٌ باليونانية تضلّعه بالفرنسيةء وكنت أعلم أن 
الآباء اليسوعيين لا يسعهم التفرغ لإلقاء دروس خاصة خارج مدارسهم» فكان لا بد إذن 
من رضاء الأستاذ وأذن الرئيسء فوفقني الله إلى الحصول على الأمرين» فشكرت لهما 
هذه المنةء وجعل أستاذي يلقنني أصول اللغةء ويفسر لي فصولا من الإلياذة» وأنا مُكب 
على الدرس متفرغ للاستفادة ونع أن قضيت معه أشهرّاء وعلمت منه أنه يسعني أن 


1١ 


الإلياذة 


أستتم الدرس وحديء وأن أتناول تعريب الإلياذة من أصلها مع الاستعانة بكتب اللغة 
وتفاسيرهاء فارقته شاكرًا ولبثت مدة أجهد النفس بالمطالعة ثم استأنفت التعريب. 

وكان بنفسي شيء مما عرّبته من النشيد الأول والثاني» فرجعت إلى إمعان النظر 
فيه ومقابلته على أصلهء فرأيت خللا ألجأني إلى التنقيح ا فكنت لا أحجم 
عن تغيير البيت والبيتين» وربما أعدت نظم مقاطيع برمتهاء ولم يقع لي شيءٌ من هذه 
الإعادة في سائر الأناشيد إلا أن يكون في استبدال فقرة أو شطر بغيرهما أو تغيير قافية 
بأخرى مما يقع لكل ناظم» وفي ما سوى ذلك كنت أجهد النفس بإحكام البيت على قدر 
الاستطاعة قبل كتابته. 

ولم أكد أستقر في مصر حتى حدا بي حادي الأسفار التي ألفتها منذ الصبا فيرحت 
القاهرة سنة 1884 وف النفس شغفٌ بها وحنينٌ إليهاء فانتهى بى التّطواف إلى العراق 
بعد أن طرقف المت وأطزاف الحجم» فافدت فيها زهك سكن اضطروت إل طي الإليانة 
في معظمهماء ولم يتسنَّ لي العود إليها إلا بضعة أسابيع؛ على أنني لم أجتمع بأديب منها 
إلا عرضت عليه شينًا من منظومها وأدباءً العراق مولعون بسماع الشعر. 

ثم شخصت إلى الآستانةء واتخذتها مقامًا طيبًا لبثت فيه سبع سنوات كنت كثير 
التنقل في أثنائها بين الشرق والغرب» فيومٌ بسورياء وسنة بأوروبا وأمريكاء والمرجع إلى 
الآستانة. وكانت الإلياذة رفيقي حيثما توجهت أختلس الأوقات خلسة فلا تفرغ اليد من 
عمل إلا عدت إليهاء ولطالما مرت الأسابيع والأشهرء وهي طي الحجاب ثم هببت بها 
من رقدتها وعاودت العملء وكثيرًا ما حصل ذلك في رؤوس الجبال» وعلى متون البواخر 
وقطارات سكك الحديد» فهى بهذا المعنى وليدة أربع أقطار العالم. 

SS a E ذلك الكل‎ SA خللت: أتوحى‎ i 
حيث هيأ لي حسن التوفيق أن اتصلت ببعض أدباء اليونان عشاق هوميروس وإلياذته‎ 
كاستافريذس ترجمان السفارة الإنجليزية» وكاروليذس أحد أساتذة كلية خلكي اليونانية‎ 
بالآستانة» وبعضهم من قراء العربية» فكنت أشاورهم في بعض ما التبس وأغلق, وهم لا‎ 
يضدُون وأقرأ لهم أجزاءً من المنظوم العربي فتعروهم هزة الطرب مستبشرين بتعريب‎ 
أعظم منظومة لأعظم شعرائهم.‎ 

وهكذا ظللت بين وقوف ومسير إلى أول صيف سنة ١845‏ فخرجت بعائلتي إلى 
مصيف فنار باغجه في ضواحي الآستانةء وظللت فيها أربعة أشهر فرغت في نهايتها من 
عناء التعريب. ا 


1۲ 


كتابة الشرح 


على أنني منذ شروعي في النظم كنت أطمح إلى ما وراء ذلك إذ لو عرضت الإلياذة على 
قراء العربية عارية من الشروح لما خالوها إلا هيكلا شعريا لا تربى فائدته على شيء مما 
بين أيديهم من الدواوين وما أكثرها في لغتنا. ۰ 

راتان أن عار يخ ا ج الم ی من اران 
بغية أن يأنس القارئ العربي بالرجوع في نظره إلى أخلاق أمته في جاهليتهاء وبعض 
حضارتها والمشهور من أساطيرها وعباداتهاء والمأثور من آدابها وعاداتها ومناهج 
شعرائها وأدبائهاء ومواقف ملوكها وأمرائها وساستها وزعمائهاء والإعجاب باتساع لغته 
في الوضع لكل معنى من المعاني الفطرية مع عجزها في الحال عن تأدية بعض الأوضاع 
العصرية» وجميع ما يتناول وصف حالة العرب ولغتهم وحالتهم الاجتماعية. كل ذلك 
بالمقارنة والمقابلة مع ما كان من نظيره في الأمم الغابرةء ولا سيما في أمم اليونان» ويرتاح 
المطالع الإفرنجي من قراء لغتنا إلى الولوج في باب لا أظن أحدًا ولجه من قبلء فيبحث 
وینقب» ويسترشد فيرشد على ما جرى عليه في سائر الشؤون» ونحن عن معظم ذلك 
غافلون. ١‏ 

ولهذا لم يكن لي بد من مطالعة الأسفار الطوال والمجلدات الضخمة من كتب العرب 
والأعاجم في الأدب والشعر والتاريخ» وإذا ألقيت نظرك على باب الشواهد في العجم في ذيل 
الكتاب ورأيت أنني اضطررت إلى الاستشهاد بمئتي شاعر عربي بين جاهلي» ومخضرم» 
ومولّد فضلا عما نقلته من شعر الأعاجم عذرتني على ما أضعت من الوقت في شرح 
الكتاب إذ ريما قرأت ديوان الشاعر كله طمعًا ببيت واحد: ولى جمعت الزمن الذي 
صرفته في النظم لما زاد عن نصف مثله مما صرفته في تدوين الشرح. 

وفي أوليات سنة 1647 دعاني داع حثيث إلى القاهرةء والنفس تشتاقها فانتهزتها 
فز الت .هما نل ليها ولك آم ا ها خا دون ل انات ان الخصها 
اشتغالي بعمل شاق آخر هو «دائرة المعارف». ولكنني كنت اختلس أويقاتٍ يسيرة أرتب 
الشرح ERE‏ انتهيت منه عام ۱۹۰۲ فباشرت الطبع. 

ولست بمعتذر لأبناء وطني عن انقضاء كل هذا الزمن قبل إنجاز العمل الأخيرء فقد 
ألفنا التأني والمطلء وإن الواحد منا ليشرع في طبع مثتى صفحة فتمر الأعوام ولا يتمّها. 
على أن ابن الغرب تعتريه الدهشة لمثل هذا التراخي» وهو في بلاده لا يكاد يسمع بتأليف 
كتاب حتى يراه مطبوعًا تتداوله الأيدي» فلمثل هذا اللائم أقول: «إن الحالة عندنا على 


1۳ 


الإلياذة 


خلاف ما تعهد» فليس في بلادنا شركات تأخذ على نفسها طبع الكتب على نفقتها فتعد 
المال والرجالء بل لا بد عندنا وإن توفرت النفقات أن يتولى المؤلف في مثل هذه الأحوال 
طبع كتابه بنفسه» وإن استعان بصديق أو غيره على مراجعة مسودّة فلا يغنيه ذلك عن 
أن يكون هو المصحح المنقح» وإذا زدت على هذا أن دواعي صحة الجسم تلجئني كل 
سنة إلى إيقاف العمل بضعة أشهر إذ أضطرٌ أن أبرح مصر إلى لبنان أو غيرها من بلاد 
الله اتضح أني أسرعت في طبع الإلياذة مع إبطائي في إعدادها». 


المعجم والمقدمة 

وفي منصرم ربيع السنة الماضية )١11١(‏ كان الفراغ من طبع الإلياذة وشرحهاء فحملت 
الكتاب معي إلى لبنان حيث قضيت الصيف» وانتهزت فرصة الفراغ والراحة لكتابة 
المعجم, واا وصلت القاهرة في آخر الصيف أخذت في إنشاء هذا الفصل وسائر فصول 
المقدمة: وهكذا فقد كان الفراغ من هذا الكتاب حيث كان الشروع فيه أي في قاهرة 
مصرء وأراني كما أسلفت لك لم أدَّخر وسعًا في تحبير تعريبه وتنميقه. ولم آل جهدًا في 
تطبيق شرحه وتنسيقه» فإن أحسنت وفيه منتهى جهدي فذلك من حسنات الاجتهادء 
وإلا فحسبي أن أفتحه بابًا يلجه من وفقه الله إلى سبيل السداد. 


أصول التعريب 


لقد جرى الكثيرون من نقلة لغات الإفرنج إلى العربية على أصول ابتدعوها لأنفسهم, 
فشطوا بأكثرها عن منهج الصواب» فأجروا قلمهم بل هو جرى بهم مطلق العنان يحبر 
ما يريد دون ما أراد الواضع» فمن متصرف بالمعنى يزيد وينقص على هواه فيفسد النقل 
ويضيع الأصلء ومن متسرع يضن بدقائق من وقته للتثبت من مراد المؤلف فيلتبس عليه 
فهم العبارة؛ فينقلها على ما تصورت له لأول وهلةء فتنعكس عليه المعاني على كرو منهء 
ومن ماسخ يلبس الترجمة ثويًا يرتضيه لنفسه فيتقلب بالمعاني على ما يطابق بغيتهء 
ويوافق خطته حتى لا يبقى للآصل أثرّاء ومن عاجز يجهد النفس ما استطاع وهو وإن 
أجهدها ما شاء غير كفوء لخوض هذا العباب. 

ثم يقوم هؤلاء الكتاب ويسمُون ما كتبوا تعريبّاء وأولى بهم أن يسموه تضمينًا أو 
اختضارا أو معاوضة أى:مِسكا: 


1٤ 


ولكنهم جميعًا أولى بالعذر والعفى من فئة أخرى يأتي الواحد منها على الكتاب 
فينقله كله أو بعضه» ثم يعرضه على الناس تأليفا من نتاج قريحته» وهؤلاء هم السرّقة 
الدجّالون. 

على أن لدينا والحمد لله رهطًا من ذوي الذمة والعلم يتوخُون الصدقء ويتحرّون 
الضبط والأحكام؛ ويجيدون الرسم فيأتي مثالا صادقاء فإذا نقلوا قالوا نقلنا وإذا تصرفوا 
قالوا لغرض تصرفناء وإن ضمَّنوا قالوا لامر خم وإن ن عارضوا قالوا لسبب عارضناء 
فهؤلاء إذا صحت كفاءتهم هم الذين يجب 2 يُصَدَّق خبرهم» وَيُقتَقَى أكرهم: 


معرّبو العرب 


وإذا رجعنا إلى التّقلّة الأوائل رأينا أ أن زمرة كبيرة منهم كانوا من هذا الفريق الأخيرء وهم 
على تفاوت إجادتهم في تأدية المراد ممن قصد الفائدة الحقة وتوخى الصدق والدقة. 

وقد كرا التعريب..مسلكين: تقلهما:اليهاة العامئل في. الكشكول عن السا 
الصفدي قال: 


واا :نالفل را اا طاريق ريطا ون المظويق و ن 
الكجضى وعيرهماء وهو أن .يتن ل كل كلمةامفردة رمن اكنات اليونائية نوما 
تدل عليه من المعنىء فيأتي الناقل بلفظة مفردة من الكلمات العربية ترادفها 
في الدلالة على ذلك المعنى فيثبتها وينتقل إلى الأخرى كذلك حتى يأتي على 
جيلة a a‏ الطريعة برييظة E YET E‏ 
لكات الغرمية كات تقارل حميم كلمات ابو ودا ر ا خلال 
التقروت كد هن الألفاظ اليونانية عر اها لاي رل خراص اکت 
OAL EET EN SEES SS O‏ 
من نجهة استفمال الجازات وهي كفرة :في جميع :اللات الطريق الثاني في 
التعريب طريق حنين بن إسحاق والجوهري وغيرهماء وهو أن يأتي الجملة 
ARGS ES‏ 
E ENS OE AEN Eg‏ سكم ES‏ بق 
الان إلى هد إلا في الم ال لم لكك ا بها بخلاف حتت 
الاك والمنطي والطبيعي ي فق ا 


1° 


الإلياذة 


إن هذين الطريقين اللذين أشار إليهما الصلاح الصفدي منذ زهاء ستة قرون 
هما المذهبان المعوّل عليهما في النقل حتى يومناء وليس وراءهما مذهب ثالث في التعريب 
الصحيح؛ أما الطريقة الأولى فهي كما قال رديئة: «إذا أريد بها استجماع محصل 
المعاني» وهي أيضًا أنها تذهب بطلاوة التركيب فلا تبقي لها أثرّاء ولا تصلح للكتب 
القن نكذاوتها. اند من الخاصة والعامةه واذكر ذاع إليها' E E E‏ 
قو على استتمام صفحة منهاء ولكنها مع هذا مفيدة لطالب اللفظ دون المعنى؛ ولهذا 
جرى عليها بعض كاب الإفرنج في بعض التآليف المراد بها تعليم اللغات» وانتهجوها 
في تقل كو من كتب الأذب والشهر كمتظومات هوميروسن. وفزجيليوس إذا أريد بها 
S|‏ طلخي اليوكاقنة USNs‏ درون طلكب الإلياقة OO‏ يشرط لصح El‏ 
أمران: أولهما: أن يكتب الأصل بلغته ومردقًا في اللغة المنقول إليهاء والثانى: أن يكون 
بإزائها ترجمة أخرى على الطريقة الثانية التي هي طريقة حنين؛ لاستجلاء المعنى» وإلا 
اختلطة لقاش عر اا وغان عقه ديم قو ا لحيل هن الطريقة الاق 
تأتي مختلة التركيب مقلوبة الوضعء فما يجب تقديمه في لغة يجب تأخيره في أخرى, 
ا إثباته في الأصل يجب تقديره في النقل وهلم جرًاء فلا طلاوة ولا إحكام؛ ولا 
إعراب» ولا انسجام. 

أما الطريقة الثانية فهي التي عوّل عليها الجمهور لحصول الفائدة فيها من الوجه 
المطلوب» وهو نقل المعاني ورسمها رسمًا صحيحًا ينطبق على لغة النقل ومشرب قرّائهاء 
فإذا قرأ المطالع فيها كتابًا معرّياه فإنما هو يقرأه عربيّاه ولا يقرأه أعجميًا كما يحصل 
في الطريقة الأولى؛ ولهذا يصح أن يقال: «إن طريقتنا إنما هي طريقة حنين بن إسحاق 
ا 


مسلك المعرؤب في تعريب الإلياذة 


علمت مما تقدم أن المعرّب تحرّى الصدق في النقل مع مراعاة قوام اللغة» وعسى أن يكون 
ممن كُتب لهم التوفيق» وأقول زيادة للإيضاح أني وطنت النفس على أن لا أزيد شينًا 
على المعنى» ولا أنقص منه. ولا أقدّم, ولا أؤخر إلا في ما اقتضاه تركيب اللغةء فكنت 
أعمد إلى الجملة سواءً تناولت بينًا أو بيتين أو أكثر أو أقلء أسبكها بقالب عربي أجلو 
رواءه على قدر الاستطاعةء ولا أنتقل إلى ما بعدها حتى يخيّل لي أني أحكمتها. ١,‏ 


11 


ولما كان الشعر العربي يختلف طولًا وقصرًا باختلاف أوزانه كان لا بد من حصول 
التفاوت في النسبة بين 550 الأصلء وعددها في النقل» وليس في اليونانية شطرٌ وبيتٌ 
كالعربية» فكل شطر منها بيت تام كالرجز في عرف بعض العروضيينء إذ يعتبرون كل 
شطر منه بِينَا كاملًاء ثم إنه كثيرًا ما يحصل الترابط فيها بين بيتين وأكثر بما لا يجوز 
إتيان نظيره في العربية؛ ولهذا لم يكن في دائرة الإمكان أن يُنقل البيت اليوناني بيتًا أو 
شطرًا عربيًاء إذ كلما كثرت أجزاء بحر الشعر العربي زاد اتساعه لاستيعاب المعانيء 
فالطويل والبسيط مثلا يستوعب البيت منهما ما لا يتسع له السريع والمنسرح» وهذان 
تامّين يستوعبان ما لا يتسع له المجزوءٌ من سائر الأبحرء فبهذه النسبة يمكن اعتبار كل 
بيت من الطويل والبسيط بمثابة زهاء بيتين من الأصل اليوناني» ويقرب منهما الكامل 
الام وكل بيتين من الخفيف والسريع» والمنسرح والرجز والمتقارب» والمتدارك والوافرء 
والزمل واحد الكامل مقايل كلاثة أبنات من اليوتانية: فجاءت الأبيات العزبية ين العقرة 
والأحد عشر ألف بيت نقلًّا عن أصل عددةٌ بين الستة عشر والسبعة عشر ألف بيت. 

وكنت أثناء مطالعتي رمات الإفرنج أنكر أمورًا كرهت أن ينكرها غيري علي 
فاجتنبتهاء مثال ذلك: تصرف البعض منهم تصرفا غريبّاء فيبدلون معنى بآخر ولفظة 
بغيرهاء ولهم في ذلك أعذانٌ تافهة أشرنا إليها في مواضعهاء وأغرب من هذا ما يقدمون 
عليه من الحذف والإضافة, فقد رأيت في د و أبيانًا كثيرة قضوا عليها بالحذف» 
وأبياتًا كثيرة حسّنت لهم أنفسهم إضافتها حتى إن أحدهم حاك من أربعة أبيات أربعة 
وثلاثين بِينَا ضمّنها معاني لم تخطر على بال هوميروس. 


المحافظة على الأصل 


فكان معظم همي أن لا أحجف مثل هذا الإحجافء فلم أتصرف بشيء من المعانيء 
وحافظت على الألفاظ ما أمكن فإن حذفت لفظة فهي إما من مكررات الأصل التي 
يحسن تكرارها في لغتهاء ولا يحسن في لغتناء وإما من الألفاظ التي يمكن استخراجها 

من المعنى» وقد يمكن أن ن تكون من الألقاب والكنى التي يستغنى عن إيرادها كل حينء 
وإن زدت لفظة فهي؛ إما مما يقتضيه سياق التعبير العربي» وإما قافية لا تزيد المعنى 
ولا تنقصه» وإن قدمت أو أخُرت فكل ذلك في فسحة قصيرة يقتضيها السبك العربيء 
وكان هذا أعظم قيدٍ قيدت به نفسي. 


1۷ 


الإلياذة 


اجتناب الوحشي والحوشي 


ثم إني اجتنبت ما أمكن حوشيّ الكلام ووحشيّه؛ طمعًا بأن لا تحقرهُ الخاصةء ولا يغلق 
فهمه على العامةء وإذا اضطّررت إلى إثبات كلمة لغوية فتلك؛ إما لفظة وضعية لا يمكن 
استبدالها بغيرهاء وإما قافية لا يمكن العدول عنهاء وإما تعبيرٌ ليس ما يفضله في الكلام 


المأنوس. 


الألفاظ التى لا مرادف لها في العربية 
وليت هذا منتهى الإشكال في تعريب الإلياذةء فقد اعترضت لي ألفاظ وتراكيب وصفية 
بعضها غار مألوف في العربية» وبعضها لا يقايلة مرادفٌ أصلاء فاضطررت إلى انتقاء 


ألفاظ يمكن إطلاقها على المعنى المراد ونبهت عليهاء وإلى نهج أسلوب في التركيب الوصفي 
لا يختل معه نظام العربيةء ودونك أمثلة يسيرة من ذلك: 


٠‏ لآلهة اليونان طعامٌ وشرابٌ يعبر عنهما بلفظتين لا مرادف لهما في العربية. 
فعّرت عن الشراب بالكوثر والسلسبيل كما أوضحت في الشرح: وعبّرت عن 
الطعام بالعنير؛ لأن هذا لفظها باليونانية (55:0م8در4) وهو عندهم طعام وطيب 
بآن واحد كما أوضحت. 

٠‏ وعند القوم آلهة وشبه آلهة كثيرون لا شبيه لهم عند العرب» فلم توضع لهم 
أسماءٌ خاصة بهم فحيثما أتيت على لفظة من مثل هذا رجعت إلى معنى 
اللفظة اليونانية» وعرّيتها يما رادف ذلك المعنى أو قاربه» فدعوت ريات الغناء 
ومنشدات الآلهة «القيان» والقينة في العربية الجارية المغنيةء ودعوت ربات 
اللطف البهجات والخرائدء فاللفظة الأولى أخدًا عن مفاد المعنىء واللفظة الثانية 
تشبيهًا بالكلمة اليونانية التي تماثلها في اللفظ (16م0:)كما أوضحت في 
الشرح. 

وأما الموصوفات العلوية الموضوعة لمعنى معرّنء فقد سميتها بأسمائها التي تنطبق 
عليها في القريية. "ميك آلهة ا وة ووت الول وك وإلة الاي ,ها 
والساعات «ساعات» والصلوات «صلوات» وهلمُ جرًا. 


bi 


« 


1۸ 


التراكيب الوصفية 


وفي الإلياذة تراكيب وصفية ملازمة لكثير من أعلامهاء وقد يكثر تكرارها فيها إلى حيث 
يكره ذلك في العربية كوصف آخيل بخفة القدم» ووصف هكطور بهز الخوذة» والقول 
في نسطور أنه راعي الشعبء وفي زفس أنه أبو الآلهة والبشرء ففي مثل هذه الأحوال 
خففت التكرار وانتقيت ألفاظًا حسبتها خفيفة على المسمع العربي فقلت: طيّار الخطىء 
وهيّاج التريكة وما أشبه. 


تعريب الأعلام 


ثم إنه لم يكن بالأمر السهل تعريب الأعلام بما لا مجه الذوق العربي وخصوصًا أني 
أعلم أن قارئ أمثال الإلياذة لا بد أن يستثقل في أول الأمر توالي أعلام أعجمية لم يألف 
سمعه شينًا منهاء ولكنه إذا نفر من تلاوتها أولا لا يلبث أن يألفها بعد تلاوة قصيدة أو 
بعض قصيدة. 

وقد كانت لي هذه الأعلام في النشيد الأول عثرة في سبيل إحكام النظم فكان لا 
بد من وضع أصولٍ اعتمد عليها في سائر الأناشيد وليس في كتب العرب ما يماثل هذه 
الأصولء وإن في كتاب سيبويه بابًا للتعريب» ولكنه اقتصر في معظمه على تتبّع بعض 
الألفاظ مما استعمله العرب من أعلام الأعاجم وغيرهاء والنظر في ما ألحق منها بالبناء 
العربي كبَهرَّج» وَجَوْربء ودينار» وديباج» ویعقوب» وإسحاقء وما لم يلْحق به كُكُركم 
وخر راشان 

وجميع ما كتب الخفاجي في شفاء الغليلء وأبى حيّان في ارتشاف الضَّرّب من لسان 
العرب» والثعالبي قي فقه اللغة. والسيوطي في المزهرء وغيرهم ممن طرق هذا الباب لا 
TEESE‏ وقايل من خوفاء وسمصئلة ا أنه ديهم ارت قواعد 
مطردة يمكن الرجوع إليها في مثل هذه الحال» وإذا أردنا القياس على ما جاء في الكتب 
العربية من الأعلام اليونانية زادت المعضلة إشكالًا. فإن أيدي النساخ قد لعبت بها كل 
ملعب هذا فضلا عن أنهم لم يجروا بها على نمط معلوم في زمن من الأزمنة إلا في أحوال 
محصورة وأسماء مشهورة» وزد على هذا أ ن أكثر أعلام الإلياذة غير مذكور في كتب 
العرب» ولا ريب عندي أن المعرّبين والمؤرّخين توخوا ما أمكن حسن التطبيق في تعريب 
الأعلام» ولكن عدم جريهم على خطة واحدة وسَنَنِ معلوم ذهب بذلك الجهد ضياعًاء 


1 


33 


الإلياذة 


فقالوا مثلا: «أرسطاطاليسء وأرسطوطاليسء وأرسطاليسء وأرسطوليس» ويتروه أيضًاء 
فقالوا: «أرَسَط». وقالوا: «أسقليبيوسء وإسكولابيوس» وإسكليب» وأسقولاب» وأمثال ذلك 
ثيرة في النثر فما بالك لى نظمت شعرًا. 


تلاعب النسّاخ 


وأما تحريف النساخ وتصحيفهم فمما لا يدركه حصرء فكثيرًا ما تقرأ فيلقوس» 
وفيلثوس, وفيلنوس: وقيلبوس» وقنلتوسء ويكون المراد فيأبس أبا الإسكندرء وتقراً 
بودنطه» وتيرنطه» وبيريظه» وبورنطا والمراد البيزنطية» وخذ أي كتاب شئت من كتب 
التاريخ من البيرونيء والمسعودي إلى ابن الأثير وابن خلدون حتى المقريزيء وانظر فيه 
إلى الأعلام اليونانيةء فيُشكل عليك إرجاعها إلى أصلها. 

وكثيرًا ما نرى الاسم الواحد مكررًا في صفحات وهو في كل صفحة بهجاء مختلف 
عما قبله وما بعده» فإذا فتحت القرماني طبع بغداد صفحة ۲۳١‏ وقرأت أنطياقوس» 
ثم رأيت أبطيحش بالباء والحاء تنا درك أن المراد بهما أنطيوخوس إذا لم تكن هناك 
قرينة ترشدك. 

ومن بلاء النسخ أيضًا تحويل الفكر من علّم مشهور إلى علّم مشهور؛ فتضيع فائدة 
الرواية بجملتها كقولهم في يوليوس قيصر بولس أو بولوس» وأين بولس من يوليوس؟ 

ولا يصح إرجاع اللوم في خطأ النساخ إلى المؤلفين والمؤرخين إلا حيث اجتزءوا 
بالنقل من نسخ مُصَحَفةء وإلا فلا ريب أن القاضي الفاضل مثلا لم يفسد شيئًا من 
الأسماء الإفرنجية في ما كتب عن الصليبيين» فلم يقل الاستبارية والاستنارية» كما نقل 
ابن الأثير وابن خلدون بل قال: «الاسبتالية» على لفظها الإفرنجي (1]811255م605). 


عودٌ إلى تعريب الأعلام 


بقي علي أن أذكر الأصول التي جَرَيْت عليها في تعريب الأعلام: 

جرت للإفرنج عادة في نقل كثير من الأعلام اليونانية عن الأصل اللاتيني دون 
اليونانىء ولا سيما في أسماء المعبودات» فإذا أرادوا أثينا آلهة الحكمةء قالوا: «مينرفا» 
بلفظها اللاتينيء وإذا أرادوا فوسيذ أو فوسيذون إله البحار قالوا: «نبتون» والسبب في 
ذلك أن معبودات الرومان كانت تماثل معبودات اليونان من أوجه شتىء ولها عند كل 


V۰ 


مفدمه 


من الفريقين أسماءً توافق روح لغته ومعانيهاء وإذ كان الإفرنج أقرب عهدًا بالرومانء 
وقد تناولوا أسماء معبوداتهم عن اللاتينية على ما دوَّنها فرجيليوس وغيره من الشعراء 
والكدّاب أطلقوا تلك الأسماء على الأعلام اليونانية أيضًا لمماثلتها لها في المفادء على أن 
كثيرين من محققيهم قد أخذوا يرجعون إلى الأصل ويذكرون كل علّم باسم لغته. 

وهكذا فعلت في تعريب المعبودات» فسميت كل معبودٍ باسمه اليوناني» وإن كان 
لبعضها ذكرٌ في كتب العرب» فقلت: زفس ولم أقل زاويش كما قال أبى نواس: «ولا 
المشتري» وإن ورد بهذا اللفظ في كتب العرب» وقلت: «هرمس» ولم أقل: «عطارد» وقلت: 
«آرس» ولم أقل: «المريخ» كما قال: العرب أو بهرام كما قال العرب والفرسء وذلك؛ لأن 
مشتري العرب» وعطاردهم» ومريخهم» وبهرامهم هم غير أمثالهم عند اليونان» وليس 
لهم في كتبنا وصفٌ معيّن ينطبق على المفاد اليوناني» ولم أتوسع في شيء من هذا الباب 
إلا باسم عفروذيت» فقد أطلق عليها اسم الزهرة لقب الشبه بين الزهرتين في أساطير 
القومين. 

وفي سائر الأعلام حفظت الأصل اليوناني مع مراعاة صحة اللفظ العربي على قدر 
الإمكان. 

وتابعت العرب في الأسماء الشائعةء فأبقيتها على حالهاء فلم أقل: «أَلِحُسَنْدَن أو 
«آلكسندروس» على ما يقتضيه اللفظ اليوناني؛ بل قلت الإسكندر لإجماع العرب على 
كتايته بهذا الهجاء. ا 

وجاريت الإفرنج وكثيرين من كتاب العرب بزيادة حرف الهاء في أوائل الأسماء 
المبتدئة بحرف علة ثقيلء فقلت: «هوميروس» وهَلَيُْسء وهيراء وهيبا» كما قالوا: «هيرودس, 
وهيرودوتسء وهرّقلء وهيلانة» مع أنه لو روعي رسم الحروف اليونانية وعُلم أنه لا هاء 
فيها لوجب أن يقال: «إيرودسء وإيرودوتسء وإرقل وإيلانة». على أن العرب لم يراعوا 
ذلك في كل الأحوال؛ ولهذا قالوا: «أوميروس وأسيودس» بدل هوميروس وهسيودس. 

ومثل ذلك يقال في زيادة العين في أوائل نحو عشرة أسماءء فإن ذلك يقربها إلى 
الله الرس وات علدنا أن :ثقول»متعلاف عن 1 مقول؟ قلات و ذ يض يدل 
أفروذيت. 

وجاريت الإفرنج وبعض العرب أيضًا في بتر بعض الأسماءء ولا سيما الطويل منها 
فقلت: طرطار بدل طرطاروس» وطفطام بدل طفطاميوسء ومريون بدل مريونس» 
وإسكمندر بدل إسكمندريوسء وفوسيذ بدل فوسيذون كما قال العرب: «هرقل» يدل 


الا 


الإلياذة 


«هرقلیس»» و«تيوفيل» بدل «ثيوفيلوس» وخصوصًا أن ملازمة هذه السين للأعلام 
اليونانية كملازمة الحركة والتنوين للمعرفة والنكرة. ففى الحركة العربية غنى عنها. 


الحروف التي لا مقابل لها في اليونانية 


وليس في اليونانية طاءٌ ولا قاف» ومع هذا فهما كثيران جدًا في الأعلام اليونانية 
واللاتينية المعرّية» فقالوا: «أنطيغونسء وأنطيوخسء وقبرسء وقسطنطين» وقيصري» بدلا 
من أنتيغونس, وأنتيوخس» وكيرسء وكنستنتين» وكيسارء وأخالهم أحسنوا بالنظر إلى 
انطباق تعريبهم على اللهجة العربيةء فجازيت من سلك هذا المسلك وقلت بالطاء: طروادة 
وطرتاء وطيطان وأمثالهاء وبالقاف قرونسء وقبريون» وقَليارٌسء وريما اجتمع الحرفان 

ويقال مثل ذلك في الصادء فهى ليست من حروف اليونانية» ومع هذا فقد قلت: 
صوقوس كما قالوا: صولون وصوفيًا. 

واليونانية خلقٌ من حرف الدال» فكل دال فيها ذالَ» فراعيت في هذا الباب جودة 
اللفظ, وحافظت على إبقاء معرّبات المتقدمين على حالها فقلت: «الإسكندرء والإسكمندرء 
وداماس» ودردانيا بالدال» وذريون» وذيترء وذيفوب بالذال». 


الحروف التي لا مقابل لها في العربية 


وفي اليونانية حروف ليست في الهجاء العربيى كالقاء 8 فهى مقام الباء في الحروف 
الساميّةء وموقعها موقع هذه أي ثانيةٌ في الحروفء فكما عبّر اليونان بها عن بائنا لخلو 
لغتهم منها يجب أن نعبر عنها بالباء لخلى لغتنا من حرفهم» ويشمل هذا التعريف 
وبرياس. 

وفيها حرف آخر لا مقابل له في العربيةء وهو الباء الفارسية 11 فقد اخترت لها الفاء 
لقرب مخرجها إليها فقلت: «فريام» وفطرقل» وفوذالير» كما قالوا: فرسيّسء وأفلونء 
وفيداس» ومن معربى القدماء من اختار لهذا الحرف الباء العربيةء فقالوا: بطرس 
بخلاف كثيرين من معربي السريان الذين يقولون: فطرسء فعولت على هذا الوجه 
إلا حيث وقع تكرار الحرف أو ثقل اللفظ بالفاءء فأرجعته إلى الباء وقلت: «فينيس 
ويفلغونة, وأولمب» ولم أقل: «فينفس,» وأولف» وففلغونة» 


VY 


ولا فرق في اليونانية بين الجيم والغين» فيعير عنهما فيها بحرف واحد 17 مخرجه 
بين الغين العربية والجيمينء أي: الجيم المصرية والجيم السورية» فقد اخترت أن أعبر 
عنها بالغين» فقلت: «غلاطياء وغرطينة» إلا في أحوال قليلة رأيت فيها الجيم أوقع في 


الأذن سواءٌ كان مصريًا أو سوريًا كجيربنيا ومجبيس. 


تنافر السين والثاء 


والغاء وال ا بق ا اة وقد تخوان ا فيل عل العري 
کیا إذا عاق او ماك ف مكل دا فت الا ف كعك اعسكن يدل ان 
ال :فاك الف وفك مين ن تكن تن فى مم وا 
إذا كان الساكن الثانيء فإني أبقيته على حاله لسهولة لفظه إذ لا يصعب مثلا أن يقال 
تسطور. 


الياء والقاء 


ومع أني تحاشيت الياء الفارسية» والقاء اليونانية في النظم فلم أتحاشهما في الشرح» 
فالعربية واليونانية لغتان قديمتان, وللنقلة فيهما أوضاع رأيت أن لا أتعدّاها في الشعر 
إلا فيما لم يطرقوا بابه رغبةٌ في استبقاء الصبغة الفطرية على حالهاء وأما الشرح فهو 
بلسان عصري» وقد اضطررت فيه إلى إيراد أعلام قديمة وحديثة وقع فيهما هذان 
الحرفانء فأبقيتهما على حالهما؛ دفعًا للبس كما يفعلون مثلا في اليونانية الحديثة إذا 
أوردوا علمًا إفرنجيًا أحد حروفه الباءء وهي ليست موجودة في لغتهم فيعبرون عنه 
بحرفين 2111 وليس من ذلك شيء في اليونانية القديمة. 


طريقة ابن خلدون 

وقد تعرض للقارئ أثناء مطالعته كتب الأعاجم حروفٌ كثيرة لا نظير لها في العربية 
فكان قدماء الكتّاب من العرب يكتبونها بما يقارب لفظها من حروفهم» وهو نقصٌ غير 
خاصٌ بالعربية» ولكنه يتطرق إلى كل لغة من سائر اللغات» ومَنْشَؤُه من التباين في 
النطق بالحروف بين لغة وأخرىء فمهما كانت الصور التي يرسم بها الإفرنجي أكثر 
حروف الحلق» ويعض الحروف العربية كالحاء والعين والقاف والضادء فليس بالأمر 


VY 


الإلياذة 


السهل عليه أن يتلفظ بها على وضعها العربي» ومع هذا فقد اتخذ لها بعض الكتَّاب 
الحديثين صورًا فارقة تميزها بالرسم؛ دفعًا للإشكال كأن يضعوا نقطة فوق حرف ) 
ليشيروا أنها في الأصل قافء وليست كافاء ونقطة فوق حرف 1 أو تحته ليشيروا أنها 
حاءٌ وليست هاءًء ول منقوطةًٌ يعر بها عن الضادء وإذا أريد بها الطاءٌ ألحقوا بها حرف 
ط. والعين ساكنة يعبر عنها بضمة؛ ومتحركة بحرف حركتها مع الضمة المذكورة وهلمٌ 


3 


1 
وليمن كثاب العصينز.يأول: من اتتنه إلى هذا البحة» فقد قال :اين خلذوخ ف مقدمته: 


«ليست الأمم كلها متساوية في النطق بتلك الحروف» فقد يكون لأمّة من 
الحروف ما ليس لأمة أخرى» والحروف التي نطقت بها العرب هي ثمانية 
وعشرون حرفا كما عرفت» ونجد للعبرانيين حروفًا ليست في لغتناء وفي لغتنا 
أيضًا حروف ليست في لغتهم وكذلك الإفرنج والترك والبربر وغير هؤلاء من 
العجم» ثم إن أهل الكتاب من العرب اصطلحوا في الدلالة على حروفهم 
المسموعة بأوضاع حروف مكتوية متميزة بأشخاصها كوضع ألفء وياءء 
وجيم» وراءء وطاءٍ إلى آخر الثمانية والعشرين» وإذا عرض لهم الحرف الذي 
ليس من حروف لغتهم بقي مهملا عن الدلالة الكتابية مغفلا عن البيانء 
وريما يزسمه بعض الكتاب بشكل الحرف الذي يليه من لفتنا قبله أى جحد 
وليس ذلك بكافٍ في الدلالة بل هو تغيير للحرف من أصله» ولما كان كتابنا 
مشتملا على أخبار البربر وبعض العجم» وكانت تعرض لنا في أسمائهم أو 
بعض كلماتهم حروف ليست من لغة كتابتنا ولا اصطلاح أوضاعنا اضطررنا 
إلى بيانه» ولم نكتف برسم الحرف الذي يليه كما قلناه؛ لأنه عندنا غير واف 
بالدلالة عليه» فاصطلحت في كتابى هذا على أن أضع ذلك الحرف العجمي بما 
يدل على الحرفين اللذين يكتنفانه؛ ليتوسط القارئ بالنطق بين مخرجي ذينك 
الحزفن ل ا ف ك رمن ويم أخل لصحف حرف 
الإشمام كالصراط في قراءة خلفء فإن النطق بصاده فيها معجم متوسط 
بين الصاد والزاي» فوضعوا الصاد ورسموا في داخلها شكل الزاي» ودل ذلك 
عندهم على التوسط بين الحرفين» فكذلك رسمت آنا كل حرف يتوسط بين 
حرفين من حروفنا كالكاف المتوسطة عند البرير بين الكاف الصريحة عندنا 
والجيم أو القاف مثل اسم بلكينء فأضعها كافاء وأنقطها بنقطة الجيم واحدة 


VE 


مفدمه 


من أسفل أو بنقطة القاف واحدة من فوق أو ثنتين"” فيدل ذلك على أنه 
متوسط بين الكاف والجيم أو القاف» وهذا الحرف أكثر ما يجىء في لغة 
البربرء وما جاء من غيره, فعلى هذا القياس أضع الحرف المتوسط بين حرفين 
من لغتنا بالحرفين معًا؛ ليعلم القارئ أنه متوسط فينطق به كذلك» فنكون 
قد دللنا عليه ولو وضعناه برسم الحرف الواحد عن جانبيه لكنا قد صرفناه 
من مخرجه إلى مخرج الحرف الذي من لغتناء وغيرنا لغة القومء فاعلم ذلك 
والله الموفق للصواب بمنه وفضله». 


ذلك ما أشار به ابن خلدون منذ خمسة قرون» وهو مقتبس من كتابة أهل الملصحف› 
فلم يعبأ الكتّاب بكلامه أو هم لم يشعروا بحاجة ماسّةٍ إليه إذ كادت تنطوي صحف 
التعريب في الأعصر المتأخرة. على أن أبناء العصر أخذوا يشعرون بتلك الحاجة. فجعل 
بعضهم يميز بين رسم الحروف الأعجمية البحتة. 

وليس عسيرًا علينا أن نستمد من الفرس كثيرًا من الحروف التي ليست في أوضاع 
الغربية» فخ مس ها تقض فاا من كروت الأفر تج لان القارسية عل ها لا يحقى 
أقرب بوضعها ومنشئها إلى لغات الغرب منها إلى اللغات الساميّة. فلما عدل الفرس 
بعد الإسلام عن حروفهم الفهلوية إلى الحروف العربية رأوا أن حروفها لا تؤدي جميع 
منطوق اللفظ بلسانهم» فزادوا من عندهم حروفًا لما نقص عن مدلول لفظهم في لغة 
العرب» فرسموا الپاءَ والجيم» وفرقوا بين الجيم والزيم» وبين الكاف والگاف وزاد الترك 
الكاف الخرساء. 

ولا يفوتنَّ المطالع اللبيب أننا إذا أشرنا باستعمال هذه الحروفء فإنما نشير بها في 
الأعلام الأعجمية المعرّبة ليس إلاء وهي على كل حال لا تصلح في الشعر إذ يجب أن يبقى 
على صبغته العربية؛ ولهذا استعملتها في الشرح دون المتن. 

على أن النقص ليس كله في الحروف الصحيحة:؛ ولكنه يتمشى أيضًا إلى الحركات أو 
حروف العلة الإفرنجية» فالحركات العربية ثلاث فقط يقابلها ثلاثة حروف علةء وليس 
منها شيءٌ ينطبق على لفظ © وه ونا و1ا© و6 وأمثالها مما هو شائع في لغات الغرب. 

ولبعض كاب الترك طريقة حسنة في الدلالة على حركات ألفاظهم التي لا يمكن 
التعبير عنها بالحركات العربيةء ذلك أنهم يتخذون من الفتحة فتحتين ثقيلة وخفيفة, 
وكذلك من الكسرة كسرتين» ومن الضمة أربع ضمّات اثنتين ثقيلتين» واثنتين خفيفتين 
يسمُون واحدةً من كل من الثقيلتين والخفيفتين مبسوطة والأخرى مقبوضةء وباختلاف 


Vo 


الإلياذة 


رسم هذه الحركات قائمة أو منحية أو مقلوبة فوق الحرف أو تحته تجتمع لديهم ثماني 
حركات يستتمون بها التعبير عن جميع ما يقتضيه منطوق لسانهم. 

وليست العربية في حاجة إلى شيءٍ من ذلك للدلالة على منطوق ألفاظها فحركاتها 
كافية وافيةء ولكن الحاجة فيها إلى ما يمثل بعض منطوق اللغات الأعجمية كما تقدم. 

ولقد وضع الشيخ إبراهيم اليازجي منذ بضع سنوات أربع حركات تمثل بعض 
الحروف الفرنسية وهي ترسم فوق الحروف فتدل على لفظ الا و6 و0 وا و11©. وقد 
جرى فيها على الجمع بين حركتين أو ثلاث مراعيًا بذلك مخارج الحركات كما راعى ابن 
خلدون مخارج الحروف. 

وإن في استعمال هذه الحركات مع الحروف الفارسية مسهلًا كبيرًا للدلالة على 
أصل كثير من الحروف الأعجمية» وقد لا يصعب مع التوسع بها قليلًا. والاصطلاح على 
أوضاغ لسا حروف الكفاخم القن للانظي لها ف العريية والغاوفية أن يتوضل كناب 
العزب !إل الدلالة عن مخطوق جع الخروف: ماكو اللغات» وإ كان النطق مها 
يظل مستحيلًا على من لم يألف قراءة اللغة المعرّبة أعلامهاء والتلفظ بحروفها الأصلية. 
وعلى كل حال لا يجوز الإكثار من هذه الاصطلاحات» ولا يسوغ استعمالها إلا في أحوال 
خاصة. 


الذير 

وقد راعيت التَّير أي: موقع المد في اللفظة (800©21) ما أمكن فقلت مثلا: آرس ولم أقل 
أريس إلا حيث اضطرتني ضرورة الشعرء ورجائي أن يكون ذلك قليلًا. 

التصرف بالحروف والحركات 


ولم تصرف في الحروف والحركات إلا فيما ندر» ووجهتي في ذلك تقريب اللفظة لمسمع 
القارئ العربى دون أن أعبث بمادة الأصل كما قلت مثلا: صفيّة تعريبًا لاسم أنثى أصلها 
صفيو أو سفيو. 


۷1 


مفدمه 


وأما حروف العلة التي نعبر عنها بحركات فقد تحاشيت تغييرها عن مواضعها 
E‏ كك كي كلام العرت:ق القدن ولا مما الولنين تنيع كقول ابن هات 


ونَحَثْ بنى العباس منك عزيمةٌ ‏ قد كان يعرفها المليك الهركلٌ 


وكان حقه أن يقول هرّقلء فغلبته القافيةء وأمثال هذا كثيرة في شعر المتنبي وأبي 
تمّام وغيرهما. 


الألفاظ المعرّبة من اليونانية 


وقد نبهت على الكلمات اليونانية الأصل كالأسطول والميناء والليمان» والنوتي» وما يشتبه 
في كونه يونانيا كالعفريت والعنبر وما يشابه اليونانية كالخريدة. 

هذا حل ما 'توشيعةه؛ إحكافا لتعريب الإلناذة ويخاشا أن أرغم الفاح كل ما توخ 
أو أدعي الصلاح بكل ما تحريتء ولكنه لا يريبني أن أدَّعي إخلاص النيةء وصدق 
الاجتهادء فقد أتيت ما أتيت وأنا واثق من نفسي أنها لم تدخر جهدًا في هذا السبيل. 


النظم ق التعريي 
لا بد للشارع في تعريب منظومة كالإلياذة أو نظم ملحمة على مثالها من أن يقف طويلًا. 
ويتردد برهة قبل أن يعين أوزان منظومته وقوافيهاء وليس لنا في أوضاع السلف أصولٌ 
نرجع إليها في مثل هذه الحالء وهيهات أن يتسنى وضع مثل هذه الأصول فيتقيد كل 
بحر من بحور الشعر بباب من أبوابه أو تتعين كل قافية من القوافي لمعنى من المعانيء 
فقد نظم العرب كل معنى على كل بحر وكل قافية وأجادواء والقريحة الجيدة نقّادةٌ 
خبيرة إذا طرقت بابًا انفتح لها ملء رغبتهاء فتقع على البحر والقافية وهي لا تعلم 
من أين تأنَّى لها أن تقع عليهماء وإنما هو الشعور الشعري يدفعها إلى حيث يجب أن 
فالشاعر المجيد إذا تصوّر أمرّاء فإنما يتصوّر له ذلك الأمر على كماله فتهيئٌ له 
الليقة جال الشكل كما هيات له جمال التي فيجتمع له أجكام التخافين بين الفط 
والمعنى» والوزن والقافية» فكل بيت بنى عليه قصيدته» فهو الأساس الذي يصح أن 
يستند إليه ويبني عليه. 


VV 


الإلياذة 


ولا يخرج عن هذه القاعدة إلا الشعر المنظوم لأغراض معلومةء ودعت الحاجة إلى 
تقييده بقيود لا مناص له منها كالأراجيز المنظومة في العلوم» وبعض الموشحات والأغاني 
المربوطة بأنغام معينةء فالشاعر مقيد فيها بنمط لا يتيسر له العدول عنه إلى غيره. 

ول سيوع ذلك فالشافن ا ا يزتضي 
ما تيسر له من الأوزان والقوافيء وهي في الغالب تبرز له من نفسها بشكلها الأنيق 
وقوامها الرشيق. 

على أن قريحة الشاعر» وإن كان مجيدًا ليست كيد النسَّاج تنطلق في العمل أيّان 
حركها العاملء فقد يضطرب الجنان» وينحبس اللسانء والذهن وقادء وقد يكون القلم 
سيالًاء فيجف فيه المدادء فالإمساك عن النظم في مثل هذا الاعتقال خيرٌ من إجهاد النفس 
فلا يلبث العقال أن ينحل من نفسه»ء وإذا طال الخمول» فليشحذ الشاعر قريحته بتلاوة 
جيد الشعرء فهو كالجلاء للسيف الصدئ. 

ولكنه قد يحصل خلاف ما تقدّم» فتتراكم المعاني وصورهاء وتتدفق التخيلات تدفقًا 
يكاد يذهب بها شتاتاء فيتهيّاً للشاعر رسم مطلعه ببيتين أ أكثر على أبحر مختلفة 
فيحار في الاختيار» ويميل إلى الاسترشاد. 


أوزان الشعر وأبوابه 


ولهذا رأيت أن أذكر في ما يلي ما تيسر لي استخراجه من شعر العرب بالنظر إلى ترابط 
بحور الشعر بمواضيعه وأبوابه» فقد راعيت هذا الترابط في بعض الأناشيد؛ فأدَّت تلك 
المراعاة إلى فائدة يحسن التعويل عليها في بعض الأحوال. 

ولا شك أن العروضيين نظروا إلى أبحر الشعر من هذه الوجهةء ولكنهم لم يزيدوا 
على تسميتها بأسماء تنطبق توسعًا على مسميات مواضيع القصائد المنظومة عليها 
فقالوا: هذا طويل» وذاك بسيطء وذلك خفيف أو سريع وهلمٌ جرّاء ووقفوا عند هذا الحد. 

ولكنه يستفاد من هذه التسمية أن لكل بحر ساحلًا يقف عنده» ويرشد اسمه 
إليه فإذا قلنا: هذا بحر طويل علمنا أنه لا يسوغ أن ننظم عليه الأهازيج والموشحات 
والأغاني» وإذا قلنا: هذا بحرٌ مقتضب أو مجتث علمنا أنهما لا يصلحان للمنظومات على 
إطلاقهاء ولا يصح فيهما تدوين الروايات والتواريخ. 


VA 


مفدمه 


ولو أردنا أن نضع أصولًا وافية لهذا البحث لوجب أن نرجع إلى منظوم نوابغ 
الشعراء ونقابل بين أبوابه وبحوره؛ فتظهر لنا أغلبية كل وجه من كل بحر» وهو بحث 
طويل لا يتسع له هذا المجال. 

فحسبنا إِذَا فتحًا لهذا الباب أن ننبه إليه» ونذكر موجزين خلاصة ما اتضح لنا 
بالتطبيق والمقابلة. 

فالطويل بحرٌ خضم يستوعب ما لا يستوعب غيره من المعاني» ويتسع للفخر 
والحماسة والتشابيه» والاستعارات وسرد الحوادث» وتدوين الأخبار» ووصف الأحوالء 
ولهذا ربا في شعر المتقدمين على ما سواه من البحور؛ لأن قصائدهم كانت أقرب إلى 
الشعر القصصي من كلام المولدين» خذ مثالا لذلك معلقات امرئ القيس» وزهيرء وطرفةء 
ولامية الشنفري» وقصيدة عبد يغوث الحارثي التي مطلعها: 


ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا فما لكما في اللوم نفعٌ ولا ليا 
والنسيظ يقري مق" الظويل» ولك لايس مكله لاستشيعان امعان »ولا يلين ةة 
للتصرف بالتراكيب والألفاظ مع تساوي أجزاء البحرين» وهو من وجه آخر يفوقه رقة 
وجزالة؛ ولهذا قلّ في شعر أبناء الجاهليةء وكثر في شعر المولدين» مثال الشعر الجاهلي 
قول تأبّط شرًا: 
يا عيد ما لك من شوق وإيراق ومن خيالٍ على الأبواب طرّاق 
هل حبل خولة بعد الهجر موصول أم أنت عنها بعيد الدار مشغول 
ومثال شعر المولدين قول ابن زريق: 


لا تعذليه فإن العذل يوجعةُ قد قلت حقًا ولكن ليس يسمعة 


۷۹ 


الإلياذة 
وقول أبي تمّام: 
السرقت أن أا من الك حت و الف ن الت الف 
والكامل أتمّ الأبحر السباعية وقد أحسنوا بتسميه كاملًا؛ لأنه يصلح لكل نوع من 
أنواع الشعرء ولهذا كان كثيرًا في كلام المتقدمين والمتأخرين» وهو أجود في الخبر منه في 
الا :واقرب إل القدة مه إلى الوقة و ا ف و وقصيؤة الخادرة قطية 
بن جرول: 


بكرت سميّة بكرة فتمتع وغدت غدو مفارق لم يربع 


2 


وإذا دخلهُ الحذذ وجاد نظمةٌ بات مطريًا مرقصًاء وكانت به نبرة تهيج العاطفة 
كقولهم: 


يا دمية نُصبت لمعتكفٍ بل ظبية أوفت على شرفٍ 
بل درّة زهراءَ ما سكنت بحرا ولا اكتنفت ورا صدف 


وهو كذلك إذا اجتمع فيه الحذذ والإضمار كقول المخبل السعدي: 
ذكر الرّباب وذكرها سقم فصبا ولیس لمن صبا حلم 
لفن الذياة عقون الین - آباقها كموناري الین 
والوافر ألين البحون يفف إذا دده وير إذا رفقته وأكثن ما جود نيه النظم 
في الفخر كمعلقة عمرى بن كلثوم» وفيه تجود المراثي» ومنها كثير في شعر المتقدمين 
والمتأخرين كقول الخنساء: 


يذكرني طلوع الشمس صخرًا واذكرةُ لكل طلوع شمس 


وقول المهلهل: 
أهاج قذاء عيني الإذّكارٌُ هدروًا فالدموع لها انحدارُ 
وحسبك من شعر المولدين مرثية أبي الحسن الأنباري: 
علقٌ في الحياة وفي الممات لعمرك تلك إحدى المعجزات 
ومرثية المتنبي: 
نعدٌ المشرفية والعوالي وتقتلنا المنون بلا قتال 


والخفيف أخف البحور على الطبع وأطلاها للسمع؛ يشبه الوافر لينًا ولكنه أكثر 
شوو وأقرب ااا وإذا جا طمة رابك سهلة مما القوت الكلام انطوم فيه 
فق القول التذون» ولسين ف جميع يحون الشعن بسر نظيرة تح الترت محميع 
المعاني» ومنه معلقة الحارث بن حلّزة اليشكري. 

والرمل بخن الرقة فيجود حظيه ف« الأجزان والأقراء- والوقرياك؟ ولهذا لعث به 
الأندلسيون كل ملعب وأخرجوا منه ضروب الموشحات» وهو غير كثير في الشعر الجاهليء 
وأكثره في مثل ما تقدم ومع هذا فلعنترة فيه شيءٌ من الحماسةء وللحارث اليشكري 
فة وصفية إخيارية أبدع فيها ومطلعها: 


عجبٌ خولة إذ تنكرني أم رات خولة شيخًا قد كبر 


والسريع بحر يتدفق سلاسة وعذوبة يحسن فيه الوصف وتمثيل العواطف» ومع 
هذا فهو قليلٌ جدًا في الشعر الجاهليء ومنه قول الخنساء: 


وصاحب قلت له صالح إنك للخيل بمستمطر 


۸۱1 


الإلياذة 


والمتقارب بحر فيه رنة ونغمة مطرية على شدة مأنوسة» وهو أصلح للعنف منه 
للرفق» ومنه قصيدة بشامة بن عمرو: 


ع 
هجرت ١‏ 


مامةٌ هجرًا طويلا وحمّلك النأى عبأ ثقيلا 


وقصيدة ربيعة بن مقروم: 


ع 


من آل هند عرفت الرسوما بجمران قفرًا أبت أن تريما 


والفرس يصرّعونة كالرجزء وعليه نظمت شهنامة الفردوسي. 

وَالمُحدّث أو متدارّك الأخفش بحر أصابوا بتسميته الخيّب تشبيهًا له يخبب 
ل ةم 

ارك وتسفؤتة حمار اا کار ن أو بهم أ ان يسموة عالم الشعر؛ لآنه 
لسهولة نظمه وقع عليه اختيار جميع العلماء الذين نظموا المتون العلمية كالنحو والفقه 
والمنطق والطبء فهو أسهل البحور في النظم ولكنه يقصر عنها جميعًا في إيقاظ الشعائرء 
وإثارة العواطف» فيجود في وصف الوقائع البسيطةء وإيراد الأمثال والحكم. 

تلك هى الأبحر العشرة التى نظمتٌ عليها الإلياذة» فقد ترى النشيد كله بحرًا واحدّاء 
الكلام. / 

وأما الأبحر الستة الباقية وهى المضارع والمقتضب. والمجتثء والهرّجء والمديدء 
والمنسرح فالأربعة الأولى منها لا تصلح لقصرها لمثل الإلياذة» ولا يجود نظمها في ما خلا 
N‏ والمديد قل من ينظم عليه وهو ثقيل على السمع» والمنسرح 
لم يت يتفق لي نظمه في الإلياذة لغير سبب مقصود. 


AY 


القواق 
القوافي والأوزان اليونانية والإفرنجية 


إذا سمع العربي لفظة «شعر» علم فورًا أن المراد به بالنظر إلى اللفظ الكلام المقفّى 
الموزون» ورسخت في ذهنه القافية رسوخ الوزن» وليس الأمر على هذا الإطلاق في سائر 
اللغات إذ ليس في اليونانية ولغات الإفرنج أبحر وتفاعيل» فإنما هذه من خصائص 
لغة العرب» ومن حذا حذوهم من أبناء الشرق كالسريان» والفرس» والترك» وأما بنى 
الغرب» كلهم أقيسة وأوذان حاهبة يهم فالقياسس عيارة عن عد الأحزاء أو المقاطع الى 
الت متها الفط أن ايت والغالب نيهان كروي هشر مقا وهو بسو 
بالإسكندري نسبة إلى إسكندر دوبرناي» وهو أشبه شيء برجز العرب» وهذا القياس 
البسيط يقوم عند الإفرنج مقام جميع أبحر الشعر وتفاعليه عند العربء وأما الإلياذة وما 
جرى مجراها من الشعر اليوناني ففية الوزن تزيد أجِزَاؤٌةُ وتنقص بحسب التفاغيل: 
فهناك أسباب خفيفة وثقيلة تتألف منها أوتاد مجموعة ومفروقة تقوم مقام التفاعيل 
العربية» والأساس في كل ذلك طول المقطع أو قصره» وكون حرف العلة القائم مقام 
الحركة في العربية ممدودًا أو غير ممدودء وبعبارة أخرى يراعى في المقام الأول موضع 
النيرة من اللفظة. 

وأما القافية فليست من لوازم الشعر في كل اللغات» فالفرنسوية لا يصلح شعرها 
بدون قافية والإنجليزية فيها الشعر المقفى وغير المقفىء ومثلها الإيطالية والألانيةء فبهذا 
الاعتبار تقلت الإلياذة إلى لغات الإفرنج بالشعر المقفى كترجمة بوبء والشعر غير المقفى 
كترجمة مُنتيء وأما الأصل اليوناني فهو موزون غير مقَفّى وقافية كل بيت قائمة بنفسها 
لا تراعي فيها المماثلة لأية قافية كانت من القصيدة أو النشيد. 


القوافي في لغة العرب 

والعربية لا يصلح شعرها بدون قافية؛ لأنها لغة قياسية رئّانة يجب أن يراعى فيها 
القياس والرنة» وفيها من القوافي المتناسبة ما يتعذر وجود نظيره في سائر اللغات, فلا 
يسوغ لها أن تبرز عُطّْلا مع توفر ذلك الحلي الشائقء فإذا اقتصر الإفرنج على صوغ 
شعره كالرجز العربي لكل شطرين قافيتان متناسبتان ينتقل منهما إلى غيرهم» واضطْرٌ 
إلى تكرارهما بعد حين أو لو اختار أن يعري شعره من القوافي بتاتًاء فعذره في ذلك أن 


AY 


الإلياذة 


لغته هكذا خُلقتء بل لو أجهد نفسه في مواضع كثيرة لتعذر عليه تعزيز قافيتين بثالثة 
والشاعر العربي بخلاف ذلك فإن كثيرًا من ضروب القوافي تنهال عليه انهيال الغيث, 
وإذا افم ملا متحي إلا لقص باع أ لقرع دان كتين أن لاون الان إطالة 
EGA‏ عل قاف ١ SA‏ 


تناسب القوافي والمعاني 


وقوافي الشعر كبحوره يجود بعضها في موضع» ويفضله غيره في موضع آخر وحسبك 
دليلا أن جميع قراء الشعر يطربون لبعض القوافي دون البعض الآخرء وإذا نظم شاعرٌ 
واحد قصيدتين على بحر واحد بمعنى واحد» وتفس واحدء فلا ريب أن القافية الغناء 
تميل بالسامع إلى إيثارها على أختهاء ولا ريب أن اختيار قافية القصيدة أبعد مثالا من 
اختيار بحرهاء وذلك بنسبة ما يربو عدد القوافي على عدد البحور والمرجع في ذلك إلى 
سلامة الذوق وغزارة المادة» فالقريحة الجيدة في غنى عن أصول توضع لها بهذا المعنى 
لو فرضنا من الممكن وضع مثل هذه الأصولء فهي من نفسها تقع على القافية والبحر 
بلا جهد ولا تردد. ومع هذا فلا بأس من إيراد بعض ملاحظات تتراءى للناظم أثناء 
النظم» وللقارئ أثناء المطالعة. 

الشعر كالنغم الموسيقي والقافية رستة أو قراره فحيثما جاد النغم وتناسق إلى 
منتهاه حشن وقعه في الأذن وانشرح له الصدرء وطربت له النفس» فكل نغم أطرب 
أرباب الصناعة وذوي الأذن السمّاعة, فهو الحسنء وهكذا الشعر فلا يحسن وقعه في 
نفوس قرائه وسامعيه ما لم يكن جيدًاء وقد يُستهان بالمعنى البليغ لضعف قافية أو 
وقوعها في غير موضعها. 
القوافي الضيقة والثقيلة 
وأول ما يجدر بالشاعر اجتناب القوافي الصعبة الضيقة؛ فإنه يُضطر معها إلى استعمال 
الكلام المنبوذ والوحشي المهملء ويضيق في وجهه باب التصرف بالمعاني على ما يتصورهاء 


فيعضل عليه النظم وعلى قارئه الفهم» ولنضرب لذلك مثلًا نابغة من نوابغ الشعراء أيا 
الطيب المتنبى. فخذ قصيدته التى مطلعها: 


A 


أمُساورٌ أم قرن شمس هذا أم ليث غاب يقدم الأستاذا 

وقابلها بمعظم شعره فيبدو لك من استغلاق العبارة والتكلف ما يحملك على 
الظن أنها ليست من نظمه لو لم تكن مثبتة في ديوانه» وإن أردت برهانًا قرب فانظر 
في محبوكات صفي الدين الحليء وكلها منظومة في باب واحدء واقراً الثائيةء والخائية 
والظائيةء وإن كنت صبورًا جَلدًا فأتمم قراءتها من أولها إلى آخرهاء وقل لي بعد ذلك 
رأيك فيها. 

ففي مثل هذا المأذق الضيق يضطر الشاعر إلى اتخاذ جميع البيت تتمةٌ للقافية مع 

ن الغرض من القافية أن ن تكون تتمة للبيت مندمجة في معناهء فإذا ره في القافية وهي 
لم ا أن يكون جميع البيت حشوًا للقافية ما 
لم يكن مبنيا عليها لغرض مقصود. 


رنة القافية 


وكما أن العرب نظموا جميع المعاني على جميع البحورء فقد كان هذا شأنهم في القوافيء 

يقيدوا قافيةٌ بباب من الأبواب» وخيرٌ للقوافي أن تبقى مطلقة يتخير منها الشاعر 
ها شاه فتآتيه آرسالة؛ قان لم :ذوقة جاءقه“منقادة ظوعا فت مها وال قله يشلم 
الذوق كرمًا. 

ولكنه يجوز للباحث أن يلقي نظره على منظومات الشعراء ويمحصها بالنقد 
والمقابلةء فإذا فعلنا ذلك بدا لنا مثلا: أن القاف تجود في الشدة والحربء والدال في الفخر 
والحماسة» والميم واللام في الوصف والخيرء والباء والراء في الغزل والنسيبء وإنما هو 
قول إجمالي إذا صح من باب التغليب فلا يصح من باب الإطلاق؛ لأن مناحي التحول 
من نغمة إلى أخرى في قافية الحرف الواحد أكثر من أن تحصىء فنغمة الراء مضمومة 
تختلف عنها مكسورة ومفتوحة» وهي وما قبلها متحرك غيرُها وما قبلها ساكن أو 
ممدود بحرف علةء ورنّتها في بحر تختلف عنها في بحر آخرء وهكذا إلى ما لا نهاية له. 

وغابة ما تقال ف هذا الباب أن العاض الشعرية كاللالئ انى رة لا مرشد إلى إحسان 
تحاف اک ن سلف لماكل اد جادت الصناعة بهرت البصر وإلا جاءت 
ركامًا بعضها فوق بعضء وذهب خلل بنائها بنضارة روائها. 


الإلياذة 


جوازات الشعر 
ليس المقام مقام بحث في بيان اللغة وعروضهاء ومع هذا فلا بد لي من إيراد نبذة يسيرة 
في ما رأيت اجتنابه وإتيانه من الجوازات الشعرية؛ استتمامًا لبيان النهج الذي نهجته في 
التعريب. 

لو أراد الشاعر أن يحتجٌ لكل خطأ يرتكبه في النظم بشاردة من شوارد شعر العرب 
لما عدم سبيلًا إلى التخلص من معظم ما يتورط فيه عجرًا وجهلاء على أن الطويل الباع 
القويم اليراع تأبي نفسه أن يتورّك على شذوذٍ فارط وقذح ساقطء ولو كان صاحيهما 
من شيوخ الشعراء كامرئ القيس» وزهير بن أبي سلمى. فأيّ شاعر مجيد يرتضي جزم 
المضارع بغير جازم بناءً على ورود ذلك في معلقة زهير بقوله: 


وإِنَّ سفاه الشيخ لا حلم بعده وإن الفتى بعد السفاهة يحلم 
ومن يُقبل على إيراد المتنافرات في شعره اقتداءً ببيت فذ لامرئ القيس إذ قال: 
غدائرها مستشزراتٌ إلى العُلى تضل العقاص في مثنَّى ومرسلٍ 


بل من يقدم اليوم على قبض مفاعيلن الأولى من أحد شطري الطويل كما جاء في 
الشطر الثانى من بيت امرئ القيس بآخر لفظة «عقاص»»ء ومثله قول طرفة: 
امون الاح الأران اها .على لنب كان وو رة 
وقول الشنفري وقد قبضها في الشطر الأول: 
غدا طاويًا يعارض الريح هافيًا يخوت بأذناب الشعاب ويعسلٌ 
ولا تخلو قصيدة من شعر الجاهليين من مثله. جاز لهم ذلك لنغمة كانت لهم 
في تلاوة الشعر يضيع معها الفرق في الطويل بين مفاعيلن ومفاعلنء وليست للمولدين 
تلك النغمة إلا في شيءٍ من إنشاد آهل العراق» ويضارعهم بها الفرس في إنشاد الشعر 


العربي والفارسي إذ يمرُون على ياء مفاعيلن مرًا خفيفاء فلا يُشعر بحذفها إذا حُذْفت 
وقد يسكنون اللام ولا حرج. 


۸1 


مقدمة 


وقد ضبط العروضيون جوازات الشعرء ولكنَّ لكل ناظم ضعفا من وجه» فتكثر 
استباحتة في ضروب لا يستبيحها غيره» ويمتنع الواحد عما لا ينكره الآخر؛ ولهذا رأيت 
أن انکر ها أكرت» وما لم أنكن هخ فلك الحوازات: 

استبحت صرف ما لا ينصرف حيث اقتضاه الوزن بلا تكلف إلى منعه. 

قصرت الممدود قليلاء ولم أستبح مد المقصور مطلقًا. 

لم أصل المقطوع إلا بهمزة أنَّ بعد لو» ولم أقطع الموصول إل في أول الشطر وهذا 
قليل جدًا. 

لم أشدد المخفف» ولم أخفف المشدَّد إلا إذا كان حرف قافية. 

لم أسكن المتحرك إلا في ضمير الغائب والغائبة بعد الواو كما في «وَهوّ» و«هيّ» ولم 
أحرك الساكن إلا حيث وجب تحريكة في الدرج لالتقاء الساكنين أو في القافية لإطلاقهاء 
أو ما جاز تحريكه على الإطلاق كالميم اللاحقة بالضمير نحو «هُمْ» و«كُم». 

لم أجتنب تحريك العلم المنادى إذا اقتضاه الوزن. 

لم أستجز إخلاس حرف في ما سوى «أنا» وحروف العلة الساقطة طبعًا بدرج 
الكلام قبل الساكن كالواو والياء في «أولو الحكمة» و«ذوي العلم». 

لم أشبع إلا ما جاز إشباعه كهاء الضمير الغائب الساكن ما قبلها نحو منه أو وجب 
كالهاء المذكورة المتحرك ما قبلها نحو «به». 

سكنت في موضع أو موضعين السين الواقعة في آخر العلّم الأعجمي نحو أوذيس؛ 
مجاراةً لمن يحسب أن هذا الحرف مع ملازمته لأكثر تلك الأعلام يصح اعتباره حركة 
وأما ما فرط في كلام العرب من غريب المسوغات كمنع صرف المتصرفء وتذكير 
لزت وتات الذكرء وفك الدغم فيجب أن بحر شاا ولا يجوز أن يقتدئ شىء منه. 


عيوب القافية وسنادها 
لا حاجة بي إلى تقبيح عيوب القافية كالإكفاء والإجازةء والإقواء والإصراف فإن 
صغار الطلبة لا يجمعون في قوافي القصيدة الواحدة بين «فالح وشامخ» أو «كمين 
وعميد» أو «رجُلَ وحَمَلِ» أو «رأسش وتفساء وإنما أقول كلمةٌ في السّناد: 

فمنه ما يجب نبذهٌ مطلقًا كسناد التأسيس في الجمع بين المؤّسّس وغير المؤّسّسء 
كأن تكون قافية «بتصبر» وأخرى «يتظاهر». ومنه المكروه» وإن ورد قليلا في شعر 


AV 


الإلياذة 


اليلغاء کسناد الإشباع أي: الجمع في القوافي بين نحو «مکارم» و«تفاقم» باختلاف 
حركة الدخيل. 

ويقرب من هذا سناد الرّدف هئ .أن ن يكون بيت مردقًا بحرف علة, وار غير 
مردف كالجمع بين «قوم» و«حلم» وهو أكثر ورودًا في الشعر الصحيح. 

ومنه الجائز الشائع وهو سناد الحذوء وسناد التوجيه أي: اختلاف حركة ما قبل 
الروي بين الفتحة والضمة والكسرة نحو «قدم» و«قَدَم» و«قدم». 

وهذا النوع الأخير كثيرٌ في كلام النوابغ من المتقدمين والمتأخرين» ومع هذا فقد 
اجتنبت في تعريب الإلياذة جميع أنواع السناد جائزها ومكروهها. 


تكرار القافية 

وأما تكرار القافية فليس من مذهبي وإن أجازه العروضيون» فلم أستبحه في النظم» ولم 
أكرر قافيةٌ واحدة في كل الإلياذة بلفظها ومعناها طالت القصيدة أى قصرت, ولا يستثنى 
من ذلك إلا حيث تكررت الأبيات في الأصلء ووحب إعادة العبارة بنصها أو حيث كان 
النظم رجرًا أو متقاريًا مصرَّعَاء فهنالك كل بيت قائم بنفسه تتقطع القافية بانتهائهء 
فإذا اتفق تكرارها بعد أبيات» فكأنما هي واقعة في قصيدة أخرى: 


التجنيس 
لم أتوخ التجنيس في شيءٍ من النقل بل ربما نبذته إذا ظهر منه ثقّل أو تكلف فإنة 


أسمج شيء في الشعر إذا تسطه الشاعر تسقطا. 
اذا ل عبان بي طرفي ٠‏ صديذا فواة بها الورك د 
هذا ويك لشناعن ار :يه« الشعراة: دونه لو رامن أن شى أو مسال 
هذا البيت لاخترت الشنقء ينبتك هذا بمبلغ الانقباض الذي تحدثه في النفس أمثال هذا 
التكلفء ومع هذا فقد أَثبتُ ما جاءَ عفوًا في الكلام بلا تلمُس مثال ذلك: 


A۸ 


بهما النورُ عن الأرض ارتفع وغمامُ التبر بالنور سَطّع 
وحُباب القطر في أكنافه كحُبوب الدرٌ للأرض وقح 


ذلك هو النهج الذي آليت على نفسي أن أنهجة في كل الكتاب» وإني أبرأ إلى الله من 
العصمةء فإذا فرضت مني فارطة على خلاف ما ذكرت» فإنما تلك هفوة زل بها القلم, 
وجل ربك ولي العصمة والسداد. 


ضروب النظم في التعريب 
بقي علي تتمة لهذا الباب أن أذكر ضروب النظم التي جريت عليها في تعريب الكتاب: 
رُبَّ من ترجو به دفع الأذنى عنك يأتيك الأذنى من قبله 


فقد يأتي الضرر من حيث يُرجى النفع» فإن اتساع القوافي في اللغة العربية من 
جملة أسباب التضييق على الشعراء إذ مهما طال الشاغر باعّاء قلا يأتي على عدن معلوم 
من الأبيات حتى يكاد يستنزف القوافي السائغة؛ ولهذا كان من المستحيل نظم الألوف 
المؤلّفة على قافية واحدة, 3 من جملة أسباب ضعف الشعر القصصي في العربية 
وإذا فرضنا وجود قافية تتسع لمثل هذا المجالء تلان ل نا النغمة الواحدة لأطيب 
الألخان .فته اف اين القارذن الكرى :وقل من يقروما مخ أن حفاظ شمر ةيعون 
بالألوف كما أبن في موضع آخرء وإذا لجأنا إلى الرجز في مثل هذا السياق الطويل فلدينا 
من سائر البحور ما يفوقةٌ جزالةٌ في بعض المواقف» وقوةً في مواقف أخرى. 

زارني صديق من نوابغ شعراء العصرء وقال: «بودّي نظم الحادثة التاريخية 
الفلانيةء وهي تستغرق نحو خمسمائة بيت في سياق واحدء وإنه ليعز علي أن ألتزم 
قافيةٌ لمثل هذا العدد» ولا أحب أن أنظمها رجرًاء والمقام لا يؤذن بتقطيعها قصائد» 
قلت: وما قولك لو جعلتها نشيدًا مسبّعًا أو مثمنًا لا ت تستعيد القافية فيها إلا مرة كل 
بضعة أبيات» فتتخللها قوافي الغرى قطي لها تقس لغار فا لها ويك لك لجال 
فتتخلص من العسف والتكلف» فاستحسن وأظنه فعل. 

ولهذا نوّعت النظم على طرق شتى متبعًا الخطة التي تقدم بسطهاء ومراعيًا لكل 
ضرب من ضروب النظم مقامًا حسبتة ينطبق عليه فربما قطعت النشيد قصائد مختلفة 


۸۹ 


الإلياذة 


وريما نظمته قصيدة واحدة» ووسّعت لنفسي في استنباط ضروب غير مطروقة؛ ولكنني 
لم أخرج بشيءٍ منها عن أصول الشعر واللغة. 

فاستعملت النظم الشائع من قصائد وتخاميس وأراجيزء وسلكت مسالك أخرى 
دعوتها بأسماء رأيتها تنطبق عليها وهي: 
المقدٌ 
وفيه تبنى القصيدة على قافية يُرجع إليها في كل بيتين مرةء وعروض البيت الثاني فيه 
مطلقة من القافية على نحو ما اصطلح عليه المتأخرون في الرباعى أو الدوبيت الأعرج 
ومثاله: 

لو تردصت والعجاج استطارا ونحِيعٌ الدماء سال وفارا 

تدر أي الجيشين منه أغارا 
ينهب السهل بين عادٍ وغادِ 
ه فيستأصل الجسور الكبارا 


ع يي 5 
وتبصرت بابن تيذيس لم 


32 


مستقيطًا ينقكن قوق اللمادى 
كخليج يضيق بالسيل مجرا 
وهكذا إلى آخر القصيدة. 
والمربّع 
ومثاله: 


كسا الفجرٌ وجة الأرض ثويًا مزعفرًا وزفس أبو الأهوال في أرفع الذرى 


على قمّة الأُولِمْب تُصغي مهابةٌ 
فقال: «ليعلّم كل رب وربّةٍ 
فلا ينبذنَّ الأمر عاص بل أذعنوا 
لنصرة آي ال يجر منكم 
و فيو الالسب مراي 
إلى حيث أبواب الحديد قد استوت 


ا الريات الف محرا 
بما اليوم في صدري فؤادي أضمرا 
لأنفذ ما أبرمت أمرًا مقدّرا 
يأوينَ منكويًا يخضبةٌ الدمُ 
إلى الظلمات الدّهم يلقى ويُرجم 
على عَتَب الفولان والقعرٌ مَظلم 


إلى هوة بين الجحيم وبينها مجالٌ كأقصى الجقٌ عن أسفل الثرى 


المثمّن أو المربّع المسمّط 
ومثاله: 


ETE TENE‏ كت درا 

إلى إليون حيث هناك خلف حصاره اتخضكذا 

E‏ يُحَفف في ظلال قلاعه عَرَقَا به سجت 
كتائبه ويروي غلَّة فيها قد استعرا 
وراءَهم الإخاءَة والجواشن في عواتقهم 
جروا لكنَّ هكطورًا تربّص يرقب القدرا 
لدى أبواب إسكيًا قضاء الشوّم ثبّطه 
وبابن أياك آفلُونْ أحدق يصدق الخبرا: 

Xk كا‎ 


«علامَ وأنت من بشر 

رينت ا لحن لحري 
اميل ات رت ثرت ناشب السو ` 
e AAS‏ 
وجئت هنا فلا لا لن تفوز تعستٌ 
فلستٌ بمائت أبدّا» فقال آخيل متقدً 
واا الاد وعد ناتف ا 
أرى أنأيتني عن سورهم مكرًا وإِلَّا كم 
فتىّ عض الحضيض قبيل ما بحصاره استترا 


1١ 


الإلياذة 


والموشّح المسبّع 


ومثاله: 


ما اشتمل الفجر بثوب الجساث من يمّه يبرز فوق البلاد 
فأبصرت آخيل فوق الثرى معانقا فَطْرُّقل واري الفوّاذ 
Xk sk‏ 
يشهق بالعبرة هامي الجفون وحوله أصحابه يندبون 
وسطهم حلّت بتلك الشجون 
ويده اجترّت وقالت: ألا مهما طما الخطب وطه البلا 
دع ثمَّ فطرقل على الترب إذ في قدر الأرباب بالغيب باذ 


والموشح المثَّمّن 


ومثاله: 


سار هكطور حثيفًا وأتى باب إسكيّة والرَّان طليلٌ 
ا ا كلا 
فتلقّته نساءٌ و نة علا نة لد سائلات 
ويصلّين ازاب البشز 
فو عو قن القع لصيل و او ف ن 


۹۲ 


ا 6لا علا 
ضمنة صف بديع المنظر غرفٌ قد بنيت بالمرمر 
كلها خمسون مُلس الحجر 
لبني فريام شيدت مضجعا وتوت أزواجهم فيها معا 
ويحاذيهن صف رفعا 
فيه بالإيناس والرغد ثوى مع كل ابنة الصهر الحليل 


وفيه المنظومة مبنية على قافيتينء وهما هنا الألف المقصورة: واللام كما ترى وله 
لازمة في أوله يبنى عليهاء وتوّسّس قافيته في ختام الدور الأول ببيتين» وأما في سائر 


الأدوار فيبيت واحد. 


والموضح الُْردَف 

ومثاله: 
كان نسطورٌ لدی كأس الشراب مصغيًا يسمعٌ عا واصطخاب 
قلما خاوون.قال:«أفكر فما .عله ونج عن قوع الحرات 
حول فلك الك فا الي ٠‏ تتنيم وو قل ا 
واشرب الخمرة صرفًا ريثما هيكميذا لك تحمي المسبحا 

د * 
وأنا ماض أرى ماذا جرى بالشرى وأقتال ترسا أكبرا 
كان تزسيميدُ قد غادرَهُ مؤثِرًا ثُرْس أبيه نسطرا 
وعلى رُمح طويلٍ قبضا بستان قاطع صُفرًا أضا 
وإلى الباب عدا مستشرفًا فلة لاح القضا أبَِىٌّ قضا 
يعني الكر ين به بحل النسات 


۳ 


الإلياذة 


والمستطرّد 

وهو ما تبنى القصيدة فيه على قافيتين فأكثر يُرجِع إلى كل واحدة منها كلما استّطرد إلى 
الموضوع الذي قيلت في أوله» مثال ذلك محاورة آخيل وفينكس فخطاب آخيل بقصيدة 
سينية من المثنى: 


قال خلا اد اا 
ل مقال فلن أحولنَ عنه 
من ايقل عي ما فش كرا 
لدی قد سروت هاكم ا 


لي فاسمع فإنني لا ألابش 


قعه واطرّحنَّ عنك الوساوش 
كان عندي من ا : لجحيم أشرًا 
لجميع الإغريق لست بناكش 


وجواب فينكس بقصيدة رائية من المثنّى أيضًا: 


فاستتمٌ الحديث والقوم طرًا بوجوم خالوا الحا مرا 
ثم فينكس والدموع هوام لاشتدابٍ الوبالٍ قال مُصرًا 
إن تكن عن تحدم واحتدادٍ راغيًا عن لقاء جيش الأعادي 
وطلبت المآبّ يا ابني المُفدَى كيف ألقى على بعاديك صبرا 
وهكذا فكلما تكلم أحدهما رجع إلى قافيته» وقد يقع هذا الاستطراد في غير الخطاب» 
والجواب كأن يكون بين الخبر والإنشاء أو غير ذلك مما يقتضيه المقام. 


وعلاوة على ذلك استحسنت تصريع المتقارب كما فصّلت في الفقرة الأولى من النشيد 
السادس بعد المطلع الآتي: 


yy‏ حب الجذا بده وسو 


٤ 


مصرّع الرجز ومقفاه 


وسفعت:ق التشين الخالت والمشريق نن مك ع الوهد:ويشفاة التصرىم لاء اة 
للخطاب: واتيفت :هذا التق ق كل :النشود. المذكون. 


الإلياذة والشعر العربي 

الشعر القديم 

لقد يُعجز الباحث في تاريخ الشعر العربي أن يرجع ببحثه إلى ما وراء قرن قبل 
الهجرةء وإن مُعظم ما عزاةٌ بعض الكتَّاب إلى من تقدم ذلك العهد ليس إلا من باب 
التخرُصء فلا يصح وضعهٌ موضع ثقة بل يجب نبذهُ والحكم بأنهُ إنما وضع لتتمة 
حديث أو تنميق رواية» وكأن فطرة العرب الشعرية تدفعهم إلى ترصيع كل رواية من 
رواياتهم بأبيات ينقلونها من حيث تيسر لهم النقل» وإن أعياهم ذلك عمدوا إلى وضع 
شيء مما تجود به قرائحهم؛ ولذلك كانت جميع تآليفهم مشحونة بالشواهد الشعرية 
مما يجوز الحكم بصحة نقله وما لا يجوزء فإذا ساغ لنا الآن أن نقول بصحة مآخذ 
الشعر الجاهلي الحديث من المهلهل بن ربيعة إلى زهير بن أبي سلمىء فإنه قيل في زمن 
كان فيه الشعر في إبانه» وسوق عكاظ في رَيُعانهاء والحفاظ والرواة منبثون كأسلاك 
البرق يدوّنون وينقلون» ويحرصون على ادّخار مسموعهم ومحفوظهم» والقراءة مألوفة 
والكتابة معروفةء والشعر بمنزلة يُحسد عليها فيُخترّن اختزان الدرٌ المنضود» ومع هذا 
فإن م ل لى من اله والشكياته ولكن من لقا جرليل واجد يقث ج إا 
الشعر المرويٌّ عن شعراء القبائل البائدة» وكهانها من طسم وجديسء وعاد وثمود» ومن 
ذا الذي يثق اليوم مثلّا أن مهدًا الكاهنة هي القائلة يوم أنذرت قوم عاد بالهلاك: 


إنى أرى وسط السحاب نارا تنثر من ضرامها الشرارا 
يسوقها قوم على خيولٍ تهتف بالأصوات والصهيلٍ 
وهي عذابٌ يال عاب فاعلموا فووا الله لكي ما تسلموا 


ثم استجيروا بالنبي هوي نبي رب واحدٍ معبول 


الإلياذة 
فقد أتاكم عن قريب داهيه فليس نبقي منكم من باقيه 


وأقل ما يقال ي هذه الأبيات أنها بلغ ما قط نطق بمثلها قوم عاد بل هي دون 
لغة بني الجاهلية المشهور شعرهم بيننا. 

وليست أمثال هذه الرواية بالشيء المذكور إزاء: الشكن الغربي المنسوب إلى قدماء 
الأعاجم» ثم إلى آدم أبي البشرء واا حؤاء ثم إلى الملائكة ا وأشياة هذا مما هو 
غير خليق بالذكرء ولا يجدر بالكاتب أن يتكلف عناء الإشارة بإطراحه» على أنه يجب 
التنبيه أن جهابذة كتاب العرب عمومًا قد أنكروا على العامة القول بصحة إسناد هذه 
الروايات. ومن كلام ابن عباس: «من قال أن آدم قال الشعر فقد كذب على الله ورسوله». 
أصلة 
لكن الكتّاب كسائر الناس يندفعون بسائقة الطبيعة إلى التطلع إلى أصل كل مجهول» 
فلما بحث كتَّاب العرب في الشعر بحثوا في أصلهء وجعل كل منهم يستخرج حجَّة مما 
يحسنه له اجتهادة فقال قائلٌ منهم: «أوَّلُ من هذّبه عدي بن ربيعةء واستنبط من لقبه 
دليلًا فقال: إنه لقب بالمهلهل؛ لأنه أوّل من هلهل الشعر وقصد القصائد» وقال الغزل». 
وذهب بعضهم إلى أن أول شعراء العرب هو ربيعة» وقيل بل هو مضرء وصعد آخرون 
إلى ما وراء ذلك الزمن بأحقابء فقالوا بل هو عانٌ أبو القبيلة المشهورء وقيل بل ثمودء 
وقيل بل حميرء وأمثال هذه الأقوال مما لا يتجاوز الأساطير الموضوعة ويأباه العقلء 
ويعجز النقل عن إثبات شيء منه. 

على أنه إذا ثبت لدينا فساد هذه الروايات فلا يثبت مطلقًا أن العرب لم يقولوا 
الشعر قبل القرن الخامس للميلاد» فإن طبيعتهم وطبيعة بواديهم وحواضرهم كانتا 
لعهد الهجرة» وقبلها بقرن على ما كانتا عليه قبل عشرات من القرونء فقد يصح الفرض 
أن النهضة الشعرية كانت تتفاوت ارتقاء وارتخاء بين زمن وزمنء ولكنه لا يصح القول 
أن حذ وكيا ل دين إلا لهذا اليد القريده :فارتقا هة الق هة عن اركقاء 
بلاغة النثر لملازمة الأفكار الشعرية للفطرة البشرية» وإذا كان الشعر مدوّنًا قبل الإلياذة 
بعصور في لغات الهنود والمصريينء ويلادهم معتقلة بقيود الحضارة فما بالك بالعرب» 
وهم في بداوتهم وجاهليتهم يطوفون في عالم الخيال فلا قيد ولا عقال يطرقون البوادي 
والقفار» فينقرون فيها على ما شاءوا من الأوتار» ويسامرون النجوم فلا يستر الجو عنهم 


41 


شينًا من بهائهاء وهم جميعًا بين هائم وهاجعء» وهاجم ومدافع» ومنافر ومفاخرء وکل 
تلك الأحوال تهيج السليقة الشعرية حتى في الأفئدة الخاملةء وهم هم اليوم في باديتهم 
أولتك الرعاة الغزاة منذ ألفي عام والشعر على تغير لغته وزوال إعرابه ما زال أنيسهم 
وسميرهم في الحل والترحالء وسيظل كذلك إلى ما شاء الله. 


طموسه 


لا ريب بعد ما تقدم أن الشعر العربى القديم دَرَسَ أثره» وطّمس خبره» وأن ما يُنقل 
منه لأيامنا حديث الوضع من مخترعات الكثّاب» ولعله يأتي زمن يتوصل فيه الباحثون 
في عاديّات الأيام الخوالي إلى اكتشاف شيءٍ مما قد يكون عُلّقَ منه لغرضء ولكن افتراض 
حصول ذلك قليل الجدوى بالنظر إلى لغة الشعر العربي من عهد شعراء الجاهلية 
المعروفين حتى يومنا؛ لأنه إذا وجد شيءٌ من الشعر الراقي إلى ما فوق القرن الرابع 
للميلادء فإنما يكون بلغة غير لغة امرئ القيسء وإذا كانت لغة أصحاب المعلقات 
ونظائرها يُشكل فهمها على معظم قرّاء العربية مع جميع القيود التي قيدت بها اللغة 
من عهدهمء فما يكون مبلغ فهمنا من لغة تلك العصورء ولا ضابط لها ولا قيد. 


عكاظ 


وهو معلومٌ أيضًا أن منطوق لغة العرب كان يختلف ويتباعد بتباعد القبائل؛ ولهذا 
كثرت المترادفات في اللغة العربية إلى ما لا نظير له في لغة أخرىء» ولو طال الأمد على تلك 
الفوضى» ولم تقم سوق عكاظ لباتت لغة العرب لغات لا يتفاهم أصحابهاء وانفصلت 
كل منها عن الأخرى انفصال العربية عن شقيقتيها العبرية والسريانية. فلما عظّم شأن 
السوق العكاظيةء وأخذ الشعراء يؤْمُونها من أطراف البلاد يتناشدون فيهاء ويتنافسون 
كان معظم همهم انتقاء الألفاظ الفصيحة المشهورة عند أكثر القبائل طمعًا بكثرة 
0 لشعرهم» فاشتركت الألفاظ وعمت التعابير المألوفة بين الجميع؛ فاتّقت 

للغة شر التفرقء وأمنت ألفاظها من التبعثر بين شتيت القبائل. 

م O O‏ 050 
في الجاهلية» ومربد البصرة في الإسلام. 


۹۷ 


الإلياذة 


القرآن ولغة قريش 
إذا ثبت أن لعكاظ ونظائرها فضلًا في تمحيص ألفاظ اللغة» فالفضل العظيم في 
استحيائها واستبقائها إنما هو للقرآنء فهو الذي أحكم تراكيبهاء وأبدع في تنسيق 
أساليبهاء وصعد بالبلاغة إلى أوج مراقيهاء بل هو الذي جمع جامعتهاء وهذَّبٍ عبارتهاء 
ولما ارتفع منار الدين الإسلامي كانت اللغة العربية تنتشر بانتشاره على وتيرة واحدة 
ف ارق الارن وهمغاريهاء ولة رة اكان يتور .لف العامة من :الركة” واللكنة 
بمخالطة الأعاجم» ويُعد عهد الجم الغفير من الجالية العربية بالانقطاع عن أصولهاء 
فإن القرآن كان ولا يزال رائد الكتّاب يرجعون إليه في مواضع الإشكال» ويتمثلون 
بعبارته» ويتفقهون ببلاغته» فكان من مُعجزة حفظ اللغة العربية الفصحى على أسلوب 
واحد منذ ثلاثة عشر قرنًا مع تفرق حَفظتها وتشتت المتكلمين بها. 

وفضل القرآن على الشعر العربى يكاد يضاهى فضله على لسان العرب؛ لأن بلاغة 
التفر ديس الفظرة الشعرية نوا كافت العيارة تنو أو شر وة راط الفاكلية 
في أوائل الإسلام أن القرآن كلام شعريء فجاءَت الآية بتكذيبهم وما عَلَّمْنَاهُ الشّعْرَ وَمَا 
يَنْبِّي لَه إِنْ هُوَ إلا ذِكُرٌ وََْآن مُبينٌ4 فلذلك أجمع أئمة العرب على أن ع الشعر لا يعد 
شعرًا ما لم يكن مقصودًا بالوزن» فإن جاءت العبارة موزونة على غير قصد فليست 

من الشعر في شيء وأمثال ذلك كثيرة في القرآن والحديثء فمن الآيات القرآنية 0 

گان منْكمْ مَرِیضًا أو على سَفَرِ4ء وطوَآَخْرَجَتٍ الْأََض أَثْقَالَهَا4ء و ظلَنْ تَتَالُوا ال د 

تفقوا مما تُحِبُونَ4, ومن الحديث: «هل أنت إلا إصبعٌ دُميّت وفي سبيل الله ما E‏ 

وإِنَّ للإفرنج اسلويًا نثريًا في الكتابة يتعمدون في تنميق العبارة بما لا يجوز إتيان 
مثله في النثر البسيطء ويتوخَّون فيه إثارة العواطف والخوض في عالم الخيال» ومذهبهم 
فيه بخلاف مذهب العرب إذ يعدٌونه من فنون الشعرء وإن تجرّد من القالب الشعريء 
ولم يقصد به الوزن والتقفية. 

وإذا كان اللسان العربي خلوًا بعرف العرب من هذا النوع من الشعرء فإن في 
القرآن من البلاغة ما لم يجتمع له نظير في نثر ولا في شعرء فلا غرو إذن أن يكون هو 
الناهض بهذا اللسانء تلك النهضة التي وطن أركان فصاحته. وهدَّبت مقول الشعراء 
حتى أريّت بلاغة التركيب وجزالة اللفظ في شعر المخضرمين والمولّدين ممن أكثروا من 
تلاوته وسماعه على مثله في شعر من تقدمهم من فحول الشعر الجاهلي - قال ابن 
خلدون: «وكلام الإسلاميين من العرب أعلى طبقة في البلاغة من كلام الجاهلية؛ لأنهم 


۹۸ 


سمعوا القرآن» وحفظوه» وهو في أعلى طبقة من البلاغة وحفظوا الحديث أيضًا؛ ولذلك 
نجد شعر حسّانء والحطيئةء وجريرء والفرزدق» وذي الرمة والأحوصء ويشّار أبلغ من 
شعر امرئ القيس» والنابغة» وعنترة» وابن كلثوم» وزُهَير ونحوهم». 

وخلاصة القول أن لغة الأعراب في البادية» ومنطوق سائر العرب في حواضرهم 
ما زالا يتراوحان بين الصعود والهبوطء والتقارب والتباعد حتى هذبهما شعراء عكاظ› 
وأتى القرآن فكان فيه القول الفصل والمنهج القويم» والحجة الكبرى والأساس الوطيد. 

اذ كانت عكاظ بين فكلة والطاكف'ق الححان» ولقويش 'الجهان مرل لا تعادلها 
مَدْزّلة بين العرن» وله سدانة الكفية كان الشعراء الواقذون من اليمن :ويانية الشام: 
وهضاب نجدء وبْرَق تهامةء وسائر أطراف البلاد العربية يتشبهون جهدهم بلغة قريش 
المضرية» وكان إذ ذاك اللغة المعوّل عليها بين أكثر قبائل الحجازء ونجد فقويت وما لبثت 
أن فازت بالغلبة في منظوم الشعراءء ثم جاءً القرآن فأحكمها ذلك الإحكام الذي يُدهش 
له الأعجمى فضلًا عن العربى» وهجر ما سواها من لغات سائر القبائل في النثر والشعر 
إلا بقية من الأصول النحوية والاصطلاحات التركيبية. 

وكانت لغة قريش تزداد رسوخًا في أذهان الشعراء وشيوعًا بين العرب كلما دانت 
قبيلة منهم بالدين الإسلامي بعد سماع آي القرآنء ولا سيما بعد أن قام الشعراء 
القرشيون فأخذوا بأطراف البلاغةء فكان لهم القدح المعى في الشعر كما كان لهم من 
قبل في رفعة القدر. 

وهو غير خاف أنه كان لقريش بصرٌ في الشعر في الجاهلية. ومع هذا فلم تكن 
لهم فيه مقامات عالية ولم يرتفع شعراؤهم بطبقتهم إلى طبقة نوابغ الشعراء من سائر 
القبائل؛ لأن العرب كانت تقر لهم بالتقدم في كل شيء إلا الشعرء ولما استنهضتهم بلاغة 
القرآن» وأقبلوا على النظم وأجادوا فيه أيما إجادة» ونبغ منهم الفحول كعمرى بن أبي 
ربيعة كبيرهم والحارث بن خالد المخزومي, والعرجيء وأبو دهبلء وعبيد الله بن قيس 
الرقيات أقرّت لهم العرب بالشعر أيضًا. 

وأما سائر قراء العربية والمتكلمين بها بعد حين من ملل الأعاجم ممن دان بالدين 
الإسلامي أو انتشرت بينهم قبائل العرب» فما عرفوا إلا لغة القرآن والحديثء وما تبعهما 
مق كت العقة ولم اكل مها اسم جا موا ومعظة ذلك من لعة درش وإذا 
رجعنا إلى علم النحو الذي يقوم عليه عماد التركيب والتعبير في اللغة رأينا أنه إنما نشأ 
بفضل القرآن؛ لأنه ؤضع قبل كل شيء لضبط القراءات القرآنية» ثم لما كُتبت أسفار 


۹۹ 


الإلياذة 


اللغة وسار العلؤم العربية وَغْْوَالعرنية كان القرانواحدية مركا الالال عل 
صحة التعبيرء وإحكام التركيب» وضبط المفردات» فكانت لغة قريش في كل ذلك هي 
اللغة السناكدة:"تحفظها الشكراء واأضيحت قشعن المفطرميق والمولدين أتقى :متها ف 
شعر أبناء الجاهلية إذ قلّ الخليط فيها من سائر لغات العرب» وهكذا صارت لغة جميع 
كتّاب العربية من عرب وأعاجم» ولا عبرة بما طرأ عليها من الخلل والانحطاط وزوال 
الإعراب بين عامّة المتكلمين بهاء فإن الفساد يتطرّق بمرور الزمان إلى كل لسان» وحسب 
الحويية ا ف فاون لهاد ل أنه لمن سكين ا غيرها ملت أضول رة 
وكتابتها منذ أربعة عشر قرنًاء وبقيت واحدة في جميع أطراف الأرض بين العرب وغير 
العرب» والمسلمين وغير المسلمين. 


مقابلة بين لغة قريش الْمضَّرية ولغة الإلياذة اليونية وكيف عاشت الأولى وتلاشت 
الثانية 


قد يُفهم من عنوان هذا الفصل أننا لا نقصد فيه المقابلة بين لسآني العرب واليونان 
بالنظر إلى ما بينهما من الصلة أو الشبه والاختلاف في المنشأ والوضع والاشتقاق 
والتركيب» فتلك أمورٌ ليس هذا موضع البحث فيهاء ولكنه لا بذ لنا من النظر إلى سبب 
و لزمن يسير من استحكامهاء م 0 
00 لسان العرب في الجاهلية تفرق إل ادع a E‏ 
بنفسهء ويمتنع التفاهم بين أصحابه»ء فجاء القرآن وأزال الخلاف» وأوثق عرى الارتباطء 
فسادت اللغة القرشية» وهكذا كانت لغة قدماء اليونان فروعًا كثيرة مرجعها إلى فرعين 
كبيرين الذوري واليوني يتكلمهما سكان قلب بلاد اليونان ومستعمراتهم في صقلية 
وبعض بلاد إيطاليا وغيرهاء فهما بمثابة لغة نجد عند العرب مع ما يتبعها من أطراف 
الحجاز. ويلحق بهما فرع ثالث هو الأيوليء وكان لغة فريق من سكان آسيا الصغرى 
وتساليا وتوابعهماء فمنشآت فنداروس وثيوكريتس كانت باللغة الدورية» ومنظومات 
هوميروس وهسيودس كانت باللغة اليونيّة» وإن بين اللغتين على تقاربهما فرقا يضاهي 
نظيره بين لغات جنوبي الحجاز ونجد واليمن» وكلما كانت تمتد فتوحات اليونان ويكثر 
الاختلاط كا ن يطراً على تينك اللغتين تغيرٌ يبعدهما عن وضعهماء وكان العام الور 


الأخرى بالتعبير والتركيب» فاللغة اليونية مثلّا هي التي نطق بها هوميروس في أخريات 
القرن التاسع للميلاد» وهي التي كتب بها ثوكيذيذس وهيرودوتس في القرن الخامس 
وديموسنتينس في القرن الرابع» ومع هذا فالفرق بين لغتهم ولغته غير يسير بل قد تجد 
فرقا بين لغة أبناء كل قرن وآخرء حتى لقد ذهب كرتيوس في تاريخ خ اليونان إلى أنه 
في زمن الإسكندر لم يكن يحصل التفاهم بين المكدونيين واليونان» وقال فلوطرخوس: 
«إن فيلبس وابنه الإسكندر جنحا إلى إيثار لغة جيرتهما على لغة قومهما فعدلا إليها في 
بلاطهما وبطانتهما». 

وعلى الجملة فقد ظلّ هذا التغيّر يتعاظم حتى باتت اللغة اليونانية الحديثة لغة 
قائمة بنفسهاء ولها أصولٌ بعضها أقرب إلى اللغات الحديثة منها إلى لغة الإلياذة؛ ولهذا 
ترى نوابغ كتّاب اليونان العصريين مع شدة ما بهم من الغيرة على إحياء اللغة اليونانية 
القديمة والتشبه بها في بعض ما ينشئون لم يغنهم كل ذلك عن نقل إلياذة هوميروس 
وأشباهها بالترجمة إلى اللغة اليونانية الحديثةء فكأنهما لغتان منفصلتان. 

وأما العريية فليس هذا شأنهاء فإن أصول اللغة ما زالت على ما نطق به شعراء 
الجاهلية» وغاية ما يشكل فهمه على قرّائها مفردات لم تألفها العامة» ومترادفات 
متشابهات وتعابير غير مأنوسة في عصرنا. 

ولكن التباعد بين لغات العامة محصورٌ في الكلام العاميء فالحجازي واليمني 
والنجدي» والعراقي» والمصري» والسوريء والمغريي» وإن اختلفت مصطلحاتهم في كل 
تطرومن الطاركم فوع مويك ا يدون , بلغة واحدة على أصول لا تختلف شينًا بين إقليم 
وإقليم» وجميع هذه الأصول مبنيّة على أصول لغة القرآن. 

وإن اختلاف منطوق العامة غير خاصٌ بالعربية» بل هو يتناول جميع اللغات الحية 
حتى إذا نظرت إلى أرقاهنَّ كالفرنسية والإنجليزية رأيت فرقًا بِيّنَا في كلام العامة بين 
منطوق أبناء قطر وقطرء وإن اتحدت أصول اللغة الفصيحة بين جميع الناطقين بها من 
أبناء تلك اللغة وغير أبنائهاء وإذا رجعنا بالتخصيص إلى اليونانية الحديثة رأيناها على 
توحد لغتها الكتابية متشعّبة فروعًا بمنطوق عامّة أبنائهاء فلغة أثينا غير لغة إكريت, 
وكلتاهما تختلفان عن لغات ساقسء وقبرس» وجزر الأرخبيلء وآسيا الصغرى. 

وخلاصة ما تقدم أن اللغة العربية أطول اللغات الحيّة عمرّاء وأقدمهن عهدًا والفضل 
في كل ذلك للقرآنء فالإلياذة وبلاغتها وسائر منظومات هوميروس وهسيودس على علو 
منزلتهما لم تقم للغة اليونية دعامة ثابتة حتى في بلادهاء ولم تقو على مقاومة التيار 


١٠١١ 


الإلياذة 


الطبيعي» ولكن القرآن وطَّد أركان لغة قريش في بلادهم وأذاعها في جميع البلاد العربية 
وسائر البلاد التي طال فيها عهد الاحتلال الإسلامي أو كثرت مخالطة العرب الضاربين 
في أقطار الأرض للجهاد والتجارة. 


أطوار الشعر العربي 
أو طبقات الشعراء بالنظر إلى أزمانهم ومزيّة كل طبقة منهم 


هذا بحث لو تعمّدنا الإفاضة فيه لاضطررنا إلى التثبت من أحوال كل عصر من عصور 
العرب» والنظر في شئون الشعراء وطرائفهم وفنونهم» ومناحي نظمهم» والرجوع إلى 
مراميهم في شعرهم» وطرق معائشهم» وبيان أنواع اقتباسهم من الأعاجم واقتباس 
الأعاجم منهم بالنقل والملابسة إلى غير ذلك مما يؤّدي إلى تدوين سفر طويلء ومع هذا 
فلا بد من أن نلمَّ بالموضوع إلمامًا إجماليًا؛ لتلا يفوتنا استجماع أطراف الحديث الذي 
توخَّيناه وعسى أن يكون لنا في مستقبل الزمن متَّسعٌ لإعادة النظر فيه أو ينهض إليه 
باحثٌ من أدبائناء فيلجه من جميع أبوابه ويوفيه حقه بما لا يتيسر في هذا المقام. 

من الكتّاب من يقسم الشعراء بالنظر إلى أزمانهم إلى ثلاث طوائف أو طبقات أولها 
شعراء الجاهلية ثم المخضرمونء وهم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام» ثم المولّدون وهم 
سائر الشعراء ومنهم من يزيد طبقة رابعة وهي طائفة المحدثين» فيحصر المولّدين في 
فئة قليلة من أبناء أوائل الإسلام كالفرزدق وجرير والأخطل» ويجعل جميع من أتى 
بعدهم في عداد المحدثين. 

وإننا ناحون في بحثنا نحو أصحاب التقسيم الأخير بالتسمية دون الترتيبء 
ومستدركون ما يجب استدراكه؛ لاختلاط الطبقات الثلاث الأولى بعضها بيعض وواضعون 
حدًا فاصلًا بين كل طائفة وأخرىء وباحثون في تماسك هذه الحلقات» وأسباب ترقي 
الشعر العربى حينًا من الدهرء ثم انحطاطه في كلام المحدثين حتى أيام النهضة الأخيرة 
غير مغفلين في كل ذلك أوجه المقابلة مع منظوم صاحب الإلياذة. 


النهضة الجاهلية 


ليس بالأمر السهل تعيين الزمن الذي بدأت فيه نهضة الجاهليين لاندثار منظوم الشعراء 
مما تقدم على الشطر الأخير من القرن الخامس للميلاد أى ما تقدم على الهجرة بقرن 
ونصف قرن. على أنه لا ريب أن النهضة الجاهلية المتصلة بالإسلام بدأت قبل الهجرة 
بقرنين أو أكثر؛ لأننا إذا قرأنا شعر المهلهل والشنفرى, والمثقّب العبدي والبراق بن 
رَوحان» وغيرهم ممن تقدم على الهجرة زهاء قرن وربع أو ما ينيف رأينا فيه من البلاغة 
وحسن الانسجام ما لا يجوز الحكم معه أنهم كانوا في طليعة شعراء العرب بل لا بد 
من أن يكونوا نسجوا على منوال نوابغ سبقوهم» ولكن لنا من وجه آخر مساعًا للحكم 
أن تلك النهضة لم تستحكم إلا في القرن الأول قبل الهجرةء ولم تبلغ أوج علاجها إلا في 
بضعة عقودٍ من السنين الملاصقة للإسلام» ودليلنا على ذلك أن شعر مُعظم المتأخرين 
في الجاهلية كلبيد بن ربيعة» وزهير بن أبي سلمىء وعنترة العبسي» والأعشىء والنابغة 
الذبياني أرقى من شعر معظم المتقدمين عليهم في الزمن كالبراق وأبي دؤادء والحارث 
بن عباد وأمثالهم» ولا يضعف هذا الحكم نبوغ بعض المتوسطين بين الفريقين كامرئ 
القيس» وطرفة بن العبد» والحارث بن حلزة اليشكري» وعمرو بن كلثوم» وغيرهم ممن 
لاصق الأوّلين» ونبغ في منتصف القرن السادس للميلاد فكانوا نبراس تلك النهضة» وقادة 
زمامها إذ يتيسر لنا بهذا الاعتبار أن نعين زمن استحكام النزعة الشعرية في نحو ذلك 
العهد أي: سنة ٥۳۲‏ للميلاد أو قبل الهجرة بتسعين عامّاء وهو زمن نبوغ امرئ القيس 
أول أبناء الفريق المتوسط بين متقدمي الجاهليين ومتأخريهم. 

ومما يؤيد هذا القول أن كتّاب العرب قَسّموا الشعراء إلى طبقات باعتبار جودة 
الشعرء كما قسموهم إلى طبقات بالنظر إلى التاريخ» فجعلوا أصحاب الطبقة الأولى من 
متأخري الجاهليين ومتوسطيهم كأصحاب المعلقات جميعًاء والنابغة» والأعثى الأسدي» 
وعدي بن زيدء وعبيد بن الأبرص, وأميّة بن أبي الصلتء وعدُوا سائر من تقدمهم في 
الطبقة الثانية إلا المهلهل» فإنهم اختلفوا بين أن يكون من الثانية أو الأولى. 


الإلياذة 


الحدٌ الفاصل بين شعراء الجاهلية والمخضرمين 


إذا حسبنا لاستحكام النزعة الشعرية الجاهلية تسعين عامّاء وجعلنا طليعتها امرأ القيس» 
فإننا نحسب لطور الشعر الجاهلي بأسره مئة وخمسين عامًا أولها سنة ٤۷١‏ للميلاد 
وآخرها سنة الهجرة النبوية» وزعيم جنده عدي بن ربيعة الملقّب بالمهلهل» وهو معلومٌ 
أن بعض شعراء الجاهلية أدركوا صدر الإسلامء وماتوا في زمن النبي كزهيرء وهو الذي 
قيل فيه أن النبي نظر إليه يومًا وعمره مئة سنةء فقال: «اللهمّ أعذني من شيطانه» قيل 
فما قال بعد ذلك شينًا من الشعرء ومنهم من مات في زمن الخلفاء الراشدين كعمرو بن 
معدي كرب» ومنهم من عمّر حتى انقضت دولة الراشدين» وقامت دولة بني أمية؛ كلبيد 
المتوفي في خلافة معاوية» وعمره على ما قيل مائة وخمس وأربعون سنة, فأمثال هؤلاء 
يحصل الإشكال في تعيين طبقتهم» فتلتبس بين طائفتي الجاهليين والمخضرمين. 

وقد قيل في تفسير المخضرم هو من ذهب نصف عمره في الجاهلية ونصفه في 
الإسلام» أو هو من أدرك الجاهلية والإسلام على الإطلاق تشبيهًا بالناقة المخضرمة التي 
قطع طرف أذنها كأن ما ذهب من عمره في الجاهلية ساقطٌ لا يعتدٌ به وقلّ من ينطبق 
عليه القول الأول من فحول شعراء الجاهلية كلبيد العامري الذي عمّر طويلًا في الجاهلية 
والإسلام» وأما الذين أدركوا الجاهلية والإسلام فكثيرون؛ كزهير» والخنساءء والحطيئة 
ممن نبغ في الجاهلية» وأبى ذؤيب العجلي» وكعب بن زهير» وحسّان بن ثابت ممن نبغ 
في الإسلام؛ ولهذا نظر البعض في تعيين الطبقة إلى القرب والبعد من الإسلام» فكان 
زهير عندهم جاهلياء ولبيد مخضرماء وربما وضعوا لبيد في طبقتين» فقالوا: «هو جاهلي 
ومخضرم» وعندتا أنه إذا صح أحد هذين القولين بالنظر إلى الشاعر وصفته» فلا يصح 
شيءٌ منهما بالنظر إلى الشعر وصبغته» وإلا لوجب أن نجعل معظم المخضرمين في طبقة 
الجاهليين أيضًاء فتختلط الطبقتان مع أن لكل منهما مزيّةٌ خاصةً بها على ما سنبينه في 
ما يلي. 

فلذلك وجب اعتبار الصبغة الشعرية في أقوال أمثال هؤلاء. فمن قال الشعر قلي 
في الإسلام أو لم يقله عُدَّ جاهليًا كزهيرء ومن ربا قوله في الإسلام بعد أن أسلم وحفظ 
القرآن ككعب ابنه فهو مخضرم» ويقال مثل ذلك في حسّان بن ثابت شاعر النبي فهو 
زعيم المخضرمين» وإن قضى نصف عمره في الجاهلية» وقال فيها الشعر الحسن. 


عر لي ل عرزا معاد E E E‏ 
القائك: 


الحمد لله إذ لم يأتنى أجلى حتى لبست من الإسلام سربالا 


وقيل: إن الخليفة عمر استنشده أيام خلافته من شعره» فانطلق وكتب سورة 
البقرة في صحيفة ثم أتى بهاء وقال: «أبدلني الله هذه في الإسلام مكان الشعر» فشر عمر 
بجوابه» وأجزل عليه العطاءً. 

وأما الخنساء فجميع شعرها قبل الإسلام وبعده فخرٌ ورثاءً. ونفسه واحدٌ وصبغته 
واحدةء وكله جاهلٌٍ ولا وجه لعدها بين المخضرمين إلا أن نحسب من الشعر حماسياتها 
النثرية المسجّعة كقولها لأبنائها يوم وقعة القادسية: «يا بنيّ إنك أسلمتم طائعينء 
وهاجرتم مختارين؛ والله الذي لا إله إلا هى إنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بثو امرأة 
واحدة» ما هجنت حسبكم» ولا غيّرت نسبكم» واعلموا أن الدار الآخرة خيرٌ من الدار 
الفانية» اصبرواء وصابرواء ورابطواء واتقوا الله لعلكم تفلحونء فإذا رأيتم الحرب قد 
شمرت عن ساقهاء وجلّلت نارًا على أرواقهاء فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسهاء تظفروا 
بالمغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة». 

فإن في هذا الكلام مسحةٌ من بلاغة المخضرمينء ولكننا قد قدمنا أن العرب لا تعد 
هذا الكلام من الشعر في شيء؛ لأنه غير مصوغ في القالب الشعري» وإن كانت معانيه 
شعريةء فالخنساء ولبيد وأمثالهما في عُرْفنا يجب أن يعدوا من شعراء الجاهلية بالنظر 
إلى شعرهم» وإن صح أن يُحسبوا من المخضرمين بالنظر إلى امتداد حياتهم. 

وهو ثابت أيضًا أنه في أوائل الإسلام حصلت فترة في الشعرء فاسكتت الشعراء ثم 
هبُوا إليه هبَّة جديدةء وألبسوه ثوبًا قشيبًاء قال ابن خلدون: «إن الشعر كان ديوانًا 
للعرب فيه علومهم وأخبارهم؛ وكان رؤساء العرب ينافسون فيه» وكانوا يقفون في سوق 
عكاظ لإنشاده» وعرض كل واحد منهم ديباجته على فحول الشبان وأهل البصر» حتى 
انتهوا إلى المناغاة في تعليق أشعارهم بأركان البيت الحرام» ثم انصرف العرب عن ذلك 
أول الإسلام بما شغلهم من أمر الدين والنبوة والوحيء وما أدهشهم من أسلوب القرآن 
ونظمه» فسكتوا عن الخوض فيه زمانًا ثم استقر ذلك وأونس الرشد في الملة» ولم ينزل 
الوحي في تحريمه وسمعه النبي» وأثاب عليه فرجعوا إلى دينهم منه». 


الإلياذة 


فهذه الفترة التي ذكرها ابن خلدون وغيره من موّرخي العرب هي الحدٌّ الفاصل 
بين الطّور الأول والطّور الثاني من أطوار الشعر العربي» فجميع ما تقدمها شعرٌ جاهليء 
ويلحق به قليلٌ مما تأخر عنها من قول شعراء الجاهلية الذين أدركوا الإسلام وأسلمواء 
وبقي شعرهم على صبغته الجاهلية الصرفة كعبدة بن الطبيب كلما سنثبت في الفصل 
التالي بإيراد مثالٍ من شعره في الإسلام. 


الطبقة الأولى 
أو شعراء الجاهلية 


خاض العرب في الجاهلية عباب بحر الشعرء وولجوا كلَّ باب من أبوابه فوصفوا وترسلواء 
وتغْتّوا وتغزّلواء ومدحوا وهجواء ورتّوا ودونوا الأخبار» وضربوا الأمثال ووضعوا الحكم» 
وتنافروا وتفاخروا وشاعرهم مندفعٌ في كل ذلك بسائقة الطبيعة يفكر في محسوس 
بين يديه» ومنظور أمام عينيه» وعاطفة بين جنبيه» وشعيرة تختلج في صدره» وصورة 
مرسومة في مخيلته منعكسة عن طرق معيشته وفطرته. لا يتطلّع إلى ما وراءّها ولا 
يتكلف الزخرف والتنميق. 

وكانوا يسددون قولهم نحو كبد الحقيقة فلا يخطئونهاء ويقولون الشعر عن شعور 
حي ولا يتخطّون إلى ما وراء مشهودهم ومعقولهم فجاءَ شعرهم مثالا صادقًا لبداوتهم 
وحضارتهم» حتى لو اندثرت جميع أخبارهم وآثارهم, وما بقي إلا شيءَ من شعرهم 
لتيسر للباحث أن يستخرج منه وصفا كاملا لجميع أحوالهم كما استخرج الباحثون 
كثيرًا من غوامض جاهلية اليونان من شعر هوميروس. 

ويسري هذا الحكم على جميع شعراء الجاهلية من عبدة الأوثان واليهود والنصارى؛ 
ومن أدرك الإسلام وأسلم أو لم يسلم» وهم في ذلك سواءٌ في اليمن ونجدء والحجازء 
والعراق وبوادي الشام» وسائر أطراف بلاد العرب» فالشاعر منهم إما بدويٌّ عريق في 
البداوةء وإما حضريٌ لاصق بأبناء الباديةء وكلاهما متخلق بأخلاق الجاهلية ينزع إلى 
رسم الحقيقة رسمًا ناطقاء فإذا روى حادثةٌ بسطها بسطًا جلياء وألمّ بها إلمامًا واضحًا 
يغنيك عن التخرص والتنقيب نظير ما فعل هوميروس في إيراد كل حوادثهء وإليك مثالا 
قول المهلهل بعد وقعة السلّان إذ حضرها مع أخيه كُليبء وفرٌّ ابن عنق الحية من 
وجهها: 


لو كان ناه لابن حيّة زاجرًا 
تو لنا كانت اركاسةٌ اهله 
غصبت معد د غذُها وسميتها 
فأزالهم عنًا كُليبٌ بطعنة 
EE erê,‏ 
لا راتا بالتكلاي كاننا 
ترّكَ التي سحبت عليه ذيولها 
ونجا بمهجته وأَسلمٌ قوْمَهُ 
يمشون في حلَق الحديدٍ كأنهم 
نعم الفوارس لا فوارس مذحج 
هزموا العِدَاةً بكل أسمرّ مارن 


ع 


وإذا وصف شينًا فإنه يستجليه على علّته. ويستتم تبيان حالته على طبيعته كقول 
عبدة بن الطبيب يصف ناقته ويشبهها بالثور الوحشي المتذعر أمام الكلاب: 


CO E 
يوم ورد القوم خامسَة‎ K2 


يَتْبَعْنَ اش کاله دحان مُنْصَلةَ 
La 2-6‏ کک 


مه 5ق 


کا 8 ا 


فاْصَاءَ وانْصَعْن بهو نها سيك 
فائْقَضٌ يَنْفض مَدْرِيّيْنِ قد عَتُقَا 


لكات اهن فيه لاه 
دون القبائل من بني عدنان 
فيه مُمالاة على غسّان 
في عَمر بابل من بني قحطان 
تحت العجاجة ولختوفت دوان 

سد مَلاوقَة على حَمَانٍ 
ee‏ ار 
جرب SS ue‏ 


كما تُجِلْجِلٌ بالوّغل الغرابيل** 
مُسافرٌ ا الرّوْقَيْنِ ل 
وللْقَوَائِم من خال سراویل " 
وفوق ذاك إلى الگعبَين تخل" 
كانه مخضلا الشفضس مَمْلُولُ77 
في حِجْرها تولب 0 دا 
له عليهنٌ قي اليج 07 
شفع باڏانها شَيْنْ RE‏ 
لم تَجْرِ من رمد 5 المَلدَميل77 
كأَنّهِنَ من الى المَرَاجيل“” 
مُخَاوض عَمَرَات الموت و 


الإلياذة 


5 وو 


شَرْوَى شَبِيهَيْن مَكْرُويًا كُعُويُهُما 
كلآهما يَبْتَفي نَهْكَ القتّال به 
ا 

حٌى إذا مص طَعْنَا في جواشِنِها 
وَل وَصُرّعْنَ في حَيْتْ حَيْتْ آلْتَبَسْنَ به 
كأنه بِعْدَ ما EERE‏ 
ا 


چ ود 


ا 


وهذا الشعر وإن كا 


اطم شَهِدْتٍ يِبَطْنِ حَبْتٍ 
E‏ يق 
ا قَدَمَيّ ظَهْرَ الأزرض لي 
وَقُلْتُ لَه وَقَدْ أَبْدَى نصا 
يُكَفْكفٌ غيلَةٌ إِخدّى يَدَيْه 
يدل بِمِخْلَبٍ وَيِحَدٌ تاب 
وَفي يُمْنَاي مَاضي الحَدٌ أَبْقَى 
أَلّمْ يَيْلْغْكَ ما فَعَلَتْ ظُباهُ 
لبي مل فلك لَيْسَ يَخْشَى 
ونت كَرُومُ الأشبَالٍ قَونًا 
فيم تَسُومُ مذلي أَنْ يُوَلَي 
تَصَحْتُكَ فَالْتَمسُ يا لَيْتُ خَيْرِي 
هلما طن أ ال نمي 


كشن عستت هن سد رَاما 


في الجَدْبَتيْن وفي:الأطراف تاسيل ٠:‏ 
ِن نَّ اسلاج غَدَاة الذوع مَحْمولٌ" 
بسَلْهَبٍ سنه في الشأن مَمْطُولُ" 
ورَوْقَةُ من دم الأجواف مَعْلُولُ" 
مُضَرَّحِاتٌ باَجُرَاح ومَقَثُولٌ 
شحف حل كه الأَصْنَاعٌ ملول 
لسائة عن شمال الشُذق مَعْدُوكُ؛" 
في دْبَع 0 ين 
فَفَرْجُهُ من حَصَى المَعْرَاءِ مَكْلُولُ" 


ن مقولًا في أوائل الإسلام» فقائلهُ جاهلي وليس في شعر أبناء 
الجاهلية ما يفوقه تمثيلًا لنزعتهم الشعرية» ومثله قول بشر بن عوانة في الأسد: 


وَقَدْ لآفيٍ الهِرّبْرُ اق بشرًا"" 


هرا أغليا لق فر 
مُحَاذَرَةٌء فَقَلَت: قرت »ا 


EE‏ ملك ظهذًا 
مُحَدَّدَةَ وََحهًا مُكْفَهرًا 
وَيَبْسُْطُ للْوْثُوپ علي أخرّى 
وَبِالنْحَظاتٍ تَحْسَيِهِنْ جَمْرَا 
بمَضربه قراغ الوت أنْدا 
بِكَّاظمَة غَدَاةَ لَقيتَ مرا 
نشارلة كيت E‏ 
راطا اة الأتعمام مَهْرَا 
و التفس قَسْرَا؟ 
طَعَامَاء؛ إِنَّ لَحْمِي كَانَ مُرًَا 
ER‏ كَأَنِي قلت مرا 
مَرَامّا كان إذ طَلَباهُ وَغْرَا 


مفدمه 


سا يه و9 4و ف 5 او و 22 

هززت له الحسام فخلت انى 

و ھ9 2و - ج 6ر8 و 
هدم و 


وأطلقت المَهند من يَميني 


فَخَنَّ مُجَدَلا دم كأنيّ 

ولت له يمر علي أني 

وکن رُمْتَ شَيْنَا لم يَيْمَهُ 

IEEE 

E A قله‎ 
2 9 


Ie‏ ر 6 ه 
55 روو ر 552و 2ه 
ج ا ا 
فقد له من الأضلاع عشرا 


E Dr e 27 6 


سوَاكَء فَلمْ طق يالَيْتُ صَبْرَا 
لَعَمْرٌ أبيكَ قَدْ حَاوَّنْتَ نُْكْرَا 
مُحَاذِرُ أَنْ يُعَابَ ممت حُرًَا 


- 


فق لآقيْتَ ذا طَرَفيُنِ حرًا 


وهذا هو بالنفس نسق هوميروس في استتمام مزايا موصوفاته» وإن هذه الإفاضة 

في التمثيل ضعفت كثيرًا في شعر المخضرمين ومن وليهم. 
وقد كان ذلك أسلوب الجاهليين في جميع ما متَلُوه بشعرهم مما يتناول أحوال 
الحرب والسلم» والعادة والخلقء والمعيشة في الإقامة والتسيار. 
إذ كان محسوسهم خشنًا ومطالعاتهم غير ممتدّة كثيرًا إلى ما وراء الحروب» 
وأخبار القبائل كان معظم شعرهم في ما وافق ذلك المحسوس وتلك المطالعات» فأفاضوا 
في وصف البوادي والقفار» وأكثروا من وصف معيشتهم وأحوالها ومدح الكرم والوفاء 
وقرى الضيف» وأسهبوا في ذكر ما لديهم وحواليهم من سلاح وخيلٍ وإبلء وما أشبه من 


معدَّات زمانهم ومكانهم. 


متسعة للغرام» والحكم الرائعة» والحماسة ووصف الشعائر والأخلاق» فتلك جميعها 
أمورٌ منطبعة في فطرة الجاهلي انطباعيًا في نفوس أعرق الخلق في الحضارةء بل ريما 
كانت أصفى وأنقى في أذهان أبناء البادية» فأيّ شعر في الفخر والحماسة أسمى من 


قول السموأل: 


ڌا الْمَرْءُ لَمْ يدنَس من اللوم عرْضَةُ 
وَإِنْ هْوَ لم يَحْمل عَلَى النفس ضيمها 


ب تَعَيُِوُنًا أنَا 3 تتفل عديدنا 


5 و 2 
فَكُل ردَاء يَرْتَدِيهِ جَميل 


- 


a 


720 


ف 


فَلَيْسَ إِلَى حُشسن التْنَاء سَبِيلٌ 


3 


مقف لهاان اكرام لديل 


الإلياذة 


وما قل من كانت بقاياه مثلنا 
وما ضَرَّنَا أَنّا قليلٌ وجارنا 
رسا أصله تحت الثرى وسما به 
هو الأبلق الفرد الذي شاع ذكرهُ 
وَإِنَا لقوم ما نرى الْقَثْل سَبَّة 
يقرب حب الْمَوْت آجالنا لنا 
ونا كنات مع تمي سيقي اد 
صَُفونا فلم نكدر وأخلص سرنا 
علونا إلى خير الظهور وحطنا 
فنحن كماء المزن ما فى نصابنا 
وننكر إن شئنا على الناس قولهم 
إذا سيدٌ منا خلا قام سيدٌ 
وما أخمدت نار لنت دون طارق 
وأيامنا هة فى عونا 
ا في م شرق ومغرب 
2 بني الوا قطب ۰ 


وأي قول في الحكمة أحسن من قول 


ملم مَا في اليَوْمٍ وَالأَمْس قَبْلَهُ 
راا اا خبط کا من حصفت 
ومن لا يصانع في أمور كثيرة 
ومن يجعل المعروف من دون عرضه 
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضا 


شبابٌ تسامى للعلى وکهول 
عزيزٌ وجار الأكثرين ذليلٌ 
منيع يرد الطرف وهو كليل 
إلى التَجْم فرع لا يتال طُويلٌ 
يعر علي من رامه ويطول 


إذا ما رَأَشْة نامسق سكول 


وتكرهه آجالهم فتطول 
و ل مها مقت كان فقيل 
وَلَيْسّت على غير الظبات تسيل 


إناث أطابت شملا وقول 


لوقت إلى < خير البطون نزول 
كَهَامَ ولا ا يعد بخيل 
ولا ينكرون القذل حين نقول 
قكولٌ لما قال الكرام فعولٌ 
ولا ذَمّنا في النازلين نزيلٌ 
لها غررٌ معلومة وحجول 
ا من مراع الدارعين فلول 
EEE‏ حتى يُسْتَبَاح قتيلٌ 
فليس سوءً عالمٌ وجهول 
تدورٌ رَحاهم حولهم وتجول 


زهير: 


م نت 
يزه ومن لا يتق الشتم يشتم 


مفدمه 


ومن يوف لا يذمم ومن يهد قبله 
ومن هاب أسياب المنايا ينلنه 
ومن يجعل المعروف في غير أهله 
ومن يعص أطراف الزجاج فإنه 
ومن لم يزل يسترحل الناس نفسه 
ومهما تكن عند امرئ من خليقة 
0 ترى من صامت لك معجب 

ن الفتى نصف ونصف فؤاده 
وَإنَ سقاة الشَّيْخْ لا حلم بَعْدَهُ 
سألنًا فَأَمطَيْتُمْ وَتمَدْنَا وََدْتمْ 


إلى مطمئن البر لا يتجمجم 


وإن يرق أسباب السماء بسلم 
يكن حمده ذمًا عليه وينخدم 
يطيع العوالي رُكبت كل لهذم 
يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم 
ومن لا يكرم نفسه لا يكرّم 
ولا يعفها يوما من الذل يندم 
وإن خالها تخفى على الناس تعلم 
زيادته أو نقصه في التكلم 
فلم ييق إلا صورة اللحم اليم 
وإ نّ القتى بَعْدَ السّفَامَةٍ يَحْلْم 
ومن أكفن التشال یوما سَيُحَرَم 


وإليك مثالا في الغزل من يتيمة سويد بن أبي كاهل اليشكري: 


مَسَطَتْ رَابِعَةٌ الحَيْلَ كنا 
aL‏ بقضيب فيس 
NES‏ ندم اش 

کڪ تَمْمَح المراة وَجُها وَاضِحًا 
صَافِيَ اللّوْنِ وطَرْفًا ساجيًا 
وقَرُونًا سَابفًا ااا 
ميج المَُوْقَ خَيَالَ رَاكرٌ 
IEE‏ إدادينا E ES‏ 
وكدَاكَ الحُبٌ ما أفُْجَعَة 
SE WHI EEE‏ 
وإِذًا ما قت لَيْلَ قد مَضَى 
يَسْحبُ الليلٌ نُحُومًا ظُلّعًا 


0 


11۱1 


a 
ي کک‎ e من أراك‎ 
أَهْحَلَ العَيْنَْنِ ما فيه فغ“‎ 
عَنَلَنْها ريځ مسك ذي فَنَغ'”‎ 
4" من حَبيب ځفر فيه قَدَغْ‎ 
حال دون ألنّوْم مني فامْتَتَعْ‎ 
يَرْكُبٌ الول وَيَعْصِي مَنْ وَرَعْ‎ 
ويعَيْنَيّ إِذَا نَجِمٌ طَلَعْ"”‎ 
عَطَف الأوَّلُ منة فَرَجَعْ‎ 


الإلياذة 


ويُرَحُيها عَلَى إيُطائها مُغْرَبُ اللّْنِ إا اللَوْنْ انُقسَعْ 
فدعاني حب سَلْمَى بَعْدَ ما َكب الجا مي والزيّغ:؛ 


r 


خَبَّثني كُمّ لما تُشْفِنِي فَفؤايي كل أَوْبٍ ما اجِتَمَعْ 
ودتعتنِي بِرّقاهها إمّها تنل لصم من راس ا 
تَسْمِعُ الحُدَّاتَ كول جا ال ادوا هاه 
كُمْ قَطَّعْنا دُونَ سَلْمَى مَهُمَهًَا نازح الغور إِذَا الال لَمَعْ 
في حَرُور يَنْضَجٌ اللَّحُمُ بها يأَخْذْ السار فيها كالصَّقَعْ' 


وهم وإن لم يبلغوا في الغزل رقة المتأخرين» فلهم بوصفه سذاجة لقول كثيرًا من 
المعنى في الكلام القليل» ولا سيما أثناء مزجه بذكر الحروب كقولهم في ما ينسب إلى 


عنترة: 


ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي 
فوددث تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم 


تلك كانت على الجملة منازعهم في شعرهم, وذلك هو نتاج قرائح الجاهلية» وأنت 

0 أصحاب تلك القرائح لم يكونوا أبناء جاهلية جهلاء من الجهل بل ما أحراهم 
ن يكون أطلق عليهم ذلك لشيوع عبادة الأوثان بينهم» > ولعل هذا هو المراد بما جاء في 

سورة المائدة: #أفَحْكْمَ الْجَامِلِيّة يَبْغُونَ 4 إذ قالوا في تفسيرها الملة الجاهلية. 

وقد أوردنا من قولهم فضلًا عما تقدم أمثلةٌ شتی من مرادفات أقوال هوميروس في 
شيع الإليادة. 

ومدة هذا الطور الشعري زهاء مئة وخمسين عامًاء ومن صفوة فحوله امرق القيس 
وطرفة بن العبدء و بن جلزة» وعمرو بن كلثوم» وعنترة العبسي» وزهير بن أبي 
سلمىء ولبيد ابن ربيعة وهؤلاء هم أصحاب المعلقاتء والنابغة الذبياني» والمهلهل والأعشى 
الأسدي وعدي بن زيدء وعبيد بن الأبرصء وبشر بن أبي خازم وأميّة بن أبي الصلت 
والسموآل والشنفري ودريد بن الصمّة. 

ومزيته البساطة والبداهة» واقتفاءً الفطرةء وتمثيل الحقيقة في رسم الطبيعة» فهو 
في جميع ذلك أعلى طبيعة من شعر المتأخرين من العرب» ولا يفوقه شيءٌ من شعر 
المتقدمين من سائر الأمم حتى اليونان والرومان. 


11۲ 


الطبقة الثانية 
أو شعراء المخضرمين وشعراءً الدولة الأموية 


علمت أن النهضة الشعرية كانت في رَيعانها عند ظهور الإسلام» فجاء القرآن وأسكت 

الشعراء» وما أسكتهم إلا ليزيد تهضتهم استحكامًا ويملا حوافظهم ببلاغته الخلاية: 

فاندفعوا اندفاع السيل المنهمرء وأذهانهم ملأى بما ادخرت من الشعر الجاهليء وما 

ضمت إليه من البلاغة القرآنية» فاجتمعت لهم بداهة الفكرء وسمو التصور ودقة التعبير. 

وقد ألحقث شعراءً الدولة الأموية بالمخضرمين 

أولًّا: لأن النفحة القرآنية أثارت نفوسهم إثارتها للمخضرمين؛ لقرب عهدهم بهاء فتَقس 
حسّان ونفس الفرزدق واحد» وجرير يماثل كعب بن زهيرء ومثله الأخطل وإن كا 
نصرانيًاء بل ربما علت طبقة شعراء الدولة الأموية عمن تقدمهم من المخضرمين في 
البلاغة لشبوبهم عليها وتأضّلها في نفوسهم. 

وثانيًا: لأن الشعراء كانوا أعنَّ نفسًا وأرفع شأنًا في الدولة الأموية منهم في الدولة 
العباسية وما وليهاء وسببه أن الدولة الأموية قامت على كُره من الفريق الأعظم من 
السلفية: كانت ف اك إل استمالة اشكر قدلوا يعزو ولخ فيتها "كنا اا 
بعد ذلك الزمن إذ باتوا يطلبون الزلفى تقرّيًا من الخلفاء ويطانتهم طمعًا بمال 
وجرًا لمغنم» وشتان ما كرامة المتزلّف والمترفع» فحسّان مدح النبي ولكنه مدحه شغقًا 
بمناقبه» وتصح المشاكلة بينه وبين الفرزدق في مدح زين العابدين علي بن الحسينء 
ولكنها لا تصحٌ بينهما وبين مُدّاح معظم المولّدين والمحدثين. 

وثالثًا: لأن شعراء العرب حتى أواخر الدولة الأموية لم يألفوا ترف الحضارة المتسرب 
إليهم من الرومان والفرس بالمخالطة» فبقيت مسحة الفطرة الجاهلية ظاهرة في 
شعرهم.ء فهم والمخضرمون طبقة واحدة لا يتخللها فاصل. 

ثم إنه بالنظر إلى معنى لفظة المخضرم في عُرف كتَّاب العرب لا ينكر إطلاقها 

على شعراء الدولة الأموية؛ لأنهم قد يعنون بها كل متوسط بين عصرين كما أطلقوها 

على مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية يريدون بهم الذين أدركوا الثانية من شعراء 

الأولى» فلا بأس علينا بهذا الاعتبار أن نطلقها توسكًا على شعراء الدولة الأموية لتوسط 

كثيرين منهم بين الخلفاء الراشدين ودولة بني أميةء والتصاق الباقين بهم. 


1١1 


الإلياذة 


فيبقى علينا النظر في المتأخرين من شعراء بني أمية الذين أدركوا دولة بني العباسء 
فأمثال هؤلاء يقال فيهم ما تقدم في متأخري الجاهليين الذين أدركوا الإسلامء فمن ربا 
شعرة في دولة الأمويين» وبقيت فيه صبغة المخضرمين كان مخضرمًاء ومن ربا شعره في 
دولة العباسيينء فكان قولهُ أميل إلى الرقة منه إلى البلاغة كان مولَدًاء ولا يخرج عن هذا 
التعريف إلا نوابغ قليلون كبشار بن برذ الذين عاصر الدولتين» ولبس الحلتين» وفصّل 
من الشعر ما شاءً لما شاءً فكان من أبلغ المخضرمين بقوله: 


أبي طلل بالجزع أن يتكلما وماذا عليه لو أجاب متيما 
وبالجزع آثار بقينَ وباللوى ملاعب لا يعرفن إلا توهما 


ومن أرق المولّدين شعرًا بقوله: 


لهك يكفئ كنة اك الثري: ".وم دن أن الجوي من كه ياي 
فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى أفدثٌ وأعداني فأتلفث ما عندي 


ومثل بشار في المخضرمين مثل النابغة الجعدي في الجاهليين, فللنابغة شعرٌ جاهل 
عريق في البداوة» وهو القائل أيضًا: 


الحمد لله لا شريك له من لم يقلها فنفسه ظلما 
المولج الليل في النهار وفي اللي ل نهارًا يفرّج الظلما 
الحافظ الرافع السماءَ على الأر ض ولم يبن تحتها دعما 
الخالق البارئ اكرون فى ال ٠‏ حاو هاا جتن تصين دما 


وليس في شعر المخضرمين شيءٌ ينطبق على المعاني القرآنية ويمثل بلاغتها كهذه 
الأبيات. 

وقد كان شعر المخضرمين آية في علو الطبقة ومتانة السبك يربو بهما على ما 
تقدم عنه» وما تأخر من سائر الشعراءء ولكن مبلغهم من الرقي في الحضارة أضعف 
فيهم نزعة المتقدمين الفطريةء فقصروا فيها عن المتقدمين» ولم يمكنهم من التأنق في 
المعيشة بما استتب للعرب بعدهم من مزيّنات العمران» فلم يدركوا شأو المولدين بالرقة 
والتصرف بالمعاني» وفي ما سوى ذلك كان شعرهم غاية الغايات. 


1١1 


ولا فرق في ذلك بين شعراء النبي والخلفاء الراشدين كحسان بن ثابت وكعب بن 
زهير» وشعراء الدولة الأموية كذي الرمة وعبيد الراعي بل ريما كان شعر الدولة الأموية 


أعرق في البلاغة كما تقدم» وفي ما يلي من أمثلة شعرهم ما يؤيد هذا القول. 


الله أكرمنا بنصر نبيه 
وبنا أعنَّ نبيةٌ وكتابة 
في كل معترك تطير سيوفنا 
يتلو علينا النور فيها محكمًا 
فنكون أول مستحلٌ حلاله 
نحن الخيار من البرية كلها 
الخائضو غمرات كل منية 
سائل أبا كرب وسائل تَبَّعَا 
ذا اقمع تون ردنا سكطة 
ا انين دنا 
فلئن فخرت بهم لمثل قديمهم 


عزنا اه وه 
فيه الجماجم عن فراخ الهام 
بفرائض الإسلام والأحكام 
قسمًا لعمرك ليس كالأقسام 
ونظامها وزمام كل زمام 
والضامنون حوادث الأيام 
عنا وأهل العتر والأزلام 
ونجود بالمعروف للمعتام 
ونقيم رأس الأصيد القمقام 
فخر اللبيب به على الأقوام 


ودونك مثالا من مشوية كعب بن زهير التى مطلعها: بانت سعاد ... وقد وجّهها 
إلى النبى يعتذر إليه» فأمّنه بعد أن كان أهدر دمه. 


تسعى الوشاة بجنبيها وقولهم إنك يا ابن أبي سلمى لمقتولٌ 
وقال كل خليل كنت آمله ل ألهينئّك إِنّي عنك مشغولٌ 
فقلت خلّوا سبيلي لا أبالكمٌ فكل ما قدّر الرحمن مفعول 
كلٌّ ابن نشی وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمولٌ 
متكت أن رفول الله اوردقي - :الى عند سول :الما مول 
مهلا هداك الذى أعطاك حافلة ال :“قرآن فيه مواعيظ وتفصبيل 
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب وإن كثرت في الأقاويل 


الإلياذة 


لقد أقوم مقاما لى يقوم به 
لظلّ ترعد إلا أن يكون له 


أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل 
من الل بان الله طول 


فقد جمع في هذه الأبيات القليلة بين الاعتذار والحكمةء والمدح والفخر بأبدع أسلوب» 
وأبلغ عبارة. 


ومن قول الأخطل في الهجو: 


بک ا شيو فين 
لئيم العالمين يسود تيمًا 


وتيمًا قلت أَيُّهِمُ العبيدٌ 
وسيدهم وإن كرهوا مَسودٌ 


وقد زعم الأخطل أنه أهجى العرب بهذين البيتين. 


ومن أمثلتهم في النسيب قول ذي الرمة: 


ألا يا اسلمي يا دار مي على البلى 
لها بشرٌ مثل الحرير ومنطق 
وعينان قال الله كونا فكانتا 


ولا زال منهلا بجرعائك القطنٌ 
رخيم الحواشي لا هراء ولا نزرٌ 
فعولان بالألباب ما تفعل الخمرٌ 


ومّن أبلغ من الإمام علي بن أبي طالب إذ قال مبتهلًا لله تعالى: 


نك لكين نا 15 القحه والحين اله 
إلهي وخلاقي وحرزي وموئلي 
إلهي لئن خيبتني أو طردتني 
إلهي لئن جلت وجمت خطيتي 
إلهي لئن أعطيت نفسي سؤلها 
إلهي ترى حالي وفقري وفاقتي 
إلهي فلا لقطع رجائي ولا تزغ 
إلهي أجرني من عذابك إنني 
إلهي لئن عذبتني ألف حجة 


4 4 


2 


تباركت تعطي من تشاء وتمنعٌ 
إليك لدى الإعسار واليسر أفزع 
فمن ذا الذي أرجو ومن أتشفعٌ 
فعفوك عن ذنبي أجل وأوسع 
فها أنا فى روض الندامة أرتع 
CASE E‏ 
فؤادي فلي فلي بان جودك مطمعٌ 
العم :ليل كافف لك اك 
إذا كان لي في القبر مثوىّ ومضجع 
فيل رجافي متك لا يتقطةٌ 


ا ل 
ا 
إلهي لئن خيبتني أو طردتني 
إلهي حليف الحب بالليل ساهنٌ 
وكلهم يرجو نوالك راجيا 


وإن كشت ترماني قلست أَضيعٌ 
فمن لمسيء بالهوى يتمتع 
فلست سوى أبواب فضلك أقرع 
فما جل يارت آم كيف اصن 
يناجي ويبكي والمغفل هجِّعٌ 
لرحمتك العظمى وفي الخلد يطمعٌ 


وإن من أصدق الأمثلة على علو طبقة هذه الطائفة من الشعراء قصيدة الفرزدق 
في مدح زين العابدين علي بن الحسين التي قيل: إن أهل البيت لم يمدحوا بمثلها؛ ولهذا 


أوردتاها بطولها وهي:؟ 


هَذَا الذي تعرف الْبَطْحَاء وطأته 
فاا شين حار الله علي 
إذا يَأَثْهُ قريش قَالَ قَايْلهًا 
يتمني إلى دوو لعز التي قصرت 
یگاد يمسكه عرفانَ رَاحَته 
يغضيٍ حَيَاء تفظن من مهابته 
ن فضل الأنبياء لَه 


مَنْ جده د 
ينشق نورٌ ر الهدى عن نور عر 
EEE‏ من رَسُول الله تَيْعَنَهُ 
هَذَا ابن فاطمة إِنْ كنت جاهلّه 
E ERECT EDEN‏ 
وليس قولك من هذا بضائرة 
سهلٌ الخليقة لَا تخشى بوادره 
حمّال أثقالٍ أقوام إذا فدخُوا 


11۷ 


وَالْبَيْت يعرفةٌ والحل والحَرَمْ 
هَذَا التقىّ النقي الطاهئ الْعلمُ 


إِلَى مَگارم هَذَا ينهي الگرمُ 


عن نيلها عَرَبٌ الإسلام والعجم 
کن الحطيم إذا ما جَاءَ يسْكَلمُ 
EE E EE‏ يبتسم 
وفضل أمته دانث لَه الَمَمْ 
گالشمین ينحابٌ عن إشراقها الظلمُ 
طابث عناصرُهُ والْخِيمُ وا 
بجِدّه أنبياءُ الله قد ختموا 
جرى بذاك لَه في لَوْحِهِ الْقَلَمْ 
العرث تسوت وراك وال 
يستوكفان ولا يعروهما العَدَم 
يزيئة اتان حسن الخلق وَالْكَرمُ 
خلى الف ال تعلق عة م 


الإلياذة 


ما قال لا قط إلا في تشهده 


لا يُخْلِفَ الوعد ميمونٌ نقيبته 


عم البرية بالإحسان ن فانفصلت 
من معشرٍ حبهم دين وبغضهمٌ 
إن عد أهلٌ التقى كَانُوا أكمتهم 
لا يَسْتَطِيع جوادٌ بُعْدَ غايتهم 
هح.الفيوث إذا جا أزمة امت 
لا ينقص الْعْسْرُ بسطًا من أكفهمُ 
يُسْتَدْفَعٌ السوءٌ والبلوى يحبّهم 
مقدَّمٌ بعد ذكر الله ذكرهم 
ابی لهم أن ككل الف “سام ديم 
أي الْخَلّائق ليست في رقايهم 
مخ يكوت الله يفت أكلية ذا 


لولا التشهد كانت لاءَه نعم 
رحبٌ الفناء أريبٌ حينَ يعترم 
عَنهُ القتارة والإملاق والعدمُ 
كفرٌ وقريهمُ مَنْجى وَمُعْتَصَمْ 


اوقل فن زد آهل ال غيل هم 


وا SE‏ قوم وإن ن كرموا 
وَالأَسْدُ أسَد الشرى واليأس مُحْنَدِمْ 

سيان ذَلِكَ إن أثروا وَإن عدموا 
ويستزادُ به الإخسّان وَالنعَمٌ 


5 پا ا 2 


خیم كريم واي بالندى عصمٌ 


لأولية هذا أو لَه نعم 
فالدّين من بّيت هَذَا ناله الْأَمَمْ 


فا كل ها يمكن إيزاده ف شكل هذا الوظيع من شعر أا هذه الطيقة ومؤيته: 
كما ترى بلاغة في المعنى» ومتانة في التعبير» وإحكام في التركيب مع مَيلٍ إلى الرقةء وتلك 
أيضًا من مزايا الإلياذة فإن بلاغة الأصل لا تفوقها بلاغةٌ في الكلام اليوناني» فإن ظهر 
تقصيرٌ في التعريب فتبعتّهُ على المعرب دون المنشئ» وإن فيها من متانة التعبير ما لا 
يفوقه شىء في شعر جميع الأمم» ولا سيما في مشاكلة الألفاظ للمعاني. وحكاية الأصوات 
مما أشرنا إليه في مواضعه. ١‏ 

ومدة هذا الطور الشعري مئة وخمسة وثلاثون عامًا تبتدئ من الهجرة» وتنتهي 
نقيام الدولة الفياسية. ١‏ 

وعروة وصله من الطور الأول أو طبقة الجاهليين النابغة الجعدي وأمثاله» ومع 
الطور الثاني أو طبقة المولدين بشار بن بُرد. 

وفحوله في صدر الإسلام حسان بن ثابت» وكعب بن زهيرء وعبد الله بن رواحةء 
ومالك بن نوّيرةء والعباس بن مرداسء والنمر بن تولب» وأبو ذؤيب العجليء وفي عصر 
الدؤلة الأموية القظامي: والأخطل التصرانيان: وجرير الخطفي والفرزدق وعبيد الزاعن, 
وذو الرمة» والكميت بن زيدء وأرطأة بن سميةء والأعشى بن ربيعة والأعشى التغلبي. 


1۸ 


الطبقة الخالثة 


المولّدون أو شعراء عصر العباسيين 
قامت الدولة العباسية سنة ١77‏ للهجرة (١٠۷م)‏ والسلطنة الإسلامية موطدة الدعائم 
مشيدة الأركان» وغزاة العرب ضاريون في المشارق والمغارب يقوضون ما تداعى من 
مباني الفرس والرومانء فينبذون الأنقاض الباليةء ويشيدون على أساس الحزم دولة 
قيض الله لها أن تكون دولة العرّة والسلطان في ذلك الزمان» فامتلأت خزائن الخلفاء 
بكسب المجاهدين وجباية الأموال» وتسرب ما فاض منها إلى بيوت المقرّيين وصنائعهم 
من أمير وفقيرء وعميد وشريدء فذاقوا حلو حضارة الدولتين الهاويتينء وتبدلوا مرقعة 
عفن :ذلك الدثار الرث الذي ضمَّ بين رُدينه عماد الإسلام والمسلمين ببرَّة الخز والديباج» 
وغُلالته من لبن وتمرء وأيسر الإدام بشهي طعام لماظته الفالوذج والسكباج» وذلك 
الرّحل على بعير قارح يمتطيه الخادم والمخدوم» وهما سواءٌ في شرع الإسلام بالسروج 
الموشّاة على الجياد المطهمة تحفٌ بها مواكب الحشم والغلمانء فعلت القصور ووّشيت 
الخدورء وزها الرياش» وانبسط المعاش» والشعراء من أفراد تلك الأمة يرقون رُقيّها في 
معارج العمران. 

زعموا أن شاعرًا بدويًا من رعاة الماشية ممن دب وشبٌّ بين الكباش والنعاج قدم 
حاضرةً عامرةًء فأكرمه صاحبها فمدحه بهذين البيتين: 

أنت كالدَّلُو لا عدمناك دلوًا من كثير العطا قليل الذنوب 


أنت كالكلب في الحفاظ على الو د وكالتيس فى قراع الحروب 


فهمّ بعض أعوان الأمير بقتله» فقال الأمير: «خل عنه فذلك ما وصل إليه علمه 
ومشهوده» ولقد توسمت فيه الذكاء فليقم بيننا رمتا وقد لا نعدم منه شاعرًا مجيدًا». 
فما أقام بعض سنين في سعة عيش» وبسطة حال حتى قال الشعر الرقيق الآخذ بمجامع 
القلوب» وهو في زعم بعضهم صاحب الأبيات التالية: 


يا من حوى ورد الرياض بخدّه وحكى قضيب الخيزران بقدّه 
دع عنك ذا السيف الذي جرّدته عيناك أمضى من مضارب حدّه 


11٩4 


الإلياذة 


كل السيوف:فواظع إن حرذة" > وجنام لحطك فاط فى غهده 
إن رمت تقتلني فأنت مخيرٌ من ذا يعارض سيدًا في عبده 


ومهما يكن قدر الصحة من هذه القصة المرويّة على أساليب مختلفةء فإن فيها 
إشارة بيّنة إلى تأثير الأحوال بأفكار الرجال» وفعل الحضارة بقرائح الشعراء. 

وهذا كان شأن الشعراء في زمن الدولة العباسيةء فإنهم رتعوا في أرجاء ذلك الملك 
الفسيح متربعين بعد شظف العيش على الطنافس الوثيرة في المنازل الأنيقة أمام الحدائق 
الغناء. وخلفاؤهم يصعدون بالأمة في سلم المدنية يحرصون على استثمار ذلك الفتح 
المبين؛ فيدّخرون ما تلقّوه عمن تقدمهم» ولا يألون جهدًا في إحكامه وإلقائه حتى بهروا 
الغرب بما تجمع لديهم من ذخائر السلف النفيسة» وإن التحف الغراء التي كان هارون 
الرشيد ينفح بها شارلمان من غرر تلك الكنوزء ومن جملتها ساعته التي تلقاها سلطان 
المغرب آية من الآيات لا تبقي مجالا للريب في مبلغ الثروة العباسيةء واستحكام النهضة 
وسريانها من العراق إلى مصر والشام والأندلس» وسائر البلاد التي طرقها المسلمون. 

فلا بدع» وكل ذلك مشهود الشعراء أن تتثقف أذهانهم وتترؤض نفوسهم» وتتسع 
مدارکهم» ويرق تصورهم ويمرحوا في روض من الشعر أريض يجولون فيه جولةٌ لم 
تتوفر أسبابها لسلفائهم. 

ولهذا لم يكن لشاعر جاهلي أو مخضرم أن يبدع إبداع الرقاشي بقوله: 

نبهت ندماني الموفي بذمته من بعد أتعاب طاسات وأقداح 


فقال خذ واسقني واشرب وغن لنا يا دار مثواي بالقاعين فالساحي 
فما حسا ثانيًا أو بعض ثالثة حتى استدار ورد الراح بالراح 


ومستطيلٍ على الصهباء باكرها في فتية باصطباح الراح حدَّاق 
فكل شيء رآه ظنه قدحًا وکل شخص رآه قال ذا الساقي 


مقدمة 

فلا ريب أن هذين القولين أوقع في النفس من قول عنترة: 

ولقد شربت مع الندامى بعد ما ركد الهواجر بالمشوف المعلم 
بزجاجة صفراء ذات أسرة قرنت بأزهر بالشمال مفدم 

فإذا أبدع عنترة بهذا الوصف في زمانه بين قوم يهيمون في الفلوات على ظهور 
الإبل بين مضارب البادية» فإنه لا يطرب جلساءً أبي نواس والرقاشي في محافل الأنسء 
ومغاني التأنق والعيش الرغيد. 

وقد بلغ المولّدون الدرجة القصوى من التصرف بالمعانيء وجزالة اللفظ ودقة 
السبك» فصعدوا بالشعر درجة لم يبلغها المتقدمون» وهيهات أن يدركها المتأخرون, 
وكان هذا ديدن الفريق الأعظم منهم في جميع الأبواب التي طرقوهاء فأي غزلٍ أرق من 
قول أبي نواس: 


يستخفه الطربٌ 
ليس ما به لعب 
منك جاءَني سببٌ 
صحتي هي العجبٌ 


حامل الهوى تعب 
ا 
تف كين عة 
م 


وقول البحتري: 


كيف أغدو من الصبابة خلوًا 
قف بها وقفة ترذ عليها 
إن للبين منة لا توّدّى 
أضحك البين يوم ذاك وأبكى 
فجعلنا الوداع فيه سلامًا 
ووشت بى إلى الوشاة دموع ال 


1۲١ 


بعد ما راحت الديار خلاء 
امتا رها الهوئ اتضا 
ويدًا في تُماضر بيضاءُ 
كان 37 SES‏ ودواء 
كل ذي صبوة ولد وا 
وح ها اسراف I‏ 
معد كدي سجس رامنا 


الإلياذة 


وأي تشبيه أبدع من قول ابن المعتز في القلم: 


قلمَ ما أراهُ أم فلك يج 
راكع ساجدٌ يقبل قرطا 


وقوله: 


ومثله قول ابن الرومي في قوس الغمام: 


وساق صحيع للصبوح دعوته 
طوف اا ار كأنجم 
وقد نشرت أيدي الجنوب مطارقا 
يطرّزها قوس السحاب بأخضر 
كأذيال خودٍ أقبلت في غلائلٍ 


ري بما شاءَ قاسم ويسيرٌ 
سا كما قيّل البساط شكونٌ 


في جسدٍ من لؤلوء رطب 


فقام وفي أجفانه سنَةٌ الغمض 
فمن بين منقض علينا ومنفض 
على الجو دكا والحواشي على الأرض 
على أحمر في أصفر إثر مبيض 
مصبّغة والبعض أقصر من بعض 


وأي كلام في المدح أطلى من قول ابن هانئ: 


قد طيّب الافطار طيب ثناته 
لم تدنني أرض إليك وإنما 
ورأيت حولي وفدَ كل قبيلة 


2 


من أجل ذا تجد الثغور عذابا 
جت السماءَ ففتّحت أبوابا 


حتى توّهمت العراق الزابا 


ومن تُرى أعلى كعبًا بالحكمة والزهد من أبي العلاء. وهو القائل: 


عدر مجر في ملكي واعتفاري 
وشبية صوت النعي إذا قي 
أف فاك الما ا 
صاح هذي قبورنا تملا الرُح 


١ 


نوح باكِ ولا ترنم شاد 
س بصوت البشير في كل نان 
ث على قرع غصنها الميّاد 
ب كاين اليو من مهيل عاد 


خف الوط ما اظن دی آل 
وقبيحٌ بنا وإن قدم العه 
و[ انهواء وا 
ER CE EO‏ 
ودفين على بقايا دفين 
E E E‏ 
كم ااا علس وال ار 
كه لوا ا ا اعت 
إِنْ حزنًا فى ساعة الموت إضعا 
خلق الناس للبقاء فضلّت 
إنما ينقلون من دار أعما 
ضجعة الموت رقدَةٌ يستريح ال 


أرض إلا من هذه الأجساد 
د هوان الآياء والأجدادن 
لا اختيالًا على رفاتٍ العبادٍ 
ضاحك من تزاحم الأضداد 
في طويل الأزمان والآياد 
من قبيل وآنسًا من بلادِ 
وكيا لمدلج في سواد 
جب إلا من راغب في ازديادٍ 
ف سرور في شاعة الميلاد 
أفة اوه اة 
ل إلى دار شقوة أو رشاب 
جسم فيها والعيش مثل السهان 


ومن أبدع إبداع أبي الطيب بالتصرف بالمعاني» وجمع شتاتهاء ويكفيك قولة: 


غاب الأميرُ فغاب الخيرٌ عن بلدٍ 
قد اشتكث وحشة الأحياء أربعة 
حتى إذا قدت فيه القبابٌ له 
وجدّدت فرحا لا الغم ي 
إذا خلت منك حمصٌ لا خلت أبدًا 
جلها وتا ا س وه 
في فيلق من حديد لو قذفت به 
كي المواكب والأبضان كتاكت 
قد حرن في بشر في تاجه قمر 
تضيق عن جّيشه الدّنيا يا ولق رحبت 
6ا ال كر المرة فى طرف 
تجمئ السيوف على أغدافه مع 


ووو 


ده 


1١ 


كادت لفقد اسمه تبكى منايرة 
وخبّرت عن أسى الموتى مقايرة 
اَهَل لله باديه وحَاضرةٌ 
ولا الصبابةٌ في قلب تجاورة 
فلا ساقها من الوسمي باكر 
ونورٌ وجهكَ بين الخلق باهرُه 
صرف الزمان لما دارت دوائرة 
منها إلى الملك الميمون طائرة 
فى درعه أسد تدمّى أظافرة 
تحصى الحصى قبل أن تحصى مآثرة 
كصدره لم تبن فيها عساكرة 
من مجده غرقت فيه خواطرة 
كأنهنّ بنوة أو عشائرة 


الإلياذة 


حتى انتهى الفرس الجاري وما وقعت 


إل وباطنُ للعين ظاهرهُ 
وقد وشقن اة الله ناصرة 
على رووس بلا ناس مغافرُه 
ركا حا إلى الکن زاكر 
في الأرض من جيف القتلى حوافرة 


وأي حنين أوقع في النفس وأعظم إيثارًا للعاطفة» وأصدق رسمًا لرقة شعر المولدين 
من فراقية أبي الحسن علي بن زريق البغدادي» وإن لنا من سمقٌ معاني القصيدة التالية 
وجزالة ألفاظها عذرًا على إيرادها كلها مثالا على شعر النوابغ من أبناء هذه الطبقة:؟؟ 


لا تعذليه فإن العذل يولعه 
جاوزت في نصحه حدًا أضرّ به 
فاستعملي الرفق في تأديبه بدلا 
كد كان مظاك بالسحسي كمه 
يكفيه من لوعة التشتيت أن له 

ما آب من سفر إلا وأزعجه 
تاق ااا انان حقلت 
كأنميا چو في حل وهر جل 
إذا الزمان أراه في الرحيل غني 
وما اة اسان وا 
قد قشم الله بين النتاس رزقهم 
لكنهم كلفوا حرصًا فلست ترى 
والحرص في الرزق والأرزاق قد قسمت 
والدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه 
أسقودع الله في كناد لي هذا 
ودعته وبودي لو يودعني 
وكم تشفع بي أن لا أفارقة 
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحىّ 


١ 


كه 


مك عي ايه 
فضلعت بخطوب البين أضلعة 
من النوى كل يوم ما يروعة 
عزم إلى سفر بالرغم يزمعة 
للرزق سعيًا ولكن ليس يحجِمعةُ 
موكلّ بفضهء الله يذرعة 
ولو إلى السند أضحى وهو يقطعة 
يزقا وا دعة الإنسان وي 


ا وسوی الغايات يقنعة 


من حيث قدّرت ان 


و 


بغي ألا إن بغي المرء يصرعة 
عقوا وه م كيك يطعن 
بالكرخ من فلك الأزرار مطلعة 
صفو الحياة وإني لا أودعة 
ولتلهعووزات ال ا 
وأدمعي مستهلات 


وأدمعة 


مقدمة 


لا أكذبٌ الله ثوبٌ العذر منخرق 
إني أوسع عذري في جنايته 
أعطيت ملگا فلم أحسن سياسته 
ومن غدا لابسًا ثوب النعيم بلا 
إعقضة هن وج حلي بعد فرقتة 
كم قائل لى ذقت البين قلت له 
مداقت كان ارهد اى 
0 
يا من أقطع أيامي وأنفدها 
لا يطمئنٌُ بجنبي مضجع وكذا 
ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني 
حتى جرى الدهر فيما بيننا بيد 
وكنت من ريب دهر جازعًا فرقًا 
م يا كندل الو ا رده 
هل الزمان معيدٌ فيك لذتنا 
في ذمة الله من أصبحت منزله 
من عنده لي عهد لا يضيع كما 
ومن يصدع قلبي ذكرهٌ وإذا 
لأصبرن لدهر لا يمتعني 
علمًا بأن اصطباري معقبٌ فرجًا 
عل الليالى التى أضنت بفرقتنا 
وإن ل اا منا منيّته 
وإن يدم أبدًا هذا الفراق لنا 


يندشي بفرقته لكن أرقعة 
بالبين عنه وقلبي لا يوسعة 
وكل من لا يسوس الملك يخلعة 
شكر عليه فعنه الله ينزعة 
گاسا ار ها ها اک 
ألذنب والله ذنيى لست أدفعة 
لو أنني حين بان الرشد أتبعة 
فى سفرتى هذه إلا وأقطعة 
حزنًا عليه وليلى لست أهجعة 
لا بت به مذ بنت مضجعة 
به ولا أن بي الأياءَ تفجعة 
غيراءَ تمنعني حقي وتمنعة 
فلم أن الذي قد كنت أجزعة 
آثاره وعفت مذ بنت أرئعة 
أم الليالى التى أمضته ترجعة 
وجاد غيث على مغناك يمرعة 
جرى على قلبه ذكري يصدغه 
به ولا يي فى حال يمتعة 
فأضيق الآمر إن فكوث أوسعة 
حسمين تجمعني يومًا وتجمعة 
لا يد فى غده الثانى سيتيعة 
فما الذي بقضاء الله نصنعة 


وإن المقام ليضيق عن الاستزادة من هذه النفائسء فإن ما أوردناه منها ليس إلا 


«a‏ مد 
درة من درة. 


الإلياذة 


نظرةٌ في شعر المولدين 

لم يكن لفريق من الناس أن يدعي الكمال حتى الشعراءء والمولدون مع بلوغهم من 

البلاغةء وإحكام الصنعة أقصى الدرجات فإنهم يؤاخذون» ولا سيما المتأخرين منهم على 

مغامز ترجع إلى خلال أربع 

الخلَّة الأولى: اقتضاب الوصف الشعري فلا تبرز الحقيقة جليّة على فطرتها في كثير 
من شعرهم» ويستثنى من ذلك الحگم والأمثال» وكذلك الأبحاث العلمية التي ليست 
من لباب الشعرء ويندر أن شاعرًا يعمد إلى وصفٍ فيستتمة ويرسمة رسمًا جلي 
كاملا كما رأيت في أسد بشرء وثور عبدة» فترى الأفكار متزاحمة والمعاني متلارّة 
قا جاوما تخ العم بها وتاي متراكقة فوت السام ىء كف مها 
تصوّروه وقصّروا في تصويره» فهم بهذا الاعتبار قد عدلوا عن منزع الفطرةء وأبعدوا 
عن البداهة الجاهلية» وتحوّلت معهم المقاصد الشعرية إذ بات مرماهم فيها جر 
المغانم ودفع المغارم. 

ركنا كر ذل حار لا اكد بت دوي lm‏ 

بدائع الوصف التام» وإجادة التصوير فقد تجد في شعر المولدين ما يضاهي منحى 
الجاهليين» وإن رمت مثالًا لذلك فاقراً قصيدة المتنبي التي مطلعها: 


في الخد إن عزم الخليط رحيلا مطرٌ تزيد به الخدود نحولا 


الخلة القائية: كيد يمك انديس دض معزو الخ صحاف اکب ومهنة للاسترزاق 
فكاد يمتهن الشعرء وتنحط طبقة الشعراء في عيون عظماء الأمةء ولو تتبعت أقوال 
فحولهم؛ كالبحتري» وأبي تمام» والمتنبي ما رأيته يتعدّى ادلا ابد والهجاءً 
للممسك عنهم» بل ريما هجوا ممدوحهم, ومدحوا مهجوّهم؛ طمعًا وتشفيًا كما كان 
شأن المتنبي مع كافور. 
ولا يستثنى منهم سوى أفراي خرجوا ترفكًا من موقف الذلّة واللسكنة. إما لسعة 
قخالهة.وزفعة ق درجدهم الموروثة كابن اغبي وأبي فراسء فذلك من أبناء الخلفاء 
وهذا من نسل الأمراءء وإما لحكمة فطروا عليهاء وأتّفة في طباعهم وزُهد في نفوسهم 
00 وما أقل أمثاله بين المتقدمين والمتأخرين؛ ولهذا كان المعري يرجح كثيرًا في 
ان الرجال على المتنبي وأمثاله مع أن الرجحان بين للمتنبي في ميزان الشعراء. 


1١1 


الخُلَّة الثالثة: ابتذال الغزل ووصف الغرام حيث لا محرك إليه إلا التوطئة للمديح 
فجاءَ أكثر ما نُظم من هذا القبيل غير مثير للعاطفةء ولا مؤّثر في النفس» وإن كثّْر 
فيه الحنين والأنين بخلاف ما يقصد به شخص معين كما رأيت في قصيدة ابن زُريق. 
وهو ثابتٌ أن التوطئة بالغزل ليست من بدع المولّدين بل هي خطة درج عليها 
الشعراء من أيام الجاهليةء على أن الجاهليين لم يبتذلوها ولم يتعمدوها إل في أحوال 
مخصوصة كان يزدان بها شعرهم» ولم يصف شاعرهم في أكثر المواقف إلا غرامًا 
برح به كما ترى في غزليات امرئ القيس وعنترة وإذا تعدّى تلك الخطة فلم يتعدَّاها 
إلا قليلاء بخلاف المولدين إذ كانوا يتكلفون الغزل تكلفا كأنه من لوازم الاستهلال. 
والظاهر أن كثيرين من ذوي الرؤية والنقد كانوا ينكرون تلك الطريقة حتى في 
إبان الزمن العباسي. 
قال الإبشيهي: «مدح أبو العتاهية عمرو بن العلاء“" فأعطاه سبعين ألفاء وخلع 
عليه خلعًا سنية حتى أنه لم يستطع أن يقوم» فغار الشعراء منه فجمعهم وقال: يا 
لله العجب ما أشد حسد بعضكم لبعض إن أحدكم يأتينا ليمدحناء فيتغزل في قصيدته 
بخمسين بيتًا فما يبلغنا حتى يذهب رونق شعره» قد تشبب أبو العتاهية بأبيات 
يسيرة ثم قال: 
إنى أمنث من الزمان وصّرفه لما علقث من الأمير حبالا 
لى يستطيع الناس من إجلاله جعلوا له حر الوجوه نعالا 
إن المطايا تشتكيك لأنها قطعت إليك سباسيًا ورمالا 
فإذا وردنَ بنا وردنَ خفاتفا وإذا صدرنَ بنا صدرنّ ثقالا 


وإذا أردت دلياًد محسوسًا على صحة هذا النقد فخذ قصيدتين من مختار شاعر 
واحدٍ وطأ الشاعر بالغزل في إحداهماء وولج الموضوع توًا في الأخرى فتبدى لك فورًا 


مزية تطلغ القافية بعال الأول 


فمن في مأتم على العشاق ولبسن الحداد في الأحداق 
ويكين الدماء بالعنم الرط ب المقنى وبالخدود الرقاق 


١ /ا‎ 


الإلياذة 


شئت لا ما شاءت الأقدارٌ فاحكم فأنت الواحد القهارٌ 
وكأنما أنت النبي محمدٌ وكأنما أنصارك الأنصارُ 


ومن مختار المتنبي قوله في سيف الدولة مستهلًا: 


لعينيك ما يلقى الفوّاد وما لقي وللحب مالم يبق مني وما بقي 
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه ولكن من يبصر جفونك يعشق 


وقوله في مطلع آخر قصيدة قالها وهى في سيف الدولة أيضًا:ٍ 


فدى لك من يقصر عن هداكا ‏ فلا ملك إذن إلا فداكا 
وإن قلنا فدى لك من يساوي دعونا بالبقاء إن قلاكا 


فاد تراك تؤثر مطلع رائية ابن هانئ وكافية المتنبى على قافيتيهما. 


ولا يجب أن يستفاد مما تقدم أننا ننكر التوطئة على الإطلاق» فإنها إذا جادت 


ووقعت في موضعها ووافقت موضعهاء فإنها تشق شغاف القلب وتذكي شرارة النيرة, 


فتهيم بها البصائر كما يقع لسامع قصيدة أبي تمام التي مطلعها: 


السيف أصدق أنباء من الكتب فى حده الحد بين الجد واللعب 
بيض الصفائح لا سود الصحائف فى متونهنٌ جلاء الشك والريب 


فقد أراد مدح المعتصم العباسي على إثر فوزه ذلك الفوز المبين» وتنكيله بجيوش 


الروم وفتحه عُمورية» فوطًاً لمدحه توطئة استهلها بما تقدم وما أجملها توطئة لمثل 


ذاك المديح. 


ومما يُحمد عليه المولدون بهذا المعنى توطتتهم للرثاء بالزهد وأشباهه. 


١8 


مقدمهة 


الخُلّة الرابعة: تجاوزهم في المجون وبذاءة التعبير إلى ما لا يستبيحه أدب المجالسء 
ويغضٌ من قدر الشعر ومنزلة الشعراء وهذا أيضًا ليس من بدع المولّدين بل سبقهم 
إليه شعراء الجاهلية والمخضرمون حتى أودعه امرؤ القيس معلقته» وفي أهاجي جرير 
والأقطلوالفرردق ها لثمل مقتكرة قل أولقك «الفطااحل» ولك الجاهليين غاد 
يأتونه عفوًا على البداهة» فاستمسك به المخضرمون وأوغلوا فيه إيغالًا أَدَى بالمولدين 
إلى التفنن به تفننهم في سائر ضروب الشعرء وفحشوا فيه فحشًا فاضحًاء ومن ذا 
الذي يقرأ أهاجي أبي تمام لمقرانء والمتنبي لابن كيغلغ. ومجونيات الصفي الحليء ولا 
ينكر أن تشان بدائع منظوماتهم بتلك السفاسف الهجينة» وأغرب من هذا أن كثيرًا 
من تلك البذاءات ممتزحٌ بدرر من المعاني تضيق عنها أرحب القرائح» فإذا قرأت 
قصيدة المتنبي التي يستهلها بقوله: 


لهوى النفوس سيرة لا تُعلم عرضًا نظرت وخلت أني أسلمُ 


فإنك ترى فيها من غرر المعاني, وأبكار الأفكار ما جرى أكثره مجرى الأمثالء 
وتنوقل جيلًا بعد جيل في أندية الأدب وحسبك منها قوله: 


ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأو الجهالة في الشقاوة ينعم 
والناس قد نبذوا الحفاظ فمطلق ينسى الذي يولي وعافٍ يندمٌ 
لا يخدعنك من عدو دمعه وارحم شبابك من عدو ترحم 
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذنى حتى يراق على جوانبه الدمُ 
والظلم من .شيم النفوس'قإن تصد ٠ ٠‏ ذا'عفة فلعلة يطل 
ومن البلية عذل من لا يرعوي عن جهله وخطاب من لا يفهم 


ومع هذا فإنك لا تتمالك من الإنكار على الشاعر خلط هذه النفائس بتلك 
الخسائس. 

وأقبح من كل ذلك تشببهم بما لم يشرعه اللهء ولم يسق إليه الطبع؛ ولم يفش 
قبلهم في شعر الجاهليين وإنما هو بدعة اقتبسوها بملابسة المدنية الجديدة» فما أوغل 
إمامهم أبو نواس في ذلك النهج البذيء حتى هبوا إلى تحديه. 


١5 


الإلياذة 


والظاهر أن ذلك التراخي كان مندمجًا بروح العصر فانتهجه الشعراءً. وسلك 
مسلكهم صفوة الأدباء كالبديع الهمذاني والحريري» وسمّوه أحماضًا كأنه فكاهة 
RK‏ وفطلبها E‏ ولهذا فال الحويرئ قنقدمة كتايد رونا قصلت 
بالأحماض فيه إلا تنشيط قارئيه». ٠‏ 
ذلك ما يعاب عليه المولدون ما خلا رهطًا منهم سما أدباء وتهذب عقلَا ونفسًا. 
أما إلياذة هوميروس فهي على ما وصلت إلينا نقيّة من تلك المغامز لا يؤاخذ صاحبها 
على شيء من هذا الخلال الأربي أما الخْلَّة الأولى فلأن الشاعر جاهلي وحيثما تصفحت 
شعره رأيته أبدع في الوصف ورسم الحقائق» وأما الثانية والثالثة» فلأنهما مخالفان 
لطبعه» وذلك باب في كل منظومه» وأما الرابعة فقد تحاشاها الشاعر لسمو في أدبه مع ما 
كان فاشيًا في عصره من الاستسلام للشهوات كما أثيتنا في ترجمته؛ ولهذا جاءت إلياذته 
نقية لا يتخللها شيء مما تحظر قراءته حتى على الغادة العذراء. 


مناهج المولدين في أبواب الشعر وفنونه وأساليبه 


لم يقتصر المولّدون من الشعر على نظمه بل نظروا فيه ومخّصوهء وانتقدوه» وعارضوه 
بعضًا ببعض» وبحثوا فيه بحنًا علميّاه ووضعوا أصوله وبوّيوا فصولهء وجمعوا مختاره, 
وعينوا فنونه ووازنوا بين الشعراءء وكتبوا في كل ذلك الأسفار الطويل بين نثر وشعر مما 
لا يتسع له بحثنا. 0 

وقد جعلوا الشعر بالنظر إلى معناه أبوابًا حصرها أبى تمام في عشرة» وأبلغها 
ابن أبي الإصبع العدواني إلى ثمانية عشرء وهي: الغزل» والوصفء والفخرء والمدح» 
والهجاءء والعتاب» والاعتذار» والأدب» والزهدء والخمريات» والرثاءء والبشارة» والتهانيء 
والوعيدء والتحذيرء والملح والسؤالء والجواب» وزادوا عليها الزهريات» والحكم» والمجون» 
والحماسةء وهى أشرفها عندهم وأجادوا في كل ذلك. 

وتفننوا في الشعر تفذنًا لم يعرفه الأوائل إلا قليلًا. فأفاضوا في التشطير, والتخميس» 
والمعمى» والأحجية» واللغزء والدوبيت الفارسي الذي خالفوا فيه أوزان الشعر العربية. 


مفدمه 


وأكثر من كلف منهم بذلك متأخروهم كالحريريء وابن الفارض» وصفي الدين 
الحليء وأن تخميس الصفي لحماسية السموأل من أجود ما قيل بهذا ومطلعها: 


قبي بمن ضاقت عن الرزق أرضهُ وطول الفلا رحبٌ عليه وعرضة 
ولم يُبل سربالَ الدجى منه ركضةٌ إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرض 
فكل وذاع يرتديه دل 


وفي ديوان ابن الفارض كثير من الدوبيت واللغز كقوله: 


يا ليلة وصلٍ صبحها لم يلح من أوَّلها شربتةُ في قدحي 
لما قصرت طالت وطابت بلقا بدر محنى فى حيه من منحى 
وقوله ملغرًا في بقله: 
ما اسم قوتٍ لأهله مثل طيب تحبه 
قلبة إن جعلتةٌ أولا فهو قلبهةُ 
وللحريري ألغاز وأحاجيء. ومعميات» وأحسنها بل أحسن ما قيل بهذا المعنى يائيتة 
الطويلة التى مطلعها: 
عندي أعاجيب أرويها بلا كذب عن العيان فكنوني أبا العجب 
وأما التاريخ الشعري فلا نعلم لهُ شيوكًا عند المولدين» وإنما هو من فنون المحدثين 
أو المتأخرينء ولكنه بلا ريب مأخوذ عن أصل قديم جدًا؛ لأن الحساب بالحروف أقدم من 
جميع الشعر العربي المعروف» وقد استعمله اليونان والعبريون والرومان قبل العرب» 


ولكنهم لم يلصقوه بالشعرء على أن جميع هذه الفنون ليست إلا من فكاهات الشعرء ولا 
يجب أن تعد من بدائع النظم. 


1۳۱ 


الإلياذة 


أما الموشح الأندلسى فهو من محاسن الاستنباط الشعريء قيل اخترعه مقدم بن 
معافر شاعر الأمير عبد الله بن محمد المرواني في أواخر القرن الثالث للهجرةء وقيل 
في أصله أقوال أخرى لا محل لذكرهاء كانوا ينظمونه على أساليب شتى أشهرها جعل 
اللازمة بيتين» وكل دور بعدها خمسة أبيات كقول الخطيب الأندلسى: 


جادك الغيث إذا الغيث هما يا زمان الوصل بالأندلس 
لم يكن وصلك إلا حُلمّا في الكرى أو خلسة المختلس 
دور 
إذ يقول الدهر أسباب المنى تنقلٌ الخطو على ما ترسم 
زمرٌ بين فرادى وثنا مثلما يدعو الوفود الموسم 
والحيا قد جلّل الروض سنا فسنا الأزهار فيه تبسمُ 
وروى النعمان عن ماء السما كيف يروي مالك عن أنس 
فكساه الحسن ثويًا مُعلما يزدهى منهُ بأيهى مليس 


كانوا ينهجون هذا النهج في طوال الموشحات» ولهم في ما سوى ذلك طرق كثيرة 
تغنوا عليهاء وخالفوا فيها أوزان الشعر المشهورةء وتراهم ينقرون في بعضها على أوتار 
الأفئدة كما ترى في قول ابن أبي بكر الأبيض في مطلع موشح: 


ما ا ر راح على رياض الأقاح 
لولا هضيم الوشاح إذا آسى في الصباح 
أو في الأصيللٌ أضحى يقوللٌ ماللشمول 
لطمت حخدّي 
وللشمال هبت فمال غصن اعتدال 
ضمه بردي 
مما أباد القلويا يمشي لنا مستريبا 
يا لحظة رد ثوبا ويا لماه الشنيبا 


1١7 


مقدمة 


ولا يزلل في كل حال يرجو الوصال 
وهو في الصد 


وقول عبادة القزاز: 


بدر تم. شمس ضحا غصن نقا. مسك شم 
ااا ا ا ا رسا ما امم 


مما بذكن الفولديق اسك ادا اروت كثيرة من الشعو العاهى :كالموالنا وق أصلة 
أقوالٌ أشهرها: أن هارون الرشيد أمر بعد نكبة البرامكة أن لا يرثيهم أحدٌ بشعرء فرثت 
أحدى جواريهم جعفرًا بشعر غير مُعرَبٍ حتى لا يُعد شعرًاء وجعلت تقول بعد كل شطر 
يا مواليا قالت: 


يا دار أين ملوك الأرض أين الفرس أين الذين حموها بالقنا والترس 
قالت نراهم رمم تحت الأراضى الدرس سكوت بعد الفصاحة ألسنتهم خرش 


هذا الذي يقوله المؤرّخون في أصل الشعر العاميء والذي نراه أنه أقدم من ذلك 
العهد بل نخاله معاصرًا للشعر الجاهليء وللبغداديين أيضًا من هذا النوع القوماء قيل 
كانوا ينشدونه عند السحور في رمضان سمي بذلك من قول المغنين «قوما نسحر قوما» 
وجعلوه على وزن هذه الكلمات الثلاث» وتفرع عنه فروع دعوها الزهري والخمري 
وغيرهماء ولهم غير ذلك من الشعر العامي مما لا محل لذكره. 

وللأندلسيين كثيرٌ من هذا النوع مما تفرع عن الموشح» ومما تغنت به العامة 
كالزجل وفروعه عروض البلدء والمزدوج والكاري والملعبة والغزل ولا تزال بقايا كل 
ذلك في جميع البلاد التي غلبت فيها العربيةء وأخصها الزجل المصري والزهيري البغدادي 
والمعنى السوريء ولا يدخل في عدادها القصيد البدوي؛ لأنه من بقايا الشعر الجاهلي 
الفصيح. 1 


1١ 


الإلياذة 
وأحرز المولدون أيضًا قصب السبق في الحكم والمواعظء وجمع شوارد الأمثال 


وأول رافع منهم لذلك اللواء أبى العتاهية فإنه نظم فيها أرجوزة طويلة قيل إنه ضمنها 
أربعة آلاف مثل» وهي من بدائع نظمه ومنها قوله: 


حسبك مما نبتغيه القوت 
الفقر في ما جاوز الكفافا 
هي ا فلمني أو فذر 
لكل ما يؤذي وإن قل ألم 
إن الفراغ والشباب والجده 
ما زالت الدنيا لنا دار أذى 
الخير والشر بها أزواجٌ 
من لك بالمحض وليس محض 
لكل إنسان طبيعتان 


ما أكثر القوت لمن يموت 
من اتقى الله رجا وخافا 


إن كنت أخطأت فما أخطأ القدر 


ما أطول الليل على من لم ينم 
مُبلغك الشرٌ كباغيه لكا 
فة للمرء أي مفسده 
ممزوجة الصفو بألوان القذى 
لذا نتاج ولذا نتاج 
يخبث بعض ويطيب بعش 


شوشر و ضدان 


وجرى كثيرون من شعراء المولدين مجرى أبي العتاهية في جمع الحكم والأمثال في 
القصياكه الدذاف» ف من ها تكن غما س اها :من المقاضيد كاتني المحم الت 
في النونية المعروفة التي مطلعها: 


وربحة غير محض الخير خسرانٌ 
فإن معناه في التحقيق خسران 


زيادة المرء في دنياه نقصانٌ 
وكلّ وجدان حظ لا ثبات له 


ومثلها لامية ابن الوردي: 


وقل الفصل وجانب من هزل 
فلأيام الصبا نجِم أفلٌ 


اعتزل ذكر الأغاني والغزل 


١ 


ومنهم من أودعها قصائد قيلت لمقاصد معلومة كما فعل ابن دُرَيد في منظومته 
المعروفة بالمقصورة الدريديةء وقد أراد بها مدح الشاة ابن ميكال وولديه ومطلعها: 


يا طبية أشبه شيء بالمها ترعى الخزامى بين أشجار النقا 
إِمَا ري رأس حاكي لونة طرّة صبح تحت أذيال الدجى .. 
فكل مالاقيتة مغتفنٌ فى جنب مااسأره شحط النوى 


ومن هذا القبيل قصيدة الطغرائي المعروفة بلاميّة العجم» إن قالها لغرض في نفسهء 
وكوغ فنا لكك ENG‏ بطلت]: 


أصالة الرأي صانتني عن الخطل وجلية الفضل زانتني لدى العطلٍ 
مجدي أخيرًا ومجدي ألا شرّع القن ابال كاله في الف 

وأبناء هذا الفريق الأخير من الشعراء يتجاوزون حد الحصرء ويندر أن ترى شاعرًا 
لم يودع شعره شيئًا من الحكم والأمثال بل كان كثيرون منهم يوطئون بها للمدح 
والهجاء والوضفت والركاةز و لديهم مقاح التوطكة بال 

ويقال في الجملة: ! الولة ين مد كد لويد الدع رقو + جميع أبواب الشعر مما 
تقدم ذکرهء ولكنهم قلَّما اقتصر الشاعر منهم في القصيدة الواحدة عل .ياك واحد يل 
كان جو ا ا وه ري اا كتير وله مطاف اقا الط 
التي لا بد من تفكيه سامعها بما يثنيه هنيهة عن مرمى الشاعرء وريما جمع شاعرهم 
بين الغزل والحكم والأمثال» والزهريّات والفخرء والمدح في قصيدة واحدة وأطربك في 
كل ما قال لبلاغته» وطلاوة شعره وحسن تصرفه» وحسبك مثالا من ذلك قصيدة ابن 
الرومي المسماة حديقة الشعرء وهي التي مدح بها إسماعيل بن بلبك في ما ينيف على 
مئتي بيت» فبينا تخاله مستهلًا بزهرية» فيقول: 


أجنت لك الوجد أغصانٌ وكثبان فيهن نوعان تفاخ ورمانُ 
وفوق ذلك أعنابٌ مهدّلة سود لهِنّ من الظلماء لوان 
وتحت هاتيك عَنَابٌ تلوح به أطرافهنٌ قلوب القوم قنوانُ 


1١6 


الإلياذة 


إذا بك تراه متغزلًاء فيقول: 


غصون بان عليها الدهرٌ فاكهة 
ونرجس بات ساري الطل يضريه 
ألفن من كل شيءِ طيب حسن 


وما الفواكه مما يحمل البانْ 
وأقحوان منيرٌ النور ران 
فهنٌ فاكهة شتى وريحان 


فإذا أسكرك بنشوة تلك الصهباء وقف خطييًا واعظًاء فقال: 


ثمار صدق إذا عاينت ظاهرها 
بل كلد مزه ورا يفن لها 


TT‏ اللواتي في أكمتها 
نان نج شيا EE‏ 
لكن ليثبت في الأعناق حجته 


لكنها حين تبلو الطعم خطبان 
شهدٌ وطورًا يقول الناس ذيفان 


نعم ويوش وأفراح وأحزان 
ذو الطاعة البَنّ ممن فيه عصيانْ 
ولا لجهلٍ بما يطويه أبطان 


ويحسن العفو والرحمن رحمنْ 


ثم إذا تخلص إلى المدح أودعة المعاني الشائقةء والحكم الرائعةء وإذا انتقل منه إلى 
العتاب وطلب النوال ألبس ذلك جلبابًا بهيّاء واختتم بما لا يصلح سواه أن يكون تاجًا 


لتلك الغادة الهيفاء فقال: 


وان أسيك فحمين تك غارفة 
والحر يسغب هرا وق ذو سعة 
وللبلاء انفراج بعد أزمته 
وللإله سجال من فواضله 
أن لا يُعني على دهري أخو ثقة 
أو يبطل الحق عند الناس كلهم 
خذها أبا الصقر بكرًا ذات أوشية 


إن امتداحك عند الله قريانٌ 
والعفٌ يطوي زمانًا وهو سغبان 
ورعبة الدهر أعجاف وأسمان 
كل امرئ ناهلٌ منه وعِلَانُ 
من العباد فإن الله معوانٌ 
فليس للحق عند الله بطلان 


كالروض ناصي عرارا فيه حوذان 


1١1 


مقدمة 
وأسلم لراجيك مسعودًا وإن تربت ممن يعاديك آناف وأذقان 


وهكذا فإنه يظل يرتقي بك درجةٌ بعد أخرى» وهو يهيجك طريًا حيثما وقف بك 
وجوم نحل مظلبه جك يلتك إلى امام باضه قلا تعر إل وف ايت امن فة 
برمّتهاء وأنت مشغوف بطلاوتها فقلت: «هلًا زادني منها رحمه الله». 

وهذا المنزع بعينه هوميروس في إلياذته» ولو لم تكن حديقة ابن الرومي خليةٌ من 
أخبار الشعر القصصي لقلت هي شطر من تلك الملحمة التي خلب بها هوميروس عقول 
رواته وقرّائه وكأني بابن الرومي وفيه لمحةٌ من كنيته التي كان يعيّر بها في زمانه 
إلى جرثومة في أصله أو عرفانه كانت تحمله على تحدّي هوميروس في كثير من أساليبه 
ومعانيه وتشبيهاته. 1 

وللمولدين أقوال ساحرة ف القشابية والكتايات: والاستكازات» وكاتوا كلما أبعدوا عن 
الحقيقة فقصروا فيها عن الجاهليين أوغلوا في الخيالء فاقوا المتقدمين بسعة التصوّر 


وضروب المجاز. 


علوم الأدب عند المولّدين 


ليس من شأننا هنا التعرض لجميع ما تنطوي عليه علوم الأدب في عرف بعض العلماء 
من نحو وتصريفء ولغة واشتقاق وأمثالها بل نقصر الكلام على ما كان منها خاصًا 
بالشعر كالعروض أو ملازمًا له كالبديع والبيان. 

فالمولدون هم الذين فتحوا باب البحث في صناعة الشعرء وقيّدوا شوارده» وفصّلوا 
قواعده» وشاركهم في ذلك النحاة والأدباء وعلماء اللغةء فضبطوا الأوزان ووزنوا المعانيء 
وصيروا قرض الشعر علمًا بعد أن كان ملكة لا ضابط لها إلا القياس السماعى. 

وقد كان ذلك القياس يكفل استبقاء تلك الَلّكَة أيام كان العرب في معتصمهم 
يتخالطون في البوادي والحواضرء وتجمعهم سوق عكاظ كل عام فتَقَومَ ما اعوج 
من منطقهم» ولا يخالطهم الأعاجم مخالطة تعبث بلسانهم على أن إيغالهم في أطراف 
المعمورء وانتشار لغتهم انتشارًا لم يكن انتشار اليونانية واللاتينية بإزائه شينًا مذكورًاء 
وامتزاجهم بسائر الملل كل هذا أحدث انقلابًا ألجأهم إلى تقييد أصول الشعر على إثر 
تقييد أصول اللغة. 


۲۷ 


الإلياذة 

العروض 
فكان أول ما استلفت نظرهم ضبط الأوزان» فوضع الخليل بن أحمد علم العروض نحو 
سنة ٠٠١‏ للهجرة أي: في أوائل العصر العباسي عصر المولدين. 

ويقول بعض المتقدمين من كتَّاب العرب: «إن العروض علمٌ خاصٌ بالعربية» وأن 
الخليل استنبطه» ولم يسبقه إليه أحدٌ في لغة أخرى مع أن أرسطوطاليس ضبط قواعده 
للغة اليونان» وله فيه تأليفٌ يعوّل عليه» ولأكثر اللغات قواعد ضابطة لأصول الشعر 
وعروضه» ويؤخذ من قول ابن خلّكان في ترجمة الخليل أنه ألمَّ باليونانية» وفك معمّى 
أرسل إليه فيهاء ولكنه لا يثبت من كل ذلك أن الخليل وقف على كتاب أرسطوطاليس 
في العروض واعتمد عليه» وخصوصًا أن العروض العربي مختلف في جميع أوضاعه عن 
عروض اليونان» ومن جرى مجراهم» وعلى كلٍ فإن للخليل فضلًا على الشعر العربي 
يضاهي أبي الأسود الذَّوْلي على نحو اللغة بل يربو عليه؛ لأنه لم يكن للخليل مرشدٌ 
إلى استنباطه» ولا شريك فيه» ولا يكر على الخليل أن يكون مستنبطًا بلا دليلٍ سايق 
ستو ننه زان الاسعفاط كان وبطعف وله من كله العروس تدر اجات كذيية دن 
على سعة عقل لمّ يقدرها ابن المقفع قدرها إذ قال: «علم الخليل أكبر من عقله». 

والغريب أنه كاد يبلغ بهذا العلم حد الكمال منذ فكر فيه وضعه إن قيّد جميع 
البحور التي انتهجها العربء ولم يرد عليها من بعده إلا بحرٌ واحد هو الْمحدّث أو 
الخَببء ويقال له: المتدارّك أيضًا؛ لأن الأخفش تداركه على الخليلء ولا عبرة يما استعمل 
المولّدون من الأوزان الفارسية كمنقول الفاريابي والدُوبيت» وما عدلوا به عن الأوزان 
المألوفة في الموشحات والأغانيء وها :ادو فد عن کد ا وا قوم 
ينفسح للتسوع فيه مجالٌ رحب؛ ولهذا يصح أن يقال: إن علم العروض خُلق كاملًه؛ 
لأن الخليل أحكم تمثيل جميع القوالب الشعرية وتطبيقها على جميع منظوم العرب في 
الجاهلية. 


البديع 


» هه 


رأيت أن المولدين تفننوا في الصناعة الشعريةء ونهجوا مناهج لم يسبقهم إليها الجاهليون 
والمخضرمون» وتلاعبوا بالألفاظ والمعاني» فمست الحاجة بعد صوغ تلك القوالب إلى 
توشيتها والنظر في إحكام زخرفهاء فوضعوا علم البديع بفرعيه اللفظي والمعنوي» فكان 


۲۸ 


مقدمة 


اللفظيّ ألصق بالشعر منه بالنثر والمعنوي يتناول جميع فنون الإنشاء من شعر ونثر 
على حدٌّ سواء. 

وأول من كتب في البديع فيما تقل إلينا شاعرٌ كُلِفَ بأنواع التشابيه والاستعارات: 
فكان قوله فيهما حجة الكتّاب والشعراء ألا وهو ابن المعتز العباسي» ولم يكن بين 
المولدين من هو أولى منه بوضع هذا الفن» فكتب في صنعة الشعر» ووضع رسالة في 
البديع كانت أساس هذا العلم» وذلك في أواتل الشطر الأخير من القرن الثالث للهجرة 
أي: بعد أن وضع الخليل علم العروض بأكثر من قرن. 

ولا بدع أن يكون واضع هذا العلم شاعرًاء وإن كان العلم بنفسه غير خاص 
بالشعر كالعروضء فالعلماء والشعراء يتعاونون على إحياء الأدب» فالشاعر صناجة 
جيش العلماء» والعالم نيراس جند الشعراء. 

وهكذا فإننا نعدٌّ من مآثر المولّدين وضع علمين عربيين استنبطاهما استنباطًا 
بالنظر إلى العربيةء وهما: العروضء والبديع اللفظي. 


البيان 


e» 


أما البيان بما يشمل من علم المعاني والبديع المعنوي فليس من وضع العرب بحصر 
المعنى» وإن كانوا طبقوه على التراكيب العربية» فقد استمدٌوا أصوله من اليونان والسريان 
والفرس كما استمدوا المنطق من كتاب أرسطوطاليس وغيره من علماء المتقدمين» وكان 
للفرس في البيان اليد الطولىء ولجعفر البرمكي كلام فيه ما زال يُنقل عنه» على أن 
للمولدين فيه النظر العالي والفضل الواسع بما أحسنوا في تبويبه» وأحكموا في ترتيبه 
حتى ألبسوه حلة عربيةء ومع هذا فلم يبلغ حتى يومنا درجة الكمال التي بلغها العروض 
والبديع اللفظي. 

فهذه علوم ثلاثة وضعها المولّدون إحكامًا للصناعة الشعرية وأساليب الإنشاء 
وليس من شأننا أن نتطالٌ إلى ذكر سائر العلوم التي لها علاقة بالشعر قريبة أو بعيدة, 
فهي كثيرة ولا سيما في هذا العصر حيث لا غنى للشاعر عن الإلمام» ولو قليلًا بكثير من 
العلوم. 


۳۹ 


الإلياذة 


أطوار شعر المولّدين ومزاياه 
كانت مخالطة المسلمين للأعاجم في عصر العباسيين على خلاف ما كانت عليه لعهد الدولة 
الأمويةء فإن الأمويين كانوا لأغراض ليس من شأننا البحث فيها يترفعون في أغلب الأمور 
عن الأجانب» فظلوا على قربهم منهم بعيدين عنهم بالمجالسة والمحادثة والامتزاج» فخفي 
عنهم كثيرٌ مما كانت معرفته غير ضارة: وأما العباسيون فاختلطوا بالأعاجم اختلاطًا 
مكّنهم من استطلاع خفاياهم وقرَّبوا إليهم كل ذي جاه وسياسةء وعلم وأدب» وأجزلوا 
العطاءَ لكل عضو مفيد في ذلك الملك الواسع سواءٌ كان عربيًا مسلمًا أو يهوديًا عبرانيًا أو 
نصرانيًا سريانيًا أو فارسيًا أو يونانيًاء فأحاطوا بكل معارف زمانهم وألف أبناء دولتهم 
أنواع معيشة البشرء فاتسعت على أثر ذلك معارف الشعراء وتفننوا في صناعتهم على 
وجوه لا عهد للمتقدمين يها. 

وهذا كان شأنهم في جميع البلاد التي ملكوهاء والشعراءً على مذهب ملوكهم 
يقتبستون من كل وان وتاي فعمت النهضة الشعرية وكاتوا جميعا قيها سواء. 

ولكن زمن تلك النهضة طال كثيرًا واتسع نطاقها اتساكًا عظيمًاء فظهر فرق في 
منظوم الشعراء بالنسبة إلى الزمان والمكان» وهو ما نريد إجمال الإشارة إليه. 

على أنه لا يجب أن يؤخذ من قولنا أن المولدين يُقسمون بالنظر إلى الأزمنة والأمكنة 
إلى طبقاتٍ تنفرد كل منها بمزية خاصة بها إن قد ترى شاعرين بينهما قرون» ونهجهما 
واحدء وأسالييهما متفقة: ومعانيهما متقارية» وقد نشأ كل منهما في بلادء فإنما نحن 
ناظرون إذن إلى النزعة الغالبة في كل عصر وقطر. 

انت ف شعن الولدين الكو إلى الزمان رايت شار اا مه الرقة 
والرواءء وظل هذا شأنهم حتى أواخر القرن الثالث للهجرة أي: نحو ٠۷١‏ عامًاء والباعث 
ال ل ولوكهم ف وف الفيش :وفضارة الجا بوهم إن كلل کر متهم فق 
عيش خشن إلا أن من لم يتمتع منهم فقد نظر وخبرء وقد يَفْضْل وصف الرقيب وصف 
الحبيب» وأوّل من ميد ذلك السبيل مخضرمى الدولتين؛ كبشار بن بُرد» ومروان بن 
أبي حفصةء وتابعهم خلفاؤٌهم كأبي العتاهية وأبي نواس والبحتري» وما زالوا على ذلك 
حتى قام ابن المعتزء وابن الروي» وبهما خُتم ذلك العصر الزهي عصر الرونق والبهاء 
فإذا قرأت شعر جميع من تقدم ذكرهُ رأيته يسيل عذوبة وسلاسةء وقد تميز برقته 
وانسجامه. 


وتبعتهم الطبقة الثانية من المولدين» وكانت أدمغة الشعراء قد امتلأت حكمةٌ 
وفلسفةٌ مما نضج من ثمار العلم؛ فأوغلوا في المعاني الدقيقة وتطلبوا الأفكار السامية 
وصاغوا للتشبيه قوالب شائقة من الكناية والاستعارة» فوسعوا أبواب المجاز وأخذوا 
بناصية الخيال فقربوه من الحقيقة» وشعارهم في كل ذلك سمو التصورء وكان هذا 
ديدنهم من المتنبي وأبي فراس الحمداني وابن هانيء وأبي العلاء المعري» وأبي إسحاق 
الصابيء وأبي إسحاق البستي» والشريف الرضي حتى الخفاجيء وابن زيدون الأندلسي 
في مدة زهاء ١17٠١‏ عامًا كمدة الطبقة الأولى. 

ثم أتت الطبقة الثالثة في أواخر القرن الخامس للهجرةء والشعر بحكم البناء موطد 
الأركان والعلوم البيانية مفصلة القواعدء فعمدوا إلى تنميق الشعر والتفنن بزخرفة 
وتوشيته بأنواع البديع» والمجيدون منهم يحكمون رصف المعنى الدقيق باللفظ الرشيق» 
ولكن بعضهم أفسدوا بهجة المعاني بتوخي التجنيس» ومع هذا فقد كان منهم نوابغ 
ل ادون يتعطوق مذزلة عدن دمم #الظفراكي (وهئ فوط بين هى الطيقة 
والطبقة الثانية) وابن خفاجة الأندلسي وابن قلاقس الإسكندري» وابن النبيه المصري» 
وابن الفارضء والبهاءً زهير المصري» والشاب الظريف» وصفي الدين الحلي خاتمتهم» 
وطالت مدة هذه الطبقة من المولدين نحو ۲٠١‏ عامًا أي: إلى حوالي سنة ١٠"لاه‏ فكان 
عصر المولدين جميعًا ستمئة عام. 

وأما بالنظر إلى المكان فأبناءً البلاد العربية ظلوا جانحين إلى البساطة الجاهلية؛ 
لانطباع تلك الأخلاق في نفوسهم» ويرز المصريون في الرقة والعذوبة لدماثة في خلقهم, 
ورقة في طبعهم» وغلبت البلاغة والمتانة في العراقيين لشدَّة في فطرتهم وملابستهم لأهل 
البادية» ومال الأندلسيون وسائر أهل المغرب إلى التفنن بأساليب الشعرء ووصف الغياض 
والرياض لنضارة أرضهم؛ ووقف السوريون بين المصريين والعراقيينء فجمعوا بين رقة 
الأولين وبلاغة الآخرين» ولكنهم لم يبلغوا مبلغ فريق منهم في إحكام صنعته. 


طبقة الْمحْدَثين أو المتأخرين 


ليس في عصر المتأخرين ما يستوقف النظرء فهو عصر الانحطاط والتقليد فإن الدول 
العربية كانت قد دالت» وتغلب الأعاجم على ممالك الإسلام» ولولا القرآن لبادت لغة 
قريش المضرية كما تقدم وبانت في عداد اللغات الميتةء وقامت في إثرها لغات لا يتفاهم 
أصحابهاء والعباسيون وهم أصحاب ذلك اللواء الخافق بين المشرقين كانوا قد هبطوا 


1١١ 


الإلياذة 


من سماء مجدهم لقرون + خلت» ولكن أسس العلم أرسخ من أسس الدولء فالدول تدول 
وملكها يزول» وتبقى معالم حضارتها وعرفانهاء ولولا ذلك لاتطفأت جذوة النهضة 
العباسية في أواخر القرن الثالث للهجرة حين لم يبق للعباسيين من حقيقة السلطان إلا 
طيف خيالء ولكان شاعرهم ابن المعتز آخر من أسلم تلك الراية البيضاءً بيد الجلٌاد الذي 
تول قتله» ولكن قاهر الدول بها يذل دون إبادة معارفها؛ ولهذا تعاقبت الأحقاب 
وشرارة النهضة العباسية لاهبة تتضرّم في أفتدة الشعراء تضرّمها في عقول العلماءء ولم 
تخمد إل بعد أن بلغت الحد المقضي لكل مفطور ومنظور. 

ومع هذا فإن تلك الجذوة ما زالت ترسل قبسا تذكى به قريحة شاعر حينًا بعد حين 
حتى لا تخلو الأرض في زمن من شعراء العرب» وحسبك النظر إلى ابن ثباتة المصري في 
القرن الكاهن: واين خر العسقلاني في القرن التاسع» وعبد الباقي المعروف عند الترك 
بملك شعراء الروم في القرن العاشرء وابن معتوق الشهاب الموسوي في القرن الحادي 
عش وعيد:الغني الناملمي: في القرن الثاني عقن 

قالمع ذلك اعمال أن الاتحطاظ د الف لكر أ يلون فن اوقا حصي 
الوكين وبات التقليد شعان المتأخرين» وحبذا لي کان تقليدًا ديكا بل هو شوه وحة 
الشعرء ولا سيما في القرنين الأخيرين إذ بات شاعرناء ولا إلمام له بأحوال عصره فضلًا 
عن أحوال المتقدمين يتحدّى امرأ القيس» فيضرب في البوادي والقفار» وهو في بيت موصد 
الآبواب» ويسوق الظعن وهو على متن قطار البخارء ويترنم ببهجة الرقمتين وينيلهما من 
كرمه صفات جنة عدن ولا يدري أنهما مطمئنان من الأرض في بادية قفرة تقتله أشعة 
الشمس إذا وقف إليهما ساعة واحدة» وهو لو فطن يتنقل في موطنه في روض أريضء 
وجنات تجري من تحتها الأنهار» حتى لو أردت أن تستدل من شعرهم على شيء من 
حالة مجتمعهم لأعياك ذلك» وغاية ما يرتسم في ذهنك صورٌ مشوّهة لا يُعلم لها رأس 
من ذيل. 

ولما كانت الكنانة فارغة من سهام المعاني عمدوا إلى قذف الألفاظ مزوّقة بحلية 
يتسترون من ورائها وما هم بمتسترين» حتى كأن قدماء العروضيين كانوا ينظرون 
إليهم عندما وضعوا للشعر ذلك التعريف الناقصء فقالوا: «هو الكلام المقفى الموزون» 
ولم يزيدوا. 


1١ 


الشعر العصري 


لم يبق للشعر بعد تلك الرقدة الطويلة إلا أن يهب هبةٌ جديدة بطور جديدء وروح حية 
وفي الأمة والحمد لله بقية متأهبة لولوج ذلك الباب الرحب» وهي شاغرة منذ نصف قرن 
بوجوب مجاراة الزمانء وعالمةٌ أن التصدي لمصادمة تيّار الترقي غرور عاقبته الزيغ 
والخزلاة؟ولهذا شرع التوابة من بات هذا [الحضيز :ف تل الخطة فكانت لهم اليد 
البيضاءء وأسفر جهدهم عن إبراز الشعر الرقيق بالثواب الأنيق» وما هو إلا قب فاض 
من غرّة هلال سيتكامل بفضلهم بدرًا إن شاء الله. 


الملاحم أو منظومات الشعر القصصى 


بحث العرب في أبواب الشعر وضروبه وفنونه» ودعوها جميعًا بأسماء تنطبق عليهاء 
- لم يتصل بنا أنهم وضعوا اسمًا لمنظومات الشعر القصصي من نظائر الإلياذة إلا 
ذلك ما استحدثه آهل و ê‏ 2 وهو 6 كالملاعب 

والتاريخ, و أخذوا ذلك من التحام القتال اة في اللغة: الوقعة العظيمة 
زرا قضدر بها لكا من لك الى م لحكمة» لن وق ألغات ضاحي الشريفة 
الإسلاميّة «نبيٌ الملحمة» وقالوا في تفسيرها: «نبيٌّ القتال أو نبي الصلاحء وتأليف الناس 
كأنه يوّلف أمر الآمّة. 

وقول الغرب أيضّاء الهم قلان الشحن وحاكه يمعي نطمه تشبيهًا' ليت الشعن 
ببيت الشعرء وبالثوب الوك كأنهم يريدون الإشارة إلى تأليف أجزائه بإحكام الأّحمة 
بينهاء ومنه الملحمات لمختارات سبع من قصائدهم سيأتي ذكرها. 

ل ل ا د O‏ ا فالنسبة 
اا لفظة لم يسبق لها ا بين ن الكتّاب. 


1١ 


الإلياذة 
ضروب الشعر عند الإفرنج 


قلنا: أن العرب قسموا الشعر من حيث المعنى إلى أبواب كالغزل والمدح» والهجاء والرثاء 
إلى آخر ما هنالك من أبواب الشعرء وهو معلومٌ أن في شعر جميع الأمم شيئًا من 
هذه المعاني. ولكن الإفرنج ينهجون في تقسيم أبواب الشعر نهجًا آخر يجارون فيه 
العرب بالبحث في أكثر هذه الأبواب وغيرها مما لم يذكره العرب» ويخالفونهم بالرجوع 
إلى حصرها جميعًا في بابين: الشعر القصصيء وهو الذي عتّرنا عن منظوماته بالملاحم 
والشعر الموسيقيء وهو ما نُعبر عن منظوماته بالقصائد أو الأغاني» ويسمون الأول 
«إيبك» والثاني «ليريك». وكلا الفظين يونانيُ الأصلء فالأول من إيوس 500©) بمعنى 
الغناء أو (60) أيى بمعنى الكلام والثاني من ليرا 00600 بمعنى القيثارة أو الكثارة 
أن آله قري کے كيه العوة اروا ع افا كدي الک وا کی 
إذ يُرجع بهما في الأصل إلى المقصود من الشعر في أقدم أزمانه» وهو التغنى بألحانه 
والتطرب بمعانيه والتلهي بإنشاده» ولكنهم فصلوا في الاصطلاح بين البابين» وجعلوا 
لكل منهما مزايا خاصة به» وضمّنوهما سائر أنواع الشعرء ذلك أنه لا بد في الشعر من 
أن يُرمى به إلى أحد أمرين؛ إما بسط أحوال العالم بمظاهره البارزة» وإما التعبير عن 
شعائر النفس الخافية عن الأيصارء وإبراز التصورات الكامنة في الصدورء ومُعظم ما 
يقال من الشعر لا يخرج عن إحدى هاتين الحالتين» فالشاعر القصصي بهذا الاعتبار 
يعبر عن شعائر غيره» والشاعر الموسيقي إنما يعبر عن شعائر نفسه. 

فإذا فظنا عن :هذا القياس إل الل الشفري ف يفي اساي اة واا 
ا ا لنا أن کی سف ای ماشو التصصصي ‏ رک بک من صهوة ا 
ونلحق الزبور ونشيد الأنشاد بالشعر الموسيقيء وهما من أبدع الأغاني والقصائد التي 
نطق بها البشر. | 

وقد ألحقوا بهذين البابين بابًا ثالنًا دعوه «دراما» من لفظة ذراما اليونانية (#سبهمة) 
بمعنى العمل أو الصنعة» وهو ما نستحسن التعبير عنه بالتمثيلي؛ لأنهم يقصدون به 
غالبًا منظوم الروايات التمثيلية وهو متوسط بين القسمين السابقين» ولكل من هذه 
الأقسام الثلاثة فروعٌ لا محل لإيرادها. 

إلا آنه لا رتب عن مام أن متظومات الشهراء يهب أن يمي كل منها إلى 
قسم من هذه الأقسام» ويلصق به غير متجاوز إلى ما سواهء بل قد يكثر التداخل بينهاء 
ولا سيما في منظوم البلغاءء فإلياذة هوميروس ملحمة من الشعر القصصي بالنظر إلى 


1١ 


ما تضمنته من سرد الوقائع والأخبار» وما تجاوزت به إلى ما وراء الطبيعة من شئون 
الآلهة وملابستهم للبشر في أعمالهم» وإيضاح حقائق الفضائل والرذائل بطريق الإخبارء 
ولكن فيها قطعًا من أبدع ما قيل في الشعر الموسيقي» وحسبك منها رثاء آخيل لفطرقل؛ 
وتفجعه عليه في مواضع مختلفة منهاء وأن وداع هكطور لزوجته في النشيد السادس ما 
زال على قدمه المثال الذي ينسج على منواله أرباب الشعر التمثيليء وليس بين المتقدمين 
ولا المتأخرين من أدرك شأوه» وأجاد إجادته فيه مع كل ما أحسنَ راسين الفرنسي في 
روايته «انذروماخ». 

ويقارب هوميروس في الضرب على جميع الأوتار شكسبير الإنكليزي؛ فالمشهور عنه 
أنه من أنصار الشعر التمثيليء ومع هذا فإذا أخذت ملا رواية «مَمْلِتْ» رأيت فيها من 
معاني القصائد والملاحم ما يوقفك دهشة وإعجابًاء وقل مثل ذلك في رواية «السيد» 
لكُرِنّي الفرنسي «وأنذروماخ» السالفة الذكرء وفوست لغوته الألانيء وأشباه ذلك من 
منظوم نوابغ الإيطاليين وغيرهم. 

وهو معلومٌ أيضًا أن الشائع عن العرب بين الإفرنج أنهم لم يضربوا إلا على وتر 
الشعر الموسيقيء ولم يتخطّوا في النظم إلى ما وراء القصائد والأغاني» ولكنه قولٌ مبالّغ 
فيه بل زعم موهوم فيه كما سنبين في باب «ملاحم العرب». 


ملاحم الأعاجم 


قد يتبادر إلى الذهن أن رسم الظواهر أقرب إلى الفطرة وأيسر تناولًا من رسم الخوافي 
الكامنة في النفس؛ ولهذا كان الشعر القصصي في أكثر الملل متقدمًا على الشعر الموسيقي 
وفنونه. والصواب أن الأغاني والقصائد أقدم من الملاحم والملاحم أقدم من التمثيليّات 
لأن أقدم ما نطق به الإنسان من الشعر إنما كان أغنية يتطرب بهاء أو أنشودةً تقذفها 
النفس إشعارًا بعاطفة من نحو حب ودعاء وغيظ ورجاءء أو ملهاة ينشدها الكبير 
ليتلهّى بها الصغيرء فهذه القطع الصغيرة تقدمت بلا ريب على المنظومات الطويلة من 
أشياه الإلياذة إذ لا تتوفر معدات نظم الملاحم إلا في الشعوب الراقية بعد أن تألف نظم 
المقاطيع القصيرة مئاتٍ من الأعوام» ولكن قد يمكن أن يكون ارتقاء الشعر القصصي 
متقدمًا على ارتقاء الشعر الموسيقيء وأن تقدم الموسيقى بالوضع كما أن ارتقاء بلاغة 
الشعر متقدمة على بلاغة النثر» وإن كان النثر متقدمًا بالوضع. أما التمثيليات فهي من 
نتاج الملاحم فجاءّت متأخرة عنها بالطبع؛ لأنة كان أيسر على الشاعر في غابر الأزمان 


١.6 


الإلياذة 


أن ينطق بلسان جميع ممثَّليه كما هي الحال في الملاحم من أن يجعل كلا منهم ينطق 
ان تسق حل نعدٌ لذاك كا هی الواهم ق اف 

والشعراء في جميع الملل يجارون المؤَّرّخين في تدوين الوقائع» وهم وإن قصروا عن 
المؤرخين في تعيين المواقيت وتفصيل الحوادث إلا أنهم يسبقونهم في تعريف الشعائر 
والأخلاق» ووصف أحوال المجتمع البشري وتبيان علاقة الخالق بالمخلوق؛ لهذا لم يكن 
ف الم قتا وحديفها أنه أدركت شا متكودا ق الخضارة إلا وقام تواكة الفح 
القصصي يبسطون أحوالهاء ويجيدون الرسم بنافذ الكلام بما يفوق إجادته بقلم الرسّام. 

فلقدماء المصريين شعرٌ كثير يستدلٌ عليه من عاديّاتهم؛ وإن كان الزمان قد أباد 
ملاحمهم الطويلةء فإن في ما وجد من القطع المتبعثرة بين الآثار ما يدل على أنها كانت 
ذات شأن خطيرء وحسبك منها شعر نبتاهور. 

وللهنود ملاحم بقي بعضها ولا تزال «المهابهارتا» آية في بابها وقد تُرجمت منها 
قطعٌ كبيرة إلى لغات الإفرنج. 

والعبرانيين ملاحم لا يزال بعضها في التوراةء ولقدماء الجرمانيين والسكندينافيين 
ملاحم كانوا يحلّونها محلا رفيعًا. 

واليونان كانوا منذ القدم مشغفين بالشعر القصصيء ولهم فيه منظوماتٌ كثيرة 
قبل الحم ریو أكون اا مرا 

والووعان شاو غل أ اتان فا عة ف هدا الفن وة أخرظا راا إل اة 
فرجيليوس. 

وقام الإفرنج على أثار تينك الدولتين» وتغْنّوا قرونًا بمنظومات رولان في فرنساء 
وهيلدبراند ونيبولنغن في ألمانيا إلى أن قام نوابغ المتأخرين كدنتي الإيطاليء وملدّن 
اع ومن هذا ذو هنا 

ثم إذا انثنينا إلى ملل الإسلام من غير العرب رأينا أنها ليست بالأقل حظًا من هذا 
الفن» وهذه شهنامة الفردوسي في أخبار ملوك العجم مما يعجب به ويحسد عليهء وقد 
ذكرناها ق عبر وضع هن هذا الكتابه: 

وإن للفرس اليد الطولى في هذا الفنء ولهم فيه غير ملحمة الفردوسي منظومات 
كغيرة كشيتامة القاس الكودانازي الكى رنطع .فيه وات الاه إسماغيل واهداها إلى 
الشاة هطاسب وجعلها نظيرة لتيمورنامة:الهاتقى:«ومظظها شافية مهد الدين البايزي 
النسائي في وقعة الخوارزمي. 


1١51 


مفدمه 


وللترك أيضًا يد في الشعر القصصي كمنظومة شهودي في أربعة آلاف بيت» وإن 
أغرب ما روي في هذا الباب ما نقل عن شهنامة الشاعر التركي الملقب بالفردوسي الطويلء 
قالوا: إنه نظمها في مليون وستمئة ألف بيت» وكتبها في ثلاثمئة وثلاثين مجلدًا فلما 
رضت على السلطان بايزيد العثماني أمر بانتخاب ثمانين مجلدًاء وإحراق الباقي فتألّم 
المؤلف» وترك بلاد الروم وذهب إلى خراسان» فمات فيها كمدًا. °" 


ملاحم العرب 


إذا قلنا: إن العرب نظموا الملاحم» فلسنا بزاعمين أن في لغتهم شينًا يماثل إلياذة 
هوميروس» وشهنامة الفردوسيء وفردوس ملتن بالشعر الحيء ولكن إذا صحّت الأدلة 
المؤّدية إلى أن أيوب كان عريياء ولا أخالها بعيدة الاحتمال كان ذلك السفر البديع المحفوظ 
في التوراة ملحمةٌ عربية الأصل متقدمةً بوضعها على ملاحم اليونان والرومان.15 

ولكن الأخذ بهذا القول ليس مما يضم ذُرَّة يتيمة إلى خزائن الأدب العربية» فيزيد 
في مفاخر العرب أو يفيد لغتهم فائدة تذكر لهم وتؤّثر عنهم» فالأصل العربي في عالم 
الغيب وهو على فرض ال محال لو وجد لما كان فيه من عربية مُضَّر شيءَ يعوّل عليه؛ وما 
وجد بين العرب من يفك منه عبارة واحدة؛ لاختلاف أوضاع اللغة ومبانيها في ذلك العهد 
البعيدء فهي بهذا الاعتبار آرامية أو عربية أخرى أقرب إلى عبرية التوراة منها إلى عربية 
فريش. 

ومن يعلم بالنظر إلى أيوب نفسه إلى أي فريق من القبائل كان ينتمي» وما كانت 
حالة العرب والعربية في أيامه» ومن كتب أو استكتب ذلك السفر من قومه أو غير قومه. 
والحاصل أن إلماعنا إلى ذلك السفر إنما هى قبيل التذكرة والحرص على الإشارة إلى أمر 

ثم إذا رجعنا إلى الشعر القديم المنسوب إلى قدماء العرب في اليمن ونجد والحجازء 
فلا نلبث أن نتحقق أنه من النظم الموضوع حديئًا لغرض كما أوضحناء وزد على هذا 
أنه لا يربو على عددٍ معلوم من المقاطيع» وليست جميعها على شيءٍ من الشأن في الشعر 
قصصيًا كان أو موسيقيًاء وأيضًا فلا فائدة من الإلماع إلى ما سبق من النظم في اللغة 
اليمنية الحميرية التي هُذبت وكُتبت قبل لغة قريش بقرون» فالبحث إذن يجب أن يكون 
في الشعر الباقى باللغة العربية المضرية. 


1١ /ا‎ 


الإلياذة 


نظرةٌ في الجاهليتين جاهلية العرب وجاهلية اليونان 


إى ف تمدن يناسن الشيدن العاف لحان مقو ع :يكل او التو كال 
فيها هوميروس إلياذته» فهنالك شياطين وجنيّات تلقن الشعراءَ فصيح الكلام تلقين 
القيان لهوميروسء وفي مثل ذلك يقول الأعشى: 


دعوت خليلي مسحلا ودعوا له حِهِنَامَ جدكًا للهجين المذمّم 


وجهنام تابعة عمرو بن قطنء ولكلٍ من فحول شعراء الجاهلية جنيّة أو شيطان 
يلقنه الشعرء وهنالك ملوك كبار على قبائل صغار تتكاثف وتتحالف؛ دفعًا لعار وأخذًا 
لثأرء فتثور حرب البسوس بين بكر وتغلب» وتتلاحم عبس وفزارة على إثر سباق داحس 
والغبراء» ويكادون يفنون بعضهم بعضًا كما كاد يفنى الطرواد واليونان وحلفاؤهم» 
وهنالك أيامٌ تتصاول وتتجاول فيها قبائل منهم» فيشتهر أمرها ويذيع ذكرها كيوم 
الكلاب» ويوم الجفارء ويوم النسار ويتغنى الشعراء بحديثها تغني هوميروس بيوم 
القناطرة ويوم الأيتول والكوريت» وما أشبه ذلك مما يفوق الحصر. 

وإذا نظرت إلى الأشخاص دهشت لما يبدو لك من الشبه في الأحوال والأقوال» فمن 
بطل كعنترة ترتجف لصوته القبائل ارتجافها لصوت آخيل يُغاظ مثله» فيعتزل القتال 
فينكل العدو بقومه حتى يهب من عزلته» فيفعل فعل آخيل في عودته» ومن خطيب 
كنسطور يقف واعظًا موقف قس بن ساعدة» فيرشد ويرغب ويرهبء ومن أخوة وأخوات, 
وأزواج وزوجات» وبنين وبنات» وآباء وأمهات يقولون ويفعلون في جاهلية العرب نظير 
قولهم وفعلهم في جاهلية اليونان مما ستراه بالمقابلة في تعاليق الشرح» ولو اتسع لنا 
امقام لما عدمنا سبيلًا إلى إبراز نظير لكل من رجال الإلياذة ونساتها. 

وإذا حوّلت نظرك إلى اللباس والرياش وطرق المعاش رأيت مع سبق اليونان في 
طبه التحضازة 'مشاكلة 'ياهرة ق أحالة"اللحخيشة الفظرية» والشذاحة الخلفية» والحرية 
الجاهلية: سراة كأكسيل يتسابقون إلى قرى الأضياف كحاتم الطائيء ويبنون بيوتهم على 
مضرب السبل في قارعة الطريق» وأمراء كآخيل وفطرقل يأمرون وينهونء ولديهم الحشم 
والجوار» ومع هذا فهم بيدهم يتولّون توزيع الزاد على الأضيافء وينحرون الذبيحة 
بمُداهم على نحو ما نحر الأمير الكندي ناقته للعذارى» وأبناء ملوك كولد فريام لا تعيبهم 
مع غناهم رعاية المواشيء وتربية الأنعام كما قال خالد بن الوليد لماهان الأرمني: «وأما ما 


١8 


ذكرت من فقرنا ورعينا الإيل والشاةء فما منا من لم يرعًء وأكثرنا رعاة ومن رعى منا 
كان له الفضل على من لم يرع»."* وسبايا تشرى وتباع» وأسرى تقتل وتفتدى وتسرّح 
بإحسان إلى غير ذلك مما لا نهاية له وسترى منه جانيًا غير يسير مفصلًَا بالمقابلة في 


مواضعه. 


ملاحم الجاهليين 


ليس في وقائع عرب الجاهلية وأيامهم ما يضاهي خطورةً وقائع الحرب الطروادية 
ولكن تلك الوقائع لا تخلو بنفسها من شأن نسبي مذكورء فلا بد إذن من اتخاذ إحداها 
مثالا للمقائلةة وإخ أو ل دما يفف کان .درب الو 

للك بطرت تافل العرب أكجاومة وساشد و ا فال“ بن الفووي کے اا 
هذهء وصاغوها بقوالب شتى لا يصلح قالبٌ منها لصوغ الملاحم التامة كالإلياذة» ومع 
هذا فإن جميع ما قيل فيها من الكلام المنظوم أقرب نسبة إلى الشعر القصصي منه إلى 
الموسيقي؛ فكل قصيدة منها قطعةٌ من ملحمةء ولكن تلك القطع غير ملتثمة؛ لفقدان 
a‏ هوا ره الو كنا حكنت ديحت وار قرت ملعاف وفوا غير 
موصوففة باينا ا :نظو إلى أكون الان و ا ها ا ك هرات 
كاري دون الشعرء ومثله زوجته جليلة وأخوه مهلهل» وكذلك مرّة شاعرء وابنه جساس 
كل وکل ذي شأن في القصة من غريب وقريب شاعر كالحارث بن عُباده وجحدّر بن 

ضبيعةء فمجموع شعرهم أشبه من هذه الوجه بالشعر التمثيلي؛ لأن لكل حادثة شاعرًا 

ينطق بها بخلاف نهج شعر الملاحم كالإلياذة إذ ترى هوميروس فيها ينطق بلسان 
ال 

وقد يخال الباحث في هذا التقارب» ثم ذلك التباعد بين منظوم الجاهليتين أنه ريما 
كانت قصة حرب البسوس ملحمة في أصلهاء ففقدت منها أجزاء أدَّت إلى تفرق ما بقيء 
ولكنه يتضح لدى الإمعان أن ذلك لم يكنء وإن العرب في الجاهلية لم ينظموا الملاحم 
الف الك لعزي مد :كوف افر ت درق عة ات الفا ك ف اة تذخ ذلك 
النسق في النظم لم يكن في طبعهم فلم يتخطُوا إلى ما وراءً الطبيعةء وكانوا مع عبادة 
الأصنام يميلون إلى التوحيدء وكان التسليم للأحكام العلوية من سننهم قبل الإسلام, 
فلم يوغلوا في التخيلات الشعرية إلى النظر في أحوال الآلهة وما يترتب على ذلك من 
تفرّع البحث الواحد إلى أبحاث متعددة على ما هو شأن الأمم الآرية» وكلٌ ما يرى من 


1١. 


الإلياذة 


الشبه بين أحوالهم وأحوال قدماء اليونان إنما هو من المظاهر التي ألفت بينها طرق 
المعيشة الجاهليةء وإذا نظرت إلى حالة اليونان بما كانت عليه مع تلك الخشونة من 
الانتظام والدربة رأيت أنهم كانوا أيام حرب طروادة أقرب شبهًا بالعرب في أيام الخلفاء 
الراشدينء ثم كانوا في أيام هوميروس أي في زمن نظم الإلياذة قد بلغوا من الحضارة 
مبلقًا لم يكن للعرب في جاهليتهم منه إلا النزر اليسيرء فلم يسع أبناءً الجاهلية أن 
يتجاوزوا بنظمهم أحوال فطرتهم وطرق معاشهم» فكانوا ينتقلون بالشعر من باب إلى 
آخر انتقالهم من حي إلى حي يجيدون في كل ما يقولون» ولكنهم لا يطيلون المقام فلا 
يشيدؤخ المتازل الفسيحة المشيدة الأركان. 

وليس من اللازم أن يكون شعر جميع الأمم على نسق واحد بل ريما كان هذا التباين 
من الأسباب الموّدية إلى إبراز أنواع الجمال كافةً على اختلاف صوره وأشكالهء فالشاعر 
القصصي من اليونان وخلفائهم كان إذا قص حادثة رواها كلها شعرّاء وأما الشاعر 
العربي فينشد الشعر حيث يحسن وقعه» وأكثر ما يكون ذلك في الوصف والخطاب 
والجواب» ويقول الباقي نثرّاء وفي هذه الطريقة نوع من التفكيه المأنوس» وهي طريقة 
شعراء البادية حتى يومناء جلست مرة إلى حلقة شاعر منهم ينشد على نغم ريابته, 
فشرع في مقدمة نثرية قصيرة حتى بلغ إلى وصف حسناء فجعل يتغنى بالشعر على 
نغم آلة الطرب» فلما استتم قصيدته رجع إلى الكلام النثري بضع دقائق حتى بلغ وصف 
وقعة بين قبيلتين» فرجع إلى الإنشاد وهكذا ظل يتراوح قوله بين نثر وشعر نحو ثلاث 
ساعات» وذلك أيضًا شأن القصّاصين في كثير من الحواضر العربية. 

فلا سبيل إذن للزعم بوجود ملاحم لعرب الجاهلية على نحو ما يراد منها بعرف 
الإفرنج» ولكن للجاهليين نوعًا آخر من الشعر القصصي مما يعز وجوده في سائر اللغاتء 
وذلك في الملاحم الععي ‏ القولة اق بطو رك بوه فجميع شعراء الجاهلية ويعض 
المخضرمين قد سلكوا هذا المسلك وأجادوا فيه» ولو تصفحت كتاب الأغانى» ومفضليات 
الي وأمكالوها ن كنت الأدى وال ر اااي هة اللوماد ارات رحسي 
بيانًا لذلك أن نلقي في سبيلنا نظرةٌ على جمهرة أشعار العرب. 


جمهرة أشعاز العرب 


هو كتابٌ ألفه أبو زيد محمد بن أبي الخطًاب القرشي المتوفى سنة ٠١١‏ للهجرة» وشرح 
فية المتظومات القى اخكازها العرب-من تفاش :شعن الجاطلوين وا تضرم رها 
سبع رتب في كلٍ منها سبع منظوماتء وقد أوردها المّلف ببعض خلاف في الترتيب عن 
الا العو فجمل الاك والفى نين اشحاتب العلفات: وكات ماله 
اليشكري فكانت المعلقات ثماني والمجمهرات ستاء وهي في ما يلي مرتبة على ما هو شائع 
ني كناب أدب والتارية 

المعلقات ودعيت كذلك أخدًا من قولهم أنها كانت معلقة بأركان البيت» وأصحابها: 
امرق القيس» وزهير بن أبي سلمىء والحارث بن حلزةء ولبيد بن ربيعة» وعمرى بن 
كلثوم» وطرفة بن العبدء وعنترة العبسي. 

والمجمهرات ولعلها دُعيت كذلك تشبيهًا لها بالناقة المجمهرة» وهى في اللغة المتداخلة 
الخلق كأنها جمهور الرمل أي: انها AEE‏ :وأ سفاني النائفة 
الذبياني» وعُبيد بن الأبرصء وعدي بن زيدء وبشر بن أبي خازم» وأميّة بن أبي الصلتء 
وخداش بن زهيرء والثّمر بن تَوآَب. 

والمنتقيات أي: المختارات» وأصحابها: المسيّب بن علس» والمرفّشء والمتلمُس» وعروة 
بن الورد» ومهلهل بن ربيعةء ودريد بن الصمة؛ والمتنخل بن عويمر الهذلي. 

والْدَهُبات أي: المكتوبة بماء الذهب» وأصحابها: حسان بن ثابت الأنصاري» وعبد 
الله بن رواحة» ومالك بن عجلان» وقيس بن الخطيم الأوسيء وأحيحة بن الجلاح» وأبو 
قيس بن الأسلت» وعمرو بن امرئ القيس. 

والمراثي: وأصحابها: أبو ذؤيب الهذلي» ومحمد بن كعب الغنوي» وأعشى باهلة 
وعلقمة بن عبدة الحميري» وأبو زبيد الطائي» ومتمم بن نويرة» ومالك بن ريب النهشلي 
العفو 

والمشوبات» وهي التي شابها الكفر والإسلامء وأصحابها: النابغة الجعدي» وكعب 
بن زهيرء والقطامي» والحطيئة والشماخ بن ضرارء وعمرو بن أحمرء وتميم بن أبي 
مقبل. 

وَالملحّمات» ولعلهم أرادوا بهذه التسمية الإشارة إلى إحكام نظمهاء وإلحام شعرها 
كما تقدم» وأصحابها: الفرزدق» وجرير الخطفيء والأخطل التغلبيء وعبيد الراعي» وذو 
الرّمّة والكميت» والطرمًاح بن حكيم الطائي. 


101 


الإلياذة 


فهذه تسع وأربعون منظومة لتسعة وأربعين شاعرًا إذا تصفحتها تبينت لك في 
كثير منها مزايا هذه الملاحم القصيرة المختصة بلغة العرب» ولا سيما ما قيل منها 
في الجاهلية كالمعلقات» فإنك ترى فيهن من سرد الحوادث وتفصيل الوقائع» وتمثيل 
المشاهد وبداهة الفكر ما يعد في أعلى طبقات الشعر القصصيء وفيهن أيضًا من بديع 
التضون وال اك يدن القصرف ١‏ الي ابوا رصت وإبداع الوح وركام 
التشبيه ما يسمو بِهنَّ إلى أرفع درجات الشعر الموسيقيء فهن بهذا المعنى قد جمعن بين 
محاسن الطريقتين في الشعر العربي كما جمعت إلياذة هوميروس بين أطراف المحاسن 
في الشعر اليوناني. 

فالمعلقات إذن رأس الملاحم العربية» وأقربهن إلى منظومات الشعر القصصي على ما 
يراد به في العرف معلقة الحارث بن حلزة؛ لإفاضته في وقائع بكر وتغلب» وتغنيه بفوز 
قومه ونكال عدوه» ومفاخر عشيرته على ما يماثل تغني هوميروس في الإلياذة» وتليها 
بهذا المعنى معلقة عمرى بن كلثوم ثم معلقة زهير. 

ويلحق بالمعلقات باعتبار أنها ملاحم عربية مجمهرة بشر بن أبي خازم» وأمية بن 
أبي الصلت» ومنتقيات مهلهل بن ربيعةء ودُريد بن الصمة؛ والمتنخل بن عويمرء ومذهبة 
فيس يق الطب ومشوية النايقة لدي لمات ال دو واكم وال ماد 

وأنت اتر أن محظم أصحاب الملاهم من الحاقلين» وإن أحسنها المعلقات وجميع 
أصحابها من أبناء الجاهلية وقد عرا الشعر القصصي بعدهم ضَعفٌ ألمعنا إليه فلا 
حاجة إلى التكرار. 


ملاحم المولّدين 


إذا قضّر المولّدون عن الجاهليين بالبداهة الفكريةء فقد رأيت أنهم فاقوهم بسموٌ التصوّر 
والرقة» وصعدوا فوقهم درجات في سلم البلاغة بفضل القرآن» ولو لم تتغير مناحي 
شعرهم لما تقدم بسطه من الأسباب ع في جميع الأساليب الشعرية؛ ولكنهم لم 
يستتموا الاقتباس» وإِلَّا فلو استرشدوا ببعض السور القرآنية كسورة يوسف» وسورة 
مريم وسورة الأنبياء مما يعد نبراسًا للملاحم لفاقوا الجاهليين بالشعر القصصي 
كما فاقوهم بالشعر الموسيقي. 

ومع هذا فإن للمولدين نوكًا من الملاحم خاصًا بهم» وهو المقامات المسجّعة بما 
يتخللها من الشعر كمقامات الهمذاني والحريريء ولكن التجرد فيها للإغراب في اللفظ 


\oY 


مفدمه 


يحول الفكر فيها عن التصرف بالمعنى على أن للفظ أحيانًا رثات مطربة بنفسهاء وهذا 
النوع من الإنشاء من خصائص اللغة العربية» وإن كثرة القوافي في اللغة تسوق إلى 
التسجيع حتى لقد يكون ذلك حيث لا مسوّغ له كالأبحاث العلمية» والتفاسير القرآنية 
حتى كتب التاريخ التي لا يستحسن فيها الإكثار من الشعر والسجع. 

ويلحق بالمقامات القصص التي يمتزج بها الشعر والنثر كقصة عنترة العبسيء 
وكثير من القصص التي تتداولها العامة في جميع البلاد العربية. 

وإن من أحسن ملاحم المولدين ملحمةٌ نثرية جمع فيها صاحبها شتيت المعانيء 
وأوغل في التصور حتى سبق دنتي الشاعر الإيطالي» وملدُن الإنكليزي إلى بعض تخيلاتهما 
ألا وهى رسالة الغفران لأيى العلاء المعري» ولكن استغلاق عبارتها وفقدان الطلاوة 
الشعرية مها بان بها عن درجة أمثالها من ملاحم الأعاجم» وأما المنظومات 
الإخباريةء والأراجيز التاريخية التي يقصد بها تدوين الأخبارء فهي كثيرة في كل عصر 
من عصور العرب في الشعر الفصيح والعامي» وقد باد معظم ما قيل منها في الجاهلية. 
وهي أشبه شيء بالأراجيز العلمية» وكتب التواريخ المسجّعة كتاريخ العتبي» وليست في 
الغالب إلا سلسلة حوادث مصوغة في القالب الشعري البسيط لا تتناول إلا القليل من 
بديع التصور الذي يهيج النفسء ولا مجال فيها للخيال» ومن هذا القبيل أرجوزة ابن 
عبد ربه"؛ في إخبار الملك الناصر عبد الرحمن الأندلسي التي مطلعها: 


سبحان من لم تحوه أقطان ولم تكن تدركه الأبصانٌ 
ومن عَنّت لوجهه الوجوة فمالة ند ولا شبية 


فهذه وأمثالها مما لا يعد من نفائس الشعر القصصى ولا الموسيقى. 

وقد شاعت هذه الطريقة في بف لغرب ونظهوا فيها الوشهات العروفة باملاعب 
بالشعر العامي وأبدعوا في بعضها إبداكًا يكاد يلصقها بالشعر الفصيح كملعبة الكفيف 
المكناسي في السلطان أبي الحسن المريني.““ 

هذا جل ما يمكن إيراده بالإيجاز عن ملاحم العرب» وهي كما ترى جامعة بين أعلى 
طبقات الشعر وأدناها. 


1١ 


الإلياذة 
الحقيقة والمجاز 
التشبيه والكناية والاستعارة 


نظر هوميروس إلى الحقائق نظرة الباحث الخبير» فتجلت له من وراء حجاب الخيالء 
وأمعن في أحوال الطبيعة حسيّها ومعنويهاء فبرزت له بأبهى مظاهرهاء فاستوحى قيانه» 
فأوحين إليه وحي الآلهة للأنبياء. 

عم إلى الرسم غير مذكلف ولا متأنق والضدق فرجاة والبدافة دليله فلك سيك 
عدلًا غير ذي عوج» فما تعثر ولا أضلته المجاهل. 

رأى أن الحقيقة في غنى عن التستر والتبرّج» فذلك يخفي جمالهاء وهذا يشوب 
كمالهاء فأبرزها على فطرتها فإذا بها فتانة للقلوب» خلابة للبصائر. 

علم أن معارضة الأشباه والنظائر من مزيلات الأوهام المقربات إلى الإفهام فأكثر 
من التشبيه والمقابلة حتى ألمَّ بكل أحوال البشرء وسائر المخلوقات» وإن أحسن شيء 
يتشبيهاتة سارها حميعًامعلياء فإذا فجت :له الصورة رسمها يصراحة اقشاق غير 
مداج» ولا محاذر فأطنب وأوجزء وصعد وهبط على ما يقتضيه الموقف. 

فإذا وضف فارسين متساويين شدةٌ ويأسًا شبههما بليثين كما قال في هكطور 

وفطرقلء وهما يقتتلان حول جثة بطل طروادي: 


... وهكطور عن خيله نزلا وفى طلب الجثة اقتتلا ... 
كليثين بينهما ظبية يها فتكا فوق طود علا ... 
إذا وصفهما وقد ذل أحدهما للآخر شَبّه أحدهما بالليثء والآخر بالظبى كقوله في 


متيلاوس وفاريس: 


كاليث يضور السغبٌ والظبيٌ لديه يضطربٌ 
فعليه منقضًا يثبٌ ولو القناصون اقتريوا 


اء تقبل للصد 


وإذا بدت له الشدَّة قبل النزال» وحب البروز من الاعتزال رأى أن الجواد العتي 
المنقطع على مربطه أقرب إلى تلك الصفة من الليثء فحلّه من عقاله وأجراه جري جواد 
امرئ القيس. 

وإذا نزل به إلى ساحة القتال» فانهزمت من وجهه الأبطال عدل عن التشبيه 
بالحيوان الفرد إلى ما هو أوقع في النفس» فمثَلّه بالسيل الجارف. 

وأبرز لك بالتشبيه الصادق جميع صفات البشرء وما يقابلها من صفات الحيوان 
بجميع حالاته» فنظر إلى الكبير منها والصغيرء والقوي والضعيف» والوحشي والداجنء 
فوصف الأسودء والذئاب» والخرانيصء والمهاء والظبيء اور ذلك هما ن 
الإنسان» والخيلء والحميرء والبغال» والكلاب» والبقرء والمعزء والغنم» وغير هذا مما دخل 
في حظائر الناس. 

وتناول الطيور من النسور والعقبان إلى البط والأوزء والرهو والغرانيق» والزرازير 
والحمام» وانعطف إلى الزحافات والدبايات» والديدان» وانتهى إلى الهوام والحشرات» 
فوصف الأفاعي وشبّه بالصراصر والزنابير» والنحل والذباب» و ِن الله لا يَسْتَحْيي أَنْ أَنْ 
يَضْربَ مَل مَا بَعُوضَةٌ فَمَا فَوْقَهَايك. 

ولقد عابه بعض المتسرّعين على التشبيه بصغار الحيوان»ء ولكنك إذا نظرت إلى كل ما 
قال فيها علمت أنه إنما ذكر الشيء الحقير؛ ليستخرج منه الأمر الخطير وتلك عبرة يجب 
أن يُنظر إليها بعين الإعظام والإكبارء فأي تشبيهِ لعصبة تذود عن حوضهاء وتتفانى في 
الدفاع عن العرض والمال أوقع من قوله قول الشنفرى مشبهًا بالنحل والزنابير: 


5 


مثل الزنابير ذبت عن خشرمها والنحل لا يتخلّى عن خليِّتهِ 


وأي تمثيل لجيش كثيف يمورء وجندٍ من حول زعمائها تدور أصحٌ من قوله قول 
عنترة مشبهًا بالذباب: 


خلُوا بضفته في عدة غمضت يصلون نار انتقام داخل الكبدٍ 
مثل الذباب إذا حان الربيع وقد حامت بعنّة راعي العنز والدَّقدٍ 


الإلياذة 


تهافتت تبتغى الألبان هاجمةٌ على القصاع بلا حصر ولا عدر 
وکل سيد قوم قام منفردًا بهم كراع بما يستاق منفردٍ 


ثم إنه نظر إلى الطبيعةء فتناول بتشبيهاته منها كل ما يلوح للناظر» ويروق 
الشاطي قوصضيف الثان.من العيس:والشران إل الحريق الذي لم الات ودن :الق 
الكبار» ووصف الأهواء والأنواء من النسيم العليل إلى الزويعة؛ والعاصفةء والإعصار 
الوبيل» وجميع المهاب من صبا ودبورء وجنوب وشمالء والسحب والأمطار من البخار 
المتصاعد حتى الغيم المتلبدء ومن القطر إلى الغيث المدرار» والسيل الهدَّارء وأحاط بالبروق 
والرعودء وظواهر الجو من قوس قزح حتى الشهب الثواقب» وضرب في الفياقي وصعد 
الجبال» فمثل بالتشبيه جميع ما فيها من شجرء وغاب» وصخرء وتراب» ووصف الورقة 
الحافة:والشتجرة السقاف وار :إل عا الأقلاك و اتد ماشاء لوضوفاكة :من مسا 
وقمرهاء وثوابتهاء وسيّاراتهاء ثم خاض عباب البحر فأخذ بناصية حيتانه» ونينانه» 
وسائر سكانه من حيوان وجان» وتلقى عجاجه» واستقبل آمواجه» ومثله صافيًا وساکتا 
ومشتدّاء ومربدًا ومزيدًا مرعدّاء وجال الأقطار وعبر الأنهارء فولج جوف الأرض فمثّل ما 
فيهاء وها تحتها: وما فوقها وما يكثقها :من ماء وهؤاء. 

وإذ فرغ من ذلك مد بصره إلى أحوال البشرء فأخذ يقابلها بعضًا ببعض فما ألهاه 
الملك الوقورء والزعيم الجسور عن الجندي الفقير والطريد الكسيرء وما أغفل عاملًا ولا 
صانحًاء ولا تاجرّاء ولا زارعاء وتطرق إلى الشئون البيتية فما غادر أبّاء ولا أمّاه ولا زوجًاء 
ولا زوجةء ولا أَخَاء ولا أخناء ولا ابناء ولا ابنة» وألمّ بكل قريب ونسيبء وبحث في أطوار 
الحياة» فمثّل حالة الشيخء والكهل» والشاب والطفل» وهو في كل ذلك مستنفرٌ إلى الخير 
منفرٌ من الشر يشتد موضع الشدةء ويرق موضع الرقةء فيقف بك تارة ترقب العواصف 
والأنواء» وقد اكفهرٌ الجو واضطرب اليم ومادت الجبال» وزلزلت الأرض زلزالهاء ثم 
يفني يك وقد هاج الغاس امل الان اقل اة والخشيره الول 
ال قرس وھ و ا کی ا فر الول قا و للدي 
أصدق من ليان الطفلة بأمها إذ يقول: 


شهقت كطفلٍ جرت تسرع ومن دونها أمها تهرع 
فتعلق في ذيل أثوابها ومقلتها صببًا تهمعٌ 


1١1 


وترسل طرفًا بليلًا إليها تسباة ا کا يشفعُ 
وتجذبها وهي ضارعة لتحملها فتكفٌ البكا 


وأي تمثيل أصدق وأرق من قوله مشبهًا موت فتىّ غض الإهاب في مقتبل الشبابء 
وقد مال رأسه على صدره وهو يُحتضر: 


فرأس الفتى لما بمجنته مني بمغفره المسرود أثقل ينحني 
كزهرة خشخاش بيانع روضة يثقلها طل الربيع فتنثني 


ومن مزايا شعره أنه كان يطلق عنان التصور في التشبيه» فلا يوقف القول إلا 
حيث وقف الخيالء فقد يتناول تشبيهه أبيانًاء وتندرج طيه تشبيهات أخرىء وقد يشبّه 
في شطر أو بعض شطرء وهذا أيضًا من مزايا الشعر الجاهلي التي أسلفنا أنها ضعفت 
في المولدين» وإن أجادوا الرسم كابن المعتز ما خلا أفرادًا قليلين تناولوا المعاني» فألُوا 
بجميع أطرافها كابن الرومي. 

وكان مبغضًا للإغراب باللفظ والمعنى لا يقول إلا ما ترضاه الخاصة وتفهمه 
العامة ينتحي مجاراة الفطرة وإنطاق الطبيعة يسعى إلى الحقيقة, 92 المجازء 
فلا يتطلبه في شعرهء ولا يتجنبه إذا عنّر عن فكره؛ ولهذا كان كالجاهليين من العرب 
كثير التشبيه قليل الكنايات والاستعارات لا يأتي المجاز إلا مرسلًاء فجاءَ جميع ما ورد 
منه في شعره آية في بابه على قلته كقوله: وأغمض عينيه ستر المنون» وقوله: أو تفغر 
الحرب المهدمة الفما. وأمثال ذلك من الاستعارات البسيطة السهلة. 


البديهيّات 

أما بديهياته فحدث عنها ولا حرجء فلقد تراه يخوض بحر المعانيء فينثر ما التقط منها 
من أبكار الأفكارء ثم يلفت يمينًا وشمالًا فيدرك بعين بصيرته ما طرق فكر سامعيه 
فمدٌ بصره إلى مخيلة ذوي الألباب منهم» ويستخرج ما ارتسم في أذهانهم بسياق الحديث 
فيعبر عنه ببداهة ترتاح إليها النفس ويطمتن الخاطرء فإذا أتى مثلّا على وصف وقعة 
التحم فيها القتال» وتلاحمت الرجال وتعالى الصياح» وتألق السلاح علم أنه يخيل للسامع 
شىء من البديهيات المطروقة فقال له: 


\oV 


الإلياذة 


والأرض تحت الرّجل والعجلب مادت لثقلة هاته الملل 
أو قال: 
وكأن السهول طارت شرارًا بمسير الإغريق فوق السهول 
أو قال: 
وفوق الصدور الطامحات تألّقت صوارمهم والسمر آي تالق 
وأمثال ذلك من المعاني التي لا يحتاج فيها إلى شحذ ذهن وإعمال فكرةء وهي مع 
هذا ليست مما يستهان فللمعنى البديهي إذا حلَّ محله خف على الطبع؛ وقد يؤثر بحسن 


وقعه على كثرته تأثير المعاني المبتكرة على قلتها. 


النقل والسرقة وتوارد الخاطر 


يسوقنا واجب الاستطراد في هذا البحث إلى مؤاخذة بعض الباحثين في الشعر العربي إن 
يضعون البديهيات موضع المبتكرات» فينكرون على كل شاعر متأخر أن ينتحل معنى 
سبق إليه. فيخلطون بين السرقة وتوارد الخاطرء فلهذا لا نرى رأي صاحب «الإبانة عن 
سرقات المتنبي» بقوله: إن ابن الرومي» وأبا الهندي. ومحمد بن هاشم العاريء والمتنبي 
تناقلوا بعض عن بعض معنى طول الليلء فقال ابن الرومي: 


فكأنَّ ليلتنا عليّ لطولها ثبتت تمخض عن صباح الموقفٍ 


يا ليل هل لك من صباح آم هل لنجمك من براح 


\0۸ 


وقال العاري: 
سهرت ليلي فنوم العين متبول كأن ليلي بيوم الحشر موصول 
وقال المتنبي: 
من بعد ما كان ليلى لا صباح له كأن أوَّل يوم الحشر آخره 
فهذا من المعاني البديهيّة التي تتوارد فيها خواطر الشعراء وغير الشعراءء وإنما 
الفرق في التصرف فيها أفلا ترى أن كلا من الأربعة تصرف تصرقا مخالفا للآخر. 
ومثله قول صاحب «الموازنة بين أبي تمّام والبحتري» أن أبا تمام كان ناقلًا لما قال: 
كأن بني نبهان يوم وفاته نجوم سماء خرّ من بينها البدرُ 
أخذهُ من قول جرير في رثاء الوليد بن عبد الملك: 
أمسى بنوه وقد جلت مصيبتهم مثل النجوم هوى من بينها القمرُ 
أو من قول مريم بنت طارق وهي ترثي أخاها: 
كنا كأنجم ليل بينها قمنٌ يجلو الدجى فهوى من بينها القمرُ 
وھا أحرى هذا العدن أن :مكو اف فآ ها جر أآرضهاة و امرك القين 
والنجوم طول ليلهاء فليس هذا كلهُ من باب النقلء وإنما النقل في مثل ما استشهد به 
صاحب الإبانة من قول المتنبى: 


حتى رجعت وأقلامي قوائل لي المحِدُ للسيف ليس المجد للقلم 
أكتب بنا أيدًا بعد الكتاب به فإنما نحن للأسياف كالخدم 


10۹4 


الإلياذة 
فهو مأخوذ من قول ابن الرومي: 
كذا قضى الله للأقلام مذ خُلقت أن السيوف لها مذ أرهفت خدمُ 


ومثله لما استشهد به صاحب الموازنة من قول أبي تمام: 


ء3 


مضوا وكأن المكرمات لديهم لكثرة ما أوصوا بهن شرائعٌ 
فإنه منقول عن أبى نواس إذ قال: 
سن للناس الندى فندَوا فكأن البخل لم يكن 


وأما شعراء اللاتين والإفرنج فلم يحاذروا مثل هذه المحاذرة في نقل أمثال هذه 
المعاني» ولا سيما بالنظر إلى الإلياذة» فإنهم أغاروا عليها غارة شعواء فطوقوا بمعانيها 
أجياد منظوماتهم من اللاحم إلى التمثيليّات إلى القصائدء فنقلوا ونسخوا ومسخواء 
وسلخوا واقتبسوا وعارضواء وضمّنوا وتصرفوا وهم في الغالب لا يضمرون السرقة بل 
يفاخرون أن يعلم أنهم تحدَّوا هوميروس حتى لو نظرت إلى تلك المنظومات لرأيت المعاني 
الهوميرية مزدحمة فيها بتصرّف أو بغير تصرفء ولا سيما مما أبعد فيه هوميروس 
ببصره» فاستنبطه بالتصور من المماثلات البديعة أو استخرجةٌ بالتشبيه من مكنونات 
الطبيعة كقوله في مثل معنى امرئ القيس بوصف جواده: 
وهب الطراود والتصقوا وفي الصدر هكطور مندفق 
كجلمود صخر قد انتزعا من الشم سيل به اندفعا 
له الغاب مرتجة ترتجف ‏ إلى القعر حيث بعنفٍ يقف 
فنقله فرجيليوس إلى «إنياذته» اللاتينية فقال (ن؟١).‏ 


As veluti montis saxum de vertice 95 
Quum ruit avulsum vento, seu turbidus inmber 
Proluit, aut annis solvit sublapsa vetustas, 


Fertur in abruptum mango mons improbus actu, 


1 


Exsultatque solo; 511135, armenta, tirosque 


Involvens secum: ...‏ 
وأخذه عنه تاسو الإيطالي فقال «في أورشليمه»: (ن۱۸) 


Qual gran 53550 tal hor, che o la vecchiezza 
Solve da un monte, o svelle ira de’ venti 
Ruionosa dirupa, e porta, e spezza 

Le selve, e con le case anco gli armenti 

Tal giû trahea de la fubline altezza 
L’horribil trave e merli, e arme, e gente, 

Diê la torre a quel moto une, o duo crolli; 


Tremar le mura, e rimbombaro i colli. 


ومثله قوله بلسان زفس بعد مشاجرة بينه وبين أخيه فوسيذون أسفرت عن ارعواء 
فوسيذون واستكانته: 


ففوسيذ في بطن العباب قد التجا ومن نار غيظي في حزازته نجا 
وإلا لآأهمت فاتكات أكفنا بنا عرقا يهمى به كل عارق 
وكان اصطدام” بالعوالم يحدق ويزعج أرباب الجحيم ويقلق 
فيا نعم مسعاه له ولعزَّتى فإنا كُفينا فلق تلك الفلائق 


فأخذه ملثن الإنكليزي لوصف ارتداد جبريل عن إبليس» فقال في «فردوسه»: 


... Not only Paradise 

In this commotion, but the starry cope 

Of heav’n, perhaps, and all the elements 

At least had gone to wrack, disturb’d and torn 
With violence of this conflict, had not soon 


Th’ Almighty, to prevent such horrid fray, etc 


171 


الإلياذة 


وق ا قرا عنة “الفصوراف«الغويية 
وفروعهاء وتصرفوا فيها كما نقل فولتير الفرنسي نجوى زفس للطرواد إذ قال: 


كتيبة تلك ضمت جِلَّهِم عددا 
كادت تجوز حفير القوم عابرة 
فاستوقفت جزعًا في الجرف حائرة 
نسرٌ مخالبه في الجى قد نشبت 
فالأفعوان وفيه لم يزل رَمق 
حتى عليه التوى بالعنف يلسعة 
فصاح عن ألم مر وأذ فلتة 
والأفعوانٌ هوى للأرض مختضيًا 


خا كمد إل كين الجداة نذا 


إذا بطير لها تحت السماء بدا 


تطيرًا وهو عن يسرى السرى وردا 
يأفعوان خضيب تحت قبضته 
ما بين أظفاره في الجى يصطفقٌ 
في بارز الصدر حيث التفت العنقٌ 
وداح تكد ميت الريح ينطلق 

حًا وطروادة ارتاعت لرؤيته 


والمعاني الطويلة المتشعبة بأصولها 


فقال فولتير منصر فا و مدفتةا في مقدمة منظومته «كاتيا تيلينا»: 


Tel on voit cet 0156211 qui porte le tonnerre, 
Blessé par un serpent élancé de la terre; 

Il s’envole, il entraîne au séjour azure 

L'ennemi tortueux don’t il est entouré. 

Le sary tombe des airs. Il déchire, il dérore 

Le repile acharné qui le combat encore; 

Il le perce; il le tient sous ses ongles vainqueurs; 
Le monster, en expirant, se débat, se replie; 

Il exhale en poison les restes de sa vie; 


Le rejette en fureur, et plane au haut des cieux 


ن أمثال هذه المنقولات عن المعانيٍ القومترية معا يملا الأسفان ولم يهب فلا 
هؤلاء 0 إلا من تمك السرقةء فا نهجه عن ادعاء ء الابتكار على نحو ما ذری 
الكفيريق هخ المتطفلين عق الشعىق هذا العضل. 


11۲ 


فعل الحضارة ف استهجان المستحسن واستحسان المستهجن في التشبيه والمجاز 


إن مما بُهت له بعض المتأخرين من نقلة الإلياذة» وأشكل عليهم في لغاتهم تشبيه الإنسان 
في بعض أحواله بأنواع من الحيوان ينظرون إليها بعين المهانة ويضعها هوميروس 
موضع العزة والكرامة» وهذا ولا ريب من نتائج طول العهد بالحضارةء ولا أعلم أهي 
حسنة لهذه الحضارة تُمدح عليها أم سيئة تؤاخذ عليهاء وإنما اعلم أن في أصنافٍ كثيرة 
من الحيوان مزايا يعز على الإنسان أن يتصف بأحسن منهاء ولا أذكر حيواتا تقادم العهد 
على وضعه موضع الحس والهوان کالکلب» فقد عرّض هوميروس بذكره مرارًا للسباب 
والتحقيرء وهكذا فعل أكثر الكتّاب من المتقدمين» وفي شعر العرب» وكلام مؤرخيهم 
وأدبائهم من هذا المعنى ما لا يدركه حصرء فلا يكادون يشيرون إلى شخص يريدون 
إزدراءه أو شتمه إلا قالوا «هذا العلج الكلب» و«هذا الكلب البذيء» وما أشبه» فكأنهم 
تناسوا جميع ما في هذا الحيوان الأمين من كرم الخلالء وأغاروا على شيء من الدناءَة 
فيه وإن كان لم يستأثر بها دون سائر الحيوان ناطقا كان أو غير ناطق» ومع ذلك 
فقد وف هوميروس كل صفة حقهاء فهو إذا وصف الكلب بالبذاءة فما أغفل سائر ما 
فيه من الخصالء فأطرأ أمانته ومهارته في تقفي القنيصةء وبسالته في تأثر الضواريء 
وفعل فعله شعراء الجاهلية مما عرضناه بشعر هوميروس في موضعه. 

E‏ اها ون يوق لحيو اناك E‏ رون شيداك E‏ وهنا 
كبار قومه وکرامهم» وهو ما أردناه بقولنا: «إنه أشكل على بعض كثّاب الإفرنج» وثقل 
عليهم نقله إلى لغاتهم». فإذا شبّه رجلا صبورًا بالحمار رأيتهم يتثاقلون بنقل الكلمة بل 
ريما أكلوا الحمار برمّته كما فعل يوب في النشيد الحادي عشرء وعذرهم في ذلك أنه يشوّه 
وجه ترجمتهمء وإذا شبه هوميروس عظيم القوم بالثور عظم عليهم الأمر وحسبوها 
ورطة يجب التملص منهاء وربما بدّلوا حيوانًا بحيوان» فجعلوا الخنازير دببةء والكلاب 
ذئابًاء وهم يزعمون أنهم لطَّفوا المعنى ولا أخالهم فعلوا. 

ولسثٌ بمنكر أن الانقلاب الذي طرأ على مفاد التعبير عندهم قد أصابنا منه شيء 
كثيرء فليس منا من يستحسن تشبيه كريم قوي الجنان رابط الجأش بالحمارء ولا تشبيه 
باسلٍ مغوار بالخنزير على أن اليقين أن أبناء الجاهلية من كل قوم لم يكن هذا شأنهم 
أ كاف القظزة اک اطا فز وله نتكلك الارن ركت باللجقتفة ما كات 


11۳ 


الإلياذة 


وحسبنا أن نرجع إلى أيام جاهليتناء وما وليها من مُقتبّل الإسلام ونتصفح معاجم 
لغتنا فنرى أن هوميروس لم يأتِ شينًا فرياء قال في أساس البلاغة: «الثور الفحل من 
البقر والسيد» وبه كني عمرو بن معدي كرب». ومما يذكر هنا استطرادًا أن الثور لا 
يزال لقبًا مكرّمًا في السودان» ويقال مثل ذلك في الجَّدّع بمصرء وهي من الجَذَّع» وفي 
محيط المحيط الجذع من البهائم قبل الثني والشاب الحدثء ومنه قول ذَرَيد: 


يا ليتني فيها جَدّع ‏ أخبٌّ فيها وأضغ 


وق ا لحمل وكيد شوم واک امون اليه فون ننه درل 
لبيد: 


وقول أسد بن ناعصة: 


ولرب كبش كتيبة غادرته يكبى لجبهته صريعًا أطحلا 
متنجعًا قد دق فى حيزومه صر القناة على الفرار مجدّلا 


والقرم الفحل ثم استعمل للسيد العظيم على التشبيه له بالفحلء وقد اجتمعا في 


ولكنا نداعب منك قرمًا تراجعت القروم لهُ حقاقا 


أي: نمازح منك سيدًا صارت الرجال بالنسبة إليه كالنياق بالنسبة إلى فحول 
الجمال. 

والرّت الخنزير الذكرء وأجرى مجارًا على الباسل المقدام» فيقال: هو رث من الرتوت» 
وهو من رتوت الناس أي: من عليّتهم وسادتهم «أساس». 

والقبٌ الجمل والرئيس والملك, والفنيق الفحل المكرّم من الإبل لا يؤذىء ولا يُركب» 
والسيد المسنّ من المعز والرئيسء والأصيد الملك والبعير الذي فيه داء الصيدء وهلمَ جرًا. 


1١1 


مفدمه 


ويقال مثل ذلك في بعض ما برز من أعضاء الحيوان كالناب والخرطوم؛ والأنف 
والقرن» فهي وإن كانت مما قد يستهان به الآن لم يوضع أكثرها في الكلام عن الناس 
إلا للرفعة والسيادة» فإذا راجعت كتب اللغة قرأت: الخراطيم أسياد القوم» نياب القوم 
ساداتهم» ومنه قول الشاعر: 


ك لونم فتن الحدقان ايا اقح الخدت وش جما وكانا 
ولم أكن هردبة وجّابا (أساس) 


القرن السيد تشبيهًا بقرن الثور لبروزه» أنف القوم سيدهم» ومنه قول الحطيئة في 
بنى أنف الناقة: 


قوم هم الأنف والأذناب غيرهمٌ ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا 


ولا عبرة بما قيل إن العرب كانت تعيّر بني أنف الناقة بذاك اللقب. 

وليس النعت بهذه الأوصاف مما حص به بنو الجاهلية بشعرهم» بل اتصل منه 
شيء بشعراء التابعين والمولّدين حتى أنه ليندر أن ترى شيفًا من هذه الألفاظ في كلام 
المؤّرّخْين كقول العتبي في السلطان محمود بن سبكتكينء وأقبل كالفحل الفنيق» ولا تكاد 
تجد موَّرخًا لا يقول قول ابن خلدون: «وكان فحل ذلك الشولء وكبش تلك الكتائب إلخ» 
وأمثال هذه الألفاظ لا تثقل على مسمع العربى حتى يومناء بل لا يزال بعضها مما يحلى 
به جيد الكلام. / 

وإننا بهذا الاعتبار نقسم هذه الألفاظ إلى أربعة أقسام: ما أهملت حقيقته وجازه 
كالرّت والقَبّء فلا نرى من يستعملها لإنسان ولا لحيوان. 

وما بقيت حقيقته ومجازهُ كالفحل والكبش فهما وإن كانا موضوعين للحيوانء 
فقد يوصف بهما الإنسان وصف تكريم» فنقول: «هو فحلٌ من فحول الشعراء وكبش 
من كباش الهيجاء». 

وما أهملت حقيقته وبقي مجازه كالجّدّع عند العامة في مصرء فهي إنما تستعمل 
للإطراءء وإن كنك لا خوال فل هناها الوضعي في أماكن أخرى. ١‏ 

وما أهمل مجازه» وبقيت حقيقته كالثور والحمار وهو أكثرهاء فما منا من يرضى 


أن يلقب حمارّاء ولو قيل له ذلك كان لقب مروان بن محمد الخليفة الأموي الحازم» لقب 


11٥ 


الإلياذة 


به على ما أجمع المؤّرخون؛ لصبره ورباطة جأشه وشجاعته. قال القرماني: «ويقال في 
ا ب و ل ا ل ا 
TET‏ 0 
موقم رفعة واد وقد تأبى أن يعرّف أحدنا بالجملء وإن عرف به ابن عم النبي 
حمزة بن عبد المطلب» عن اناهن هه اف فض gS‏ لنت اليه 
وإن كان ذلك لقب الذئب او يكنى بأبى خالدء وإن كانت تلك كنية الكلب». 


مزية العربية على لغات الإفرنج في هذا الباب 
لما كنت قد آليت على نفسي أن لا أحرّف الكلام عن مواضعه»ء وأن لا أعبث بوصفٍ أو 
تشبيهء فأميل به عن أصله الوضعي نفاديًا من تقل على الآذان عمدت إلى نهج بقى 
باللرامينة اوكيقاء الأمل كن ا و ا التي باق ورت العا من ريات 
الحوشي الساقط في المدح. فلا يمح بها كبيرٌ ولا صغيرء وفي لغتنا والحمد لله مقس 
فسيحٌ لمثل هذا المجال بخلاف لغات الإفرنج التي لا محاد لكتّابها عن استعمال اللفظة 
بعينهاء وإلا اضطرُوا إلى تبديلها أو إغفالها أصلًا. 

فإذا عرض لي مثلًّا تشبيه رجلٍ باسل بالخنزير الذكر ينفسح لي باب في كتب اللغة 
اة كلمة أخرى» انون الك أو الحردرمن فلا أغير شيئًا من المعنى» وأكفي مئونة 
أ القارعة: ودا اخنظورت إلى استكمال لفظة الخمان يمقام اج وه كقبيه شيه يله 
إياس البطل الباسل عمدت إلى كلمة أخرى فقلت «الجأب» وهو الحمار عينه. 

وإذا آنست رنة خشنة على الأذن بذكر الكلاب بهذا اللفظ قلت: «النواهس» 
و«الغضف» و«الضراءُ» وما أشيه. 

وإذا خشيت هجنة بأن يقال: قطيع البقر قلت: «الصوار» وهو هو. 

ولزيادة الإيضاح أضرب لك متلا واحدًا مما سترى أشباهه بمطالعة الإلياذة: 

أطراً الشاعر بسالة هكطور في واقعة فشبهه وهو يتعقب الأعداء بالكلب الذي يتأثر 
الأسد المذعور أو الخنزير البري» فقال: 


وهكطور صدر الجيش يجري ويلغب ويكساً في الأرداف من يتعقبٌ 


1١11 


كأغضف هول قد تأثر ضيغمًا تذعَرَ أو خرنوص بر يكبكبٌ 


فأراني لو قلت: ككلبٍ كبير قد تأثر ضيغمًا أو خنزيرًا الخ لما زدت على المعنى ولا 
أنقصتء ولكن شتان ما وقع هذا التعبير» وما ذاك على المسامع. 


الخاتمة 

في الشعر واللغة 
الشعراء 

قال بعضهم: 


للكبادة الشتجراء. فل فت وله ا شام ومكان 
وهم سلاطين الكلام ألا ترى كل امرئ منهم له ديوان 


نظر صاحب هذين البيتين إلى الشعر العربي من حيث إنه دليل البلغاء وحجة 
اللغويين» وشاهد الخطأ والصواب» ولكنه 0 الزيادة لقال: إن سلطان الشعراء 
يمد إلى ما فوق ذلك» وإن الشعر ريحانة النفوس ومبدد البئوس» وقد كان في غابر 
العهد سجل الحكمة؛ ومنهل النغمة» ومحط الفخار» ومطمح الأيصارء وأن شاعرًا واحدًا 
كان يرفع قبيلةٌ ويخفضهاء ويعزْها ويذلّها فينفذ كلامه في الإحساس» ولا نفوذ أحكام 
الآمر المستبد بالناس» وأن سلطة الشعراء في الجاهلية كانت تباري سلطة الرؤّساءء 
والقبائل تستثمر سلائق الفتيان أيان توسمت فيها الذكاء استثمار بني الحضارة كل 
غرس زهيء وفرع زكيء فإذا نبغ فتاهم» وقال قولًا نافذًا تباشر به الكهول والشبان 
والشيوخ والولدان» وخرجت النساء بالمزاهر وغنين ورقصنء وقلنَ أزف الفرج فقد 
صينت الأعراض» وحفظت الأنساب» وارتضت الأحساب وحُمى الذمار وتخلدت الآثارء 


وطارت البشائر فأقبلت الوفود من سائر العشائر كأنهم في يوم نصر عظيم. 


11۷ 


الإلياذة 


ولطالما قال شاعرهم أبياتاء فتناقلتها الركبان وأومضت وميض البرق فبهرت 
الأنظار» وقضت الأوطار. قالوا: إن الأعشى الأكبر كان يأتي سوق عكاظ في كل عام 
فيتجاذبه الناس في الطريق للضيافة طمعًا بمدحه إياهم في سوق عكاظه فمرٌ يومًا ببني 
كلاب وكان فيهم رجل يقال له المحلّق فقير الحال» ضيق المعاشء وله ثماني بنات لا 
يخطوين اكد لكان آنه خخ ان وکو هالت لذ ا 
التعرض لهذا الشاعر وإكرامهء فما رأيت أحدًا أكرمة إلا وأكسبه خير فقال: ويحك ما 
عندي إلا ناقتيء فقالت يخلفها الله عليك. فتلقاه قبل أن يسبق إليه أحدٌ من الناس؛ وكان 
الأعشى كفيقًا يقودةٌ ابنه» فأخذ المحلق بخطام الناقة» فقال الأعشى: من هذا الذي غلبنا 
عل الخطام ففال: فتن شرف كزين اتی ل هنول وأكومة. و اا وجول 
البنات يدرنَ حولةء ويبالغن في خدمته؛ فقال: ما هذه الجواري حوليء فقال المحلق: بنات 
أخيك» وهنَّ ثمان نصيبهنٌَ قليلء فقال الأعشى: هل لك حاجةء فقال: تُشيد بذكري فلعلي 
أشهن فتخطب بناتي: فنهض الأمثى من عتده ولم يقل شيك فلما واف سوق مكاظا 
أنشد قصيدته التي أنشأها في مدحه. وهي التي يقول فيها: 


لعمري لقد لاحت عيون كثيرة إلى ضوء نار بالبقاع يحرّة 


فاشتهرت القصيدةء ولم تمض على المحلق سنة حتى زوج بناته» ويسرت حالةٌ وإن 
ف أكتب العرب من أخبار شعراء الجاهلية :ما لا تمن هذه الرواية يجانية أمرًا خطرًا: 

وكان المولّدون مع تبذّل الجم الغفير منهم» وانحطاط منزلتهم عن شعراء الجاهلية 
ينالون بشعرهم أبعد المطالب. روى ابن خلكان أنه قدم بين يدي المأمون نصر بن منيعء 
وكان قد أمر بضرب عنقهء فقال نصر يا أمير المؤمنين: اسمع مني كلماتٍ أقولهاء فقال: 
قل فأنشأ يقول: 


زعموا بأن ن الصقر صادف مرة عصفور بر ساقة التقدير 
تكلم العضفور تخد جاه والضفر .مشخ غل وط 
إني لمثلك ما اتمم لقمة ولئن شويت فإنني لحقيرٌ 
فاون الطين ا لدل تة كرما واف ةلك الخصفوة 


1۸ 


مفدمه 


وأما الأموال التي كان يستدرها الشعراءً بشعرهم فمما يفوق التصور» وهم وإن 
كانوا يجازون بها أحيانًا محاذرة من هجوهم» وإلجامًا لألسنتهم» فكثيرًا ما كانوا ينالونها 
بما أطربواء وأرقصواء وخلبوا العقول. ذكروا أن ابن بِاجّة التجيبي آخر فلاسفة الإسلام 
بالأفرلس أنهه آنا نكن الكتجراوئ :ماع شرق مو هارف موک فأطريه کي 
كاد يفقده الرشد فما بلغ قوله: 


عقد الله آية النصر ‏ لأمير العلا أبى بكر 


حتى شق الممدوح ثوبه من شدة الطرب» وحلف لا يمشي ابن باجَّة إلا على الذهبء 
فخاف الشاعر عاقبة الأمر» فجعل في نعله ذهيًا ومشى عليه. 

تلك كانت منزلة الشعراء عند العرب في سالف الزمن» وتلك هى أيضًا منزلتهم في 
سائر الملل فإن في أخبار شعراء الفرس ما يضاهي أخبار شغراء الغرب/ وقد علمت 
أن اليونان ما زالوا يصعدون بهوميروس حتى أخرجوه من مصاف البشرء وأحلوه بين 
الآلهةء وبنوا له المعايد. وكانوا يتعاكظون ويتنافرون» ويتنافسون» ويتحمسون على نحو 
ما كان يفعل العرب في سوق عكاظء وشعراؤهم في كل ذلك كخيل الرهان «فالسابق 
السابق منها الجواد». ذكروا أن فنذاروس الشاعر الموسيقي الذي نبغ بعد هوميروس 
بأريعة قرون كان إذا جلس للإنشاد في الحفلات الأولمبية وغيرها تحمّس له الشعبء 
وشقت نعرتهم كبد السماءء وكّلوه بأكاليل الظفرء فلما مات أخذوا الكرسي الذي كان 
يجلس عليه في موقف الإنشاد ووضعوه بين أنصاب الآلهة وشاد له أهل تيبس هيكلاء 
وأقاموا له فيه نصبًاء وهو بعد حيء ولما اكتسح الإسكندر بلدة ثيبس» ودمر بيوتها أمر 
أن لا يُمس بيت فنذاروس بسوء. 

وكم من شاعر أثار خواطر أمّة بأسرهءا فاستنفر وأجيب واستصرخ فتألبت له 
جيوش الكلام» فغلبت كتائب الحسام» وف الأثر أن صاحب الشريعة الإسلامية كان 
ينصب لحسّان بن ثابت منيرًا في المسجد يقوم عليه ينافح عنه» فكان ذلك على قريش 
أشد من وقع النبل» وإن حسّانًا قال له: «لأسلك منهم (أي: من قريش) سل الشعرة 
من العجين ولأفرِينَّهم فري الآدیم» فصب على قريش من هجائه شآبيب شرٌء فقال له: 
«شفيت يا حسان وأشفيت» ثم قال: «حسان حاجزٌ بيننا وبين المنافقين». 

وليس العهد ببعيد بما كان من نفوذ سهام الشعر البليغ في بلاد المغرب من عهد 
بيرّن إلى هذه الأيام. 


1١1 


الإلياذة 


ولسنا بآملين في هذا العصر أن يثب شعراؤنا إلى تلك المنصة الشامخةء وإنما نطمع 
أن يظلوا سائرين بنهضتهم سيرًا حثينّاء ويجاروا تيار الترقي فلا يطمو عليهم» ولهم في 


اتساع العربية للشعر 


قال أبو بكر الخوارزمي: «من روى حوليّات زهيرء واعتذارات النابغة» وحماسيّات عنترة, 
وأهاجي الحطيئةء وهاشميات الكميت» ونقائض جريرء وخمريّات أبي نواس» وتشبيهات 
ابن المعتز» وزهريات أبي العتاهية» ومراثي أبي نَمَام ومدائح البحتري» وروضيّات 
الصنوبري» ولطائف كشاجم» ولم يخرج إلى الشعر فلا شب الله قرنه» وهو كما ترى 
قول متحمس مولّع بالشعرء وقد نالته الفطرة منه حظًا وافرًاء وإلا فالخروج إلى الشعر 
متعذرٌ على من لم يكن ذلك في طبعه» على أن هذا القول صادق على من كان الشعر في 
سجيّته. فإن مطالعة نفيس الشعر تشحذ الذهنء وتهذب اللفظ وتجلو المعنى» فتستقيم 
يذاه بيسية الشاعؤة المطروع: 

واللغة العربية شعريّة بطبعها؛ لتفرّع مفرداتهاء وتنوّع اشتقاقاتها القياسية على 
أسلوب لا يُرى له مثيل في اللغات الآرية» والقوافي مزدحمة فيها ازدحامًا يسهل النظم, 
وهي بخلاف ما يزعم بعض الأعاجم جزلة التركيب محكمة الانسجام» وفيها من طرق 
الحذف والتقديرء والتقديم والتأخير ما ينفسح معه المجال للشاعر لصوغ عبارته على 
قوالب شتى» وتلك مزيةٌ تمدح عليها اللغة في الشعرء وإن عيبت في النثر حيث يُقصد 
الجري على نمط واحدٍ جليء وهي على الجملة متسعة للشعر أكثر منها للنثرء فشعرها 
منذ القديم أرفع طبقةٌ من معظم نثرهاء وجيده أسهل مثالا من جيد النثر حتى لقد تجد 
النثر شعرًا في كثير من الأحوال. 

ولا شك أن الزمان قد طوئ كثيرًا من ألفاظها الوضعية؛ ولكن ما بقي منها قوق 
حاجة الشعراء لتأدية المعاني الفطرية والأفكار البديهية» والأوصاف الخلقية والحقائق 
الجگمية» وسائر ما توحى تدوينه قدماء الشعراء كهوميروسء وفنذاروسء وفرجيليوس 
وزان في بهذا امعد لذ قطي بن عن ل الإليادة الجونافية اللشهورة يجزالة 
تركيبهاء ورقتها وانسجامهاء وإحكام وضع المفردات فيها. 


مقابلتها باليونانية 

ولا ترجح اليونانية على العربية إلا باتساعها لمشاكلة الألفاظ للمعانيء وتوفر أسباب 
النحت فيها لصوغ الألفاظ المركبة» وفي ما سوى ذلك لا أخال لها رجحانًا بل ترجح 
العربية في اتساع المفرداتء وتشكّب طرق التركيب» والخروج بقياس الاشتقاقات إلى ما 
لا نهاية له من المعاني. 


ثروتها وألفاظها الوضعية 
ولقد بدا لي أثناء التعريب من ثروة العربية في الألفاظ الوضعية القديمة ما أغناني عن 
الانحراف بالمعنى على نحو ما اضطُرٌ إليه بعض نقّلة الإفرنج على ما تقدّم في الفصل 
السابق» ورأيت من المماثلة بين اللغتين في دقة الوضع ما يُدهش له الناظم والناثرء 
وينبتك ذلك أن العرب لم يغفلوا وضع شيء من الألفاظ الدالة على جميع مطالعاتهم 
ومحسوساتهم حتى أصبحت مفردات اللغة في زمنهم رابيةٌ على حاجة التعبير» ولا سيما 
في الحسيات» وما هذا النقص البادي الآن في إحكام التعبير. وخصوصًا في المعنويّات إلا 
نتيجة إهمال الخّلف اقتفاء آثار السلف. 

وهو معلومٌ أن الإلياذة نظمت في زمن كانت أحوال المعاش فيه قريبة لأحواله بين 
قدماء العرب؛ ولهذا كان على المعرّب أن يقابل معانيها بما رادفها من لغة العرب بلا 
انحرافٍ ولا تأويل» واللغة متسعة لذلك» فإذا وصف الناظم السلاح» وهو سلاح العرب 
ففي اللغة لفظة بل ألفاظٌ للدلالة على كل ما قال من الشكّة أي: السلاح الكامل إلى 
الحجر فلا يُعدم الناقل وسيلةٌ للتعبير عن كل ما ذكر من السيوفء والمدى ومناصلها 
وأغمادهاء والرماح والرّجاج» وكعوبها وأسنتها وصعادهاء والدّلاص والأبدان والدروع 
وحلقهاء وزردها وقّرهاء والخوذ, والترائك وا مغافر وبيضها وقوانسها وعذباتهاء والتروس 
والجواشن وحرابيها وحمائلها وهُدًابهاء والقسي وما لازمها من النبل المقذذء والسهم 
المريش والوتر والفوق والفرض والسرية والنيزك» وسائر ما أهمل أو كاد يهمل من 
معدّات الهجوم والدفاع كالفأس والمخذفة والفطيسء وإذا أتى على ذكر الخيل فما من 
لغة أوسع من العربية بأوصافهاء وتمثيل.عدوها وجريها وتظبياتهاء وتقريبها وحُضرها 
وارتفاعهاء وإذا ذكر الحروب وعليها مدار الإلياذةء فلم تتفنن أمة فوق العرب بوصف 
القتال والنزال» والمجاولة والمصاولةء والمشق والرشق والحذف والقذفء والمماصعة 


۷1 


الإلياذة 


ا ا اهن بالاو واو ال وین هل دا م ما اول 
وصف الأحوال المعاشية والروابط القومية؛ والأحكام العرفية» والمناظر الطبيعية من وهادٍ 
وهضاب ومطر وسحابء ويحر وبرء وزرع وضرع» وماء وهواءء وأرض وسماء بل قد 
تجد خزانة العربية أجمع» وثروتها أوسع يما خوت من الألفاظ المفردة التي لا يعر عنها 
لكات ااك لادا هو ك هنا عر فته بق اليونافية ن 
ىونس رف ف النقل العربي إلى كلمة واحدة في الأفعال والأوصاف والموصوفاتء 
ذلك كالشلهبي لجرا الطويل: والكحيه رة الظويل العدق: والأحرك الفرس القند 
الشعرء والقبٌّ للخيل الضامرة: والقياديد للخيل الطويلة» والتّبيع والتبيعة لولد البقرة 
لحولٍ واحدء والحولي لابن سنة من ذوات الحوافر وغيرهاء والسديس للذي أتم خمس 
سنين» والجبهاء للعريضة الجبهة. والأكبس لمن أقبلت جبهته؛ وأدبرت هامتةٌ من الناسء 
والطّحُور للقوس البعيدة المرمىء والرَّجِاجٍ والمطارد للرماح القصيرة والثلّة لجماعة 
القع والعوة والرعيل القطعة من الخيل: والضوان لقظيع البقرء والدسيع اقرز العدق 
من الكاهلء والوتيرة لما بين المنخرين؛ والبأديل للحم بين الأبط والثندوة أو لحم الثديء 
وصرّح بمعنى رمى ولم يُصِبء وأمثال ذلك مما سترى منه في الإلياذة شيمًا كثيرا. 


الحقيقة والمجاز في بعض ألفاظ اللغتين 


ومع عفرل الشاكلة مين البونانية والعزمية: ف اال و ادر عن :تمل راح حر 
بعض الألفاظ مجرى واحدًا باللغتين في الحقيقة والمجاز» فمن ذلك ما تشترك فيه معها 
لغاتٌ كثيرة كإطلاق لفظة الشيوخ (©76007766) يطريق المجاز على الزعماء وكبار القوم, 
ومنه ما لا يكاد يتعدّاهما إلى غيرهما كاستعمال لفظة (<خ خيتي) (060171) للشعر وورق 
الشجرء ويقابلها الفرع بالعربية. 


الفرق بينهما في نسج العبارات 


وبين اليونانية والعربية فرق كبير في نسج العبارات وتركيب الجمل من حيث التقديم 
والتأخير. وصيغ الاشتقاق والجموع والحروفء والنحت وتركيب الأسماء» ولكن نهج كل 
لغة حسنٌ في بابه» وأسباب الفصاحة متيسرة لأبناء كل لغة إذا أحكموا الرصف على 


\VY 


المترادفات وتعدد معانى اللفظ الواحد 


ولكن للعربية مزيتين في مفرداتها تقصر اليونانية وسائر اللغات عن مجاراتها فيهماء 
وهما كثرة المترادفات في الألفاظ الدالَّة على المعنى الواحدء وتعدد المعانى للفظة الواحدة 
REE EE‏ الألقاظ الوضوعة اتيفيات ا تمن الشيوان ا9 
والحيةء والبعير والناقة والفرس والثورء والكلب والهر والمأكولات كالتمر واللبن والعسل, 
والمشروبات كالماء والخمرء والسلاح كالسيف والرمح» والصفات كالطويل والقصير, 
والكبير والضفين والشجاغ والخبان والكريم:والبخيل» وغ ذلك ھن مألوفهم کالنوں 
والظلام» والشمس والقمر» والسحاب والمطرء والتراب والحجرء ولهم مثل ذلك في الأفعالء 
فقد عد أحدهم أكثر من ألف فعل يمكن إطلاقها على معنى واحدء ويقابل ذلك تعدد 
معاني اللفظ الواحدء فإذا تصفحت معاجم اللغة» وقرأت باب الخال والحالء والعينء 
والعجوز وأمثالها تواك العجب لكثرة معاني كل كلمة منها. 

ولقد يعلم اللبيب أن كل تلك المترادفات لم توضع في اللغة على نية الوضع بل وقع 
ذلك اتفافًا: إما لمنقولٍ عن الأعاجم» وإما لاختلاف المدلولات في لغات القبائل المتباعدة 
وأما للمح صفة مقصودة يتغير بها المعنى تغيرًا طفيفا لا يُشعر به لوحدة المسمى, 
فالخمرة مثلًا إنما سميت كذلك لاختمار موادَّهاء فإذا قيل الراح لمح إلى الروح والارتياح 
أو الرحيق نُظر إلى صفائها وطيب رائحتهاء أو السلسبيل قصدت سهولة مساغها وهلمُ 
جرا ولكن هذه الممدّزات فقدت فى الاستعمال» وأصضبحت المتزادقات متشابهة يقوم كل 
منها مقام الآخر مع أنه لا يوجد في الأصل ترادفٌ تام في مفردات اللغة إلا في ما صدر 
عن لغتين لقبيلتين مختلفتين؛ كالليث والورد للأسد أو تقل من لغة الأعاجم إلى العربية 
مع بقاء اللفظ العربي فيها كالمينا من اليونانية للفرضة البحرية. 

وإن اف فائدة تم هنذا الاتساع ]3 حر له أن راط من هتر ادات ينا 
وافق بحره وقافيته» فقد اتفق لي أثناءَ التعريب أن استعملت كثيرًا من أسماء الأسد 
كالليث والغضنفرء والضرغام والقسورة: والهزير والورد والضيغم» ولكن هذه الفائدة لا 
تذكر في جَنْب مأ يلقية هذا التراكم من العثرات فى.ضبيل المنشيء الثاثر والطالب' الزاغت 
في الإحاطة بأوابد اللغة وشواردها حتى لقد يرتبك بها الشاعر في بعض الأحوال» ومن ذا 
الذي ت الزعوض إلى واا جج هه الات ول أي تمااظة كحي شم 
اسم للأسدء ومثتين للحية» ومتتين وخمسين للناقة» وما عسى أن تكون الجدوى من 
وجود أربعمئة اسم للداهيةء ونعم القول قول الثعالبي: «إن تكاثر أسماء الدواهي من 


\VT 


الإلياذة 


الدواهي». فأمثال هذه المترادفات عبءٌ ثقيل على كاهل اللغة» فإنما يحسن حفظها في 
مطوّلات المعاجم للرجوع إليها في استجلاء غوامض الكلام والشعر القديم ضنًا بذلك 
الذخر الثمين أن يتشتت وتذروه عوامل الغموض والنسيان» ولكنه لا يجدر بالطلاب 
والكتاب أن يتشبثوا بوحشيها ومهملها؛ لكلا تستغلق عبارتهم» وتجهد قريحتهم على غير 
جدوىء فيّتعبون ويُتعبون» وتثقل روحهم على روح المطالع. 


الألفاظ المهملة 

وقد جرت للعرب منذ القديم عادة حميدة في مجاراة الزمان وسنن الطبيعةء وإهمال 
ما تقادم العهد على نبذه» فكانوا يتحاشون في شعرهم ونثرهم إيراد الألفاظ المهملة في 
عصرهم» وفي روايات الأصمعي كثيرٌ من كلام الأعراب المتوغلين في البداوة مما لم يكن 
يفهمه آهل زمانة؛ لإفمال النطق به والعدول عنه إلى هراد أسهل وأطل» وأيضًا فإنهم 
لم يكثرون من استعمال الألفاظ الدالة على معاني مختلفة إل في ما شاع من معانيها 
مطّرحين ما غمض منها أو احتاج إلى تأويل؛ ولهذا كان شعر المولدين أقرب مما سواه 
إلى فهمناء لقرب عهده منا وخلوه من كثير من غوامض الكلام؛ ويتلوه شعر المخضرمين 
ثم شعر الجاهليين» فحسبنا أن نتبع خطتهم فنبلغ بالنظر إلى عصرنا ما بلغوا بالنسبة 
إلى عصرهم» فيسقط ما قضى عليه الزمن بالسقوط ويبقى ما صلح للبقاء. 


عجز العربية عن تأدية المعانى الحديثة 


يؤخذ مما مرّ أن ن العربية قد حصت بثروة في مفرداتها واتساع في طرق تعبيرها تفاخر 
بهما سائر اللغات القديمة والحديثةء ولكن تلك الثروة وذلك الاتساع قد يمسيان بالإهمال 
وسوء الاستعمال ضيقًا وفقرّاء فإذا شكونا الزيادة فما أحرانا أن ¿ نشكو النقصانء فقد 
مرّت القرون وتعاقبت الأجيال واللغات الحديثة جارية مع العلم والحضارة جري الشقيق 
الشفيق؛ والعربية كانت حتى هذا الزمن القريب ثابتةٌ في موقفٍ واحد كأن باب الاجتهاد 
قد أوصد في وجههاء وليس في سنن الخلق ما يوجب ذلك الإيصاد بالنظر إلى اللغةء بل إذا 
تتبعنا خطة السلف من عهد الجاهليين إلى انقضاء العصر العباسي رأينا أبناءَ هذه اللغة 
عاملين على تمحيصها وتهذيبهاء وإبداعها كل ما بدر وصدر من نتاج العلم أو اقتضته 
ملابسة سائر الملل» فكانت في مقدمة اللغات اتساعًا لكل مادة ومعنى» ولم تكن تضيق 


\VE 


عبارة ناظم ولا ناثر عن تأدية كل مقا عصريء فما بالها وهي لا تزال ذلك البحر 
الزاخر تضيق الآن عن كثير من التعبيرات العلمية والصناعية والسياسية» ولا مسميات 
فيها لكثير من أسماء الاختراعات» والآلات الحديثة والأدوات البيتيةء أفكان يرضى قدماءُ 


ت 


العرب بهذا النقص» وقد وضعوا الأسماء العديدة لخشبات الصتاع والقدور والقصاعء 
والدلاء وحبالها والناقة وعقالها والملوك» والزعماء والعوارف والوفود والفيوج» والأحلاف 
والأحزاب والأنصار والطلائع والسرايا والعهود والمواثيق» وسائر ما دعتهم إليه حاجةٌ أو 
عرف. 

ولا ينحصر هذا النقص في ما تقدّم بل يمتد إلى كثير من المعاني العصرية والتعبيرات 
الخياليةء والتصورات التي استحدثها الزمان» فالعربية في ا إل نظر في كل ذلكء 
وهو أمرٌ طبيعيٌ لا مناص منه إذ لو نشر هوميروسء وامرق القيسء وأرادا تمثيل جميع 
هذه الأحوال بلغتيهما لاضطربت عبارتهماء وأشكل عليهما التعبيرء ولو ركب النابغة 
سفينة البحار لما أجاد بوصفها إجادته بوصف سفينة البرء أي: ناقته الضاربة في فيافي 
الببداء. 


نقل الألفاظ الأعجمية واستحداث الألفاظ العربية 


وكان شغف العرب بلغتهم يدفعهم إلى الحرص عليهاء ومباراة الأعاجم يها فما بدت 
لهم ثغرة إلا وسدُوها ولا حلية إلا وزينوها بها حتى أنه لم يكن يثقل على طباعهم أن 
ينقلوا إليها مئات من الألفاظ الأعجميةء ثم ردُّوها إليهم ألوًا مؤلفة» بل لم يستنكفوا 
من التصرف ببعضهاء وصوغ الأفعال منها وتصريفهاء وإن كانت غير مصرّفة في الأصلء 
فقالوا «فلسفة» و«تفلسف» و«زنديق» و«تزندق» و«طراز» و«طرّز» و«دهقان» و«دهقن 
وتدهقن». 

ولكن هذا الأخذ عن الأعاجم لم يكن إلا نزرًا يسيرًا بجانب ما استخرجوه من 
مفردات لغتهم» وطيّقوه على المعاني المستحدثةء ولا سيما في العلوم التي لم يكن لها أثْرٌ 
في الجاهلية» والاصطلاحات التي اقتضاها انتظام أحكامهم وتوغلهم في الحضارةء فإنهم 
لما شرعوا في وضع العلوم العربية؛ كالصرف والنحوء والمعاني والبيان» والبديع والعروض» 
والدينية كعلم الكلام والتفسير والفقه والحديث» والعلوم الطبيعية والرياضية» وسائر ما 
نقلوه من كتب الأعاجم كالفلسفة والمنطقء والطب والفلك» والحساب والهندسة والجبرء 
والكيمياء شرعوا في كل ذلك» وليس في لغتهم إلا شبه شيءٍ مما يشير إلى مدلولاته» فما كان 


مه الماع 


\Vo 


الإلياذة 


أيسر عليهم من أن يستخرجوا من لغتهم أوضاءًا استكملوا بها جميع مدلولاتهم العلوم 
العربية والدينيةء ومعظم مدلولات العلوم الطبيعيةء واتسعت لغتهم لكل ذلك حتى عوّل 
الأعاجم على كثير من موضوعاتهم» ونقلوها إلى لغاتهم «الجيرء والسمت» والقليء والنظيرء 


والكحول» والسموم». 
نهج العرب وتوسعهم في اللغة 


ولما اتسعت أحكام سياستهم» وتغبرت طرق معاشهم» وازدادت تصوراتهم يما رأواء 
وسمعواء وقرءواء وكتبوا وضعوا أسماء وأفعالًا لكل ما استحدث لديهم من طعام وشراب» 
ولباش» وام ونظاع'حكومة» وطزيق بسياسة رتو سوا ق العاني الشعرية والأسالين 
SE‏ الهو والشفة: 


اصطلاحاتهم 


وإن أردت التثبت من توسعهم في ذلك الاستحداثء فدونك كتب اللغة فلا تكاد تجد 
صفحة منها خاليةٌ من الاصطلاحات الموضوعة بعد الإسلام» وإليك أمثلةٌ منها: 

الدّور الحركةء وعود الشيءٍ إلى ما كان عليه ... والدّور عند الحكماء والمتكلمين 
الصو هو بكو نف كل من الع عل امن قان الور ع اة قو 
أن تؤخذ نتيجة القياس وتضم إلى عكس إحدى مقدمتيه ... والدّور في الحميّات عند 
الأطباء عبارة عن مجموع النوبة أو زمانها ... والدور عند الموسيقيين القطعة المستقلة 
من الشغل ... وعلم الأدوار علم الموسيقي ... والدور عند الشعراء القطعة من الموشح 
ونحوه... 

الدرجة المرقاة ... ودرجات الأمزجة عند الأطباء مراتبها في الشدة والضعف ... 
والدرجة عند أهل الجفر وأرباب علم التكسير تطلق على حرفٍ من حروف سطر التكسير 
... وعند أهل الهيئة تطلق على جزء من 7٠١‏ جزءًا من منطقة الفلك ... ودرجة الكوكب 
عندهم هي مكانه من فلك البروج» ومنها درجة طلوع الكوكبء ودرجة غروب الكوكب» 
وزج ماكر 

الحال ... عند الحكماء كيفية مختصة بنفس أو بذي نفس ... وتطلق عند الأطباء 
على ثلاثة: أمور الصحة» والمرض» والحال المتوسطة ... وعند الأصوليين على الاستصحاب 


۷1 


مقدمة 


... وعند السّالكين على ما يَرِدُ على القلب من طرب أو حزن أو بسط وقبض ... وعند 
النحاة على لفظ ل على الحال أي الزمان ... وعند أهل المعاني على الأمر الداعي إلى 
التكلم على وجه مخصوص ... 

وإن من تصفح كتاب «التعريفات» أو الكشّاف للتهانوي يرى أن تعريف قسم من 
هذه الاصطلاحات قد اضطر العلماء إلى تأليف المجلدات الضخمة. ١‏ 


سبب وقوف اللغة 

والحاجة أم الاختراع» فلما كان أبناء هذه اللغة مشتغلين بها كانوا يتقدمون فتتقدم» 
ويرتقون فترتقي» فلما وقفوا وقفت» وانحصرت سجلاتها في خزائن أفرادٍ من العلماء 
معدودينء وما كان وقوفها لعجز فيها أو نفاد في معدن جوهرها الوضاحء ولكنها عوامل 
قاهرة أصابت أهلهاء فأقعدتهم معظم هذا الزمان» وما هيّت نسمات النهضة الأخيرة في 
مصر وسوريا حتى أسرع أبناء القطرين إلى استخراج تلك الكنوز الدفينة» ولى تتابعت 
التآليف العلمية التي فتح لها محمد علي وخلفاؤه أرحب الأبواب» وتواصل تدريس العلوم 
العالية بهاء أو لو لم نُصَب سوريا بما أصيبت به مصر من ضرورة التقاعد عن وضع 
المؤلفات العلمية؛ لانتقال الدروس في تلك العلوم إلى اللغات الأجنبية لما أعوزنا الآن تعبيرٌ 
في علم من العلوم أو فن من الفنونء ولما رأيت ناشئة هذا العصر إذا احتاجت إلى تعبير 
علمي عمدت إلى لسان ا ١‏ 


النهضة الأخيرة ومستقيل اللغة والشعر 


ولكن تيار الأفكار إذا اندلع بأمة قض السدودء وتجاوز الحواجزء فإن أبناء العربية 
شاعرون أن حياتهم بحياة لغتهم» وقد علموا الآن أنه لا مُعين لهم غير أنفسهم على 
بلوغ أمنيتهم منهاء فإذا أخلصوا النية فلا حائل يصدهم عن النهوض بهاء ولا ننكر 
أنهم أعادوا الكرّة فوثبوا بها وثبةٌ جديدة في هذه الآونة المتأخرةء وهذه سجلاتهم 
وجرائدهم قد صعدت في مرقاة الكمال درجات لا عهد لهم بها قبل أعوام» وأصبح الكثير 
هن اط ااه اليد «عالكلة والحريدة والصتحافة والمتطان» مقيوة عض الخاضة 
والعامة كأوضاع القدماءء وإن في مؤلفات الكتَّاب والأدباء ما يعد لهم فخرًا في هذا الموقف 
الحرج: وأعظم من كل ذلك انتشار الميل إلى المدارس الوطنيةء فلغة البلاد لا تحيا إلا 
بمدارس اليلاد. 


VY 


الإلياذة 


والشعر من توابع اللغة ولوازمهاء فإذا ارتفع شأن اللغة فبشر الشعراء على أن 
مطلب الشعراء يختلف عن مطلب العلماء والمؤّلفينء فحاجة الشاعر أيسر وموادها أوفر, 
وذخيرته في دماغه» فإذا جلاها العلم كانت له» ولبني لغته موردًا صافيًا ومنهلًا عذبًاء 
وفي الأمة والحمد لله فطاحل خرجوا عن جادة التقليد البحت» فمالوا ميل الزمان وأخذوا 
يسعون إلى استجلاء المعنويّات سعي رصفائهم إلى استجلاء الحسيات» وما هي إلا جولة 
وأختها مدة من الزمن حتى تستعيد صناعتهم مقامها الشامخ» ومجدها الباذخ. 


هوامش 


Guignant. Dict 0” Homére et des Homérides par N.Theil et Hipp. 1121162 0" Arros. ( ١ )‏ 
.Paris 1814‏ 
gS‏ تج فول 
(؟) إسطرابون كتاب ١5‏ فصل .١‏ 
)٤(‏ عيون الأنباء جزء ١‏ ص: .۱۸١‏ 
(8) عون القت عر 
(1) عيون الأنياء جزء ١‏ ص 55. 
(۷) عيون الأنياء جزء ١‏ ص .٠١١‏ 
(۸) الآثار الباقية عن القرون الخالية لأبي الريحان محمد البيروني الخوارزمي. 
طيغ بازيق ۸٦:‏ 
4) ابن خلدون. باب أشعار العرب وأهل الأمصار. 
(١‏ عيون الأنباء جزء .۱۸١ :١‏ 
)١‏ كتاب الملل والنحل جزء ۲: .٠١‏ 
)١‏ تاريخ مختصر الدول لابن العبري طبع بيروت ص: .1١‏ 
Barthélemy Saint-Hilaire, 111304 d’ Homére traduite en vers (١‏ 


) 
19 
۷) 


5 


0 
.Mitford, History of Greece p.135 ۱٤( 
.Grote, History of Greece Vol. Il p.145 (1° 


.Fauriel, chants populaires de la Gréce moderne.1824 


کک کے کے کے 


16 
11) 
.Grimm, Deutshe Heldensage, 2. 373 (1V ) 


VA 


.Romans de chevalerie, Revue des deux mondes, XIII. P.559 (۱۸( 
Alexander Chodzko, specimens of the popular poetry of Persia, (١ 1) 
.London 1842. Introd. P.13 
.Grote, History of Greece Vol. II p.149 (Y*) 
„Mariners accounts Vol. Il p.377 
.American Cyclopaédia Vol. VII p.780 (1) 
.Casaubon, 1559-1614 (YY) 
.Hedelin, Abbé d’anbignae, 1604-1672 (YY) 
.Conjectures académiques sur I'Hiade, Paris 1715 
.Perrault, 1615-1688 (Yé) 
.Wood, 1632-1695 (Yo 
„Bentley, 1661-1742 (Y1 
.Vieo, 1668-1744-Milan 1837 (YV 
.Wolf, 1757-1824 (YA 
۲۹ 
¥ 
لحن‎ 
۲۲ 


.Prolegomena, 1795 

.Heyne, Leips. 1802 

.Niebuhr, 1776-1831 

.Herder, 1744-1803 

„Hermann. 1806 

.Ottfried Muller, 1797-1849 

.Welker, der epische Cyklus, 1835-1849 
.Gregor Nitzsch, 17/90-1861 


.Professor Blackie, Homer and the Hind 


۳٤ 
Yo 
۳٦ 
۷ 
۳۸ 
۳۹ 


„Bishop Thirwall, History of Greece 
.George Grote, History of Greece 
.Gladstone, Treatise on Homer and the Homeric age, 1883 


3 


.Guignault, Notice sur Homére 


عم mM‏ احم 


س لل للل للل ااا اا للل اا اا اا لل للل للل لل اا لر ا ل 
ہد سا مسلاا سا سا سالا سا سا سا سالا سالا سک سا سا سا سا س ا 


.Leprévost, Notes sur Iliade 


17۹4 


الإلياذة 


.G. Bertin, la question Homérique 1897 (€) 

Heinrich Schlieman, Ithaque, le Péloponnése et Troie, Paris 1869; ( ٤ ) 
Trojanishe Alterthümer 1874; 

.Atlas Trojanischer Alterthümer 1875 


.Grote, History of Greece, Vol II p. 157 (€٥) 

.Fauriel, origine des épopées chevaleresques, 6 (دع)‎ 
إسطرابون الكتاب الآول.‎ )٤۷( 

.Guizot, Cours 0 Histoire moderne, 7me Vol. Ip. 285 (é۸) 
.Aelian, I. 12 Cap. 48 (6۹) 

.Cesarotti (0۰) 

.Monti (01) 

.Monbel (oY) 

.Voss (°) 

.Pope, Chapman, William Cowper (0é) 

.Saint Augustin, Confess. I. I. Cap. 140 (0°) 

(01) نقل شهنامة الفردوسي إلى العربية الفتح بن علي البقدادي الأصبهاني نقرًا 


للملك المعظم عيسى بن العادل أبي بكر الأيوبي» وأتم ترجمتها سنة 1۷۹. (كشف 
الظنون) 

(01) قال ابن خلدون: «بنقطة الكاف واحدة من فوق» لأنه مغربى» وأهل المغرب 
ينقطون القاف بنقطة واحدة من فوقء والفاء بنقطة من أسفلء وأردف ذلك بقوله: «أو 
ثنتين» للدلالة على نقط القاف في غير بلاد المغرب. 

(58) المشفتر المتفرق» ويجلجل يُحرّكء فيذهب دقائقه ويبقى جلاله» والوغل 
الرديء. 

(59) الخامسة واردة الخمسء والمسافر الخارج في أرض إلى أخرىء وأراد به الثور 
الوحشي» وأشعب الروقين الذي انشعب قرناه. 

)٠(‏ المجتاب اللابس» والنصع الأبيض» شبه الثور لبياضه بلابس ثوب أبيضء 
ونقبته لونه» والخال برود فيها خطوط سود وحمر. 

)1١(‏ السفعة سواد يضرب إلى الحمرةء والخدم جمع خدمة وهى الخلخال. 


1۸۰ 


مقدمهة 


(1۲) مملول أي: كأنه منشى في ملةء وهى الرماد الحار. 

(1) يأوي أي: الصاف إلى امرأتهء والسلفع الجركية البذقةء والتولب ولد الحمان 
شبه ابنها به. 

(14) يشلي بدعوء والضواري الكلاب المضرًاةء والتهليل أن لا يصدق الحملة يقال 
قد هلّ الفارس إذا قصّر. 

(15) يعنى الكلاب» وأراد بالأشعث القانصء والسرحان الذئب» والمنصلت المنجرد 
في أمرهء وقيد ال قدره. 

(17) السفع السودء قوله: «بآذانها شَيْنْ» أي: آذانها مقطعات ببراثنهاء وذلك 
لقولهم: إن الكلب إذا عدا فاجتهد في عدوه» قطع أذنه بمخالبه لدنوها منها. 

(1۷) أي: لما نظر الثور إلى الكلاب قد هاجت به ثبت الروع في عينه لما عاينهء 
وقوله: صادقة أي: صلبة صحيحة النظر لا تكذبه؛ والملاميل: جمع ملمول» وهو المكحالٌ 
يريد أنه لم يكن بعينه رمد يجري له فيها ملمول. 

(18) يهفو أي: كأنه يطير فوق الأرض من الخفةء وانصاع أخذ ناحيةء والسدك 
الملازم» يقول كل الكلاب ملازم للثور لا يفارقه» والمزاجيل المزاريق يُزجل بها. 

(19) أي: فاهتز الثور حميةٌ وانفًا من الفرار من الكلاب» والمدريان القرنان. وعتقًا 
صليًا. ومخذول أي: لا عون له. 

(۷۰) شروى الشيءَ مثلهء وقوله: «شبيهين» يعني: القرنين شبههما بالرمحينء 
والمكروب الشديد الفتلء وأصل ذلك في الحبل» ثم قيل لكل ممتلئ شديد مكروبء وأراد 
بالجنبتين الجنبين. والتأسيل الاستواء والطول. 

)۷١(‏ كلاهما أي: كلا القرنين» والنهك الشدة والاستقصاء. 

(۷۲) أي: يطعنها مخالسة لكثرتهاء والإيشاغ الخفةء والسلهب الطويل» وسنخ 
الشيء أصلهء والشأن ملتقى كل قبيلتين من قبائل الرأس الأربع. والممطول الممدود. 

(7) مض أوجع وأحرقء والجواشن الصدورء والمعلول الذي سقي الدم مرة بعد 
مرة أخذ من العلل وهو الشربة الثانية» وإنما قال دم الأجواف؛ لأن الثور تعمد مقاتل 
الكلاب. 

)۷٤(‏ المبترك المعتمد في سيره لا يترك جهدًاء وقوله: «مُسْتَقبل الريح» يستروح بها 
جوفه لحرارة التعب. 

)۷١(‏ يخفي التراب يستخرجه لشدة عدوهء وقوله: «مسهنَّ الأرض تحليل» أي: على 
قفر تة ال كانه افخ ليشن الارن 


1۸1 


الإلياذة 


(77) الجنابان الناحيتان يقول: قد ارتفع له من جانبيه غبار من شدة عدوه» 
والمعزاء الأرض ذات الحصى أي: أنه لشدة عدوه يرد الحصى على فرجه. فكأنه إكليل لهء 
وهذا غاية شدة العدو. 

(۷۷) الخبت: المطمئن من الأرض وفيه رملء والهزير: الأسد. 

(۷۸) الأغلب من صفات الأسد للمبالغة في الغلب. 
(۷۹) تبهنس: تبختر. 
)۸٠(‏ الجائشة النفس. يتهكم على الأسدء ويقول: أظهرت له أني جدت له بنفسيء 
ولكن نفسي كذبته تلك الأمنيةء وفتكت به. 
١‏ الحبل بمعنى الوصل أو العهد والميثاق» وما اتسع أي: بقدر امتداده. 
۲ الشتيت الثغر المفلج. 
)/٣‏ أراد بالقضيب الناضر المسواك. 
)/٤‏ يقال: خدع ريقه إذا تغير. 
4) الساجي القليل التحركء والقمع كمد في لحم الموق. 
67) القرون الذوائب» وغللتها: دخلت فيهاء والفنع: الكثرة. 
”) الخفر الحياءء والقدع الرد يقال: قدعته أي: رددته. 
) ويروى: ويعنيني أي: يتعبني بقول: إنه ساهرٌ ليس ينام» فهو يراعي النجوم. 
٩‏ /) المغرب الأبيض يعني: بياض الصبح» وانقشع ذهبء ويزجيها يسوقها. 

)٠‏ الريع: أول الشباب. 

٩‏ الحرور: الريح الحارةء والصقع: حرارة تصيب الرأس 

4) قال الفرزدق هذه القصيدة يوم حج هشام بن عبد الملك الأموي» وطاف 
بالبيت وأراد أن يستلم الحجر الأسود فلم يصل إليه لكثرة الزحام» فنصب له منبر 
فجلس عليه وحوله جماعة من أهل الشامء فبينما هو كذلك إذ أقبل زين العابدين يريد 
الطوافء فلما انتهى إلى الحجر الأسود تنحى الناس له حتى استلم الحجرء فقال رجل 
من أهل الشام: «من هذا الذي قد هابه الناس هذه المهابة» فقال هشام: «لا أعرفة» 
مخافة أن يرغب فيه أهل الشامء وكان الفرزدق حاضرّاء فقال: أنا أعرفه» وأنشد بعد 
ذلك هذه القصيدة» فغضب هشام وحبس الفرزدق بعسفان فعلم زين العابدين وأرسل 
إليه أربعة آلاف درهم» فردّها الفرزدق» وكتب إليه إنما مدحتك بما أنت َمل له فأعادها 
زين العابدين» وقال: «تعاون بها على دهرك» فإِنًا أهل بيت النبي إذا وهبنا شيا لا 
تستعيةة و رک ار و أن كلق قال هذه الق حذى وهل ال 


) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
) 
۱) 
۷) 


تحنلا 


مقدمة 


(9) كانت له ابنة عم كلف بها أشد الكلف» ثم ارتحل عنها من بغداد لفاقة علتة, 
فقصد أبا الخيبر عبد الرحمن الأندلسي في الأندلس ومدحةٌ بقصيدة بليغة» فأعطاه عطاءً 
قليلًا فقال ابن زريق: «إنا لله وإنا إليه راجعون سلكت القفار والبحار إلى هذا الرجلء 
فأعطاني هذا العطاءً». ثم تذكر فراق ابنة عمه وما بينهما من بُعْد المسافةء وتحمل 
المشقة مع ضيق ذات يددء فاعتل غمًّا ومات» قالوا: وأراد عبد الرحمن بذلك أن يختبرهء 
فلما كان بعد أيام سأل عنه» فتفقدوه في الخان الذي كان فيه» فوجدوه مينًَا وعند رأسه 
رقعةٌ مكتوبٌ فيها هذه القصيدة. 

(54) المستطرف ص: ۲۷١‏ 

(15) كشف الظنون. ولغات تاريخية 5: .١5/‏ 

(13) يقول كثيرون من كثّاب العرب أن سفر أيوب كُتِب بالعربية شعرّاء ثم نقله 
موسى إلى العبريةء ولكنهم لا يأتون بحجة تيد هذا القول» ولعلهم قالوا ذلك بالتواتر 
أو نقلًّا عن مصادر مجهولة لعهدناء وإن في تواريخ العرب أخبارًا ووقائع وأنسابًا كثيرة 
منقولة عن كتب قديمة مفقودةء وهكذا يختلط الصحيح منها بالفاسدء ويتعذر الرجوع 
إلى الأصلء وأما أنصار هذا الرأي من علماء العصر فلهم أدلة ترجح بالبحث صحة 
قولهم» فلا ريب أن أيوب كان من أبناء البادية العربية» وإن تعذَّر حتى الآن تعيين 
الخطة التى أقام فيهاء وفي ذلك يقول هان وإِيوّلد وشلتمن: «إن وقائع هذا السفر تمثل 
ااه السيطة هن كق وتوضبع: بالرت الضادق مه الشية الكرني للقبيلة 
البدوية» ثم إن هذا السفر أقرب إلى العربية من سائر أسفار التوراة العبرية» وقد أشار 
رينان في مقدمته «لسفر أيوب» إلى كثرة الكلمات الآرامية فيه. 

. ٠١١ :۱ واقدي‎ )91( 

(۹۸) العقد الفريد ج۲: ۲۸۸. 

۰٣١ :١ ابن خلدون‎ )19( 


لذنلا 


النشيد الأول 


4 
۰ 


خصام آخيل وأغاممنون 


ماه 
5 


لما اكتسح الإغريق «اليونان» بلاد الطرواديين عاثوا في مدائنهم» وسبوا نساءهم» وحصروا 
إليون عاصمة بلادهم عشر سنوات على ما مرّ بك في المقدمة» وكان في جملة السبابا 
فتاتان فتَّانتان تدعى إحداهما خريسييس «أوخريساء والأخرى بريسييس «أوبريسا» 
أجمع زعماء الجيش على تمليك الأولى منهما لأغاممنون ملك ملوكهم» والثانية لآخيل ملك 
المرميذونة وبطل الإغريق على الإطلاق» فحمل خريس كاهن أفلون ما غلا وعز من المتاع 
والمال إلى معسكر الإغريق فكاكًا لابنته خريساء وبذلك افتتح هوميروس أناشيدة. 

فجنح الزعماء إلى إجابة ملتمس الكاهن الشيخ» ولكن أغاممنون أغلظ له المقال 
ورده خاتبًاء فانثنى من حيث أتى يستغيث الآلهة أفلُونَء فأغاثه وضربهم بوباء «فغدت 
جندهم تخرٌ فلولًا» فثقل عليهم الرزء ولم يفقهوا له سبيًاء فهاجت الحمية صدر آخيلء 
ودعاهم إلى مجلس شوراهم للمفاوضة في استطلاع كنه الأمرء فلما اجتمعوا أنبأهم 
العرّاف كلخاس أن أفلون ناقم منهم لخيبة كاهنه»ء وأنه لا سبيل إلى استرضاته ما لم 
يستلينوا قلب الشيخ برد فتاته إليه» فعظم الأمر بادئ بدء على أغاممنون» ثم ما لبث أن 
لان وأذعن لحكم كلخاس على أن تساق إليه سبية أخرى بدلا منهاء فعارضه آخيل واشتد 
الخصام بينهما حتى كاد آخيل يفتك بأغاممنون لولا أن أثينا «إلاهة الحكمة» هبطت 


الإلياذة 


من السماء وصدته قسرّاء ثم توسط بينهما نسطور الحكيم إخمادًا للفتنة فما زادا إلا 
احتدامًاء وارفض الجمع على غير وفاق واعتزل آخيل القتال. 

وأما أغاممنون فلم يزدد إلا اغترارًا واعتزارًا بما لهُ من السيطرة على سائر الأنصارء 
و إلى أبيهاء وبعث فقبض على ریسا سبيّة آخيلء وأحلّها في خيمه في 
حل ماماك فق الأمر عن أحين فطلم إل أهة شين (إحدى يتات الاء) فأسمفت 
صوت تفجعه من لجة البحرء فشقت العباب إليه, واستقصّته قصّته الخبر ورقيت إلى زفس 
أبي الآلهة تلتمس الأخذ بيد آخيلء والانتقام له من الإغريق» فوعد زفس بخذلهم وإعلاء 
شان الطرواد إل أن يطبي آل ها فت هرا وحة ون لا جر من اليف 
بينه وبين ثيتيسء وفي نفسها حزازة على الطرواد فهمّت بالاعتراض عليه فأوسعها وعيدًا 
وزجرًا وبادر هيفست» وسوّى الخلاف وآدار السلافء فظل الأرباب في طرب ونعيم إلى 
أن خيم الظلام» فتوسد كل مضجعه ونام. 


تستغرق وقائع هذا النشيد اثنين وعشرين يومًاء تسعة أيام مدة الوياء ويومًا مدة اجتماع الزعماء 
ونزاع الملكين» واثني عشر يومًا مدة إقامة زفس بين الأثيوية» ومجرى الحوادث أو في معسكر 
الإغريق» ثم في بلدة خريساء وأخيرًا في الألب. 








النشيد الأول 


رَبَةَ الشعر عن آخيل بن فيلا أنشدينا واروي احتدامًا وبيلا١‏ 
ذاك كيد عم الأخاء بلاةٌ فكرام النفوس ألفت أقولا” 
لأديس أنفذن منحدراتٍ وفرى الطيرٌ والكلابٌ القيولا" 
ثم ما شاء زفس من يوم شَيِّت ‏ فتنة بالشقاق تنذر أولى؛ 
بين أتريذ سيد القوم ثارت بصلاها والمجتبى آخیااه 
أي رب قضى؟ فما غير في بوس وزفس ونكلا تنكيلاا 
ساون وة ,تانر وام الت امو هن وا فقي" 


و و 


۸1 








النشيد الأول 


مذ أهان المليك كاهنه الهم 
EE EEE‏ السهكذاننا 
سيماالعاهلين من ولد أترا 
عسجديًا أعلام ذي النّبل فيبى 
قل و ار وقوم كايا 
فيفييوس فرع زفس الى 
إقبلوا فديتي وردّوا فتاتي» 
آثروا حفظ حرمة الشيخ فيهم 
غيْر أن المقال ساء أغامم 
قال: «يا شيخ فاحذر القرب من فل 
ليس في الصولجان هذا ولا في 
لن تنال الفتاة بل سوف تبقى 
0 الجر ا 
ذعر الشيخ فانثنى واجمًا في 
ثم في عزلة دَعَا ودُعاه 
«رب يا ذا قوس اللجين استجبني 

ياولي السمنث يا عون كل 
إن أكن قد زيّنت هيكلك الوهُا 
ولتشئوق السستتححال.والشوي زک 
فوا نخاء د اتو تك الک 
فرغ الشيخ فاستجاب أفلو 
حائقًا لما خطا ارتجت الثبي 
ورمى الفلك من بعيدٍ بسهم 
ضرب الغضف والبغال فاق 


AV 


خريسًا لما أتى الأسطولا” 
وجميع الإغريق يدعو ذليلا 
ولقد قل صولجانًا أثيلا* 
س عليه بدت تجِرٌ ذيولا' 
من حذيتم طرًا حذاءً جميلا 
قهر فريام ثم عودًا جليلا'"' 
من سهام الرّدَى يهيل هموا" 
فجميع الإغريق ضجوا قبولا"' 
وارتضاء الفكاك منه بديلا 
و أتنيرًا فردّه مخذولا 
كي سواءٌ رجعت أم أنت باقي 
ئی تابات ره كك واي 
ببلادي أرغوس مثل البواقي 
ضمن صرحي بغرية وانسحاق 
إن كم اما لياق اا ران 
جرف بحر يعجٌ في الآفاق١٠‏ 
ليخن وة ليون واي 
حق مولى تنيذس إحقاقي'' 
وخريس يا رب خذ بنطاقي""' 
أد ها E‏ 
ت فسالت بشحمها المهراق 
م لتفتك بدمع هذي المآقي»٠‏ 
ن بأعلى الأولمب ET‏ 
فيه قوسا وجعبة ونبالا"" 
ل عليه كالليل بالهول مالا 
من لجين فزلزلت زلزلا 
شر سهم فجندل الأبطللا'” 


الإلياذة 


فتولت نيران موتاهم إث 
شهدت ثم ربّة الأذرع البي 
هع كنت فالتهومه القن 
«أرانا أيا أتريذ والخطب قد عرا 
نتيه ولات الحين والرّزء فاد 
فسل قائقًا أو كاهنًا أو مفسرًا 
لیا أملون سن اتن نتافم 
عساه يزيل السخط إن ننتقى له 
ففيبوس أولاه النهى وبهديه 
خبيرٌ يعلم الغيب ماض وحاضر 
«أتأمروني آخيل أن أكشف الذي 
سأفعل إن تقسم بأن تدفع الأذى 
سيغضب قولي سيدًا ذا خطورة 
وليس لمرءٍ يغصي الملك خيلة 
فلا بد أن يقتصّ وهو سجية 
فقال أخيل: «فا أمننّ وهات ما 
بحق أفلون مقرب زفسنا 
فما اختلجت نفسي بصدري ومقلتي 
ونفس أغاممنون قيل قيولنا 
فلما اطمأن الشيخ قال: «فما على 
ولكن أتريذًا على الكاهن اعتدى 
فإن لم تؤب فالويل فيكم فخيم 
لترجع لأهليها بلا فدية ولا 
فيعطى خريسًا ثم نستدفع الأذى 
نفام اعاترو ذو الول ا 


A۸ 


ر وياءٍ بالفتك تسعًا تَوَالى” 
ضاء هيرا دم الأراغس سالا" 
م أخيلا أن ادرأن الوبللا 
واستوى قائمًا عجولا فقالاء" 
نخوض على الأعقاب ذا اليوم أبحرا؛" 
وهذا الوبا والحرب قد أفنيا الشُرى 
رؤى الخلق إذ زفس رؤى الخلق سيّرا 
يقل أفبالقربان والنذر قصّرا 
من العنز والحملان ذبحًا مكفرا» 
أجل ذوي العرفان كلخاس وانبرى" 
لساحل إليون بأسطولهم سرى 
ومستقبل فانساب فيهم محذرا: 
شيط إلها يفن التجل اشا 
بكفك والإفصاح عني مجهرا 
a E‏ كما دري 
وإن كظم السلطان غيظًا وأضمرا"” 
فهل لك إنقاذي إذا الأمر أظهرا؟» 
لديك من الإنذار بالغيب مخبرا 
ورب بما أولاك جئت معبرا 
بعيني من الإغريق لا تخش منكرا 
إذا كنت تعني لن تمش وتعثرا»"” 
ذبائح أو نذر هوى السخط مسعرا 
واس و ةه و ب وا 
وليس يداني الجبر منكم مكسرًا 
بديلٍ وتؤتون الذبيح المسطّرا 
واف الربٍّ الغضوب لما جرى» 
يميّزه الفيظ العنيف تسعرا 


النشيد الأول 


وقال وعيناه تطاير منهما 
«أيا منبئ السوء الذي لم يقه لنا 
بقولٍ وفعلٍ لم تقم قط حكمةٌ 
كفل نه شيل قد قم اماف 
ولم تدر اني حابخ ا 
فليست بحسن القد والخد دونها 
ومهما يكن من ذا فأخلي سبيلها 
أود زوال السخط عنهم وإنما 
فيبدو لي الإغريق أني لم أكن 
وكلكم فينا شهوة.يأنشي 
فقال المجتبى آخيل: «مهلد 
أأصطمع كل مخلوق أترجو 
فليس لهم وتعلم بيت مال 
فما فاا مدن 'التسهن التدواحي 
وكيف يليق سهم الجند نجبو 
فته وأرخهحن فتاة قوم 
وموعدنا إذا إليون دكت 
اياف ا اة ووي 
فصاح يجيب: «يا آخيل يا من 
فلست بخادعي أَبِدًا وإنى 
أزد سبيتي وذهاب سهمي 
نعم أرضى إذا ضمنت سرانا 
وإلا خلتنى أعتاض قسرًا 
سنبحث. واقذفوا فورًا هنا في 
تراد يتالأرادع ‏ وات هارا 


۸۹4 


شرار لكلخاس الولي معرّرا: 
بخير ولكن ظل بالشر منذرا"" 
وها أنت للأسرار جثت مفسرا 
لأني لم أرض الفداء المقررا 
وقد فضلت زوجي كليتمنسترا'" 
ولا بسمو العقل والفعل مخبرا 


أروم جزاءً أرتتضيه فأصبرا" 
بسكي لأسن لسسع 
حرمت 59 والقضاء تقدرا» 
أيا أتريذ يا اع المقام” 
مكافأة الأراغسة العظام 
يضم كنوز أموال ركام 
دككنا شاع بين ذوي السهام 
وقد نالوا على هام وهام 
قاروا غ فاق السهام 
بنعمة زفسنا مولى الأنام 
نجيزك فاعتبر حرج المقام 
حكى الأرباب دع هذي المسالك؛؟” 
راتكن فين يتقان لقال 
وسهمك فائرٌ خطرا ببالك؟" 
لذلك لى جزءً مثل ذلك" 
تال اناس او أن اة 
ومن وافيت فليحنق هنالك 
غراب في عباب البحر حالك"" 
EE‏ فوق اللج سالك" 
به أو أنت أعجبهم بحالك"" 


الإلياذة 


ES SEL EEE 
فقال أخيل يشزره غضويًا:‎ 
وهل في القوم بد فتى خداعا‎ 
علمت اني لم آت بغضًا‎ 
وما نهبوا بأم البهم فثيا‎ 
ففيما بيننالجج عماق‎ 
وإليونًا أممناها التماسًا‎ 
وندفع عن منيلا شر بؤس‎ 
ورمت ستيه ضغ لنت إلا‎ 
حبانيها الأخاءًٌ وأنت منهم‎ 
فان تمرح بطظرواد راثا‎ 
وأمسينا نقسم ما سلبنا‎ 
فحظك قد تراخى عنه حظي‎ 
وأرضي قسمتي وأسير فيها‎ 
سأقلع راجمًا ولدي خخيرٌ‎ 
وأشهد لست تلقى بعد خذلي‎ 
فقال: «إذن وقد رمت انهزامًا‎ 
فلي بسواك عزوة خير رهط‎ 
وفيما بين كل قيول زفس‎ 
فلم تألف سوى شغب وقالٍ‎ 
بفلكك عد لأهلك فى سراكا‎ 
نوعضي ق تفي سوا‎ 
وزد قهرًا بأني مذ خريسا‎ 
أسيرها بصحبي في سفيني‎ 
فتاتك منك أعتاض اقتدارًا‎ 


ويخشى من سواك هنا بوجهي 


لرب النبل ندرئ المهالك» 
«أيا طمعًا تدثر بالشنار 
تخر هنا فيِيدن في جدان 
SES SENE‏ 
وما سلبوا خيولي أو ثياري 
وذات الخصب زرعي في دياري 

وغاباتٌ على الشم القفار 
وعند وقد جزيت بالاحتقار 


ببطشي إثر إعلاء الغبار 


أيا كلبًا يصول بطرف عار 


وعثنا بالمدائن بالبوار 
فلي نزدٌ وتحظى بالخيار 
وياعي حمّلت ثقل الطواري 
لفلكي مفعمًا شرر الأوار 


أعاود موطني وال داري 


كقوز الال فى خرف الان 2 
.امه 2 | | 539 2 : 5 کا 


أجلوني وزفقسسن لي سواكا 
أنا لم أقل قط فتى قلاكا 


وإن تبسل قرب قد حباكا"”؛ 
وسد بين المرامد ممشتهاكا؛ 
فليس بمزعجي هذا وذاكا؟* 
بغى عني فبوس لها انفكاكا 
وفي نفسي أسير إلى حماكا 
فتعلم ما مداي وما مداكاه 
مفاخرتي فلا يهوى هواكاى» 


النشيد الأول 


فأحزن آخيل وقد ضاق صدره 
أعن جنيه يستلٌ ماضي عضبه 
ويصرع أتريدًا على الفور أم يرى 
رأى وإذا من جنة الخلد أهبطت 
رسولة هيرا تلك من لكليهما 
ولم يرها من زمرة الجمع غيره 
تحقق مرتاتًا ثبوت هبوطها 
«أيا ابنة رب الترس زفس أجئتني 
فأنبئ والإنباء ظني صادق 
EEE EE‏ 
بإيعاز هيرا مرتضاة كليكما 
وفى كفك الفتاكة أغمد حسامها 
ا الوعد اليقين فخذ به 
ثلاثة أضعاف الذي سينالة 
فقال: «أرانى يا إلاهة مجبرًا 
ولك يكيف مين يطع سادة العُلى 
وأغمد تعلو 5 فوقَ قبضة 
فسارت أثينا للألمب لقومها 
وغيظ أخيل ظلّ غير مسكن 
نينا سيك فشر ار يشمن 
لمتكي ويد EN TET‏ 
هو خيرٌ علمت أن تسترد ال 
أنت ذا الشعبّ قد قرست بظلم 
كنت لرل هة أأحرية في :ذا “الدب 
لك مني نبوءة ويمين 
محجنٌ لن يزهى له ورق مذ 


4 


1۹۱ 


ونازعه في صدره عامل فكر 
ويأخذ في تشتيتهم عائل الصَّبِرِ 
ا الفيط هى أهون :الام 
أثينا وجرته بأشعاره الشقر؛ 
محر حول شكال هذا مطل جر 
بدت خلفه والعين حمراء كالجمر 
فبادر يشكو شدة الأمر والوزر: 
هنا لتري كيد ابن أترا وتستقري 
سيلقى بما قد غرَّهُ حتف مغترٌ» 
أتيت لأسري الغيظ عنك عسى يسري 
يفقت فكل الق :واذفع لظي اشر 
وقابل أغاممنون ما شئت بالزجر 
فسوف تنال الجبر من بعد ذا الكسر 
ستحرز يومًا فانتصح واستمع أمري» 
على الطوع مهما كان في النفس من قهر 
يتب ولهُ من بعدٌ أجرٌ على أجر» 
حي تي الكماء الب ددري 
بدارة رب الترس في قمة القصر 
ومال على أتريذ بالشتم والثَّهُْر:ة؛ 
يا لحاظ الكلاب يا قلب إيل 
بين قوم الإغريق إن يعل قسطل 
كل هذا يريك موتا معجّل”* 
سهم ممن يصد قولك إن ضل 
دك يليم ااال فوت ال فل 
حين تلقي هونًا أخيرًا وتخذل 
أثقلت في GAN‏ الميِكّل "١‏ 
راح عن جذعه على الشم يفصل 


الإلياذة 


کي ي فو شاط" الت ها 
إي وذا الصولجان وهو ولي 
بين ایهم قاط وه حت 
قسمي وهو ألوة لك كبرى 
فبك النفس تصطلي وهي حنقى 
وإذ انتهى ألقى أخيل إلى الثرى 
واحتلّ مجلسه وأتريذٌ على 
فانساب بينهما الموفق نسطرٌ 
وهو الخطيب أَخُو الفصاحة والنهى 
قد كان يحكم ثالث الأجيال في 
متجللا برزانة ورصانة 
«ربًاه أي رزية صماء قد 
لا شك فريامٌ وكلّ بنيه وال 
إذ يعلمون لما اختصامكما أيا 
فاستعصما بنصائحي فكلاكما 
ولقد صحبت بما مضى صيدًا أش 
لم الق قط ولن أرى في ذا الورى 
أو إكسذٍ أوثيس بن أغيس من 
أوذريس راعي الورى والمَجِتَّبِى 
كانوا أشدَّ العالمين وقاتلوا 
وعلى قناطرة الجبال سطوا ولم 
وصحبتهم واستقدموني جملة 
فنجدتهم جهدي وألقيت الزما 
وبكل شوراهم إذا رأبي بدا 
لكما بهم مثل أطيعاني إذا 


فاحذر أيا أتريذ غصب فتاته 


1۹۲ 


ه وهيهات بعد ذلك يخضل 
لجموع الإغريق في العقد والحل 
حاط شیع لزفس فيهم تنرّل 
سوف E‏ أخيل جيش منكّل 
وتروم الذياد عنه فتفشل 
منك إذ كدت خير شهم وأبسل» 
والمهوين. السودان في قت الد ١‏ 

كرسيه متسعرٌ بلظى الغضب 
والشهد من شفتيه بالنطق انسكب”” 
في فيلس فأراد إخماد الشغب 
فاا أن لن غاضى وا 
في مجمع الإغريق منتصبًا خطب: 
مت على أرض الآخائيينا 
طروادة الباقون يبتهجونا 
من فقتما بأسًا علا ويقينا 
دوني حثولًا َة وسنينا 
د وقد رَعَوا لي حرمةً وشئونا 
بين الرجال كفير ثو أو كينا 
قد كان مثل الخالدين رزينا 
CEE LEN PON ENE‏ 
E SOE TIE‏ 
من موطني فيلوس ملتمسينا 
ن بمثلهم في الروع كان ضنينا 
تخذوه بالإجماع متفقينا 
وخذاه رأيًا صائبًا ورصينا 
مهما علوت أماجدًا وقرونا 


النشيد الأول 


هي لابن فيلا قد حباه بها ينو 
وتجاوزن آخيل عنن ملك ضؤي 
ولكن تفق بأسا وأمك رية 
وهو الأشد قوی وأكثر عدة 
وأخيل صاف وراعني فلقد غدا 
فقال أغاممنون: «يا شيخ حكمةٌ 
يروم امتلاك الأمر والنهى إنما 
وإن تكن الأرياب و تة 
أجاب أخيل للحديث مقاطعًا: 
فإن رحت منقادًا لقول تقوله 
ولكن لي قولًا صريحًا فخذ به: 
ولن أتصدَّى للدّفاع لأيكم 
ومن دُونها احذر أن تمد يدًا لما 
ير الجيش ما تبدي ورمحي عاجلا 
كذا انفصلا بعد اختصام وحدة 
فآخيل في فطرقل والصحب قافلا 
وأتريذ ألقى للعياب فة 
وفيها خريسا والضحايا لفيبس 
ومذ مخرت أتريذ نادى بجنده 
ولبَّوهُ والأقذار في البحر أفرغوا 
وأذكوا لها في الجرف نارًا تصاعدت 
بذا اشتغلوا طرًا وأتريذ لم يزل 
دعا أوربانًا ثم تلثيبيوس من 
وقال: «اذهبا اقتادا بريسا يزندها 
وإن هو يأبى جئته بعصابة 
سارا يسوقهما الأمر العنيف على 
بين المرامدة الغضى أخيل بدا 


1۹۲۳ 


AM 


1 


إغريقيا حقاله مضمونا 
شأنًا علا شأن الملوك ركينا 
كانت فزفش زاده تمكينا 
وانبذ أيا أتريذ عنك ضغونا 
في ذا الوغى حصن الأخائيينا»"” 
نطقت ولكن ذا المقاتل يستعلي 
بل هن ل ينفيه ول يلي 
فهل هم أباحوا أن يهين أولي الفضل» 
«بأمرك مر غيري فلم يمتثل مثلي 


لأجل فتاتى لست منتضيًا نصلى 
اک ا ا تكس تالزن 
خوت ستقتى وإافعل: ادا تقت:القعل 
یل ها كالطيوة نايل ذا ذيلي» 
وفض اجتماع الحشد من بعد ذا الفصل 
الى ولكه وای متديى الكو 

معتشويية لحك اقدقى لذ متك 
وريّانها أوذيس ذو الفضل والعقل 
وضوءًا وتطهيرًا فقاموا إلى الغسل 
وقادوا الضحايا خيرة الثور والسّخل؟: 
دُخانًا إلى الزّرقا روائحها تُغلي 
بهاجسه في كيد آخيل ذا شغل 
له لم يزالا أصدق الصحب والرسل 


إلى هنا من خيم آخيل ذي الثبل" 


بنفسي فيزداد انخذالًا على خذل» 
البحر المخوف على رغم على ألم 


الإلياذة 


رآهما فتلظى واحترامهما 
فاستوقفا وجلا والقلب أنباه 
«يأمر سلي رفس والناس أدنوا عجلا 
أتريذ يبغي بريسا فاأتين بها 
ليأخذاها ا الخالدين وعنت 
لمكن حولت سزئ ادى كا 


لا شك أودى به الغيظ المشوم فلم 
حتى إذا قاتلوا في ظل فلكهم 
فقام فطرقل يمضي أمره وأتى 
ا وسارا وهي كر 
فغادر الربع آخيل وسار إلى 
وصاح يبسط ذرقًا وهو يحدق في 
«أماه ثيتيس مذ أولدتني وقضى 
على ضن بنذر المجد حيث أغا 
فكت :وفك ممعت من لجها دا 
من قرب نيرا أبيها الشيخ طائرة 
فعانقته وصاحت: ديا يُنيّ علا 
قال والنفس صعدت وزاك 
قدس إتيون ثيبة مُذ دهمنا 
وزع الكسب ها هنا وخريسا 
فاتانا خريس كاهن فيبو 
يفتدي بنته بغر الهدايا 
صولجان من عسجدٍ وعصابا 
فاتانا مستنجدًا مستجيرا 
«سيما العاهلين من نسل أترا» 
آثروا حفظ حرمة الشيخ فيهم 


1۹٤ 


والخوف صدَاهما عن واجب الكلم'" 
فقال مبتدرًا بالبشر والسّلم: 
ما الذنب ذنبكما إن تقصدا علمي 
فطرقل يا مجتبى زفس فهيت قم 
د الناس والمعتدي فليشهدا قسمي 


وانتقافعوا :العان,واضطوو] إلى عفن ۴" 


يذكر ولم يترو الأمر بالحكم 
ظل الأخاءة في أمن وفي سلم» 
بها بقلب بنار البث مضطرم 
لفلك ملك المكينيين ذي العظم” 
الجرف الخلي يفيض الدّمع كالديم“" 
بحر طغى مستمدًا رحمة الرّحم:" 
زفس بقصر حياتي فليصن شيمي" 
ممنون في طوله يسطو على قسمي» 
نكل النذخان:من الأمواع: كالخهسم 
علت فألفته يُهُمي دمع محتدم 
NE‏ مالي الا م 
دكين ن ا مهمه ا 
وارتفدنا منه أجل ارتفاده“" 
نال أتريذ غادة أيّ غاده 
س مثير السهام يلقي المقادَهُ 
وييّمناه صولجان السَيادَهُ 


5 أفلون فوقه ميّاده 
راجيا من جميعنا إنجاده 


فجميع الإفرييق E‏ مرادة" 
وقبول التّفائس الحوقفانة 


النشيد الأول 


فابن أترا استشاط يطرده من 
ذعر الشيخ وانثنى بدُعاء 
فرمانا سهما فيددنا وال 
طفقت حندنا تخر ركاما 
فقه الأمر كاهِنُ ذو سناد 
فطليت استرضاءه فانيرى أت 
اَعَد الوعيد ثم قضاه 
فأعدوا سفينة سيّروها 
شم ساروا وأوفدوا بنذور 
وبذا الحين قام من خيمي الرس 
لابن أترا يستصحبون بريسا 
أنصفيه إذا استطعت 
واستغيثي إن كنت حقا بقول 
باعتزاز سما بقصر أبي كم 
عند ما فوسذ وهيرا وآثكي 
وتجاروا لغل زفس الذي ير 
لم.يكتن يون ,عة اة إلا 
فابتدرت الأقلال بالحلٌ والج 
«مثة أذرغا له وهو يدعى 


وسيري 


الح 


ولدى الناس إيجيون يُسمّى» 
من أبيه شد بأسََا وعند اب 
ناف سفن TE VEE‏ 
أقصدي زفس ذكريه بهذا 
ليبيد الإغريق بالجرف قر 
ليروا طيش ملكهم وهو يدري 
وابن أترا يرى بمجد علاه 
قالت وأهمت دموع الحزن: «والهفا 


شا مورا :عه الخ اده 
وفبوس استجابه واستجاده 
أسهم الدُّهم أنفذت بداد 
بعضها فوق بعضها منقاده 
واحتدام الإلاه آدّى مفاده 
ريذ حال يبدي عَلَىّ اشتدَادَه 
وأراه المتعريية شيع اكد بماد 
بخريسا إلى أبيها مُعَاده 
شائقات للرّبٌ خير وفاده 
ل بسهم أوتيت حقٌّ الجلاده 
اخ اذاه نيك ى وة 
لِلْمُلى في ألمب رب العباده 
أو بفعل EE‏ یوما فؤاده 
EE‏ رويت خير إفاده: 
نا استطالوا على ولى الإبِادَة*" 
كم غيم العلى oe‏ اسوداده 
EEE‏ روطة E‏ 
حيمان تخالا دعوت يبدي جهاده" 
بريارا فى تحرف أهل السعاده 
PIES‏ لعن ترام EE‏ 
ن قرون أقام يوري بم 
وارعووا عن مكيدة نقاده" 
قَبُلي ركبتيه وارجي مداده 
ب اقلق او ارا 
أنه قد أصاد شر إصاده“" 
CNS‏ اه 
وهل ولدتك كي تشقى وتشقيني 


الإلياذة 


ما ضر لو كنت عند الفلك مغتيطًا 
فقد e Ss‏ التاق لاعس 
نعم ا قمه بالثلج 
إلى فن داف ا ما 
يقضي برحلته اثني عشر يوم صفا 
فتركيتية متي ياتي أقيل قي 
وغادرته بقلب لاهب ةا 
هذا وأوذس ماض في ضحيّته 
طوى الشراع إلى قعر السفينة وال 
وقام يجذف للمرفا ويطرح مر 
فأخرج الذيّْحَ والحسناء تتبعه 
آوى إليه ابنة رقت عواطفه 
صَفوا على المذبح الزدان ذبحهم 
وللسماء خريس مد في لَهَفٍ 
«يا رب كلا وذا قوس اللجين ويا 
ويا ولي خريس قد أجبت دعا 
أجب سؤالي وعن أبناء دَانَوس 
والذابح الذبح أعلى E‏ 
0 فشي حواشيها وأتبعها 


لها 


111 


لم تلق ضرا وتذرف دمع مشجون 
في طالع السَّوءٍ للأحزان والهون 
ولم تزل بين مرغوم ومحزون 
فوق الألمب سأمضي ساعة الحين 
تشكو عسى يرعوي رفقًا ويدنيني 
بقرب فلكك لا تلوي على لين 
ارات فى سو لي الاين 
والأاييين في رهط العرانين"" 

قصر النحاس عسى يصغي ويكفيني» 
سنن غيادقه التميسياء مفكون 
إلى خريسا وذاك الثغر مذ وصلا" 
حبال حل وحالا أنزل الدَّقلد"؟ 
اة ونوت شه الل امح 
إلى مقام فبوس فانثنى وتلا:"" 
لرد بنتك واستدراك ما حصلا 
حتفا عساه يزيل الشحيظ والتفيلة 
لها وباشرت الإغريقة العملا 
ذرُوا الشعير وكل عق كه 
يد الضّراعة يدعو الرب مبتهلا: 
مولىّ بقوّته تِينِيذسَا وصلا” 
دعوته ويلوت القوم شر بلا 
أزل وباءً على أعناقهم ثقلاء” 
دعوا وذرُوا شعيرًا طاهرًا فضلا 
من بعد تجريده أفخاذه عزلا”” 
الأحشاء داميةً من فوقها وشلا 
والخمر صب عليها والصلا اشتعلا 
أطرافها فتية الإغريق والنبلا 


النشيد الأول 


حتى إذا ذايت الأفخاذ واجتعلوا 
كم اشحووةه وفوا للظسام وم 
لما اكتفوا بكئوس الرّاح طافحَةٌ 
ظلوا نهارهم يبغون بالنَّغم ال 
وعظّموه بأنشادٍ له نُظِمّت 
حتى إذا أبرزت وَرْدِيّ أثلها 
عادوا لقومهم والريح مسعفة 
هبوا إلى نشن مبيض الشراع على 
راحوا ومركبهم شق العباب على 
كادوا يطيرون حتى قومهم بلغوا 
القوة بين عضاداتٍ مثبتة 
وظل أخيل حانقًا عند فلكه 
يؤجج في أحشائه نار غُزلة 
وفي فجر ثاني عشر يومًا مقامة 
ولك تك كيتيس التنسي وغودها 
تجاووك الجن افيه لاسكا 
على القمة العليا بهن قد استوى 
تدنّت إليه وانْبَرَت مستجيرةً 
ومالت بيسراها تقيّل ركبة 
«أبا الخلق زفسًا إن صدقتك خدمة 
أجر ولدي أدنى الرجال إلى الرّدى 
وأعدمه سهما فلا تطرحه يا 
أفز جيش طروادا ليعظم قَردرْهُ 
قابطا ركام الغيوم ولم يجب 
وهإذا"النذق :مهسي فل ا 
PES NES ETO‏ 
ا شم إن یی هنا 
فتوغر صدري إذ بكل نميمة 


1۹۷ 


باقي الحشا اقتسموا اللحم الذي فضلا؛” 
نكن ينهم قط ساك لم مدل كحي 
داروا وفتيشهم قن برا هذه 
نشادي تقل رت نهم اقحفلةة؟ 
فطاب نفسًا بطيب اللحن واجتذلا”/ 
بنت الصباح وذات الفجر مُنْجِلهد”” 
لهم بفيض إله ذبحهم قبلا 
أكناف سارية شم انثنوا عجلا 
تلاطم الموج يدوي حوله قللا 
فللرصيف استجروا المركب العجلا 
وبين فلكِ وخيم فَرّقوا جملا 
بعيدًا عن الشورى افتكان الجواسل 
ووجدٍ لضجّات الوغى والجحافل"” 
أتى زفس في رهط الخلود الأفاضل'' 
فشقت عبابًا حال بين المراحل 
إلى حيث زفس بجيال العواطل 
بعيدًا عن الباقين جم المخايل'؟ 
ومست بيمنى ذقن مولى العواهل 
وتلتمس الحسنى بكل الوسائل: 
بقولي وفعلي بین رھط الأماثل"“ 
فقد حطّة آذ تريذ حطّة خاذل 
حكيمًا تجلّت فيه عر الشمائل 
ويُنْزله الإغريق أسمى المنازل» 
على الرّكب انقّضُت وصاحت «الأصل 
وقل أو أشر بالوعد أو رفض نائلي 
فقال مبينًا زفرة المتثاقل:”* 
لهيرا انيرت لي بالجفا والقلاقل 
تچ واا یاو تعمل ای 


الإلياذة 


وتزعم أني اراو قاف 
سأنظر فيما تبتغين وهاكها 
ففيها بدار الخلد عهد مصدق 
وحرّك جفنه فمادت شعوره 
بعد هذا الحديث سر الإلاهان 
من أعالي الأولمب غاصت وزفش 
مهي CE‏ العلى لأيبيها 
حل في عرشه وهيرة بالمر 
أبصرنَة يلقي ابنة الشيخ نيرا 
فعليهمالت سريعًا بعزم 
«من ترى أيها الإلاه المُتاجي 
قد كرهت استيداع سرك عندي 
قال رب الأرباب والناس طرًا: 
لا تطيقين لا وإن كنت زوجي 
ذاك لا خالد ولا بشي قبا 
وحذار السؤال عمًا أرى أن 
رمقته بطرف عين مهاة 
أنا لا أطلب التفحص عما 
إنما خشيتي من ابنة شيخ ال 
واف الق و تةك بلثم ال 
ويقيتًا أشرت بالوعد أن يح 
وبمرأى الإغريق في فلكهم تر 
قال: «غاليت في مراقبتي وي 
لن تنالي بذك إلا نفوري 
فالزمي الصمت في مكانك إِيًا 
ليس يُنْجِيك من ثقيل ذراعي 


۹۸ 


فَهُبى ولا تنظرك هبةٌ عاجل 
إشارة وعد بالإجابة قائل 
وثيق وطيد لن يمس بطائل» 
وزلزل عرش الخلد أقوى الزلازل““ 
فثيتيس للعباب العسوف 
غناك اصرح فى" العام السحيف 
كز ولمعا هول مخيف 
هناد کان ا كين كلك اا 
ذات رجل الاق بالمعروف 
EREN EEE‏ 
E a i‏ 
إن اعقب رمث يدو عي انيف 
دلا ترجي استطلاع كل صروفي 
غير عرفان حقك المألوف 
لك يروي له أقلّ لصيو 

تبقّى بعلمي الموقوف»'' 
ف ۾ قالت: وا لی قرو 
ي أجر أنت ما تشتهيه 
بحر أن تعتلي بمكر وتيه 
رُكبتين ابتغاء أمر ا 
دي لوف الأبطال كي ترتضيهء“ 
حك وأكغرها خقلة اتر 
بل تذوقين طعم خذل كريه 
ت لأستحستن ما أجريه 
ك خلاقا وهاك أمري فعيه 

EE‏ کی مين عل ف 


النشيد الأول 


حِلَسَتْ أصمتت وخارت فؤادًا 
فتصدى الحدّاد ذو الشأن 
«فدح الأمر إن تكونا لأجل الن 
وإذا: :متا او ته اتاخ قاع 
لك نصحي مهما تعي حكمة أن 

خنشية أن سف زرا تمي 


هكذا شاء قاصف الرعد وهو ال 
وهو كفوء لهد كل قوانا 
سكني غيظه بعذب الأحادي 
ثم زجّى لها وقد قام كأسًا 
همدي الورّوع كلما اشتد إني 
ساقني العزم مرّة ا 
ورمى بي من السماء فدحرج 
فوق لمنوس خائر العزم أَمُبِطْتُ 
ينهي الندوين من بف أن هه 
وأدار السشلاف دورًا على البا 
مع ات ريه هن هلل اورت 
ENE‏ ري كنيد را 
لبثوا يؤلمون يومهم بي 
وفيوس بضرب قيثاره وال 
ول ن وا 
نهضوا للمنام ضمن صروح 
وكذا زفس رام مضجعه حي 


وإلى جانبيه من فوق عرش 


۱۹۹ 


وينو الخلد بلبلوا بلبالاا' 
هيفست لتسكين أمه ثم قال:؟١١‏ 
اس بالأرض تنُشيان القتالا 
كيف نبغي الصفا وننعم يللا 
تتقيه وأن تلينى المقللا 
كأس أفراحنا بذاك وبالا 
أعظم الفائق الجميع كمالا؟١٠‏ 
بعروش قد أعظمتنا جلالا 
ث فيرضى ا ويحسن حالا» 
طفحت قال: «هاك خمرًا زلالا؟١٠‏ 
لدفاع أراه أمرًا محلا 
لك فاجترّني برجليٍّ حلا 
ست نهاري كس هذا الس الا 
لدى السّنت فالنقطت معللا:١٠٠‏ 
يت E SLANE a‏ 
قين يسقي يمينهم فشملا 
وهو يجري ويحسن الإقبالا 
هارا ريم بقصر تعالى"' 

جن ظغيام يُؤتى وحظ توالى 


ځور ينشدن بهجة وجمللا 
كل رب مضى يروم اعتزلا 
شاد هيفست بالسنا تتلالا”١٠١‏ 
ث لَذِيذ الهُجُوع يلقي الظّلالا 


الإلياذة 


هوامش 


)١(‏ الاحتدام الوبيل: هو الغضب الشديد المشئوم» شرع الشاعر في استنشاد الإلاهة 
(057) والمراد بها إلاهة الشعر والقريحة» وبنى منظومته على كيد آخيل بن فيلا أشد 
أبطال القوم بأسًا. 

كان اليونان في جاهليتهم ورعين في عبادتهم مخلصين في معتقدهم يجنحون إلى 
التماس عون آلهتهم في كل شأن من شئونهم» ويعتقدون الوحي والإلهام؛ ولهذا شرع 
الشاعر في استمداد المعونة من ربة الشعر؛ لتبث فيه روح النظم والإنشاد بل زاد على 
ذلك بأن جعلها هى المنشدةء فمكانها هى صاحبة الفضلء وهو إنما كان ناقلًا يملى على 
ا من ديكو رروتطها دوهن علدو الورك وسلامة اا ا اهما فصل 
النفس من الارتياح بالاستكانة والاستسلام إلى عضد قوي يتوكأ عليه» فتصرف عنها إليه 
عبء العناية بالعمل أثناء القيام بأمر خطيرء ولقد حذا حذو هوميروس سائر الشعراء في 
جاهلية اليونان والرومان» ولا سيما في مطولات ملحماتهم كقول فرجيليوس كبير شعراء 
اللاتين: ... 272622012 2311535 10111 ,211153 ولما انتشرت النصرانية في البلاد الأوروبية» 
وانصرف أهلها إلى عبادة إله واحد هو رب الشعر والشعراء وكل معقول ومحسوس لم 
يبق لربات الأغاني والأناشيد محل في عقيدتهم» ومع ذلك فإن فريقًا منهم ظل يستمد 
عونهن على سبيل الاستعارة» فكان شاعرهم كأنما يستغيث خصلة من صفات الباري 
عز وجل ألا وهي فيض الغوث الإلهي وعلى هذا قال تاسى في فاتحة منظومته «أورشليم 
المحررة»: 310011 Musa, tu 50113 al 26110 mio celesti‏ 0 وقال ملتن الإنكليزي في 
«الفردوس الغابر» ©2115 16257617 5128 فاستنشدا رية الأغانى وعرفاها بالمنشدة 
الحم وك و ا ْ 

أما العرب في جاهليتهم فلم يكونوا على شيء من هذا التزلف إلى معبوداتهم: ولا إلى 
جنيات الشعر اللائي كن بزعمهم يوحين إليهم» ولم يكن شاعرهم يستنشد إلا سليقته 


مستحدًا فطرته الشعرية ليس إلاء فإن امرأ القيس وقف موقف المنشد والمستنشد بقوله: 
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحوملٍ 


وهكذا يقال في استهلال طرفة: 


النشيد الأول 
لخولة أطلال ببرقة ثهمدٍ تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد 


وقس عليهماء على أنه لما جاء الإسلام» ورسخت صحة الدين في أذهان العرب أخذوا 
يفتتحون مصنفاتهم ومؤلفاته بالبسملة عملا بالحديث القائل: «كل أمر ذي بال لا يبدأ 
فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر» «أو أقطع أو أجذم» ثم يأتون بالحمدلةء والصلاة 
والسلام على النبي» فإنك لا تكاد تجد موْرخًا أو مؤلفا أو شاعرًا نظم في علم أو فن إلا 
رأيته نحا هذا النحو إلا في قصار المنظومات كقصائد المدح» والهجاءء والغزلء والرثاء 
فليست كلها بأمور ذات بال. 

(۲) الإخاء أو الآخائيون قبيل من الناس يُظن أنهم قدموا من تسالياء ونزلوا ببلاد 
الأرغوليذة» وكانوا أثناء حرب طروادة أعز اليونان شأنًا؛ ولهذا كثيرًا ما يطلق هوميروس 
اسم الآخائيين على جميع اليونان من باب التغليب. 

(؟) آذيس: إله الجحيم» والقيول: الزعماء والأبطالء كانوا يعتقدون أنه لا بد لنفس 
الميت من الانحدار إلى جحيم» فإن كان من أهل الهناء عبر النهر العظيم على صراط 
مستقيم إلى ديار النعيم» وإن كان من آهل الشقاء لبث في عذاب مقيم» بعد أن ذكر 
الشاعر كيد آخيل أتى على وصف وبال ذلك الكيد على الجيشء فبدأ بالشر الآهون» وهو 
هلاك أبطاله» وانتهى بالشر الأعظم» وهو وقوع الطير والكلاب بجثث القتلى» ولم يكن 
بالممكن أن يأتي بأبلغ من هذا الوصف؛ لأنهم كانوا يؤثرون دك معاقلهم وتدمير مدنهم» 
EEE SE EE‏ حا فتكي ى اعرد EA TOS‏ 
يعتقدون أن إحراق الجثة ودفنها يسهلان على الميت اجتياز السبيل إلى مقام السعادة, 
وأشعار العرب مشحونة بمثل هذا المعنى أي: عبث الطير والوحوش بجثث القتلى نجتزئ 
منها بذكر شيء من شعر عنترة قال: 

تقلبه وحش الفلا وتنوشه من الجو أسراب النسور القشاعم 
وقال: 
تحوم عليه عقبان المنايا ‏ وتحجل حوله غربان بين 


وقال: 


الإلياذة 


وبالسيف قد خلفت في القفر منهم عظامًا ولحمًا للنسور الكواسر 
وقال: 
كم فارس غادرت يأكل لحمه ضاري الذئاب وكاسرات الأنسر 


ولكن العرب لم يروا رأي اليونان فما افتراس الكواسر شلو القتيل غضاضة عليه 
ولا دون ذلك عقبة تقف في سبيله إلى الجنة» بل ريما كانت تلك أمنية اليطل المحرابء 


قال العبسي: 


فيا رب لا تجعل حياتي مذمة ولا موتتي بين النساء النوائح 
ولكن قتيلًا يدرج الطير حوله وتشرب عقبان الفلا من جوانحي 


وقد وضع هوميروس الكلاب موضع الوحوش لسببين: أولهما: قصد المبالغة في ما 
نالهم من الهوانء والثاني: مراعاة موقفهم في الحربء فإنهم إنما كانوا يقاتلون حول 
بلدة آهلة بالسكان» فلم يكن للوحش من سبيل إلى بلوغ القتلى والجنود محدقة بهم من 
كل جانب. 

)٤(‏ زفس كبير آلهتهم وهو المشتريء ولم أر له ذكرًا بلفظه اليوناني في شعر 
العرب» وهو زاويش أبي نواس بقوله: 


صورة المشتري لدى بيت نور ال ليل والشمس أنت عند انتصاب 
ليس زاويش حين سار أمام ال حوت والبدر إذ هوی لانصباب 
منك أسخى بما تشح به الأنف سس عند انتفاض در الحلاب 


ولكن أبا نواس أخذ هذا التعبير عن الفرس دون اليونان يؤيد ذلك قوله بعد هذه 
الأحدات: 


و هرام تقل جه اعقب .سري؟تاليل:راقةا مالاب 


النشيد الأول 
منك أمضى لدى الحروب ولا أهف ول فى العين عند ضرب الرقاب 


وبهرام الفرس هو أريس اليونان إله الحرب 

وقال: إن غضب آخيل إنما كان بمشيئة زفس» وقد فسر فلوترخوس كلمة زفس 
(4109) هنا بمعنى القدر ليدراً عن أبى الآلهة شائبة القضاء بفتنة بين عباده» ويرد على 
ذلك بأن زفس هو رب القدر ولا قدر إلا بقضائه. وأحسن ما يمكن من التخريج في 
هذا المعنى أن يقال أنه تجاوز عن إخماد تلك الفتنة بل أذن في شبوبها عقابًا لليونان؛ 
لتغاضيهم عن إجحاف أغاممنون بحق آخيل على ما سيأتي. 

(5) ذكر هنا أن تلك الفتنة كانت بين أتريذ وآخيلء وأتريذ أو أتريذس كنية 
أغاممنون زعيم زعماء اليونان» ومعناهما ابن أترا أو أتراوس» وهي صيغة يونانية 
للإعلام» وقد تطلق أيضًا هذه الكنية على منيلا أو منيلاوس أخي آغاممنون» وكلاهما 
حفيد أترا لا ولده» والعرب تكني بالجد والجدة» ومن فوقهما كقول الفرزدق في زين 
العايدين: 


هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله بجده أنبياء الله قد ختموا 


ولم يكن زين العابدين ابن فاطمة بل حفيدهاء ولم يكن النبي جده بل جد أبيه؛ 
ونقول السموأل بن عادياء وعادياء جده لا أبوه. وقد لقب آخيل هنا وفي غير موضع 
بالمجتبى؛ إما إعجابًا به وإما إشارة إلى إعراقه بسمو النسب فإن فيه شيئًا من دم الآلهة 
على ما سيأتي» والكنى والألقاب كثيرة في الشعر اليوناني ككثرتها في الشعر العربيء 
وأكثرها للتعظيم. 

() لما فرغ من استنشاد الآلهةء وأتى على ذكر الموضوع والعلة والنتيجة» وقف 
مستفهمًا عن الإله المسبب لتلك النوائب» قال أفستاثيوس: «ثم توارى الشاعر كأن كل ما 
يلي من الحديث موحى إليه به من إلاهة الشعرء وتراه في سياق النظم يستنشدها حينا 
بعد حين؛ لكلا تغرب عن ذهن القارئ». ١‏ ه» وكأنها أخذت تقص عليه» فقالت: إن السبب 
فيبوس إله الشمسء وهو المعروف أيضًا باسم أفلون» وعطفت عليه زفس؛ لأن فيبوس 
وسائر الآلهة لا يستطيعون أمرًا ما لم يؤازرهم زفس عليه. 

(۷) ابن لاطونة هوفيبوس» يقول: إنه رام بأغاممنون سوءًا لما لقيه منه من الجفاء. 

(۸) الهم الشيخ الهرم» أي: إن السبب في غضب الآلهة إهانة الملك أغاممنون لكاهن 
خريس. 


الإلياذة 


(9) ولدا أترا هما: أغاممنون ومنيلا كما تقدم وقلَّ حمل. 

)٠١(‏ العسجد الذهبء إن في قدوم الكاهن رافعًا بيده صولجان إلهه إشارة إلى أنه 
أتى بهيئة المستجيرء وقد كان من عاداتهم أن يتخذوا صوالج تقام في هياكل معبوداتهم 
فصولجان القمر كان فضيًاء وصولجان أفلون كان ذهبيًا. 

)١١(‏ الأولب أو الأولبس: جبل كان فيه مقام زفس» ومجلس شورى الآلهةء اشتهر 
بهذا الاسم ثلاثة جبال: أولها: السلسلة الممتدة بين تساليا ومكدونياء وتعرف الآن قمتها 
العليا باسم لاشاء وهي التي كان فيها منتدى الآلهة» والثاني: هو المدعو الآن كشيش 
طاغ وراء مدينة بورصة «عمُوريّة». والثالث: هو جبل الأطاغ الواقع بين بولي وأنقرة. 

)١١(‏ قال أفستائيوس: «إن في خطاب الكاهن خريسيس «أو خريس» حد الإعجاز 
في البلاغةء فإن جيش اليونان كان قادمًا من بلاد شتى بعضها ملكية» ويعضها شوروية» 
فاسترضاهم جميعًا بقوله: «فرعي أترا وقوم أخايا» بأن جعل خطابه موجهًا للملوك 
وعاطة اه وروا تكداء الحذاء الحميل هه من اة اليؤنان فى تعن فور 
أدى بعبارة موجزة أبلغ ما يمكن أن يقال في هذا المقامء فإنه دعا لهم بالنصر ومعاودة 
الأوطان» وهما غاية أمانيهم واستحلفهم بإلهه أفلون استحلافا يشير إلى ما سيحل بهم 
من الأرزاء الشداد إذا أصروا على عنادهم». ١‏ هه ولا يخفى ما يتضمن هذا الاستحلاف 
من الوعيد الخفيء وأفلون أو فيبوس كان ابن زفس؛ لأن الآلهة عندهم كالبشر بعض 
أبناء بعض. 

)١(‏ بعد أن فرغ الكاهن من خطابه قال: «فجميع الإغريق ضجوا قبولا» وإجماعهم 
هذا يدل على أنهم حكموا حكمًا صوابًاء وأن أغاممنون إنما جار وتعسف» وهم مع ذلك 
لم يقاوموه خوفًا من اختلال نظام الجند؛ لأنه كان القيل الأعظم. 

)١8(‏ قد استطال أغاممنون على أفلون بكلامه في هذا البيت» وسيعلم القارئ أن 
هذا الإله كان مظاهرًا للطروادء فلم يكن من العجب أن يحط اليونان بسورة الغضب 
شيئًا من كرامته» وخصوصًا لأن فريق أنصارهم من الآلهة كان يحثهم أحيانًا على العبث 
بكرامة الفريق الآخر حتى أثينا إلاهة الحكمة أمرت ذيوميذ «في النشيد الخامس» أن 
يطعن الزهرة رية الغرام. 

)٠١(‏ إن في ذعر الشيخ ووجومه وانثنائه راجمًا من حيث أتىء وهو لم ينبس 
ببنت شفة لجوابًا بليقًا على كلام أغاممنون» فإن هذا الصمت أوقع في النفوس من كل 
جواب» وحسب القارئ أن يتصوره راجعًا على تلك الحالء والبحر يعج كأنه يناجيه بما 
في نفسه» فيعلم ما كان عليه من الكآبة وانقباض الصدرء ورب صمت أبلغ من خطاب. 


5 


النشيد الأول 


(17) ذو قوس اللجين لقب من ألقاب أفلون إله الشمسء وقد يلقب برشّاق النبال 
أو زجِّاجٍ السهامء ولا يخفى ما بين هذا اللقب وأشعة الشمس التي يمثلها أفلون من 
الف المعنوية متك رة تخا شااحل روا عل فقرية من مؤخل الدرة نيل 
كانت فيها معابد لأفلون» ويسميها الترك بوزجه أطه أي: الجزيرة الشهباء. 

(۱۷) خذ بنطاقي أي: أعني وأجرنيء ولي السمنث أو السمنثي لقب آخر لأفلون 
كان يطلقه عليه أهالي تينيذس وسواحل بلاد طروادة» وكان في أرض طروادة بلدة 
كذعن سمال أن الان كاتا ورحعوق واضل هذه التسمية إل اشدعاق لخر قال 
إسطرايون: «أنه من كلمة (581100100) ومعناها الجرذان». ذلك أن آل طفقير لما نزحوا من 
أكريت إلى البر المقابل أوحى إليهم أن ينزلوا حيث يبادر السكان إلى استقبالهم» فأتت 
الجرذان ذات ليلة وسطت على حمائلهم وجلود تروسهم» فقالوا: إن الآية قد فسرت» 
وأقاموا حيث كانوا وشادوا هيك لأفلون ولقبوه بالسمنثيء كلا بليدة كانت قرب ثيبة 
وخريسا كان فيها معبد لأفلون الكلي» وهو لقب آخر له» وخريسا بلدة كانت في منتهى 
خليج أذرميتة عند مصب كيليوس على مقربة من ثيبة كان فيها خريس كاهنًا لأفلونء 
وهي غير خريسا الجزيرة المحاذية للمنوس. 

١‏ (1) أراد بأبناء دانوس جماعة اليونان» بعد أن استعطف الإله بألقاب التبجيلء 
وذكره بما تستوجبه عبادته وخدمته له من الرعاية ناشده أن ينتقم له لما يذرف من 
دموع الكآبة» وهذا أول دعاءِ في شعر هوميروسء وسنرى في البيت التالي أنه لم يكد يفرغ 
الكاهن من دعائه حتى استجيبء وقد نهج في كل شعره هذا المنهج لينبه القارئ على 
وجوب الصلاةء وفائدة الورع» وصحة العبادة وهو نهج حسنء واعتقاد رصين راسخ في 
كل دين. 

(۱۹) مزمهرٌ: محتدم غيظا. 

)٠١(‏ الغضف الكلاب. 

5 تقل زاقة ا العاشرة لحار روا مدي واف عفن افونا 
فسرى بين الناس والحيوانات» أما بين الناس فلعله كان من شدة الحر وفرط العناء 
وأما بين الحيوانات فلعله كان من ذلك ومن فساد الأطعمة وقلتهاء فصاغها هوميروس 
بقالب جميل» فجعل المسبب أفلون إله الشمس وأشعتها نباله» وأسهم الرزايا ونبال المنايا 
استعارة لطيفة واردة في كثير من الشعر القديم والحديثء قال أبو الطيب: 


الإلياذة 


فصرت إذا أصابتني سهام تكسرت النصال على النصالٍ 


ومن كلام داود النبي: «فيرميهم الله بسهم وضرباته تكون بغتة» «مز ؟١»‏ وزاد 
في حسن التعبير ودقة المأخذء فجعل الخطب النازل عقايًا لأغاممنون على كفره به 
وإهانته لكاهنه كل هذا حًا على البر والتقوى» أما كون الكلاب والبغال سرى إليها الداء 
قبل الناس ففيه نظر دقيقء قال الموسيوداسيه: «إنها لطريقة حسنة لردع البشر عن 
السوء» فلهم في ضرب الحيوان موعظة يتعظون بها لو اتعظواء فيتوبوا ويرعووا قبل 
أن يحل بهم السخطء وتنكبهم النوائب فترضى العناية عنهم فلا تسومهم العذاب» فإن 
ضربات مصر أنزلها الباري عز وجل على هذا النمطء فضربت الخيل والحمير وغيرها من 
عجماوات الحيوان» فلما لم يعتبر المصريون ضربهم الله بأنفسهم». 

(۲۲) هيرا امرآة زقس وظهيرة اليونان» والأراغس اليونان من باب التغليب كما قيل 
الأخائيون في غير موضع»ء وكما نطلق عليهم الآن اسم اليونان» وما هم كلهم بيونان. 

(۲۲) إن في انتداب هيرا لآخيل دون سواه من الزعماء لعقد المجلس لحكمة يفقهها 
القارئ إذا علم أن كلام الشاعر رمزي. قال فلوترخوس: «إن آخيل كان أعلم الملوك بحالة 
الوباء لما سبق له من درس الطب على خيرون». وزاد أفستاثيوس: «إن هيرا أوحت إلى 
آخيل ما أوحت؛ لأنه كان أعلمهم بفساد الهواء وهي إلاهة الهواء كما سترى في ترجمتها». 
واسم الهواء باللغات الإفرنجية مشتق من اسمها اليوناني (07). 

)۲٤(‏ لما حشد آخيل رؤساء الجند قام فيهم خطيبًا فوجه كلامه إلى أغاممنون لثلاثة 
أسباب؛ أولها: أنه زعيمهم» والثاني: أنه كان المتسبب بهذا الوباءء والثالث: أن اليونان 
لم يقدموا على هذه الحرب إلا انتصارًا له ولآخيه منيلاء فذكر ثقل الرزء عليهم حتى 
كادوا يضطرون إلى القفول على لجة البحر وهيهات» ثم طلب استطلاع كنه السر في 
غضب أفلونء ولا سبيل إلى ذلك باعتقادهم إلا بالعرافة والكهانة» وتفسير الأحلام» وهي 
عادة جرى عليها القدماء في كل الملل والنحلء وأمثلتها كثيرة في التوراةء وكانت شائعة 
في جاهلية العرب وحسبك منها أخبار شق وسطيح» وكان العراف عند العرب ساحرًا 
ومنبدًا بالغيب وطبيبًا أيضًا. قال الشاعر: 


النشيد الأول 
جعلت لعرّاف اليمامة حكمة وعراف نجد أن هما شفياني 


ومن قولهم في استفحال الأمر ويلوغ درجة القنوط: «إذا سال بك الغراف لا ينفعك 
العراف». وأخيرًا عمد آخيل إلى ذكر الوسيلة التى كانت في ظنه حسنة لاسترضاء الإلهء 
قال aaa e ESE‏ لد وفيا الل SEN‏ 

)١5(‏ كان كلخاس بن ثسطر عرًافًا وناخذاة أي: دليلًا لهم في البحرء فلهذا كان 
معزز الجانب لشدة ما بهم من الحاجة إليه» فإنه لم يحمل مع من حمل على بلاد 
الطرواد في أول الأمرء فضلوا الطريق وأبحروا إلى ميسيا ظنًا منهم أنها طروادةء وأخذوا 
يعيثون فيها ثم ما لبثوا أن تبين لهم الخطأ فرجعوا عنهاء وذهب أغاممنون بنفسه إلى 
ميغارة» فأتى بكلخاس لما كان يؤثر عنه من معرفة سلك البحار» فقاد سفنهم في الربيع 
الثاني إلى حيث كانوا قاصدين. 

(1؟) يشير إلى أغاممنون. 

(۲۷) قال ابن الوردي: 


جانب السلطان واحذر بطشه لا تعاند من إذا قال فعل 


(۲۸) أشار كلخاس إشارة لطيفة إلى أغاممنون» وأما آخيل في جوابه فصرح 
تصريحًا؛ لأنه كان ملكا مثله» ولا يفضله أغاممنون إلا بالرئاسة الوقتية» وفي كلام آخيل 
في هذا الموضع دلالة واضحة على ما سيرد من وصف بأسه وعلو جانبه من وجه» وحقده 
وجفائه» وقلة رعايته لرئاسة الرؤساء من وجه اخر. 

(۲۹) كان أغاممنون حاقدًا على كلخاس؛ لأنه أنبأه قبل بضع سنين بأن سيضطر 
إلى التضحية بابنته أفيجينيا؛ ولهذا لقبه بمنبئ السوء ووصفه بما يليء على أن أغاممنون 
مع غيظه وحدته كان أحلم من أجاب ملك إسرائيل بما أنبأه ميخا بمآله «فقال ليوشافاط 
ألم أقل لك أنه لا یتنباً عليَّ بخير بل بشر «۲ أي 217:8 ثم أمر بسجنه وقال: «قوتوه 
خبز الضيق وماء الضيق إلى أن أرجع بسلام» «؟ أي .»٦:1۸‏ 

)۳١(‏ أن في قول أغاممنون هذا اعترافًا بحبه لها قال ذلك؛ ليتنصل بعض التنصل 
من ذنبه» وليكون له من حبه شافع بإمساكها عن أبيهاء ثم أردف هذا الاعتراف بقوله: 
«فأخلي سبيلها» ليزداد فضله بالإفراج عنها مع شغفه بهاء قاله بوب. 

)۳١(‏ أي: إنه اشترط عليهم أن يعوضوه بدلا منها. 


¥۷ 


الإلياذة 


(۳۲) الظاهر أنهم كانوا يفاخرون بإحراز السبايا والأسلاب؛ لأنها تدل على بسالة 
محرزيهاء ولا يقابلها عند العرب إلا المفاخرة بالأسرى والقلائع أي: الخيل التي يرمى 
عا قاوشا ساكة القمال فان ,اخ اها كان كط الفا في حاف العرن و 
يزال» وربما فخروا أيضًا بالسبي كقول الشاعر: 


وعادوا بالغنائم حافلات وعدنا بالأسارى والسبايا 


أما سائر المكاسب فقلما كان العرب يحرصون على حفظها بل ريما كانوا يجودون 
بها كلهاء ثم افتخروا أنهم لم يبقوا على شيء منهاء وحسبوا أن الأثرة بها وصمة عار 
تیم قآل”عخترة: 


أنا إذا حمس الوغى نروي القنا ونعف عند تقاسم الأنفال 
وقال: 


يا عبل لا تخشي علي من العدى يومًا إذا اجتمعت علي جموعها 
فيكون للأسد الضواري لحمها ولمن صحبنا خيلها ودروعها 


هه مع 


له من سلب العدوء قال أبى تمام: 


وهكذا كلام كله يشير إلى أن البطل الباسل كان يترفع عن اختصاص نفسه بما حق 


هيهات زعزعت الأرض الوقور به عن غزى محتسب لا غزى مكتسب 
إن السو نعود ات هكا - ده الكركية في اي لز اللي 


أما السبايا قبل الإسلام فكانت عندهم في جملة المتاع» ولم يرد عن ملك منهم ظفر 
بسبية» فقال: إنها خير من زوجه الحليلةء كما قال أغاممنون» وإن شغف بحب السبية 
فوق شغفه بالزوجةء ولم يرفع قدر السبيات عند العرب إلا في صدر الإسلام بعد أن 
كثر السبي من الروم والفرسء وكان منهن نساءٌ محمودات ولدن أولادًا نبغوا في الإسلام؛ 
كالسبيتين الفارسيتين اللتين كانتا لولدي أبي بكر الصديق وعمر الفاروق» واسكلا التي 
أخذت للمهدي من طبرستانء فكانت آم ولده إبراهيم وغيرهن كثيرات» ووجه المقابلة 


۰۸ 


النشيد الأول 


فيما تقدم أن اليونان كانوا أوفر حكمة. وأكثر رعاية للنساءء وأما العرب فكانوا آبى 
نفسّاء وأسخى طبعًا. 

(") لم نر شاعرًا أكثر من هوميورس مراعاة لحق كل ذي حق في کلامه» فإنه وإن 
كان المقام مقام مهاجاة بين آخيل وأغاممنون فإن كلا منهما يلقب الآخر بما يظنه فيه 
من المحمدة والمذمةء فهو ينطق بلسان الطبيعة بلا تكلف» فترى آخيل يعترف لأغاممنون 
بسمو المقام» ثم يصفه بالطمع الشديد» وأغاممنون يندد بآخيل ويسلبه ما عز لديهء 
وهو مع هذا يشبهه بالآلهة كما سترى في جوابهء قال عنترة: 


إذا جحد الجميل بنو قراي وجازى بالقبيح بنى زياد 
فهم سادات عبس أين حلوا كما زعموا وفرسان البلا 


)١4(‏ كثيرًا ما يشبه هوميروس رجاله بالأرباب لصفة يمتازون بها فآخيل وهكطور 
لبأسهماء وأوذيس لحكمته» وفاريس لجماله» وهلم جرّاء وعلى هذا جرى شعراء العرب 
في التشبيه بالملاتكة والأنبياء. 

قال ابن هاني: 


وكأنما أنت النبي محمد وكأنما أنصارك الأنصارُ 
وقال أبو الطيب المتنبى: 
يا أيها الملك المصفى جوهرًا من ذات ذي الملكوت أسمى من سما 


(5؟) جملة سهمك فائز حالية معترضة بين المبتدأ والخبرء والمعنى هل خطر ببالك 
أن ترد سبيتي التي كانت سهمي ويبقى سهمك بيدك. 

)۳١(‏ سرانا: جيوشنا. 

(1؟) الغراب الحالك: السفينة السوداء. 

(۳۸) الأرادم: الملّاحون؛ والحسناء خريسا فقد رضي أغاممنون هنا أن يسيرها إلى 
أبيها. 

(۳۹) تستعمل العرب هذا التعبير بهذا المعنى فتقول: «فلان عجيب الحال وأمره 
عجب وعجيب». قالوا: سئل إسحاق الموصلي عن المخلوع فقال: «كان أمره كله عجبًا». 


۲۰۹ 


الإلياذة 


(50) ففيما مسقط رأس آخيلء وكانت قاعدة مملكة فيلا أبيه» وإليهم الأبطال. 

)5١(‏ كان آخيل معترًا ببأسه فتهدد أغاممنون بالقفول إلى أوطانه موقتًا أنه إذا 
غادر ساحة القتال يندحر اليونان» فيذل أغاممنون فيشفي حزازة صدره منه» وما 
أحسن قول عنترة في هذا المعنى: 


سيذكرني قومي إذا الخيل أصبحت تجول بها الفرسان بين المضارب 
وأحسن منه قوله: 
سيذكرني قومي إذا الخيل أقبلت وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر 
وقوله: 
ستذكرني المعامع كل وقت على طول الحياة إلى الممات 


)٤۲(‏ أراد أغاممنون بقوله هذا أن يحط من شأن آخيل؛ لأن الفضل بكونه باسلا 
لرب أولاه البسالة لا له وفيه مع هذا اعتراف صريح بشدة بأسه» أما قوله بفاتحة جوابه: 
«إذا وقد رمت انهزامًا» فهو كلام لم يكن يعتقده أغاممنون» ولم يقله إلا تحقيرًا لآخيل 
في أعين الجند» وتخفيفًا لوجدهم عليه شأن الخصم الذي يتظاهر بالإزراء بخصمه مع 
ما يكنه له من الإعظام. 

)٤١(‏ المرامد أو المرميذونة قوم آخيل كانوا كالآخائيين من البلاسجةء قال كلاقيه 
في تاريخ جاهلية اليونان أن آخيل كان لهذا السبب أول ملوك اليونان بعد إغاممنون. 

)٤٤(‏ أراد أن يزيد آخيل علمًا بقلة عبته به ويزيده كيدًا بهذا العلم» قال أبى العلاء: 


(5:) يرى المطالع أن الفتنة تشتد شيًا فشينًا بين الملكين» وكلما طال المجال 
دمت اللمحة وادعن a E aE ak E‏ ونا لدو A‏ 
فإنه طلب بادئ بدء بدلا من خريسا بلا تخصیص» ثم زاد حنقًا فخصص سبايا إياس 
وأوذيس وآخيلء ولما تناهى به الغيظ عمد إلى طلب سبية آخيل دون سواها. 


"0١ 


النشيد الأول 


لست أدري أهي سنة في خلق الله أم تحامل من المشترعين والشعراء أن تُعزى نشأة 
الفقن والشتروى إلى.ربات: الجمال» وبتات ختسهن مذ أغوت أمنا خواء آبانا آدم» فقن 
علمنا أن غادة حسناء كانت العلة في تلاحم أمتين عظيمتين وهي هيلانة زوج منيلاء 
وإن شئت فقل زوج فاريس» وإن عذراء أخرى كانت السبب في انهيال غضب الآلهة على 
اليونان» فكادوا يبيدون بالوباء وهي خريساء ثم ما لبثوا أن تفاقم الخطب عليهم بسبب 
فتاة ثالثة هي سبية آخیل» وسنرى في ما يلي أن معظم الفتن التي ثارت بين الأرباب 
نشأت عن مكامن صدر الأنثى حتى في السماء» نرى هذا في شعر هوميروس مع أنه لم 
يوف شاعر ما وف من حق بنات الجنس الجميل بكل أحوالهنًء ومدح أخلاقهنَّ وإثبات 
فضائلهن» وهن بنات وأخوات وأزواج» وأمهات أحرارًا ورقيقات» على أن هوميروس كان 
مصورًا قصر عن شأوه في وصف أحوال الطبيعة كل شاعر ورسام فألمّ بها من كل 
أطرافها ومثل ما حسن منها وما ساءًء وللمعجبين بوليّات المحاسن أن يقولوا دفاعًا 
عنهن في هذا الموضع» وأشباهه أنه لما كان الجمال مطمح بصر الرفيع والوضيع»ء وللنساء 
منه النصيب الأوفر كان هو منشا للنزاع» فما بعد ذلك جريرة لصاحب ذخر ثمين يتنازع 
الناس على إحرازه» فإن كان ثمة إثم فهو إثم المتنازعين من الرجال. 

)٤١(‏ أشعار جمع شعر. وأثينا: إلاهة الحكمة. 

)٤۷(‏ زرقاء اللواحظ صفة لأثيناء والزرقة شعار السعة ونسيتها المعنوية للحكمة 
ظاهرةء وهيرا امرأة زفسء وإلاهة الهواء يلقبها بيضاء الذراعين إشارة إلى النقاء. 

(54) إن في هبوط إلاهة الحكمة على آخيل وحديثها معه لتمثيلًا رمزيًا بديعًا لحالة 
ما يتناوب الغضوب تباعًا من الحمق والتروي» كاد يدفعه ضيق الصدر في أول الأبيات 
إلى الفتك بأغاممنون وجماعته حتى انتضى حسامه وهو لا يشعر بما فعلء فإذا بأثينا 
هبطت من السماء ولم يرها سواه أي: إنه انتبه عند انتضاء السيف أنه إنما يأتي منكرًاء 
فتأنّى وناجته نفسه بوجوب الإرعواء لما له من المكانة بينهم» فلا بد أن يضطروا إلى 
بأسه لدفع الأعداء. فيزيد شأنه علوًا وينحط خصمه في أعين قومه» فسكن جأشه وأغمد 
سيفه» ثم غادرته أثينا أي: الحكمةء فعاوده الغيظ ولكن سورته كانت قد همدت يما 
استبقت فيه من الأثرء فأجتزأ عن البطش بالسباب كما سترى. 

)٤۹(‏ كل فئة من الناس تشبه بما حولها من مكنونات الطبيعة» فبلاد اليونان 

ثيرة الجبال والهضاب والغاب» فتكثر فيها الأيلة؛ ولهذا أكثر شعراء اليونان من تشبيه 
قلب الجبان بقلب الأيل كما أكثر العرب؛ لانبساط بلادهم وكثرة الظباء والنعام بها من 
التشبيه بالظبي والنعامة كقول الشاعر: 


"1١ 


الإلياذة 


أسد علىّ وفى الحروب نعامة فتخاءٌ تفزع من صفير الصافر 
وقول أبي تمام: 
إن يعد من حرها عدو الظليم فقد أوسعت جاحمها من كثرة الحطب 


والظليم فرخ النعامةء وأما لحاظ الكلاب فكناية عن البذاءة والقحة. 

(00) بعد أن وصف أغاممنون بالسكر والبذاءة والجبن زاد كلامه إيضاحًا بقوله 
«لم تقد قط صيدهم بكمين» إذ كانوا يتخيرون أبسل المقاتلة ليكمنوا للعدو» فترصد 
الأعداء على هذه الصفة كان عنوان البأس والشجاعة؛ لأنه يقضي على فئة قليلة بمقاتلة 

)5١(‏ اعترض بعض الشراح على هوميروس بجعل آخيل يقسم بالصولجانء ولا 
يقسم بزفس أو غيره من الآلهة محتجين عليه أن الصولجان قطعة من خشب لا تملك 
فقا ولا ف ال وهی اراک ن غير مسله »نول ی له فا أو اكرام و فاا 
هذا الموضعء فقد تقدم أن إلاهة الحكمة غادرته» فلم يكن له أن يوجه نظره إلى الآلهةء 
فكان من البديهي أن يقسم بشيء محسوس يملاً بصره» ولم يكن ثمة إلا الصولجانء 
فأقسم به وهو شعار الملك والقوة عند اليونان كما كان عند كثير من الأمم» ولنا في سفر 
احشويرش في التوراة شاهد بين عليه» فكأنه أقسم بما له من القدرة والعظمةء هذا 
فضلًا عما هناك من حسن التمثيل بقوله بعد هذا: «هيهات يخضل» أي: إن عصا الملك 
التي قطعت من شجر الجبال» وعريت من ورقها لا يعاودها رونقها وزهاؤهاء وهكذا 
لن يتمكن بيننا التواد بعد قطع علائق التصافي وحسن الولاءء ثم إن القسم بالمحسوس 
أسهل منالا وأقرب من القسم بغير المحسوس سواءٌ أريد به قوة غالبة أو لم يردء فقد 
كان حلف العرب بالبيت والركن» والحطيم وزمزم أكثر منه بمعبوداتهم وأصنامهم. 

(00) القتر جمع قتير المساميرء لم يذكر الشاعر أصولجان آخيل كان بيده أم 
صولجان آغاممنون» ولا أخاله إلا صولجان أغاممنون» وإن كان بيد آخيل؛ لأن قوله: 
«وهى ولي لجموع الإغريق» يدل على أنه كان صولجان صاحب السيطرة الكبرى» فلما 
كان آخيل هو المنتدب لحشد المجلس كان له أن يتناول صولجان السيادة من صاحبه؛ 
فإن أوذيس تناوله منه في النشيد الثاني عندما أخذ يطوف على زعماء الجيش. 


51 


النشيد الأول 


(09) إن تشبيه نطق نسطور بالشهد لأشهى من الشهد» وقد استعاره من 
هوميروس كتبة الإفرنج» وهو وارد كثيرًا في كلام العرب شعرًا ونثرًا أخذًا عن الطبيعة 
مأخذ هوميروس نفسه. 

فمن ذلك قول الصاحب بن عباد للقاضي أبي الحسن علي بن عبد العزيز: 


بالله لفظك هذا سال من عسل أم قد صببت على أفواهنا العسلا 
وقول الثعالبي للأمير أبى الفضل عبد الله الميكالي: 


سبحان ربى تبارك الله ما أشبه بعض الكلام بالعسل 


ويقولون: كلام له من الهواء رقته» ومن الماء سلاسته» ومن السحر نفثته» ومن 
الشهد حلاوته» وما أشبه. 

(04) فسر البعض كلمة )16۷٤۸(‏ بمعنى قرن فيكون عمر نسطور زهاء الثلثمائة 
سنة وهو غير معقولء ولكن الأكثرين يفسرونها بمعنى جيل من الناسء وَهْقَ الصّوَابٌ 
وَمَعَدّل مدة الجيل نحو ثلاثين سنة. قال بعضهم: إن عمره أثناء حروب طروادة كان 
نحوًا من ستين أو أكثر قليلًاء على أن عقيلة داسيه أتت بحجة أخرجت منها أنه كان 
خمسًا أو سنا وثمانين ذلك أن قدَّرت المدة المنقضية بين حرب القناطرة التي ذكرها 
بخطابه» وحرب طروادة هذه بخمس أو ست وخمسين سنة» ولم يكن عمره إن ذاك 
بأقل من عشرين تضاف إليها عشر سني الحربء فتبلغ ما تقدم» وهذا يقرب من قول 
هيرودوتس إذ يجعل سني الجيل ثلانًا وثلاثين سنةء فيكون عمر نسطور بين الثمانين 
والمثة. ١‏ 

ومن غريب الاتفاق في الخطأ أن بعض كتاب العربية يقيمون الحيل مقام القرن 
كما جرى لبعض مفسري اليونانية. 

(04) شبين جمع شبةء وهو البطل الباسل. 

(51) القناطرة جمع قنطورس أو قنطير» وهو مخلوق خرافي كان يأوي إلى أكم 
تسالياء وأجمها زعموا أنه له شطر إنسان قائمًا على شطر حصان كما ترى في الرسم» 
والأصل في هذه الخرافة أن القوم كانوا فرسانًا محنكين فما زال أصحابهم يبالغون في 


51 


الإلياذة 





القدْطّورُس أو القنطير. 


إطرائهم حتى ألصقوا الفارس بالفرسء وهم إنما كانوا في بدء أمرهم كبني عمران بقول 
المتنبى: 


الثابتين فروسة كجلودها في ظهرها والطعن في لباتها 
فكأنها نتجت قيامًا تحتهم وكأنهم ولدوا على صهواتها 
والقنطورس أيضًا أحد الأبراج الثمانية والأربعين التي رسمها بطليموسء ونقلها 


عنه العرب» فغيروا رسمه ومثلوه بهيئة دب ممتط حصاناء ولا ريب أن لفظة القنطير 
عند العرب بمعنى الداهية مأخوذة من هذه المادة. 


51 


النشيد الأول 


(010) شبه آخيل بالحصن وقد شبّه به إياس في ما يليء والعرب تشبه بالحصن 
والمعقل أما للدلالة على علو الهمة بالذود والكفاح على ما يراد هنا كقول العبسي عنترة. 


أنا الحصن المشيد لآل عبس إذا ما شادت الأبطال حصنا 


وأما للدلالة على الحكمة وأصالة الرأي اللتين تقومان مقام الحصونء. كقول 
الزمخشري من إنشاد أبي زيد. 


كهولٌ معقل الطرداء فيهم وفتيان غضارفة فروع 


لا شيء أليق بالمقام من توسط نسطور خطيب اليونان وحكيمهم بين الملكين 
المتخاصمين: ولا كلام أبلغ ولا أرق من كلامه» شرع أولّا في إعظام البلاء والتهويل بشماتة 
الأعداءء ثم ذكرهما أنه أرشد منهما فيجدر بهما الانقياد إليه لما مرّ عليه من سني 
الاختبار الطوال» ولما مر له من النصح والإرشاد لأقيال ليسوا دونهما عزوة واقتدارّاء 
وفصل تفصيلا ليطول بهما المجال فيتلطف الغضبء ثم تزلف إلى كل منهما بما يرضيه 
غير مؤثر أحدهما على الآخرء ولم يكن من تصد الشاعر أن يكون هذا الخطاب فاصلًا 
كل نزاع» وإلا لانتهت القصة عند هذا الحدء ولكنه لم يكن حسنًا أيضًا أن يذهب كلام 
الخطيب ضيائًاء فكان له شيءٌ من حسن الوقع في نفسيهماء فإن أغاممنون أجابه بقوله: 
«يا شيخ حكمة نطقت» وقال آخيل بعده: «للأجل فتاتى لست منتضيًا نصلي» فيتضح 
من ثم إن الشر قد هان بفضل نسطورء وراح كل منهما في سبیله» فمضى آخيل إلى سفنه 
واعتزل القتال» وأخذ أغاممنون في استرضاء أفلون؛ دفعًا للوياء عن الجيش كما سيجىء. 

(5) فطرقل رفيق آخيل وصديقه الحميم. 

(09) المراد بالسخل هنا العنزء أراد أغاممنون أن يستتم البر في استرضاء أفلونء 
فبعث بضحايا في السفينة الذاهبة إلى أبي خريسا في البر المقابل لطروادة» وضحى 
بضحايا أخرى في معسكره» ولم يكونوا يضحون إلا وهم على وضوءٍ كسائر الملل 
المستنيرة بشىء من نور المدينة في تلك القرون المظلمة. 

)1٠١(‏ بريسا ابنة بريسيس كاهن زفس في لزنيسة, سباها اليونان في من سبوا من 
تلك البلدة عندما اكتسحوها في طريقهم» فكانت عند اقتسام السبايا سهم آخيل. 

)1١1(‏ لا يماثل بلاغة صمت أبى خريساء وهو راجع مذعور على جرف البحر إلا 
صمت رسولي أغاممنون أمام آخيل» قال أفستاثيوس: «إن الشاعر تنصل هنا من تبعات 


51 


الإلياذة 


كثيرة كانت لزمته لو تكلماء فإنهما لو بلغا رسالتهما لاضطرا إما أن يبلغاها ببعض 
الانكسار» وفيه غض من شأن أغاممنون» وإما أن يبلغاها كما أمراء وفي ذلك وسيلة 
لإثارة غيظ آخيلء على أنهما بصمتهما قضيا مهمتهماء ولطفا من غضب آخيلء فأمر 
بتسليمها إليهما كأنه سامح غير مجبر». | هه قلت: وفي هذا زيادة إعظام لهيبة آخيل في 
قلب الصديق والعدوء واستطراق إلى مدح أخلاقه وشهادة بأنه مع شدة قسوته لا يخلو 
من الحلم وسعة الصدر كما يتضح من خطايه لهما. 

(؟1) كأنه أراد أن يقسم هنا أنه إذا نكل العدى بقومه لا يبسط يده للذود عنهم» 
ففكر أنه تجاوزٌ منه في الحقدء فقطع الكلام» ورجع إلى تعنيف أغاممنون بكلام أشبه 
بالعتاب منه بالسباب. 

(1) ملك المكينيين أغاممنون» لم تكن بريسا تجهل مكانة أغاممنون» ومع هذا 
فإنها لم تذهب إليه عن طيبة خاطر بل «سارت مكرهة» ولم يغرها حوله وطوله؛ لأن 
الحب طائر لا يقع إلا حيث يطيب له التغريد والتنقير» فقد وجدت في قلب آخيل الصلد 
مرتعًا لينَا رحبّاء فأقام حبها فيه واستطاب المقام» وزد على ذلك أن آخيل كان فتىّ في 
ريعان شبيبته» وأغاممنون كهلًا قضي على شبابه» وأي فتاة لا تؤثر الشباب على الكهولة؟ 

(18) لم يكن يجدر بآخيل بعد فوز خصمه وتسليمه بتسيير بريسا صاغرًا على 
ما كان عليه من حدة المزاج» وعلو الشأنء وشدة البأس وشغفه بها إلا أن يطلب العزلة 
في البراح» ويطلق لنفسه العنان» فتهيج بما أكنت من الجأشء فهام على جرف البحر 
وتفجرت عبراته على ما رأيت» قال بعضهم: «لم يكن يليق ببطل كآخيل أن يذرف الدمع» 
وهو قول من لم تمر نسمات العواطف على فؤاده بل نقول: إنه لم يكن يليق به إلا 
أن يبكي؛ لأنه وإن كان بطلا باسلّاء فقد كان شهمًا غيورًا محبًا محستاء وقد اجتمعت 
لديه دواع كثيرة بعضها يكفي لشق أصاب الصدور إذا لم تفض منها الدموع» فتوسع 
ضيقها وتخمد لهيبهاء والبكاء سنة جرى عليها كل الشعراءء وفطرة تعجز عن مقاومتها 
بسالة الأبطال؛ أفلا ترى بكاء بطل العرب عنترة العبسي القائل: 


يا عبل لولا الخيال يطرقني قضيت ليلي بالنوح والسهر 


أو لم يفتتح شيخ الشعراء الكندي معلقته بالبكاء بقوله: قفا نبك الخ» أو لم يجمع 
الناس على أن الدمع ملطف للأحزان» ومخفف لحرارة الأشجان» كقول أبى تمام في 
وصفه: 


511 


النشيد الأول 
واقعًا بالخدود والبرد منه واقع بالقلوب والأكباد 

ومن هذا القبيل قول امرئ القيس: 

وإن شفائي عبرة مهراقة فهل عند رسم دارس من معوّلٍ 
وقول ذي الرمة: 

لعل انحدار الدمع يعقب راحة من الوجد أو يشفي نحبيٌ البلابل 

وقول الفرزدق: 

فقلت لها إن البكاء لراحة به يشتفي من ظن أن لا تلاقيا 


أو لم يجعل بعض الشعراء البكاء محجة يتسابق إليهاء ومحمدة يرغب فيها 
كقولهم: 


ولو قبل مبكاها بكيت صبابة بسعدي شفيت النفس قبل التندم 
ولكن بكت قبلي فهيج لي البكا بكاها فقلت الفضل للمتقدم 
أولا تراهم أيضًا وصفوه في كل أحواله حتى ذكروه في السرور كقول الصفي الحلي: 
طفح السرور على حتى أنه من عظم ما قد سرني أبكاني 
أما شعراؤنا المتأخرون فقد أساء أكثرهم التقليد في هذا كما أساؤه في غيره» حتى 
إنك تكاد لا تجد في بعض أشعارهم إلا بكاءً واستبكاءً وتباكيًا يضحك الباكي. 
(15) الرحم القرابة. لم يبق لآخيل بعد أن عانى ما عانى إل أن يشكو ظلامته 
لذات رحمه أمه ثيتيس. 
(13) ثيتيس إحدى بنات الماء من صغار الآلهة تزوجت فيلاء فأولدها آخيل 
وموطنها مع أبيها نيرا وأخواتها في قعر البحرء إن كلام آخيل في هذا البيت يشير إلى 
قصة سيرد ذكرها في النشيد التاسع؛ مفادها أن آخيل كان عامًا أنه قدر له في القضاء 


1۷ 


الإلياذة 


المحتوم أما أن يعيش عمرًا مديدًا في سعة ورفاء وخمول ذكرء وأما أن يهلك في عنفوان 
الصباء ويعيش في شقاء ونصب ويخلد ذكره» فاختار قصر الحياة مع المجد الأثيل غير 
طامع في طويل العمر ورغد العيشء ولا يخفى ما في هذا الاختيار من العزة والإباءء وما 
أحسن قول العبسي: 


لا تسقنى كأس الحياة بذلة بل فاسقنى بالعز كأس الحنظل 
كأس الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعز أطيب منزلٍ 


(10) انتقد بعض الشراح على هوميروس إعادة الحديث في مواضع من شعره» 
لعلهم مصيبون في هذا الموضع خاصة لافتتاح آخيل كلامه بقوله: إن أمه كانت عالمة 
بواقعة الحال «فلا تجدي الإعادة» ولكن له شافعًا بهذا التكرار بما زاد القارئ علمًا به 
من تاريخ دخول خريسا في حيازة أغاممنون» وهي حادثة لم يسبق ذكرهاء وأما سائر 
ما ورد من التكرار في ما يلي» فأكثره واقع في محله أما لأنه كلام رسل بُلغ كما قيلء وإما 
لأنه كلام أعيد لزيادة وقعه في النفوس. 

(14) ارتفد بمعنى كسب. ثيبة أو ثيقفاسء ويقول العرب: طيبة أو طيوة بقلب 
الثاء طاءء والقاء باء أو واوًا اسم لعدة مدن. حسب إسطفانوس البيزنطي تسع 
مدائن بهذا الاسم أشهرها قاعدة بيوتيًا مسقط رأس فنذاروسء وأفامينتذاسء: وطيبة 
مصر الشهيرة عاصمة صعيد مصرء وأما ثيبة المرادة هنا فهى عاصمة مملكة إيتيون 


اععمة امم 


أبي أنذروماخ امرأة هكطور وهي واقعة في كيليكيا الطرواديةء وكانت عندهم من جملة 
الداكة المقوسة EE‏ 

(15) جقزاد دحيو 

(۷۰) قال بعض الشراح: «إن في تذكير زفس بخروج فوسيذ وهيرا وآثينا عليه 
لدهاء عظيمًا؛ لأن ثيتيس إذا أعادت على زفس تلك الذكرى هاجت فيه عاطفة الانتقام 
من هؤلاء الآلهة الذين تعاونوا في سالف الزمن على غله» وهم هم نصراء اليونانء فإذا 
نكل زفس باليونان» فكأنه نكل بهم» فأعز آخيل بذلهم وأدى واجب الوفاء لثيتيس التي 
كفته بدهائها شرهم. 

)۷١(‏ المراد بالجبار بريارا المذكور في البيت التاليء كان أشهر الطيطان وأشدهم 
بأسَاء قال هوميروس: إنه كان ذا مئة ذراع» وذكر فرجيليوس (ن 1) أنه كان له 


518 


النشيد الأول 


خمسون رأسًا وخمسون فمًا تقذف بالنيران المضطرمةء وهو الذي استصرخته ثيتيس 
لنجدة زفس لما تألب عليه الآلهة قبل أن رسخت قدمه في حكم العالمين. 

(۷۲) قرون أو قرونس: وهو ابو زفس. 

(۷۲) ذهب الشراح مذاهب شتى في هذه الخرافةء فقال قوم: إن اليونان لما كانوا قد 
أخذوا طرق عبادتهم عن الملل السابقة لهم في المدنية كالمصريين» والآشوريين والفينيقيين 
كان هذا الحديث مزيجًا من اعتقادات هذه المللء وقال آخرون: إنهم كانوا يلمُون بعض 
الإلام بما جاءً في التوراة عن عصيان بعض الملائكةء فحفظوا الرواية مشوّهة» فصاغوها 
باعتصاب بعض الآلهة على زفس زعيمهم» وأما الذين يرون كل كلام هوميروس رمورًا 
تشير إلى حقائق راهنة فيئولون الآلهة بالعناصر التي تمثلهاء فيقولون: إن تلك العناصر 
كانت متألبة على زفس ممثل الرقيع فتغلب عليهاء وربما كانت وساطة ثيتيس بنت الماء 
إشارة إلى ما للعنصر المائي من الشأن في توازن الكون. 

)۷٤(‏ الإصاده: الأذى. 

(7) العرانين: الأسياد والمقصود الآلهة» في هذين البيتين إشارة إلى خطة قديمة في 
عبادة الأثيوبيين ذكرها أفستاثيوسء وقال: «إنه كان لهم عيد سنوي يحتفلون به اثني 
عشر يومًا يضحون فيه بالضحايا لزفسء وسائر الآلهة». وقول هوميروس أن زفس 
ذهب في دعوتهم لا يفيد أنه آكلهم على ظاهر العبارة بل يريد أن يظهر اهتمامه بهم 
أثناء احتفالهم بعبادته» وقد أوضح في ما يلي أن الآلهة لا يوآكلون البشر. 

(77) خريسا البلدة التي تقدم ذكرهاء انتقل الشاعر هنا من حديث آخيل وأمه إلى 
مقابلة أوذيس رسول اليونان لخريس كاهن آفلونء وفي الأبيات التالية وصف تاريخي لا 
فقيل لق ها لدينا هن أقان الأقلمين فن ر فة التضحية للالية ماس ٠‏ 

(۷۷) الدقل: سارية السفينة. 

8) الجمل: حبل السفينة. 
۹( الذيح الذبيح. 
)٠٠‏ كانت العادة أن يذر الشعير على رأس الضحية محمسًا وممزوجًا بالملح. 
)١‏ كل هذا البيت ألقاب لأفلون مر ذكرها. 
؟6) أبناء دانوس اليونان. 
۳/) كانت العادة أن يوجهوا رأس الضحية إلى السماء إذا ضحي بها للآلهة العلياء 


وإلى الأرض إذا ضحى بها للآلهة السفلى أو آلهة الجحيم. 


) 
) 
) 
) 
) 
) 


۹ 


الإلياذة 


)۸٤(‏ اجتعلوا: اقتسموا. 

(65) انتفل: تيراً. 

(87) كانت العادة أن يعزلوا الأفخاذ ويغشوها بطبقتين من الشحم» ويضعوا 
فوقها قطعة صغيرة من كل عضو من أعضاء الذبيح» ثم تضرم النار تحتها وهي على 
المذبح حتى إذا اشتعلت أخذوا يصبون الخمر على اللهيب حتى تحترق بجملتها ضحية. 
ويدعونها العنيرة وأول نتاج الأبل ويدعونه القرع» ولم يزالوا على ذلك إلى أن أبطله 
الإسلام. 

(۸۷) منجلا أي: مستبينًا. 

(۸۸) خیم جميع خيمة؛ وجمل زرافات. 

(۸۹) يتحرق آخيل للطعن والضرب تحرّق عنترة بقوله: 


أحن إلى ضرب السيوف القواضب وأصبو إلى طعن الرماح اللواعب 
وقال: 
فتى يخوض غبار الحرب مبتسمًا وينثني وسنان الرمح مختضب 
وقال: 
وأفرح بالسيف تحت الغبار إذا ما ضربت به أف ضربه 


(60) انقضت هذه الأيام الاثنا عشر بلا حرب» وهي أطول مدة يمر عليها هوميروس 
في الإلياذة ولا يصف ما جرى بهاء ولكنه لم يفت القارئ أن اليونان كانوا مشتغلين 
أو بمصابهم» ثم بإنفاذ الرسل والهدايا والضحايا إلى خريسا كل هذا مع اضطرارهم 
إلى إحراق جثث موتاهم ودفنها استغرق تلك الأيام» أم الطرواد فكانوا في موقف الدفاعء 
واغتنموها فرصة للم شعثهم, وتحصين معاقلهم. 

)4١(‏ المخايل: التصورات. 

)۹١(‏ أبى الخلقء وأبى الآلهة والبشرء والأب مطلقًا كنَّى يطلقها هوميروس على 
زفس (المشتري) مع أن زفس نفسه في أساطيرهم كان ابن قرونس (زحل) ولكن دولة 
قرونس كانت قد دالت في ذلك الزمن. 


۰ 


النشيد الأول 


(17) كان اليونان يمثلون آلهتهم تمثيلًا محسوسًا (على نحو من اعتقاد المشبهة 
من فرق الإسلام التي كانت تشبه الخالق بالمخلوقات» وتمثله بالحادث) وينسبون إليهم 
جميع ما يروى عن البشر من العواطف وحاسات: اللين» والغضب» والحلم» والظلم» 
والحب» والبغضء والغيرة والاستكانة» فإذا وصف هوميروس حديثًا أو واقعة بين الأرباب 
علمنا منها وصفا دقيقًا للفطرة البشرية في بعض شئونهاء وفي ما يلي من الحديث أبدع 
تمثيل لحالة الزوجة التي تغار على زوجهاء وتتطرق إلى استطلاع مكنونات ضميرهء 
فتغضب فتلين فتدل فتذل» والزوج الذي يتثاقل من تشوف امرأته إلى ما وراء ما يحق 
لها عرفانه» فيحاذرء فيلاطفء فيقسوء فيصالح» وقد اتخذ الشراح هذا الموضع وسيلة 
للإسهاب في انتقاد طباع النساء إلا أن عقيلة داسيه» وهي منهن أوّلت الحديث تأويلًا 
فلسفيًاء فاعترضت على هيرا زوجة زفسء ولكن اعتراضها كان دينيًا فلامتها على إزعاج 
زوجها من حيث أنه ممثل العناية الإلهية» فلم يكن لها أن تتطلب التطلع إلى أحكامه 
على أنني أميل إلى الاستمساك بظاهر العبارة بلا تأويل ولا تخريج» فأرى من ثمَّ إن 
هوميروس لم يقصد إلا الإتيان على وصف أخلاق النساء والرجال» فأظهر كلا من الحسن 
والقبيح في موضعه»ء وهو وإن كان قد أبان محل الانتقاد في طبائع النساء فقد أثيت 
لهن الفضل في مواضعه؛ لأنه كان أميل الناس إلى رفع شأن المرأة» وقد أحلها محلا لم 
يُحلّها فيه أحد قبله ولا بعده إلى ما يقارب أيامنا هذه» وحسبك بهذا شاهدًا على بصيرته 
الوقادة وعارضته النقادة» ورحم الله الأديب القائل: 


إنما المرأة مرآة بها كل ما تنظره منك ولك 
فهى شيطان إذا أفسدتها وإذا أصلحتها فهى ملك 


(1:4) اصطنع فيداس نصيًا لزفس كان آية من آيات الصناعة» فسئل عما أرشده 
إلى إبداعه ما أودعه من مظاهر الجمال والجلالء فقال كلام هوميروس في هذا الموضع. 

(45) يعلم القارئ من هذا البيت كيف لا تألو المرأة جهدًا من مراقبة زوجهاء فتعلم 
من حركاته وسكناته ما لا يخطر له على بال» وإن كان على حذر منهاء فإنه قال قبلا 
لثيتيس «هبي ولا تنظرك» مع أنها كانت حاضرة ناظرة. 

(55) سو الها هنا من قل التجاهل لأنها كانت غالة أنه كما عاد کن 

(۹۷) استعطفها وتهددها معّا شأن الزوج الذي يعترف بحق امرأته» ويحب أن 
تنتهي عما وراء ذلك. 


۲۲١ 


الإلياذة 


(18) عين مهاة في الأصل (©:8007) أي: عين بقرة على الإطلاق. عبرت عنها بالمهاة 
أي: البقرة الوحشيةء وهو تشبيه كثر حتى ابتذل في شعر العربء قال علي بن الجهم: 


عيون المهى بين الرصافة والجسر حلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري 
ولقد يشبه العرب بعيون البقر الأهلية أيضًا كقول أبي تمام: 
بيض فهن إذا رمقن سوافرًا ١‏ حور وهن إذا رمقن صوارُ 


ولا عجب أن يستحسن اليونان عيون البقر الأهلية بحضارتهم استحسان العرب 
عيون البقر الوحشية في بداوتهم» بل العجب أن كثيرين من شراح الإفرنج استقبحوا هذا 
التشبيه؛ لبعد عهدهم برعاية الماشية حتى أن البعض من المتشيعين لشاعرنا بالغوا في 
تأويل أصل الكلمةء وجعلوا لها معنىّ لم يتصوره هوميروسء ولا بدع أن يشبه شعراء 
الجاهلية بهذا التشبيه» وشعراؤنا من متأخري العرب المقلدين لا يكادون يشبهون العيون 
الحسان إلا بلحاظ المهى والغزلان حتى لقد يتوسعون فيجعلون كل الفتاة كل المهاة. 

(14) كان لهيرا باعث آخر غير الغيرة على تعنيف زفس ذلك إنها كانت ميالة إلى 
اليونان تخشى أن ينكل زفس بهم؛ ارتضاءً لثيتيسء وهذا شافع آخر لها بتطفلها عليه. 

(١٠٠)لما‏ رأى زفس أنه لا سبيل إلى إسكاتها باللين عمد إلى القسوة والإشعار بما 
له من السلطان» فكأنه يقول قول الشنفرى: 


ولا جباً أكهى مرب بعرسه يطالعها في أمره كيف يفعل 


)٠١١(‏ لم يغادر هوميروس شاردة من أحوال الخلق إلا دونهاء فإنه بعد أن وصف 
نزاع الزوجين قال في التوطئة لتراضيهما: «وبنو الخلد بلبلوا بلبالًا»» فليتصور القارئ 
رب بيت عظيم نازع امرأته على مرأى حشمه وأتباعه. فكل ذلك البيت يبلبل بلبال 
عظيمًاء وهذا كلام يزيد قوة تعبيره وقعًا لزيادته في رونق الحديثء وإثباته واقعة حقة 
لا بد منها وفتحه الباب لوساطة المتوسطين بين المتخاصمين هذا فضلًا عما يظهر من 
أبهة زفس وعظمته. 
كلمة بركان لجبل النار» قال إفستائيوس: إن الذين يئولون كلام هوميروس تأويلًا رمزيًا 


لخر 


النشيد الأول 


يرن هيفست أولى الآلهة بالتوسط بين الإلهين المتخاصمين؛ لأن زفس يمثل السماءء وهيرا 
تمثل الهواء. فإذا اضطرب الهواء أريدت السماءء ولا يحصل التوازن إلا بفعل الحرارة 
التي يمثلها هيفست, وقد كانوا يعتقدون أن مولده في السماء؛ لأنها مبعث الحرارةء قالوا: 
وكان سقوطه في جزيرة لمنوس؛ لكثرة ما فيها من البراكين» ويرسمونه أعرج إشارة إلى 
ما ناله من التشويه بسقوطه. أي: لتغير حالة الحرارة بانبعاثها إلى الأرض. 

)٠١*(‏ قاصف الرعد لقب من ألقاب زفس. 

)٠٠٤(‏ لم تكن خمر الآلهة كخمر البشر بل كانت شرايًا سماويًا يأمن شاربه الموت. 

)٠١5(‏ أراد هيفست أن يهوّن على هيرا مصابهاء فذكرها بمصابه وعجزه هو 
وسائر الآلهة عن مقاومة زفسء فنفعتها الذكرى» ورام إذهاب ما لديها من بقية سورة 
الغضب «فزجى لها الكأس» فنال بغيته» السنت جيل من الناس آوى إلى ثراقة» وخرجت 
جالية منه فاحتلت لمنوسء قاله إسطرابون» وزعم بعض الكتاب أن ألسنت طائفة هندية 
هجرت بلادها منذ بضعة آلاف عامء وأتت فاستقرت في أوروياء ومنها نشأت قبائل 
الزنكانة الرحل (المعروفين في مصر باسم الغجرء وفي سوريا باسم النوّر» ويدعون كواولة 
في العراق» وبوهيميين في أورويا) وهو قول لا يؤيّده دليل. 

)٠١7(‏ أفرغ هيفست كل حيلته في نزع آثار الكآبة والاضطراب من ذلك المجلس 
مع مراعاته حرمة زفسء فلم يخاطبه بشيء إجلالا له بل وجه خطابه إلى هيرا أمهء 
وناولها الكأس وانثنى يسقي الباقين بنفسه متطفلًا على مقام الساقي؛ ليهيج بواعث 
الزهى والضحك بوقوفه موققًا لم يكن نكس رو وق ساقيه وخا جه 

)٠١1(‏ كان يلقب هيفست بالحدّاد والصانع الحاذق» وهو الذي شاد قصور الآلهة 
في السماءء قال بوب: «إن قول المنجمين باثني عشر برجًا تحلها السيارة مأخوذ من قول 
هوميروس: إن هيفست بنى لكل إله بيتاء. 


حص 


النشد الثاني 


يف 


سياسة أغاممنون وإحصاء سفن الإغريق وبلادهم وقبائلهم ورؤسائها 


ماه 
٠‏ 


ظل زفس فاكرًا ليلته في التنكيل باليونان؛ إعلاء لشأن آخيل «فعن له إرسال طيفٍ مموو» 
يحث أغاممنون على أن يشد بخيله ورجاله على الطرواد بغية أن يناله وجيشه الفشل 
فيرجعون إلى استعطاف آخيلء فاغتر أغاممنون وطمع في فتح إليون وآخيل بمعزل عن 
القتال» على أنه لم يكن على يقين من انقياد الجند إلى إشارته إذ كان مشفقا من فتور 
هممهم على إثر الوباء والسؤم من طول مدة الحصارء وتثيط آخيل بقومه» فلما كان 
الصباح عمد إلى حيلة يختير بها عزيمتهم» فجمع القوّاد وكشف لهم عما داخله من 
الريبةء ثم قال لهم: إن في عزمه أن ينادي بالرحيل والانقلاب إلى الأوطان؛ ليرى ما يكون 
من أمر الجند؛ فإذا أنس منهم رغبة في معاودة الديار وترك الحصار بادر القواد إلى 
صدهم والهجوم بهم» فلما وافقوه على رأيه بلسان نسطور عقد المجلس العام» وخطب 
في الجند مناديًا بالقفول» وما انتهى حتى جرى كل فريق إلى سفنه يتأهب للإقلاع بهاء 
فاعترضهم أوذيس عملا بأمر أثيناء واجتر صولجان السيادة من يد أغاممنون وطاف 
فيهم يستنهض الهمم ويقوي العزائم بالوعد والوعيدء ولم ينثن حتى عاد بهم إلى مجلس 
شوراهم» فتصدى له ثرسيت السفيه بنفثات خبثه ولؤمه» فزجره أوذيس» وضربه ضربة 
أوهنت قواهُء وغادره عبرة للمعتير. والجمع يضج مستوصيًا العقاب» ولما انتظم عقد 
المجلس نهض أوذيس» فخطب وأطنب بذكر الأيمان ومواعيد الآلهة لهم بالظفرء ثم تلاه 


الإلياذة 


نسطور فشددء وأرشد وأشار بحشد الجيش كتائب يزحف بكل قبيلة منها أميرهاء ولا 
ثبتت قدمهم وذكت هممهم أصدر أغاممنون أمره بالتأهب للقتال» فضحوا بضحاياهم 
وتناولوا طعامهم» وقاموا إلى السلاح» وهنا أخذ الشاعر في سرد أسماء الملوك والأمراء 
وتعداد سفائنهم» وذكر بلادهم وقبائلهم» أما زفس فلم يكن غافلًا عما يعملون» فبعث 
بإيريس إلى فريام ملك طروداة توقفه على ما كان من عزم الإغريق» فعبأ هكطور جند 


الطرواد وأنصارهم على هضبة محاذية لإليون» وتريص فيهم إلى أن 


ن تلتحم الحرب» ثم 2 


ختم هوميروس نشيده بسرل قبائل الطرواد وحلفائهم. 


لا يستغرق هذا النشيد إلا قسمًا 
على جرف البحر ثم في معسكر الطرواد. 





من اليوم الثالث والعشرينء ومجرى وقائعه في معسكر الإغريق 


النشيد الثانى 


ا انتيل واا جاب ا ان ا 
بإعزاز آخيل وإهلاك جملة 
فعنّ e‏ رۇيا ` 
اع كلها لْقَيْه: م 

E NOE ESE 
فطار ولم يلبث ان اجتاز فلكهم‎ 
وقال وقد حاكاه إذ كان غ‎ 


1 00 


AR 


ولك انان فة انكر 
لدى سفن الإغريق ظلَّ مفكرا 
لأتريذ تغريه بأمر تصوّرا 


أيا يها الطيف المداجي مبشرًا" 


على الحرب وليعدد لذاك المعسكرا 
على بلك التطترواية انتوم هدر 
على رزء إليون وبال مكررا» 
لخيم أغاممنون بالغيب مخبرا 
لدى رأسه واحتاز هيكة نسطرا 
لديه ابن نيلا خير شيع موقرا:؛ 
واشكان مولب يهانتم E‏ 
ائ تام اة ای 











النشيد الثاني 


فاحفظ كلامي زفس بي لك من 
مالت إلى الإغريق رأفته 
في كل من ولاك تزحف إذ 
او طرًا قد اتفقوا 
وعلى بني الطرواد زفس قضى 
وحذار أن تنقاد للوسن ال 
كذا أغراه بالوعد احتيالا 
فلاح له وما أغواه يعلو 
ولم يعلم نوايا الرب لما 
أفاق وصوت رب الطيف يدوي 


وأوثشق خفة الزاهي وألقى 


وأمسك صولجانًا خالديًا 
وات وة الف جل المهالدي 
تبشرهم بطر الصّبح لما 
كاذف :فى EEE EEA‏ 
فلك نوو انحو اتيك E E O‏ 
وقد عَقَدَ اي قبيل هذا 
بهم أتريذ نادى مستشيرًا 
«سمعًا أصيحابي رأيت دجِىّ 
في شكل نسطور وهيئته 
ول عدا للج لوا قار EE‏ 
«من قد تولى أمر أمته 
«فاحفظ كلامي زفس بي لك من 
«مالت إلى الإغريق رأفته 
«في كل من والاك تزحف إل 


YY 


قاصى أعاليه لقد أسرى 
EEE EE‏ 
قد حان فتح البلدة الكبرى" 
ولقول هيرا أذعنوا طُرًا 
بالوول فنا حون أمين برا 
حالي فتنسى بعده قسرا» 
وغادره یری ما لن ينلا 
بذاك اليوم إليون احتلالا 
عليه قدر الحرب السشجاللا 
وأرزاءَ إذا اشتبكوا اقتتللا 
حواليه فهبٌ وقام حالاا 
وأردف حلةًٌ تزهو جمالا" 
على كتفيه سَيفًا قد بلالا 
لأمليه ونحو الفلك مالاا 
لزفس والميامين امتثالا" 
أغاممنون بين القوم جالا 
بأعلى الصّوت للشورى ارتحالا 
شكاةة إليه تنتضل انتضالا"١١‏ 
بجانب فلك نسطور احتفالا١١‏ 
لما زعموا من الأمر احتمالا:"٠‏ 
طيف الكرى والليل قد صرًا 
متمتلًا لى قال مذ خرًا: 
ذا شان رك يملك الأمرا 
أنى ينام الليلة الحرّى 
قاصى أعاليه لقد أسرى 
فأراد أن تستدفع ال 
قد حان فتح البلدة الكبرى 


الإلياذة 


«أربابتا طرًا قد اتٌفقوا 
بني ا زفس قضي 


فكذا انتهى واحتلٌّ مجلسه 
«لو غير اين رؤاه دوى 
لكن مولى القوم كلهم 
هيّوا نرى أنى يُتاح لنا 
دانوا لمرشدهم وأقبلت ال 
کال ا 
وأمام جرف البحر قد طفقوا 
ورسول زفس شهرة انتدبت 
وعلا الضجيج وتسعة بعلا 
«هوق صنع هيفست وفيه ف 
فأباحه زفس القاتل أر 


و 2 


وفليس أؤلى هرمس هبة 


لضن 


ولقول هيرا أذعنوا طرا 
بالويل فاخبر أمره خبرا» 
لكنتي أفييت منصضط را 
کی کو ها ذا 
بالقول فوق سفينهم فرًا 
تستنهضون العزم والصبرا» 
ويهم رقى نسطور منتصبا 
برق الرمال ببشره خَطّبا: 
با مو شر ااج ام وال كينا 
وزعمت أن بزعمه كذبًا 
بالنفس رؤيا النفس قد رقبا 
أن ندفع الإغريق كي تثبا» 
بعصاه كل من وكيك 
أجناد للشورى بحشدهه'' 
CR‏ در كم 
نور الربيع بزاهر الأكم 
متعاقبين لمجمعالأمم 
فسعت تجوب بعزمها بهم" 
والأرض تشكو ثقلة القدم 
أصواتهم نهضوا a‏ 
ء محكمّي زفس قيولهه" 

والصمت يسمع وقعة الكلم 
بالصولجان الفائق العظم" 
زفس العظيم بغابر القدم 
غوص الرسول الأصيد الحكم"" 
فحبا به أترا أخاالهمم” 


النشيد الثاني 


وقد كان والاني بإيماء رأسه 
ولا نتتكني للأهل إلا يسبيها 
فقدث صناديد الرّجال وقد قضى 
نعم ذاك أمر شاءه الآمر الذي 
ولا"شككه سر نكو كلجا إلى 
إذا :توا آنا اسو رة دتا 
ولم نجن إلا خيبةٌ وعديدهم 
فلو تمد إغريق وطروادة على 
وقسمت الإغريق بالعشرات وال 
لداروا جميعًا بالمدام ولم ينل 
كذا دُوننا كانوا عدَادًا وإنّما 
فمن كل فج كل أيهم فاتك 
قفصدُوا جُنُودي رَاإغمين كلدي 
فتسعة أعوام مضت لحصارنا 
ولم أدرك الأمر الذي جكت أبتغي 
بأصرحكا بين انين وأهلنا 
وأصدُفكم وعدًا يقينًا فلن نرى 
وليل الى :فلن مين لم كوي 
عج بالجميع منتداهم كما في ال 
إذ بإيقارة صيًا وجنوب 
أو كما ترفع الدبور بأرض 


۹ 


الف اهي اة 
بجزائكر وفرت بقربهم» 
خطب المليك يكل جمعهمم:" 
واي زفسش في حبائل آتيا"” 
ناتا بإليون E TEE‏ 
فمان وما أَغْوَاه فيما رمانیا" 
غلي إلى أَرْغُوس أرجع خاسيا" 
وسوس أركان البلاد ار 
وشدّته E‏ نو ا 
قليلٌ وأغفلنا e‏ اوا 
تاف ككل اوه ام ارا 
كئوس بنو إليون أجرت ضوافيا 
كير من العشرات سنهم ساقت 
بنجّادهم يلقون عونا مباريا؟" 
أقاهم وبالهزة الغديه الحقانيا 
وما لبتوا طروادة لن أقاجيا 
سفائننا كادت تسام مَدَاعيا'” 
وأزواجنا لازلن عنًا نواكيا 
مرما :لاني اعد LEL‏ 
بعودتنا إني أرى زفس قاضيا" 
لإليون فتحًا فيه نلقى الأمانيا» 
بينهم في شورى الملوك حضورا 
بحر تبدي الأمواج عجًا كبيرا 
بهماغيمٌ زفس عنفا أثيرا” 
ستيل الزرع ماكدًا موتورا"" 


الإلياذة 


هكذا بلبلوا وراحوا شتانًا 
بقوى صوته يصيح وتعلو 
وكذا بين راغب هم يُدَني 
اف ان انعو خاد 
يعجلون التنظيف في تُرع ال 
ثم أولا هيرا لعادوا وإن خط 
قات ت ينا ا 
أمُغادر الإغريق منهزمين فو 
يدعون فريامًا يفاخر معجيًا 
هلكت أراجلهم لدى 
عجلًا إليهم أمسكي كلا بلي 
بها اخفعة جن ازب اا 
وجدت عيُوسًا أوذسًا من قد حكى 
لم يعتمد مسودٌ مركبه ومن 
وقفت ونادّته: «أيا ابن ليرتس 
تدعون فريامًا يفاخر معجيًا 
م شلكت أزاحلكم لذئ 
مجلا إلى الأجناد أمسكهم بلي 
في الحال أدرك صوتها طرح العبا 
وإلى أغاممنون أسرع جاريًا 
ثم انبرى بين السفائن والجًا 
ويبادر الأقيال إن مروا به 
«أو كيف صاح يليق كالأنذال تر 
أتتر ةا له 


منْ بعد أن 


أرجع جُنودك إن 
ولقد جهلت مرامة ولسوف تل 
قَتَرَقّ واحذر غيظه إذ لم نكن 
من كان مولى زفس ليس يذله 


۰ 


بين ماض للفلك يجري مغيرا 
قي التقماو مةه e‏ 
ها إلى البحر ساعيًا 
خرق الجو بهجة دك حي 
فلك وجر الأركان عنها عورا" 
قضاء يفوزهم م و 
ANE AE‏ 
ق البحر للأوطان شرّ هزيمة 
بذويه في هيلانة المسبية'" 
إليون هدرًا والمنازل شطت 
ن القول لا يمضي لهم بسفينة» 
سفن السّراع فبلغت فى لحظة 
زفسًا بنور حجاه لم يُسُكَلفت" 
ه النفس غاصت في عباب الكأبة 
اكد کو و ايان اة 
بذويه في هيلانة الأزفيّة"" 
الحو ف واا اة 
ن القول لا يمضى لهم بكتيبة» 
ريات الفيج عالي الهمة" 
واخدومشة ولان الط وة 
بين الملوك وبين أهل الإمرة 
مستوقفًا E EW PET‏ 
تعدون خوفا فارتدع لنصيحتي 
أرب لكبلونا يكل طا رة 
طرًا لديه بين أهل الندوة 
بل صانه بكرامة ومَوَدّة»' 


مغرورا 


النشيد الثاني 


وإذا رأى أحد الرّعاع مصوّنًا 
وله يقول: «اجلس ولا تيد الحَرَاك 
أفكنت من أهل الوغى والرأي فس 
أو جملة الإغريق أقيال فلا 
فلنرضخن إذا لمن زفس ارتضى 
فكذا بفصل القول خاطبهم وعا 
تركوا السفائن والخيام مهرولي 
كالموج في جرف البحار يعج وال 
سفة لَه قذف الشتائم ديدن 
وقح تجاوز كل حد وهو إن 
لم يَرْعَ قط مقامه وغدا بهم 
قد كان أكبس وهو أحول أعرج 
كتفاه قوّستا لضيق صدره 
E‏ أَودسن وايبن فيلا حقده 
والآن مال على أغاممنون بال 
فنفوسهم منه اشمأرّت وهو لم 
«قل يا أغاممنون ما تشكو إذا 
إن جما أتيتك أن اتی غيري: لله 
أم هل تروم أسيرة أخرى لها 
لا لا فليس يليقٌ كل الجيش لل 
وأعساركين. تا ناء ولا :قو 
ولييق ذا الملك الغرور ودره 
فقد اعتدى توًا على من فاقة 


۲۳١ 


بالصّولجان عليه مال بضربة"؛ 
ا ا 
تمثل بمن يعلو وعندك فاثبتٍ 
E ae‏ 
فردٌ يُخوّل صولجان الصّولق,؛؛ 
تاسبك والأخهاء جين اة 
كن التجيون: ی ا 
ن بكل جمعهم ولم يتشتّت 
مج الدّوي به بقاصف عجّة 
لم يذعن لذاك ويسشكت 
وة ا كام اكع شه 
كيذ ا القوم اال ية 
ESE‏ شر آهل الحملةة؛ 


د بشعرة' 


o 
رسيت‎ 


وشعوره كنادت E:‏ 
ويصدره لم يحو غير ضغينة 
أبدًا اكد 0 0 
يعباً EE‏ بأمجن لمك 
إليون مملتمس قبول الفدية 
بابن يُكبّل بالقيود الجمّة"؛ 
تبدي غرامك إن خلوت بعزلة 
سبلوى يساق بميل رأس الأسرة 
ل أرَاجِلًا فلنقفلنٌ بخزية"* 
بأسَا وآخيلٌ تقاعد بالتي 


الإلياذة 


لو كان ذا قلب لكنت لقيت فى 
فعلى أغاممنون راعي الشعب ثر 
فله انبری أوذيس يلهب صًَردرْهُ 
«صه يا رعاعة من تكون لتبتغى 
فلآنت أوضع قادم في ا ا 
أفكنت كفأ للخطاب مندّدًا 
نبأىي فخذ مُصَدَّهَا فلكن أر ال 
لا ظلٌ رَأسي فوق كتفي عالقًا 
إن لم أجردك العباءة والدّثًا 
فتساق فوق الفلك ممُختضيًا من ال 
من ثم بادره وأوهن ظهره 
برزت بمنكيه دماء بثورها 
بسذاجة البُلَّدَاء ينظر حوله 
وجماعة الإغريق لم يتمالكوا 
يتداولون بقولهم: «لله كم 
بالحزم في الآراء والتّذبير فى ال 
لا شك أخمد نفسة بنكالها 
وأقام هدام المدائن أوذش 
وتليه آثينا بهيئة صارخ 
«تحمّلك الإغريق كَل ملامة 
لديك لقد آلوا قبيل ا 


YY 


أ افك مهه اشن هة 
سكة أكان مدا أواد EEE‏ 
غا "وخاطية قول ميقف: 
لدد الملوك بنطق أخبث صتا 
عرو لدع اليو ماعنا اة 
بالصيد تنتدب الملا للعودة" 
أو ما يكون مآل تلك الرّجعة 
أبناء دانوس حَبَتّه بتحفة” 
تهذار منك كما رأيت بمُقلّتي 
لا كنت والد تيلماخ يتيمتي 
وال قاين حل آخر سُترة 


2 


لشورى تردد اع في أَنَمَ 
بالصولجان بضربة دموية 
فأكبّ يبكي واستكنٌ برعدة 
ويكتكف المح الشكى تة 
عن :فرط كيقية لخلك الت 
قد حاز أوذس من جليل مزية 
هيجاء أيّان انبرى لمهمة 
من ردعه سفها يصول بفتنة 
عن أي تثريب الملوك بكلمة» 
بعصا السيادة واقفًا بعزيمة*“* 
يدعو جموعهم بكل سكينة'” 
E‏ 
آأتريذ إِمَّا اليوم خابت وعودها 
لإليون لا يثنون عزمًا يُبِيدّها 
تناهى حنينًا للبلاد مُجُودها 
وما اليأس إلا أسها ومعيدها 


النشيد الثاني 


ولا شك يغتمون إن يمض شهرهم 
فكيف وقد باتت حئول اغترابهم 
وأزواجهم عنهم نأين فلا أرى 
ولكن كل العان قى عودة الشرئ 


لنبلو صحبي صدق كلخاس منينًا 
شهدتم وما مُتّم وفي الأمس خلت ذا 
وهيّأت الأسطول في بحر أفلس 
إلى ساجة عظمى لديها تفجِّرَت 
رفعنا على طهر المذابح جُمْلة 
إذا أفْعُوَان هائلٌ قد بدا لنا 
من المذبح الدّامي اممتظال:مفضما 
وفي رأسها عصفورة وفراخها 
إليها سريعًا هَمَّ مَرْدَردًا على 
ترددت أمّات الأسى وترف في 
وما فَرّاهنا تتسفة ضان صخرة 
فزدنا عجابًا والتشاقم رابنا 
ققالة واكم من الاو دسف 
«يرينا بهذا زقس معجزةً بها 
«كما أفعوان الضير أمسك تسعة 
«كذاك لدى إليون تسعة أخؤل 
وقد كادت الأنباء تكمل فاا 
فهلهلت الإغريق والفلك ردَّدَت 
فبادر نسطور الوقور مخاطبًا: 
كأنكم لم تشهدوا قط مصرعًا 
فأين الضحايا والقرابين أحرقت 
رأكن ةقد أرقا ارين 
لد ل ما و كل ا 


YY 


بفلكهم والنوء ظل يُميدها 
سنين طولا تم تسعًا عديدها 
ملامًا إذا ا شطت حدودها 
بخيبتهم مهلا فسوف نعُودُها” 
قديمًا سرايانا استتمّت جنودها 
لأمّة فريام يعد ويجيدها” 
من الماء عن فاض سيل برودها 
مئات الضحايا واستطار وقودها 
بمعجزة من أمر زفس ورودها 
إتى "التاحة a‏ وبا يريدها 
فبا ما كاد َد قف غودها 
تقازيدها وام شفث نوها 
جوانبه حتى اشرب يصيدها 
بحكمة مبديها استتب جُمودها 
ولكن لكلخاس تجلّت عقودها 
ولكن خفايا السَّرٌ وافت وفودها 
نما تة فى ال خط وها 
من الطدر مغتاك وأنتم شهودّها 
نخيب فيأتى عاشرٌ ونسودها» 
يسيرًا وإليون تحط سعودهاء 
هلاهل سر للسماء صعودها 
«هذرتم کول طال جهلًا فَعُودها" 
وأقسامنا هل تضمحل عهودها؟ 
بأيمان صدق موثقاتٌ يُنُودها 
ديا قن كوا فقا أبنان a‏ 
ببطل أقاويلٍ بعيدٌ مفيدها 


الإلياذة 


تقلّد أيا أتريذ بالحزم مثلما 
ودع حانقًا أو حانقين تعمّدا 
فلن يرجعا ما لم نخب أو تتح لنا 
وعندي يقين أننا عندما على 
لتا لعفا كالزامن اوكا 
فلا کف گرو تالخود سا لم تق 
فيظفر كل منكم بسبيّة 

ومن تاق للأوطان فليأت فُلْكه 
فخذ بشعار الحزم أتريذ مُقْبِنًَا 
لظم الأحجناد بين قبافل 
فتعلم من منهم أشد تثبنًا 
اكفلس با ادو E‏ 
هنالك أتريذ قال خطيبًا: 
فلو لي بنُصرة زفس و 
بمابك من حكمة عشرة 
ولكنما رافع الجوب يشقي 
فبيني شب وبين أخيل 
ولو أننا في صراط سوي 
فقوموا إلى الزاد صحبي ومن ثم 
أعدُوا تروسًا وحدُوا قنيًا 
وبالعجل افتقدوا المركبات 
یو ول درو راسا 
إلى أن تحُول جيوش الدّياجي 
ورش الصّدور يَسيلٌ على 
وتخدر أيديكم في قناها 
ومن :شت اء “فنذاك كداز 


TE 


عهدتك وليعل الحروب وصيدها 
مغادرة الهيجاء أنت عميدها 
موافيك رن الثرس صقا يدها 
بشائر نصر قاصفات رعودها'" 
اة كانا لبؤين كيدها 
وتدمر إليون وتحرز غيدّها 
فيعلم أن التفس: حجان خغوده]"” 
نصائح أحكام لديك أَجِيدُها: 


ت 


لى عليها بالمعامع صيدُها" 
ومن قل عَرْمَا إذ يدنى بعيدها 


أوهنٌ بجند أم ناء يذودها 


«لقد فقت یا شيخ گل خطيب؛1؟ 
من "لم فون الل ا و 
لذلك إليون 
فؤادي بكل 
خلاف وإني 


قحك اخروت 
عفان ر 
أصل الشبوب 
لأرغمت طروادة عن قريب 
للكرٌ نمضي ونشر اللهيب 
وزيدوا غذاء خيول الكروب 
فذا اليوم يوم إله الحروب 
فلا فترة بعد ذاك الهبوب 
فيرفض بالقسر كل صخوب 
مجن لذ كوو در e‏ 
وال ی اه ااب 
بجِرّكم في عجال الخْطُوبٍ 

طعام الكلاب وطير الشغوب" 


النشيد الثاني 


كنوطس إذ من كل صوب وهبة 
وساروا شتاتا هارعين لمن 
طعامهم نالوا وزكوا تقادمًا 
وقد سألوهم كف رزءٍ ويينهم 
فضحى بثور مُربع بعد أن دعا 
وجاء منيلا القرم من غَيْرِ دعوة 
لدی الثّور قاموا ثم ذَرُوا شعيرهم 
«یا من تفرد في مجد وفي عم 
لا تحجب الشمس والظلماء تعقبُها 
دك شائق ق قصر شاده وأرى ال 
ودرع ذي البطش معطو أمرّقها 
ف تقض ساقطة 
بل زاد محنتهم ويلا وما عرفوا 
والذَّابِح الذبح أعلى رأة وكذا 
ل وأتبعها ال 
خی إذا ذابت الأفخاذ واجتعلوا 
ثم اشتووه وهيوا للطعام ولم 
لما اكتفوا قام نسطور الوقور على ال 
«أتريذ مولى الموالي فلنهُبٌ إلى 
لِتَهْتَفنٌ دُعاة الحرب جامعة 
ولنجرينَّ جميعًا نحو فيلقهم 
فى الحال ّى أغاممنون منتدبًا 


Yo 


دويًا كعج البحر بالجرف يقصفٌ 
لأعلى حزيز الصّخر بالموج يُقذفٌ 
بها أضرموا نارًا ولم يتوقفوا 
بای كل ن كا يالف" 
إلى زفس أتريذ غدا قرف 
لأدبته صيد السرى فتألفوا" 
وآياس آياش قليلا تَخَلَّفوا 
بحكمة مولى الخالدين يعرف 
لما بأخيه من عنا النفس يعرف" 
وفيهم أغاممنون يدعى يهتف:" 
ياراكم الغيم يا من في الرّقيع علا 
حتى بفريام نصرًا نبلغ الأملا 
لهيب يلتهم الأبواب محتملا 
بصدره ونذيق القوم شر بلا 
فتكدم الثّراب من أصّحابه الثبلا» 
آوى الضحية لكن أثقل العملا“؛“ 
فعا و الق التؤاقع العيلة 
من بعد تجريده أقخاذه عزلا 
أحشاء داميةًٌ من فوقها وشلا 
سعيرها بسفافيد الحشا اشتعلا 
باقي الحشا اقتسموا اللحم الذي فضلا“" 

يكن بهم قط شاك لم ينل جُعلا 
أقدام مُنْتَصبًا بالقول مُرْتجلا: 
قعل يخوّلنا الرَبٌ الذي فَعَلا 
افا ا أبطال الوَغَى عَجّلا 
نهيج فتنة رب الحرب والجذلا» 
كل الدعاة لحشد الجند والعمد 


31 


الإلياذة 


بأجهر الصوت نادوهم وما لبثوا 


ا و 
كالنار مُلُهبةٌ غابًا على جبلٍ 
وغائروا لديم وق الوم وفي 
e REE‏ ا Es‏ 
وللحوافر وقح والنعال لها 
حتى بساحل إسكا مَنْدَرِ وَقَفُوا 
حرا يعطنته في مز سهد 
وَكُلُ سىك قوم قام م 
في العان محم اهم إذا ا 


3 


وقد دكن زفس عَيِّنَيْهِ وهامته 
فى ذلك اليوم قصّاف الرعود قضى 
فكان كالفحل ما بين الصّوار متى 


امرض 


أن أقبلوا مستتمى العَدَّ والعدد 
EE‏ درق كر e‏ 
قَنُوبهم وبدت بالمجوب الخلد"" 
من العجّول ولا تنحل AE‏ 
من عسجدٍ خالص بالثور مُتَقدِ 
أشهى من العَوْد للأزواج والوّلدٍ 
فوق ي القيع اي قبّة الجلد 
ذاك الفضا اذد نقرو فت خلة الزرد 
ومن أوز ورهو بالغ الجيد" 
من فج عصابات على 0 _ 
عداد أوراق روض 500000 ندي 
يصلون نار انتقام داخل الگبر"" 
حامت بعُنَّة راعي العنز والدَقّد؛٠‏ 

على القصاع بلا حكن 0 عدل 
بين الألدوف 00 البر إن مُرد 
فوسيذ ا a‏ قوف سد 


أن لا يضاهيه بين الجُند من أحد 


النشيد الثاني 


القسم الجغرافي 


وهو يتضمن أيضًا أسماء الملوك والرؤساء 


يا قيان الأولمب لي قلن من كا 
ENTE EE EEE‏ 
إنما نحن شهرة الأمر نروي 
ضِقتٌ ذَرعًا لو لي فؤاد نحاس 
لا ولو لي تصيح عشرة لسن 
القيان من نسل رب ال 
لست أحصي إذن سوى عدد الفل 
والبيتيّون بأمر ليطس 
وأركسيلاس وإكلورينس 
إِغْرَاي إسكُولس سَخيئُس هيريا 
وشسبيا وسهل ميكاليسا 


ع 
بيد ان 


وبعضهم من قوم إيليونا 
وميديونا زاهر المقام 
وكوفس كُوْرُونيا أثُريسس 
وهيفثيبس المباني ال 
وقدس أنْخستا التي فيها رَّكّت 
وأرنيا ذات الكروم المخصبة 
ومنتهى البلدان 
كل بها عشرون شهمًا ومئه 
وأسفليذون وأرخومين 
كذا أخوه عسقلاف جِمّزا 
لآرس قزعان بالخفاء 
بقصر أكتر بن آزيا هما 
EASES‏ 


أذ 3 نثيدونا 


YY 


ن بذاك الوغى رءوسًا وجندا؟”” 
للإلاهات حل علم أعدًا 
ناما امول ل | 
وبصوتي مهما تعمدت جهدا 
لم أطق للجموع ذكرًا وسردا 
جوب يؤتينني إذا شئن رفدا 
سك وكل القواد بالحرب عَدا۷٠‏ 
إفروثوينور وفينيلاوس” 
ويعضهم من أهل وعر أولس 
ومن هضاب زدن في إتيونيا 
هرمة إيرثرية إيليسا 
أ كاليا هيلا وقفعتيونا 
كذاك ثسبا مجمع الحمام 
وهاليرتا روضة المستأنس 
ومن فلاطيا وإغليسنتا 
غاب افون التي تباركت 
e e‏ 
وقد أتوا في سفن خمسينا 
من فتية م مَلَيِّكَةُةا 
فلگا ثلاثين عليها برزا 
وأستيوخا الغادة العذراء 
قن ولع" نفل تقراف يتنا 
لخدرها القاصي إله الحرب"؟ 


الإلياذة 


وقوم فوقيا بأربعينا 
جميعها سوداء فيها يرؤؤس 
كلاهما ابنا ذي العلى إيفيتس 
ووعر فيس ومن فانوفة 
وأنموريا وهيمبولس 
وفئة من نهر ليلايا أتت 
وقوم لقريا بأربعينا 
بأمر آياس بن ويلا الفائق 
زهو الو ادا في اعدد 
لكنه لدى اکان القرم 
وجنده من قينس أوفنطة 
كذاك من ترفا ومن إثرونس 
وأوجيا ذات الرياض المؤنسه 
و أومها جار ود 
وهم جميعًا عصبة الأبانتة 
و و الخو 
كذاك إيرترية وخلكس 
ومن كرستة ومن ستيرا 
وهو ابن خلكودون عالي الجنب 
وشم REE‏ 
يبغون شق الصَّدْرٍ بِالذَّرُوع 
وجهزت شقا خمسونا 
نديد و قلخيس E‏ 
ربيبها المأثور إيرخثاوس 
حيث بحول الحول فتيانهم 
يرؤسها أمهر هادٍ يهدي 
وينظم القوم ذوي التروس 


رض 


سفينة يسرى البيوتيينا 
أفستروفوس وإسخيذيس 
فرع نبُولس قد أتوا من دَولس 
وقدس إكريسا وقيباريسة 
وغادرت ضفافه يما أزدهت 
بد و ادو Le E‏ 
يطعنه كل سرى الأغارق 
لأمته درعٌ من الكثان'؛ 
إين تلامون صغير الجسم 
قليارس بيسا ومن إشكّرفة 
مما وراء أوييا المُقدَّسهُ 
ذوي القوى المجرّيات الثابتة 
والبلد المعمور في ديوم 
وفرضة بحرية قرنثئس 
دانوا إلى أمر أليفينورا 
أميرهم من نسل رب الحرب 
تلوه بالبأس وفرط العجلة'؟ 
فال عخاليية ا ی 
مصبوغة سوداء من آثينا 
مريد آثينا وصافي العْض"" 
في الهيكل المعمور بالنفائس 


وهو منستس بن فيتيوس 


النشيد الثاني 


لم يحكه من دون نسطور أحّد 
وهزت مراكبٌ إثنا عشر 
وقد أتت في قوم سللامينا 
كذا ترنثا البلدة المسوّره 
كذاك إيجينا 0 الذي 
من نسبة يُعْرّى لطاليونا 
سفتهم سود ثمانون وقد 
ووافدو ميكينيا البهيّه 
وقوم هيفيريسيا فلينا 
والجند من إكنُونيا النفيسه 
وقطر هيليقا وما قد جاوره 
NG E‏ 
جميعهم جاءوا على فلك ميه 
5 حل ا بأسَا E‏ 
بسفن تتن EE‏ ميسه 
ووعر EOE‏ العميقه 
أوتيليا أمكليا ولاءعس 
فى عزلة يهيئكون العَدَّه 
يستنهض الهمّات والحَميّه 


۹ 


بل فاقه نسطور سنًا وافرد 
فيها أياس بن تلامون أمَنْ 
وو ليت فلمك لاقت يكنا 
وأترزينا و هم وا 
وآفدورة الكروم المُضره 
على خليج قدما 0 
قيولهم ذيُومذ الطعان 
كذاك ' أذيال بن ميكست السّري 
۵ بت كي اا ادنا 


0 ذيومذ الأمير المُعَْمَد 
وأرنيا قورنثس الغنيّه 
وروض آريثيريا إحجييوك 
كذاك من ديار EEE:‏ 
كاف إمالة الكت التعتامرة 


08 


أذرست أوَلا على تلك ل 
أرض الحمام وكذا يك 
TE‏ ذات ا لفن 
دانت إلى أخيه مد يي 
ونفسه BESE‏ م 
والفارس السامي النهى نسطور 
كانت بها جاء مع الباقينا 
قيفارس فتيليا آرينيا 


الإلياذة 


وأرض مجرى ألفس ترْيُّونا 
يعودُ من منزل أفريتيس من 
لأنه اأعى بإحسان الثقم 
أنسينه نفائس الأشعار 
وقوم أرقادية الآتونا 
بقرب قبر أفتيس من فازوا 
وريفيا ستراتيا وفينيا 
وتيجيا فرّاسيا يقودهم 
وهم صناديد مخ كوا 
ومن بأرض وليت هرمينيا 
بفراسيا ثم الأليذا الواسعة 
كلهم من إيفيا قد ركبا 
لكل عشرة أميرٌ يرؤس 
كذا اين أقطياط تثلفيوس 
إن أكُشتين ين أففياسا 
غيظًا على أبيه فيلاوس من 
بأربعين مركبًا سوداء 
من جزر قدسية الدّيار 
بإيخنانة غدت مشهوره 
ومن يحاكي زفس بالرًأي الأغر 


° 


وآفيا العظمى هلس دُرْيُّونا 
ثامیرش قد لاح باطمكنان 
أؤخاليا وغيظهن مكتمن 
أكثر مهن ومن كل الأمم 
ثم استلبن من حجاه النغما 
ومهنة الضرب على القيثار'1 
من لحف طدودٍ أجدٍ كيلينا"؟ 
حيث بدا يوم الوّغى البرازٌ 
كذا أنسفا حَيّْث هَبَّاتٌ النْسَم 
كذاك إستمفالس منتينيا 
ذ جهلوا صناعة الفلك هة 
ليسيا والوعر في أولينيا 
كذاك مرسينوس تلك الشاسعة 


1 
1 


وقد أعدوا أربعين مركبا 
إِبِنْ عمارنقا الفتى ذيُورس 
وأمفماخ الفارس العبوس 
كذا فلكسين الحقيق المخير 
فى اطول ,وا لكل فا اا 
قدمًا إلى ديار ذو لخيوما 
كان حبيب زفس في ماضي الزمن 
بقوم من يلي أليذا جاء 
قاصية في شاسع البحار 
ودُلُخيوم البلدة المعموره 
أذيس فى مراكب إثنى عشزر 
أتى بها بماله من عسكر 


النشيد الثاني 


من قوم إيتاكا وكيفالينيا 
ومن أغيليفا ومن زاكنثكس 
وأربعون مركبًا سُودًا أتت 
من أولنس ووعر كاليِّدُونا 
كذاك من مقاتلى فيلينا 
إذ وينس وة الأمجاد 
وجند إقريطش ذات المئة 
ملكيهم والطاعن الشديد 
جاءوا من المدائن الكبار 
إغنوسة ميليتس ولخْتّس 
وقومهم من سائر البلاد 
وتسع سفن بجنود رَودُس 
من كل ليث للوغى مُندفق 
وابن هرقل قَيُلُّها الكبير 
وأستيوخا أمه من إيفرس 
لما غزا مدائنًا عظيمه 
فظل في صرح أبيه ممتعا 
خال أبيه لكمنيوس قَتّل 
قفر هن أبنائه وحقده 
سكن ]ذا عات اا سی 
جعلها ثلاثة أقسامًا 
وزفس رب الخلق قسام القسم 
وفي قلات ميدي سما أتى 
نيريس أجمل أهل الحملة 
للكنة اطتفا خسف اداس 
وفي ثلاثين ملا فيليّس 
من كان من رهط الهرقليينا 


5١ 


ذات الشرى البهم وإكروكيليا؟' 
وعبرها ونيرتس وسامس 
بقوم إيتولية ممن حَوَت 
واللفدي كمض E‏ 
نيمهم فُوَاسن أمدرمتونا 
وميليغر كلهم قد بادوا"'' 
كذاك جر وى EEE‏ 
ااعليضة اتيف الها 
ليكستس ريتية وفستس 
على ثمانين أتوا عدادٍ 
من لِنْدُس إيليسس كاميْرُس 
قد قَسمُوا إلى ثلاث فرق 
أطلوفليم الطاعن المشهور 
سبى أبوه في ضفاف سليس 
فيها بنو زفس العّلى مقيمه 
حتى إذا بعزمه ترعرعا 
وكتان داك التشنية: قارب الكل 
بالبحر في أتباعه وعُدّده 
دنه RO‏ ارقن E‏ 
بكل قسم فثة أقاما 
اولاش الو ا رل الح 
إبن شروفس وأغلايا الفتى 
إلا ابن فيلا القَّرْمَّ عالي الهمة 
ولم يكن إلا بنزر الاس ا 
وأنطفوس ولدي تسالس 


من جزر كالذنية آتونا 


الإلياذة 


ونيسرس إكرانثس كاسوس 
EES‏ 
قد عرفوا باسم الهلانيينا 
مع أهل آلوفا وإطراخينا 
کا و 
قد غادر الحرب بما قد آلى 
وظل عند الفلك مشتد الأرق 
وكان من لرنيسة سباها 
دك ثيبة وفرعي إيبنس 
الباسلين من بني سيلفيس 
لكنه بعيد هذي المَدَّه 
بنى فلاقا وفراسا الخضرا 
ع إفتيلون دات الزّمر 
وأهل إِيْثُونا الوفيرة النعم 
إفروطسيلاس الفتى المحراب 
وهو ابن إيفكلوس صاحب الغنم 
قد كان أوَّل الصّناديد الأولى 
وفي فلاقا بيته لم يَكْمل 
پک بفرط حزنهم لقد 
لكنه أقل حستًا وكبر 
وأهل بيبيا وإغلاميرا 
سقفي اميق إهدى عة 
وهو ابن ألكستا مجيدة النسا 
بسبع فلك أهل أوليزونا 
جميعهم فاقوا بضرب النبل 
يلقى بلمنُوْسَ عنا التّكال 


YEY 


كذاك أرض أورفيلس كوس 
بسفن خمسين سارت هائجه 
أو مر مدُونٍ أو أخائيّّينا" 
ا قو انوي ا 
زعيمهم آخيل عالي الشان 
ETE EE‏ 
فا بوينا فيا كل الفدق 
بشرٌ حربٍ عمّمتُ بلاها 
خشدل ميديها وإيفسخرفس 
فظل نائيًا بذاك المجلس 
ينهض للحرب بكل شدّه 
قدس ذميتيرا الرياض العَرًا؛"١‏ 
وأنترون فوق جرف البحر 
بأربعين مركبًا سودًا نظم 
اللكت E‏ قل اح التَرابُ 
ادن ملاكين ين ركد لفقم 
عل الد اتا قا الككل 
وعرسه تبكيه ملء المقل° ' 
ولوا فذرقشا أخاة التمعتمد 
وإن يكن ممن ببأسه اشتهر 
وهوربيبياس ثم فيرا 


أفميْل أذميت ولي الإمره 
أجملهن ببنات فَلْيّساة١٠‏ 


وبين بوي يونا 
حيبي امد اطي 
لكل E‏ متيف الشعميل 
RSE IES‏ 


النشيد الثاني 


وتوف يذكرونه طُرًا على 

شق عليهم أمره كثيرا 
لذاك ولّوا أمرهم ميدونا 
وجند إترمكاو إيتوم الأصم 
بإمرة ابني أسقليب الآسي 
أشهر من أتقن علم الطب 
وجيش أرمينا كذا أستيريا 
وشامخ الطّيطان مُبِْيض القمم 
وأورفيل بينهم زعيم 
وجند أرغيسا وأولوسونا 
فوليفت زعيمها ذو البأس 
ووا وو 
يقتص من مردة القناطره 
طردهم من أرض فيليُونا 
للم فرت فولبيقت بالأمن يل 
إبن كرون سليل كينا 
وعُونِيُس بجند كيفوس على 
بفتية الإينان والفريبه 
ومن ربى جدول طيطارسيس 
بموجه الفضي لا يمتزج 
«من الستكس مُثقل الأيمان» 
ثم فروثى بن تنثر يدونا 
وجرف فيناوس من أهالي 
فهذه أماثل البلاد 


سُفنهم وهو يقاسي العللا 
لكنهم راموا لهم أميرا 
بن سفاح ويلّس ورينا 
واا كيه امت قن مك 
مخاون وفولذير الباس 
على ثلاثين جروا للحرب 
وأرض مجرى السيل في هيفيريا 
بأربعين مركيًا سودًا عَرَم 
بن أبيمون الفتى العظيم 
ESE.‏ 
ابن فريثوس سليل زفس 
قد وَضصَعته وأبوه نائي 
ولوقي بالنبال الماطره٠‏ 
ال و وااو ك تا 
لِيُنتس ابن آرس مَعْهُ استقل 
بسفن سوداء أربعينا 
ای ا 
مما يلي ذدُودُونة القريبه 
Era‏ 
لقا Sees Em OEE‏ 
E EE E‏ 
متغنئيسيا يأريهين“تالي 
NE STE TEBE CUTE‏ 


1 
1 


کم وده 


»اا كلا علا 


قَيّثَّة الآن أنشدينى وقولى 
أجود الخيل عندهم تلك أحجا 


YEY 


من سما في تلك السرى والخيول؟ ٠‏ 
ر لدی ابن ابن فيرس أفميل 


الإلياذة 


كن ا ا وسنًا E‏ 
في ربى فيريا أفلُون ربا 
وأشد الأبطال بأسَا أياس ب 
فابن فيلا قد فاقه بكثير 
ظَلَّ ما بين فلكه فاكرًا في 
وذووه الكُرات يرمون والمز 
بعجالٍ قد سترت في خيام 
اى الأكحان ا هاما 
e.‏ مولاهمم وزحف سواه 
وكأن السهول طارت شرارًا 
رجّت الأرض تحت وَقع خطاهم 
عندما زفس بالصّواعق يرمي 
قوم طروادة شيوخ وفتيا 
تحت أبواب قصر فريام قاموا 
من لدى زفس بالبلاغ أَتَثْهُم 
وابن قويام فولت ا كا 
A aS‏ موعن 
لِيوافي مخبرا إن رأى آم 
E EE CE‏ 
«أيها الشيخ والحروب شدادٌ 
كم ولجت الهيجاء لكنَّما أع 
هجموا كالرّمال أو ورق الأش 
فسرايا الأحلاف عندكم EE‏ 
و كسان ذويه E‏ نزيل 
فعلى القور فض هكطور جمعا 

هرع الجند للسلاح E‏ 
فتحوها ساعين بين عجالٍ 


Yé 


وجرت كالطيور فوق الول 
ها لنشر الهول الرهيب الوبيل 
ن تلامون بعد بأس أخيل 
ومن الكتيلن كان كل أصضينل 
كيد أتريذ لارتواء العليل 
راق والنبل فوق جِرْفٍ طويل 
وخيول في الحندقوق الجزيل 
غير ملفين للوغى من سبيل 
أثقلامم بل حُزن تَقيل١٠‏ 
بمسير الإفريق: قوق السهول ا 
رج آريم جوم هول مَهُول 
اا فسن ن ا 
ن بشوراهم ببحث جليل""١‏ 

وإذا بغتة بأدهى رسول 
نفس إيريس كالنسيم العجول 
ن على قبر أيستيس النبيل 
قوم أرغوس خارج الأسطول؟١١‏ 
را خطيرا بعدوه المكفول 
لبه ماق الت مقي 
كمصاف تلهو بقالٍ وقيل 
E‏ رن حشيل 
جار هكطور هاك فاسمع مقولي 
تلفاتٌ بألسن وعقولٍ 
(ولك الأمر فوق كل نزيل)» 
ولذا الصوت لم يكن بجهولٍ 
وجميع الأبواب تحت القفول 
ورجال بين القنا والنصول 


النشيد الثاني 


وَعَقَاتٌ من دون صديدٌ 
وتراموا بذلك السهل حتى 
قد دعاها الأرباب قبر مرين 
ثم هكطور قام ينظمَهُم بي 
وعلى رأسه تۇج سَنَهً 
آل طروادة لديه أقاموا 
وَهُمٌ أوفَرُ القبائل عدًا 


أحلاف الطرواديين 


وآنياس الدردنيين مر 
وأمه الرّهرة المجيده 
وله انيثا أنطدوق العمل 
EARLE‏ 
من أغنيا أرض بها أيسيفس 
ألَّابِل المرد ابن ليقاؤونا 
وساكنو أذرستيا وفيتيا 
بولدي ميرفس من فرقوتس 
وجاء أمفيس للطعان 
أبوهما عن مُلْتَقى الإغريق 
لکن قادن الردئ :شق نها 
وقوم فرقوتس وآبيدوسا 
وَقَدْسٌ آرسبا التي سيس 
وهو ابن هرطاقس فورًا لبَّى 
ومن لريسا زُمَرُ الفلاسجه 
بأمر فرعي آرس ابني ليثس 


Yé 


بعجيج وهيعة وصهيل 
قنة شرفت يبعجد ثيل 
والملا باتيا لجهل الأصولٍ 
لن أصيلٍ يقومه ودخيل 
56 وهی ا اڪ 


وهو ابن أنخيس أخو الذكر الأغز 
والت أباه فوق طور إيدهُ 
أرشبلخ :ثم أكاماش البَطل 
في منتهى طروادة الشديدة 
يجري أتوا يأْمُرْهم كتدريم 
وقوسُهُ من فَضل آفُلُونا 
وآفسا وشامخات تيريا 
أمفيسٌ ثم الفتى أَدْرَسْخّْس 
مستلكمًا درعًا من الگتان 
مامتها SETI‏ اقيق 
لذاك أَصَمَمُن له أذنيهما 
وأرض إفرقطيم سستوسا 
يجري بها أميرهم آسيس 
على جياد الخيل من 

فة الرماح حاون اة 
طفطام هيفوت كذا فيلاوس °` 


الإلياذة 


وأكماس والفتى فيروس 
يحيط في قوم الثراقيينا 
مريد زفس وابن كيّس تالي 
حيث يرى أكسيّس العريض 
وفيلمين الشهم ذو البأس الأشد 
ذوي البغال الشمس ملء البر 
وجند أغيالة والبهيّه 
كذاك إكرامنا وإيريثكنس 
بكوم جا ند ررك الحم + 
وجاء بالميسة إخرُوميسش 
ولتنمن: قتي غراف تيء 
اک ا ووک ا 
وبالفريجة انبرى فرقيس 
من أرض أسكينية محمّولا 
أتت جماهير الميونيينا 
وقاريا ذات لسان البرير 
من طود إفثيروس جم الغاب 
وضفتي ميندر ميليتس 
من نسل نميُون وذاك الأول 
تبرِّجًا في ساحة الهيجاء 
EE OEE‏ 
يصرعه مجندلًا بالنهر 
وغايه النجدة ليقمُونا 
كذاك معصوم الحجى إِغْلُوحُس 


YE1 


قد قدما من حيث هاستنطون ١‏ 
وأوفموسٌ بن إتريزينا 
بقوم كيُكُونِية الأبطال 
حدب القسي قوم آميدُونا 
في سفح هاتيك الرّبى يفيض 
بالبفلغونة الأنيتيّين جذ 
وجيش سيساموس معهم يجري 
ضفاف فرثينيس الرَّهِيَّهُ 
وإِيفستَرُوف الفتى مَعْ أَديُس 
من أرض آليبا مقرٌ الفضة 
كندلك التفؤاف أوشوموس 
كد مرف ]اوه بلقي أحلة 
دماؤه بين الدماء تجري"١١‏ 
ناسکی 
ومستل من قوم هور غيغس 
في سفح إتمولوس ناشئينا 
جاءت أهاليها وفودًا تَنْبَريِ 
وشامخ الميكال للسّحاب 
يأمر أمفيماخس ونستس 
بحلل النضار جاء يرفل 
لحمقه كالغادة العذراء 
من بطش آخيل إذا يأتيه 
مستليًا نه جزيل الثَّبِر 
قد فزعوا بأمر سَرْفِيدُوْنا 


. 0 ...ها IA‏ 
من برق تروى بماءٍ زنئس 


النشيد الثاني 


هوامش 

)١(‏ أتينا على نهاية النشيد الأول» وقد خيّم الظلام وتوسد كل مضجعه ونامء وإذا 
بنا في استهلال النشيد الثاني في مشهد من أجل المشاهد: نرى الناس وأربابهم نيامًا إلا 
زفس ممثل العناية الإلهية لا يهجع ولا يكرى بل يتدبر شئون الخلق. 

وشتان على ما سنرى ما رب الوثنيين وربنا عز وتعالى الذي «لاً تَأَخُدُهُ بن و9 
نَوْخٌ فإن زفس يتنعم بلذيذ الرقاد إذا شاءء فَدْتوّل ذلك باستراحة البارئ تعالى من عناء 
الفكرة بأمر الخلق كما نصت التوراة عن استراحته في اليوم السابع على أنه من لنا 
بتأويل رقاد زفس في النشيد الرابع عشرء وقد استولى عليه الهجوع على غرة منه؟ 

(۲) أونيروس رب الطيفء وإن شئت فقل علم للطيف كما تقول ثعالة علم للثعلبء 
وذؤالة علم للذئب» لقد أسهب الشراح في الكلام على هذا التعبير» فمن منتقد مكفر 
لهوميروسء وقائل أنه لم يكن يجدر به أن ينزل زفس منزلة لا تليق بأبي الآلهة والبشر 
بإرسال طيف كاذب يخدع أغاممنون بما لا يكون» ومن مدافع يدراً عنه تبعة هذا القول 
بشرح ما يلي من الوقائع» ونفي الخداع عن الطيف؛ لأن الحرب انجلت ذلك اليوم عن 
انتصار اليونان لا عن انكسارهم» أما نحن فلا نرى في السياق إلا وصفا شعريًا تقتضيه 
قوة الربطء وحسن التسلسل» وهب أن في إنفاذ الطيف الغرار منتقدًا أفلا ترى أكثر 
الأديان تعترف أن الخير والشر من خلقة البارئ عز وجلء فنستعيذ طبرب اقلق * 
من شر مَا لق وأن الله قد يسلط الآفات على البشرء وإذا أراد بقوم سوءًا «خَّتَمَ الله 
عى قَلُويِهمْ وَعَلَىْ سَمْعِهِمْ وَعَلَىْ أَبْصَارِهِمْ غْشَاوَةٌ4 أوليس في كتب اليهود والنصارى 
والمسلمين ما يقرب من هذا كتسلط الروح الخبيثة على نفس أيوب ليبلوه بها ربه؟ ولنا 
شاهد آخر من التوراة ذكره داسيه في شرح أرسطاطاليسء؛ وغروت في تاريخ اليونانء 
وفيه من المماثلة لطيف الإلياذة ما يبعث على الظن أن هوميروس لم يكن مستنبطًا 
بل ناقلاء وهو هذا: «فقال الرب من يغوي آحاب ملك إسرائيل حتى يصعد ويسقط في 
راموت جلعادء فقال هذا كذاء وقال ذاك كذاء ثم خرج روح ووقف بين يدي الرب» وقالء 
أنا أغويه. فقال له الرب: بماذا؟ فقال: أخرج وأكون روح كذب في أفواه جميع أنبيائهء 
فقال: إنك تغوي وتقتدر فاخرج واصنع هکذا» ۲ أي ۱۸: ۱۹. هذا كلام رمزي قاله 
ميخا النبي على سبيل المجاز؛ ردًا على كذبة الأنبياء فصاغه هوميروس بقالب الحقيقة 
كجاري عاد اليونان في تجسيم ما وراء الطبيعة. 


EV 


الإلياذة 


(؟) كانت سفن اليونان مدناة إلى الشاطئ والخيام على مقربة منها يعبر منها مشيًا 
إلى السفن» فلم يكن ثمة فاصل يذكر وإِلَّا لاستغربنا قوله: اذهب «إلى سفن الإغريق ولج 
خيمة بها أقام أغاممنون» فسفن الإغريق في الإلياذة عبارة عن معسكر اليونان كمضارب 
e‏ 

)٤(‏ كان ابن نيلا الشيخ نسطور أكثر الناس حرمة لدى أغاممنونء فظهور الطيف 
بهيئته زاده هيبة وزاد كلامه رسوحًا. 

(5) أي: إليون عاصمة بلاد الطرواد. 

(1) لا شيء أشبه من هذه الرؤيا بحالة الرؤى الطبيعيةء فإن الطيف نزل على رس 
الرائي متخدًا هيئة شيخ وقورء وكلمه كلامًا ينطبق كله على حدسه وأمانيه إذ كان يرجو 
رحمة زفسء فيعينه على فتح إليون» ويطمع في ما لهيرا زوجة زفس من الشأن في مجتمع 
الأرباب» ويعلم أنها ظهيرته ونصيرة قومه» فما كان أقرب ليقينه من أنها تستميل سائر 
الآلهة إلى نصرة الإغريقء ثم إن الطيف غادر أغاممنون فاستيقظ وما هو بمستيقظ؛ لأن 
دوي ذلك الصوت لا يزال في أذنيه وحواليه. وكان ذلك عند طنّ الفجر كما سترى بعد 
أبيات» وهو كما تقول العرب ميقات أصدق الأحلامء كل هذا تمثيل صادق على خرافته 
بديع على بساطته. 

(۷) إذا أتى شاعرنا على ذكر أمر رأيته وصفه على علاته» ومر على دقائقه بلا تكلف 
كما ترى هنا في وصفه أغاممنون يلبس ثيابه» ويشك في سلاحه بعد أن هب مذعورًا من 
رقاده» فإنه يشرح ذلك بإسلوب يخيّل لك أنك تراه على تلك الحال» فيجعل لشعره في 
مواضع كهذه رونقًا لم يكن له شيءٌ منها لو شانته مسحة التكلف. 

(4) “قال مو لها نا OE‏ صقم الأزية كنا a‏ فليل. لهذا 
النشيد. 

(9) الميامين الآلهة. 

)٠١(‏ السرايا الشكاة: الجند المسلحة. تنتضل: تتسايق وتتفاخر. 

)١١(‏ الاحتفال الاجتماع,الشيخ باليونانية (©14007:0) ومعناه فيها الرجل المسن» 
وهي كلمة تطلق أيضًا على الأمير والزعيم كما تطلق في العربية والعبرية» وسائر اللغات 
السامية» وهو المراد بها هنا كما سترى بعد فض المجلسء فإنه استعاض عنها بالملوك 
كأنهما كلمتان مترادفتان. 

)١1١(‏ نهض أغاممنون من رقاده مصممًا على الائتمار بأمر الطيف» فبث الدعاة 
ينادون بعقد المجلس العام أي: الذي تحضره كل الجند» ثم عقد ريثما يحتشد الجيش 


YEA 


النشيد الثاني 


مجلسًا خاصًا مؤلفا من الشيوخ؛ ليفاوضهم بما كان من أمر الرؤيا ويستشيرهم بما 
عسى أن يفعل» وسنرى في خطاب أغاممنون حيلة من حيل السياسيين الذين يعلنون ما 
لا يسرون؛ لينالوا ما يؤملون» قال ديونيسيوس: وأعجب بقوله الجم الغفير من الشراح. 

«لم يكن أغاممنون يطمع في شيء طمعه في دفع الجيش إلى قتال عنيف» ومع هذا 
فقد كان يخشى أن تعييه الحيلة على أثر اعتزال آخيل» ويشفق أن تعصي الجنوب أمره 
لو أمر تشفيًا منه لما نالهم من الغيظ لاحتجاب آخيل عنهم» فعن له توصلا لبغيته 
أن يعقد مجلس الشيوخ» ويسبر ضمائر الجند بحثهم على معاودة الأوطان ومغادرة 
الحرب» فينهض سائر الأمراء ويثنون عزمهم عن الرحيلء وإذا اعترض بأنهم لو تمسكوا 
بإنفان مضمون أمره لأخفق بمسعاه» فالجواب أنه يتطلع ببصيرته إلى وراء ما كانوا 
يبصرون» ولم يكن جل اعتماده على الخطاب الذي ألقاه لرد عزيمتهم بل خشي أيضًا 
إنهم ربما كانوا ناقمين عليه أمرًا كتموه إياه فلم يكن له مناص من تبن ميلهم قبل 
دفعهم إلى ساحة الحرب» ففتح لهم الباب لإعلان ما تكله ضمائرهم» وأسرٌ بخفايا أفكاره 
إلى الأمراء؛ تلافيًا لسوء العقبىء ففاز فورًا مبينّاء ولم تكد الجنود تهم بركوب البحر 
حتى أوقفها نسطور وأوذيس». 

)١(‏ لم يكد ينتهي نسطور من كلامه حتى فض مجلس الأعيان» وسار تتبعه 
الملوك إلى مجلس الشورىء ولم يفه أحد منهم بحرف لما كان له من هيبة التسلط بقوة 
الصدق والإقناع لا بقوة السيطرة وعلو المنزلة» ولا شك أن أغاممنون آثر عقد مجلسه 
بقرب مضارب نسطور توصلا إلى تلك النتيجة. 

)٠١(‏ فرغ من وصف المجلس الأعلىء فشرع يصف اجتماع المجلس الشوروي العام 
وحسبنا في الإشارة إلى ما أودع كلامه من التمثيل البليغ أن نستلفت نظر المطالع إليه منذ 
بعث أغاممنون دعاته إلى الجند إلى أن انتظم عقد المجلس» وما تخلل ذلك من اندفاعهم 
من الفلك والخيام كالنحل المتطائر من خلاياهء وتعاقبهم متهافتين زرافات إلى دار 
الندوةء وسعي الشهرة بين صفوفهم» وعلو ضجيجهم بادئ بدءء وقيام تسعة منادين 
يكفونهم عن الجلبة والغوغاء: واستتباب الهدوء والسكينة حتى باتوا كلهم آذانًا واعية, 
ووقوف الخطيب بصولجانه» وكل هذا بكلمات قلائل لا تتخللها لفظة حشو وترتسم في 
ذهن القارئ والسامع رسمًا يكاد يكون حيًا. 

)٠١(‏ هذا أول تشبيه مفصل ورد في الإلياذةء وسترى في ما يلي من كثرة التشابيه 
وتنوعهاء ودقتها وبلاغتها ما يدلك على أنه لم يقم بين الخلق شاعر سبر غور الطبيعة 


۹ 


الإلياذة 


سبر هوميروس» ولك هنا الشاهد الأول على صحة هذا القول» وهو تشبية علق به كثير 
من الشعراء بعد هوميروس» وي مقدمتهم فرجيليوس. ولا أخال أحدًا من الشعراء رواة 
إلياذة هوميروس أبدع بهذا المعنى إبداع الشنفرى على خلو ذهنه منهاء قال يصف نفسه 
وقومه: 
ARSE‏ نعكا ما كا قي تاكن محل 
مهلهلة شيب الوجوه كأنها قداح بكفتي ياسر تتقلقلٌ 
أو الخشرم المبعوث حثحث دَيِرهُ ‏ محابيض أرداهن سام معسل 
مهرتة فوةٌ كأن شدوقها شقوق العصي کالحات ويسلٌ 
فضج وضجت بالبراح كأنها وأياه نوح فوق علياء ثكل 


(11) كان اليونان لعهد هوميروس يمثلون الصفات بموصوفات حية تحسب في 
مصاف الآلهة أو دونهم» ولكنها خالدة مثلهم كالفتنة والهولء والرعدة والشهرة» وهي 
a‏ كول عل o‏ شدي فد نكا E USGS I E‏ 
ومعناها مد ا 

(1) أي: إن التسعة المنادين استرعوا سمع الجند للأمراء الذين حكمهم زفس 
عليهم. : 

(14) أطال الشاعر هنا الكلام على صولجان أغاممنون» وما أطاله عبتا بل أراد أن 
يثبت فضلًَا عن الرواية الخرافية علو منزلة أغاممنون؛ لأن الصولجان عنوان السيادة 
والملك على الإطلاق» فليس لأغاممنون إذن مزية على سائر الملوك بصولجانه إِلَّا أن تكون 
ثم مزية على كل صوالجهم» فذكر أنه صنع رب تناقلته الآلهة ثم حبت به أتراوس جد 
أغاممنون» فهو إذن ملك ورث الملك كابرًا عن كابر وأدلي إليه بعصا السيادة من زفس 
ملك الملوك ورب الأرباب. 

(19) قاتل أرغوص هو هرمس رسول زفس الوارد ذكره في البيت التالي» وهو 
عطارد العرب» أما أرغوص فهو شخص خرافي كان له مئة عين ناظرة إذا نام أغمض 
نصفها فقطء وقيل بل لم يكن يغمض إلا عينين إذا هجع» وحدث أن زفس هام بابنة 
أيناخوس النهرء فثارت عليه هيرا بغيرتها فاضطر إلى مسخ عشيقته بقرة» فعهدت 
هيرا بحراستها إلى أرغوص فاستماله هرمس يومًا بصوت قيثارته» وظل يعزف حتى 
استولى عليه سبات عميق» فقام إليه وقطع رأسه»ء فاقتلعت هيرا عيونه وألقتها على ذيل 


0٠ 


النشيد الثاني 


الطاووسء فآل أمر الطاووس إلى ما نراه عليه اليوم» إن بين أرغوص هذاء وأرغوس 
مملكة أغاممنون فرقا ظاهرًا بالتهجئة اليونانية ولفظ الواو» ونظرًا لتعذر إبراز هذا 
الفرق في التعريب كتبنا إحدى الكلمتين بالصاد والأخرى بالسين. 

(۲۰) فيلّبس أو أتراوس جد أغاممنون. 

)۲١(‏ ثيستس ابن فيلبس وأخو أتراوسء قلنا المشهور بالنعم» وفي الأصل الخراف. 

(۲۲) يقول: إن أغاممنون قام يخطب واقفا وهو متكيئٌ على عصاهٌ أو صولجانه 
تلك كانت خطتهم في الخطابةء وهي خطة خطباء جاهلية العرب إذ كان يقف الخطيب 
على المنبر حيث يوجد منبرء وإذا خطب في العراء علا نشرًا من الأرض أو خطب على 
الراحلةء ولا بد له من أن يأخذ بيده العصا أو المخصرة أو القوس» وقد يخطب وبيده 
القناةء قال معن بن أوس المزني: 


فلا تعطي العصا الخطباء يومًا وقد تكفي المقادة والمقالا 
وقال جرير بن الخطفي: 
من للقناة إذا ماعيّ قاظها وللأعنة يا عمرى بن عمّار 
وقال كُثير: 
إذا قرعوا المنابر ثم خطبوا بأطراف المخاصر كالغضاب 


(۲۲) آتي 81) الداهية والنازلة والقدر جعلها بعض المترجمين نكرةء ففسروها 
بمعناهاء وجعلها آخرون علمًا جريًا على عادة هوميروس في تجسيم الصفات» فنقلوها 
بلفظها وفعلنا هنا فعلهم» هذا خطاب ألقاه أغاممنون على مسمع كل الجيشء وكله 
سياسة ودهاء ينبتك بقوة الخدعة عند ذوي المقامات الذين يعلنون على رءوس الملا عكس 
ما يذيعون بين خاصتهم» ويستندون إلى أوهن الحجج؛ ليفتّد السامع كلامهم بكلامهم: 
فتقوم العامة إلى مخالفتهم» وهي إنما تقوم لتعضيد مطالبهم» وعندما يرجعون في 
ظاهر الأمر إلى القول بقول الجمهور يفوزون بمأربين: أحدهما: التظاهر بإرضاء متهم 
والرجوع عن مآربهم لإبلاغها مآربهاء والثاني: إنفاذ نفس رغائبهم المكتومة. 


o1 


الإلياذة 


)۲٤(‏ إذا كان زفس قد والى أغاممنون بدك إليون عاصمة بلاد الطروادء فالواجب 
أن يقيم حتى يدكها لا أن ينادي بالقفول إلى الأوطانء فكأنه يقول لهم: إذا حثثتكم على 
العودة» فإنما أفعل عن جزع وسآمة لا عن تبصر وتروٌ. 

(5") ذكرهم بطمع الكسب والسبيء ثم ادعى أن زفس مان عليه وخدعه» وهما 
حجتان أوهن من الأولى على صدق ظاهر الدعوىء فكأنه يقول: إذا غادرنا الحرب فاتتنا 
فرصة المكاسب» ثم إن تطاوله على زفس برميه إياه بالمين والخداع يقلل من ثقة الجمهور 
بكلامه» ويحمله على عدم الأخذ بهء وهو الآمر الذي يرمي إليه ببصره. 

(11) لا دليل يؤيد نقض زفس لعهده» والقضاء على اليونان بالرجوع خاسئينء 
وهذا كلام آخر اتی به عمدًا غير سديد. 

(1؟) مهما اجتمع لديهم من الأسباب لمغادرة إليون وشأنهاء فعار العودة وخلود 
المذلة إلى جيل فجيل موجبان ما فوقهما موجب للبقاءء وزد على ذلك ما رماهم به من 
الحين والإحجام بقوله: إن الأعداء قليل عديدهم؛ لأن رجوعهم عن فتة قليلة يزيدهم 
منقصة ومذلةء فهو يريد أن يحقر أعداءهم في أعينهم فلا يبقى لهم سبيل إلى الرجوع 
عدوم ع ع 2 

(۲۸) أي: لو قام الطرواديون في حالة أمن وسلم مقام الشقاة لليونان لما نال كل 
عشرة من اليونان ساقيًا واحدًا من الطرواد؛ فهم إذن لا يبلغون عشرهم عدًا. 

(۲۹) قوله في ما تقدم أن الأعداء لا يبلغون عشر اليونان لا يشمل إلا الطرواديين؛ 
لأنه استثنى هنا حلفاءهم» وسيأتى ذكر عدد الجيشين بوجه التقريب. 

005 فاضت 4 لخر :وأ من ول الإقلاع؛ لأن السفن المتداعية إلى الخراب لا تصلح 
لركوب الجند. 

(١"؟)‏ بعد أن ملأ آذانهم بمهيجات الإقدام أمرهم بالإحجام» فأطاعوا أمره لسؤمهم» 
ولكنه هيأ لهم سبيل الرجوع عن عزمهم والإذعان لكلام أوذيس» وهو نوع من أنواع 
الإيهام البياني البديع. 

)١0(‏ أيقارة جزيرة بين ساموس وبتموس في الأرخبيل الرومي تدعى الآن نيكارياء 
وريح الصبا أي: الشرقية» وريح الجنوب في شعر هوميروس (8070) و(01050) أفروس 
ونوطوس» وهما علمان أو كما تقول العرب ملكان يحملان الريح إلى حيث يدفعها زفس 
من الغيوم التي يركمها في الجو. 

(") الدبور الريح الغربية» واسمها زفيروس (260000) وكثيرًا ما نراها في الإلياذة 
ريحًا عاصفةء وأما في الأوذيسةء فقد أشير بها أحيانًا إلى النسيم اللطيف بالنسبة إلى 


YoY 


النشيد الثاني 


موقع البلاد التى ذكرت فيها؛ ولهذا صارت زفير (١إرطمئا2)‏ بالإفرنجية مرادفةٌ لمعنى 
النسيم على الإطلاق لا لمعنى الريح» شبه اندفاع الجند إلى السفن بعج الأمواج إشارة إلى 
الجلبة والضجيج.ء ثم بسنبل الزرع إشارة إلى اتجاههم وجهة واحدة» ولنا هنا مغزيان 
آخران» وهما: أولا: اضطرابهم لخطاب أغاممنون إذ سمعوا منه ما لم يكن بحسباتهم, 
فكانوا كاليم الذي تتقاذفه الأمواج» ثم ارتياحهم إلى الرحيل» فمالوا ميلة الزرع الذي 
تحني رأسه هبة النسيم. 

بالشاطئ ومستندة إلى عمد وأركان على ضحضاح رقيق من الماءء فكان لا بد لهم من 
عمل شاق قبل تهيئتها للإقلاع بها. 

(5؟) الجنة الترس» ورب الجنة لقب آخر من ألقاب زفس كراكم الغيم» وقاصف 
الرعد» إن في إرسال هيرا لآثينا سببين: أولهما: إن أثينا كانت من الآلهة الموالية لليونانء 
والثاني: أنها إلاهة الحكمة إشارة إلى أن الحكمة اقتضت أن يرجع الجيش عن عزمه؛ 
لأنه لم يكن من الصواب والحزم أن يغادروا إليون بعد أن حصروها تسع سنوات» وأفنوا 
الجم الغفير من مقاتلتها وجيشهم لا يزال كثير العدد وفير العدد. 

)۳7( فريام: ملك طروادة. 

(۳۷) أوذيس ملك إيثاكة» ووالد تليماخ» وهو بطل أوديسة هوميروس كان أدهى 
اليونان كما كان نسطور أحكمهم. 

(۳۸) الأرغية نسبة إلى أرغوس أي: اليونانية. 

(۳۹) الفيج: الرسول» والسفيرء والساعي» كان أوربات أحد فيجي الإلياذة 
المشهورينء وهما: آوربات» وتلثيبيوس. 

(50) لا يستغربنَ المطالع تجرَّوْ أوذيس على اجترار عصا الملك من يد أغاممنونء 
فإنه كان داهية اليونان» وبطلًا من أبطالهم المغاويرء وملگا من ملوكهم فكان له على 
أغاممنون الدالة الكبرى»ء وكان في ذلك الحين يسعى في إنفان مأرب هو واحد في نفس 
كليهماء فلم يكن بالكثير على أغاممنون أن يلقي إليه بها من تلقاء نفسه؛ ليرى الجند 
أن أوذيس يخاطبهم بلسان داهيتهم من وجه وسطوة زعيم زعمائهم من وجه آخرء ثم 
إن الواقف على أحوال جاهلية الأمم يعرف ما لتلك العصا أو ذلك الصولجان من الهيبة 
في القلوب» ولقد يذكرني هذا بعصا شيوخ المنتفق في بادية العراق» ويعض حواضرها 
لعهد قريب لا يتجاوز الثلاثين عامًا حيث كانوا إذا أرادوا قضاء لبانة أو جبي مال ألقوا 


Yor 


الإلياذة 


بعصا من عصيهم تعرف بعصا الشيخ إلى أحد أتباعهم» فكان حاملها نافذ الأمر» مرعى 
الجانب كيف توجهء ولو كان عبدًا رقا. 
)6١(‏ قال لبيد: 


0 


bia 


رأيت التقى والحمد خير تجارة رباحًا إذا ما المرء أسبح ثاقلا 


)٤١(‏ نرى أوذيس يجول بين الصفوف ويكيل لكل بكيله» فيكلم كرام القوم بما 
لا يمس كرامتهم» ويخاطب لتثامهم بقرع العصاء فيجدح لكل من سويقه» ولله در بي 
الطيب القائل: 


إذا نت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللثيم تمردا 
)٤١(‏ من كلام الأفوّه الأودي حكيم الجاهلية قوله: 


لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهَالهم سادوا 
تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت فإن تولت فبالأشرار تنقادٌ 
إذا تولى سراة الناس أمرهم نما على ذاك أمر القوم فازدادوا 


5 قال دنوئيسيوسس: إن جميع موك اليوذان لزل عهدهم كاذو] تقيدين مدل 
شوروي سواءٌ اتصل إليهم الملك بالأرث أو الانتخاب كما يتضح من شعر هوميروس 
وغيره» فإن في ما رأيناه من نزاع آخيل وأغاممنون» وما سنراه من الوقائع المتوالية» ولا 
سيما استطالة ثرسيت على أغاممنون بعد أبيات من هذا النشيد حجة قوية على أن الملك 
لم يكن مستبدًا بأمره ورأيه بين أصحابه وأتباعه بل كان «يشاورهم في الأمر» كما فعل 
خلفاء العرب في صدر الإسلام» وكما نَّحّتِ الشريعَةٌ الْإِسْلَاِميَةُ ولم يكن الملوك فضلًا عن 
هذا يأنفون من مخاطبة عامة الجندء وتلقي اعتراضهم وتحاملهم بالصبر الجميل كما لم 
يأنف الفاروق عمر من قوله على المذبر: ديا أيها الناس من رأى منكم فق عوجًا فليقومه» 
زم يتكنيه ل والحد مقا دوالك الى ,اننا نيك عوك لفوساه يونت فقال: 
«الحمد لله الذي أراني من يقوّم عوج عمر بسيفه»» ومثل هذا قول أبي بكر الصديق في 
خطبته يوم بويع بالخلافة: «وإنما أنا متبع» ولست بمبتدع» فإن استقمت فتابعوني» وإن 
زغت فقوموني» ولقد زعم بعض الشراح استدلالًا بهذا البيت أن هوميروس كان يميل إلى 


50 


النشيد الثاني 


الملك الاستبدادي المطلق» وهو زعم تؤيد فساده كل إنشاد الإلياذة» فإنه إنما عنى بحصر 
صولجان السطوة بيد فرد واحد زمن الحرب كما يستفاد من سياق الحديث» وهي خطة 
متبعة في كل الأزمان إلى يومنا حيث يكون القائد الأكبر واحدًا لا غير مهما تعددت أركان 
حربه بتعبيرنا الحديثء وحقيقة الحال أن أغاممنون لم يكن زعيم ملوك اليونان إلا أثناء 
الحرب لا قبل ولا بعد» وقد قام بأعباء قيادة الجند والرئاسة الدينية على ما يظهر من 
توليه شئون العبادات كما كانت الخلافة والإمامة بيد واحد عند العرب» وانحصار كلتا 
المزيتين بيده لم يغنه شيئًا من اعتراض المعترضين» والرضوخ لرأي سديد يبدو من غيره 
وإن كره» ولكننا نراه في ساحة القتال يتهدد الجبان النكس بالقتل مستيدًا لا معارض 
له إذ يصبح حينئذ الآمر الناهي المطلقء وفي كل ما تقدم أدلة قاطعة على انتساق النظام 
العسكري عندهم» ووضع الحرية والانقياد موضعهما. 

ويجدر بنا أن نبين في هذا الموضع أن تلك كانت طريقة العرب في تولية الزعامة 
الكبرى لواحد منهم إذا تعددت القبائل المتحالفة على الحرب» وسنذكر طرق تحالفهم في 
موضعها من النشيد الثالثء وحسبنا هنا أن نقول أنهم كانوا حيثما اجتمعت عدة قبائل 
منهم على حرب نهجوا هذا النهج» فرأسوا عليهم أميرًا واحدًا يأمر وينهى فيهم جميعًاء 
فإذا انتهت حربهم لم تبق له مزية على سائر الأمراءء وكان من عادتهم أن يقترعوا بين 
أهل الرئاسة» فمن خرجت عليه القرعة ولوهُ الإمارة كبا كان أو صغيرًاء ولكن حيثما 
افق أن يكون اينهم أجير: أحرز المقام الأول بمكانته وسنه ونسبه» وأقنّ الجميع له 
بالميق كاذو1 يولونه الماع يلا اقتزاع .ولا ترا كما ولوا جرت بن آمية عل قبا 
قريش في حرب الفجار. 

ثم إنه ليأخذنا العجب من إغفال العرب نقل الإلياذة إلى العربية مع إنها نقلت إلى 
لغات لم تكن شيئًا مذكورًا بجانبهاء قال ابن العبري في «مختصر تاريخ الدول» طبع 
بيروت صفحة :٤١‏ «وخربت مدينة إليون الخراب الذي هو من أعظم الرزايا عند قدماء 
اليونانيين» وقد رثاها أوميروس الشاعر في كتابين نقلهما من اليوناني إلى السرياني 
ثاوفيل المنجم الرهاوي» (توفي سنة ١۷۸م‏ وكان منجمًا للخليفة المهدي). وقال صفحة 
۲۲۰-۹: «وكان ثاوفيل هذا على مذهب الموارنة الذين في جيل لبنان من مذاهب 
النصارىء وله كتاب تاريخ حسنء ونقل كتابي أوميروس الشاعر على فتح مدينة إيليون 
في قديم الدهر من اليونانية إلى السريانية بغاية ما يكون الفصاحة». ولقد أكثر العلماء 
من البحث والتنقيب» فلم يعثروا على أثر لترجمة الرهاويء قيل: «إن العلامة السمعاني 


Yoo 


الإلياذة 


الماروني عثر على نسخة منهاء فحملها في ما حمل إلى رومية من نفائس المخطوطات في 
أواسط القرن الثامن عشرء وأصابته عاصفة في البحر فطغت المياه على السفينة» فعطلت 
كثيرًا من تلك النفائس ومن جملتها منظومات الرهاوي» ولم يتصل بنا منها غير هذين 
الشطرين اللذين يؤلفان البيت الذي نحن بصددء وهما منقولان عن السمعاني. 


للمعيرم! o‏ نادۋا محره! .اا 


الا ?مەم دھا 0 مەم هكدمم 8 بده 


وقد ذكر يعقوب برساخو المعروف باسم الأسقف ساوير «المتوى سنة ١175م»‏ 
وغيره من العلماء عبارات متقطعة ردها البعض إلى إلياذة الرهاوي» وهذا جل ما يعلم 
عنها. 

(55) كان زهير بن أبي سلمى مدَّاحًا لهرم بن سنان» فاشتهر أمر هرم وذاع ذكر 
محامده في مشارق بلاد العرب ومغاريهاء ولا يزال كذلك منذ نيف وثلاثة عشر قرتاء 
وقد سأل الخليفة عمر أحد أولاد زهير «ما فعلت الحلل التي كساها هرم أباك» فقال: 
«قد أبلاها الدهر» قال عمر: «ولكن الحلل التي كساها أبوك هرما لم يبلها الدهر». وهجا 
نصير الدين الطوسي المعروف بالفردوسيء والملقب يهوميروس الفرس السلطان محمود 
الغزنوي بقصيدته المشهورة التي مطلعها. 


وتعريبه: 
أيا شاه محمود غازي البلاد خف الله إن لم تخفك العبان 


فبذل له الأموال الطائلة؛ استرضاءً له لعله يتوصل إلى إخفاء تلك القصيدة وإبادتها 
لكلا تخلد في بطون التواريخ» فخشي ذلك الغازي الفاتك بالألوف وآلاف الألوفء ورَيقة 


501 


النشيد الثاني 


تنمي عنه خبر السوء» وهي خارقة من خوارق قوى الشعراء الفطاحلء وهذا شاعرنا 
لم يذكر أحدًا بمليح أو قبيح إلا خلد ذكره بل جعل اسمه مزادقًا للخلة التي ميزه 
بهاء فصار آخيل مرادفا للبأس» ونسطور للحكمةء وأوذيس للدهاء» ولم يكن هوميروس 
هجاءَ بما اتصل إلينا من شعرهء ولكنه جمع في هذا الموضع من المعايب في ثرسيت 
ما يجعل الساسغ بشم من جرد ذكزه جى .ضارت هذه الكلمة فى كث مق اللقات 
مرادفة لقبيح الوجهء وفاسد القلب» والسفيه الغرور السفيل الفخورء ويغلب إطلاقها 
عل الحمون الثهيم: :الماح اللقيم» والشليظ الزتية: 

(57) الأكبس من أدبرت جبهته» وأقبلت هامته» زاد على معايبُ خُلقه معايب خُلقه؛ 
ليزيده حطة في ذهن السامع: فيعلم موضع حقارته في عين الجندء والقبح أقبح ما يكون 
بصاحب الوجه القبيح؛ وله در القائل: 


أيا مليح الوجه كن محسنًا لا تجمعن الرين بالشّين 
ويا قبيح الوجه كن محسنا لا تجمعن بين قبيحين 


(517) لا شيء أدل على بذاءة الطبع» والحسد من التحامل والتطاول على أبعد الناس 
همة كآخيلء وأوفرهم ذكاءً وعقلّد كأوذيسء وكلام الشاعر هنا توطئة لاشمئزاز الجند 
منه» ولكننا لا نرى ثرسيت مكترنًا لذلك بل جل همه أن يضحك القوم ولو هزوًا به» وهذا 
يمثل لك حالة من نضب ماء الحياء الحياء من وجهه:؛ فلا يبالي أساء الناس أم سرهم» 
وما أحسن قول أبي تمام بهذا المعنى. 


يعيش المرءً ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقى اللحاء 
فلا والله ما فى العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياءٌ 
إذا لم تخش عاقبة الليالىي ولم تستحى فافعل ما تشاء 


(4) أي: هل لا تزال تطمع في الذهب يأتيك فكاكًا لأسير آلقيه آنا أو غيري بين 
يديك» إن في هذا الكلام لمنتهى القحة من رعاعه كثرسيت إذ ادعى بأسَا فوق بأس 
أغاممنون» ورماه بمذمتين طمعه في الكسب والنهب» وخلوه من الشأن في إحراز الأسرى 
إذ ليسوا لديه بشدة بأسه بل ببسالة جنده وأتباعه. 

)٤۹(‏ في هذا الكلام إبهام بل إيهام مقصودء فإنه أشار إلى سبية علق بها أغاممنون, 
ولم يقل أهي خريسا التي اعترف بشغفه بها أم بريسا التي لم يعلم أحد بعد شيئًا من 


YoV 


الإلياذة 


منزلتها عنده» ولكن الظاهر من خبث النية أنه أراد كلتيهماء واتخذ من حب أغاممنون 
للأولى حجة على لزوم غرامه بالثانية متذرعًا بذلك إلى إثارة الغيظ بآفئدة أصحاب آخيلء 
وإلقاء الفتنة بينهم وبين أغاممنون؛ والفتنة محجة يسعى إليها الحسود بخيله ورَجِلِه 
وسنرى في النشيد التاسع أن ثرسيت وجه إلى إغاممنون هذه التهمة زورًا وبهتانًا؛ لأن 
أغاممنون أثبت بالأيمان المغلظة أنه لم يدر في خلده قط أن يقريها. 

(60) لما كان ثرسيت ساعيًا بكليته إلى الغض من شأن الملك تناهت به القحة إلى 
رمي الجند بأعظم صفات الجبن» فخاطبهم خطاب النساء؛ ليهيجهم حنقًا على زعيمهم, 
ولكه ماف فالا وله فى يهاه EES‏ جرم CEE‏ كتصرف كيت 
تثقل رؤيته كما يثقل منطقه على كل الجيش» ومن استقبحت صورته وفعله استقبحت 
رأيه. وإن كان صوابًاء فقد رأى الشاعر أنه لا بد من معارض يقف في وجه أغاممنون, 
فلو جعله رجلا من ذوي المكانة وأصالة الرأي لوقع كلامه وقعًا سيمًا في نفس الجميع. 
فلم يكن أوفى بالمرام من نمام حسود لا يشفع بأقواله شيءٌ من مظاهر أعماله. 

(031) الصيت: الغدين الضوت: 

)٥۲(‏ الصيد جمع أصيدء وهو السيد والرئيس. 

(0) أبناء دانوس والدانويون اليونان. 

(084) التشمت الخيبةء لقد جمع الشاعر بثرسيت أقبح الصفات» ومثلها كلها أصدق 
تمثيل» فأبدع هنا بوصف حالة الجبان الرعديد الذي إذا استقوى شمخ وتمادى في 
الغرور والكبر. وإن استضعف ذل ذلة الأنذال» وهكذا فإن ثرسيت لما أنس من الجيش 
او القادرة الفا والقفول إل الأوطان لف كه اله ها بلقت نا من أن 
الجيش ظهيره والموقف نصيره» فلما تصدر له أوذيس ولم يكن في الجمع من يذود عنه 
بدأ جبنه بأقبح مظاهره» وقد ختم الشاعر هذا المشهد بقهقهة الجمع كما ترى في البيت 
التالي» وهي خاتمة تنبتك بما في طبيعة الجندي من الاشمئزاز من تشدق المتبجحينء وقلة 
العبء بفلسفة المتفلسفين» والشماتة بخيبة الغرور المختال» وفيها أيضًا إشارة إلى أن 
نفوسهم طابت عن الرحيلء فمالوا إلى القتال ترفعًا عن أن يقفوا منقادين لرأي حقيرء 
ولسان حالهم يقول: 


النشيد الثاني 
وتجتنب الأسود ورود ماء إذا كان الكلاب ولغن فيه 


لا بأس أن نذكر هنا أمرًا تنبه إليه بعض الشراح» وهو أنه لم يرد ذكر لثرسيت بعد 
هذا الموضع في كل إنشاد الإلياذة كأن هذا الإضراب عن ذكر اسمه مقصود من الشاعر 
لوضعه في أدنى درك الحقارة» وأبلغ من هذا أنه لم يذكر نيريوس الجميل إلا مرة واحدة 
أيضًاء ثم تناساه كأنه نزّل جمال الجسد إذا عرا عن محامد الأخلاق وعزة النفس منزلة 
قبح الصورة والسيرة وفساد السريرةء أفيفطن لهذا صاح الصور قباح السير؟ 

(05) هدام المدائن لقب لأوذيس؛ لأنه كان يفعل بدهائه ما لا تقوى عليه حراب 
الجيوشء وهو الذي مكن اليونان من فتح إليون عاصمة طروادة. 

(57) كثيرًا ما نرى أثينا إلاهة الحكمة موآزرة لأوذيس إشارة إلى أن الرجل الرصين 
لا يأتى أمرًا إلا عن حكمة وترو. 

1 ) القه اسي الواح وكيك هة تافر وهن فر و را 
هذا النشيدء واستشهد علماء فن الخطابة بما ورد فيه من الخطب المتوالية» وكلها واقع 
في موقع ليس لشاعر أن يجعلها ق اليق مته ققد من الكلام عل ما حوى بطق أغاممتون 
من الحنكة والدهاءء ولم يكد ينتهي حتى انبرى أوذيس بدهاء أعظم أتى به من وجه 
آخرء فشرع أولًا في استنهاض همم الزعماءء فحرضهم بالرقة واللين وغالى بخطارة 
موقفهم» فأصاب محل الضعف فيهم ونال بغيته منهم» وانثنى ثانيًا على عامة القوم 
وسفلتهم» فزجرهم زجرًا وردهم إلى سواء السبيلء وثلّثْ بردع ثرسيت بدربة» وحذق 
أطلق بهما لسان الجميع بالثناء عليه فكان ناكسل زوطةة اذا الخضام 
الرابع الذي يلقيه على مسمع الجمع كافة؛ ليحسن لهم الْقام ويوطد ثقتهم بالفتح 
المبين» وصدق النبوءات المشيرة إلى فوزهم في عامهم» ومن دهاء أوذيس في خطبه أنه إذا 
تطلّع إلى بغية يتطلبها من الزعماء وجه كلامه إلى عامة الجندء وإذا قصد الجند خاطب 
أمراءهم فإنه لما قال للعامة: «لا يستقيم الأمر إلا أن يكن فردٌ يخول صولجان الصولة» 
أراد أن يفقه الرؤساء هذا القول فلا يتجاوز كل حدهء ولما شرع هنا في ملامة أغاممنون 
قصد إبلاغهم جميعًا ما يترتب على خمولهم وتثبطهم من العار والحطة» وهذا منتهى 
البلاغة في الإيهام. 

(5) لا يخفى ما في كل هذا الكلام من حسن التدبرء فإنه تظاهر يعذرهم على 
سؤمهم وضجرهم» وقد استمهلهم من وجه دينيء فكأنه فرض عليه الثبات بحكم القدر 
المحتوم» وإن ساءهم حينًاء والرضوخ للأقدار يسهل احتمال الأزمات الشداد. 


0۹ 


الإلياذة 


(09) أفلس ثغر كان قديمًا في بيوتيا تجمعت فيه سفن الإغريق عند الحمل 
على طروادةء ومحله الآن بلدة مكروفاثيء أشار بذلك إلى تشاغلهم بالفتنة بين آخيل 
وأغاممنون. 

)1١(‏ لقد يتبادر إلى الذهن أنه لم يبق بالجيش حاجة إلى خطاب نسطور بعد أن 
هاج حميتهم أوذيس على أنه سيتضح للمطالع أن الشاعر نهج في كل هذا النشيد نهجًا 
بديعًاء فأنطق كلا من رجاله حكمة لا تصلح إلا له» ولا يصلح إلا لها فقضى كل منهم 
وطره» وتألبوا جميعًا على إدراك المطلب العام وهكذا فإن أغاممنون استطلع ضمائر 
القوم فسبر غورهاء وأوذيس شدد عزائمهم وقادهم بحبال دهائه إلى طلب القتالء فبقي 
على نسطور وهو صاحب القول الفصلء والشيخ الذي أجمع الناس على إجلال قدره 
أن يستفزهم براسخ هيبته إلى الإقدام عاجلًا على مهاجمة الأعداء» فكرر وذكر» ونصح 
وزجرء ونهى وأمرء ووعد وأوعدء وهي مقادة لم تكن لتلقى إلا إليه» وخطة لا يعول بها 
إلا عليه. 

)11( كانه إذا استوحوا خفية من زفسء وقصفت الرعود على أثر استيحائهم 
استبشروا بتحقيق أمنيتهم كما جرى لهم قبل أن حملوا على بلاد الأعداء كرر لهم 
نسطور ذلك لترسخ الذكرى. 

التفاؤل والتشاؤم من غرائز البشرء وقد عجزت الحضارة والعلم من سمو مبلغهما 
عن استئصال شأفته. ولقد يحسب ذوو الأماني والحاجات حتى في عصرنا أنهم إذا 
ابتلوا بأمر أو راموا غرضًا تحوّلت إليه أنظار القوى العلوية والسفلية» وعني به الحي 
والجماد فباث كل ما يحيط بهم رمورً وأدلة تشو إلى ذلك الغرضن: فلا لوم يعد هذا على 
جاهلية القوم إذا تفاءلوا أى تشاءموا بما يتراءى لهم من نجم وبرق» وطائر وحيوانء 
ذكر هوميروس في مواضع من إلياذته تفاؤلهم وتشاؤمهم بالرعد والبرق والطيرء ولكن 
كل ما ذكره من هذا القبيل ليس إلا نذرًا قليلًا بجانب ما اتصل بنا من أسباب التفاؤل 
والتشاوم عند قدماء العرب مما بادت آثاره وما لم تبدء من ذلك أنهم إذا كانوا حول 
مريض وسمعوا داعيًا يقول: «يا سالم» استبشروا بسلامة مريضهم» وإذا كان أحدهم 
طالبًا لحاجة وسمع قائلًا يقول: يا غانم أو يا ظافر أيقن بالفوز والظفرء وتلاعبوا 
بالألفاظ تيمنًا وإشفاقًا فسمّوا الملسوع سليمًاء والتهلكة مفازة» والموت أبا يحيى وهلم 
جرّاء واتخذوا من الأصوات والحركات دلائل ونبوءات» فقالوا: إن اختلاج العين يبشر 
بلقاء الحبيب ومنه قولهم: 


1۰ 


النشيد الثاني 
ظلت تبشرنى عينى إذا اختلجت بأن أراك وقد كنا على حذر 
وقالوا: إن اليد اليمنى إذا نبضت دلت على شيء يدفع إليها فتأخذهء وإذا نبضت 
اليسرى دلت على شيءٍ يؤّخذ من صاحبهاء وإذا سمع طنين في الأذنين كان في ذلك إشارة 
إلى قرب بلوغ نبأ من الأنباءء وإذا كان الطنين في الأذن اليمنى دل على نميمة» وهو يدل في 
اليسرى على مدح وثناء. وهذا من المزاعم الباقية» وفيها يقول أهل العراق: «الأذن اليمين 
عدو مبينء والأذن اليسار صديق سار». وكان بعضهم يتطيرون بالأبل ومنه قولهم: 


زعموا بأن مطيهم سبب النوى والمؤذنات بفرقة الأحباب 


ولكل ما تقدم وأمثاله أسبابٌ بعضها مجهول وبعضها معلوم» فالتشاؤم بالبوم 
شائع في أكثر بلاد الله وسببه أنه يأوي في الغالب إلى المحلات الخربةء والتشاؤم بالعطاس 
عند العرب قيل: إن سببه دويبة مكروهة يقال لها العاطوسء وهو من المزاعم البائدة 
عند العرب» ولكنه شائع كل الشيوع بين فريق عظيم من عامة العجمء ويقيدونه بالعدد» 
فإذا أقبل تاجرهم مثلّا على شراء سلعة فعطس تشاءَم» فعدل عن الشراء فإذا عطس 
بعدها ذهب الشؤم وحل اليمن مكانه فعاد إلى عزمه» ولم تكن تخلو هذه الاعتقادات مع 
ما يخالطها من فاسد الوهم من أمور معقولة ترجع إلى حكمة ثابتة من ذلك تشاؤمهم 
من نومة الضحىء ويسمونها نومة الخرق يعتقدون أنها تورث الخوف والغم» ولا يكون 
صاحبها إلا بليدًا ومن نومة العصر ومن عواقبها في اعتقادهم الجنون ومنه قولهم: 


ع 


ألا إن نومات الضحى تورث الفتى خبالًا ونومات العصير جنونٌ 

ومما يُدرجٍ في هذا الباب ما رواه ابن خلدون إذ قال: «زعم بعض الخواص من 
المسلمين أن المدينة إذا كثر فيها غرس التاريخ في الدور تآذنت بالخراب حتى أن كثيرًا من 
العامة يتحاشى غرسه فيهاء وقيل مثل ذلك في الدفلى أيضًاء وسببه كونه من الترف الذي 
ينشأ عن زيادة الحضارة؛ لأن هذه الأشجار لا تكون إلا للزينة» وهي تسبب الخراب؛ لأن 
زيادة الترف تكون سبيا للجين والرخاوة اللذين يعقبهما الانقلاب وذل العبودية». 

وقد أباد الإسلام كثيرًا من هذه الاعتقادات وأضعف كثيرّاء ولكنه لم يحرّم التفاؤل 
على إطلاقه ومن المرويات المأثورة: «تفاءلوا بالخير تجدوه» وهى حكمة لا تخفى على 


۲1١ 


الإلياذة 


اللبيب» ومن هذا القبيل ما روي في الحديث: «توقع خيرًا تلق خيرًاء وتوقع شرا تلق شرّا» 
أما الطيرة فهي محرمةء وفيها ورد الحديث: «لا طيرة في الإسلام» وسنأتي في النشيد 
الثاني عشر على بيان أمرها. ١‏ 

هنا یا یر ادات ی ا و ركان ا 
يتلقون كلامه مكبرين لعلمهم أنه لا يعدم فتىّ ذا بأس ينفذ أمره إذا أمر. 

(15) لما استتم نسطور الكلام في مخاطبة الجيش رجع فوجه الخطاب إلى أغاممنون 
قاضيًا بالكر العاجل؛ للا تفتر الهمم بطول الانتظار» ورسم لهم خطة الهجوم بكليمات 
جمعت من الحكمة شينًا كثيرَاء وحسبنا قوله لتنتظم الأجناد بين القبائل يُوَلى على كل 
قبيلة منها زعيمهاء ثم دفعه إياهم إلى التخاطر بالبسالة والإقدام بقوله: فتعلم من منهم 
أشد تثبنًا الخ» فإنه لم يكن يصلح في ذلك الموقف الخطير أن تكون زعماء القبائل إلا 
منها؛ لأن الجيش وإن كان واحدًاء فلم يكن مؤلفا من ملة واحدة بل من ممالك شتى 
تجمعها جامعة الاتحادء فلا يرتاح كل قبيل منهم إلا الاتتمار بأمر أمير غير أمير بلاده 
ثم إنه فضلًا عن المطمع العام كانت كل فئة منهم تطمع بالتميز ببأسهاء فتحرز فضلًا 
صرفا لها لا يمازجه منزع أجنبي» وهكذا كانت قبائل العرب قبل الإسلام إذا تحالفت 
بقيت تحت زعامة أمرائها كما 507 يُعَيْد هذا عند تعداد قبائل الأحلاف. وقد ظلت 
العرب على هذا النهج إلى أن جاء الإسلام وجمعتهم جامعة الدين» فصاروا كأنهم قبيلة 
واحدة تسعى وراء مطلب واحد فلم يبق بهم من حاجة إلى مراعاة تلك الحال في كل 

(15) لما فرغ أوذيس من خطابه صوّب الجيش كلامه» فخرق صوتهم 00 00 
انتهى نسطور صمت الجميع» ولم يكن ذاك الدوي بأجمل فن الصمتء فإن 
قن نوق كلا مق لأن أوذيس كان على دهاته بطلا مغوارًاء فد فتحمس الجيش لحماسته»ء 
ونسطور كان حكيمًا جليلًا وشيخًا يكاد يدركه العجزء فصمتوا هيبة وإجلالًاء وقام 
أغاممنون بأداء فرض الثناء عليه بعبارة تشف عن إعظامه قدرهء وإكباره سداد رأيه. 
ولا يفوتنَّ المطالع ترقي بلاغة الشاعر في خطب رجاله من أغاممنون إلى أوذيس إلى 
طون إل اكاممدية ا ااا مدا متها عك كما تظرت إن جلقة منها 
شاقك حسنهاء وإذا نظرت إليهنَّ جميعًا عجبت لحسن الارتباطء وتناسب كل واحدة مع 
أختهاء ولا غرو فهذا شأن هوميروس في أكثر شعره. 

(145) فالاس آثينا إلاهة الحكمة. 


51 


النشيد الثاني 


(17) يقول: إنه لو أتاح لي الآلهة أن يكون في جيشي عشرة حكماء نظيرك لكنت 
ذللت طروادة» حسبنا بهذا القول دليلًا على مكانة أصالة الرأي عندهم فإن زعيم 
الزعماء آثر عشرة حكماء على فيلق جرارء وهذا الكلام وإن كان يخالف من وجه قول 
بعض الشعراء العرب كأبى تمام القائل: 


السيف أصدق أنباء من الكتب فى حده الحد بين الجد واللعب 
فهو ينطبق كل الانطباق على قول الأكثرين ومنهم أبو الطيب القائل: 
الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أولٌ ولها المحل الثاني 


وسنرى في النشيد التاسع بيتا تكاد تجزم إذا قرأته أن أبا الطيب عرّب بيته هذا 
عنه» وهو قوله: 


فلم تؤت بأس الكف والبأس أولٌ وأوتيت فخر الملك والعز ثانيا 


(1۷) الجوب الترس» ورافع الجوب زفس» أراد أغاممنون أن يذهب بقية ما في 
صدور القوم من الوجد عليه لاعتدائه على آخيل» فاعتذر قبيل استنهاضهم للتأهب وألقى 
على زفس «أو القدر» تبعة ذلك الخصام كأنه اضطر إليه بقوة غالبة» ومن ثم استطرق 
إلى إصدار الأوامر وتخلصن بتوعد المتنبائي منهم بالقتل تأييدًا لقوة الزعامة وسطوة 
الملكه-فؤقف: ارا رقف الخطيي: ودر منه نإل موقت اقات الام ن الاه كما ستري 
من سياق الخطاب. 

(14) السغوب الجوع كالسغب. 

(19) نوطس ممثل الريح الجنوبية كما تقدم» وحزيز الصخر: مجتمع الصخور 
الغليظةء أي: إن اندفاعهم إلى مضاربهم كان كاندفاع الموج تقذف به الريح لأعالي 
الصخور. 

(۷۰) لا يستفاد من هذا البيت أنهم كانوا على عبادات مختلفةء فإنهم كانوا جميعًا 
يدينون لجميع الآلهة» ولكن لكل فئة منهم ميلد خاصًا لرب من الأرباب» وكل رب له 
ولاء خاص لفتة أو لبلاد» فاختلافهم بعبارة أخرى إنما هو كاختلاف بعض النصارى 
في تشفع قديس دون آخر في ظروف معلومة» وهم مخلصون الاعتقاد بصلاح الجميع 


رحس 


الإلياذة 


أو كاختلاف المسلمين في الانتماء إلى طرائق ومذاهب مخصوصة مع إجماعهم غاليًا على 
أنهن جميعًا على صراط سوي. 

)۷١(‏ المريع من الثيران الذي بلغ الخامسة من سنه. 

(۷۲) لما كان أتريذ أي: أغاممنون كبير القوم كان يجدر به أن يضحي لزفس كبير 
الآلهةء وأن يجتمع على مائدته كبار الأمراء بدعوة خاصة منه» فحضر نسطور وأيذومين 
والإياسان الخ» وقد رتبهم الشاعر ترتيبًا لم أر أحدًا من الشراح فطن له مع ما فيه 
من دقة المراعاةء فجعل أولهم نسطور إجلالَا لشيبه» وققّى بايذومين؛ لأنه كهل له حق 
التصدر على الفتيان إياس بن تيلامون» وإياس بن ويليوس وذيوميذء أما أوذيس فإنما 
وضع بعد الشبان» وإن كان كهلًا يضاهي الأرباب بحكمته كما قال الشاعر؛ لأنه كان 
بمثابة أخ لأغاممنون لعظم ما له عليه من الدالة» وما لذاك به من الثقةء فكان يليق 
والحالة هذه أن يتأخر لغيره مجاملة كما تأخر منيلا وأغاممنون عن الجميع» ولا يسعني 
قبل الانتقال من هذا البحث وجل قَرّائي عربٌء ومن كرام العرب إلا أن أنتقد قول الشراح 
الذين عابوا هوميروس على جعله منيلاوس يحضر مأدبة لم يدع إليهاء فقالوا: إن في 
قدومه طفيليًا غضاضة من شأنه. وهو قول لا يقوله إلا الناشئ بين قوم وهنت فيهم 
عرى الإخاءء وهى والعياذ بال من شوائب التمدن الحديثء أما الواقف على أحوال جاهلية 
الملل وبداوتها حتى وعريق حضارتها في بلاد المشرق كجزيرة العرب يعترف معي أنه لو 
جعل هوميروس منيلاوس في عداد المدعوين لأتى شيمًا منكرّاء ولو فرضنا أن في إغفاله 
دعوته تقصيرًا فقد أبدى الشاعر نوعًا من العذر بقوله: إن منيلًا لم يكن ليطالب أخاه 
بتلك الدعوة؛ لعلمه بكثرة مشاغله» وهب إنه لم يقل ذلك وليته لم يقله» فلا محل للوم 
الشاعرء فإن نساء بادية العرب وحواضرها كانت تقول في انتياب الشدد «الزوج موجودء 
والابن مولودء والأخ مفقود» إشارة إلى أنه لا يقوم مقام الأخ مخلوقء أفإذا أولم الأب 
وليمة وابنة في ربعه كما كانت الحال في مضارب الإغريق يعد الابن طفيليًا إذا قدم من 
حيث لم يُدعَ. فكيف إذن والأخ في بلاد المشرق وجاهلية كل الأمم أن لم يكن أكثر دالة 
من الابن فهو بمنزلته أو يقاربه؟ ولا يدخل هنا الحنو الوالدي بشيء. 

(7) قد أتينا في شرح النشيد الأول على ذكر طرائفهم بالتضحية لآلهتهم فلا حاجة 
إلى الإعادةء وقد كرر الشاعر في ما يلي بعض أبياته من ذلك النشيد. 

)۷٤(‏ ابن قرون زفس. 

)۷٥(‏ اجتعلوا: اقتسموا. 


51 


النشيد الثاني 





)۷١(‏ لم يكن يجدر بهوميروس وهو الذاهب إلى أن العون الإلهي» مصدر كل عمل 
خطير إلا أن يختتم هذا الباب بتوسط الإلاهة أثيناء وقد فعل» فبعد أن تثبطوا عن القتال 
وقدح زعماؤهم زناد فكرتهم ودهائهم» وأفرغ خطباؤهم جعبة نصاحتهم وبلاغتهم 
فبلغوا منهم المرام لم ير الشاعر أصلح من ربة الحكمة ورقيبة المعارك للهبوب بهم هبة 
واحدةء فأبرز صورة من أبدع الصور الشعرية. 

(۷۷) المجوب الترس» وقد لقبه بالخالد؛ لأن كل ما ينتمى إلى أبناء الخلود خالد لا 
يعتريه فساد ولا اضمحلال» ولا يخفى ما في إبراز أثينا على تلك الصورة من العظمة 
والسمو» وسنرى في النشيد الخامس وصف هذا المجن ببلاغة يقف لها الشعراء هيبة 
وإجلالاء ولم ينزع الشاعر في هذا الموضع إلى بلوغ سمو ذلك الوصف؛ لأنه إنما وقف 
هنا بالإلاهة موقف المشير المثير لا كما وقف بها هناك موقف المغوار الجبار. 

(۷۸) أي: إن كل هدب من أهداب الترس المدلاة من حواشيه تساوي قيمتها مئة 
عجل. 

(۷۹) الحيد طول العنق. قال عنترة: 


كأن السرايا بين قو وقارة عصائب طير ينتخين لمشرب 


)۸٠(‏ الجدد الشواطئ. كيسطر أو كيسطروس نهر ينصب قرب أفسس في نواحي 
أزميرء واسمه الآن كوجك مندر. 


لي 


الإلياذة 


)۸١(‏ تساجلت الطير تسابقتء والعرار صياح بعض الطيور. 

(85) الأجد القوي. 

(۸۲) في عدة غمضت أي: في عدد وافر لا يدرك قدره. 

)۸٤(‏ العنة الخظيرةء والنقد صغار الغنم, والمراد به هنا الغنم على الإطلاق. 

)۸٠(‏ الصوار القطيع من البقرء أتم الشاعر هنا تأهيب الجيش للقتال» وهب بهم 
هبويًا متتابعًا كالجذوة التي تضطرم عن شرارةء فتظل تلتهب حتى تلتهم نيرانها كل ما 
تناولت» وما كدنا نراهم على أهبة القفول حتى رأيناه يتذرع بألف وسيلة؛ لاستنهاض 
هممهم» وما زال حتى وقف بهم في ساحة القتال جيشًا منتظمًا متألبًا للكر بقلب واثق 
بالظفر غير هيّاب» كل ذلك بنسق يشف عن مجرى طبيعي لا يشوبه تكلف ولا عناءء 
أها التشابية اة ود ها ف الذيات او فى كل ام کن عن ود 
الطبيعة بأبهى المشاهد» فترى الشاعر يرسم للمطالع والسامع كل ما انجلى لحواسه 
فيشركه بلذة مرئياته ومسموعاته وتصوراته حتى لا تفوته منها فائتة, فإنه عند قيامهم 
مدججين بالسلاح شبه بريق أدرعهم بالنور المتدفق من غاب ملتهبة على رءوس الجبال 
بما يشبه نار عبيد بن الأبرص بقوله: 


ودنا يضيء ربابه غايًا يضرمه حريقة 


وعند تهافتهم إلى المعسكر شبههم بالطيور المتساجلة بمرج أسيوس كما شبه سلعة 
اين الخرشب الأنماري خيل قوم بالعقيان الخدارية بقولة: 


ولو أنها تجري على الأرض أدركت ولكنها تهفو بتمثال طائر 
خدارية فتخاء ألثق ريشها سحابة يوم ذي أهاضيب ماطر 


ثم شبه جلبتهم بعرار تلك الطيور وهو مشهد لا شك شهده فاثر في نفسه فما 
ضن به بل ألقاه إلى راوي شعره» وقد انتقد عليه في هذا التشبيه؛ لأن الطيور المتساجلة 
على هذا النمط لا تكون على انتظام يليق بجيش زاحف على العدوء وفات المنتقد أن ذلك 
التهافت إنما كان قبل انتظام عقد الجيشء وأن تلك الطيور نفسها بعد هبوبها تنتظم 
أسرابًاء وكأني بالمنتقد لم يتأن بقراءته حتى يأتي على آخر هذه الأبيات» أو يبلغ أول 
النشيد الثالث حيث يصف الشاعر انتظام الحيشق وسكونه ودربته بما يشف عن إلمام 


511 


النشيد الثاني 


تام بمواقف الجند في ساحة القتال. 

ثم ما عتم بعد هذا أن شبه كثرتهم بورق الربيع؛ زيادة لهيبتهم هذه وهنا أيضًا 
توطئة لتعداد فرقهم كما سترى. 

وزاد بوصف أقدامهم فقال: إنهم كالذياب المتهافت على الألبان بحظائر الرعاة في 
الربيع» وقد عيب على هذا القول؛ لأنه وإن كان صادقا في حد نفسه فهو دون سائر 
التشابيه سموًا خصوصًا؛ لأن المقام مقام مدح وإعجابء وهذا الانتقاد على هوميروس 
قديم العهد ذكره أفستائيوس وغيره: على أن الشاعر كما تقدم كان يمثل الطبيعة على 
علاقتها وفي ذلك سر طلاوة شعره» أفلا ترى أن عنترة ترنم بذكر الذباب ترنم هوميروس» 
فأورد معنى الشعر اليوناني وزاد عليه بقوله: 


وخلا الذباب بها فليس ببارح غرردًا كفعل الشارب المترنم 
هزجًا يحك ذراعه بذراعه فدح المكب على الزناد الأجذم 


ومن هذا القبيل قول الآخر في البعوض: 


إذا البعوض زجلت أصواتها وأخذ اللحن مغنياتها 
لم تطرب السامع زامراتها ‏ صغيرة كبيرة أداتها 
تقصر عن بغيتها بغاتها ولا يصيب أبدًا رماتها 
رامحة خرطومها قناتها 
ورب تعبير تمجه الأنفس في عصرنا كان في أيامه مقبولًا ومستحسناء فمن منا اليوم 
إذا أتى على وصف أدبة أقيمت للغيد الحسان يتشبه بشيخ شعراء العرب بقوله: 
فظل العذارى يرتمين بلحمها وشحم كهداب الدمقس المفتل 
مع أننا إذا تلونا شعر امرئ القيس أخذتنا هزة الطرب والإعجابء ولا يفوتنك أيضًا 
أن ما يصلح للتعبير في لغة لا يصلح في أخرىء على أنه وإن ساغ للمترجم أن يلطف 
العبارة» فلا يسوغ له أن يبدل معنى بآخر أو يغفلها أصلًاء فإن بوب مثلًاا استهجن 


لفظ «الذياب» فوضع موضعها الحشرات مع أي أو «الحشرات» أثقل على سمعنا من 


1۷ 


الإلياذة 


الذباب في الشعرء وريما كانت أخف منها على آذان الإنكليزء وهو العذر الذي يلتمس له 
وأما هبس الذي أغفل العبارة برمتها وأكل بترجمته الذباب كله فأي عذر يلتمس له 
اللهم إلا أن يكن أراد التلخيص والتقليد لا الترجمة الصحيحة. 

وبعد أن تكامل الجند شرع الشاعر في تنظيمهم كل فئة بإمرة زعيمهاء وأي تشبيه 
أصدق من الرعاة التي تتبين خرافها من بين القطعان والقطيع الذي يحن إلى التحيز إلى 
راعيه» ولم يفته بعد كل ما ذكر أن يختم المقال بوصف القائد العام أغاممنون» فوصفه 
وصفًا بالقًا في الأبهة والكمال» وشبهه بأعاظم الآلهةء وانتقى له من كل إله أعظم صفة 
فيه وجسّمها جريًا على سنن الميثولوجياء فجعل له هامة زفس وعينيه» وزفس زعيم 
الآلهة ففي ذلك إشارة إلى الرئاسةء وفي الهامة والعينين رمز إلى الحكمة ويُّعد النظرء 
وفوسيذ إله البحار والصدر إشارة إلى السعةء وفيه رمز إلى اتساع سلطته» وأريس إله 
الحرب اتخذ له منه قوة الجسدء وتشبيه البشر بالآلهة كثير في شعر اليونان» ومثله 
التشبيه ببعض صفات الأنبياء والأولياء بشعر العرب كقولهم في القصيدة المنسوية إلى 
يزيدء وما أخالها إلا للوأواء الدمشقي صاحب الدالية التي مطلعها: نالت على يدها 


لها حكم لقمان وصورة يوسف ونغمة داوود وعفة مريم 


ولي حزن يعقوب ووحشة يونس وأسقام أيوب وحسرة آدم 


واختتم الشاعر بتشبيه أغاممنون بالفحل القائم بين الصوارء وهو تشبيه مألوف 
لجاهلية الأمم» قال وحشي بن حرب الحبشي قاتل حمزة بن عبد المطلب: «وخرجت 
أنظر حمزة وهو في عرض الناس مثل الجمل الأورق يهد الناس بسيفه» فما ضرب 
واحدًا وأخطأء فهززت حربتي ودفعتها عليه فوقعت بين كتفيه وخرجت من بين يديه» 
«قرماني» 

)۸١(‏ القيان جمع قينة المغنيات» كنَّ في اعتقادهم بنات زفس مقامهنّ معه يطرين 
الآلهة في مجالسهم» وكان الشعراء يستوحونهن في إنشادهم: ويستمد المطربون عونهن في 
التلحين والتوقيع» فهن ريات الشعر واللحن والإنشاد» يخاطبهن هوميروس تارة بصيغة 
الجمع كما فعل في هذا الموضعء وتارة بصيغة المفرد كما سيأتى بعد أبيات من هذا 
النشيدء وقد لا يسميهن فيقول الإلاهةء ويعني بها إحداهنٌ كما مرّ بنا في بدء الإلياذة ولا 
يخفى أن كلمة موسيقى للفن المعروف مشتقة من موساء وهو اسم القينة باليونانية. 


511 





(۸۷) حيثما نظرت إلى شعر هوميروس رأيت فيه صدق الورع والحث على الاستغاثة 
بالقوى العلوية عند الإقبال على عمل خطيرء وها هو قد أقبل على تعداد جيوش الإغريق 
وزعمائهم» وبلادهم وسفائنهم» وسرد مستطردًا مميزات البلاد من جبل وواد» وغورء 
ونجد» وروضء وغاب» ونسب كثير من القواد» وحسبهم وصفاتهم وسلاحهم» وفگه 
القارئ بشيءٍ من القصص الذي كانت تتداوله الألسن ويتناوله الاعتقاد من أساطيرهم, 
ذلك أمر جلل لم يقم بمثله أحد قبله حتى ولا بعده» ولهذا كان أثرًا تاريخيًا فريدًا في 
O‏ كله سن يعدم لحت بج الس ركان OE‏ 
الشأن؛ فأطال الاستغاثة وأبدع وأبان عجز البشر مهما أوتوا من الحكمة والقوة عن إتيان 
عظائم الأمور ما لم تبذل لهم العناية عونهاء وهو إبداع في وصف عظمة الخالق وضعف 
المخلوق» وكَرّم الله وجه علي بن أبي طالب إذ يقول: 


إلهي لثن خيبتني أو طردتني فما حيلتي يا رب آم كيف أصنمٌ 
إلهي لئن خيبتني أو طردتني فمن ذا الذي أرجى ومن أتشفع 


وما لبث بعد هذه الاستغاثة أن أفاض فيما أراد كأن وحيًا هبط على مدركته, فكتيت 
على ذاكرته وهو لا يكتب فرسم جغرافية بلاده رسمًا شعريًا لم يُسبق إليه ولم يُلحق. 

ولقد يجد المطّلع على أيام العرب بعض الشبه بين هذا الترتيب في قبائل الإغريق 
والطرواد» وترتيب أخلاف العرب وعشائرهم بحسب نص كتبتهم ومؤرخيهم» وإن كان 
هوميروس يتعدّاهم بمراحل بما أضاف إلى نبأ التاريخ والجغرافية من زخرف الشعر 


516 


الإلياذة 


الذي يقتضيه موقفهء قال ابن الأثير في يوم الفجار الثاني: «ثم إن قيسًا جمعت جموعها 
ومعها ثقيف وغيرهاء وجمعت قريش جموعها منهم كنانة جميعهاء والأحابيش وأسد بن 
خزيمةء وفرقت قريش السلاح في الناس فأعطى عبد الله بن جدعان مئة رجل سلاحًا 
تاماه وفعل الباقون مثله» وخرجت قريش للموعد على كل بطن منها رئيس» فكان على 
بني هاشم الزبير بن عبد المطلب» ومعه رسول الله ييه «وعمره عشرون سنة» وأخوة 
الزبير أبو طالب وحمزة والعباس» وعلى بني أمية وأحلافها حرب بن أمية» وعلى بني عبد 
الان عكر بن هاشم وغل بحي أنس ين يد الى خو :ين آم ول الآخابنيتن 
الحُليس بن يزيد وسفيان بن عويف هما قائداهم» والأحابيش بنذو الحارث بن عبد مناة 
من كنانة» وعضل والقارة والديش من بني الهون بن خزيمةء والمصطلق بن خزاعة سموا 
بذلك لحلفهم بني الحارث والتحبش التجمع» وعلى بني بكر بلعاء بن فيس ... وكان 
على جماعة الناس «كلهم» حرب بن أمية لمكانه من عبد مناف سنا ومنزلة». ثم أتى على 
تعداد قبائل قيس ورؤسائها كما فعل بذكر قريش. 

(۸۸) ليس في هذا المجال فسحة لتراجم أعلام هذا النشيدء وسنستوفيها إن شاء الله 
في كتاب نفرده للتراجم الهوميريةء وحسبنا هنا أن نبين للمطالع اللبيب مواقع البلاد على 
خريطة ذيلنا بها هذا الفصلء وحيثما وجد اختلاف بين الأسماء القديمة والحديثة فقد 
أشرنا إليه» 

(۸۹) لما كان قصد الشاعر تفصيل المقال عن جند الإغريق قبيلًا قبيلًا شرع كما 
رأيت في أول هذه الأبيات فذكر البيوتيين» وأسماء قوّادهم الخمسة ومدائنهم» ووصف 
بعضها بصفات عرفت بها توخينا أن لا نزيد فيها ولا ننقص منها شيئًا لضيق عبارة 
أو ضرورة شعرء ثم انتهى بذكر عدد سفنهم» فقال: إنها خمسون وفي كل منها مثة 
وعشرون» فيكون مجموعهم ستة آلاف» وقد أضرب عن ذكر عدد المقاتلة في سائر السفن 
إلا سفن فيلوكتيتسء فقال: إن في كل منها خمسين مقاتلًاء قال تيوكذيذس المؤرخ: إن 
هوميروس قد اكتفى بذكر عدد المقاتلة في أكبر السفن وأصغرهاء فبناءً على هذا القول إذا 
أخذنا المعدل الوسطء وهو خمسة وثمانون «بين الخمسين والمئة والعشرين» وضربناه في 
مجموع السفنء وهو ألف ومتتان علمنا أن مجموع الجيش كان بالغًا مئة ألف وألفين. 

(60) من أساطيرهم أن يلمين وعسقلاف زعيمي جند أسفليذون وأرخومين من بلاد 
مينوس كانا ولدي أريس إله الحرب إذ هام بحب أمهما أستيوخاء وهي عذراء فاقترن بها 
خفيةء وأولدها الولدين المذكورينء وأبناء أريس وغيره من الآلهة ليسوا بالنزر القليل في 
شعر هوميروسء وقي ذلك رمز إلى تميزهم بصفة من الصفات كالبسالة في هذا الموضع. 


38 


النشيد الثاني 


(41) درع الكتان كانت نسيجًا متينًا من الكتان يرجح أنهم كانوا يطلونها بالقير أو 
مادة نظيره» ولعلها دلاص العرب وغيرهم من أمم المشرقء روى الإبشيهي في المستطرف 
في قصة براز أبي الوليد بن فتحون مع العلج الرومي أنه قال للمستعين الساعة أكفي 
المسلمين شره» فلبس قميص كتانء واستوى على سرج فرسه إلخ. 

(؟4) كانت عادة تلك الفئة من الإغريق أن تقاتل صدرًا لصدر بالرماح» وأن يرسل 
أبطالهم شعورهم على كواهلهم من الوراءء ويقصّوا النواصي من الأمام حتى لا تأخذهم 
بها الأعداء في الصراع» وفي إرسال الشّعْر على هذا الوجه نزعة إلى إظهار البأس والشدة 
إذ لم يكن من شيمهم أن يولُوا ظهورهم لعدوء فيمكنوه من القبض على نواصيهم. 
تلك عادة جرى عليها العرب في جاهليتهم» وظلت في البدى بعد الإسلام حتى أيامنا هذه 
شهدناها في كثير من القبائل. 

على أن بدو العرب الآن يطلقون في الغالب كل شعر الرأس» ويضفرونه غدائر 
يسمونها قصائب يرسلونها وراء ظهورهم» فإذا أقدموا على الكفاح حلّوها وأطاروها 
فوق رءوسهم» فتنتشر على هاماتهم كالرايات يعتزُون بها ويتنافسون, وكأن في طيرانها 
فوق رءوسهم محمّسًا يستفزهم للبطش وتكرار الكرة» وفي هذا المعنى يقول أحد 
شعرائهم: 


ساق الكحيلا والبنات تصيح فل القصايب واطعن الفرسان 


(4) المراد بأثينا في هذا البيت إلاهة الحكمة» وفي البيت السابق البلد المشهورء وقد 
دعيت المدينة باسم الإلاهة تبرگاء وبني لها فيها هيكل عظيم لا تزال أثارة قائمةء وكانوا 
يختفلون كل عام بعيد عظيم يضحون لها فيه بالضحايا الكثيرة: وفي خرافاتهم أنه لا 
ألقت الأرض إيرخثاوس حملته أثينا إلى ذلك الهيكل» وعنيت بتربيته إلى أن شب فحكم 
البلاد. 

(45) لما كان أغاممنون زعيم الزعماء كان يجدر به أن يكون قائد أعظم فرقة 
وأبسلهاء وهكذا فالتناسب ظاهر في كل شعر هوميروس. 

(14) مينيلاوس أخو أغاممنون كما لا يخفى» وزوج هيلانة التي من أجلها ثارت 
الحرب؛ ولهذا جعل الشاعر في وصفه ووصف قومه تحرقا لم يجعله في غيرهم؛ لأنهم 
إنما كانوا قادمين للذب عن العرض, والأخذ بالثأر» ومن سواهم للنجدة وطلب الفخار. 


۲۷۱ 


الإلياذة 


(97) قد رمى الشاعر بإثيات هذه الأحدوثة إلى ثلاثة مقاصد: أولها: إيراد حكاية 
مروية في زمانه» والثاني: تفكهة القارئ بعد أن أطال في سرد الأعلامء والثالث: أن يجعلها 
عبرة للغرور الفخور. 

(/91) الأجد: القوي الشديد. 

(14) كانت مدائن أرقاديا بلادًا برّية بعيدة عن البحر فلم يكن لهن عمارة بحرية 
فأمد أغاممنون قومها بأسطول من عندهء وكان أغاممنون في زمنه أقوى الجميع عمارة؛ 
لكثرة جزائره» فولوه الزعامة لأنه كان سلطان البحار في زمنهم كما هي إنكلترا في زمننا 
هذا. 

(49) البهم: الأيطال الأشداء. 

)٠٠٠١(‏ ميليغر هو ابن وينيوس ملك كاليدونياء وألثيا ابنة شستيوس له قصة غريبة 
أوردها الشاعر في النشيد التاسع. 

)٠١١(‏ إقريطش هي إكريت أوردناها هنا بلفظها الوارد في ابن خلدون وغيره من 
مؤرخي العرب. 

)٠١(‏ صرّح الشاعر أن نيراوس أو نيريوس أجمل الجند وأصبحهم وجِهًا ما خلا 
ابن فيلا آخيل» ولكن شتان بين جمالٍ في وجه ذي باس صنديد» وجمالٍ في وجه ذي 
عجز رعديد» وكأن الشاعر أنف من المقابلة بينهماء فذكر نيريوس هنا مضطرًا عند سرد 
أسماء الزعماءء ثم أغفله في سائر إنشاده «راجع صفحة ۲۷١‏ من الشراح» 

)٠١*(‏ لم يكن اسم الهيلانيين لعهد هوميروس قد أطلق على جميع اليونان» وإنما 
كان يطلق على سكان أفثيا نسبة إلى هيلانة ابنة ذو قليون» لوير يفوست. 

)٠١ 4(‏ ذيميتيرا إلاهة الزراعة» وهي سيريس الرومان» وكأن فراسا لنضارتها دُعيت 
ف ١‏ 

)٠١١(‏ يستفاد من قوله «بيته لم يكمل» إما أنه أراد الظاهر من مفاد العبارة طبقًا 
لعادتهم في ذلك الزمن من بناء بيت عند الزواج» وأما إن ذلك الفارس غادر امرأته إِيّماء 
ولم يخلف ولدّاء تقول العرب بنى علي أهله وبأهله أي: عروسه إذا تزوجها وأصله أن 
الداخل بأهله كان يضرب عليها قبّة ليلة دخوله بهاء فقيل للمتزوج يوم زواجه بان» ثم 
كثر فعم استعماله لكل ذي زوجة ولعل بنيان اليونان من هذا القبيل. 

)٠١7(‏ ذكر الشاعر ألكستا أم القائد أفميلء ولقبها بالمجيدة تعظيمًا لما يؤثر 
من حميد الخلالء وتفانيها بحب زوجها أذميت حتى أنها ماتت عن طيبة خاطر فداء 
عنه. 


ا" 


النشيد الثاني 


)٠١(‏ القناطرة جمع قنطورسء وهو شخص خرافي أثبتنا رسمه (ن١)‏ وللقناطرة 
وقائع كثيرة مع البشر في أساطيرهم» وسيأتي ذكرهم غير مرة. 

)٠١(‏ معنى هذه الأبيات الثلاثة أن جدول طيطارسيس ينصب في نهر فينيوس» 
ولا يمتزج بمائه بل يطفو عليه كالزيت لأنه «أي طيطارسيس» فرع من الستكسء 
ويستفاد من هذا الكلام أن الستكس نهر الجحيم من أنهر بلاد ثساليا كطيطارسيس 
مع أنه لم يعلم قط بوجود نهر بهذا الاسم في تلك البلاد» فيرجع إذن في الظن أنهم كانوا 
يعتقدون أن طيطارسيس كان متصلًا بالستكس تحت الأرضء وأما وصفه الستكس 
بكونه مثقل الأيمان؛ فلأنه فضلًا عما كان له من الرهبة في قلوب البشر كان أرباب 
السماء أنفسهم يعظمون الإقسام به ويتقونها. 

)٠١9(‏ لما فرغ من تعدد السفن والجيوش أراد أن يستطرد إلى التنويه بأعظم 
الأبطال وأكرم الخيلء فاستنشد ربة الشعر كجاري عادته» ولقد يعجب المطالع العريق 
في الحضارة لجمع الشاعر بين الإنسان والحيوان أي: بين الفرس والفارس كما فعل هناء 
على أن الملم بأحوال ذلك الزمان ينكر على شاعرها أن لا يفعل ذلك» وعندنا حتى اليوم 
في بادية العرب شاهد محسوس على ما تقدم» فالفرس في البادية روح الفارسء وقد 
يتخلى البدوي عن زوجه وولده» ويضن بفرسه؛ لأنه عونه على قضاء الحاجات» ورفيقه 
في الغزوات» وملاذه عند اشتداد الأزمات. 

وسترى في ما يلي من شعر هوميروس ما كان للفرس من علو المنزلة عند اليونان» 
حتى لقد نراه في مقام الصديق الحميم يجذل لطرب صاحبه»ء ويتفجع لأساه» ويستبسل 
في سبيل إنقاذه» وزد على هذا أنه قد أنطقه بلسان البشرء وساواه بعليّة الناس بأن جعل 
منه فئكة من نسل الأرباب أنزل عليها شيمًا من أنباء الغيب. 

)٠٠١(‏ قد صوّر الشاعر في الأبيات الخمسة الأخيرة آخيل وجنوده وزعماء جيشه 
بصورة شائقةء فجعله معتزلًا ومستغرقًا في هاجسه حنقًا ناقمًا على أغاممنون» وجنوده 
وهم معتزلو الكفاح لاهون بالألعاب الحربية التي يتأسى بها الجندي الباسل إذا تعذر 
عليه خوض معامع القتالء وهو يصبو إليهاء ولم يفته أن يذكر العجال المسترة في ظل 
الخيام والصافنات الجياد الراتعات في مراعي الحندقوق النضرةء وأبدع من هذا كله 
وصف رؤساء الجندء واشتداد الأسى بهم لأنهم وهم أبناء الوغى باتوا «غير ملفين للوغى 
من سبيل» فتاهوا شتانًا في ذلك الفضاء؛ لاتطريهم ألعاب الجند كأنهم يترنمون بقول 
عنترة إن يقول: 


فق 


الإلياذة 


واسمعاني نغمة الأس2 ياف حتى تطرباني 
أطرب الأصوات عندي رنة السيف اليماني 
وصليل الرمح في يو م طعان أو رهان 


وقد تقدم لنا ذكر ما يماثل هذا المعنى من قول عنترة (ن .)١‏ 
)01١(‏ قال يزيد بن مالك الغامدي: 


يثرن بسهل الأرض مما يدسنه عجاجًا وبالحرّان نار الحباحب 


(؟١١)‏ تيفس هذا جبار أمه الأرض وأبوه طيطانء قيل كان له مئة رأس» وهو من 
الجبابرة الذين اعتصبوا على زفسء ولما أوقع بهم زفس نجا بنفسه ثم استأنف الكرةء 
ففتك به زفس تحت صخور آريم المذكورة في البيت السابق» وهو جبل في كيليكيا «من 
بر الأناضول». 

وما أحسن قول عنترة في معنى هذه الأبيات الثلاثة: 


وترى بها الرايات تخفق والقنا وترى العجاج كمثل بحر مزيد 
وبوارق البيض الرقاق لوامع في عارض مثل الغمام المرعد 
وحوافن الكرل:العتاق على الضفا ٠‏ ٠هش‏ الصواعق ف ففان الفدفد 


)١١>(‏ بقي على الشاعر بعد أن وصف معسكر الإغريق أن يصف معسكر الطروادء 
ويأتي على تعداد قبائلهم ففعل كما سترى. 

)١١5(‏ المراد بقوم أرغوس جميع اليونان كما تَقَدَّم. 

)١1١5(‏ لیٹس مضاف إلى طفطام» وهيفوت بدل من ابني. 

)١١7(‏ في الإلياذة أريعة أبطال باسم أكماسء وأكماس المذكور في هذا البيت هو 
الذي يقتله إياس بن تلامون في النشيد السادس. 

)١١00(‏ ياكيذ كنية آخيل أي: ابن أياك وهو اسم جده» والمراد بالنهر نهر زفس 
الذي طغى على آخيلء وكاد يهلكه لو لم يغثه هيفست إله النار كما سيأتي في النشيد 
الحادي والعشرين. 


VE 





(۱۱۸) لم يذكر الشاعر ما يشير إلى عدد الطرواد وحلفاتهم كما ذكر ما أشار إلى 
عدد الإغريق» ولكنه استدرك ذلك في آخر النشيد الثامن حيث قال: إن نيرانهم بلغت 





النشيد الثالث 


4 
۰ 


براز منيلاوس وفاريس 


حا 
95 


تقدم الجيشان وكاد يلتحم القتال بينهماء فإذا بفاريس برز من بين الطرواديين وطلب 
مبارزة أشد الإغريق بطشاء فبادر إليه منيلاوس يتحدم غيظاء فأخذت فاريس الرعدة 
لمرآه» وقفل راجعًا فتلقاه أخوه هكطور بالتقريع والتأنيب» فاشتدت عزيمة فاريس 
وطلب إلى أخيه أن ينادي بإعادة البرّاز على شريطة أن يتفق الفريقان على أن لا يبرز إلى 
ساحة القتال إلا فاريس ونذّه ا فمن ظفر منهما أحرز الغلبة لنفسه ولقومه 
واستأثر بهيلانةء فتنتهي الحرب وتحقن الدماء ففعل هكطور ووافقه الإغريق» وكانت 
الربة إيريس ترقب حركات الجيش فأسرعت إلى هيلانة بزي حبيبة لهاء وأطلعتها على 
دخيلة الأمر» فبادرت هيلانة إلى باب أسكية حيث لقيت الشيوخ» فدهشوا لجمالها 
واستطلعها الملك فريام طلع زعماء العدوء ثم أتته الرسل تستقدمه من قبل الجيشينء 
فذهب مستصحبًا أنطينور فتعاهدوا وتواثقوا على أن لا يستأنف القتال بعد غلبة أي 
الخصمينء وانثنى فريام الشيخ راجعًا خشية من رؤية مشهد قد تدور الدائرة فيه على 
ابنه فالتقى حينئذ الخصمان وكاد فاريس يخر قتيلًا لو لم تبادر الزهرة فتنقذه وتحمله 
سانًا إلى صرحه حيث ألقته ونادت هيلانة تمتع كلد منهما بمرأى الآخر» فسخطت هيلانة 
عليه بادئ بدءء ولكنها لم تلبث أن هاجتها الزهرة بهزة الغرام» فأنستها وأنسته ما 





الإلياذة 


لقى من ذلة الإنكسارء أما منيلاوس فظل يتقصى أثر فاريسء ولما لم يظفر به نادى 
أغاممنون بثبوت الظفر لأخيه وطلب إنفاذ العهدة. 


كل وقائع هذا النشيد جرت كالنشيد السابق في اليوم الثالث والعشرين ومجراها في ساحة القتال 
ثم داخل طروادة. 


النشيد الثالث 


E ES‏ مسر اللي .خسنا التمنسيو طني اميق 


زحف الطروادة عن بعد بصديد عال ممشتدً' 


ودوت د و طف كنال ر 

كات هى اذا اش الفط ,ول د وط هة د 

في الجِوٌ مَعَجّ له زمر فوق الأقيانس تنتشر 
تلبقنية مخكفة الهفن؛ 

كعم النفكقك:مخفغلكقها اعا الإقنويق نهم ادها 
تتعاضد وارية الرّند 

ايوخل ستووة كنات الاش وا ل فين غ ي 

فتن کی خان اليتهيتل ٠‏ خفن أكقن من رمي خر 
كککثیيف ضباب امريد 

كضباب حوطس قد فهر “في فة طون فاس دنا 

ووو داراف كى تسيا ول ال هة در 
حيرا سن ليل سنو 

جد الجيشان وقد فرعا حتى هما أن يَيْتَمعا 

فإذا فاريش قد طَلعا وجميل ماه سَصّعا 
EEE TE SEE‏ 


YVA 











النشيد الثالث 





فى ننم وال عهر 


الإلياذة 


8 


ققدم مُسَقَيِقٌ الوفدٍ 


ويسير بِعُجْبٍ المُختال يدعو لبراز َال" 
تمد الإغريق الأبطال فرآه منِيلا في الحال 


فاا هل بالرّغد 
كالليث يضوره اة . مزا ع ا هرب 
وعوك سي سو نا E N al O hy E‏ 
بضراء تقال اللصة 
REE ET REG ENE‏ بالشدة اد ا 
اا ا اسمن لجُرْم قد فَعَلَه 
١‏ ومضى E E‏ بالحقد١٠‏ 
نظر الإسكندر وامتقعا فنجالمعسكره ملعا 
كالفرٌ له فورًا طلعا صل في الغاب قد اندفعا 
فيعود بقلب مُنهَدً" 


فاتاه هكطونر يجري ويقول بطرفٍ مته 
«فاريسش يا وجه الشر يا زير نساء مف 


بجمالٍ يَلْهُو بالوجِدٍ 
EERE SS ERS‏ أو مت وبضعك لم يقد" 
ولعندي خير أن يلحد حون العزم ولا ينكد 
بشماتة أعداه الل 
فلفيف أخاي EES‏ كا 
E e rE NET. SORTASE‏ 
بشعائر رعديد وغد 
أجمعت الصحب من الوطن وطويت البحر على السفن 
وولجت بلاندًا لم تقطن وسبيت فتاة تشن 


ع 


لأماثل أبطال أسد 


51١ 


النشيد الثالث 


لثذل أباك وأوطانك والشعب وتكشف أهُوانك 

وتسر بجبن قد شانك قومًًا عرفوك وبهتانك 

أخشيت منيلا القهًارا وبمرّفت وأكُمَرْتَ العارا 

لمن المسبيّة والقّارا من يطلب منك وقد ثارا 
جنان عَرَامِ صلد 

أقلا أفْبَتّ له باسك في الحرب فأخمد أنفاسك 

ورأيت العود ونبراسك وشعورًا قد زانت راسك 
وهبات الزهرة لا مُجْدِي؛' 

نوا لتم سيقن الطدوياة ادلم المي Ap‏ 

شويبًّا من صخر تشقون ا واه ا 
واوا ي الوق ا 

فأجاب أخوه ذو EE‏ «بالحق نطقت ولم تزد 

لك قلبٌ كالصّخر الأَجّدِ ‏ ويصّدْرك نَفْسكَ لم تمد 
جهدًا تزداد على جهد 

كالأفؤس مسن نبي التسهني» ٠.‏ يحدراعي CEE EE‏ 

وشار الفلك المقتضب لقواه SES‏ 
بمجامع مَصْقول الحَدٌّ 

لكن ما اللوم إذا الزُهره حبت الإحسان لمن دَخَرَهْ 

فالرَبٌ إذا أسدى عُرَرَه لا خيرة في أمر أَمَرَه 
فبلنها اذفان لا يسوي 0" 

LSE ANS‏ "د م ها اعفان 

فأجول بهذا الميدان ومتنتيلا دون الأقران 
والجيش > راكنا :لا سيد 

فالفاتك يُخْررٌ هيلانه وكنورًا تبرز يُرْهاتّه 

باحر ل أيْمَانَه بوفاق لا خللٌ شانة 
والكة صل I‏ اتسين 


۸۱ 


الإلياذة 


يمضي الإغريق بلا حرب 


يبقى الطروادة في لحب ببلادهم ذات الخصب 


لغوانى آخاي Est‏ 


وصوافن أرغوس الجريي" 


فاض هكطور قَلْبُهُ بجبور 
وي مزراقه أمال ذويه 
نق ارت ال د 
فكأني بدا لهكطور أمبرٌ 
سكن الجأش قال هكطور: «سمعًا 
هاكم ما فاريس يلقي عليكم 
كل من فاز منهما يُخرز ال 
ويآلي الجيشان بالأمن والوف 
«فلي الآن سمعفكم ليس منكم 
هی 8 وللوغى آنا ار 
من يسقه القضاء للحتف مدا 


ولطُروادة بكبشين يُؤتى 
قربةٌ تستباح للشمس والآر 
ويوافي المَلِيك فريام بالئّف 
فبنووه لا ون زماما 
ريما ينقضون ميثاق زفس 
فيّرَاعي الماضي ومستقبل الأم 
سر هذا الحديث حل فريق 
فتداثوا بالمركبات وضفوا 


و 


YAY 


29 0 
وفوا بال وان اتان 
سل وويل الحجار مثل الذُخان 
نون: «مهلًا يا عُصْبّة اليونان 
يرتأيه لنا على الإعلان» ٠"‏ 
فاليا أبينا ايسان" 
وهو تدرون أس هذا الهوان 
وإلى الحرب يبرز القرنان 
عن جميع الجنود يقتتلان 
مال وهيلانة يغير طعان 
بق طول ونان ت ان 
بصراخ عالٍ وشبتٍ جنان: 
سد كس 
قد دهاكم بفاجعات الزمان 
إنما رمت كف حرب عوان 
فليذقه وأنتم بأمان" 
واحدٌ أبيض وأسود ثاني 
هنومدا كيش اسب المناني” 
عونا كدان الؤفاق بن :ذا امعان 
وفوشي EE‏ اال م 
اا الشيخ لاحيب الأمناني 
TEE E SL aa‏ 
رغبةً فى ادّراء ذا الكدثان 
ند اضرب ما کف ن وای 


ولفريامٌَ أرسل التّدب هكطو 
وات ذبحهم وأغامم 
فلتلثيبيوس أوعز فاجتا 
ولهيلانة تراءت إريس 
ورك مزق امل فت 
«لا وذيقا وزوج ميليقؤون 
وَجدتها بالصّرْح تنسج ثويًا 
ويرأس الخياط ترسم فيه 
«قوم إغريقيا أولوا لا درع الحص 
فتفانوا بها عليها وربٌ ال 
قالت: «الآن يأسنا الحور قومي 
EES E AE‏ 
وهما الآن لا نكال ولا حر 
بقناة بالأرض أركزتاها 
أن الإسكندر الآن حتمًا 
من يفز أنت زوجهُ ومناهُ 
ثم أذكت بها حنينًا ووجدًا 
باضطراب تبرقعت بنقاب 
مو اها فى لحر ج توافت 
وليتها أثرا ابنة الندب فتثا 
حكن نوات إسكيا حيث وافى 
مع فريام مسن وَكَميتٌ 
إليهم أوكالغون وأنطي 
فكُرُور ايام أؤلّتهم عج 
فى أعالى مشارف البرج قاموا 
نينا في الغاب الصَراصرٌُ تَبْدي 
أبصروها فقال بعض لبعض: 


بيد 


YAY 


فرع أنطينور الرّفيع الشأن» 
جوا ال نين :ال كران 

اقات املف يهنا اا 
د وَطُرْوَاكَ أصلب الفرسان»"" 
توي اوري رادها لل اتی 
دوو هات جرا تحار 
EEE EEE ERE‏ 
ب يأمن بالصمت جالستان 
وهن فلت EEE‏ 
وة الي ا ها مترو 

وغلضيك الرهان كل الرمان» 
لحي ني" واا :وا طشان 
تامام تصيط دي انظ ايان 
وات اى .وتسم اهكان 
وكلمسِيكيا العديون ان 
رهط أدهى الشيوخ والسلطان"”" 
نور كنزا الحجى وذخرا البيان 
را ولكن حزما وعذب لسان 
SERE EEE‏ 
مكفاها AEA‏ 
«يا لطيب الثنا ولطف المعاني 


الإلياذة 


ان يدها إن 
برزت رَكَةٌ يوجه صبيج 
فلقفن اسفن سن كم تكفى 
فدعاها فريام قال: «بقريي 
وانظري في السَّرَاةِ أول بعلٍ 
لم تكوني بالحق جانيةً بل 
كاك قوق الاغريق قن هال ا 


كان هذا سناها 


أخبريني من ذا الذي يتراءى 


اعابت وزانى وجي 
«لديك حمي المحيوب رُعيًا وحؤمة 
ألا ما طليت ايد لما بِإِثْرَتي 

مليك ا الشياسة اعارف 
0 فيه 0 تعبظم 3 قدره 
وتان E‏ ا 5 
صحبتهم لما الأمازونة اعتدت 

ESE EPEC,‏ فط هذه 
ومشيرًا لأوذس قال: «من ذا 
وهو أوفى ظهرًا وأوسع صدرًا 
نه ألقى سلاحة وبهم جا 


YA 


عجن أن اع ر ا 


إجلسي الآن يا ابنتي بائتماني " 


لك قدْما وَسَائر الإخوان 
قَدَر الأرباب العظام الجّاني 
ويول الوؤيال قد أبلاني 
لي أخنا نزة بوذا عنتفوان 
سه لق أن لذ كفن فا 
لبن ES‏ سوط SE‏ 
«وفي وجهها لاحت من البؤس أكدار»: 
لَتُوجلني ناري ويخجلني العانُ 
نأي الأهل والإخوان والبنت والجار'” 
ودمعي ما طالت حياتي مدرار"" 
فو ا لاست امعد فنا 

عزوم بصماء المعامع جباذ” 
ولكنَّ ماضي الحكم كالحلم طيّانُ 
وقال: ألا كم قد أطاعتك أنفار 
لأسمى أعالي المجد ساقتك أقدار 
وقدمًا بها أطرا ومغدون مغوار؟” 
و ا 
عليهم ببأس لم يروعه إكتار'” 
جيوشا من الإغريق في إثرنا ثاروا» 
دون أتريذ لاح بالجفْمَان 
ويخوض الصفوف كالدّهقان"” 
ل مطاع الإيعاز والشلطان 

يَكَسامى في أَبْيَض القَطْعان 


النشيد الثالث 


أجابت: «لهذا أوذش بدهائه 
قييز على كل انور م 
«نعم» قال أنطينور «حقا صدقتنا 
أتى ومنيلا قومنا قبل مرسلًا 
وفي منزلي بالرحب والأنس أنزلا 
لكم قد أفاضا بيننا فى فصاحة 
منيلا إذا ما قام او مَنْكبًا 
وإن خطبا يجري منيلا مبيِّنًا 
يجول على لَب الحديث مُجانبًا 
ويجتنب الإكثار إِمَا كرَاهمة 
ولكن أوؤذس وَهُوَ أرشدُ فيهما 
فمحجنه لا يَلْتَوِي أي لي 
كان مقو ا ا 
ولكن إذا فاضت منافث نطقه 
تَثَاثَىَ من فيه النهى بردًا همى 
يقضر غنه کل ندب فلا تر 
قال فريام موسا لأياس: 
بقوى منكبيه والهّامة الش 
فقالت: «أياش حصنهم وتُجاهه 
تراه كرب قام في زعمائها 
وكم حل فينا قبل ضیفا مكرّمًا 
وها هم جميعًا سل أَنَبَّئك عنهم 
ولكن شقيقَيٌّ الوَدُويِين لا أرى 
وفُولْكُس صَرَاع كل مصارع 
أم احتجبا في الفلك خوف تعرُّض 
وما علمت والأرض في وطن خلا 
في الماع هاه الان 


الحا 


1 


e N 


2 


5 


وإيتاكة الصَّيّداء تلك له دار" 
له سطعت من محكم الرّأي أَنْوَار؟" 
لأوذس لم يبرح ببالي تذكارٌ 
يرى ما لنا فيما سبيناك أعذار 
لحزمهما عندي مدى الدهر آثار 
اا داو اجات و ف 
وأوذس إن يجلس وقاز وإبرار 
أدلته جريًا وما كم تإضحماة 
شذودًا ومصداق الشَوَاهد نخان 
وإمًا لِرّعي السن يجيه إجبار"؛ 
إذا قامٍ هيّت من معاطفه الثّار 
وتطرق منه بال وق أبصارُ 
شط به عن منهج العقل تَيّار 
وصوتٍ َخَيْنيق بالتفاكين راو 
ووتسيفٌ حِجّاه بالبلاغة بِتَانُ ٠‏ 
دن عا قالط 


سا شتا 


«وأخو الحسن ذا القوي الجنان 
مَاء قد فاق سائر الأقران» 
إذومين في أجناد إكريت أمَارُ 
تحمط ايه من ا الضمه أتضناذ 
وبعلي منيلا مكرم الضيف مَيَارُ 
لديك بدا منهم عميدون كيان 
هما كستر الوُوّاض إن شق مضماز؛؛ 
أمن القدموا لم يشير :يمن ساروا 
لعار له في e:‏ عرضي أوزار؟ ٤°‏ 


RR ENA 


الإلياذة 


حملين لذك القربان ‏ مع نحي مادام ملاآن 
مصنوع من خير الجلد 1 
تددم إذيوسن السّاعي بالكوب الصافي الماع 
وكئوس نضالر مااع" :تامالاع 
ووا لإيرام العهقر 
«يا فرع لووميذون إلى دار الهيجاء فقم عجلا 
للعهد دعتك سرى النبلا لتُضكّي فاريسٌ حملا 
ومنيلا من دون الجند 
فالفاتك يُخرز هيلانة وكنورًا تبرز برهانه 
SEE,‏ ل أيمانه بوفاق لاد خللٌ شانه 
وال ل “يكن الع ا ا 
يبقى الطروادة في الحب ‏ ببلادهم ذات الخصب 
يمضي الإغريق بلا حرب لغواني آخاي ESR‏ 
EE E‏ 
تفطر قلب فريام ولكن أشار بشد مَركبة المسير 
مامتا » راد BE ESE E ay OL‏ 
فتجازا هاب اسكبة وخا :بذاك انسل قي حت التي 
وا لمعشگريهم ا و علي ال وکن ا ن 
وراحا بين ف وى وکل .سرو هناك إحكلال اوسن 
وأرية واا في وقار وقد نهضالدى الملك الوقور' 
فأحضرت الفيوج الذبح عَهُدَا على الميثاق في تلك الثغور 
وصبوا فوق أيدي الصيد ماءً وقد عمدوا إلى مع الخَمُور 
نضى أتريذ مشْمَلَهُ المُدَلَّى بعُروة غمد قرضاب كبير؛ 
وجز الصوف عن رأس الضحايا فورّع بين أقيال حضور 
ومد يديه للعلياء يدعو على لهف دُعَاء المستجير: 
«ألا آأَا علا في شم إيذا ولي المجد والشرف الخطير 
ويا شمسّا عليمة كل فعلٍ ويا ذي الأرض يا كُلَّ النهور 
وا من كل اة ايهم يُضَرّم بالممات لظى السّعير 


YA 


النشيد الثالث 


علينا فاشهدن وذاك عهدٌ 
إذا ارقن فان لى "مشي 
له هيلانة تبقى وما في 
ون وفلكننا هذي: سراقنا 
وإن فاريس جَنْدّله منيلا 
ونعطي جزيةً تبقى فخارًا 
ذإو و فلين. ار کی 
ووارى النصل في عُدْق الضّحايا 
وتخبط خافقات في دماها 
أراقوها فة ول 
«أيا زفس العظيم وكل رب 
ا وا ويتيه را 
ويملك عرسه بعل غريبٌ» 
وصاح يقول فريّام: «فها قد 
لكن أشهد براز حليف روحي 
فزفس وكل آلهة البرايا 
ومن ثَمَّ امتطى والذّبح ألقى 
وأنطينور يصحبه وسارا 
وهكطور ابنه وأذيس قاما 
ووسط تريكة قدحين رجا 
فقنة كذ ف كن فبون 
«ألا يا زفس يا مولى المَوالي 
أبانا مَنْ علا في شم اا 
من الخصمين آنا ثار منه 


YAY 


إراقتنا لذا الراح 


عقدناه ولم يك عهد زور 
وأرداه بمِنْصَلِهِ الشهير 
AOE‏ 
نعود بها علبئ لجج الجُحُور 


إلينا يُرْجَعان بلا فتور 


بذكراها لنا أبد الدهور 
فراحت تقشعر بلا شعور 
ر E‏ إلى ر 
اا کر E‏ غرور 
ولكن زفس لم يك بالنصير 
عزمث على التّحَحُب ضِمْنَ سُوري؛ 
هم أدرى بولاج القيور» 
تفركية واه إلى اا قور 


إلى إليون بالجد الوفير 


ليعلم من له حق البُدُورا* 


چ 
01 


ا ا بلانا اين 
بنا شَرَرُ المُوائب والشرور 
وزج به إلى شر المصيس»” 

رج السّهام محولا نظراته”* 
ليكون أوَّل طاعن بقناته 


الإلياذة 


و ت 


جلسوا وَعُدّتهم بجانب جيشهم 
فأعدٌ شكّته اين فريام وفي 
بوي اللجمة أناطه ا 
وتقلد السيف الصّقيل موصلا 
وأضاف م ومع فر الذي 
وأجال في يُمِنَاه أعظم عاسلٍ 
E E EEE‏ ددرا 
فتَقدّما ولحاظ كل مبارز 
وقفوا لدى ما خطّطوا وكلاهما 


3 


فرمى ابن قريام المثقف فالتوئ 
فى الحال بادره مثيلا مُرْسلًَ 
باقن جد عن لأنقم من فتىّ 
واسحقه سحقًا في يدي يَكُ عَبْرةَ 
ورمى بعاسله قاچ خارقًا 
EER E ENI E‏ 
فاستلٌ أتريذ صقيل حسامه 
فَتَكسّر الصّمُصَام وسط يمينه 
حنقًا أشار إلى السماء مُخاطيًا 
«من كل آل الخلد مثلك لم يكن 
فدكدت أفتك ظافرًا بأخي الخنا 
وإذا برمحي قد طعنت به ولم 
وانقض يجيه بِخُودَتِهِ وفي 
اجرد وان سه ا 
قد كاد يبطش فيه لو لم تبتد 
ES‏ ونه كنوه ER‏ 
تجلةابينا اا و 
لكن فروذيت وهي قديرة 


YAA 


والخيل موقفة غلې جنباته 
رجليه أوثق خفه بصلاته 
ع أخيه ليقاوؤن عن نَتّراته؛* 

بقتيره الفضي في صَفحَاتِه” 
سبحت اة 57 حلقاته١”‏ 
بوت المَحَاصم دار في راحاته'” 

واستلأما كل EA N‏ 
شفت ووارق اا مين عطاق 
بقناته يُضوي قلوب قلاته” 
ENR TE ESER EES‏ 
عرضي يدنسه بتشويهاته 
لنزيل سوءٍ عق فضل قراته" 
ظهر المجن وبطن فضفاضاته'' 
فلوى المناكب فائرًا بنجاته 
فوق التّريكة موقنًا بمماته 


وأطار فوق جبينه شذراته"" 


زفسًا يُوَنْيَهُ على عثراته:" 
يا زفس EEE‏ بمقدوراته 


أدركه في رمحي وفي طعناته» 


عنفٍ تقهقر مسرعًا خطواته 
فاستّمُسكت أنفاسّه بلَهاته 
قبريس تقطع بالخفا قدَّاته؛ا 
فرمى بها فَتَدَحْرَحَتْ لِسّراته 
بشحيذ نيزكه إلى وثباته 
من فورها وصلت حبال حَيّاته*" 


النشيد الثالث 


03 


حجبته في ركم الصباب محلَةٌ 
ومضت إلى هيلانة فإذا بها 
فدنت إليها والبنات شواخص 
حاكت عجورًا قَرّيتَ من قومها 
وبثوبها العُطري جَرَّتها وقد 
يدعوك وهو تَرَينَهُ في غرفة 
حتى تَخَالى أنه ما كان فى 
N E E‏ سائفة 
رة الجيد ولحظ لاهبّ 
فلها قالت: «وما أغراك أن 
آم رُبى إميونة فيها بدا 
أخداتئما يا ظلومًا جثتني 
يبتغي ردي لأوطاني فما 
أبا لا ابتعي فريسنا بدا 
غادري الأولمب والقوم العلى 
واحملي منه الأسى يرضك عر 
لك لا لست إذن تابعة 
تى لحان وها فاته 
حَِقّت قبْرِيس مما قابّلّت 
واحذري جني الجفا راغبة 
نيس هد الوق مرا سرا 
إفرههعاضحامحقة سارت وقد 


۸٩ 


آه أشقانى وأدهى لتصضبسى 
أنت أشريت هواه فاذهيى 


ماه بالآطياب في حُجُرَاتِيهه 


بالبرج جالسة على شرفاته 
فقي رق اة مل عا 
شاع EAE‏ 
صاحت بها: «فاريس في خلواته 
حرب بها يلقى أشدّ عُدَاته 
اردق a‏ عاك سنا اك" 
رو المجة طوت ,اوجرن 
ومشوق ا لم تحتجب 
تطرحيني عنده بالوَصَب 
لك محبوبٌ رفيع الحسب 
ومشفلة شال خر ال 


الا 


واتبعيه واحرسيه واصحبي 
كينا له “أن ,أنه للم 58 
غيد إليون إذن يشمتن بي 
وأنال الخزي طول الحقب 
من لظى النار وحَرّ اللّهَبء 
قالت: «اخشّي أن تهيجي غضبي 
عن ودا قى 0 
ولك اليلوى وضيق المذهب» " 

وَمَرَدَّت SES‏ الثُقُب 
والجواري بانتظار الطلب 


الإلياذة 


سرن عنها وأسيرت نحوه 
أجلستها رَيَِّةٌ العشق على 
حَوَّلت عن وجهه أنظارها 
«أين ما تزعم من بطش به 
وانّعيت السَّبُْق في طعن وفي 
اه لو جندلت في سيف فتىّ 
آه او خرن وان 
خشيتي يُوقِقَك الطَّيْشُ به 
قال ركفي منقة لسن فقن 
EEE‏ شدّدت ساعدة 
لي بآل الخلد أقوى عزوة 
لم أكن قط كما الآن أنا 
و حو رجاف الح سن 
وخلونا EE EE‏ 
لع أكشقني»قط هبات :انمو 
هاج تار الوخد فيهنا زاقيًا 
تبعته والكرى شافَهُما 
ظل أتريذ كوحش كاسر 
لم بك ينين يتفي البطوولة. وال 
لو رأوه أنباؤا إن مقتو 
ناغ امون انی ضارا 
«آل طرواد ومن ولاهم 
لالض أبصرتم فهو 
وجو جزية تفي لمن 
ضَحّت الإغريق ماه دة 


۳۹۰ 


وهو في الغرفة ماضي اللّغب 
مجلس دان له مُقكَربٍ 
ثم اة ااا اندر" 

فقت إقدَامَ منيلا الأشهب 
اة الياس وضرب ال ضيب 
كان كل لين وكلّ الأرب 


CEE E‏ بحر لجب 
عن عذول مرج مرتقب 
لهبًا أشغف من ذا اللهب» 
لسرير ا منتصب 
بأمان فوق فرش قشب“ 
مَتَحرّى بشديد اعت ا 
فيش من شاهد انر نَ الكقب 
ه كمَقت الموت كل الرتب"" 
يهم يدعو لسمع التخطن: 
دردنيينٍ وما منكم غبي 
لانة ردوا ودخ الاب 
بعدنا القّوز ونج الطّلب» 
بحماها ضجّة المطلب 


النشيد الثالث 


هوامش 


)١(‏ الصديد: الصياح. 

(۲) مر بنا في أواخر النشيد الثاني أن كتائب الفريقين تكتبت متأهبة للقتالء 
وافتتح الشاعر بزحف كل فئة منهما على الأخرىء ولم يفته أن يصف كل فريق منهم بما 
أثر عنه من الأخلاق والعادات» وَمَثْل بالمقابلة حالة الجيشين» فوصف الإغريق بالصمت 
والسكون كما سيأتي ووصف هنا الطرواد بالصديد الشديدء فشف كلامه عن حقيقتين: 
أحداهما: إيقان قومه الإغررق على تجماعة 'الطؤوات والثانية: إثبات: الفرق جين آمة ميرزة 
في زمنها على ما جاورها من الأمم» فاستتب نظام الجند عندها وتآلفت عناصرهاء وإن 
كانت في الأصل مختلفة كأمة الإغريق» وأمة أخرى ملتفة من شذاذ العشائر لم تبلغ من 
الحضارة مبلعًا يذكر كالقبائل المتألبة لنجدة الطروادء ويؤيد هذا القول ما رواه قدماء 
مؤرخي اليونان من ذم الجلبة في الحروب» وقولهم: إن ذلك إنما كان شأن البرابرة» على 
أن البعض يزعمون أن المراد بالصديد هنا ربما كان قرع الطبول أو نفخ الأبواق؛ لأن 
النقر على الآلات والعزف بها استنفارًا للمقاتلة أمر قديم في كل المللء إِلَّا أنه لو كان هذا 
الزعم صحيمًا لما أغفل هوميروس في شعره ذكر الآلات الموسيقية إبان القتال» وهو كما 
متا سد 

ن العزف والنفخ بآلات الطرب والاستنفار والضرب والنقر عليهاء وإن كانت 
كلها 0 نشأت في أقدم العصور فقد لا نرى لها أثرًا في حروب بعض الأمم كالعرب» مع 
أنها كانت شائعة بين مجاوريهم ومخالطيهم كالفرس واليهودء وذلك لأن الشعر كان : 
يزال في بداوتهم أعظم مثير لعواطفهم يتغنّون به في غزواتهم» فتجيش هممهم وينبعثون 
إلى ساحة القتال ثملين بخمرة الحمية والإقدام» وإذا أضفت إلى ذلك أناشيد العذارى 
والأمهات رأيت أنه اجتمع للبدوي من بواعث اند مالا يعد دوي الطبول ونغم الآلات 
بجانبه شيئًا. ولهذا لبثت قبائل العرب بعد الإسلام تتغنى بالشعر في حرويهاء ولم تتخذ 
شيمًا من آلات الأعاجم في الحروب إلا بعد أن انقضت دولة الخلفاء الراشدين ودولة بني 
أميةء فأخذ العباسيون فيما أخذوا عن العجم قرع الطبول والنفخ في الأبواق. 

(9) القر: البرد» ويذر: يترك. 

)٤(‏ شبه الطرواد بزحفهم على الأعداء بطير الرهو المنتشرة في الجى وفي ذلك إشارة 
إلى صياحهم من وجه وإلى انتظامهم من وجه آخر؛ لأن تلك الطير إذا ارتفعت في الجو 
علا عرارها وسارت سيرًا منتظمًاء وفي قوله للبغمة إشارة إلى اعتقادهم بوجود أمة من 


۲۹۱ 


الإلياذة 


الأقزام بهذا الاسم لا يربو طول الواحد منها على ذراع كانوا يقولون بوجودها في بلاد 
إثراقة. قال لوير يفوست يرجح في الظن أنها إنما كانت أمة الفيخينة الأثيوبية لتشابه 
الاسمين؛ ولأن الفيخينيين كانوا قصار القامات» وتقصد الغرانيق بلادهم لتشتى فيها 
فيجتمعون عصابات عديدة ينفرونها لتنجلي عن مواطنهم. 

(4) نوطس ريح الشمال كما تقدم. بعد أن ذكر في المخمس السابق انتشار الغبار 
من عج الزمر حتى بات كالضباب الذي يحجب النظر إلى ما وراء مرمى حجرء استطرد 
فشبه ذلك الغبار بالضباب الذي تنشره ريح الشمال على رءوس الجبالء ثم تدافعت 
في مخيلته التصورات فوصف وهو يسوق الحديث سوقًا موجرًا معجرًا ما يكون لذلك 
الغبار من الهيبة في قلوب الرعاة؛ لأنه قد يحجب عنهم مرأى الضواري فتفاجئهم على 
غرة منهم» وما يكون من الجذل في قلوب النصوص فيتذرعون بالتستر به إلى نيل بغيتهم 
على حد قول الشاعر. 


مصائب قوم عند قوم فوائدٌ 


كل هذا بتصرف بديع لا يخفى على المطالع اللبيب. 

(1) الطرد هنا الكر والقتال. 

W(‏ اتجيات:الجداب» والحذاذ:القاطع) واليذات لكاي 

(۸) إذا التزم هوميروس إيثار صفة عن رجل بأناشيده فإنما يلتزمها فيها كلها 
تمييرًا له عمن سواهء فترسخ في ذهن المطالع أيّان تصوره» وما أحسن ما وصف به 
فاريس في هذا المكان» فأتى فيه بطباق لا يخرج في شيء عن صفاته» ففاريس كما علمت 
هو الذي سبى هيلانة على رضى منهاء ولا يحسن بمن كان سبًاء للنساء خلَّابًا لعقولهن 
إلا أن يوصف بالجمال والتأنق وحسن البزَّة؛ ولهذا لم يغفل هوميروس عن إظهاره بهذا 
الظهر حتى في موقف الحرب. 

(9) الضراء جمع ضروةء الكلاب ضريت للصيد. 

)٠١(‏ العجلة الأولى بمعنى المركبةء والثانية بمعنى السرعةء إن بين جند الإغريق 
أبطالًا أشد ساعدًا وأقوى عزيمة من منيلاوس» ولكن بروز منيلاوس لفاريس لم يكن منه 
بدٌ؛ لأنه زوج هيلانة سبية فاريس وهو سداد في رؤية الشاعر عظيم بأن افتتح القتال 
بين المتسبب في شبوب نيران الحرب والمطالب بالثأر» ولا غرو أن ترى هنا منيلاوس 
متحدمًا غيظًا لرؤية عدوه الألد وثالب عرضه» ومنقضًا عليه كالليث المتضور جوعًاء 


4۲ 


النشيد الثالث 


فيتحفز للفتك بفريسته غير عابئ بما يقف في وجهه من ظبي الحراب» وتألّب الرعاة 
والكلاب. 1 

)1١(‏ قد يتبادر إلى الذهن أنه لم يكن يجدر بفارس كفاريس (الإسكندر) أن يبرز 
إلى ساحة القتال ويستهدف للأبطالء ثم ما يلبث أن ينهزم لرؤية فارس ليس في عداد 
مغاويرهم» على أنه يتضح للمتأمل أن الشاعر إنما أتى حكمة أشار إليها إشارة خفيةء 
فإن فاريس لا يظهر في نشيد من أناشيد هوميروس بمظهر الجبان المهياب» بل حيثما 
برز فهو من خيرة الأبطال» ويؤيد ذلك عوده بعد هنيهة لبراز منيلاوس كما سترىء أما 
هزيمته الآن فقد فسرها الشاعر تفسيرًا رمزيًا بقوله أنه فر فرار من يذعر لرؤية صل 
يفاجئه في الغاب» فبروز منيلاوس إليه ذكره بلا ريب بما أتى من المنكر بسبي هيلانة 
وكأنه كان له من نفسه زاجر قوي فريّكه في آمره» وثناه عن قتال رجل أحسن إليه 


فتلقى إحسانه بالكفران. 
)١١(‏ البضع العرس أو الزواج. يقول: «ليتك لم تولد قط أو مت قبل أن يعقد لك 
على هيلانة». 


(۲( ا أي: الطوال الشعر إشارة إلى عادة الإغريق في إطلاق شعورهم. 

)۱٤(‏ يعير هنا هكطور أخاه فاريس ضربةٌ على عود» وجمال شعره وصباحة محياه 
والمحاسن التي أودعتها فيه الزهرة إلاهة الجمال» ومن أحسن تعاليق عقيلة داسيه على 
شعر هوميروس قولها في هذا الموضع أنه يستحسن طول الشعر بين الإغريق» والإنشاد 
على نغم القيثارة بيد آخيل» ويجعل هكطور يستهجن كلا الأمرين في أخيه» قالت: 
والسبب في هذا أن الإغريق إنما كانوا يطلقون الشعر لإرهاب العدوء وفاريس لاستلفات 
أنظار الغيد الحسان»ء وآخيل كان ينشد على نغم قيثارته قصص الأبطال» وفاريس يتلو 
أغاني العشاق فما كان من ثم محمدة عند الإغريق كان مذمة في فاريس بنظر هكطور. 

)٠١(‏ قد اختلف الشراح في قوله: «لكسوك ثويًا من صخر» فقال قوم: إنه يريد أن 
يقول لرجموك بالحجارة» واعترض على هذا القول بأنه لا دليل على نهم كانوا يرجمون, 
وقال آخرون: بل أراد أن يقول لقتلوك أو لدفنوك؛ لأنهم كانوا يقيمون الحجارة على 
قبورهم» ومهما يكن من هذا الاختلاف فالمراد أنه تمنى له الموت تشفيًا منه. 

(17) هذا أول كلام نطق به هكطور في الإلياذةء وهو كلام يشف عن غيظ وأنفة 
لا بدع أن تكون في زعيم ذلك الجيش الباسل» وسنراه في ما يلي في أكثر المواقع» وأحرج 
المواقف جامعًا بين أخلاق الجندي الفتاكء والزعيم الحكيم» والابن البر والزوج الرفيقء 


4۲۳ 


الإلياذة 


والأب الشفيق حتى لقد ذهب البعض أن الأولى أن تسمى الإلياذة باسمه لا باسم إليون 
قاعدة بلاده» فهو وحده في جيش الطرواد يماثل بصفاته کل ما حسن في زعماء جيش 
الإغريق؛ لأن لأولتك ملوكًا كثيرين أخذ هوميروس على نفسه أن يميز كلا منهم ببعض 
صفات الرجال ليمثل للسامع أخلاق كبار النفوس على اختلافهاء وأما الطرواد فكأن 
هكطور يجمع فيهم بين كل هذه الخلال ولا عيب فيه إلا أنه يحارب في فئة معتدية 
وهو عيب يشفع فيه كونه سيق إلى الحرب مُكْرَهًا فاضطر إلى الذود عن وطنه وأهله. 

)١0(‏ الوشار والأشار النشارء ووشّار الفلك بمعنى بناء السفن؛ لأن العرب على 
سواحل بحر عمان وشط العرب يقولون حتى أيامنا: «وَشَرَ السفينة» بمعنى بناها وإن 
كان أصل الؤشى مع افر ليس ا 

(14) كل كلمة من كلام فاريس تشف عن حقيقة حال الفتى الجامع بين الرقة 
والتأدب الملازمين للعاشق» وهو مع ذلك غير خلى من الهمة والإقدام اللذين لا بد منهما؛ 
لاسترضاء ربات الجمال» فإن هكطور يتلقاه بالقول العنيف فيجيبه بالكلام اللطيفء 
ويرد اعتراضه بدعة الأخ الأصغرء وحذق العشاق الذين يبلغون مرادهم بعبارات مؤثرة 
مقنعةء ففي قوله: إنه لا لوم عليه لما خولته الزهرة من المواهب واستطراده بقوله: «لا 
خي ذلك ااي دفع عن ننه أولا مظلية:أحيه وح كاتا بأنها هيات غاؤية تيب 
لها الرعاية والاحترام» وهناك هبّت به الحمية فطلب وساطة هكطور بتخلي الجيشين عن 
القتال» وبروزه فذًا لقرنه منيلا كأنه تنبه إلى ما فرط منه فأراد أن يتلافى ويكفّر فيفتدي 
بلاده بنفسه» ويرفع عنها أوزار الحرب» وهو كلام كله غرر ودرر. 

(19) قابل الشاعر في هذه الأبيات بين هكطور وأغاممنون» فجعلهما بمنزلة واحدة 
كلا في قومه» فأثبت ما كان لهما من المكانة في قلوب الجميعء فإن هكطور استوقف 
جماعته بإشارة بمزراقه فوقفوا طوع أمره» واندفع إلى جيش الإغريق غير نابس بحرف 
طربًا بما لقي في أخيه من ثبوت الجأشء فما أضاع ثانية بالجواب» ولا ابتدر قومه 
بالخطابء فقال بصمته قو كثيرة. وأغاممنون أوعز بكلمات قلائل إلى صحبه الملتهبين 
غيظًا على هكطور وآل بيته» فصدهم عن الفتك به وهو قادم إليهم رسولًا لا مقاتلاء ولم 
يكن من عادتهم انتهاك حرمة الرسل. 

)۲١(‏ لقد تساءل بعض الشراح عما إذا كان يمكن التفاهم بين تلك الأمم المختلفة 
في هذا المقام» فليس في إنشاد هوميروس ذكر للمترجمين مع أنه بعيد النظر دقيق الفكرة 
في كل ما أنشدء فلم يكن من الممكن أن يغفل أمرًا كهذاء والجواب أنه لا يبعد أنهم كانوا 


5253 


النشيد الثالث 


يتفاهمون؛ لأن الطرواد على ما جاء في رواية ديونيسيوس كانوا إغريقي المنشأء ومسقط 
رأس دردانوس ملكهم الأول في أرقادية» وعندهم كثير من الأسماء اليونانية كهكطور 
وإنخيسس,ء وأنذروماخ وأستياناس» ومهما يكن من صحة ذلكء فالشعر يفترض التفاهم 
بين كل الناس حتى بين الأرض والسماء وليس بمستبعد أن يفهم زعماء القومين كل 
لسان الآخر؛ لأن كل فئة منهم كانت قبل الحرب كثيرة التردد على الفئة الأخرى» فإن 
فاريس نزل ضیفا على منيلاوس وسلفاء ذيوميذ وغلوكوس كانوا على تواد وتحالف. 
وزد على ذلك أن بينهم قرابة ونسبًا وبِيعًا وشراءً» وأنه مر تسع سنوات ونيف على إقامة 
الإغريق على حصار إليون كل هذا مما يعد كل فريق منهم للإلمام بلسان الفريق الآخر. 

(١؟)‏ يشف كلام منيلاوس عن مكامن صدره ويمثله تمثيلًا ناطقاء فهو صاحب 
العرض المثلوب المستقتل لدرء العار والأخذ بالثأر. وهو البطل الدقيق الإحساس المتألبة 
جميع الجيوش لنجدته» فلم يكن أولى منه بأن يندفع ويقول: 


من يذقه القضاءٌ للحتف منا فليذقهُ وأنتم بأمان 


ولما وطَّنَّ نفسه على أن ميقتل ا الدود عن قومه والدوه رکه أو أن ن يقتل 
خصمه ويضع عن صحبه أوزار الحرب والاغتراب أراد أن يكون على ثقة وطمأنينة. 
فاستطرد إلى طلب إبرام عهدة محكمة تعقد بحضرة فريام الملك الشيخ؛ ارتياحًا منه 
إلى بر الشيوخ بعهادهم واستخفافًا بميثاق من أبنائه؛ لأنه لم يكن يأمن جانبهم» وكيف 
يأمن ومنهم الغادر به المنتهك حرمته. 

(۲۲) كانت عادة الطرواد أن يضحوا بكبش أبيض للشمسء ويشاة سوداء للأرض 
وينتقون الكبش أبيض رمرًا إلى النور والشمس عندهم إله در يكنى بأبي النورء وأما 
الأرض فهي أم الل ور ي ؛ ولهذا ينتقون لها شاة سوداء رمرًا إلى التراب» وقد 
جعل تتمة الضحية كبشا ثالنًا من الإغريق لأحكام الوفاق» ورب المثاني أي: القوات كناية 
عن زفس» ومن جملة صفاته عندهم أنه رب العهاد والضيافة. 

(۲۲) ما أكثر ما قال العرب جاهليّهم ومولّدهم بهذا المعنى أي: إيثار الحكمة عن 
الشيوخ» والطيش عن الشبانء وإليك أمثلة من ذلك. قال النابغة الذبياني: 


على حين عاتبت المشيب على الصبا فقلت ألما تصح والشيب وازعٌ 


ه533 


الإلياذة 


فرأيت أن الحلم مجتنب الصبى 
وقال سويد بن أبي كاهل اليشكري: 
كيف يرجون سقاطي بعدما 

وقال أعرابي: 
ألا قالت الخنساءً يوم لقيتها 
رأت ذا عصا يمشي عليها وشيبة 


فقلت لها لا تهزئي بي فقلّ ما 
وللقارح اليعبوب خير علالة 


وقال طريح الثقفي: 


والشيب للحلماء من سفه الصيا 
إن الشباب له لذاذة جدَّة 


وقال أبو الحسن العكوّك: 
وأرى الليالي ما طوت من قوتي 
وقال العتبيٌ: 
قالت عهدتك مجنونًا فقلت لها 
وقال الشريف الرضي: 


وشيب الفتى صبح يبين عواره 


وصحوت بعد تشوق ورُواع 


لاح في الرأس بياض وصَلَعٌ 


كبرت ولم تجزع من الشيب مجزعًا 
مم 5 زاسته هنا و 

يسود الفتى حتى يشيب ويصلعا 
من الجزع المجرى وأبعد منزعا 


بدل تكون له الفضيلة مقنع 
والشيب منه في المغبة أنفعٌ 


ردته في عظتي وفي إفهامي 


إن الشباب جنون برؤه الكبر 


ويرمق فيه بالعيوب وينظرٌ 


النشيد الثالث 
وإن ضلالي في النهار لهجنة وإن ضلالي في دجى الليل عذرُ 
وقال أبى تمام: 
فلا يؤرقك إيماض القتير به فإن ذاك ابتسام الرأي والأدب 
وقال ابن هانى: 
ولخير عيش أنت لابسه عيش جنى ثمراته الكبَر 
وقال الجلال السيوطي: 
أما الشباب فظلمة للمهتدي ويه ضلال الجاهل المتمردٍ 


هذا قليل من كثير أثيتناه مثالا لغزارة مادة الشعر العربي في الحكم والمواعظء 
وحسب المطالع أن يتخذه شاهدًا يكفينا متونة هذا التوسع في أمثاله من سائر المواضع. 

)۲٤(‏ بفيجين أي: برسولين. 

(1) إيريس رسولة الآلهة عامةٌ وزفس خاصةء وهي برأي بوزانياس مشتقة من 
كلمة (©1م5) ومعناها الشقاق والفتنة؛ لأنها كانت تحمل رسائل الحرب كما كان هرمس 
(عطارد) يحمل رسائل السلم. 

إن هوميروس هو الذي علم الكتبة والشعراء أن يتفننوا بكتاباتهم؛ ترويضًا للفكر 
فينتقلون بالمطالع من باب إلى آخر انتقالًا طبيعيًا لا تمل معه كتاباتهم: وها هو الآن قد 
انتقل بنا إلى بحث من أسمى مباحث إلياذته آلا وهو بروز هيلانة المسبية» ولقد يتوهم 
راوي تاريخ تلك الحرب أنها إنما كانت امرأة متصفة ببذاءة النفس» والاستسلام للهوى 
الفاضح حتى يكاد يعجب لتلاحم أمتين بسببهاء فدفعًا لتلك المظان وزيادةً لخطورة ذلك 
الموقف قد أبرزها الشاعر بمظاهر يغتفر عندها ذنبها ويعظم قدرها بما فطرت عليه 
من فرط الجمال وطيب الخلالء فم بها المرأة الجامعة بين كل ما يدركه التصور من 
جمال الخلق والخُلقء وهي مع ذلك لا يؤمن عليها من هفوة فضّاحة تلقي بها وبذويها 
إلى وهدة المهالك القتالة» ولا شك أن الشاعر وقف هنا في أحرج المواقف حتى يتسنى له 


4۷ 


الإلياذة 


الفتان وأطراها بكلام موجز نافذ كالسهم فقال: 


ليس بدكًا إن كان هذا سناها وعليها تلاحمت أمتان 


وأنطق بهذا الكلام كل شيخ هرم قوّض الدهر ظهره.ء فما بالك بالفتى الغض 
الشباب» وأودع فيها من الحذق ما جعلها ترسم وقائع الحرب بإبرتها على نسيج رقيق» 
وجعلها مثالا لرقة العواطف متوجعة لما فرط منها تتمنى الموت كفارة وتجتنب الرجال 
عفة وطهارة» فتخرج متبرقعة وجلة كما قال الشنفرى: 


لقد أعجبتنى لا سقوطًا قناعها إذا ما مشت ولا بذات تلفت 


وهي تحن إلى الأهل والأوطانء وتذرف عبرات الشجى ودمع الحنان» وكأن الشاعر 
ل يكتف يكل ها سلف تكفا حن عفوقياة قطن "لالع أنها فا اح ا انح من 
المنكر مكرهة بالقضاء والقدر لا مختارة تتولى أمر نفسهاء وسترى في ما يلي عند ذكرها 
ها بعاد يسيك أا الكائئة ق ذلك لقي ا فى قا لان ١‏ 

(17) قالت عقيلة داسيه بأحسن ما تصور هوميروس بجعله هيلانة ترسم تاريخ 
الحرب على ذلك النسيج حتى لقد يخالج الفكر أن هوميروس ملك بالأرث ذلك النسيج 
البديع» فأنشأ إلياذته على صورته ومثاله. 

(۲۷) الحصد: المحكمة. 

(؟) أبواب إسكيا هي أبواب مدينة إليون عاصمة الطرواد. 

(19) لم يبق للشيوخ بعد أن تمادت بهم الدهشة لجمالها إلا أن شبهوها بالإلاهات 
الخالدات» ولو اعتقد أبو الطيب المتنبي اعتقادهم لقال قولهم ولم يقل: 


وما أحسن قول الآخر بمعنى هوميروس: 
تقول إذا بدا ملك كريم كساهٌ الله هيكل آدمىٌ 


وأقرب من ذلك إلى معنى هوميروس قول عنترة: 


510 


النشيد الثالث 
سجدت تعظم ريها فتمايلات لجلالها أربابنا العظماء 


وكأنهم انتبهوا إلى تماديهم في الشغف بالجمال» وقد أحنى الدهر ضلوعهم وفطنوا 
للمخاطر المحدقة بهم من كل صوب» فأفاقوا من تلك الدهشة وهي لا تكون في الشيوخ 
إلا هنيهةء فقالوا خير لنا أن نتخلى عنها ونكفي نحن وأبناؤنا شرها. 

)۳١(‏ بعد أن غادر الشاعر فتيان الجند وكهولهم في المعسكرين لم يغفل عن 
ذكر الشيوخ الذين قضت عليهم الأيام بالعجز» فوضعهم كما تقدم في مشارف البرج 
يتطلعون بأبصارهم» وبصائرهم إلى ما عسى أن ينجلي من وراء تلك الأزمةء وقال: إنهم 
كانوا يرتئون الآراءء وشبههم بالصراصر التي تصرٌ مختفية في الغاب» وهو تشبيه عابه 
عليه فريق من الشراح وأعجب به الفريق الآخرء على أنه يلوح للمتأمل في حالة الشيخ 
واحتجابه عن موقف النزال وارتياحه إلى هرم نظيره يجاذبه أطراف الحديث أنه تشبيه 
في محله فهو كالصرصر المتواري عن العيان يروقه صوته» ويشعر بضعفه فلا يبرح 
مكانه اتقاء المخاطرء ثم تدرج الشاعر إلى النطق بلسان فريام الملك» فجعله يفوه بكلام 
تنجلي به حقيقة حاله» فهيلانة كنته فخاطبها باللين والتؤدة» وهون عليها مصابها 
بإحالة جريرتها على القدر المحتوم وتوجع لمصابه» فلما آنس فيها الطمأنينة أخذ يسألها 
عن سراة القوم ترويحًا لنفسه وتأسيًا بما يطرق فكره من سابق الذكرى» وهذه حقيقة 
حال الشيخ الشفيقء والحم الوديع والمصاب بغصص العيش المتحمل مصابه بالورع 
والاستسلام» والذي لا يزال على كبر سنه يتشوف إلى استطلاع خفايا الأمور. 

(١؟)‏ بإثرتي باختياري. 

(۳۲) إن في قيام فريام في أعالي البرج يتطلع إلى الجنود المنتشرة في ذلك السهل 
لمشهدًا من أجمل المشاهد حسب اللبيب أن يتصوره؛ ولذلك نسج على منواله كثيرون من 
الشعراء ورسمه الرسامون» وتفننوا فيه وأبدعوا اقتداءً بأبي الشعراءء ولا يخفى ما في 
استهلال هيلانة من الرقة» وما في توجعها من بواعث الرفق بها والتغاضي عن سابق 
خطأها. 

(۳۲) كان الإسكندر المقدوني المعروف بذي القرنين يردد هذا البيت تبائًاء ويعتبره 
أبلغ بيت في منظومات هوميروس كلها ويتخذه منهجًا وشعاراء قال أبى تمام: 


۹۹ 


الإلياذة 
ملك له في كل يوم كريهة إقدام غر واعتزام مُجرّب 


(5؟) أطرا أو أطراوس ملك الفريجبيينء وأخو مغدون وإيقاب امرأة فريام. 

)۴١(‏ سنغاريس نهر في فريجبيا والجدة الشاطئ. 

(3©) الأمازونة قود من "مقاطة الساء خف" الؤركون اا کو فى شاديق 
زعموا أنهنَّ اكتسحن بلادًا كثيرة وبلغن بفتوحاتهن بلاد أشور وبنين عدة مدائن» وفي 
جملتها أفسس وأزميرء وكانت لهنَّ ملكات تدبر شئونهنٌ وتقودهن في الغزوات ومنهنٌ 
ثالستريس التي قابلت الإسكندرء قيل كنَّ يخالطن الرجال حتى إذا علقن منهم تركنهم 
فإذ ولدن استبقين البنات دون البنين» وكنَّ يحرقن ثديهن الأيمن لثلا يعوقهن في رماية 
النبال؛ ولهذا سمين بالأمازون (4|1050017) ومعناها «بلا ثدي». 

(۳۷) التُهقان والدّهقان الرئيس معرب گان بالفارسيةء ومعناها زعيم الفلاحين 
أو شيخ القرية. 


(۳۸) الصيداء الأرض الغليظةء وهي كلمة فينيقية وبها لقبت مدينة صيدا في 
و 


(9؟) قال الكميت: 
لا ينقض الأمر إلا ريث يبرمه ولا تعرّب إلا حوله العربٌ 
وقال آخر: 
يصير بأعقاب الأمور كأنما ‏ تخاطبه في كل أمر عواقبه 


وأمثال ذلك كثيرة في شعر الجاهلية والإسلام. 
(٤ 0‏ قوله: «وأما لرّعي السن» يعني: مراعاةً لأوذيس الذي قن انز منه. 
)٤١(‏ قال أعرابى في الرشيد: 


جهير الرواء جهير الكلام جهير العطاس جهير النغم 


النشيد الثالث 





ويخطو على الأمر خطو الظليم ويعلى الرجال بخلق عمم 


(؟5) أشرنا في ما تقدم «ن١»‏ إلى جري شعراء العرب مجرى هوميروس في تشبيه 
الكلام السهل المنسجم بالشهد وأمثاله. وأما فصاحة النطق ويلاغة التعبير فكثيرًا ما 
يشبهونها بالدر والياقوت وأشباههما كقول الصاحب بن عباد: 


فلو أن ألفاظه حُسّمت لكانت عقود نحور الغوانى 
وقول عبد الله بن حامد الحامدي: 


۰۱ 


الإلياذة 
إنى أرى ألفاظك الغرا عطلت الكافور والدرًا 
وأحسن من هذين قول أبي إسحاق الصابي للوزير المهلبي: 


لك فى المجالس منطق يشفى الجوى ويسوغ في أذن الأديب سلافة 
فكأن لفظك لؤلو متنخلٌ ‏ وكأنما آذاننا أصدافة 


وأما تشبيه الكلام بالبرّد المنهمر كما جاء في قول هوميروسء فقلما نرى له مثيلًا في 
الشعر العربى» ولعل أقرب مثال له قول يزيد بن سياه الأصبهانى وقد أجاد: 


إذا ارتجل الخطاب بدا خليج بفيه يمدهُ بحر الكلام 
كلام بل مدام بل نظام من الياقوت بل حببٌ الغمام 


وهذه الرقة وهذا التفنن في التعبير من مميزات شعر المولدين. 

)٤١(‏ لا شيء أجمل من هذه المقابلة بين أوذيس ومنيلاوس وقد تصرف الشاعر 
تصرفًا لطيفا بإصدارها عن أنطينور لا عن هيلانة مع أنها هي القائمة بإرشاد فريام 
حميها إلى معرفة الزعماء وأوصافهم» على أن ر کا ا مئونة الخجل الذي 
كان يأخذها لو اضطرها فريام إلى الإشارة إلى بعلهاء أما أنطينور فلم يكن في إشارته 
إلى منيلاوس محذورء فوصفه وصف خبير كما تقدم وأطرأ فصاحتهما على اختلاف 
المنهجين» فإذا قرأت هذا الوصف علمت من إيجاز منيلاوس وجريه على تبيين أدلته بلا 
إضمار ولا إكثار أنه الملك الرفيع النسب العلي الشأن القليل الالتجاء إلى الحيلة والدهاء 
ورأيت من توقد ذهن أوذيسء والتهاب عينيه» ونفوذ بلاغته» وتفوقه بأساليب الحديث 
ما ينبئك بدهائه» ويدلك على حسن سياسته وقوة عارضته؛ وزاد الشاعر على وصفهما 
متكلمين وصفهما صامتين ففضل منيلاوس قائمًا لاتساع منكبيه» وأوذيس جالسًا لهيبته 
في القلوب» ومدحه قائمًا أيضًا وإن كان في قامته قصر؛ لأن نفثات بلاغته تسد مسد 
ضخم الهامة وطول القامة. 

)٤٤(‏ الرواض أي: رواض الخيل. 

(55) كستور وفولكس المذكوران هما أخوا هيلانة لأمها؛ لأن أباها كان زفس وأما 
أبوهماء فكان تنذاروس وأم الجميع ليذاء وكانا قد هلكا ولم تعلم هيلانة بذلك» وقي ذكر 


۳۰۲ 


النشيد الثالث 


مرة ااي إلى ما 00 د اسيل والوجل» وضيق الصدرء وهنا انتقل بنا الشاعر 
إلى مشهد جديد» وهو قدوم الرسولين إلى فريام بقرار الجيشين. 
(51) القيام للقادم تعظيمًا وإجلالًا عادة مرعية منذ القدم» وأما قول الأعشى: 


ولما أتانا بعيد الكرى سجدناله ورفعنا العمارا 


فقد يمكن أن يكون المراد من السجود فيه الانحناء سواء كان المنحني قائمًا أو 
قاعدًا جريًا على عادة الفرس أو الركوع» وهو من الغرابة بمكان أو القيام؛ لأن السجود 
ورد في اللغة أيضًا بمعنی الانتصاب» وفي هذا الييت موضع الكل اکر بقوله: «رفعنا 
العمارا» فرفع العمار بلا ريب من علائم التجلّة والإكرام» فبقى النظر في معنى العمارء 
وله في اللغة معان أشهرها الريحان الذي تزيّن به 2 ارا وكان الفرس إذا 
دخل عليهم داخل رفعوا شيفًا منه وحيوه به» وإذا كان العمار هنا جمع عمارة بمعنى 
العمامة كان المراد أنهم كانوا يكشفون رءوسهم» فيكون العرب قد سبقوا الإفرنج إلى 
رفع القبعة للتحية» وعندنا الأولى أن يراد بالعمار الريحانء ومنه قول النابغة الذبياني: 


رقاق النعال طيبٌ حجزاتهم يحيون بالريحان يوم السباسب 


)٤۷(‏ نضى بمعنى انتضىء والمشمل السيف القصير والقرضاب السيف مطلقًا. 
اخرى لبث روح الورع» ووجوب استمداد الغوث الإلهي فهم يضحون ويدعون وكل 
فئة واثقة يما عندها من صدق الأيمان» تلك كانت سنتهم في ذلك الزمان وشعائر الدين 
ف ا وقد كانت لغرب طرائق ف م تقرب من هذه ا وشكلًاء ولكنها 
انقضاء تمق الا وأما قبل ذلك فكانوا إذا ا ل ا 
المضطر بحكم العادة المقتبسةء وإنا موردون أمثلة ثلاثة من حلف المطيبين ولعقة الدم 
ملخصة من التواريخ العربيةء قالوا: اجتمع بنو عبد مناف» فأخرجت لهم أم حكيم 
البيضاء بنت عبد المطلب جفنة مملوءة طييًا فوضعوها لأحلافهم في المسجد عند باب 
الكعبة» وقالوا من تطيّب بهذا فهو مناء ثم غمس القوم أيديهم فيها وتعاقدوا هم 


۳ 


الإلياذة 


وحلفاؤهم» ثم مسحوا الكعبة بأيديهم توكيدًا على نفوسهم» وتطيب مع بني عبد مناف 
بنى زهرة» وبنو أسد بن عبد العزى» وبنو تميم بن مرة» وبنو الحارث بن فهرء فالمطيبون 
خمس قبائل من قريشء وتعاقد بنى عبد الدار وأحلافهم» وهم بنو مخزوم» وينو سهم, 
وبنو جمح» وبنى عدي على أن لا يتخاذلواء ولا يسلم بعضهم بعضًاء وأخرجوا جفنة 
مملوءة دما من دم جزور نحروهاء ثم قالوا: من أدخل يده في دمها فلعق منه» فهو منا 
فجعلوا يضعون أيديهم فيها ويلعقونها فسمُوا لعقة الدم (ويقال لهم الأحلاف أيضًا) ولا 
تعاقد الفريقان على ما ذكرء وكادا يقتتلان إذ تداعيا للصلح على أن تكون حجابة الكعبة 
واللواء والندوة لبني عبد الدار» والسقاية والرفادة لبني عبد منافء ودخلوا دار الندوةء 
وتعاقدوا وكتبوا بينهم كتابًا: باسمك اللهم هذا ما تحالف عليه بنى هاشم ورجالات 
عمرى بن ربيعة من خزاعة على النصرة والمواساة ما بِلّ بحر صوفة؛ وما أشرقت الشمس 
على كبير وهب بفلاة بعير وما قام الأخشبان واعتمر بمكة إنسان. 

(59) أتى هوميروس في الأبيات السالفة على بيان التضحية للتواثق بين قومينء 
وأكثر ما كتب عن القدماء بهذا المعنى إنما هو مأخوذ من هذا الموضوع» وقد تشبه 
الرومان باليونان فلم يختلفوا عنهم اختلافًا يذكرء أما العرب فهم وإن كانت احتفالات 
تواثقهم تقارب هذا النسق من وجه» فلا يسعنا أن نحكم أنهم أخذوا منها شيًا عن 
اليونان بل كل مآخذهم كانت عن العبرانيين وعن الكلدان الذين اقتدى بهم اليونان في 
كثير من عباداتهم ثم عن الفرس» ولكن خصوصًا عن اليهود. راجع ما تقدم لنا بهذا 
المعنى (ن١).‏ 

)٥١(‏ لما قضى فريام مهمته قفل مسرعًا؛ إشفاقا من مشاهدة قتال قد ينتهي 
بمصرع ابنه. 

)١١(‏ التريكة: الخوذةء والقدحين أي: السهمين لكل من فاريس ومنيلاوس سهم 
وضعًا في الخوذة؛ ليستقسم بهما فيُعلم من الطاعن الأول. 

(؟5) يظهر من دعاء الجنود كافة أن نفوسهم ستمت الحرب بعد التحامها بينهم 
أكثر من تسعة أعوام» فتمنوا هلاك أي من الخصمين تسبب في ذلك البلاء الفادح» وهنا 
إشارة أخرى إلى ما كان الجميع عليه من صحة الاعتقاد بنفوذ الحكم الإلهى بالقسط 
والعدل. : 

(5) كان الاستقسام عند العرب على نحو هذا النمطء وسيأتي بيانه في النشيد 
السابع. ١‏ 


النشيد الثالث 


)٥٤(‏ النترات: الدروع» وليقاوون أخو هكطور لأبيه كان آخيل قد أسرهء وباعه في 
لمنوس فافتدى نفسه ورجع إلى طروادة» ووقع ثانية في قبضة آخيل فقتله كما سيأتي في 
النقيد الحادي والعشرين. 

(54) القتير مسامير الدروع والتروسء وسائر أنواع السلاح. 

(01) الجنة: الترس» والمغفر الخوذةء ونواصي المغفر عبارة عن عذبات القونس 
التي كان يجعلها العرب على خوذهم تشبيهًا بالفرس. 

(010) العاسل: الرمح. 

(0) استلأما لبسا اللأمة أي: الدرع» لحماته أقاريه أو جماعته. 

(09) قلاته أي: مبغضيه. يعني: أن أجناد الجيشين وقفوا عند الحد الذي خط لهم 
لا يتعرضون للمبارزين. 

)٠0(‏ قراته أي: مضيفيه؛ قال بعض الشراح: إن هوميروس لم ينطق فاريس 
بالدعاء إلى زفس بل أنطق منيلاوس؛ لأنه البريء المهان يلتمس إنفاذ العدل ويشكو 
ظلامته» وأما فاريس فليس له ظلامة يشكوها فلبث صامنًا. 

)1١1(‏ الفضفاضة: الدرع. 

(10) لى قرأت هذا البيت في اليونانية للاح لك في مماثلة ألفاظه ما يكاد يسمعك 
صوت تكسر السيف» وهذه المماثلة كثيرة في شعر هوميروس واللغة اليونانية تسهلها على 
الشاعر البليغ» ولقد تقفينا آثاره في بعض المواضع. ولما لم تكن هذه المماثلة مما يقيد 
بالترجمات لاختلاف مميزات التعبير بين اللغات» فنظننا أصبنا الغرض أحيانًاء وأخطأناه 
أو قاربناه أخرى وأتينا اعتباطًا بمماثلة حكاية الأصوات في مواضع لم يقصدها الشاعر 
والحكم في كذلك ذلك للمطالع اللبيب. 

(17) من تصور حالة منيلاوس واليأس والحنق اللذين أخذا به عند ما كاد يفتك 
بعدوه ومحرق مهجته» فخانه السيف والرمح لا يعجب لتماديه بالكفر واستطالته على 
زفس نفسه بالكلام» وخصوصًا أن لوم الآلهة عند اليونان لم يكن بالكفر الفاحش. 

(14) قبريس هي الزهرة أي: إنها قطعت السير الممسك بالخوذة تحت الذقن. 

(55) عفروذيت هي الزهرة أيضًا. 

(17) كثيرًا ما نرى هوميروس يشير إلى الحقائق إشارة رمزية زيادةً لرونق كلامه 
ومراعاةً للتصور الشعري وفقًا لمعتقدات زمانه» فيحل الآلهة محل البشر في كل عمل 
خطير لتزول الغرابة» ويقرب تقدير الإمكان» فلهذا لا يبقى محل للاستغراب إذا عاد 


۳.0 


الإلياذة 


منيلاوس بالخيبة بعد أن كاد يقتل فاريس ثلانًا أي: بسيفه ورمحه وذراعه» ولم يوسط 
الشاعر الآلهة إلا عند بلوغ الأزمة حدها إذ لم يكن يحلو للسامع بعد أن قيل له أن السيف 
تكسر من تلقاء نفسه أن يقال له أن قدة الخوذة انقطعت من تلقاء نفسهاء فجعل 
القاطع الزهرةء ولا أجدر منها بملازمة فاريس الذي وقف حياته على الحب والغرام» 
وقول الشاعر بعد ذلك: «أنها حجبتهُ في ركم الضباب» إشارة إلى الغبار المتصاعد من 
اصطدام الجيشين على أثر نكبة فاريسء فكأن الشاعر قال ضمنًا أن الطرواد لم يبروا 
بعهدتهم» فلما رأوا ما رأوا من الخطر المحدق بابن ملكهم هجموا فأنقذوه وحالوا بينه 
وبين منيلاوس» وهنا نرى الشاعر يذهب بنا من موقع الحرب إلى منزل الحب» ويرينا 
بإبداع تصوير تنازع العقل والقلب. 

(11) حاكت الأولى بمعنى شابهت» والثانية من الحياكة. 

(1۸) قلنا: إن الزهرة أي: الحب كانت ملازمة لفاريسء فكان من اللازم أيضًا أن 
تكون ملازمة لهيلانةء ومن غريب تفنن الشاعر أنه يظهرها كل حين بالمظهر الطبيعي 
الذي لا يمكن أن يحل غيره محلهء والذي يرينا من وجه آخر أن ن ER E‏ 
من الرونق والبهرجة» فالأساس واحد لا يتغير؛ ولهذا لما كانت الزهرة على وشك جمع 
الشمل بين فاريس وهيلانة أبرزها بهيئة عجوز من خصائص هيلانة والعجائز أدهى 
الخلق بالتوسط بين العشاق» وأنطقها وهي تدعوها إلى غرفته بكلام لو نطقت به فتاة 
غضة الشباب لألفيناه خلوًا من كل رواء» ولقد يتصور المطالع أن هيلانة لم يكن يروقها 
أن ترى فاريس عائدًا منكويًا من حومة الوغى» فكلمتها العجوز أو الزهرة بما يختم 
على نيرتها ويهيج عاطفتها فصورته لها بهيئة الفتى المتأهب للرقص في محفل حافل أو 
الذي يعود من المراقص الزاهيةء وهو بكلتا الحالتين بأبهى ما يتجلى به لنواظر الحسان. 

(19) مهما اشتد الوجد بالمرء» وضرب الغرام على بصيرته فلا بد له من آونة يعود 
فيها إليه 0 ويتطلب الخروج عن منهج الضلالء وهذه هي حالة هيلانة في موقفها 
هذاء فإنها لم تفتر بقول رية الجمال لتنبهها حينًا إلى ما أتته من الخطأ الفاحشء 
فاشمأزت من ذكرى ما اجترحت وعنفت الإلاهة بالكلام الثقيل كأنها تلوم النفس على 
تماديها بالهوى الفضاح. 

06 إن فوز منيلا فتح عيني هيلانة وزادها ندمًا على ندم» وإن النساء تعشق 
الفعال كما تعشق الجمال» وقد سبق لها أن عشقت الفارسين» Ra‏ 
تؤثر أطولهما باعًا وأشدهما ذرائًاء نقول هذا وإن كانت عقيلة داسيه قالت: إن 


8 


النشيد الثالث 


تذكرت منيلاوس؛ لأنه عشيقها الأول ومهما انتاب قلب النساء من الحب» وخمدت جذوة 
الهيام بالحبيب الأول فلا بد من اضطرامها حينًا بعد حين» فنرى من ثم أن هوميروس 
كان عانًا بما عند النساء من الوجد المقيم للحبيب القديم» ومهما يكن من القولين فقلب 
النساء حليف الفائز الظافرء وقد كان ظفر منيلاوس ما بكتها على هجرانه وحرقها ندمًا 
على سلوانه. 

)۷١(‏ إن في إقامة منيلاوس على حبه لهيلانة بعد رغبتها عنه لمهيجًا آخر لوجدهاء 
ومنبهًا ومبكنًا يحملها على الندم والتشوق إلى الرجوع إليه» ولكنها علمت ما دون ذلك 
من الأهوال» فندبت حظها وانكفأت باللوم على الزهرة تشفيًا منها شأن العاجز الطامع 
في مطلب لا يناله فيتأفف, ويلقي تبعة عجزه على من سواه. 

)۷١(‏ أي: إنه لا يصعب علي أن أجعل الخطب يتفاقم بين الطرواد والإغريق فيعبثون 
بعهدتهم وتزيدين نكالًا على نكالء إذا برّح بالعاشق هيام ورأى من نفسه زاجرًا عنه. 
ثم قوي القلب على العقل انتحل له من نفسه أسبابًا تجيز له الانقياد لهواه» فكأن هيلانة 
بعد أن تنبهت هنيهة لسوء فعلتها انتحل لها الغرام أسبابًا تثبتها على محبة فاريس» 
فإنها أبصرت بذكائها أنه لم يكن لها من سبيل إلى منيلاوسء وأنه لا بد من أن يطول 
زمن الحرب وينكث الطرواد عهدهم» ويهيجوا الإغريق غيظًا لتملص فاريس من بين 
أيديهم فالرضا والحالة هذه بالحبيب القريب أولى» وتهدد الزهرة لهيلانة عبارة عن 
إشفاقها من أن يفدح الأمر وتطول مدة الكر والفرء وكلما انقضت السنون وقد مضى 
منها تسع لحصار طروادة أذبلت الزّهرة زهرة جمالهاء فيأتيها زمن سنطفئ فيها نار 
حبها في قلبي فاريس ومنيلاوس» وذبول وردة الحسن أعظم مصيبة تتوقعها الرشيقة 
القده التضرة الك 

(۷۳) قلنا: إنه تم التنازع بين قلب هيلانة وعقلهاء وتمت غلبة القلب على العقلء 
فأتت غرفة فاريس ولم يزل في نفسها بقية من الحنان إلى حبيبها الأولء فبادرته بالكلام 
العنيف وهو كلام لم يكن لها بد منه حتى لو آمحت ذكرى منيلاوس من فؤادها؛ لأن 
من دهاء النساء أن تتوقع زلة من الرجال؛ ليعنفنهم عليها استزادة من سلطانهن وكسرًا 
لشوكة الرجل وتعززه بقوتهء فهذا الكلام وإن كان في حد نفسه أغلظ تعنيف فهو ينتهي 
كجاري العادة بالدل اللطيف. : 

)۷٤(‏ ترى هنا أنها بعد أن تمنت له الموت بلسانها لم يكن قلبها ليطاوعها فما 
عتمت أن قطحت عيارة الشماتة فوضاتها يحظات الإشقاق إما لها رأث أنها أفرطة: فى 
اللوم» وإما لآنه عيل صبرها على كتمان حبها أو لكلا الأمرين. 


۷ 


الإلياذة 


)۷١(‏ لم يكن في الإمكان أن يتصور شاعر جوابًا لفاريس أوقع من هذا الجواب» 
فبدأ بالاعتذار» وألقى على أثينا تبعة الإنكسارء وجعلها تأمل النصر القريب ولم يكتف 
بكل ذلكء فإذهايًا لبقية ما في صدرها من غائلة الاستضعاف وفتور الحب أتاها من باب 
المداعبة والمغازلة اللتين تخفيان عن العيون العيوب» فتذرع بأقوى حيل الرجال ووقع 

)۷١(‏ أظهر لنا الشاعر في هذا النشيد عاشقين كلاهما على خطأء ولقد أكثر الشراح 
من تفنيد أخلاقهما فمن مقبح أعمال فاريس» ومن مستهجن لتصرف هيلانة» ولقد 
رأيت فيما تقدم المنهج العجيب الذي نهجه الشاعر تخفيفا لما يؤخذ عليهماء وكأني به 
قد كان أرفق الشعراء والكتاب وسائر الرجال من قبل ومن بعد بحالة النساء وأعرفهم 
بما يجب أن يكون لهن من المنزلة في المجتمع البشريء ومهما أحجم قارئ شعره عن 
الاعتراف يما يجب أن يكون للنساء من المنزلة لا بد له من أن يعترف من هذه المقاباة 
أن هوميروس كان يرمي ببصره إلى إعلاء شأنهنء ويعتقد مع التنويه بمعايبهن بأن 
فيهن المنزع الأعظم للتحلي بجمال الوصف كما تحلين باللطف والظرفء فهيلانة على كل 
علتها وسابق هفوتها تظهر بعواطف أرق ونيرة أدق من حبيبها فاريس على غضاضته 
وبسالته» ولا بد لي قبل الانتقال من هذا الموضع أن آتي على ذكر أمرء وإن ساءني ذكره 
وهو المقابلة بوجيز العبارة بين آداب الشاعر اليوناني والشاعر العربي في الجاهلية وبعد 
الجاهلية» فلست أذكر أن هوميروس جمع بين محبوبين في إلياذته مع كثرة كلامه عن 
العشق والعشاق إلا في موضع آخر غير هذا الموضعء وقد أتى على ذلك بكلام تقرأه: 
ولا تخجل من قراءته الفتاة في خدرهاء أما شعراء العرب فحيثما عنَّ لهم ذكر الحبيب 
والمحبوب» وإن ظلوا بعيدين عن ذكر الوصال أفحش أكثرهم في الكلام» وإذا وصفوا 
الوصل ذكروه بكلام بذيء يخجل الرجل من تلاوته فضلًا عن المخدرات» وحسبنا مثالا 
على ذلك مراجعة معلقة امرئ القيس شيخ شعراء العرب وقوله: 


وقالت وقد مال الغبيط بنا معًا 


وفي كتاب ألف ليلة وليلة من أمثلة ذلك ما لا يحصى. 
(۷۷) لما أفرغ الشاعر كنانته بمشهد فاريس وهيلانة رجع بنا إلى ساحة الحرب» 
فأرانا أتريذ أخا منيلاوس كالوحش الكاسر الذي تؤخذ فريسته من بين يديه فيتحدم 


النشيد الثالث 


يكلا مقا ف طلا ول«قزع أن ادف أخاممدون: ذلك الاتدفاع لذهات الفوينية 
والغنيمة من يده. 

(۷۸) لا عجب أن نرى فاريس ممقونًا في هذا المكان كما تمقت الموت جميع أصناف 
البشر؛ لأنه كان المتسيب في هلاك الأمتينء وزد على ذلك أن الجيشين أملا حينًا من الزمن 
أن تنتهي الحرب ببروزه لبراز منيلاوسء فإذا به قد احتجب فخاب أملهم؛ ولهذا قال 
الشاعر إنهم لو رأوه لأنبتوا بمقامه ليؤخذ بجريرته فيقتل» وتضع الحرب أوزارها. 


النشيد الرابع 


4 
۰ 


نقض العهدة والوقعة الأولى 


AEG 
٠ 


جلس الآلهة للنظر في أمر الحرب» فاستحسن زفس إلقاء الصلح» فعارضته هيرا تأبى 
إلا التنكيل بالطرواديين وتدمير عاصمتهم» فوافقها زفس على شرط أن يهدم فيها بعد 
ما شاء من المدائن المستظلة بظلهاء وأنفذ أثينا إلى جيش الطرواد تستفزهم إلى العبث 
وأطلق سهمًا على منيلاوس فجرح جرحًا ظنه أغاممنون قاضيًاء ولكنه ما لبث أن شفي 
بعناية النطاسى مخاوون» وما وقف جيش الطرواد عند تلك الخيانة بل انقضوا هاجمين 
على الإغريق» فتربص الإغريق وهاجت أغاممنون الحميةء فخاض الصفوف يستحث همم 
الزعماء ويؤنب المتثبطين منهم, والتحم القتال فاستظهر جيش الإغريق وكاد يقضي على 
الطرواديين لو لم يبادر أفلّون ويستنهض الهمم» وقاتل الفريقان قتال المستبسل اليئس 
حتى «كسا أديم الأرض تیار الدماء». 


مجرى وقائع هذا النشيد في السهل أمام طروادةء وكلها جرت في اليوم الثالث والعشرين» وهو 
اليوم الذي جرت فيه وقائع النشيدين السابقينء والنشيدين التاليين أيضًا حتى أواخر النشيد 
السابع. 














الإلياذة 


النشيد الرابع 


قد أقام الأرباب من حول رفس 
وين لان دارت عليهم 
فبإليون أحدقوا من علاهم 
قال مد رام أن يُحَدّم هيرا: 
تلك هيرا الأزغيّة احْتَضَنَتةُ 
وبمرآه رتا من بعيدٍ 
تدرأ الموت عنه بالبشر وال 
إنما النّصر لابن أثرا يقينًا 
أكسيل'الدّماء والتحيرب قوري 
فإذا السَّلم رُمُثّم ظل فريا 
وبهيلانة يسيرٌ منيلا 
تَسَعّرتا وقد دتتا مقاما 
فآثينااشمأزت من أبيها 
على حَسَّرّاتها كَظَّمَّت وهيرا 
تقول ولم تُطق إخماد نار 
«بغيت علي باق فرون مل 
وتحبط ي وتخيب جهدي 
على فريام قد سّقتَ السّرايا 
فنجهم وما الأرباب طُرًا 
فقال وقد غلا حَنَّقًا: «وماذا 
عليك فما جنوا حَنَّى ترومي 
ألا لو حصنهم أعليت 01 
ولم تفي ا 

إليك زمامهم ما e‏ 
ولكن عي مقالي واسمعيه: 


1۲ 


محلا قى اة الط الد حت 
هيبيا والسّلاف تالور ا 
ويمر تلام زفس تَكتب 
«ذا منيلا بريّتين تحكّب 
وأشينا لفوزه تتعصّب" 


ن وقتة الرّدى وقد كاد 
آم فرق جا الصلح أقرب 
م بإليون في ذويه مهيب 
لبقو لنت وال E‏ 
بوجوو لوقه يفا اانا 
كان EES SNE‏ 
أبت صبرًا وأغلّظت الكلاماء 
تؤجج جوفها الغالي اضطراما: 
تعيث كسمن اناي ا 
وخيلي اوت س وما 
نجبرع آله اموت الاما 
براضية (وإن صمتوا احتراما) 
يسومك يا ظلومهم احتداما 
عا هه اعتساقًا اغ رامنا 
رفت اللحم كفرين الام 
اولك مسوك البح لولاا 
لسو حوري التمهم E‏ 


إذا ما رمت أنفذت المراما 


النشيد الرابع 


وإن ما شثت إيقانهًا بقوم 
وهيكك ها سآلت بيظيب قفن 
فتحت الشمس والزهر الدّراري 
وليس لدي من إليون أوقفى 
ففوق مذابحي أبدًا أقاموا 
وظل دخانها للجو لو 
فقالت: «إن لي مدنا ثلاثا 
وهُنَّ لمت إِسْبَرْطا وأرغش 
قان ما شنقة قوفن إن 
وليس متتاقعي لى لعلمي 
ولكنّيٍ حكيتك بانتسابي 
وَكَدْ عظّمت بَيْنَ بني قَرُونِ 
فإني بنت ذاك وعرس زفس 
فعَما أَبْتَفي حِينا تَجَاوز 
GL‏ يذا النهداء 
تعيث بعهدة الجيشين لكن 
لان زفس لقؤلِها ثم قالا 
يقم قاكم الشتقناق وتخ 
فَهْيَ والحرب قصدها ومُنَاها 
حَوَقث مُهْجَةً الرّقيع إليهم 
لسفين أو جم چ يريه 
رش ران :2 بأوار 
وجلوا ا مذ آیر ها 
«أبسيل الدماء زفس مشير 
وهي في هيئة ابن أنطيتر لو 
وتوارت في جيش طروادة في 


1۲۳ 


وددت فلا تَسُومِيني احتكاما” 
وإن أك قد تكلّفتُ الحراما 
موا س و ا 
وفريام وأه_ ليه ذماما' 
ذبائحهم مشر مداما 
وتالنخذل امستتاخوه اقتساماء 
علقت بهن قلبًا مُسْتَّهاما 
E‏ التي رهت انتظاما 
أبيت لهّنَّ عونًا والتِرّاما"' 
ETE‏ كب 1 مكنم لد اهنا 
لذاك قصلت أزِيايًَا كراما 
وإن كانوا جميعهم عظاما"” 
مليك الكون فارع لي الماما" 
وعمًا حوفي أرضى دَوَاما 
قفن ,كتفش اتنا اقشحات) 
لينقض آل طرواد السَّلاما ٠‏ 

لأثينا: «هيي أجيبي السُوالا 
خيس طرواب ا فد اا 
لبت الآمر تبتغيه امتثللا 
كشهاب في الجوٌ أجّ اشتعالا 
EES‏ شا مقا أو فالا 
يخم الروع: أي يَهيج الوبالا 
وبهم هاجس الظّئُون تعالى: 
أم لربط الإخاء بالوفق مالا 
E CTO CTE‏ 
طت المَّهُم فندروس انْتِحالا 
AE N ea‏ 


الإلياذة 


فَتَدَامَت إليه قالت: «ألا اسمع 
خفن النطن و ور ا 
ومحقنا ما :عت الطراوؤن هلو 
سيّما عند ذلك الملك قاري 
ثم ناهيك بالذي هو يحيو 
تول أرَاك وادع أفلو 
EEE EEE IRE‏ 
ذاك في زيليا بقصرك لما 
خَدَعَنّه فاغْكَرٌ واجُتَنّ جهلا 
كان بين الجبال يَقَنْصٌ قَبْلا 


ينا ابن اليقاوؤن" خط الماك 
وازمه اکن فخدرًا :واا 
وامتنانًا لن يعرفنٌ الزَّوالا 
س إذا ما قتلت أتريذ حللا 
ك هبات EEE‏ 
ليقيافن: ازم هال :انتب 
تق ها تة اح 
بانتصار تغدو لها ترحالا 
هائل القوس من جفير دلي 
لدي قيس من الك خسن ولق 


فرماه بصدره مفتلا 


طول قَرْنَيُه بالقًا كان قَذْرا 
منهما عند ضياع ذاع ذكرا 


من قياس الأشبّار سَنَّةَ عشرا 
أكمل القوس آله ليس تبرا 


ا مخضم ا 


وة بتعقفعة شق 


وعلى الأرض مدَّها باتكاء 
خشية أن سُرَى الأعداء 


قوق مَثْن الأوتار بالفوق ولج 


5 


سهم يوين مقذدًا مَتَرَجْرَجٍ١‏ 
وانْمَنى مَنْذْرْ الذّبيح المُدَنّجِة 


ت يُوافي بلادّه ا 


ث فون المريش بالْعُنف أَمْسَكْ 
قوست قوسنه ع د دة ڭك 


وإلى صدره السّريّة أَضنَك'” 
فَرَمى رذنت وفي السّهم نرف 


في فسيح الفضاء قد غلٌ غَلَّ 


ا وات امل الوه 


فأثينا وقتك 1 سهم الحديد 


ع > و 


دَفْعُوا تنك كُلّ بُؤْس شَدِيدٍ 
خا الم وات ها شي 


عنه جَمْعَ الذباب تَدْفَعٌ مهلا 


هي بالنَّفْس وَجَّهَْهُ فَمَلا 


قرع تسكن IEEE‏ 


النشيد الرابع 


لخ د كالدّرع حالا إنما السَّهُم قطع الأوصالا 
قلّها والجًا وفي الدّرع حلا 

وجرى تا لووف خو وواه شق اين ايام 

شقه خارقا إلى الآدام ولج الجلد وهو بالجرح هامي 
جام أسودٍ تسكن کل 

مدع الفح فت الاق خت وهي الرّجلين لونًا مُحَبِّب 

مثلما برفيرٌ على العاج يسكب غيد قريا وإيميونة تَرْغب 
ESER‏ حَلْيًا لى" 

فيه د زن منرلا با ضار لماه رين امار 

فهو فخر الفرسان آل الفخار ومنال الملوك يوم الطواري 
ليس چو وه EEE‏ 

فأغاممنون دنا COE‏ ذلك الجُرْح كاد بالحفين نشل شرق 

مكشقيل تانع الأمر أشفق فرأى النصل مائلًا كاد ا 
EE‏ مش يوا EEE‏ 

ضَجّ قوم الإغريق يطلب حقا وأخوه استشاط غيظًا ور 


- 


و ی اکن و لدف «يا شقيق الفؤاد قل الكلقفى 
حَتَفَك اليوم ا الؤفق شف 

وَرَضيت الفّزال فيه نادي وَحْدَك الان في بَنِي طُروادٍ 

قد رموا عن ددر وعناد وينكث داسوا سداد العهاد 
EES EES EE‏ 

وَفقنا والأيْمَان والخَمُر حاشا ودمهءً الكباش أ نْ تكَلاشى 

فإذا رفش عض طرفًا وما شا يوقع اليوم سوف يَنْمَضُ جَاشًا 
فض ل الال ل رديه 

سوف يَلْقَوْن عَنْهُ شَّرّ العقاب ويلقون منه قَطْعَ الرُقاب 

وبَحُوهم وأملَّهُم بانتحاب تَجْرَعٌ المَوْتَ في شديد العّذاب 
في .ذا عفدي وقلبي دل ٠‏ 

رگا دوقي E a‏ التلة وو الع 0 


iS 


3 


1٥ 


الإلياذة 


مو لانن خر الما روا سو سقو عا 
وبإليون يهبط الويل ثقلا 
وإذا ما لقيّت مَوْتَا عَجُولا ولأرغوس أغتدي مخذولا 
تَتَلَظَّى نفسي شجى يا منيلا إذ جنود الإغريق والصَّيْرٌ عيلا 
وطتًا شر يذكُرون وآأفلا 
ل تجا سا CNN Eh. Ba E‏ 
Bg AEE EIS GS‏ 
م اى ال ما قزل 
ونقوون :عى درك وما . اعاهممتون هكا انخظط غزما 
Leg EE LTE O O a Jk‏ 
١‏ فَانْتَنَى فا نالواحي 
عاد عن حربنا بِقُلّك خوالي TS‏ 
وأَحْوٌه في الثَّربِ والعَظُمٌ بالي لَجَّة الأَرْض إِنْ يَكُنْ ذا مآلي 
فابلعيني واخفي ادّكاري امسلا 
فَمَئِيلا بِعَرَّة النّفس مدن رَؤْتَه قال: «فاحذر الجيش يُحزن 
اميم LOR‏ يتمكّن قد وقتني العُرى ودعي المُبَطّن 
وحرّام الحَديد أؤقَفَ نَضًلحم"” 
قال: «عل المقال بالفأل صحًّا وترم آسيّا ليسبر جرحا 
SE WESTIE‏ موا فعسانا نَلْقَى لِمَسْعَاه تجح 
ثم نادى بتلثبيُوس: رحلا" 
لمخاوون أسقليب التطاسي سرو وأحضرهُ مسرعًا خَيِرَ آس"" 
بدو ا م الراي ري ك ل ا 
تال را وتسن زونكلا ١‏ 
سمع الفَيْجٌ منه أمرًا وَلَبِّى بين قوم الإغريق يَنْهَبِ نهبا 
بلا ل Ly ER‏ فرآه بالعزم تنشد اقا 
بين أصحابه ا ماي 
فا وا ااخفماين. SB EES‏ 


n 


1١ 


النشيد الرابع 


لمنيلا المُقدّم النّبراس فترى جُرْح نابل ذا باس 
نال فخرًا ونحن قهرًا ونكلا» 

وق لنت النييت a. E‏ تالقيائق فبك 

الفيناة. كَالوتٌ وا عا حَوَلّه في أماثل الصّيد ضا 
قلّهم فرع أسقليب ام 

سحب السَّهم من رياط الحماكل كسر التصل وهو بالرّأس ماكل 

كغ ل النشافل. انا دون المتاجل يضاقل 
تذل النجهدذ فيه بالصشنه يذلا 

ا والدم امتصّ جرًا ‏ وعليه شافي البّلاسم درا 

اف ر يون قبل ااا ا و كه زخدرا 
م كل الأقام: حرا وة 

قوم الأفارق قد لَهّوا بجريحهم وعليهم رَحَفَت قوى الأعداء؛" 

كتهو وهم ودف هرل ما لساحة التجمييناء 

أفلا رَأيْتَ مَلِيكهم قد َب لا مُتقاعدًا بتَقَاممُس الجُبّناء*" 

بل سار يبرح متن مركبة رت EEE‏ ا الإجراء 

ألقى أزمة ايساد جيادها لأزريمذون فُحبَةٍ الأمناءة” 

وإليه أوعز أن يظل بقزيه لِيَلِه حين مَشَقَة وقياء 


ا هاي 


ی 


وَمَضَى قَدَمَيْه ينفذ SE‏ ناء والأمراء'” 


وسا 2 ارمق توول “رج e‏ تكم“ 
أغدّاؤنا تَقَضُوا العهاد خيافة ' ٠ون‏ التشيافة إن زقس لينقه 
وَلّسَوف تفترس ا لحومهم وجميع أنقاض البلاد 


ولسوف تحرز فلكُنا أزواجهم وبنيهم وديارهم تَتَرَدُم*” 
EERE Sa a E Es‏ 


ر ت کی ر 


«يا أيها الجند الأولي زعموا البلا وتذللوا بقوىٌ غدت تتقصم 


E‏ ع كالول الواهي مَل ويرغم 


1۷ 


الإلياذة 


0 يُقَعِدُكُم تَبَاطوَ کُم فَهّل 
وعَلَيْكم تَنْقَض في جِرْفٍ طّغا 
خاض الصُفُوف يَجُوب في دفاعها 
ألقاهم بدروعهم وإذومنْ 
ساق الطّليعة يَسْتَجِيش مُخلَّفًا 
فَاهْمَرٌ من طرب لشدّة بأسه 
ويد ن بطل ل أجل Ea‏ 
وإذا الولائم أولمت وعدت على ال 
فلسهمهم حدٌّ وسهمك طافحٌ 
تتناول ا مهما شمّتها 
رَحْفَا مَعَوّدت الفخَار سَجِيَةٌ 
فأجاب: «يا ريد سَوفَ أَبِرُ ا 
وأنا ظَهِيرُك فادعون إلى الوّغى 
TE‏ 
جذلًا مضى أتريذ مُندفعًا على 
الق الاساسلييةن ال ا 
دلفوا بجحفل فثية فتّاكة 
كَقَمَامة قاريّة سَبَحَت على 
فتلوح للرّاعي فَيَحْفْقٌ سائقًا 
فارتاح أتريذ وقال مُخَاطبًا 
«إيه زعيمي رهط ذُرّاع الحدي 
حسبي بِنَفْسِكُمَا تَثِيرُ إلى الوّغى 
لو آه قد واه سو وها 
لَتَهدَّمت إِلْيُونُ تحت ذراعنا 
كُمَّ اْكَمَى إِسوّاهم قَيبّدا له 
فذقا ينظم شه مُسْتَنْهِشنا 
وجنات مستي كر ودس لك 


1۸ 


وَمْتُم لِفْلْكَكُمٌ العدى 
ليُمدّ من زفس إليكم مغصّم 
لحمًا بني إقريطش التجّباء 
يشتد كالخِرْتَوص في البيداء'؛ 
مرون عتنين المّاقة الجأواء"؛ 

وعنلينه قام. تقيض كيو قّاء: 
ينوع لوجي ويِكُل ما يتجشم 
رّعماء أقداح التُّفاخر تقسم 
وكذاك سهمي لا مُحَدٌَّ ويحسمٌ 
حتى تَطِيب وأنت عَنْها تُجِجم”؛ 
أَبِدَا وأنْتَ القائِرٌ المتَحَمّمْ 
عهد القديم وسابق الإيماء؛؛ 
EN REE EES‏ 
مضضًا جزاء الخلف بالإيلاء» 
فلن وبي السصا فسن الذذ مهفا 
وهنا المُشاة مدني سَوداء 
بمناصل وعوامل صَمَاءِ 
ان ی 
BE ESE E‏ 
اتسا بخ الهسؤل. والأرزاء: 
د فإِنٌَّ مثلكما يكر ويُقدمُ 
احْكَمْتّما كل الكتائب أحْكمُوا 
عجلا ف عمادها ل 
بذويه تَسْطُرُ أفصَحٌ الخْطَباء 
وفتنما :ماس تة ال تاد 


سكن فون وستاقن اللت خا 


النشيد الرابع 


هل الط عة فة وعسمالة 
والقَلْبَ كل نکس واهن 
5 تقحموا ام ا 
وتحدان ترون في بأس لكم 
بكتائب الأغداء ردو أو 
فبذا يَهُون على العَدُوٌ تَكّالكم 
وبأيّكم كُبَّتِ الحِيادٌ وقد لما 
بنالؤمع ليلق القداة فادها 
أسلافنا هَدَمُوا كذا بِدَمَاتَهِم 
طَربّ المَلِيك لِحَرْم تَشطور الذي 
فإليه مَالَ مُخَاطبًا برعَايّة: 


مَتَحَتّْكَ أزياب القلى يَأْصَ ا 
فأجاب تسل «قد هرمت وحيّذا 
زمنًا أروثليون فيه مُجندلا 
لكثمالم تحب آلهة الورى 
أدع الطعان وشأنه لأولي القوّى 
وأتى الاثينيين قوم منستس 
يلديم ني انكفالتكن من 
فإذا 5 يسمعا 2 الوحي 


3و 


عر 


50506 عَدَةَ لسواكُما 


51 


ومُشاتة في سّاقةٍ شَهباء 
EEE EE‏ 
والصبر فى الششراف ا 
E ELEY‏ لغارة شعواء 
هار فى ال ت وال دا 
EE OE EEE‏ 
وبذاك أعظم شدة وعناء 

اه منكم مُقبلا لِنَجَاء 
هذا يقينًا أَصْوّبٌ الآراءة؛ 
أنسوان كل مدينة شماء» 
خبرت مخابره يطول بَقَاءِ 
ديا شيخ صدرك بالبسالة مُفْعمْ 
ولشن هَرمْتَ وذَّلّ قرم يهرم 
وأولي الصّبا طول البّقا مَنَحَتَهُمُ ٠‏ 
E IEE EEE‏ 
التقنيت مختضا حر نماد 
كل الآقام بِجُملة الآلاء 
مَلَقَد هرمت و نُعَمَائي 
وأولى القوى واعُون صَوْتَ ندائي» 
ذي السبق بالإعداء والإجراء 
دوا الأرفس E ENE E‏ 
والجاش زعزع نات الأنحاء 
سواهما بسرية خزساء 
واستنكر المسعى 0 
لني النذهاء أراك له 
والقوم خرّصان 


ت ا 


مَقَقدَهم”* 


الكوافل: قوّموا 


الإلياذة 


قد كنت آمُلُ في الصّدور أراكما 
أفلم تكونا والولائم المت 
فيضاك قر تمان باللّحم الشُو 
ومنخا سرك هابا كَتَائبًا 
فعلام عن قرع الفا اف 
فأجاب أوذس مُغْصَبًا: «أفلا ترى 
فلسوف فحظطة إن وَدَدَت قتَالَنا 
وترى أبا تلماخ في صدر العدى 
00 5 اين يرت لست مُنَدَّدًَا 
ؤقنن. اونا فة وش اقرا 
وتَعَدَّ عمًا اشد من عتبي عسى 
ولئن تسشؤك من المقال صلابة 
واستأنف السَّيْرَ الشّريع مظوفا 
ألفاه مُنْتَصبًا بظهر عجّاله 
تقر إممتعتسل تاها 
«أسفًا حَليْفَة تيذيوس أراك من 


0 


2 


هلا اقتَقَيْت أباك في عَرْم به 
لم ألقه لكن رَوَيْت لمن رأى 
وهه أشن سيك ها و ادك 
لحصار ثيْبَّة يَجُمّع الأَخِنَاد فى 


معقوة سان فكاةء کک مس 


ما رامة أنْ كان مُنْقَرردًا لدى 


۲۰ 


مشرزاكفا اراك ا ا 
ا ف أول کی عر وکن 
ی وضافيات الكأس حين قم 
تَشَرًا أمامَكُما تكُرٌ وتهجم 
ومَوَاقفٌ الأمداء ضَرَّجها الدَّم 
رجمًا عَلَي حكمت بالإبطاء 
بطلائع ES‏ والنبلاء 
6 أراك خبطت ا 
غيْظ بالمُستى والاستزد 
٤ا‏ تلوتك حِكْمة كت 
GEER RE EEE‏ 
بالرّيُح يذهب بائدًا يمَتَخَرّمْ 
فَلَسَوْف أَؤمّقٌ ما فَتَقتٌ ولْيِمّ ”” 
لذيومذٍ ذي العرّة لأَيَاء 
في غزلةٍ عن مَؤقف الإبلاء 
2 لذا الإجحام والإغفضاء: 
دُون القوارس جازتًا ا 
قد كان قَبْلَ أولي العزائم يَعْرْمْ 
عه هنال واا قار د هطع 
ذو البأس ضيفا للجحافل يَنْظم 
حَُفائه والْجَيْش مُمَّ عَرَمُرَمْ 
نَكنَّ رفس على الخِلاف مُصمَمُ 
ولوی ا عن مرام أبرموا 
والخَيْرْرَانُ 1 1 CEE‏ 
فَبتِيديّس حيرا رأوا وتوسَّمُوا 
في صرح إتيكلٍ ومّدَّ المطعم 
قَوْم العدى وبدا ببأس يُفْحمُ 


2 


النشيد الرابع 


باراهم واحتاز أعظم نُصرة 
فَتَحَدَّموا غَيْظًَا عليه وأكمنوا 
ويرأسهم ذو العَرْم لِيْفُوفْنْطُسُ 
أفتافة من تكرة الا لا 
أبقاه إذعانًا لأرباب العغلى 
ا كان كل أبيه ااا 
فَوَعَى EE‏ الْمَلامة صَامِنًا 
لكنّما إستينلٌ لم 3 
«ملًا صَدَفَت بما تَطَقتَ وإ 
1 ا 
وَلَقَدْ وثقنا بالمقامات ا 
آباؤنا مَلّكوا ابِسُوءِ سَرِيرةٍ 
عدن ع اا مسد تنا 
ها كنت اهل الأُخدّق إن مضي 
اوا التطير الح د 
وإذا ذَلَلنا بانكسار جُنُودنا 
فلنعتصم بالبأس ولنُقدم إذا 
ثم انْبَرَى من فوق مَركبة له 
فَعَلا لصَلْصَلَة السّلاح بِصَدْرِهٍ 
تدفقت الأجناد أي تحدفق 
كثائر أمواج البحار تَهِيْجّها 
يدف شيا قوري ا 
فَتَنْكَض أعلى الصّخر عن رَيَّدِ عَثا 
بهم أولياء الأمر يسمع أمرهم 
تخالهم بُكْمَالأوّل وهلة 
وفتوق التصوور الطاجحات كلقن 
ولكنّما الأعداء قام ضَحِيِجُهُم 


۲١ 


وله بآثينا التَّصير الأمُظَمُ 
خمسين أَحْمَس بالحديد اسْتَلأموا 
وميون دو الطّول الشَّديد الأَيْهَمْ 
ناج نجا إلا ميونٌ منهم 
فاك تة ودا الف 
وأَبُوهُ لم يك مثْلّه يَتَعَظَم" 
رفيا لِحُزْمة سَيّد الرَوَ 
وأجاب مَيِْنَّدرًا بلا استحياء:؟: 
0 أشدٌ فُوىَ ا 
شُمّ النْفُوس قَلِيكلّة الإخصّاء 
ومنال رفس صايق الأنبَاء 
أقصر فما الآباء كالأناء ^“ 
«إجلس حليف الصُمَت والإصغاء 
موقن هن همّة العمداء 
ف اة ااك واا 
فَعَلَيْه أَظَمُ لزبة دَهْمَاء“ 
کد عدوافة الأفواء» 
للأرض حدر حر 


و 


إلى ااه تَجْرِي ميلقا إِثْر ت 


من الريح أنواءٌ بغير ترفق 
إلى حيث فوق الجُرْف بالعُنف لقي“ 
رر عن قضف الهدير اضق 
وهم لا هوى نفس ولا صوت منطق 
وقد نظموا نَظم الخبير المُحَقق 
صوارمهم والسُمر أيٌّ تاق" 
گسرب شياو بالحظائر قَلَّقٍ 


الإلياذة 


إذا ما ادرت والكباش مَكَتَ لها 
ا من د فج لمر 
ومن حوله a‏ ورغْدَةَ EET‏ 
نعم هي إِنْ تَنْشَأ مُرالٌ وإن نمت 
بمُجْتَمَعَ القَوْمَيْن طافت مُجَدَةٌ 
TEENIE EET‏ 


طعانْ تلاقت فى صَدور تدجّجت 


50 من شم م :اللصيال تدرا 
زُعابٌ طغا يَبْدُو بهائلٍ مَنْظَرِ 
عم العجاج وكان أول طاعن 
طعن OIE‏ او لكا 
تَفَذَ الشنان بفوده لدماغه 
فى تساحة الوميهاء كالطوه رق 
بامتوواس E‏ 
ما نال إلا ية وسدائة 
فالشرس ماله دكي و د I‏ 
فانقضش يَطْعَنَهُ بأسمَرَ عاسلٍ 
فاشنَدٌ مُعْتَرَكَ الجُيُوش مُغِيرَة 
فسطا أياس على ابن أنثيمين 
1 أتى ه EE‏ إيذا 55 
ما نال أَهْلَوه جزاء عنائهم 
بقنا ابن تيلامُون فُوّْض عَيْشّهُ 
خرق السنان لمنكبيه صدره 


چ 


YY 


رَمَثْ تَفْعُو بأنّة مُشفق*" 

بعِدّة لْسنٍ واختلاف مَخَلُّق 
0 إله الحرب أدهى مشوّق 
شقيقثه إلف الشّقاق 0 6 
إلى 1 طرق بالجو تَر تَرْتَةِ 


و 


07 


وکر يُوَاري يلمقا قوق يلمق" 
بتشيل دماء بالا اة مرق" 
كشۇبوپ ماء تال حاتف دَيّق 
يفيض بسَفح عن مجاريه ضَيّقَ 
لراع لدى قاصي الشوامخ مُحْدِقٍ 
EEE ETON‏ 
في خوذة شبكت لصدّ صِعادٍ" 

لد ونان رمدي كارا 
ساعد اتش دور اين ا 
تتشي اسقلنن ستكمية وا 
ف الحيز AE‏ فقا 
SSE EE EES‏ 
فلواه مَطْرُوحًا كُلِيل فؤاد 
كالذكب أقرادٌ على أقران 
«يفعٌ ترعرع فانبرى لطراد 
عن فاك فى شاطية لمملا 
ليروا EEE‏ بِذَاكَ الوادي»" 
وقصّى الحياة قصِيرَةَ الآماد 
لماعلا بالقوم وقع جلاد 
كدم الحضيض مزيّل الأوراد 


النشيد الرابع 


ربيت على عذب المياه فَقَطّعت 
منها يروم عجال مَزكبة زهت 
فرمى ابن فريام الفتى أنطيفسش 
فبك ولكن أنفذت في لُؤقس 
قد كان يحتمل القتيل لسليه 
سقط القتيلٌ إلى الحضيض ولوقش 
فانقض بالررد آوذش 
تعدو الح افيا ا شو 
فتبعثروا لكنها سُلّكى مَضَت 
نغل لفريام ای “مين امن 
وَخْضَتَ بصّدغيه فراح مُجَّذدل 
كص الطّراود للوراء تقهقرًا 
وتقدّم الإغريق بين هلاهل 
من فوق فرغام اقل درا 
«يا قوم إليون الكرام تقدّموا 
لشي نوا E‏ 
ليكل وقع نصالكم وقنيّكم 

ما زال بين الفلك محتدمًا على 
EET‏ الإغريق قينا (اأنكرت 
راحت تَهيْج تُفُوسهم وتُثِيرُها 
وإذا يِصّخر من يدي فِيرُوس 
فأصابٍ رچل ذمُورُس 
للأرض لقي يَسْتَغْيُتْ بِقومِهِ 
7 ش21 
فَعَدا تواس على العدو بطعنة 
ولجت بأعلى ثديه في صدره 


YY 


والتذان فض .انع الأقتتان 
آصالها بقواطع الحداد 
فتجف مُلْقاةَ على الأَجُدَاد؛" 
بقناته للقاتل المرتاد" 
ني اجام رضاحي اوو ا 
فمضت بحالبه كوري زنالِ 
ورد الرّدى من جملة الورّاد 
لطلاب تأر أليفه وزذياد 
وأطار صعدتةٌ على الأجناد 
لذميكوون بِالحُتُوف تُنَادِي" 
يجري إليه على سراع جياد 
بِصَّلاصِلٍ مَحْتَ السلاح شداد 
وكذاك همَخْطُْن ُمْدَة الأمجاد 
وسعوا بجمع مشتت الأجحساد 
فدعاهم لتصلب وعناد: 
فَلَقَّد دعا داعي الرّدى البِدَانٍ 
فولان والجُلْمُودٍ يوم جلا 
وأخيلّ ليس بِجُمَلّة الأعداد 
ما ناله من شدّة الأضدان» ١‏ 

بين الصفوف بعزمها المُعتاد“" 
وجنت ذا الإمساك والمَّوداد 
مولى التَراقة بالأغارق غادي 
تكن يروش :قم عافن 
وعلى الرمال بدت لدى الأنداد 
يبغي انتقامًا واري الأحقاد 
وقفت على رئة بنصل بادي 


الإلياذة 


فدنا وأخرجها وسلّ حسامه 
نال المراد بسلب نور حياته 
فذووه من وسموا بعقص غدائر 
فَمَمَاطُْهُ وتتناقة ما E‏ 
فتكذا كؤى الندان مول إيقيا 


وَعَلَّيها تنهال من قَوْمَيُهما 


ويجوفه واراه غير مماد" 
ويكسب سلب لم يفز بمراد 


أو ا 


أن عاد منثنيًا بغير تهادي 


وثراقة EE‏ بذاك التّادي 


أجساد قتلى باشتباك أعادي 
ويجول بين مواقف الأشهَادٍ 
ودأى اليم ركه وصَوَادي 


لو كان بين صفوفهم راءِ يرى 
وَوَقته فالاس ا كك مضي 


والهول شد القن محكم 
وكسا أديم الأرض تيار الما 


۸۰ 


وَعَدِيدُ قَثْلاهُم بلا تَعَدَان 


هوامش 

)١(‏ هيبيا هذه إلاهة الصباء وهى ابنة زفس وهيرا كانت ساقية الآلهة تدير عليهم 
مدامة لا كمدامة البشر بل هى راح عبرنا عنها بالسلاف يخلد شاريها فلا يقوى عليه 
الموت» ولا أقام زفس غنيميذ ساقيًا للآلهة كما سيأتي ظلت في خدمة زفس وأزوجها من 
هرقل البطل عندما أدخلهٌ في مصاف الآلهة. ومغزى هذه الخرافة أن القوة في الغالب 


رفيقة الصباء وإن إبراز رَيَّة الصبا ساقية في مجتمع الأرباب يشير إلى أن أبناء العلى 
يتمتعون بشباب أبدي وسعادة لا تزول. 
(۲) يقول تهكمًا هيرا الأرغية نسبة إلى أرغوس حيث كان الناس يعظمونها 


ويجلونهاء وينازعون أهالي ساموس دعوى ولادتها عندهم» ولقد أقام لها آهل أرغوس 
تمثالًا قال بوزانياس في وصفه أنه عظيم الحجم صنع جميعه من الذهب والعاج يمثلها 
وعلى رأسها أكليل عليه البهجات والساعات» وبإحدى يديها رمانة وبالأخرى صولجان 
على طرفه طائر طيطوي. 

(؟) الضمير في «تَسَكّرتا» و«دَنَتَاه يعود إلى أثينا وهيراء ولا غرو أن يغيظهما 
استتباب الأمن وعقد الصلح الذي تظاهر زفس بالميل إليه في آخر كلامه؛ لأن ذلك 
يمنعهما من الإيقاع بالطرواد وتدمير بلدتهم» أما زفس وهو باطنًا نصير الطرواد فلم 


YE 





شكل :١‏ «مجلس الآلهة» في صدره زفس على عرشه وبيده صولجان الْلّكء وإلى جانبه هيرا 
روجته. 


يكن يود أن يعبثوا بالعهدة بل كان يؤثر أن يأذن بقتل فاريس على أن تدمر بلاده 
ومغزى هذا الاجتماع أن القوة العلوية لا تحب الشرء ولكنها تأذن به إذا تَصَلَّب قلب 
الشرير على إتيانه. 

)٤(‏ إن في صمت أثينا وكظمها الغيظء وانبراء هيرا وتصدّيها لزفس لحكمةٌ من 
حكم الشاعرء فإن أثينا هي ابنة زفس فليس لها من الدالة عليه ما لهيرا زوجته» وزد 
على ذلك أنها ربّة الحكمة والرصانة فهي خليقة بالصبر جديرة بالتروي» وخصوصًا 
أنها تعلم أن بجانبها امرأة جريئة الجنان» ذربة اللسان تكفيها مثونة العناءء وهنا لذا 
مثال آخر من كلام هيرا على ما للمرأة من السلطة على زوجها مهما سمت منزلته» وعلت 
كلمته. 

(5) يشير زفس إلى أنه إذا أتاها بغيتها ومكّنها من إليون» فلا بد من أن ينتقم 
منها يومًا ويوقع بصنائعها ومحبيها كما ألجأته إلى الإيقاع بخصائصه الطروادء أي: إن 
المرآة إذا أحرجت زوجها على إنفاذ مآربها فلا ينفذها عن طيبة خاطر بل يتربص إلى 
إحقاق حقه وإنقاذ رغائبه عند سنوح الفرص. 

(1) الذمام هنا بمعنى الحق. 


Yo 


الإلياذة 


(۷) ينبتك مفاد هذا البيت بكيد المرأة وحقدها إذا اشتد بها الغيظ إن تتخلى عن 
ألف صديق للإيقاع بعدو واحد» فقد رضيت هيرا بتدمير كل المدن التي وقفت نفسها 
على عبادتها توصلًا إلى تدمير بلدة واحدة لم تكن راضية عنها. 

(۸) قرون أو قرونس هو أبى زفس كما تقدم وأبى جميع الآلهة» وهو زحل العرب» 
وساتّرنس اللاتين والإفرنج. 

(9) الزمام هنا الحرمة. 

)٠١(‏ لم تكتف هيرا باستئذان زفس بتهيئة الغلبة للإغريق بل رامت أن يحيق 
بالطرواد خراب الدّيار وش العّاره فيكونون هم المنكوبين بالجهاد والناكثين للعهاد. 

)١١(‏ قد انتّقد على هوميروس قوله في هذا الموضع: إن زفس أمر أثينا أن تجعل 
جيش الطرواد يحنث بما كان قد آلى به» وهذا الانتقاد قديم ذكره أفلاطون وسقراط 
وكثيرون بعدهما إذ لا يخلق بأبي الآلهة أن يأمر بنكث العهاد» وليس من قصدنا 
أن نتشيع لشاعرناء وندّعي له الكمال وسبحان الكاملء ولكنه عيبٌ يشفع فيه مجرى 
الحوادث والقدر المحتوم بتدمير إليون إذ لو بر الطرواد بعهدتهم لانتهت الحرب وسلمت 
إليون وكذب القدرء وهى محال في اعتقادهم» فلهذا تصرف الشاعر هذا التصرف؛ إنفاذا 
لأحكام القضاءء ثم أننا نعلم أن المعتقدات الحية تحكم بالحرية المطلقة من قَبَلِ الخالق 
للمخلوق؛ فيآذن له بارتكاب الأثم لا لأنه يسر بارتكبه ولكن لأن المجترم الجريمة سبق 
فصمم بنفسه على اجترامهاء وهذا الإذن يصدر من الخالق دفعًا لتقييد الأعمالء وإحقاقًا 
لمبرة ذوي المبرات إذ لا يأتونها حينئذ إجبارًا بل طوعًا واختيارًاء ولا بد أن يفترض زفس 
هنا عامًا بالغيب» فأذن بفعلة الطرواد؛ لأنهم كانوا مزمعين أن يفتعلوها فعملهم سابق 
لعلمه وعلمه لا يمنع عملهم» ذلك هو قول علماء الكلام واللاهوت في الشر البادي من 
الإنسان» فهّىَ معلوم بسابق علم الهك» وصادر بإذنه وليس بأمره. 

)١١(‏ إيسيفوس جدول صغير في بلاد طروادة لا يجري إلا بضعة أميال ثم ينصب 
في بحر مرمرا. 

(۱۲) قال فلوترخوس: «إن هوميروس إذا أراد أن تستخدم الآلهة بشرًا لإنقاذ 
رغائبها جعلها تتخذ من البشر من يصلح لإنفان تلك الرغيبة» فإن آثينا إذا قصدت إقناع 
الإغريق بأمر من الأمور وجهت به أوذيس لشهرته بالحكمة والدهاء وإذا طلبت الفتك 
بالطرواد عمدت إلى بطل كذيوميذ». وقد أكثر الشراح من الأسباب التي حملت أثينا على 
انتقاء فنداروس دون غيره للحمل على منيلاوس» ومحصلها أن آثينا لم تستحث جنديًا 


1 


النشيد الرابع 


من جنود طروادة نفسها؛ لآنهم كانوا يكرهون فاريس كما مر بنا في النشيد السابق فلا 
يقدمون لأجله على أمر يوليهم العار فوق اختيارها من تَمَّ من بين حلفاء الطرواد على 
فنداروس؛ لأنه كان زعيم فئة مشهورة بالخداع والخيانة» وهو رجل طماع بخيل يتفانى 
في طلب المال» وهو يعترف بنفسه في النشيد الخامس أنه إنما أتى راجلا خوفا على خيله 
واستثقالًاً من نفقة علفها أثناء الحصار. 

)١(‏ إذا رأيت في شعر هوميروس اسم إله أو إلاهة مضافا إلى اسم بلد أو بلاد كما 
قال هنا: «أفلون ليقيا» فاعلم أن السبب في ذلك أن تلك البلاد قائمة بعبادة خاصة لذلك 
الإله أو يكون له فيها معبدٌ وما أشبه. 

)٠١(‏ الأحمال جمع حمل بمعنى الكبش. 

)١١(‏ الجفير الكنانة» كثيرًا ما نرى هوميروس يذكر مضارب الحسامء ومرامي 
السهام بكلمات موجزةء وقد نراه كما في هذا الموضع يسهب في رمية واحدةء فيذكر 
حاملهاء ثم سهمها ووترها وإطلاق السهم وحالة القوس بعد ذلك وذهاب النبلة بالفضاء 
الفسيح» وما هذا الإسهاب وذاك الإيجاز إلا مراعاة للمقام» فسهم فنداروس هنا يتأتى 
عنه تلاحم جيشين عرمرمين والذوق الشعري يابى إلا أن يكون له مزية تميزه عن سائر 
النبال فتفنن الشاعر بوصفه على هذا الأسلوب البديع؛ تفكهة للسامع وإرساخًا للذكر في 
الفكر لكلا يمر عليه مرًا فينساه. 

(1) يتأنّق الشاعر بذكر مادة القوس تأنق أوس بن حجر بقوله: 


وميضوعة من راس فرع شظية بطودٍ تراه بالسحاب مكللا 


قوم أفواقها وتر أنبل عدون كلها صنعا 
ثم كساها أحم أسود في -نانًا وكان الثلاث والتبعا 
(1) المقذذ المريش من السهام. 
(15) الفوق فرض القوس يوضع عليه السهم. 
)۲١(‏ المريش السهم: ذو الريش والسرية الوتر. 


YV 


الإلياذة 


لَه شينًا من المشاكلة اللفظيةء قال الشمّاخ في وصف القوس: 


إذا أنبض الرامون عنها ترنمت ترنم ثكلى أوجعتها الجنائڑ 
وقال الرقاشي في وصف النبال: 


تجلزةة :اكد ف و ها ا الم 
فلم تزل E.‏ البراء تأخذ من طرائق اللحاء 
حكن يدف #الحية المجفراء: ا ااك الضماء 
مفلة اسويهة O‏ كات لووقا 


(۲۲) الحمائل نجاد السلاح أي: إن السهم حل فيها ولم يحل في مقتل. 

(۲۳) شبه الدم المنفجر من جرح منيلاوس والمنصب على ساقه ورجليه بالبرفير 
الأحمر المنصب على العاج الأبيض» وهو تشبيه لطيف استطرد منه إلى إفادة تاريخية 
بقوله: إن غيد قريا وإيميونة كن يحسنَّ صنع العاج بالبرفيرء ويصطنعن من ذلك حليًا 
لجياد الأمراء والملوك والفرسان المبرّزين» وصناعة الصبغ بالبرفير أو الأرجوان تناولها 
اليونان من الفينيقيين. 

)۲١(‏ لا أحرج من موقف أغاممنون في هذا المكان ولا كلام أوقع بالنفس من كلامهء 
فإنه القائد الباسل والزعيم الأكبر والأخ الشفيق الواقف إلى جانب حليف من حلفائه 
وبطل طامع بافتداء الجيش بنفسه وأخ حبيب لديه» وهو جريح لا يعلم مآل جرحه؛ 
فكان من البديهي أن يستشيط غيظاء ويذوب حزنًا ويتفطر فؤاده شفقةٌ وحنانًاء فأمسك 
بيد أخيه وكلمه الكلام المنبعث من عاطفة الرئيس الأنيسء والشقيق الشفيق المضطرب 
البال الهائج البلبال» وكأنه ألقى على نفسه تبعة الإيقاع بأخيهء فأخذه الندم على إبرام 
ذلك الوفاق ثم رأى له منفدًا بالتأسي فلجأ إلى الورع وإخلاص الاعتقاد» فعلل الأمل أنه 
لا بد من أن ينتقم له زفس من أعدائه الذين عبثوا بحرمة إيمانهم وعهودهم» وكأن 
ذلك لم يرو غليله فبعد أن أفرغ جعبة الأماني انثنى إلى تأمل ذلك الجرح» فخشي أن 
يودي بأخيه فييأس الإغريق» ويقفلون راجعين إلى أوطانهم فتشمت الأعداء ويخيب 
الآمال وينال أغاممنون وذويه عارٌ وبيل لا يمحوه كرور الأجيال» فتمنى عندئذ الموت بل 


TYA 


النشيد الرابع 


أشر من الموت ذلك أن يمحى اسمه ورسمه» فمهما أجهد شاعر نفسه لينطق أا بمثل 
هذا النطق» فهيهات أن يبلغ المرام» وهوميروس نفسه لو تكلف أن يجري غير المجرى 
الطبيعي لما أتى بهذه البلاغة. 

)١5(‏ أي: الأيمان التي تواثقوا بهاء والخمر التي أراقوهاء والكباش التي ضحوا بها 
إثباتا لأيمانهم. 

(51؟) يذكر أغاممنون تواثق الإغريق والطروادء ويتهدد الأعداء بعقاب زفس بما 
يشبه قول زهير بن أبي سلمى: 


2 


ألا أبلغ الأحلاف عني رسالةٌ وذبيان هل أقسمتم كل مقسم 
فلا تكتمن الله ما في نفوسكم ليخفى ومهما يكتم الله يعلم 
يؤخر فيوضع في كتاب فیدخر ليوم حساب أو يعجل فينقم 


ومن هذا القبيل قول الحارث بن حلزة اليشكري يذكر حلف بكر وتغلب لما جمعهما 
عمرى بن هند بذي المجازء وأصلح بينهما وأخذ منهما الوثائق والرهون: 


فاتركوا الطبخ والتعاشي وأما تتعاشوا ففى التعاشي الداءٌ 
واذكروا حلف ذي المجاز وما قد م فيه العهود والكقلاءً 
حذر الجور والتعدي وهل ين قض ما في المهارق الأهواء 
واعلموا أننا وإياكم فى ما اشترطنا يوم اختلفنا سواءٌ 


(۲۷) كان زفس إذا راد بقوم سوءًا رج مجنه إنذارًا بالويل. 

(۲۸) إنه كما دل كلام أغاممنون على احتدامه وحزنه ورأفته يدل كلام منيلاوس 
على عزة الجندي الباسل والأخ المدرك عواطف أخيه فكان أول كلامه أنه حذر أخاه من 
التمادي بالحزن لئلا يضطرب الجيش ثم سكن روعه بقوله أن جرحه لم يكن قتالا. 

(۲۹) تلثيبيوس أحد سفيري أغاممنون كما تقدم. 

(۳۰) مخاوون بن أسقليب بطل من أبطال اليونان واحد طبيبيهم المشهورين 
والآخر أوريفيل. 

)۳١(‏ الثابل رامي النبل. 


(۳۲) المراد بفرع أسقليب ماخوون الطبيب» كان أسقليب هذا (وقد يقال 
أسقليبيوس وأسكولابيوس) إله الطب تلقى العلم عن أستاذه خيرون وفاقةٌ فيهء كانوا 


۲۹ 


الإلياذة 


يمثلونه بهيئات مختلفة وفيها كلها رسم أفعوان كبيرء وقد اختلفوا في المراد من الأفعوانء 
فقيل هى للدلالة غل تخذد الضاحة كما يتجزن اة الحية غاا يعدعام» وقيل بل للذلالة 
على الحكمة التى يجب أن يتصف بها الأطباء اقتداء بالحية المتصفة بالتيقظ والدهاء 
وذهب بلينيوس إلى أن الداعي إلى ذلك إنما كان كثرة اعتمادهم على الأدوية التي كانت 
تؤخذ من أجزاء جسمها. 





(۳۲) كان خيرون من أبناء قرونس (زحل) فمسخ حصاتًا واعتزل إلى الغابات 
والجبال» وتعلم فيها علم النجوم وخصائص العقاقيرء وكان يأوي إلى كهف في جبل 
فليون» ومن ثم صار هذا الكهف أشهر مدرسة في بلاد اليونان» ترى من الأبيات الأخيرة 
أن علم الجراحة لم يكن عند اليونان في حداثته بل كان بالغًا مبلقًا عظيماء فسبر الجرح 


الل 


النشيد الرابع 


وامتصاص الدم منه» وذر البلاسم عليه كلها أمور تشاهد حتى في أيامنا إلا امتصاص 
الدم بالفم الذي كان أطباء العباسيين يعالجون به. 

(4؟) لا يستغربنٌ القارئ بعد أن رأى ما رآه من عبث الطرواد بعهدتهم» وإطلاق 
فنداروس سهمه على منيلا أن يراهم زاحفين زحفة واحدة على الإغريق ليأخذوهم على 
غرةء وهم لاهون بجريحهم؛ لأنهم رأوا في ذلك السهم المنطلق من غير يد فاريس إشارة 
إلى أن الحرب لم تقف عند ذلك الحد. 

)١(‏ إن في هذا الانتقال من الخبر إلى الإنشاء أو الخطاب تنبيهًا للمطالع وتجديدًا 
لرواء الشعرء وقد أكثر الشراح من تخريجه وتوجيهه والتكهن بما يعود عليه ضمير 
المخاطب في: «رأيت» ودلا نخالة» إلا انتقالًا بيانيًا تحول فيه الشاعر من مشهد إلى آخر 
على هذا الاسلوب أو تجريدًا بديعيًا انتزع من نفسه فيه مخاطبًا يخاطبه. 

)۳١(‏ أوريميذون أو أفريميزون حوذي أغاممنونء والضابحات الّلاهثات. 

(۴۷) يمثل لنا هوميروس في ما يلي القائد المتيقظ الذي يخوض الصفوف ويتفقد 
بنفسه مواقف جنده؛ ليستنهض العزائم ويعنف المتثبطين عن القتالء ويتذرع بالحكمة 
لتأليف قلوب الكتائب مخاطبًا كل زعيم بما وافق مقامه وموقفه» ومهينًا سبل الهجوم 
والدفاع» وقد أبدى الشاعر من التفنن وحسن التصرف ما يجعل القارئ يأتي على كل 
مقالته ولا يملها وإن طالت ويرى في كل سطر منها أمرًا جديدًا ينبه خاطره ويوقد 
فكرته. 

(۳۸) إن من أعظم آفات الشعر العربي جري الشعراء على التزام قافية واحدة في 
طوال قصائدهم إل ما كان منها من بحر الرجز؛ ولهذا لا نرى شعراء العرب مع كثرة 
أشعارهم وجزالة مبانيهاء ورقة معانيها قد زادوا في منظوماتهم التاريخية على بضعة 
عشر بِينًا في منظومة واحدةء وأحسن ما عندنا من هذا القبيل المعلقات السبع ومجموع 
أبياتها كلها لا يربى على نشيد من أناشيد هوميروس مع أنهم لو نوّعوا قوافيهم لكان 
لهم في لغتهم بحر للشعر لا يدرك قراره» فالقصيدة إذا طالت على قافية واحدة إما أن 
تضيق قوافيها على الناظم» فيقتضبهاء وأما أن تطول على القارئ فيملهاء وإن كانت 
كلها غررًا غراء خذ مثالا لذلك تائية ابن الفارض الكبرى فإنها على ما جمعت من غرابة 
التفنن والجزالة والرقة لا نكاد نرى لها قارتًاء مع أن حفاظ سائر منظوماته يعدون 
بالألوف؛ ولهذا مع التزامنا أن لا نكرر قافية في قصيدة واحدة بل في الأناشيد كلها قد 
تصرفنا في بعض المواضع؛ واتخذنا طرقًا جديدة نخالها تفي بالمقصود للنظم التاريخي 


۳١ 


الإلياذة 


سنشير إليها في مواضعهاء وأما في هذا الموضع وأمثاله فقد التزمنا قافية لكل حديثء 
وفي ذلك ما فيه من التخفيف على مسمع القارئ والتلطيف من نغمة القافية الواحدة, 
فجعلنا هنا الخبر على قافية الهمزة كما رأيت في الأبيات السابقة» وكما سترى في سياق 
الحديث وخطاب أغاممنون على قافية الميم. 

(۳۹) قال عنترة: 


ياجنىعامن ستحلقون برقا" من حامئ يجري الدماء هاما 
وتصيح النساء من خيفة السب بي وتبكي على الصغار اليتامى 


)٠١(‏ الّلأواء الشديدة. 

)٤١(‏ الخرنوص والخنّوص ولد الخنزيرء أغفل كثيرون من نقلة الإفرنج هذا 
التشبيه لثقل لفظة الخنزير في لغتهم كثقله في لغتناء على أننا لما كنا آلينا على نفسنا أن 
لا نغفل شيئًا في التعريب أثيتناه مع اجتناب اللفظ الهجينء ولا ريب أن القدماء كانوا 
يكثرون من تشبيه الرجل الشديد بخنزير البرء قال في أساس البلاغة: «الرت الجريء من 
ذكور الخنازير ثم استعمل لرئيس القوم ومقدامهم» وقالوا: هو رت من الرتوت. 

(45) مريون حوذيّ أيذومين ورفيقه» كان من جملة خطّاب هيلانة قبل الحرب 
ولما تواثقوا جميعًا على أن يذودوا عن البعل الذي تختاره لنفسهاء ووقع اختيارها على 
منيلاوس بر مريون بقسمه» وحمل في من حمل على الطرواد وكان رامحًا جليلًاء ونابلًا 


نبيلًا. 
(؟5) كانت العادة في الولائم ومعاطاة الشراب أن تتساوى القسمة بين المدعوين؛ 
فلا يتناول أحدهم ما يربو على حصة غيره إلا إذا امتاز بمأثرة تذكرء وف كلام أغاممنون 
هنا إشارة إلى أن أيذومين كان من رؤساء الأقيال» ومغاوير الأبطال. 
)٤٤(‏ جعل إيذومين سابق إيمائه برأسه لأغاممنون بمقام الحلق والتواثق» والإيماء 
بالرأس واليد والحاجب من أقدم اصطلاحات البشر للدلالة على أغراض مقصودة» وهى 
سابقة للنطق ومرافقة للصوت» وأمثال ذلك كثيرة في الشعر العربى. قال القنانى: 


فقلنا السلام فائّقت من أميرها وما كان إلا ومؤها بالحواجب 
وقال آخر: 


تدس 


النشيد الرابع 


ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا وإن نحن اوبأنا إلى الناس وقفوا 
وقال غيره: 


أشارت بطرف العين خيفة أهلها إشارة محزون ولم تتكلم 
فأيقنت أن الطرف قد قال مرحيًا وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم 


(55) قارية أي: سوداءً كالقار. 

(57) یری القارئ أن هوميروس لا يتجاوز في شيء صفة شخص من موصوفيه 
فلما مر أغاممنون على أيذومين خاطبه» فأجاب وسمع جوابه فأيذومين كهل وخطه 
الشيب» وملك ترفع عن العيب فسمع الخطاب وأدى الجوابء وأما الأياسان فهما بطلان 
فتّاكان وفعَالان لا قوّالان فاجتزأ أغاممنون بما قال لهماء وانثنى غير منتظر جوابًا. 

)٤۷(‏ إن في ترتيب جيش نسطور على هذا النسقء وفي كلامه لهم ما يدلنا على إلمام 
هوميروس بمقتضيات النظام العسكريء فلا أصلح للقتال من أن تكون الخيل طليعة 
والمشاة ساقة؛ والقلب من ضعفاء القوم حتى لا يهولهم المكر ولا يسهل عليهم المفرء 
فانتظام الجند في الحرب بلغ منذ القدم مبلعًا عظيمًا ولم يرو هوميروس تنسيق هذا 
النظام إلا عن نسطور؛ لأنه أحكم الزعماء وأسنهم وهي حكمة من حكمه» وقد روي 
عن أنيبال القرطجني أنه جرى هذا المجرى في واقعة زاما فأودع قلب جيشه كل عاجز 
جبان» ولا عجب أن يبلغ نظام الجند هذا الشأو منذ القدم والحرب كانت شاغل الأمم» 
ومدرجة المجد والفخارء ولنا من تاريخ العرب لأوائل الإسلام أثار جمة تشهد بمعرفتهم 
بفنون الحرب في زمن الجاهلية حتى لقد تراهم يدعون الفيلق التام بالخميس دلالة على 
أنه مؤلف من خمسة أقسام» وهي: الطليعةء والساقة والقلبء والميمنة» والميسرة. 

(54) إذا ورد ذكر الخيل والفرسان في شعر هوميروس» فليعلم القارئ أنها المركبات 
وركابها؛ لأن حرب الفرسان على ظهور الخيل لم تكن معروفة عند اليونان أيام حصار 
طروادة. 

)٤۹(‏ أي: أن من كبت به خيله وسقط من مركبته ولجأ إلى مركبة غيره فلا 
يعترضه بسوقها بل يقاتل برمحه دون التعرض لأمر آخرء وقد اختلف النقلة كثيرا 
بترجمة هذه العبارةء فاخترنا هذا المعنى لأنه أقرب إلى الصواب على ما يلوح لنا. 

(60) قوله منحتك دعاء له» وكذلك قوله: منحتهم. 


I 


الإلياذة 


)5١(‏ إذا شاخ المرء وعجز عن الكفاح وكلت ذراعه؛ فإنما يتأسّى بما سلف له من 
البطش في غضاضة الشباب» وهكذا ذكر نسطور هنا أورثليون الجبار الذي قتله بصباه 
في حرب الأرقاديين والفيليين. 

(؟5) ينجلي دهاء أوذيس في كل زمان حتى في الأزمات الشداد» فإنه وإن كان بطلا 
مقدامًا لم ير من الصواب أن يكون أول من كدّ على العدو بل تربص هنيهة وتبصّر. 

(05) ابن فيتيوس هو منستسء وأشار بقلب الدهاء إلى أوذيس. 

(:0) أراكم بصيغة الجمع أي: أنتما وسراكما. 

(55) لم يكن أغاممنون ليعنف أوذيس تعنيفه لغيره لما كان يعلم من بأسه وسداد 
رأيه بل أنكر عليه بادئ بدء تقاعده» فلما استجلى حقيقة الأمر ورأى من أوذيس الوجد 
عليه جعل يسترضيه ويعتذر إليه شأن القائد الحكيم الذي إذا أساء الظن انتهر» وإن 
عرف الحق اعتذر. 

(07) انثنى أغاممنون عن أوذيسء وهو يقول قول طريح بن إسماعيل الثقفي: 


أبغي وجوه مخارجي من تهمة زمّت علي وسد منها المطلعٌ 
جزعًا لمعتبة الوليد ولم أكن من قبل ذلك فى الحوادث أجزع 
ولانزعن عن الذي لم تهوهُ إن كان لي ورأيت ذلك منزع 
إن كنت في ذنب عتبت فإنني ‏ عما كرهت لنازع متوزغ 
(010) ما أكثر ما قال العرب قول أغاممنون بمدح الأباء وذم الأبناء كقولهم: 


يفاخرون بأجداد لهم سلفوا نعم الجدود ولكن بكس من خلفوا 


حنَّى لربما رأيت شاعرهم يوجه الملامة بنفسه إلى نفسه؛ وقومه كمعن بن أوس 
المزنى القائل: 
ورثنا المجد عن آباء صدق أسأنا فى ديارهم الصنيعا 
إذا الحسب الرفيع تواكلته بُناة السوء أوشك أن يضيعا 
ق غيب:غل "الشاعن إنطاق أغاممفون بهذا الخطاب اطول ق :هذا لومت الضيقه 
ولكن مطالع هوميروس يعلم أنهم في جاهليتهم كانوا أثناء الحروب يتذكرون كل حين 


TE 


النشيد الرابع 


سالف وقائعهم» ويعظمون الأيناء بأعمال الآباء والعكس بالعكسء هذا فضلًا عما في هذا 
الكلام من الحث والاستنهاض وإثبات أثر تاريخي قلما يعثر عليه في مكان آخرء وعندي 
أنه لى عيب الشاعر على توجيه الملام لذيوميذ لكان أولى؛ لأن ذيوميذ أبرز من البسالة كل 
أيام تلك الحرب ما تعجز عنه فحول الأبطالء فلم يكن ممن يلام لتقاعس أو إهمال على 
أنه يظهر أن الشاعر أتى بهذا اللوم عن قصد زيادةً في إجلال أغاممنون» وإعظام سداده 
إذ كان شعاره المساواة ونيذ المحاباة. 

(58) إن في صمت ذيوميذ واستطالة إستينيل ما يدل على أن ذا القدر يحترم ذا 
القدرء وإن الكلام البذي لا يصدر من الصدر النبيل» ففعل ذيوميذ يغنيه عن قوله» وأما 
إستينيل فلم يرع حرمة رئيسه؛ لأنه لم يكن من ذوي الحرم المرعيةء وتجاوز أغاممنون 
عن جوابه دليل على قلة عبثه به فلم يعامله كما عامل أوذيس قبل قليل. 

(09) لا أعرف شاعرًا أو فارسًا من شعراء العرب وفرسانهم مدح نفسه وهجا 
سلفاءه كاستينيل اللهم إلا أن يكون الحطيئةء ولكن الحطيئة كان ذميمًا دميمًا هَجّاءً 
من فطرته لم ينج من مثالبه قريب ولا بعيدء فهجا أباه وأمه وزوجته وبنيه» ومات وهو 
يهجو نفسه ويقول: 


لا أحدٌ الم من حُطَّيّه هجا البنين وهجا المرية 
وأما الفخار بمدح النفس فكثير في الشعر العربي كقول أبي الطّيب: 
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي ويجدّي فخرت لا بجدودي 


ولكنك ترى شاعرنا العريى إذا قال قول كهذا يستدركه بما ينفى عنه مظنة أزدراء 
الآباء والأجداد كقوله بعد هذا البيت: 


وبهم فخر كل من نطق الضا د وعوذ الجاني وغوث الطريد 


(10) ما أحسن ما قال جحدر بن معاوية العكلى بما يقارب معنى هذه الأبيات 
الثلاثة: 


o 


الإلياذة 


ولا تشتم المولى تتبع إذاتة فإنك إن تفعل تسفة وتجهل 
ولا تخذل المولى لسوء بلائه متى تأكل الأعداءً مولاك تؤكلٍ 


ومثله قول عبيد بن أيوب العتبي: 
ولا سهدل السوتج ]ذاكنة ملم - ١‏ 'اللكدوتارل قن الو هن ار 
وأحسن منه قول الفضل بن عبد الرحمن العباسي: 


وعطفا على المولى وإن كان بينه وبينك في بعض الأمور معاتبٌ 
ومن ذا الذي ترجو الأباعد نفعة إذا هو لم تسلم عليه الأقاربٌ 
)1١(‏ الحوية الهمة والحوياء النفسء لا أدل على كبر ذيوميذ وعرَّة نفسه من صمته 
عن جواب أغاممنون وانثنائه بالتعنيف على زميله, ثم تَرَجله وتهیئوه للكفاح» وهنا أتى 
بنا الشاعر إلى مشهد عظيم ألا وهو زحف الجيشين للقتال واصطدامهما لأول مرةء 
وجعل توطتة كلامه في وصف الزحف فأبدع فيه إبداعا هيهات أن يؤتى بمثله. 
(1) تفنن شعراؤنا بالتشبيه بالأمواج المتدافعةء فعارضوا بها شتيت المعاني من 
المهيب المخوف إلى القريب المألوف» فممن تهيب بها تهيب هوميروس عنترة العبسي بقوله 
يصف الجيوش: 


تموج كموج البحر تحت غمامة قد انتجت من وقع ضرب الحوافر 
وأبو دهبل الجمحي بقوله يصف الليل: 
وليلة ذات أجراس وأروقة كالبحر يتبع أمواجًا بأمواج 
وأبدع ما استخرجته مخيلة شاعر بهذا المعنى قول امرئ القيس: 
وليل كموج البحر أرخى سدوله علي بأنواع الهموم ليبتلي 


فقلت له لما تمطى بصلبه وأردف أعجارًا وناءَ بكلكل 


1 


ألا أيها الليل ...المع 
وممن تحبب بها إلى ممدوح المسيب بن علس يقوله: 
ولأنت أجود من خليج مفعم متراكم الآذيٍّ ذي دفاع 
ومثله البحتري بقوله: «وهى مأخوذ عن أبي دهبل»: 
إلى فتى يتبع النعمى نظائرها كالبحر يتبع أمواجًا بأمواج 
(55) روى الزمخشري عن أبي النجم: 
وصارمات في الأكف قضبا تخالهن في الأكف شهبًا 
وقال ذو الرّمّة: 
وقد جرد الأبطال بيضًا كأنها مصابيح تذكى في الذبال المفتل 
وقال عنترة: 


وتلمع فيها البيض من كل جانب كلمع بروق في ظلام الغياهب 


(14) شبه الطرواد بالنعاج التى يختلط صوتها في حظائرها عندما يستدر لبنهاء 


وهناك الحملان تثغو لأماتهاء والأمات تنظر إلى حملانهاء فتثغو لها فيكون ثمة لجب 
وضوضاءء قابل الشاعر هنا بين إقبال الإغريق على الطرواد وزحف الطرواد على الإغريق 
مقابلة أعرب فيها عن انتظام الجند في الجيشينء فهياً لنا الإغريق قومًا يزحفون سكونًا لا 
كلام بينهم إلا لأولياء أمرهم؛ والجند تصغي وتطيع يخالهم الناظر بكمّاء وهم يتدفقون 
تدفق الأمواج التي تثيرها العواصف على الجرفء فتنقض على الصخور ويتصاعد زبدها 
بينا أن أعداءهم في هرج ومرج لقلة ما ألفوا من الزحف كما ترى ذلك مفسرًا في البيت 
التالي حيث قال: إنهم أوزاع متألفون من كل فج وناد» ومتخلقون بشتيت الأخلاقء 
وهو وصف دقيق يؤيده التاريخ إذ كانت أمم التحالف اليوناني متقاربة الأخلاق متألفة 


TV 


الإلياذة 


الطباع واللغات بخلاف نجداء الطرواد الذين لم تكن لهم جامعة يعرفون بها قبيل 
الحرب»ء ولما انتهى من وصف الزحف استطرد إلى ذكر مهيجاته بصورة رمزية كجاري 
عادته» ومن تَمَّ وصف اصطدام الجيش بالجيش» وأخذ في التفصيل بما ينبتك بما له من 


طول الباع بمعرفة أطوار الكر والدفاع. 


(15) الهول والرعدة والفتنة أعلام مجسمة في شعره؛ ولهذا أعريناها إعراب الأعلام. 

(17) لا قول أصدق من هذا القول في وصف الفتنةء فإنها في بدء أمرها كلمة 
خفيفة أو حركة ضعيفة لا يكاد يعبأ بهاء فإذا نمت لا حدَّ لتناهيها في العظم» ومهما 
وصفها الواصفون فلا يأتون بأحسن من هذا الوصفء قال طرفة بن العبد: 


ولقد رأيت الشر بين ال 
ولو أنهم يأسونه 


ألم تر أن الشر مما يهيجه 
وإن كمين العرٌ يخفي دواؤه 


(1۷) اليلمق الترس. 


حتى تظل له الدماء تصيبٌ 


لحى تبدأة صغازة 
لتكفئمت ع كباره 


أصاغرهُ حتى يتم فيكبرا 
على أهله حتى يبين فيظهرا 


(1۸) لم يبق شاعر من الإفرنج لم يعجب بهذا الكلامء وتناقلوه خلفا عن سلف ولا 
نرى عجبًا أن يأتي به شاعر مطبوع؛ لأنه يتبادر إلى كل بصيرة وقادةء وأمثاله كثيرة في 
منظومات العرب الذين لم يعرفوا شيئًا من أقوال هوميروس. ولله در أبي الفوارس إذ 


يقول: 


وکررٹ والأيطال بين تصادم 
وفوارس الهيجاء بين ممانع 


وتهاجم وتحزب وتشددي 
ومدافع ومخادع ومعريد 


النشيد الرابع 


والبيض تلمع والرماح عواسل والقوم بين مجدّل ومقيدٍ 
وموسد تحت التراب وغيرة فوق التراب يئن غير موسدٍ 
ال افق ا م وان من الحقان الارية 


(19) أنطيلوخ هو ابن نسطورء وكان من جملة طلاب هيلانة. 
04 الصعاد جمع صعدة بمعنى الرمح. 

)۷١(‏ الفود مقدم الرأس 

(۷۲) الفينور هو ابن a‏ وكان أيضًا من طلاب هيلانة. 
(۷۲) 3 
(V٤(‏ اساد جمع جدَّة وهي الشاطئ. 

)۷١(‏ المرتاد: الطالب. 

)۷١(‏ الطعنة السلكى المستقيمة. 

(۷۷) لما كان آخيل بطل أبطال اليونان» وكان في أكثر الإلياذة معتزلا القتال رأى 
الشاعر ونعم ما رأى أن يعيد ذكراه حينًا بعد حين؛ ليظل راسخًا في ذهن السامع» 
ولا يذكره مرة إلا بما يعلي مكانته ويجل قدرهء فتراه هنا قد آثره مفردًا على الجيش 
مجتمعًاء وأنطق بهذا الكلام الإله أفلون بما جعل له من الهيبة فوق ما يحرز من الفخار 
لى انتصر في عدة مواقع. 

(۷۸) حيثما نرى إلا منحارًا إلى فئة رأينا آخر منحارًا إلى الفئة الأخرى» فهنا 
أفلون بين الطرواد يشير إلى ثبوت الجأشء وأثينا بين الإغريق إلى الإقدام والتروي. 

(9/ا) مماد: ممهل. 

)۸٠(‏ يضع هوميروس نفسه موضع الشاعر وسامع الشعرء فيأبى على نفسه أن 
يدع سبيلًا إلى مل شعره؛ ولهذا تراه كلما أتى على وصف واقعة أو حادثة أيّا كانت 
تورث الملل إذا طالت يفكه سامع شعره بنكات وتشابيه واستعارات تجتذبةُ إلى الإمعان 
فيهاء وحسبك شاهدًا ما ختم به هذا الفصل فإنه بعد أن هيأ الجند للقتال, وأتى على 
كل وصف بما تقتضيه الحال فأوجز في ذكر الزحف» وأسهب بعض الإسهاب الذي لا 
بد منه في معترك القومين ختم كلامه» ولخص مقاله بكلام جزل ترتاح النفس في البقاء 
عليه» فَصَوّر ما يتجلى لعين الناقد البصير لو تسنى له أن يجول بين هاتيك الصفوف في 
مأمن من الحتوفء قال عنترة 


۳۹4 


الإلياذة 


بأيديهم مهندة وسمرٌ 
فجاءوا عارضًا يردًا وجنا 


Ns 


تثير النقع بالموت الزؤام 
حماة الروع في رهج القتام 
إلى شرب الدماء تراه ظامي 
كأن ظباتها شعل الضرام 
حريقًا في غريق ذي اضطرام 
وعترسة ومرميٌّ ورام 


النشيد الخامس 


4 
۰ 


بطش ذيوميذ 


0 
٠ 


اندفع ذيوميذ إلى ساحة القتال بإيعاز آثيناء فقاتل قتال الأسودء وكان آريس إله الحرب 
عاملًا على نجدة الطرواد» فحملته أثينا على مغادرة ميدان الكفاح فاصطدم الجيشان؛ 
واستظهر الإغريق وجرح ذيوميذ بسهم أطاره عليه فنداروسء ولكن الجرح لم يكن 
قاضيًا. 

فاندفع ثانية وفتك بالأعداء فتگا ذريعًاء فاجتمع آنياس وفنداروس على قتال 
ذيوميذء فجندل ذيوميذ فنداروس وكاد يفتك بآنياس لو لم تبادر أمه الزهرة» وتحلق 
طائرة به» وكانت أثينا قد جعلت لزيوميذ قوة التمييز بين الآلهة والبشر وأغرته بطعن 
الزهرة أيان تسنى له ذلكء فأطار عليها سهمًا وجرحها في يدها فأسرعت إلى الأولب» 
وشكت إلى أمها ما نالها من تحامل ذيوميذ عليهاء فطيبت قلبها ولأمت الجرح» وبادرت 
أثينا وهيرا فشكتا الزهرة إلى زفس حتى لا يتأثر لشكواهاء وما لبث ذيوميذ بعد ذلك أن 
قصد الإيقاع بأفلون» فزجره أفلون ونادى بآريس لنجدة الطرواد فتزيا آريس بزي بشر 
وأسرع فاستنهض همم الطرواد فهاجت الحمية هكطور وعاد آنياس سائًاء واصطدم 
الجيشان وجرت الدماء سيلًا من الفريقين» وكان أشدهم بطشًا هكطور بين الطروادء 
وذيوميذ بين الإغريق: وكان آريس نصيرًا للطرواد في تلك المعمعة ففازوا الفوز المبين» 
ففزعت هيرا وآثينا للإغريق فصعدتا إلى السماء واستأذنتا زفس فأذن لهما بصد هجمات 


الإلياذة 


آريسء فحثت أثينا ذيوميذ على الفتك به فطعنه وجرحه» فصعد يشكو أمره إلى زفس 


فأنية وغه كم أن يالام بحرحةوعادت مق كه اقتا وهوا إل مقام رفش 





مجرى وقائع هذا النشيد كالنشيد السابق» وهى حلقة من حلقات يومه أيضًاء 


النشيد الخامس 


يقالن داك اليو عدزما 
اط في بشي الإغريق شأنًا 
وفوق صِفَاح مغفره فاضت 
فقت يرأسه ويِمَنْكبَّيْه 
ككوكبة الخَريف قد استحمّت 
وشح د اتيك الود 
وکا ووو اراد هبيخ 
بارس ك وة ركان :ا 
كذا ولداه إيذيس وفيغس 
فكرًا فوق مركبة عليه 
وبادر فيغش لما قَدَانَوا 

فَحَرّ إلى الحضيض وَخَارَ عَرْمَا 
ان م مركبه بوه 
فهيفسث مُنا واراه حَتَى 
وضياح توف بذويه هتوا 
مَل الخطثُ بالطرواد لما 
فذا ماق تخضب من دماة 


TEY 


ويأسّا لابين تيديس م نيعا 
ويبلغ حيهم الشرف الرّفيعا 
وفوق مجنه قبسا بديعا 
شع قاض متدفقنا سط يها 
بلج البَحْرِ وامتطت الرّقيعا' 
کک سو کا و 
وفير المال لم يُدْمَس صنيعا 
لهيفست وكاهنه المُطيعا 
ضروب الحرب قد بلوا جميعا» 
وأقدم راجلا يطس الرّبوعا”" 
إلى مزراقه طعتامَروعا 
مضى ونا وله تمل التّجيعا 

فنشق. التصبدن والخكوق الضلُوعا 
أخدوة قفر مُنْهَزرْمًا وهنا 
إلَهُ الثَار أَدْرَكَهُ صَرِيعا 


و 


تا قن ها الشيخ العا 


إلى السفن الجياد خذوا سَريعًاء 


وذا لاو بخهخيبته رجوعا 











النشيد الخامس 


بَكَفٌ إله الحرب فالاس أمسكت 
ويا هادم الأسوار يا باعث الفنا 
بشأنهم دَغهم ونحن بمعزلٍ 
بذا تَتَوَقَى عَيْظَة وَمَضَت به 
فَوَلّت لدى الإغريق طروادة العدى 
فكان أغاممنون أوَّل فاتك 
فألقى أله طففة وهي مد 
قَقَوّض مبتتا إلى الصّدر ظَهْرُهُ 
مكلت غ ف ودوهی 
فمن أزض طَرْنا كان فَسْطُّس قد أتى 

لقد كاد يعلو مَثّن 


. A 


قَبَادَرَ أصحابٌ المَلِيك إذومن 
ورام منيلا إسكمتدر سرف 
«لقد كان بالأتضاد هَؤْلَاً مروعًا 
فمن منكبيه أولج الرّمح نافذا 
أكب على وجه الحضيض بوجهه 
وأقسيئل :مسويدون وراء فركلس 
فأنفذ تحت العم نضل متفرّقضنا 
هو ابن الشسّرِي هَرْمُوْندَ الصّانع الذي 
وقد عَلَّمَثْه e‏ الذوق وابنه 
0 نور الحياة 5 يفن 
وفيذيس وافاه ميجيسُ طاعنًا 
فَمَرٌ سنانٌ المح بالفَكٌ خارقًا 
فَخَنَّ يعض النصل في الترب خابطًا 


EN 


وقالت: «إلى مَّ الفتك يا سافك الذّما 
اكه يلعوب لا EOE CR‏ 
ومن شاء زفس فليعرٌ مُحكما 
اكد سنك ا سقو سدم خسنا 
وكل زعيم منهم اجتاح أيهما 
بأوذيس من او یي 
فَجُنِيِل مَصْرُوعًا على الأرض وارْتَمَى 
على ابن الميوني بورس كر مُقَدِما 
فوا ونون اللطرف بالحتف أظْلّما 
رجاء نجاة والحمام تة تَقدّما 
فألْقَنْه في ترب الحضيض مُيَمَمًا 

لنزع معد عنه کسبًا E‏ 
فا ا برمح تَقَدَّما 
لوحش الفلا والرّمي بالتّبل اکا 
فلم يغن بِأَسٌ فيه کک ق سما 
إلى الصّدر لما للفرار 

ومن فوقه صوت الحديد 0 
NWE EE ETE ERSOY‏ 
مثائّته فانقض يجثو مُمَمْهما 
EEE EEA‏ 
كاه و عل ال كلها 
فكانت عليهم وبل شر مُعَممًا 
ليفقه أنباء السماء مُقَدّما 
دالا بِمَسقى السنان تفصّماا 
كقاياد .وا فكت انمتا 000 
وتقكة ور اى عدوا 


الإلياذة 


«هو ابن له من غير زوج حليلة 
ا سان ظكدون وو کت 
تلاه ابن ذولفيون كاهن زنئثكس 
تأ كره أوريفل وهی قافل 
فأدركه نت ت بالسّيّف كَنَفَهُ 
لو يميه الحم حجار 
مُسْتَشَيطًا ينقض فوق الأعادي 
ي فين بالسّيل مَجِرًا 
ويقض و وة يدفع 
فصفوْف العَدّى ا زدَّنَ اَعَد 


ES 3 


شتتوا حيث ثار يُغمل شمر 
ساء صنديد ليقيا أن رآه 
فَعَلَيّه مُسَدّدا مد قوسا 
لخلايا الذُرُوع سار ولج 
فكوّت: خضت اللشروع دماء 
فنا خيان الفرساأت: قتوم: الؤلاء 
إن يكن صادقًا دعاء اين زفس 
جنا سوم لم قن فال 
جاء أَسْتِيِئْلًَا وقال: «أخي با 
فإلى الأرض واثبًا مال يجتر 
0 يدعوق ذَيُومذ ودماهُ 

إن تكوني ايت رن و 
وأبي ل وة لبن حلي 


قربي من مرمى حراني غرورًا 


قد رماني وطن يفسَحسن أي 


rE 


وعند ثيانو زوجه الحلّ قد نما 
فَشَبّ ربيبًا كالبنين مكرما 
ومن كان كالأرباب فيهم E‏ 
فلم يجده أن يُسْتَدَلَ وَيُهُرّما 
قَمَاتَ ولم يذْرك مَرامًا كَوَمَمَا 
0 الدُماء سال وفارا"“" 
الجيشين متة أغارا 
ينهب السهل بين عادٍ وغاد 
ه فيستأصل الجُسُور الكبارا 
ومباني اتخات متفه ت رفوع 
ساقه زفس فوقه مذرارا^ 


1 


ماع 35 


ضقن ذَوْعَا عَنْ صَدَُهِ اليوم صَذدًَا 
فارياتٍ وصارمًا بارا 
يخْرّقٌ الجَيْضَ ضَائَلًا بِقواهٌ' 
ية امكو مع ايا 
يمى الكتفين غار يُمَمْلِج 
دعا قاروس يتمس الفتهارا: 
بادروا قد أدميت خير أخائي 
لي فبالسّهم سوف يَلْقى البّوَارا» ٠‏ 
والجريح انثنى يروم العجالا 
دز وأخرج سهما بعد ا 
ذلك السَّهُم والنّجِيع تَفَجّر 
ا ا الود ا 
زدتني البأس يوم قرع المُمُوس٠‏ 
لا ترومي عن مبتغاي استتارا 
صال وليلق من ذراعي ا 
سن اال یی ا ا 


النشيد الخامس 


وإليه مَالت مَقول: بألا ك 
فيك أنزلت كُلَّ بأس أبيكا 
فالججابٌ انجلى فَتَعْرِفَ من تل 
عو دون إن كلخ للك فاط 
وتوارت عنه فهَبٌ مفيرًا 


هَگذا في العدى او الق 
فبهيفيرن اسو ورین 
قَرَمى اق ذاك بالسيُفٍ والباً 
وعلى ذا E‏ م كام 
الم ده أن کان عيضا خي 
لم ينل م ما ا عن ا ابني 
ا او ألقى وأَيْقَى 
فهما ع مره ومُتّاه 
يُؤمُل E‏ كن لي 1 
وَِيُومِيْةُ ا a‏ 


- 


ا 


ونشاطًا وشَدَّدَت منةٌ عَزما 
جر ر على موقف الاي مَكْرارا 
وأرلكت E‏ كشع ا يهنا 
قي ااا ا 5 
فَاجتَنِيْهٌ ما أنت للصَّدٌ آهل 
بهاولا تهب انققياما وشار 
مذ أثارت للبطش فيه سَعيرا 
بأعاديه ضَيْغعْمَا هَضّارا 
واشيًا فوق راتعات الفعاج 
د قواه وينثني لا يُجَارى 
ولمأواه يلتجي بِارْتِعَاد 
o ES‏ ينفه E‏ 


ثم عنهن بالمفاوز مضي 
4 

رهم ع 1 0 ن 

روعه کالاسود ليس د رى ١١6‏ 


بادمًا حام حَوْلَ قَثَلٍ الح ون 
ديل بالرّأس عن عُرى الجيد طاراا١‏ 
فرماه ثم انثنى لسواهة 
وفليذ كأس الحتوف أدارا 
509 ا 
ه على حين للقتال أسارا» 
زنثسًا مع ثوؤن وَانْسَابٍ يَهُرَعْ 
لفنبئس أبيهما الإِزمَارا 
FE EE‏ مهما 
ويه العَجِرٌُ أذْشبً الأظطفارا 
حظّه والأموال ححظ دويه" 
طحي على ابني فريام يُهمي التَّبَارا 
َب كاللّيث فوق قَطّع الرُءٌُوس 


الإلياذة 


ذاك لما فى الغاب يسحق مُدْقَ ال 
وإلى صَحْبهِ أشار بأن سو 
فرأى آنياس فَتَكَا ذَريُعا 
تحت وقع القنا وَوّقع السُهام ان 
فأحَاهُ من بَعَد جهد جَهِيد 
0 «يا تحدروين ن خی 6 شونا 
وَأَمَدٌ الدّمَاة في لِبْقيا مَل 
کک القَرْمَ ذا 0 عات ف 
0 رقاب رمى وكم من ركاب 
قوي لا يكون ردا مغيظًا 
ن عَيظ الأزباب أذهى الشُرُون 
إن ضَادكنا اي وظَني 
هذه المُوْتَةْ KEE‏ اللا _ 
فهو إِمَا a‏ 
كاد سهمى يُذيقه الحَتَّفَ لما 
خلتة للحَجِيم يَمْضي وَلكن 
آه أن العجال أن جیادی 
وعلى الرّحب مَرْكُباني إحدى 
ولكلٍ مُطّهَمان وأكثر 
لم أع النصح من أبي الهم لما 
قال فاذهب وكُْنْ بصَذر الكُّمّاة 
فهو بالحق قد أشار ولكن 


YE 


EEE ECELE EE 
رَكباها وَْدَّةَ الحَزب جرد‎ 
قوا إلى الفلك خَيلّها إلا حرارا‎ 
ساب يبغي ابن ليُقوون اغترارا‎ 
مستا الاس فين الحنون‎ 
وسهاما قد اا اخارا‎ 
بكَ قيُسوا مَهارة وار‎ 
نور عرفانه أحققت دين‎ 
لم نقدّم له الضحايا ار‎ 


قال: «يا آنياس خر مشير" 


فأرى ذا زيُومدً الجَبّارا 
هذه خَيْلهُ الشراع EEE‏ 
راف لكن لا أَجُرْمنّ افْتِرَارا"” 
ان الى باصي فى لقي دز 
وي قيه ويرقع الأخغطارا 
غار في الكتف والدّم الحم أهمى 
تح" أن عند نب E E‏ 
راجلا جئت طامعًا باشتدادي 
عشرة فوقها سدلث السّتارا 
تقضم الدّوم EES‏ الس 
قد تجِشْمت لِلَوَعَى الأسفارا 
وعلى القوم خُر بالمركبات 
قد رأيت العَدُول عَمًا أشارا 


النشيد الخامس 


قلت تَضوّى الحِيادُ في تي الديار 
لاوس E a‏ 
قد رميت العميد أتريذ عَنها 
فجرت منهما الدماء ولكن 
نان الا شك طالع التشوء لقنا 
ولإليون قَمْتُ حًا بهكطو 
فلن خت :روجتي واليفبي 
لا EEE‏ عن تطخ رسي عدو 
هذه القوس شر سَحخق سأسحق 
راح كالرّيح نَفعَها في لا تج 
قال: «يا فندروس مهلا وهيًا 
فهي أولى للصَّدٌ أقبل ويادر 
فجيادي لسوف تَحْبْرٌ خْبْرا 
وإذا زفس شاء نصر ذيومي 
فخذ السوط ثم أجر الخيولا 
وإذا تبتغي النزال فلي الخي 
قال: «يا آنياس عندي أحرى 
خشيتي لا تَنْقَاد لي ولصَوْتِي 
وكلينا يَجْنَاحٌ والخيلَ يقتا 
ولي الطعن بالقنا والحراب» 
لذيوميذ قال إستينلوسش 
«يا حليف الوه نِدّيُن ا 
آنياس بن عَفَرزِيُتَ و 


فا تق الآن فاجعات المَنَايا 
a.‏ الجرد فوشن قَوَاقَا 
ولا کی ارا کی 


TEV 


لامتناع الكلاء تحت الحصار 
را بقوس منها لقيت الشثارا 
وذِيُوميذ نَالّه الجِرْح منها 
فيهما البأس زاد والجأش ثارا 
قد تناولث هذه القوس وَهما 
ر بقومي إلى الوّفى أآمّارا 
وصروحي بعاليات السشقوف 
إن بخبري لم أنفذ الأخبارا 
ولوف الان ترمي فرق 
دي ائتمارًا كما علمت اختبارا» " 
E TC‏ 
جَزيها في الشهول كرًا وفرًا 
E EE‏ 
وأنا للكفاح أبغى سبيلا 
عنما E‏ نانفو ELEN‏ 
أن تسوق الجياد مذ كنت أدرى 
إن دُفعنا إلى الفرّار اضطرارا 
فَيُوافي ETE‏ بالحديد 
د فسقّها فأنت آڭفی اختبارا" 
ثمَّ ساقا بشدة واضطِخَابٍ 
EE ETE‏ بن ذا ن نارا: 
RTE‏ عدا فنك E‏ 
بين كنذا فوشا التمهؤازا 
لا تكن فى مُقدَّمات السّرايا 
ES. 8‏ بالمقال ازورارا: 
لا إخال المرام تبلغ مني 


الإلياذة 


ليس شأني وشأن أهلي قبلي 
لي عزم لا ينثني للخطوب 
هاكها راجلا أصول مكرًا 
لن تتا الان مها 
ادا لي بالأمر غير مَرام 
EES‏ الجمَام 
ألق حَالَا صُرُوع خَيْلِي في مر 
وامض وافتد مُطَهمي آنياس 
تجا مين يانه ركس الذي لله 
عن غنيميذٍ ابنه المَرْفُوع 
EEE‏ تَسْلّها EE‏ 


سنه 


Rm 


ااك فون ان 
ساك EN‏ 
هذا حديثهما انتهى وعليهما 

حجني إذا«وضقا aE‏ 
إن طاش سَهمي يا لويد في 
ورمى القتاة فأولجت EEE‏ 
فَقَرَابن ليقاوون فاه كأنَّه 
«ولجت حشاك فأنت حَثْمَا هالك 
ال اق حي ل ا ب الوفى 
إن فاز بعضُكُما وَفَرّ مُوَلّيا 
وعليه صوّب طعنة قذفت بها 
خرقت ثناياه وجذع لسانه 
فتصلصلت نثراته بسلاحه 
EEE:‏ يمي لياس ونه 
متدججًا كاللّيث حام عَلَيْهِ لا 
وعليه مد قناته وده 


TEA 


أن ولي جوم التوغدن: الإديبارا 
جل عن سوق مركبات الرّكوب 
وأثينا قد حرمت لى الفرارا 
إن تجا ذا فَذدَاكَ ألقى صَريعا 
فاتدّكزه إذا بطشت ادكارا 
وأكسنا تذرك اعت امي 
كيدي واجرينٌ ائتثا را" 
حلم أطروس 52 0 
1 لو منه ا الأوطارا» 
بطلا الطرواد بالعجاجة أقبلا 
ذُفع ابن ليقاوون تنشد أوّلا: 
ظبة السّنان لك الحمام مُعَجّلا” 
ا إلى الدُوُوع تخا 
رغد دَوَى مستبشرًا ا مُكَهَلَلا: 
9 أنا نِلْث ا e‏ 
من صولتي لا فوز الا 7 
تفري وتيرته فلاس من العلى” 


- ا 
سم ەھ 2 


النشيد الخامس 


عمد ابن تَيْديُس لهائل صَحْرَةٍ 
حَنقًا رماه بها بغير تَكَلف 
برز الأديم ومٌرّقت عضلاته 
EEE‏ وجه الثرى بذراعه 
فَارْبَدٌَ ناظرهُ ولولا أمه 
تمشقت أباه قَبْل وهو ا 
والآن عطف لهات على انها 
ألقت عليه فض أذرعها وقد 
سترته في يُردٍ زهي حولت 
ومضت به من ساحة الهيجاء تح 

وَوَعى ابن قافائيئس ذِيُومذٍ 
وَسَعى إلى خيل الصريع يَحُنّها 
وَدَعا أت رقاقه ذيمئفيلسًًا 


o0 ه39‎ 


ا سيره يا وهی ا 


ومضى يروم ذِيُوَْمِدا و 
مُحَقصيًا يجري ويعلم اها 
ليست كإينيًا مهدمة الفنا 
وإذا بها في نُب أوْرَّاعَ العِدّى 
نفذ السُنان بيُردها البهج الذي 
وجرى لمعصمها اللُطيف فرت 
يدم نقيٰ بل ڪين راشق 
لوعو سر كير لهم 
اكك افكت انياش ةة اه 
وَمَضَى به طَمّعًا بحفظ حَياتِهِ 
«يا بِنْتَ زفش كفى فكُفُي وازڪَوي 
فلكن هدك إلى الصروب ها 


۳٤۹ 


في عصرنا عدن لَنْ يََحَمَلا 0 
بالفخذ EE‏ ق مَتَعَخّلا 
ا هل راتخي ا 

والحتف إثر سقوطه مُسْكَقبِلا 
قبريس مُبْصِرَةَ لأدركه البلى 
aS‏ نزاوه ونه 
عَطَّفَتَ تبادر حيث مصرعه انك 
TT‏ الخال اف ال ره 
مله عن الأعداء تطلب مَعْرَلا 
فاستوقف الأفراس كم كن 
سی بها بين الأفارق اخ 
كذ E E EEA EEA‏ 
لحثيث مَرْكيَة لَه مُسْتَعْجِلا 
واستاق بالعنف الجياد 0 
في إثر قبريس يشق الحَجِفَلا 
ليست على بأس يَرُوْعٌ مهولا 
أو مثشل آثينا وريّات البلا 
فَعَدا إليها طاعنًا مُسشترسلا" 
متكت لها الاک شك د 
تشدزانتة يدم عليه تهنا 
بِعُرُوق رباب العباد تَسَلْسَلا 
حَلَدُوا و ومن ا متا و خلا" 

مُظلَل 
وِيُوْمد هين مَنْطقه مَلَا: 


ا ا صن 


2 


.امه مهالا 


الإلياذة 


مضت وفي قليها من غُليها غغصَص 
وناصع ا دام كاد يُلْبِسُهُ 
فيادرتها تُجَاري اليح طاقر رَه 
إذا بآريس يسرى القوم تحجبه 
فقال: 000 ا وري 
وإيرس وصّروع الخيل في يدها 
حتى إذا لذرّى شم الألمب عَلّت 
وبا ركه فقوت الكخلة انظ لقت 
هشت واشت ض مها لمهجتها 
روات و كما لو کت کک 
قالت: «قَمَا كان ا 1 بل يشر 2 
فَالدَانَونُون EE‏ ما ا 
قالت مون «صيرًا كم لنا مََلْ 
فة لك اوسن وَمَيْبِتَهُ 
ألْقاهُ فيه ابن ألويس ان كذا 
0 بأغلال الحديد َك 


i 


ونفس آذیس ذاك القرم أورثه 
أطاره دون أيواب الجحيم له 
فأم صَرْحَ ای الأرباب رف اشا 
فذنٌ يَلْسَمَه E‏ يبركه 
فيا لويل بني الإنسان إن حملوا 


توت ب السوادا اذ E‏ اليْظ والگرب 
والرمح والخيل n‏ من السَحُب 


خَيْلًا لَهُ مُلْجَمات خالص الذَّمَب 
ا ن الح برح بي 


06 


55 ين يفؤاد ا ق 
تستاقها وهي أجرى من سنا الشهب 
فاستوقفتها وحلتها من القتّب 
لأمّها قيُرسٌ تحنو على الرّكّبِ” 
ذَيُونَة تَستّقصٌ الأمر بالعَحّب 
ذاك ابن تيّذيس مُسْتّمطِر النوب 
أَعَزْما لي بأهل الأزرض من نَسَب"” 
حتى إلينا انوا بالبيض والشهُب» 
بالناس يبْلُونَ أَهْلَ الْخْلْدِ بِالنَصَب 
عامًا وشهرًا وى في السّحْن لم يُهَبِ 
أخوة إفولتطمن: بناتذل والتهون 
أَجْدَاه من غضب يشتدٌ أو صخب 
إيريب إذ صاتَةُ هزميس بالحُجُْبٍ'” 
عمدًا فنكص ملتاكًا على العقب 
مذ كان من خالدي الأذهار والْحَقب"" 
على بني الخلد عن حمق وعن غضب 


النشيد الخامس 


فالاس أغرت ذِيُوميذا عَلَيْك ولم 
لم يَدْرِ أنَّ على الأرباب من گَسَبّت 
فلا يَهْش لَهُ من فَوْقٍ رُكُبته 
فليخش بطش أخي بأس أشد قوّى 
ولْيَفكرَنَّ بأغيّالا حليلته 
وسنى تؤرّقها الرُؤيا مَتُقلقها 
وطهرت بيديها الجرح فانفرجت 
لكن أثينا وهيرا مذ تَعَمّدتا 
قالت أثينا: «أبى هل لا يسوءك أن 
لا شك اه دفع غانية 
فأنشبت بعرى الإبريز راحَثّها 
أصاخ يبْسم واشتّدعى الجريح على 
دعي لآرس وآثينا الحروب ولا 
لهم في السّما هذا الحديث وفي الى 
تَحَدَّم يبغيه شك أنما 
وَلكن ثلافًا ترش فيبُوس صَدَّه 
فقال له والصوت يدوي رَعِيِدَهُ 
«مه فتربّص يا ابن تيذيس فَعَن 
فَشَنَّان بين الناس والثّربٍ أسكنوا 
فَكفٌ ذِيُوميذ وما كاد ينشني 
وسار أفلون بأنياس مسرعًا 
فوافته أَرْطّاميّس في بلسم الشفا 
وما شاء فيبوس شوخ انقلايه 
ومن حوله بين الفريقين مُزّقت 


وَمِن تَّمَّ فيبُوس إلى آرس انثنى 


يداه شرًا ل 0 5 
طفل يقول بلطف يا أبي أجب 
عدون E‏ ف نالحدل 
داف اعمال وذاف العمل EAN‏ 
وينتحبن بدمع فاض مُنْسَكب,"؛ 


آلامها واستكنت ثقلة الوَصَّب 
إغضاب رفس لما في النفس مِنْ أرب 
أقول ما كان في ذا الجرح من سبب 


فَمَرّقتها فرامت نحلة الكذب؛ 
رفق وقال لها: «یا ميتي اي 
تعني شير لذيذ الحبّ والتطورت)» 
ذِيُوْمِيدُ لا يَنْفَك إِيُمَاس يَطْلْب 
يقي هأفلّون ولم يك يرهب 
وشكّته الغَرَاء بالعنف يسْلُّب 
ورابعةً قد كاد يسطو ويَضربٌ 
ويعلو مَحَياه a E‏ تقطن : 

وقوم بني اماد والثُور هبوا 


٤ 


g7 moe 


لمعيده في طود ھک يذهب 


ان 


فا ا مثله يَكَقَلّبِه؛ 
مَسَرَدة حخصداء وافثّلَ مجوب 


يحخث خطاهة للوي ويثرّب: 


E 


الإلياذة 


«أيا ممطر الأهوال يا باعث الرّدى 
ألا ما اندفعت الآن فوق امرئ عتا 
EE‏ رَقبُريسًا وأدمى يمينها 
فأغراه ثم اختار فرغام معزلا 
فماثل آكاماس شكلا وهيبة 
إلى مّ التراخي والعدى فتكها أبدًا 
فأنياس والفتَّاك هخْطُور قَدْ حكى 
ألا ما أَخَدْثُم من عداكم بثأره 
فَهَاجَّت بهم كُل النُفوس حَمِيّة 
«أيْنَ هكطور همّة لَكَ قدمًا 
قد زعمت الحخصون تمي ولا أن 
أين هُم أين لست ألقى گمئًا 


4 ٣ 


فبها زوجتي تخَلَيْتُ تمنْها 
وهنا ليس لي متاع ولا ما 
کل هذا ما كف بالبَطّش كفي 
فلماذا لا تنهض العم والأمرا 
أا جعت أن تدده راکد 
وبها تؤخذون أخذًا دَرِيكًا 
راء لكان دونك فاا 
ذاك ذاك اعتبر تهارًا وليلا 
لفهخة مكطون الكدنة موا 
ترجّل مُصطكٌ السّلاح مُطُوَفًا 
يشدّدُ همات الفوّارس منهضًا 
فَكَرُوا ولكن الأفارق جملة 
فلم يك في القومين خامل همة 


ويا هام الأسوان: خىم ترقت 
نكاد على رفس مول وکن 
دافتال لحري مت دلي E‏ 
وآريس للطرواد راح EE‏ 
وصاح: «ألا فاسطوا على القوم واضريوا 
أفالجين حتى دكّة الحُصْنٍ تكب 
طريح بسيّال الدّماء مُخَضَب 
وأنقذتموه فاستجيشوا وصّوّبوا» 
وأقبل سَرْفِيدون بالعنف يَخْطّْب: 
أين بأشس وَيَاءٌ تهحزم متين 
صار لا جيش بل بال الحُصُون 
كالكلاب التووا لأسد العرين 
أنت ألْقيْت كَل ثقل المنون 
ليقيا رض زنس المَيُمون 
و ودْخْرْ مال ثمين 
ل فأخشى أن العدى يَسلبُوني 
ر ف ات اتی ا ون 
كامنات لكم وأيّ كمون 
كل ERT EE EE‏ 
عنهم ELE‏ الو 
تصن عك نکن كل حين» 


نشت 


3 


جرى جري نهم ببالمقاصل ي 
وفي يده سَمَرٌ القنا تتلهب 
عزيمتهم حتى انْقَّنّوا وتَصَلّبوا 
على صدهم بالعزم طرًا تألّبوا 
ولم يك فيهم من يراع فيهرب 


النشيد الخامس 


وعند اشتباك الجيش بالقضب والقنا 
وقد كست الإغريق ثوب عجاجة 
كأن مَذَاري ذيمتير بِبَيْدَرِ 
فتذري السحيق الريح ثم تهيله 
كذا اندفع الإغريق من تحت قَسْطّل 
لكا :افونا وش عزف اجن 
وأرسل من فوق الجُيُوش عَمَامَة 
وَلَمَّا علا وقع القنا انقض عائمًا 
به جاء فيُبُوس سليمًا من الأذى 
فخف وأحيا خفق أكباد قومه 
فلم بعالو علمًا ولم يتساءلوا 
واد 3 


ھر ا “و ا 


I‏ الوك 
كأنهم واا هناف 
وقد هَجّعَ الأنواء لا ثم ثمأل 
يجوب أغاممنون بين صفوفهم 
«شدّدوا عزمكم وكونوا رجالا 
و کچھ بعض 
لا a‏ موت 0 
ترب أنياس کان وهو 
للنجاد السّنان أؤلج يفري ال 
فالتوى تحت طعنة وكُلوم 
كر نحو الإغريق يطلب ثأّرًا 
ثم أردى أزسيلخوس وإكري 


جرت مقربات الحملة الأرض 0 
فتحت الخطى وقعٌ ومن قوق غَيّهَبٍة؛ 

تثير سحيق الثبن والحَبٌ يرسب 
غاا کا وشوا و 

علاهم وآرس 00 مَتَعَصَب 
ات اتا ا ستقر يُكَؤْكبا” 
تظلّل دُرّاع المديد وتحجّبٌ 
إلى ساحة الهيجاء أنياس يلجب 
شديدًا حديدًا يستجيش ويلغب 
وحف به من صفوة الصيد موكب 
ودون التّحَرّي من لظى الحَرْب أضرّب 
وآرس وويل ج 


n‏ من الشوامخ تقب 
تشور ولا الأنواء فيهن تَلُعَب”* 
يصيح وأعقاب الخطى يتعقّب: 
فوطيس الوغى عظيم الشؤون 
فلكم بالوفاق خير قرين 
ولحفظ الرّؤوس أقوى ضَمين 
والهُمام العَرُوم رَفْعُ الجبين»" 
ن بن فرغاس بادا بالهجوم 
حايين فَرَيَام 3 فام قديم 
لتوس كدي كته الغراد ا 
وصليل السّلاح فوق الگليم 
ايناس كنزوؤن نة شو 
دون ی ی 


الإلياذة 


وحفيدي أرسِيلُخُوس الذي كا 
وهو ابن للنهر ألفاس أبقى 
نشأًا في فيرس وألفاس فيها 
توأما شدة حديثان لكن 
ركبا لجة البحار انتصارًا 
سدل الموت فوق عينيهما الس 
شبه شبلين قد غذت لَبْوَةَ في 
واستطالا ي العا 
هويا سكل ا کی عل ان 
فمنيلا انبرى يُجيل قناه 
يعد امه قسطي ا 
خشية أن يمس بالضيم ولآ 
فمضى والقرنان كادا اشتباگا 
فالتوى ثم عَرْمُ أنياس لما 
دفعا جثة القتيلين للقو 
جندلا قيل بفلغونة فيلي 
فمنيلا عليه مال بطعن 
وابن نسطور صد خادمه مي 
وَرَماه بفهر صخر شديد 
فاشططط ارت أعنة "اسيل مده 
فعليه بالسّيف بالصّدِغْ ثنَّى 
ناشرًا للهواء رجُلّيه لكن 
ظل حتى جِياده بخطاها 
وتن :تمس طون سايكا اتك اة 
تَحَدَّم همكطُورٌ لما هُوَ باصرُ 


ن أخا صولة وملك جسيم 
IEEE,‏ اسه EEE‏ 
فاض في فيليا بخير عميم 
بلوا بالنزال كل العلوم 
لمنيلا وعرضه المثلوم 
SE eae‏ 
أكم الغاب فوق طود عظيم 
وجول بمنعة ونعيم 
لهما الحتف بالشنان القويم 
ب بجذع مقوّض محطوم؛ 
شاقگا في سلاحه الموشوم 
هب في إثره هُبُوب الفّسيم 
مال تفنى بقتل ذاك الزعيم 
متدركاه الحا سعد اسان 
لكي ادن فانكتى الا خي 
م وعادا بصولة وهزيم 
مين روّاع كل شَهُم ڑوم 
وأقنر الشنتحاقن: بال لوم 
ذون مذ رام نجوة المهڑوم 
فتوارى بزنده المقصوم 
اتات ككف فوق الأديم 
فثناه للأرض حد الصَّورُوه'* 
رأسه تَحْتَ رَمُلِها المركُوم 
طرحته للأرض دامي الكُلُوم'” 
فتضاخ عفيوًا واقكفكة الاکن 


ماع 


1 


النشيد الخامس 


وفي صدرهم رب الوغى يستحثهم 
وآريس هكطورًا يلي فهو تَارَة 
يجيل قناة أشقلت کل كاهل 
ولكن ذيوميذ الإله له انجلى 
كطاو يُطُون البيد صَدَّنْةُ عَنْوَة 
فيعلوه إشفاق وتغشاه خشية 
قال صمي «مكطور هولا ظَنَنْتم 
ا ته أوان الوَغى لم 
فارجعوا ا مُتْقَلِبِاتٌ 
وخفت بنذو الطرواد زحقًا جختدرهم 
فازڈی مَنَستَيسًا و معًا 
فهاجت بآياس العواطف فانبرى 
قاصمى ابن إتتلاغوم أمفيسن الذي 
بَعَى نصرة الطرواد والحتف ساقه 
فأهموى وأموى طامعًا في سلاحه 
على جثة المقتول أثبت رجله 
وكف يباري بالمجِنٌ نِبالّهُم 
وعند التحام الحرب ساقت يد القضا 
نظيران في زفس ابنة وحفيده 
وَلَمَا عَلَى مرمى القنى تدانيا 
«أيّ جهل مشير ليقية أغه 
أنت والكر فيه مذ كنت غرًا 
مان من قال أنت من نسل رفس 
بهرقل أبي > كفاك مقالا 


وإِنْيُو تثير الشغب والشغب شار 
ظهير وطورًا دونه مُتَظَاهِرُ 
وَيَفْمَل مالا تستطيع القساور 
فأحجم کرات الله يحاذر 
سيول عْتّت عنها تزوغ النواظر 
Ea‏ مته د القوى وهو حائز بولند 
01 يومًا من ا a‏ 
للعدى قدو ا 

يصادم ير العدى ويُصَاير 
بفيسوس قد فاضت عليه 0 


إلن حنث فة بالتهاك الخواض 
اياس قصَّدَّته السّهام 


المواطر 
يجر سنين النصل والفتك دائر 
مَخَاقَة أن يلهو فَتَدْها الجّماهذ'١‏ 
لسرفيدن إطلوفليم يُبادر 
سليل هرّقل والقرين المناظر 
عليه الهرّقليُ استطال يفاخر: 
راك حتى ا : ستهدفت أي حجنون 


قد تور طفق وَرْطَة المغيون 


أين أبناء زفس من سرفدون 


تلد لطي زم ل كن لقو 
طامعمًا في جياد لوميذون" 


أمطر الويل في حما إليون 


الإلياذة 


EE لمكت‎ CEE 
ليس في رفدك الطراود جدوى‎ 
قال سرفيدون ومَيّزه الغي‎ 
فهرقل قد دك إليون لا بل‎ 
رل ا و ا عدن‎ 
تسل مناه‎ E 
.يكف‎ ESE EEE 
ولرْبٌ الجحيم نفسك تزجي‎ 
وکل رمى بالرّج يحكم رَشْقّه‎ 

فمزق أَفطْؤلِيم بالنصل عنقه 
ومزق سَرْفِيدُون للعظم حُقه 
فأصحابه اجترُوه من ساحة الوَعَى 
وقد شغلوا عن نزعه لذهولهم 
كذاك ارتمى الإغريق فوق قتيلهم 
فَهَبّ به الغيظ العنيف فهاحَهُ 
أيطلب سرفيدون أم جُنْد قومِه 
فعن سرفدون أشغلته يد القضا 
واه فان لمعم اعد 
فجَندل كيرّائُس أكستر هلْيُسا 
وألكندرا إفريتنيس نويمنا 
وكاد يزيد الفتّك لو لم يثب إلى 
رأى فجرى يلقى الصدور مدجّجا 
فن شزقدون غْصّه الكرب اتجلث 
«أغثني ابن فريام ولا تُوْقِع العدّى 
ولن يتلقاني على الرحب مَوطني 
فدعني بإليون أمت ذا كرامة 
فأعرض هكطور وفي القلب غُصّة 


منك قومًا وأنت بادي افون 
ولئن صلت فالورّدى بيميني»"“ 
ظ: «نعم بالحديث قد أنبئوني 
دكها حمق لَوؤمدون الرّعون 
مقع الخيل عه مدع ا هين 
سوف تُصُمَّى بَرَأس تَصْلِي السّنين 
الى كو بالمدان امو 
ا مزراق وبالفخذ ا 
فعض التّرى َنْعْض مِنْهُ النَّواظرُ 
وَلَوْلا أبوه بادرته البّوادِر” 
لساعتهم والنّصل في الجسم غائر 
فأركب بالآلام والعَرْمَ خائر 
يرومونه نيهم وأوذس ناظر 
وردّد فكرًا ردّدته الخَوَاطِنٌ 
اك جه من يديه اواك 
تال إلى اخ اتةه الات 
وما راعه منهم نصال شواجر 
وإِخْرُو ميوسًا وهو كالليث كاسرُ 
صناديد لبقيون صيدٌ جَبِابِرُ 
طلائعهم هكطور والنقع فائر 
فضاقت بهم عن مُلْتّقاه المَعَابِرُ 
فنادى برقق والدموع بوادر:'' 
وزوجي وطفلي والكرام الأكابر 
وثمة لي في لجة القبر ساتر» 
تحث خطاه وهو للفتك طائر"١‏ 


النشيد الخامس 


تسير دعاة الموت طوع حُسّامه 
وأصحاب معدو في الحال أسرعوا 
a‏ لاون الحق وداده 
تبت هلى أيضازة ظلم الرّدى 
فَهَبّت لبُرْياس من الريح تَسْمَةٌ 
ودارت على الإغريق في دارة الوغى 
ولكنهم بالصبر طُرًا تدرّعوا 
فلم يك فيهم ناكصٌ نحو فُلّكه 
وتحت الدّفاع الثَّيْت مَهْلَّا تَمَهقروا 
فآثخن آريس وهكطور فيهم 
فأولهم 
فإتريخ أونومٌ هلين أرشيُّش 
فأورسبسًا لم يجد وافر ماله 
ففي هيلة قد كان حيث توّى الغنا 
فدارت هليه عندهم أكؤس الصّفا 
رأت EE:‏ الفتك بالقوم 
وضناهة:تفالائن” بويا لمات 
فإنا متيلا جزافا غررنا 
جزمنا بأن لا يعودن مالم 
نعم سوف يخبط وَعْدٌ وعهد 
فهيِّي الحقي بي له نَتَصَدَّى 
وَفَالاس أخوّص :مسن أن تخرص 
فكو فا متي الخد 
وقد أوشقت ناصع العدد 
وقوّمت الحِذْعَ هيبا إليها 
فذاك حديد متين صقيل 


تننذون غ ما رخات تان 


و 
3 


دارا 


وک الوا جه اتن 
لزانة زفس فيه والرَّانُ ناضرٌ 
وأخر ج نصلًا أغفَلّته البَصّائر 
وبل أن قد فارقته المَشَاعر 
فانعش وارفقضف رول الت ار 
بآرس وهكطور الدَّوَاهي الدّواثر 
وكل على دفع العدو مُثَايرُ 
ولا للقا الآهداء يالصَّدٌ حَاسِنٌ 
يروعهم أن المهدّم حاضر"! 
فمن أوّل القتلى ومن هو آخر؟"" 
فأورست روّاض الجياد المُكابر 
وكلهم ذاق الرّدى وهو صاغر 
وملك على أكناف كيفس وافر 
وبحر البيوتيين بالمال زاخر 
(ودارت عليه بالتّزال الدّوائر) 
وجيش الأغارق سيم المَوَارَاا" 
أيا بنت زفس وشر المآب 
دوهن واک امنا روا 
ينل مبتغهه وإليون هدم 
إذا “ظحل رت الوغضى ونت 
معنم يُلاقي ا 
فَهَيّت وَلَبّت ولم تربص 
تقود الجياد إلى العَجَلَهُ 
على لبب ساطع العسجد" 
تضم الدّواليبٍ من طَرَفَيّها 
وهذي نحاس نقي جميل 
تنظ وها جات هان 


قتدارًا أشدًا 


الإلياذة 


ومن فوق أطواقها الذّهبيه 
لقد أحكمت دائرات عليها 
وضور ملق اسن ا 
يقوم على حلق من ضار 
وفي الصدر قوسان حيث خرج 
فذا من حلى الذهب اللامعه 
وشدَّت SBE‏ صافى الذهب 
وفالاس أحشاؤها ا ع 
أماطت نقايًا لطيقًا عليها 
وألقته بالعنف في صرح زفس 
وقامت ومهْحّتُها اضطَرَمَت 
وألقت على منكبيها يميد 
وأهدابه الذّهم فيه تحوم 
وفيه الشقاق وفيه القُوَّى 
وفيه كذا هَامَة المارد 
وألقت على الرّأس أعظم مغفر 
له طبرن اريم ”يا غا 
ولماا تلت مَرْكُبٌ 
طول تقل متخن القنناة 
ومتكرة” وا او ان 
لأبواب أقصى السّما سبحت 
وأعلت صريفًا ا الجبال 
وقوف بها أبدًا حضر 
فتركم غيمًا فيعلو القتام 
ققق ال ا و ا ا 
بأعلى الآلمب على ذروته 
هنا وقفت هيرة بالجياد 





عصابات صفر بديع المزيّه 
تقر العيون ارتياحًا إليها 
ومن فوق ذلك عرش رفيع 
وصافي لجين صَفْوفًا يدار 
عمود بمضمده قد ولج" 

وذاك من الفضة النّاصعه 
وهيرة تَصلَى أوار القَضَب 
فقامت على فورها تتدحِّج 
بديع المحاسن صَّنع يَدَيها 
بأمتابه عن حرازة تفس 
لدرع أبيها بهااستلأمت 
جنا يه وانوي الا 
وه ين ا كل الرُّسُوم 
وفيه اللّحاق مهولا شوى 


أبي الهول والأروع الواحد“" 


براحتها عامل أشهَبُ 
يحطم فيلق قوم العتاخ"۷ 
فراحت يلب الرّقيع ميد 
وة سناعنا تهنا بانّصال" 
0 کل 6 اا تخسن 
وراحت إلى زفس تنسئ المراد: 


النشيد الخامس 


ي م خضو ينا ولد ا وه 
ألست ترى كم دما قد سفك 
وهذا دمى كاد رتنا يفور 
SEET CAE‏ الت 
ألا فا أذمَّنَ بأن أتأمُب 
فقال: «عليك بفالاس تَكْبَح 
فتلك التي عوّدته النكال 
فسَورّت وَسارّت بأحداسها 
سراتًا تطير كَبَرْق أضا 
فيا نظي غ ا 
!]جو ae‏ 
ا ا 
وحلت لدى الحُصن بالرّبتين 
هنا هيرة استوقفتها وحلت 
وسمويس أخْرَجَ من نريه 
وسارت على الأثر الرّّتان 
ترومان في خَّفة السّيْر عن 
فَبَادَرَتا مَحوَّ أوفى السّواد 
وحول ذيوميذ کل يذود 
وعزم ولا عزم خرنوص بز 
فهيرا عليهم هنا أقبلت 
بصوت جهير كقرع الحديد 
وصاحت: «فواعار جيش جبان 
نعم حين كان أخيل يقف 
ولم يك من منهم يجسر 
وهاهم وراء الحُصُون انْبَّرَوا 
ففيهم نيار الححَميّة ثارت 


مظالم آرس تَجُوز الحدود 
وكم بالأفارق ظُلْما قَتَك 
وقبرس وفيبّس بملء السرور"" 
يسوقاته وهو طيعًا يُسَاق 
ا 0000 مخضب» 
ومر ر العذاب بيوم النزال»" 
نت 8 تشق الرقيع بأفراسها 
لأدنى القّرى من أعالي الققضا 
على صخرة فوق يحر جلي 


- 


تَخَطَاه في ديه واحدةة" 
وتحت 4 كَفْيفٍ ادك 
لها خالا" التنف فقن SEE E‏ 
فان وف حمام الجنان١"‏ 


إلى حبية اتلم باش 


ببأس ولا بأس جيش الأسود 
يَصّول ويتسشطو وييّدي العبّ 
وهيئة 0 تاكن 
وجيه الوجوه ضعيف الجنان 
إلى 8 دردنس ر عير 


iS ا‎ 


وفالاس E‏ ذيُوميد سارت 


الإلياذة 


فوافته معتزلا بالجياد 
على صدره عرق يرشح 
يزيح على عيه بيديه 
سبع جرحًا به فَنْدَرُوس 
فمدت إلى نير مركبته 
«أذا بابن تيذيس مُمَلِمَا 
نعم ذاك كان قصيرًا صغيرا 
تهيج يه نفسه للقتال 
فلم يك بين بني أرْغْس 
إلى مَيْبَة وده رسلا 
فقلت اتقي بأس فلك الو 
فم ممنلك ا قن عا قود 
وفاز عليهم بنصر مبين 
فذاك أبوك وأنت بعكسه 
فإماالعَيّاء أياد قَوَاكا 
أقيك الرّدى وأليك و 
000 «نعم كل ذا أعلم 
أما قلت إن تلق قبريس فاضرب 
وهاك إله الوَغى أبدا 
لذاك أمَرّت انون تقهقر 
فقالت: «إذا يا أعز البشر 
فلا مَحْشّه الآن حيث استقرًا 
تقدم إليه لقرب المجال 
و كر 
وهنا هدو من الظراون: اما 


1 


وط جرخا فاا اا 
حمائل ترس ثقيل عليه 
رماه بأة شتاء قرع ١‏ ليؤوس 
يدا ثم مالت لتخطكته: 
فشتان شتان بينهما 
ولگته كان صليًا جسورا 
سواه يوم بني قدمس 
سفيرًا فراح وما هوا 
وَرَاحَ برازهم و دة لقند مل 
وكنت له خير عون مكين 
وإما جَزعغتَ لبأس تمداكا 
قَوَاك ونت عن الحرب رض 
وعنك الحقيقة لا أكتم 
ولكنني قد أطفث الأواإمن 
وعن غيرها من بني الخلد أضربٌ 
يقاتل بالنفس صَدْرَ العدى 
ويبقى هنا للدفاع المعسكّر” 


إلىّ فَدُوتّك فصل الخَبَنْ 


ولا ررب وکل لشي أمحرا 
بخيلك واطعنه غير ميال 
وليس على حالة ر 


ول و فوع ذاك ا 


النشيد الخامس 


ومن بعد ذا دَفَعَت إستنيل 
وقامت بمجلسه مس فة 
وكان اين أوؤخسيوس البطل 
ويادر والدَّم يهضيه 
فخوذة آذديس ألقت عليها 
وغغير دذيوميذ ما نظرا 
E REET EGET‏ 
فأرسل رب التتزال الستان 
ولكن فلاس مدت يدا 
ودذوميذ بادرس حالا Se‏ 
فصاح ا يصوت دَوَى 
كعشرة آلاف قرن يصيح 
فان الف ريسنان. واف ا 
SE 3‏ وهی aa‏ 
00 أولمبسًا مالي 
وق لديه يريه دماه 
«أترضى ولى البرايا بما 
فكل أهالى السّما لك تخضع 


531 


فَهَبّ إلى الأرض حالا يَميل*” 
حذاء ذيوميذ بالمركبه 
بربة بأس وقرن شديد 
تروم لربٌّ الوَعَى شر قَهْر 
بريفس أَمَدَّ الأثول قتل 
هول وا د 
لتخفى عليه وَيَبْدو لَدَيهاا” 
فأبقى القتيل طريمٌ الثرى 
وكل سلاح البراز شهر 
ب علي انين راهان 
REE 2 1512‏ 
فألقته في خصر رب المحّن 
وهم ابن تيذيس الرّمح يسحب 
يزعزع أركان ذاك الفضا 
فنك فتوق :داك تالالد 
وآريس بالسُحُبٍ احتجبا 
بقلب الغمائم بادي الرَّفِير 
EEE EEE‏ 
و إلى زفس جم الوجل 
NEES NIELS ERKE‏ 
LAN EEE ES‏ 
جزافا لأجل بني البشر 
وليست لغير المفاسد تجري 


أنت لها كلما شكت تردع 


تجاوزت تغفل زلاتها 


الإلياذة 


وتصطمع مغترة بأبيها 
فهاهي تغري ابن تيذيس أن 
فأقبل يطعن قبريس باليد 
ولو لم أطر بخفيف القدم 
وإلا وعني الحمام منع 
فأطرق زفس مفيظا وقال: 
فلا تشك أمرك بعد إليا 
فدأبك ما زال بين الأنام 
فأمك هيرا وعرق العناد 
يثقلني ردعها وإخالك 
ESET‏ لنت أرضى عذابك 
فلو كنت ما أنت من غير رب 
وسفلت بالذل والهون عن 
وفيون نادى فبلسمه 
ففي الحال والموت لا يعتري 
نا يخثر اللبن المختلج 
وهيبا على عجل غسلته 
وبالغجب والتيه والكبر أقبل 
ومذ أخمدت نار فتنته 
أثينا وهيرة أسرعتا 


هوامش 


لآأن قواه الشداد تقيها 
يصول علينا ويرمي ويطعن 
وضال .غلىئ كيرب مخ ال 
لأالقيت ت رفات الرمم“ 
لعانيت آلام من قد صرع, ٠‏ 
«عتوت ولا تستقر بحال 
فإنك أبغض رب لديا 
شقاقا ومفسدة واختصام 
سرى لك منها وهذا الفساد 
تقفيتها وبذاك وبالك 
لأن لزوجي وصلبي انتسابك 
لأمبطت من قبل أدنى الرتب 
بني أورنس من قديم الزمن»* 
على الجرح ذر فألأمه 
بني الخلد في لحظ طرف بري 
عصير من التين فيه مزج 
وفاخر ملبسه ألبسته 
إزاء أبيه لدى عرشه حل 
تفت قش ارة وظتاته 
وتنشئ أغالني النشما علق 


)١(‏ إذا أراد هوميروس أن يبرز تصوّره لسامع شعره وراویه» فإنما يبرزه بصورة 
رائعة ونهج يشوقء فإذا تعددت المواقع سلك في كل موقعة مسلكًا جديدًاء وأبرز كل بطل 
من أبطاله على ما يوافق صفاته التي آلى على نفسه أن يصفه بها ليتم التناسب بين كل 
أجزاء الأناشيدء فحيثما رأينا آياس مثلا فهو كالطود الراسخ لا يتزعزع: وحيثما رأينا 
أغاممنون فهو ذو المقام الرفيع العلي الشأن» وأوذيس الداهية المقدام والنابغة الهمام, 


1Y 


النشيد الخامس 


وذيوميذ السهم المنطلق والسيل المندفع» وهلم جرّاء على أنه يربط كل ذلك بسلسلة 
تتماسك حلقاتها تماسكًا يجعلك لا تنسى واحدة منهنٌء وينوّع لك الحوادث وتشابيهها 
مهما كثرت» فلا يكاد يقتل فارسين مقتلًا واحدًا أو يغير إغارتين متماثلتين كأَنّه طمع في 
أن لا يدع لمتآخر مجال الابتداع فوق ما ابتدع» وقد رأى هنا أن يميز ذيوميذ في واقعة هذا 
التّهار فأظهره بمظهر من البأس ليس فوقه مظهرء ولكي يقرّب كلامه إلى التصديق 
أفاض عليه عون فالاس أي: أثيناء فلم يبق من ثم محل للاعتراض إنه أتى أفعالا تعجز 
عنها أفراد البشرء وهذا نتيجة أخرى من نتائج اعتقادهم أن المرء منفردًا غير مرموق 
بعين العناية لا يقوى على دفع ضر وإتيان أمر, وأن لتلك العناية غايات لا يدركها البشرء 
فالاستسلام لها واجب في كل زمان ومكان. 

اک الشراع ا اک عن ناوه وا إن ال كان ن مز 
ذيومينء فلا أرى في هذا التشبيه البديع إلا إشارة إلى لمعان شكته» وهو كثير في كلام 
الشعراء» ولكن المطرب في كلام هوميروس تخلصه بوصف تلك الكوكبة ممتطية رقيع 
السماءء وهي صاعدة من عباب البحرء ولم أر في شعر العرب ما يقارب هذا المعنى إلا 
قول دريد: 


تقول هلال خارج من سحابة إذا جاء يعدو في شليل وقونس 


«الشليل ثوبٌ يُلبس تحت الدرع والقونس بيضة الخوذة» والمراد بكوكبة الخريف 
الشعري اليمانية أو العبور كان لها شأن عظيم في مراقب الكلدان» وبنت عليها جميع الأمم 
القديمة خرافات كثيرة» وفي كتب العرب أنها هي والشعرى الشامية أو الغميصاء أختان 
أقبل عليهما سهيل من ناحية اليمنء وأقبلتا من ناحية الشام حتى انتهى الفريقان إلى 
شاطئ المجرة (المدعوة عند عامة سوريا بدرب التيّان) وهى عندهم نهر السماء العظيم؛ 
فخطبهما سهيل فأجابتا فعبرت إليه الشعرى اليمانية؛ ولهذا سميت العبور ولم تستطع 
الشامية أن تعبر فجعلت تبكى حتى غمصت عيناها فسميت بالغميصاءء وأصل هذه 
الخرافة من الكلدان. 

)٤(‏ لما خلت المركبة من راكبيها؛ فيغس القتيلء وإيذيوس المنهزم باتت مغنمًا 
لذيوميذء فأمر صاحبه بسوق جيادها إلى سفنه. 


(4) أرطميس إلاهة الصيد فهى أحكم الرماة. 


51 


الإلياذة 


(1) القذال مؤخر الرأس 

(۷) قد نهجنا في الأبيات التالية أحد المناهج المبتكرة كما أسلفنا في المقدمة. 

(۸) لما راق الشاعر أن يتغنى بذكر بسالة ذيوميذ في هذا النشيد تفنن بالوصف 
والتشبيه تفننًا لا يدرك شأوه» وحسبك تشبيهه إياه هنا بالسيل المندفق» وهو تمثيل منّ 
على قرائح الكثيرين من الشعراء الذين قرءوا الإلياذة» وقلدوا والذين تبادر ذلك إلى ذهنهم 
عن غير رواية أو تقليد» ولولا معلقة امرئ القيس لقلنا إنه لم يحسن شاعرٌ إحسان 
هوميروس بتهيئة ذلك السيل» وقد ضاق عنه مجراه في الخليج» فاستأصل الجسور 
الكبار المعترضة له» وقض السد ودفع الزيدء وكأن قريحة الشاعر نفسه فاضت فيضان 
ذلك السيلء فلم تقف عند ذلك الحد فجعلته يقوض مباني الزراع» ويستطرد إلى ذكر 
سببه المنبعث من زفس إشارة إلى أن كل قوة سماوية أو أرضية إنما تنبعث من قدرة 
القدير. 

ومهما كان من بلاغة هذا الوصف فهو لا يفضل بشيء وصف امرئ القيس إذ إذ ألمّ 
بمعاني هوميروسء وزادها رواءً وتفصيلًاء ولم يغفل منها إلا ذكر اليد العليا القاضية 
بكل أمرء وهو إغفال عام في الشعر العربي الجاهلي. قال: 

أَصَاحٍ تَرَى برقا اريك وَمِيْضَهُ كلمْع اليَدَيْن في حَبي مُكَلْلٍ 
يْضِيءْ ا مَصَابِيحٌ راهب أمال السّليطً الال المُفَثَلٍ 
قَعَدْتُ له وصحبتي بَيْنَ نّ ضَارجٍ ويَيْنَ العَذَيْبِء بُعْدَ ما مُتَأَمُلي 
على قطُن بِالشّيْم د د وأَيْسَرْهُ على السّتَارٍ فَيَدْبُلٍ 


SNE ETE‏ د يَكُبَّ على الأذقّان دوخ الكَتَهِيْل 
مر على القَنَانِ من كَقَيَاِ انَل مِنْهُ العَصْمَّ من كل مَنزلٍ 
وَتَيْمَا آ SS TT‏ 


0" عد خاي ديا مجان در 
کا را المُجّيمر وة من السَّيل والغثّاء مَلْكَةٌ مغرّل 


۴ 


گان مَكَاكيّ الجواء عند EE EOE‏ 


1٤ 


النشيد الخامس 


كأنَّ السّباعَ فيه غَرْقَى مشيّة بِأَرْجَايْهِ القَصْوَى أَنَابِيْشُ عُنْصُلٍ 


شرع في وصف البرق السابق للغيثء فقال: إنه يتألق ويميل وميضه كاليدين 
تتراوحان في حبي أي: سحاب متراكم صار أعلاه لأسفله إكليلًاء فينبعث منه النور 
انبعاثه من مصباح الراهب أشبع فتيلته زينّاء قال: وقعدت وأصحابي أتأمله بين العذيب 
وضارج» ثم استطرد إلى ذكر السحاب والمطر المنهمر بعد البرق» فقال: إنه امتد من 
جبلٍ قطن يمينًا إلى جبلي الستارء ويذبل يسارًا فشمل مسافة عظيمةء وأخذ ينصب سيد 
من الجبال والآكام» فيقتلع أشجار الكنهبل العظام» ويلقيها على رءوسها لشدة تدافعه, 
ووقع على جبل الفنان مما تناثر وانتشر من رشاش هذا الغيث ما أنزل عنه الأوعال 
المعتصمة فيه لشدة انصبابه» ولم يغادر نخلة في قرية تيماء ولا بناءً فاستأصل النخيلء 
وهدم الأبنية الشماء إلا ما كان منها مشيدًا بالصخرء وكان جبل ثبير والمطر يتدفق عليه 
كسيد قوم ملتف بكساء مخطط لكثرة ما كان عليه من الغثاء والزبد» وكانت ذروة رس 
المجيمر كفلكة المغزل لما أحاط بها من الإغثاءء ولما استتم وصف الغيث وسوابقه أتى 
على وصف لواحقه» فقال نزل بصحراء الغبيط نزول التاجر اليماني المحمل عبابًا أي: 
انبت فيها من الكلاء وضروب الأزهار وألوان النبات ما يشبه ضروب الثياب المختلفات 
الألوان التي ينشرها التاجر اليماني» وهو يعرضها للبيع» وانتهى بوصف ما في تلك 
البقاع من طائر وحيوان» فقال: إن طير المكاكي كانت (لحدة ألسنتها وتتابع أصواتهاء 
ونشاطها في تغريدها) كمن شرب صباحًا أجود الخمر من الرحيق المفلفل الذي يشحذ 
الذهن واللسان» وأما السباع الغرقى فكانت كأصول البصل البري (لكثرة ما تلطخت به 
من الطين والماء الكدر) 

(9) صنديد ليقيا هوفنداروس بن ليقاوون. 

)٠١(‏ المراد بابن زفس أفلُون؛ لأنه كان ولي فنداروس. 

)۱۱( كان ذيوميذ راجلا كما مرء فلهذا ترجل رفيقه حتى يجتر السهم من كتفه. 

)١1١(‏ بنت رب الترس هي أثينا التي هيّأته لذلك اليوم؛ ولهذا وجه دعاءه إليها. 

(۱۳) کا ETE EEE E‏ رتوو علوي فلا 
تنجلي حقيقتهم إل لمن أرادوا أن ن يتجلوا له فلو لم تفتح أثينا أي: الحكمة عيني ذيوميذ 
لما تسنى له في ذلك العجاج أن يفرق بين العابد والمعبود» وإن من معتقد الإنسان في 
أكثر الأزمان أن عينيه لا تتفتحان للتمييز بين ما يعلم وما لا يعلم إلا بمشيئة فائقة 
وعناية خاصةء وقد جاء في التوراة من أمثال ذلك: أن الله عز وجل فتح عيني هاجر فرأت 


10٥ 


الإلياذة 


عين الماء. وفتح عيني بلعام فرأى ملاك الرب واقفا في طريقه وسيفه مسلول بيده» وفي 
القرآن: يغشي الله على البصائر والأبصار ويفتحها أيان شاء. 

)٠١(‏ قبريس هي الزهرةء ولا بدع أن نرى أثينا ناقمة عليها؛ لأن قبريس ربة 
الويف واا رة الحسمة والفنادي ١‏ اوي و اجك أمراق. لا ف ون كان 
مصدرهما واحدّاء كما أن قبريس هي أخت أثينا لأبيهاء وكلاهما ابنتا زفس أبي الأرباب 
والبشرء فكأنها قالت له صن حكمنك» وانبذ هوی نفسكء وافتك به ويبني جنسه. 

(15) قد انتقد على هوميروس كثرة تشبيهه بالأسود, وفات المنتقدين أن يروا تفننه 
ولك الحشانية ]ذل تكان كرافريشية بالسد مرة عل مكل جااسيق له الحشييه يه هذا 
التنويع يذهب بلا ريب بخطورة الانتقاد» ويعرب عن غزارة مادة قلما توجد في شخص 

(13) البأديل ما بين العنق والترقوة. 

(۱۷) لا نكاد نرى قتيلًا يقتل حتى نرى له مصرعًا مؤثرًا في التّفسء وأي تأثير 
يحصل لقارئ الشعر أعظم من تأثره لشيخ عاجزء واسع الجاهء كثير المال» عدم ابنين 
لا أمل له بثالث من بعدهماء وهذا أيضًا من حكمة الشاعر؛ تخفيفًا من التثاقل الذي يلم 
بالمرء لدئ تلاوة فصول الوقاقع الطوال التي تخر فيها الأيطال من كل جائب. 

(10) هنا عفنيه لخن بالات وخی عل ما قرع يال بتكي ففيدية السايق: 

(۱۹) كان آنياس زعيم الدردنيين» وهو بين الطرواد وحلفائهم في المقام الأول لا 
يفوقه بالبسالة والهمة إلا هكطورء فشأنه في ذلك الفريق كشأن آياس وذيوميذ بين 
الإغريق إذ جمع بين ثبوت جأش آياس» وخفة ذيوميذء وهو الذي بنى عليه فرجيليوس 
منظومته الكبرى» وهيأه بالهيئة التي مثله بها هوميروس إلا أنه زاد في الإسهاب والإطناب, 
ومن عقب آنياس هذا كان في زعم بعض المؤرّخين مؤسسو دولة الرومان. 

)٠١(‏ الاهتوار: الهلاك. 

(۲۱) هذا أول كلام نطق به آنیاس» وهو يشف عن ورعه وتقواه إذ أنه لما حت 
فنداروس على إطلاق سهمه على ذيوميذ نبّه إلى بسط كف الضّراعة لزفس» ثم سأل 
مرتايًا ما إذا كان ذلك البطل المغوار من غير بذي البشر. 

(۲۲) اتترارًا أي: مجازفة. ا 

(۲۲) كان فنداروس زعيم الليقيين من أرمى الرماة في عصره؛ ولهذا دفعه آنياس إلى 
رمي ذيوميذ بسهم قد يكفيه مثونة الكر عليه» فيدخر بأسه لسائر الأبطال» وفنداروس 


511 


النشيد الخامس 


هو مثال العاجز المتبجح» والبخيل المقتر الذي يلتمس عذرًا يستر به عيوبه» فهو ذو ثروة 
طائلة وسعة حالء أتى بنفسه راجلا لثلّا يسأم ثقلة خيله واعتذر بامتناع الكلاء ثم 
لما لم ينل وطره من أغاممنون وذيوميذ إذ رماهما ألقى تبعة ذلك على قوسه»ء وتوعدها 
لصيد المهى ليلد فمرّ أمامه سبعة منهاء وكان كلما مر واحد رماه فيتطاير شرر سهمه 
من صخر يقع علیه» فحنق على قوسه وكسرها ظنًا منه أنه أخطأ مرماه فلما رجع في 
اليوم التالي إلى ذلك المحل رأى أنه لم يخطئ شيفًا منها بل كان السهم ينفذ من الحيوان 
إلى الصخرء فندم ندامة ضرب بها المثل» وأعظم من هذه الحماقة حماقة البفلغوني الذي 
روى أفستاثيوس أنه أخطأ مرماه مرارًا متواليةء فتمادى به اليأس حتى شنق نفسه. 

)۲٤(‏ تعلم من كل كلمة ينطق بها آنياس ما كان عليه من الإقدام الصحيح, وقلة 
الأثرة وصغر الدعوىء فهو مع علمه بأنه طول باعًا من فنداروس خيره بسوق الجياد 
أو الجلادء ولم يجزم بالنصر لنفسه كسائر الأبطال؛ ولهذا مدح جياده بجريها كرًا وفرًا 
وربما أراد بذلك ايضًا أن يخفف من هيبة الملتقى على فنداروس. 

(15) يعلم من هذا الموضع وما أشبهه أن فصائل الفرسان كانوا يقاتلون ركويًا 
على مركباتهم زوجًا زوجًا أحد الفارسين لسوق الخيلء والثاني للطعان والإبلاءء والقتال 
على هذا النمط أشبه شيء بقتال البدى في بلاد العرب إذ يمتطون الإبل أزواجاء فالرٌادف 
يصاول والرّديف يقاتل. 

(51) الائتثار: التأثر والتقفى. 

(۲۷) في أساطيرهم أن غنيميذ بن أطروس ملك طروادة كان بديع الجمال طاهر 
الخلال» فخرج يومًا للقنص على جبل إيذا فنزل عليه زفس بهيئة نسرء واختطفه إلى 
السماءء فأقام في الأولب» واتخذه زفس ساقيًا؛ ولهذا سمي الدلو وهو البرج الحادي عشرء 
ويقال في أصل تلك الخرافة أن أطروس كان قد أرسل ابنه غنيميذ إلى ليديا؛ ليضحى 
لزقفس» وكان طنطال ملك تلك البلاد يلقب بزفسء فأساء الظن بغنيميذ وأصحابه 
وحسبهم عيونًا أتوا متجسسين فقبض عليهم» وأمر الغلام فقام يسقيه على الطعام. 

(5) الوتيرة: ما بين المنخرين. 

(۲۹) قلنا: إن هوميروس يكاد ينوع قتلاته بما يقارب عدد القتلى» وذلك من حسن 
التصور الشعريء على أنه لا بد من التنبيه إلى أمر آخرء وهو اعتناؤه بتطبيق الطعان 
على ما يوافق التصديق والحقائقء ولا نخال عالًا من علماء الأقدمين كان أعرف منه 


1V 





شكل :١‏ زفس بهيئة نسر يرفع غنيميذ إلى السماء. 


بالتشريح إذ لو أخذت كل طعنة سواءً أصابت مقتلا أو لم تصب رأيته وصفها وصف 
الطبيب اللبيب الذي يلم بوظائف كل عضو من أعضاء الجسد. 

(۳۰) تزعم عامتنا زعم عامة اليونان في زمن هوميروس من أنه كلما طال عهد 
الإنسان تراخت قواه» وصغر جسمه» وقل عرضه وطوله وهو زعم ينبذه علماء الجيولوجيا 
والإنثربولوجيا فإن بين حرب طروادة وهوميروس نحو خمسمائة عامء فإذا تناقصت في 
أثنائها قوة الرجل الواحد إلى رجلينء فمن البديهي أن لا تكون قوى رجالنا الآن شينًا 
مذكورّاء ولا تفوق أعمارها أعمار الهررة وصغار الحيوانء أما المحاذفة بالحجارة فمن 
أقدم ما جرى عليه الناس من قبل عهد التاريخ» والظاهر أنه حينًا بعد حين تهزهم 
الفطرة إلى العود على البدء» وفي براز داود وشاول ما ينبئ أن الحجر كان من خيرة أنواع 
السلاح» قالت شاعرة بني حنيفة: 


T1۸ 


النشيد الخامس 


فإن تمنعوا منا السلاح فعندنا سلاح لنا لا يشترى بالدَّراهم 


3 


جلاميد إملاءً الأكف كأنها رءوس جبال حلّقت بالمواسم 


(١؟)‏ لقد تساءل القوم كيف يصح أن هذا البرد يقي آنياس من طعان الناس؛ 
ولا يقي الزهرة نفسها كما سترى عما قليلء ولا جواب على ذلك إِلَّا أنه كان حررًا يدفع 
الموت» ولا يقي من الجراح. 

(۳۲) ابن قفانيس هو رفيق ذيوميذ ورديفه. 

(۳۲) لقد مر أن الزهرة غيبت فاريس عن موقع القتالء ولم يصبهما أذى وأما هنا 
فلم يكن الأمر كذلك بل أبصرها ذيوميذء ولم يحفل بها بل تحامل عليها وطعنها؛ لأن 
أثينا فتحت عينيه فأبصرها وأثارت جأشه فرماهاء وفي هذا رمز لطيف إلى أن المتذرع 
بالحكمة يقوى على كبح الشهوات مهما اشتد به الهوى. 

(5؟) أردنا بالبهجات الفتيات الثلاث المدعوات خاريتيس ©066001026) باليونانية 
وغراسيه (6722) باللاتينية و(6736©5) بالفرنسية والإنجليزي» قالوا: کن بنات زفس 
وأفرينومة وفي رواية بل بنات أفلون والزهرةء وشأنهن ترويح النفوس وإجلاء البئوس» 
كنَّ يرئسن حفلات الولائم والأعيادء وكان اليونان يقسمون بهن ويفتتحون الولائم بشرب 
نخبهنَ وكنَّ على الجملة مثال الجمال الباهرء والسرور الطاهر. 

)۴١(‏ لما كان آلهة اليونان بهيئة البشر بالمظهر الخارجيء» والعواطف والإحساس 
والمطعم والمشرب كان لا بد لهم من مميزات تميزهم في كل هذه الأحوالء فهم يأكلون 
ولكنهم لا يذوقون الخبزء ويشربون وليس لهم خمر ولا مسكر كمسكرناء ويجري الدم 
في عروقهم ولكن لا كجريه في عروق الإنس» فهم كائنات السماءء والسماء وسكانها لا 
يعتريها الفساد فلا تزول ولا تنقضي أيامها ولا أيام كائناتهاء وهنا إشارة إلى أن الأرض 
وما عليها من حي وغير حي عرضة للزوال» ومجلبة للفساد والاضمحلال. 

)۳١(‏ آم قبريس أي: الزهرة هي ذيونة المذكورة في البيت التاليء وهي ابنة الأوقيانوس 
وتيثيس» وأما أبو الزهرة فهو زفس, والانحناء على الركب لا يفهم منه أنها جثت» وإنما 
يراد به أنها انحنت على ركبتى أمهاء وهى عادة ذلك الزمان في استعطاف الصغير للكبيرء 
اا الود ا و ي ع قيظ ون انه لع نوكن مغرو قا عتمم دبلا هو 
ويدعون إل باسطين أكف الضَرَاعةء وهم وقوف. 

(۳۷) لأن آنياس كان ابنها على ما مرّ. 


۳1۹ 


الإلياذة 





(۳۸) ليس المراد بالهلاك الموت» وإنما العذاب الشديدء وهو تعبير شعري من وجه 
وديني من وجه آخرء وأمثلة ذلك كثيرة في التوراة والإنجيل والقرآن إذ يعر بالهلاك عن 
العذاب. 

(۳۹) كان فيون باعتقادهم في زمن هوميروس طبيب الآلهةء يزعم البعض أن 
الأصل في هذه الخرافة أنه كان نطاسيًا ماهرًا نشأ في بلاد مصرء ويذهب آخرون إلى أنه 
لقب أفلون؛ لأن الشمس تبرئ السقام وتخفف الآلام وقد صار من ثم علمًا لكل طبيب» 
كل هذه إشارات إلى روايات كانت متواترة في أزمانهم. ومحل تفصيلها في كتاب التراجم: 
على أنه يحسن بنا هنا أن نذكر أنها جميعها رموز إلى أمور طبيعيةء فقد ذكرت ذيونة 
هنا تسلط البشر تسلطًا وقتيًا على ثلاثة من الآلهة وهم: آريس وهيرا وأذيسء فالأول إله 
الحرب» ويتسنى للناس كسر شوكته إذا كثرت رويتهم» وقلت نهمتهم» ثم هيرا امرأة 
زفس المعروفة بالخدعة والدلء وكلاهما يدينان ويذلان في بعض الأحوالء والثالث إله 


۷. 


النشيد الخامس 


الجحيم وهو عبارة عن الشرء فيمكن كبح جماحه واتقاء جناحه» وليس لنا من جملة 
هذه الأمثال مثل لقهر أثينا ممثلة الحكمة وأشباهها؛ لأن الحكمة لا تضل ولا تذل. 

(50) علمت ذيونة أن أثينا هي التي أغرت ذيوميذء وَأَمّا الزّمْرة على كونها آلهة 
ففاتها عرفان ذلك؛ لأنها ممثلة الهوى والهوى فضّاح تضطرب لديه الأفكار فلا تنفتح 
به الأيصار. 

)٤١(‏ لم تكن أغيالا كما قال الشاعر ذات عقل رجيح؛ لأنه مذكور في تواريخ 
تلك الأيام أنها خانت زوجهاء وهامت بغيره أثناء غيابه» ولما ألقت الحرب أوزارها وعاد 
ذيوميذ على آمل أن يحظى بلقيا الزوجة الأمينة والرفيقة المعينة» فإذا بها قد ألقت 
بمقادة الحب إلى شخص غريب علق به قلبهاء فاضطر ذيوميذ إلى الفرار من بلاده فكأن 
الزهرة انتقمت منه بما لها من السلطة على القلوب» فإما أن يكون هوميروس جاهلا 
لتلك الرواية لعدم شيوعها في زمانه» وإما أن يكون قال ما قال وهو يصفها قبل تلك 
الخيانة. 

)٤١(‏ لم يكن لوالدة أن تسكن روع ابنتها بأرق من هذا الكلام» والشاعر كجاري 
يسكن جأش المصاب بكلمات قلائلء فلهذا أتت أولا على ذكر آلهة أعز جانيًا من ابنتها 
أصيبوا بأشد من مصابهاء ولم تبق لها موضعًا للهفة والقنوطء ثم أعادت الكرة على 
ذيوميذ فتنبأت لها بما سيناله من العقاب الشديدء ولا سيما بحرمانه البنين لذة الحياة 
الدنياء وتلك شر رزية يخشاها الآباءء وسنرى من كلام فينقس في النشيد التاسع شدة 
تلهفهم على العقب فكأنها ذرّت لها بلسم الشفاء وفرجت عنها كرية العناء. 

(19) لا بدع أن تبادر أثينا وهيراء فتسبقان قبريس إلى زفس فتكلمانه بما هو 
مأثور عنها من التحرش بالغلمان والفتيات لتخففا من غيظه إذا اغتاظء وتلتمسان 
بالهزل طمس حقيقة لا تخفى عليه وإنما يشوقه هزلهما فيصير عنهما؛ ولهذا نراه 
باسمًا في البيت التالي كأنه تجاوز عنهما إلى ما هو أعظم شأنًا في تلك الحال. 

)٤٤(‏ لم يتحامل ذيوميذ على أفلون تحامله على الزهرة؛ لأنه إنما كان مندفعًا 
بصولة أثيناء وهي لم تأذن له إلا بطعن الزهرةء أما تصديه لأفلون فلم يكن بالأمر 
المعقول؛ لأنه إله ذو بطش شديدء وإذا نظرنا إلى الأمر من وجه رمزي» فذلك أيضًا غير 
معقول؛ لأن أفلون ممثل الشمس والقدر ومقاومتهما أمر محال في كل حال. 

)٤٠٥(‏ إن في إرسال هذا الطيف تعبيرًا شعريًا لطيفا يشير إلى أنهم لم يعلموا بتغيبه. 


فض 


الإلياذة 


45 للناوة ك الزوة الست ارا لجوج اتر 

)٤۷(‏ فرغام أو فرغاموس قلعة إليون» وقد تطلق على البلدة نفسها. 

)٤٨(‏ لم يتجرأ أحد من قوم هكطور تجو سرفيدون عليه في هذا المقام» فعيّره بما 
لم يكن يصبر له لو صدر من طرواديء ولكنه كلام مفحم لا يرد عليه؛ ولا يكدَّب ولا 
يعاب» وزد على هذا أن هكطور وصحبه كانوا في حاجة كبيرة إلى حلفاء يقاتلون معهم 
جنبًا لجنب» ولا مطمع يغريهم على الاستبسالء فإذا غادروا الحرب كان البلاء كل البلاء 
على الطرواد والحلفاء لا يمسّون بأذى كما قال سرفيدون: 


وهنا ليس لي متاع ولا ما ال فأخشى أن العدى يسلبوني 
أو كقول الطغرائي: 
فيم الإقامة بالزوراء لا سكنى فيها ولا ناقتى فيها ولا جملى 


اک کی ج ا نب لطم اا ن القن ا 
(89) قال عنترة: 


ويطربني والخيل تعثر بالقنا خداة المنايا وارتهاج المواكب 
وضربٌ وطعن تحت ظل عجاجة كجنح الدجى من وقع أيدي السلاهب 


(00) ذيمتير إلاهة الزراعة والخصب وقد مر ذكرهاء وهي سيريس اللاتين أو 
الإفرنج كانوا يمثلونها وبيدها سنبلة أو زهرة خشخاش وما أشبه» لم أر للغبار تشبيهًا 
أبدع من هذا التشبيهء ولعله وارد في شعر العرب وخفي عنا أو أنه لم يحفل به شعراؤهم 
نقلة GS‏ ا 

)5١(‏ احتجاب أثينا إشارة إلى شدة الالتحام واختلال النظام كما أن انسدال الغمامة 
فوق الجيش في البيت التالي إشارة إلى اكفهرار الغبار. 

(00) لما وصف الجنود المتثبتة في مكانها متهيئة للكفاح» وشبهها بالغيوم المتلبدة 
فوق الجبال هيأ للتصور منظرًا مهيبًا قلما يراه سكنة السهولء ثم استطرد فمثل 
للتصور ذلك المشهد أثناء هجوع الأنواء؛ لأنها في عرفهم كما علمت أشخاص مجسّمة 
تهجع وتستفيقء؛ فإذا هجعت فقد تبقى تلك الغيوم راسخة كالجبال فوق الجبال يتهيب 


VY 


النشيد الخامس 





لمنظرها الرائي» قال بعضهم: رمز الشاعر بقوله: «الأنواء فيهن تلعب» إلى ما سيكون 
من تمزق شمل الإغريق في تلك الواقعة» وهو تصور حسن قد يمكن أن يكون قصده 
الشاعر إلا أنه لا يبعد أن يكون من جملة المتممات اللاصقة بأكثر تشابيه هوميروس. 
(0) كل كلمة من هذا الخطاب على إيجازه تقوم مقام العبارات الطوالء والجمل 
الفخيمة في خطب الملوك والأقيال لا سيما أن الساعة ساعة حرب لا سبيل فيها إلى إطالة 
الكلام» ولم يكن غير أغاممنون لينطق بمثل هذا النطقء وإن وجد بين القوم من هو أبعد 
منه نظرًا وأوفر حكمة؛ لأنه ليس إلا للزعيم الأكبر بعد التلطف بالمقال أن يعد البطل 
المقدام بحسن المصيرء ويتوعد النكس الجبان بالموت والعار» وهذا من مميزات شاعرنا 
إذ لا يكاد يصدق في كلامه منطق رجل إلا إذا كان من ذلك الرجلء وما أشبه خطاب 
أغاممنون هذا بكلام الإمام علي بن أبي طالب يوم قام يخطب في الناس قبل واقعة صفينء 
قال: «وَطّنوا أنفسكم على المنازلة والمحادلة والمزاولةء والمناضلةء والمعانقة» والمكارمة, 


VY 


الإلياذة 


ولعنترة يمعنى البيت الأخير: 


لعمرك إن المجد والفخر والعلى 
لمن يلتقي أبطالها وسراتها 
ويبني بحد السيف مجدًا مشيدًا 
ومن لم يروي رمحه من دم العدى 


ويعطي القنا الخطيّ في الحرب حقه 


يعيش كما عاش الذليل بغصة 


من لم يعش متعررًا بسنانه 


والملازمة» وأثبتوا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم» واصبروا إن الله مع الصابرين». 


ونيل الأماني وارتفاع المراتب 
بقلب صبور عند وقع المضارب 
على فلك العلياء فوق الكواكب 
إذا اشتبكت سمر القنا بالقواضب 
ويبري بحدّ السيف عرض المناكب 


وإن مات لا يجري دموع النوادب 


سيموت موت النذل بين المعشر 


(:0) لا يغفل شاعرنا هنيهة واحدة عن تفكهة القارئ بما ترتاح إليه النفس؛ 
ليرسخ في ذهنه كل ما أودع شعره من الحكمة وحسن التمثيل» ولو سرد تباعًا أسماء 
قاتليه ومقتوليه لكان نظمه خلوًا من الطلاوة التي اشتهر بهاء وإذا قص قصة أو روى 
رواية» فإنما يختار لها الوضع الذي لا يمكن أن تكون في سواه» ولنا على هذا مثالٌ مقتل 
الأخوين هنا فقص قصتهما بنسق مؤثرء وختمها بتشبيهين بالغين في الدقة والهيبةء 
فكأنما اضطر راوي شعره إلى حفظ تلك الذكرى. 

(55) مهما اعترض شعر الإلياذة من الأقاصيص الخرافية» فهو برموزه وحسن 
سبكه وارتباطه منسوج على منوال لا يأباه العقل» فإن منيلاوس لم يكن من أكفاء 
أنياس فلما انبرى له لم يكن ذلك إلا بسوق آريس إله الحرب أي: بثوران نار الحمية في 
رأسه» فغيبت عن بصره سوء المصيرء فكان من ثم من الحزم أن يتقدم أنطيلوخ لمعاونته 
على أنياس خصوصًا أن الحرب أولاها وأخراها كانت انتصارًا لمنيلاوس» فلو قتل فيها 
لتصرمت الآمال» وضعفت عزائم الرجال وانتهت بنكبة الإغريق» ثم إنه لم يكن في ارتداد 
أنياس شيءٌ من العار؛ لأنه أصبح أمام بطلين مغوارين إذا قوي على أحدهما فلا قبل له 
بكليهماء قيل لعنترة العبسي: «أنت أشجع العرب وأشدهم بطشا فقال: لاء قيل له: كيف 
شاع لك هذا الاسم بين الناس؟ قال: إني أقدم إذا رأيت الإقدام عزمًاء وأحجم إذا رأيت 


VE 


النشيد الخامس 


الإحجام حزماء ولا أدخل مدخلا إلا إذا رأيت لي منه مخرجّاء واعتمد الضعيف الساقط 
فأضربه ضربةٌ يطير منها قلب الشجاع؛ فأنثني عليه فآخذه والحرب خدعة». 

(531) الصروم: السّيف. ا 

(01) الكلوم الجراح» يخطر على بال شاعرنا ما لا يدور في خلد شاعرء ولا تكاد 
تعجب بوصف أو تشبيه إلا ويبدى لك على الإثر ما هو أحسن منه أو مثله بحيث إذا 
رطق التفتضيل اق الاتقا وحسيك هاه ا هذا معدل هذا الركل انار وليه 
للهواء وحسن التخلص بطرحه إلى الأرض مدفوعًا بجياده. 

(08) أنيى زوجة آريس إله الحرب» وقيل: بل أخته كانت حوذيّته تشد الخيل 
إلى مركبته» وترافقه أو تذهب منفردة لإثارة الحروب» فكانوا يمثلونها منتفشة الشعر 
ملتهبة البصرء تجري وبيدها سوط مخضب بالدماء. 

(09) لما كان الفوز للإغريق في ما تقدم» وكان لا بد من إظهار بسالة هكطور 
وجيشه وانثنأهم على العدوء وتنكيلهم به لم يكن أجمل من تصرف الشاعر بإظهار 
هكطور في صدر جيشه يليه إله الحرب» ورفيقته القهارة وفيه توطئة حسنة لالتواء 
الإغريق التواء غير مذموم» وانجلاء الأمر لهم بواسطة ذيوميذ؛ لأن أثينا كما تقدم فتحت 
عينيه ليميز بين الآلهة والناس» فأحجم إحجامًا لا يشوهه عار كمن يطوي بطن البيداء 
فتصده سيول لا قبل له باجتيازها «فينكص منهد القوى وهو حائر». 

(10) لما انجلت لذيوميذ حقيقة الأمر كان من الحكمة أن ينذر قومه بالخطر 
المحدق بهم» ويحثهم على التقهقر غير منقلبين على أعقابهم بل موجهين صدورهم 
للأعداء كجاري عادة الشجعان في ذلك الزمان وفي كل زمان حتى لا تختل بوجوههم 
خطة الدفاع ولا تنالهم طعان العدى في ظهورهم خشية العار» وقد كان من عاداتهم 
أن المطعون في ظهره ينبذ نبا من بين جماعته؛ وإذا مات لم يجز دفنه» وذلك عندهم 
منتهى العقوية لما أسلفنا من شدة حرصهم على إحراز القبور ووصف معتقدهم فيها. 

)1١(‏ كثيرًا ما نراهم في ساحة القتال يعكفون على الأسلاب في ثوران المعمعة طمعًا 
بالمال والفخار؛ لأنها كانت الدليل القاطع على بأس صاحبهاء وسنرى ذلك بأوضح بيان 
في النشيد الثالث عشر أثناء مفاخرة أيذومين ومريون بما حوياه من سلاح الأعداءء ولم 
يكن ذلك شأن العرب كما قدمنا (ن .)١‏ قال العبسي: 


Vo 


الإلياذة 


(1۲) لوميدون هو ابن إيلوس وأبى فريام تولى طروادة ثلاثة وعشرين عامّاء وهو 
الذي حصنها بالحصون المنيعةء وأقام السدود وقاية لها من موج البحرء وفي أقاصيصهم 
أن أفلون أعانه في بناء المعاقل» وفوسيذ إله البحر في بناء السدودء ولما انتهى عمل الإلهينء 
ولم يبر لوميدون بوعده لهما فشا الوباء في المدينة» وطغى عليها البحرء فلجأ الطرواد إلى 
استخارة الآلهةء فأوحي إليهم أنه لا مناص لهم ولا نجاة ما لم يعد ملكهم ابنته فريسة 
للنون العظيم أو التنين» فرضخ الملك مضطرًا ففزع له هرّقل وقتل التنينء فنجت الفتاة 
على ما يقرب من قصة مارجرجس» وحنث لوميدون بيمينه وأخلف وعده مع هرقلء فلم 
يعطه الجياد التي وعده بهاء فانتقم هرقل ودمر البلدة. 

(17) بدأ أطلوفيم خطابه بالتهكم على سرفيدون إذ دعاه مشير ليقية إشارة إلى 
أنه كان قوالًا أكثر منه فَعَالا؛ِ لأنه كما نقل پوپ عن سبوندانوس كان زعيم قوم مضت 
عليهم أزمان وهم راتعون بأمن وسلام لا يلجون الحروب ولا تفاجئهم الخطوب» وانتقل 
الخطيب من ثم إلى المفاخرة بحسبه ونسبه» وأشار إلى خراب إليون للمرة الأولى إذ دمرها 
هرقل انتقامًا من لوميدون ملكها. 

(15) لم ینکر سرفيدون مقال ندّهء وإنما أنكر عليه أن ما جرى جرى ببأس هرقلء 
فألقى التبعة غضًا من شأن هرقل على لوميدون نفسه كأنه أصيب بما أصيب عقابًا من 
الآلهة. 

(15) أبوه زفس كما تقدم» والمراد أنه لو لم تحط به العناية فيبادر صحبه إليه 
لهلك. 

(17) لقد صدق من قال: إن الشاعر لا يكون شاعرًا إلا إذا كان عانّاء وإن لم 
يكن ذا علم وافرء فلا أقل من أن يلم ولو إلمامًا قليلا بعلوم زمانه. ويلوح لك من شعر 
هوميروس أنه كان طبيبًا وجَرَّاحاء وفلكيًا وصانعًاء ومؤرخًا وجغرافيًاء وبالجملة فإنه 
وعى في صدره كل علوم عصره» ولك هنا مثال بأنه لم ينطق بلسان سرفيدون عند ما 
أصابته الطعنة بل لام قومه إذ لم يبادروا إلى إخراج النصل من حُقهء ثم صمت برهة 
وجعله يشعر بشدة الألم» ويستغيث وكل هذا ينطبق الانطباق التام على حالة الجريح 
الذي يشتد به الألم بعد فترة. 


۷1 


النشيد الخامس 


(1۷) إن في سبب إعراض هكطور عن جواب سرفيدون خلافا في نظر الشراح» ولعل 
الأقرب إلى الصواب أن الساعة ساعة كفاح لم يكن له أن يضيع منها لحظة في الكلام 
ولم يكن بوسعه أن يزيد على ما فعله أصحاب سرفيدون بإسراعهم به إلى الزانة. 

(1۸) وهذا أيضًا من دقائق مطالعات الشاعر إذ أن الجريح يشعر بأشد الألم عند 
انتزاع السهم من جرحه» فإذا لم يكن الجرح قتالا فنسمات الريح تنعشه وتخفف آلامه. 

(19) المهدم إله الحرب. 

( ا ركفل الشراع من الال كلما اتدرع هوميروين متحاطمًا من تقس همق 
قائل: إن السؤال موجه إلى إلاهة الشعرء ومن قائل غير هذا القولء ولا أخاله إلا نوكًا 
من التجريد البياني كان يستحسنه اليونان كما يستحسنه العرب حتى جعلوه من أنواع 
البديع. راجع (ن 5). 

)۷١(‏ لما طال على القارئ مشهد القتال ثنى الشاعر نظره إلى ما كان بين الآلهة 
من الفزعة للفريقين» فشرع في تهيئة هيرا زوجة زفس وفالاس أي: أثينا ابنته على ما 
يأتي» سنبين في أول النشيد السادس مطالعتنا بشأن هذا النسق من النظم. 

(۷۲) اللبب ما يشد من السيور في صدر اللبّة من صدر الدابة» والمراد به هنا 
السيور على الإطلاق» يخال لك لدى كل وصف من أوصاف هوميروس أنه إنما يصف 
علمًا وقف نفسه له أو صناعة دأب عليها حياته بطولهاء ولنا هنا في وصف العجلة ما 
يكاد يدلنا على أنه صانع عجال مع كونه شاعر ما تقدمه وما تأخر عنه من القرون 
الطوال. 

ف ا النير تقرن إليه الجياد. 

)۷٤(‏ أي: إن كل ما مرّ مرسوم عليه رسمًا ويفعل فعله جسمًا. 

)0070 قال پوپ: «إن تصور أثينا متدججة بسلاح زفس يشير إشارة بديعة كما 
قال أفستاثيوس إلى أنه لا شيء ثمة إلا حكمة القدرء قال: وكان القدماء يشيرون إلى هذا 
ال ا ا لكلافيها تعن سقو ي ولا ريب أن في كل هذا السياق 
بلاغة وعظمة تحار لهما الأفكار» وتقصر عنهما مدارك كل ذي تصور إلا هوميروس» ولا 
شيء في أقواله أصرح شهادة من هذا الموضع بالقول الشائع منذ القدم أنه «لا رجل سواه 
أبصر هيئة الآلهة ولا أحد سواه أظهرهم للناس» فلا وصف أجمل وأبدع مما وصف به 
مركبة هيرا وسلاح أثيناء وترس زفس بما فيه من رسوم الشقاق والهول والرعدة» وكل 
نكبات الحرب التي إنما تنتاب الناس على أثر غضبه عليهم» وما أعظم ذلك الرمح الذي 


VV 


الإلياذة 


به يحطم زفس بقوته وحكمته الفيالق المتأهبة والكتائب المتكتبة» ويغض من كبرياء 
الملوك الذين يسيئون إليهء على أننا لا نعجب من تناهي عظمة هذه التصورات لدى تأملنا 
بما بينها من الشبه وبين ما ماثلها في الكتب المقدسة حيث يمثل الإله القدير شاكًا في 
سلاح النقمة» وهو منحدر بعظمته لينتقم من أعدائه» وف مزامير داود ذكر كثير للمركبة 
والقوس وترس الله». 

(77) الإشارة إلى مداخل النعيم والجحيم بالأيواب كلام قديم في كل الأديان فللسماء 
أبواب في التوراة والإنجيل والقرآن. ويرمز بالباب أيضًا إلى الواسطة والوسيلة كما جاء 
في الحديث: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها». وعلى ذلك بنى البابيون مذهبهم توسعًا بهذا 
المعنى» أما الساعات الواقفة بياب السماءء فالمراد بها الفصول تتناوب واحدًا بعد واحد. 

(۷۷) قبريس الزهرةء وفيبوس أفلون نراهما مواليين لإله الحرب؛ لأن الهوى والقدر 
حليفان له» وأما الحكمة أي: أثينا فلا. 

(۷۸) لا شك أن فالاس أي: الحكمة أصلح من هيرا للوقوف في وجه رب الحرب؛ 
لأن وقوف هيرا في وجهه لا يأتي بمعنى» وهكذا نرى أن هوميروس نطق بكل ما نطق 
عن قياس ومنطقء فسنراه بعد أبيات وقف بهيرا تصيح دون أثينا؛ لأنها تمثل الهواء 
والصوت أشد وقعًا يفم هيرا منه بفم أثينا. 

(۷۹) لا يعجبن القارئ لهذه المبالغة بسرعة طيران الجياد السماوية بمن عليهاء 
فإنها هي من نتاج السماء تطير بآل السماء» وكم من مثل لنا يشبه تلك السرعة بخطوات 
الملائكة بل وغير الملائكة من الجن في روايات العرب وغيرهم حتى لقد نسبت لأبينا آدم 
في بعض الكتب خطوات تقارب هذه الخطى أو تزيد كخطوته من جنة عدن إلى جزيرة 
سرنديب (سيلان)» وأما عفريت سليمان فمن معجزاته فوق ما طرق مخيلة هوميروس» 
وأما سرعة الخيل فقد تفنن شعراؤنا في وصفها تفننًا لا تذكر بجانبه أقوال شعراء 
اليونان» ومن تلاهم أحصيت منها مرة نحو خمسين وصفاء وبقي أمامي شيءَ كثير, 
وإني موردٌ هنا أمثلة قليلة من أنواع مختلفة. قال سلمة بن خرشب الأنماري: 


هوي عقاب عردة أشأزتها بذي الضمرات عكرشة دروم 


شبه فرسه بالعقاب المنقضة على الأرنب» والظاهر أن ابن خرشب كان مولعًا بهذا 
التشبيه فقد سبق له نظيره. (ن .)١‏ وقال أعرابي: 


TVA 


النشيد الخامس 


جاء كلمع البرق جاش ماطره تسبح أولاه ویطفو آخره 
فما يمس الأرض منه حافره 


“ا كد Xk‏ 
وقال مزرّد أخو الشماخ: 


متى ير مركويًا يقل باز قانص وفي مشيه عند القياد تساتل 
تقول إذا أبصرته وهو صائم خباء على نشز أو السيد ماثل 


شبه الفرس بطير البازء وبالسيد أي: الذئب» وهو صائم أي: قائم وهذا كثير في 


وأجرد كالسرحان يضر به الندى ومحبوكة كالسيد شقاء صلدما 
وقال عدترة: 


ولي فرس يحكي الرياح إذا جرى لأبعد شأو من بعيد مرام 
يجيب إشارات الضمير حساسة ويغنيك عن سوط له ولجام 


كن اتقو من كلك سعراء الحافلية: ولسن ادون فونه ناما هذه راف 
وما أرق ما قال علي بن الجهم: 


فوق طرف كالطرف فى سرعة الش د وكالقلب قلبه فى الذكاء 
ما تراه العيون إلا خيالا وهو مثل الخيال فى الانطواء 


(والطرف المهر) ومثل ذلك قول المتنبي: 


۳۷۹4 


الإلياذة 
يذرى اللقان قارا في متاخرها ٠‏ وقي حداحرها من السن خوغ 


يريد أن تلك الخيل تشرب من نهر آلسء وتبلغ اللقان قبل أن تستتم بلع الماءء وبين 
المحلين مسافة بعيدةء وللمتنبي بيت آخر وعى معنى هوميروس بعينه وهو: 


يقبلهم وجة كل سابحة أربعها قبل طرفها تصلٌ 


أي: إنها تضع قوائمها وراء منتهى بصرهاء وهذا هو المراد بقول صاحب الإلياذة. 

)۸٠(‏ سِمُويسُ نهر تجاه إليون كان إلا من آلهة الطرواد. 

)۸١(‏ يقال في حمام الجنان» وطيور الجنان ما تقدم لنا في القول عن سرعة الطيران 
أنها قديمة في معتقدات الأوائل» وقال بها المصريون قبل اليونان وزعموا أنها لم تكن 
تبقي من أثر إذا وقعت على الأرضء وكثيرًا ما تمثل الملائكة بصور الحمام» ويرمز بها 
إلى ا والخفة والوفاء كما جاء في قصة الطوفان وغيرها. 

(۸۲) قلنا: إن هيرا أي: الهواء أصلح لاستنفار الجيش» وإنما ماثلت إستنتور؛ 
لأنه كان نفير القوم» وكان لذوي الصوت الشديد في ذلك الزمان منزلة هامة في الجيش 
يقومون مقام الرسل والسفراءء ويؤدون ما تؤديه الطبول والآلات في هذه الأيام» وكانت 
الملوك والقواد تستخدمهم في الحروب وتفاخر بشدة صديدهم وهديدهم. 

)۸١(‏ تَقَهْقر أي: تتقهقر وهو كثير في شعر العرب كقول المعري: 


تحاشي الرزايا كل خفٍ ومنسم وتلقى رداهن الذرى والكواهل 
وترجع أعقاب الرماح سليمة وقد حطمت فى الدار عين العوامل 


)۸٤(‏ ذلك أصدق وصف للحربء فهي لا تستقر على حالء ولا تراعي جانب العدل 
ولا تقف على حد ولا تلوي على جهد. 

(85) إستنيل هو حوذي ذيوميذ أو رديفه دفعته إلى الأرض لتحل محله؛ وتلي 
ذيوميذ بالكفاح فلا يقهره بعد ذلك قاهر. 

(87) آذيس إله الجحيم» وخوذته هي التي نعبر عنها في كتبنا بقبع المارد يخفي 
لابسه على كل الناس فيرى ولا يُرى» وقد 55 اليونان هذا المذهب؛ لأنهم كانوا يعتقرون 
أن كل ميت يحل دار الظلمات حينًا من الزمن» فينحدر إلى مملكة آذيس ويتوارى 


ا 


النشيد الخامس 


عن الأبصار ومن ثم تأصل فيهم الاعتقاد وأخذوا يرمزون بخوذة آذيس إلى الاختفاء 
والاحتجاب. 
(۸۷) يأوّل مدَّ يد فالاس لإطاشة السنان بتذرع ذيوميذ بالحكمة والحنكة لإطاشته 


(۸۸) يأوّل كل ذلك باشتداد الكفاح وارتفاع الصديد الشديدء وقد يمثلون ذيوميذ 
بطعن آريس على نحو هذه الصورة. 





ذيوميذ يطعن آريس إله الحرب. 


(۸۹) لا يؤخذ من قوله هذا أنه يمكن أن يدركه الموت؛ لأن الخلود من لوازم 
الألوهيةء ولا يمتنع عليهم مع ذلك أن يعانوا العذاب حينًا من الزمن. 

)٠١(‏ لا عجب أن يبث إله الحرب هذه الشكوى من ربة الحكمةء ويعزو إليها ما 
تخلق به من قبيح الخلالء فهي التي تتولى قهره وتكيد نحره» ومن اتصف بسيئة فإنما 
يصف بها أبعد الناس عنها. 

)٩١(‏ في أساطيرهم أن جميع الأرباب من ذرية أورانوس ممثل السماءء قالوا: 
ولدته الأرضء ثم تزوجها فولدت له ثمانية عشر ولدّا ومنهم قرونس (زحل) أبو زفس 
(المشتري)ء ثم تألب قرونس وبعض إخوته عليه فخلعوه. 

(49) لما أجلت الإلاهتان رب الوغى عن ساحة القتالء أي: لما فترت عزائم الطرواد 
لم يبق ثمة داع لبقائهما على نصرة الإغريق فرجعتا إلى السماء. 


۸1 


النشيد السادس 


4 
۰ 


اجتماع غلوكوس بذيوميذ ووداع هكطور لزوجته أنذروماخ 


E 
٠ 


خلت ساحة الحرب من كل رب وثار العجاج بطعن وضرب 


وما كادت تخلو حتى استظهر الإغريق وولى الطرواد منهزمين» فأوقفهم هكطور 
وجرى مسرعًا إلى إليون يسأل أمه الملكة أن تستمد عون الإلاهة أثيناء وتسترضيها 
بالضحايا والنذور دفعًا لهجمات الإغريق وبطلهم المغوار ذيوميذء ولما احتجب هكطور 
برز لذيوميذ غلوكوس زعيم الليقيين» وقبل أن يصطدما استطلع كل منهما طلع الآخرء 
فأدّى بهما ذلك إلى أن تعارفا واذّكرا ما كان بين ذويهما من التواد والتصافي بحقوق 
الضيافة فتصافحا وافترقا على غير قتالء أما هكطور فإنه دخل إليون» وسأل والدته أن 
تذهب بكبيرات العقائل فيتشفعن أثينا ففعلت» وصعد من ثم إلى حجرة أخيه فاريس» 
فلقيه مع هيلانة» فمال عليه بالتقريع والتونيب واستحثه على معاودة الكفاح» ثم سعى 
يطلب امرأته أنذروماخ فلم يجدها في منزلهاء وأنبئ أنها ذهبت ترقب حركات الجيش 
من فوق الأبراج فجرى عاديّاء إليها فلقيها مع طفله وجرى له معها حديث ذو شأن 
ثم ودعها وانصرف يجري إلى ساحة القتال» وكان فاريس قد شك في سلاحه فلحق به 
وخرجا مندفعين إلى السهل. 





الإلياذة 


مجرى حوادث هذا النشيد في اليوم السابق ومشهد وقائعه بين نهري سيمويس وإسكندر, ثم في 


إليون. 


النشيد السادس 


خلت ساحة الحرب من كل رب 
فمن سمويس إلى زنثكس 
فبادر بالقوم أول باد 
ففرج أول هم وياس يص 
أشد الثراقة بأسَا شديد 
لواه أياس بطعنته 
وشقت إلى المخ عظم الجبين 
تلاه ابن نثراكسيل الأغر 
ففي مضرب السبل كان يطوف 
وفوق الطريق بنى داره 
أعان ولم يجده ما أعانا 
بسيف اين تيذيس صرعا 
وخر أقلط كناك ذريس 
فراح وأبقاهما بالزفير 
حفيدي حليف العلى لومدونا 
ولما ترعرع ساق الشياه 
فدان لبربارة قلبه 
فيأسهماابن مكست أبادا 
وفوليفتيس رمى أستيالا 
جرى يطعن الفرقسي فذيت 


AE 


فعج العجاج بطعن وضرب' 
فراع اموه وجح ا ي 
اياس يشق صفوف الأعادي" 
رع ابن إفسورس أكماس" 
وجبار هول وقرم عنيد 


يغيث العباد ويقري الضيوف 
ليكرم بالقرب زوَارَهُ؛ 
ولم يك من عنه يلقى الطعاناء 
E‏ سي تنا 
بعامل فريال صدر الخميس 
على أسفوس وفيذس يغير 
وفرعين من بكره بقليونا 
فتاة کب أبوه بسر 
فرامته إحدى بنات المياه' 
وعن توأمين انجلى حبه 
وان ل La AE‏ ذا 
وأوذيس بالرمح مال وصالا 
وطفقير آريتوون يميت 


مك 











النشد' السادسشس 


وأصمى ابن نسطور أنطيلخس 
وأتريذ مولى الموالي قتل 
وفيلاق ولى يروم الفرارا 
وميلنثيوس رمى أورفيل 
فيس الطتراون: والفجلة: وان 
وأذرست شبت تغير الخيول 
بغصن من الأثل والكيكبه 
سيك ها و اة 
وأذرست للأرض مذ صرعا 
فأدركه وهو يجري منيل 
على ركبتيه ترامى ذليلا 
قان ون اين ادان 
فإ كد عي ا 
فرق و إلى صحيه 
شق اوقا 
«تعست لي وأنت تلام 


بأي خنّى لم يسيئوا إليكا 
أجل فليبيدوا ويفن الجميع 
ولا ينج ناج وتبل الجسوم 
ابا شيل ل وار وف 
وفي خصره أغممنون ألقى 
وداس على صدره واسجره 
«أيا دانويون آل الطراد 
لودع كن وا اق عمسن 
مسقل O‏ 
أبيدوا الرجال بدار النزال 
فهاجت بهم نفثات الحميه 


۸٥ 


إلأشومن قزم ناسا التيطيل 


بال تون اتوس الحجوا ذا 
ححا دهاه متيل 


وأذرست 1 
يهم قد تراموا بياب الديار 
تباريه أنشبت المركيه 


أغارت وقد أفلتت للبلاد 


إزاء محالاتها وقعا" 


برمح طويل وسيف صقيل 
وقال: «ألا فاعف وارض بديلا 
حديدًا وصفرًا وصافي نضار 
لفلكك يولك كنرًا مهيا» 

هين اي ا و ا 
E E‏ 
ملام زم تة وة اال ام 
وأي أسى لم يهيلوا عليكا 
فتاهم وشيخهم والرضيع 
ولا يعل قبر وتمح الرسوم»" 
وأذرست صد بكل القوى 
ونسطور صاح يشدد أمره: 
موالي أريس رقيب الجلاد 
على السلب والكسب كي يرتمي 
فيلهو وذا اليوم يوم الظفر 
فيخلو المجال وَمَّمَّ المنال»؟ 
وماجت تجيش النفوس الأبيه 


A 


1 


الإلياذة 


وكنان. التظتراون والعترم: خا 
ولولا أخو هكطر هيلنوس 
راو ,ولعي فى ر 
«ألا مذ تحملتما الفادحات 
بسل القواضب بأس شديد 
قفا استوقفا الجند عند الحصون 
وطوفا بهم بحفيف القدم 
مخافة أن يدفعوا بالأسى 
فإماالتجلد منا بدا 
ونحن إذا الجاش بالجيش ثارا 
قلا إتجوة منن دواعي الكتروره 
وإن نهض العزم بين الجميع 
الي امتا ظط ول هدي 
وتمضي إلى قمة القلعة 
وتفتح في الحال أبوابه 
وکل اه فان تا 
وتنذر عند اندفاع البليه 
وكنق لسع النهما يتين 
وصدت ذيوميذ روع البلاد 
نعم هو ظني أشد العدى 
ولست أحاشى كذاك أخيلا 
ناك قراف فق كارا 
فما كاد يعمل فوا وقع 
وهب يفير من العجله 
يهز القنا وبخوض الصفوف 
فهاج الطراود بأسَا وماجوا 
قصّدَّ الأغارق قتلا وزحفا 


A1 


يولون نحو الديار فرارا 


أجل العوارف يثني الرءوس ١"‏ 


وأنياس يبغيهما منذرا: 
ومذ كنتما رأس كل الكماة 
وحل المصاعب رأي سديد" 
تقلا تولني اتقاء الشجون 


أثيرا القوى واستحثا الهمم 


أمنا شمتتة لد العدى 


دكت كرون وحصي ااا 
وإن بلغ العى منا أخيره 


ا ONE‏ 
MEE EE SEE‏ 
وتدخل بالخذل. اع تايه 
ليسبل فيه على ركبتيها 
E EEE‏ 


إذا هى منت بدرءعء الشرور"٠١‏ 


دجوا الجلة” واكاك الما" 
وأطولهم صولة ويدا 
وإن كان لِلرَيّة ابنَا جليلا 
وراذگ الأََارفلَيْسَ يجَارى» 
وكقوا عن الطعن والضرب كفا 


النقد' السادشس 


وخالوا وقد بلغ البأس حده 
وهكطور والقرع يعلو صديده 
«أقوم الطراود جند البكوس 
فها أنا أقصد أبراجنا 
لكي ينهضوا وينذر الضحيه 
ولما انتهى راح توا يسير 
وأمداب مجوبه الأسحم 
فشق غلوكس صف الرجال 
وعند التلاقي وقد بلغا 
ذيوميذ بادره بالسؤال: 
فإنك ما لحت لى قط قبلا 
فكي إكالك ممت ا 
فويل أب لم يهبني ابنه 
فان كشت .من فوم آل الوب 
فليكرغ قاوم آل السما 
تقفى مراضع رب الخمور 
فروعهن بسوط الفنا 
وريع ذيونيس منه وغاصا 
فتكبمكه تفن إلى .ضدرها 
وليكرغ من ثم كل إله 
وزفس بلاه بكف البصر 
أنا لست أبغي لقاء الأولى 
فإن كنت تغذي نتاج التراب 
فقال: «علام اقتصصت الخبر 
فبعضًا يبيد الهواء وبعض 
ففي كل عام نبات أبيدا 


TAV 


بني الخلد قد رفدوهم بنجده 
بهم صاح كالرعد يدوي هديده: 
ونجادهم مستجيشي النفوس 
لألقى الشيوخ وأزواجنا 
يُآلوا ادراءة لهذي البليه 
بتصعيدكم وبتصويبكممى*!' 
على قدميه وكاد يطير 
من الرأس تضرب للقده" 
كذاك ذيوميذ يبغي القتال"" 
خلال الجيوش مرامي الوغى 
«فمن أنت قل يا أشد الرجال 
وسمر العوامل تفتل فلا 
لآأنك لم تخش فتكي الذريعا 
فقل وأصدقني يخستئ أعود 
فما قام قائمه بعد ما 
على طود نيسا خلال الصخور 
فأسقطن من يدهن القنا 
إلى لجة البحر يبغي الخلاصا"' 
تخوله الأمن في بحرها 
تعن ان افيه قلاه 
وأهلكه عبرة لليشر" 
أنيلوا الصفا فى الديار العلى""١‏ 
فأقبل وذق فق راع العذاب» 
ونحن كأوراق هذي الشجر 
على منبت بائد النيت غض 
به الغاب تنمي رييعًا جديدا 


الإلياذة 


ول على إو ككل هي 
ى ا فكت معن ا 
فإيفيريا بلد من بلاد 
بها كان سيسيف أدهى الأنام 
وان لوش له يما كهنا 
ففاق بليروفن بالجمال 
وقد كان فيض زفس انتصارا 
وذاكت اله كل يدك الاقم 
ولكن إفريط أضمر شرا 
فبادر يطرده مستبدا 
وعن نفسه راودته فأعرض 
له أضمرت أنتيا كل شر 
«فموتن أوفليمت نن اراك 
تكوم رويط انعن تس 
وخط على رقعة مهرا 
وسيره لحميه الميجل 
فسار وآل العلى حرس 
تلقاه بالبشر مولى البلاد 
فشسم لجال كد مجرت 
وإعوناة ای 
بدا ملك ليقية بالخطاب 
E TE EERE‏ 
مروعة من بنات الخلود 
لها رأس ليث على ذيل أفعى 
ينك SNE e‏ 
ولك ال التعلني وتنقننا 
وثنى بقتل رجال البئوس 


TAA 


فجِيلٌ تلاشى وجيل نشا" 
فإني ممن سما وانتسب 
كرف رعو REO E‏ 
سليل أيولا عزيز المقام 
الهيذا EEE E EE‏ 
وممتدح البأس كل الرجال 
لإفريط فاحتل تلك الديارا'” 
كذاك بليروفن ذو العهظم 
له إذ رآه ترفع قررا 
وزوجة إفريط رامته وَجِدا 
عفافًا وللعرض لم يتعرض 
وقالت لإفريط تهمي العبر: 
بأهلك سوأ سحيق الفؤان» 
نذيرًا خفيًا ولم يبطش 
رسوم الحمام كما أضمرا" 
بليقية بالكتاب ليقتل" 
عليه لحيث جرى زنثكس 
وأكتوم اتواه ب فا وزاك 
عجول بعدتها نحرت" 
يتؤردي أنتمكة ال تقض رة 
فألقى الرسول إليه الكتاب 
لقتل الخميرة حالا دعاه" 
على كمم الهم وا حسود 
على جسم تيس من المعز يرعى 
قاذ ارا تمن التهوار 
وكل وجود لها محقا 


عظام السليمة شم الرءوس" 


النقد' السادس 


وثلث يفتك والمرهبات 
وما كاد يفرغ حتى أقيم 
فأفناه طرًا ولم يذر 
فريع المليك وكف الأذيه 
وأعلاه مستبقيًا بالجلال 
وشاطره الخكم والشعب رام 
لذا أقطعوه هبات غزيره 
وقد ولد ابنين إيسنررا 
ولوذمية المجتياة ومن 
ومنها نشا سرفدون المعلى 
فراح يهيم على آلس 
قط لفن ناكف الكل قور 
لعجتو ونا انون تسل 
ولو ذمية أرطميس قلتها 
وظل هفولوخ حَيًّا لنا 
فقد حثني أن أخوض المجالا 
وأعلى منار جدودي الأولّى 
فهم دوخوا كل قرن عتا 
فكف ذيوميذ مستبشرا 
وقال: «إذن لك حق الإخاء 
أتدري لأونفس حِدَّي قديما 
وعشرين يومًًّا له خلت 
وقد أحكما للوفاق الوثاق 
فجدي أهداه أبهى نجاد 
وجدك كأس نضار أغر 


۸۹ 


أمازونة الهول حتفا أمات"” 
له في الطريق كمين عظيم 
له ذلك اليوم من أثر 
وأيقن عزوته علويه 
وأنكحه ابنته باحتفال 
يقيم لديهم عزيز المقام 
جنانًا مانا وأرضًا وفيره 
بها هام زفس شجًا واقترن 
ولكن بليروفن سيم ذلا" 
بعيدًا عن الناس والمؤنس"" 
يحرب السليمة روع الملا 
ولم تعد من بعد أن جندلتها'” 
فذاك أبي وهو أرسلنا"” 
وألقى بصدر الجيش الرجالا 
نيلوا الفخار وشادوا العلى 
بليقية وبإيفيريا 
وهذا إذا شئت أصلي وفصلي»"" 
وأركز فاسله.في. التقرى 
بَلِيرُوفِنَ كان ضيفا كريما 
أقام على الرحب والسعة 
قبيل حلول أوان الفراق 
إلى الآن في مزلي مدخن 
ولتك وجني عنه هذا رويت 


الإلياذة 


قفن كنت فى الد ل اا 
اتنا خرانا ا ی وناد 
فآنت بأرغوس ضيفي الجليل 
تقاض ای ارال 
سواء بنى الخلد ساقت لباسي 
وأنت كفاك بقرع البلا 
وخذ للوفاق سلاحي دليلا 
eR EY‏ 
متكا سمل كن لحرن 
وزفس غلوكس رشدًا سلب 
سار هكطور حثيفقًا وأتى 


بثيبة بادت ومنها الإساءه 
وما بيننالا يحل الجلاد 
وفي ليقيا لك إني نزيل 
أصول عليها فتلقى الويال 
أو اجتحتها مستطيلا بنفسي 
رجال تروم لها مقتلا 
وهات سلاحك عنه بديلا 
وحرمة آبائنا والجدود» 
وبعد التصافح عهد وثيق 
فنال نحاسًا وأعطى ذهب" 
تساوي وذي تسعة لا تعول“" 
باب إسكية والزان ظليل 


»ا كلا علا 


ا ا 
وبعول واخلا قفأمر 


منه علمًا تتقصى سائلات 


وإخوان ثقات”" 


أن يبادرن على ناك الآثر 


ويصلين لأرباب البشر 


علها تدفع عنهن الأذى 
هو صرح شيد بالنحت الجميل 


فوق أبواب رواق مستطيل 


كلها شوو لش ار 


لبني فريام شيدت مضجعا 


وثوت أزواجهم فيها معا 


ويحازذيهن صف رفعا 


فة ناتاس :والترفه" كو 


مع كل ابنة الصهر الحليل" 


»اا كلا علا 


لنتتاي لتك هديق افا عنقت 


منذزلا. را يمضقول: انحن 


النقد' الستادشس 


بسقوف شائقات للنظر" 
كم مكطوى ]إلى الان ارحقئ ٠‏ ية عالام علبي التقنون لتقن 
أجمل الغادات فى ذاك الفنا ‏ فعليه أقبلت توًا تميل 

“ا ok‏ كلا 
امب کک بيد وهي تقول: وعلام الآن غادرث السهول" 
وإلينا عدت تبدو بقفول 

إنما أعلم تبغى عجلا 
ترتقي من قمة البرج الذرى حيث تدعو زفس للخطب الجليل 

Xk sk “ا‎ 


فاسترح حينًا وبالراح أعود لتزكّيها لأرباب الخلود 
ثم تُسقَى فهي ريحان الكبود _ 

تنهض العزم وتفني التعبا بقواك العيٌٍّ أدري ذهبا"" 
بذياد عن رفاق نجبا» 

قال: «يا أماه تنحط القوى بارتشافى الآن شهد السلسبيل"؛ 

كاك CAP a CDS. LAE O‏ 
أيجيز النذر لي زفس كما 

آنا مخضوب وغشاني الغبار فبدر الآن في الحال بدار؛ 
ENE‏ 

فهي الملجا لها النصر انتمى واصحبي الغادات والطيب الثقيل 

“ا كد Xk‏ 

واحملي أغلى وأعلى برقع لك في القصر العظيم الأرفع 
وعلى ركبتها فيه ضعي 

وانذري أن ترجعي مبتدره بالضحايا الغر ثنتي عشره 
من جيناع کنن مدخ وة 


۳۹۱ 


الإلياذة 


إن تشأ أن تدرأ اليوم الأذى وعتار الولد والآأهل تقيل 

ورأت تدفع عن قدس البلاد ‏ فرع تيذيوس رواع العباد 
بطل البول وهدام العماد؛ 

فاذهبي أنت ولوذي بالنقى وأنا فاريس أدعو للقا 

آه لو تدفعه الأرض إلى جوفها أشفى من النفس الغليل 

»ا ا Xk‏ 

آفة أوجده زفس لنا علة حتى يزيد الشجنا 
أنا إن يهلك يزل عنى العناء»“ 
وأتت غرفتها حيث استطار 

عابق الطيب ومنشور الشذى فوق آزر زانها الوشي الجميل 


ا ا علا 
نسجتها غيدٌ صيدا نقبا والفتى فاريس منها جلبا 
عندما هيلانة قبل سبي 
فانتقت مقنعة قد وضعت فوقها مثل الدراري سطعت 
وفرت ألوانها واتسعت 
وو تان في ل ااا ا ا ف ی ا 
»ا كلا علا 
وثيانو بنت كيسيس الصفي زوج أنطينور الفارس في 
فول فاه ن الجاب ا هقی 
فتحته إذلتلك الربة جعلت كاهنة عن ثقة“ 


ا كلا علا 


4۲ 


التق السادشس 


فلها ألقت به فوق الركب ودعت طالبة درء الثوب: 
«يا ذمار الدار يأكل الأرب 

اسحقي رمح ذيوميذ الألد واصرعيه عند أبواب البلد 
1 تتسكي لك إن عمس لون 

تماقا مدن تداع دهي - ا شو نفك او 

د يد 

هكذا كان الدعا لكن أبيىي لرجاهن استماع الطلب 
الا يي ودرب 

بل سعى يجري إلى الإسكندر ‏ حيث وافاه بقصر أزهر 
كانه قري EBE EE‏ 

حيث فريام وهكطور ثوى في أعالي قمة البرج الطويل 

Xk د‎ 

شاده أمهر أرياب الحرف برواق عرصات وغرف 
فإليه فيه هكطور ازدلف 

بقناة حدها القاري انتشر ‏ بلغت طولا ذراغا وعشر 
وعليها فَنْحَةٌ التبر الأفرا؟ 

فو قم قارو وا «وضفل الشكة والدوع الصفيل 

عنده هيلانة بين الإماء ‏ تنفذ الأمر بحذق واعتناء 
SEINE‏ ابيا الى الست 

بئس ما أفرغت من هذا الغضب ولأعادي بلغت منا الأرب 
ثارت الحرب وأولتنا الحرب 

أنت لو خلت فتى عنها التوى سمته التعنيف بالسيف السليل 

کو اا ن ا احص م اا 
قال والأرباب حاكى بالجمال: 

E E .“ماقفة قوتي‎ E EREN وساي دف‎ 

N أو‎ | 


4Y 


الإلياذة 


إن أكن غحادرت كرات اتوغتى.. ٠‏ فلكي أصلىئ لظي فلبي العليل 
ا يا 


زوجي الآن آلاتث لي التسفال" . تيقفي عودي إلى دان التزال 
صرفة > ی وا سال 
فاتقظرض الخ EEA ESTEE SESE‏ 
١‏ فأوافيك سريعًا للكفاح؛ 
صامنًا هكطور ذا القول وعى وندا هيلانة شهدا يسيل: 
> > > 


«آه هكطور أخي كل الشرور والرزايا الدهم من أجلي تثور 
آه لو كانت رحى الريح تدور 

يوم ميلادي وتيار الأوار للجبال الشم بي كالطير طار 
أو رمى بي فوق أمواج البحار 

قبل أن أخذل من دون الملا وأعاني ثقلة الخزي الوبيل"* 

إن هذا قر لاان ي مها لكا لم ودف 
كان أولى أن: قرافي وف رقي 

فيكون الآن لي بعل أشد كاشف العار وَدَرَاءٌ الشدد 
إن فاريس هوى النفس اعتمد 

سوف يلقى شر أعمال جنى وأرى الإصلاح أمرًا مستحيل 

> > د 

فاسترح حينًا فأنواع العنا ‏ شملتك الآن من شري أنا 
وشجا فاريس زاد الشجنا 

NESE EE INSEN SIBLE CEN 
قال: «يا هيلانة لست أرى‎ 

لي عن الجري إلى القوم غنى ما لهم عني إذا غبت يديل 


»ا كلا علا 


۹٤ 


التشد' السادشس 


زوجتي حينًا وطفلي المرضعا لست أدري هل قضي أن أرجعا 
أو يد الإغريق تفري الأضلعا» 
ثم جد السير للقصر على عجل يلقاهما قبل الرحيل١*‏ 
> د لد 
خاب ما أمل إذ لم يجد زوجه الحسناء بيضاء اليد 
فهي مع جارية والولد 
داس بالأعتاب واقتص الخبر:'* 
«أين يا هذي النسا قلن لنا أنذروماخ مضت أي قبيل 
هل إلى بعض بيوت الأخوات أو نساء الإخوة المستعصمات 
أو إلى الهيكل تلقى الدعوات 
من أثينا خوف كرات العدى» 
قلن: «لم تذهب إلى الأهل ولا ذهبت قلب أثينا تستميل 
قد بغيت الحق والحق يقال فهي في السور ببلبال وبال 
فرأيناها جرت نحو الحصون جري من داهمه مس الجنون 
تصحب المرضع والطفل الحنون» 
فانثنى هكطور من حيث مضى وعلى الفور جرى والصبر عيل''* 
بين أسواق بمرصوف البنا أسرع السير وللباب دنا 
بنت إيتيون الشهم الأبر (من بإيففلاقيا ذات الشجر 
قبل في ثيبا تعلّى واستقر 
والكليكيين بالعدل رعى) أقبلت تصرخ بالقلب الذليل 
معها المرضع والطفل الرضيع ساطعًا بالحسن كالنجم البديع 


4° 


الإلياذة 


أستيا ناسا يسميه الجميع'”* 

إذ أبوه ذاد عنهم أجمعا إنما هكطرور والبر رعى 
إسكمندريوسًا الطفل دعا“ 

فإليه باسمًا سرا رنا وانبرت زوجته الدمع تهيل: 


»ا كلا علا 


«يا شقي البخت ذا البأس الوخيم سوف يلقيك بلجات الجحيم 
ولي الإرمال والطفل يتيم 
سوف تلقاك جماهير عداك وتلقيك مضاضات الهلاك 
فلمن أبقى إذا مت سواك 
و اف الى ره الي :فيل أنه ی عن ا 
ا Xk ok‏ 


إن تموتن الأسى يخلد لي وعناالنفس ودمع المقل 
لا أب أسسلويه لا أم لى 

ENT REC PEE‏ تمل مهدي فون CNC‏ هل 
إنما الأرباب أولته الوجل 

فارعوى منقليًا عما توى ولحر السلب لم يبغ سبيل 

Xk د‎ 

ارق السفة في ا هيبا 
في ضريح شاد في جيرتها"” 

حوله غيد الجبال الشامخات نسل رب الترس ساق الرّقَات": 
قَدْ عَرَسْنَ الدُلْبَ حًا بالممات 20 

إخوتي سبعة أبطال كذا دفعة بادوا ومالي من خليل 


»ا كلا علا 


وانثنى من بعد ذا الخطب يصول 


551 


التقيد' السادسشس 


وللنضى الأكن O‏ كيت RELEASE‏ 
ساقها للأسر فى ما أرسلا 


»ا كلا علا 


رشقتها بسهام الغضب؟” أنت أمي وأخى أنت أبى 
ا ا 5 ١‏ 

افق كل اهل لس إذ انت كى اا فازيمه وانعط ف رفقا فلي 
آه فارفق بي وبالطفل لدي 

(أنا لا أطمع أن تأبى الوَحّى وعن الهيجاء جبنًا تستقيل 

إنما أرغب أن تحمى الذمار وتقى نفسك من شر البوار) 
OO‏ لاعن لفاك 

فبغاه كل ذي عزم وباس كذيوميذ وأتريذ أياس 
وثلاثا كاد يندك الأساس 

لست أدري هل أتوه عن هوى أولهم قد كان في الوحي دليل 

يا 


قرب تين البر فوق البرج قر وتحفظ فيه من شر أمر 
فلك النجو (وللجيش الظفر) 

ولى السلوى وللطفل الرجا» “7 قال: «ما يشجيك يولينى الشجا 
إنما الموقف أضحى حرجا 

نزل الروع وبي العزم أبى أن يكون الروع في القلب نزيل 

»ا »ا لا 

بين أقوامى وريات السدول٠‏ لست أرضى العار إن تعل النصول 
أو عن الهيجاء يثنيني الخمول 

وأنا دوا بصدر الفيلق شأن فريام وشأني أتقى 


4۷ 


الإلياذة 


“ا كد Xk‏ 
سوف تندك بإليون القلاعء وتوافينا الملمات الفظاع 
كل هذا منه قلبي لا يراع 
لا إذا ا فس الترب ثوت أو أبن من دمه السمر ارتوت 
أو رميم الإخوة الأرض احتوت 
لا إذا الطرواد بادوا وإذا ‏ خرق الزرقاء للجو العويل 
بيد أن الخطب كل الخطب آه أن تكونى فى سبيات العداه 
ري اقم عن انس التحكاة 
تستقين الماء كالعبد الأسير من مسيس أو ينابيع هفير 
تنسجين القطن والقلب كسير 
كل بؤس كل رزء وعنا كله إن حل ذا الرزء قليل 
كله لا شيء إن صح الصحيح ولديهم كنت والدمع يسيح 
والذي يلقاك بي هزاأ يصيح: 
«تلكم زوجة هكطور الشديد خير ما في القوم من قرم عنيد 
كم له قرع بذراع الحديد» 
«تل صدر الجيش تلا ومُنا سبيت زوجته وهو تليل»” 
فتصيحين وتصلين السعير تستجيرين ولكن من يجير 
إن يكن هكطور في الترب قرير 
فلك الرق وأنواع العذاب يا لحود الأرض واريني التراب 

قبل أن يدهمنى هذا المصاب 
اى أيها الشطب الب ٠‏ قبلما زوجي للسبي تُنيل»" 


Xk sk X 
ثم مد اليد للطفل فصد جانزكًا لما رأى تلك العدد‎ 
من نواص سابحات وزرد‎ 
وبصدر المرضع الطفل ارتمى فلديه أبواه يسما‎ 
ويرفق عنه هكطور رمى‎ 


۹۸ 


التقد' السادشس 


ذلك المغفر والطفل بدا بيديه بين تقبيل يجيل 
ودعا يسال أسياد الأنام: «أنت يا زفس وأربايًا عظام 
عونكم أسأله في ذا الغلام 
فليكن مثلي هَصّار الأسود وهو في إليون بالبأس يسود 
وإذا من موقف الحرب يعود 
فليقل فوق أبيه قد سما سل سيف الفوز يا نعم السليل 
“ا كد Xk‏ 


تتلقاه بيادي الطرب 
أمه جاذلة مما ترى» ‏ ثمألقاه لها مستبشرا 
بسمت باكية وهو رنا مشفقاينظر للطرف اليليل 
sk X‏ ا 
ثم ناداها وقد رام العجل «لا يشق الأمر لا يعن الوجل 
ليس موت قبل إدراك الأجل 
كل صنديد ورعديد جبان مذ تبدى بوجود للعيان 
ليس ينجو من تقادير الزمان 
ولكل عمل فامضي كفى واطلبي أعمال ربات السديل 
sk X‏ ا 
فلك النسج وفتل المغزل ولنا إعمال سمر الذيّل"“ 
وأنا الإيقاعٌ بالأبطال لى» 
تذرف العبرة والقلب التهب 
دخلت للصرح يوليها الشجا زفرات أشجنت كل الدخيل 


»ا كلا علا 


۹۹ 


هوا 


الإلياذة 


فعلا بين جواريها النحيب حين أبصرن بها ذاك اللهيب 
عمّت الأحزان فى القصر الرحيب 


هو حى وتعمدن الحداد 


إذ توقعن له وقع الصعاد"١‏ 


لع ون ته بسن :الماد 


لم يقل بعد أبادته العدى 
بعدة فولان تألق نورها 
كمهر عتي فاض مطعمه على 
ويضرب فى قلب المقاوز طافحًا 
يروّض فيه إثر ما اعتاد نفسه 
وتجري به من نفسها خطواته 
كذا كان فاريس وقد جد مسرعًا 
فأدرك هكطورًا عن الأمل قد نأى 


فقال: «أخى إنى أرانى مبطمًا 
فقال: «أيا ا ا اهوت 
فأنت أخو البأس الشديد وإنما 
ويلتاح قلبي إن لحتك جنودنا 
قَهَيّ فليس الآن للبحث موضع 
وإن شاء زفس أن يقيض نصرة 
E REE‏ 


00 


مس 


إنما نحن كما لو كان قيل1 
إلى الحرب منه تستطير الجوانح"" 
جرى وهو بين الطرق كالبرق رامح 
ربائطه يبتتها وهو جامح " 
إلى حيث قلب الأرض بالسيل طافح 
ويطرب أن تبدو لديه الضحاضح 
يطير وأعراف النواصي سوابح 
إلى حيث غصت بالحجور المسارح '" 
عليه كنور الشمس تزهو الصفائح 
تحث خطاه للكفاح القرائح 
فعزمي مرجوح وعزمك راجح» 
ليبخسك القدر الذي أنت رابح 
بوجدك قد تثنيك عنه الجوارح 
وأنت مدار الخطب والخطب قادح" 
سنبسطه إن لم تبدنا المذابح 
ويدفع أقواما شدادًا نكافح 
وتذكي لأرباب الأنام الذبائح» 


)١(‏ ذكرنا في المقدمة أننا توخينا النظم على أساليب مختلفة لأسباب أوردناهاء 
وقد حذونا في القسم الأول من هذا النشيد حذو الفرس بتصريع بعض يحور الشعر 
كالرجزء وأكثر ما يكون ذلك عندهم في المتقارب لطلاوته وملاءمته لمفردات لغتهم» حتى 
إن الفردوسي الملقب بهوميروس الفرس نظم كل شهنامته وهي أطول كثيرًا من الإلياذة 


ع 


النشيد' السادشس 


على هذا البحر الذي صدَّرنا به نشيدناء ولا يخفى أن الفرس بعد الإسلام أخذوا أوذان 
الشعر عن العرب» 5 تصرفوا فيها على ما تقتضيه مباني ألفاظهم فاستباحوا من 
العلل والزحافات ما لا تستبيحه لعدم اضطرارنا إليه في الشعر المتين» على أنه ليس هناك 
a‏ لقنن رق زا كلم ويا لك يديه قن الول O‏ م عماجو 
الشيوع» فقد سبق لعرب الأندلس والشعر في أبّان دولته أن ذهبوا فيه كل مذهبء ولم 
يكن في الخلف من عاب وانتقد» بل كانوا كمنتزع الغلّ من عنقه» وكنا كمن يأبى إلا أن 
يغل وتثقله القيود. 

أما التصريع من غير الرجز على ما تقدم فهو وإن كان قليلا جدًا في الشعر العربيء 
إلا أن له نظائر في منظومات الأندلسيين وبعض شعرء المتأخرين ممن خالط العجم» 
كقول البهاء العاملي من الوافر: 


ألا يا خائضًا بحر الأمانى هدك الله ما هذا التوانى 
مضى عصر الشباب وأنت غافل وفي ثوب العمى والغيّ رافل ... إلخ 


(؟) لا يكاد يعتزل الآلهة ميدان الوغى إلا ونرى 0 ظهروا على أعدائهم؛ يريد 
الشاعر أن يبين بذلك مصداق الحقائق التاريخية التي تنبئٌ أن الظفر كان حليف قومه 
في كل المواقع» وقد برز هنا آياس كجاري عادته» كالطود الراسخ لا يواليه إله في واقعة 

من الوقائع» فكله عزم ويأس ليس بالحكيم الموالي لأفيتاء ول العشاق الموالي للزهرةء ولا 
الظالم المتقلب الموالي لآريس» فهو قائم برأسه وابن جده وبأسه. 

(؟) أكماس هذا هو الذي يمثل هيئته آريس في النشيد السابق» وكفى بذلك مدحًا 
له ولأياس أيضًا؛ لأنه إنما جندل بطلا من خيرة الأبطال. 

)٤(‏ إننا نرى من كرم هذا الفارس» ونوع ذلك الكرم ما لا يعجب له أحد من 
قراء الشعر العربي» وإن كان موضع عجب لقراء الشعر الإفرنجي لبعد عهدهم بأخلاق 
الجاهلية» واليونان أيام هوميروس شعب جاهيء لا بدع أن يكثر فيه هذا النوع من 
الجودء ويتفاخر ذووه بالقرى وإكرام أبناء السبيلء وإننا لا نكاد نقراً قصيدة من الشعر 
العربي الجاهلي وغير الجاهلي إلا رأيناه مشحونًا بذلك الفخارء ومن قولهم بمعنى كلام 
هوميروسء» وفيه زيادة لطيفة: 


الإلياذة 

نصبوا بقارعة الطريق خيامهم يتسابقون بها إلى الضيفان 

ويكاد موقدهم يجود بنفسه حب القرى حطيًا على النيران 
ومثل ذلك قول المسيّب: 

أحللت بيتك بالجميع وبعضهم متفرّق ليحل بالأوزاع 
وقول زهير: 

بسط البيوت لكي يكون مظنة من حيث توضع جفنة المسترفٍ 

ومما يخرّج على هذا المعنى قول حاتم الطائي: 


وأبرڑ قدري بالفضاء قليلها يُرى غير مضنون بها وكثيرها 
وليس على ناري حجاب يكنها لمستوبص ليلا ولكن أنيرها 


ولا نظن أمة من الأمم غالت بقرى الضيف وإكرامه كالأمة العربيةء حتى نسبث 
تلك السّنَةَ إلى جدها إبراهيم وإليه أشار الحريري بقوله: 


وحرمة الشيخ الذي سن القرى وأسس المحجوج في أم القرى 


وأم القرى مكة» وقد روى هيرودوتوس وغيره من المؤرخين شيفًا عن نوابغ الكرم 
سائ الال ولكته: لا دكن إزاء ها يروع عن نكقاء العريه نحت لق أخذذا ترحمة كل 
فرد من مشاهير أبناء الجاهلية» ومن بعدهم لرأيناه يصح أن يضرب به المثل المضروب 
بحاتم الطائي. 

(5) إن في هذه الكلام ما يهيج الرآفة على القتيل» وينبئ بقلة وفاء الناس ونكران 
الجميل؛ إذ كان ينبغي أن رجلا عرفت له الأيادي البيضاء تتهافت الفرسان لنجدته 
فتقيه شر الوبالء ولهذا انتقد على هوميروس في هذا المكان وهو انتقاد غير ثبت؛ لأنه 
يرمي في كل شعره إلى وصف الحالة الطبيعية»ء وهي قلما توفي القسط والوفاءء ومع هذا 


النقد' السادس 


فموت خادمه إلى جانبه كما ترى في البيت التالي يدلك على أن الشاعر لم تفته فائتة, 
فجعل لصاحب الجود رفيقا وفيا يليه حتى الممات. 

(1) بنات المياه كان مسكنهن في قعر البحرء ومنهن ثيتيس أم أخيل. 

(۷) المحالات: الدواليب. 

(۸) لما صار أدرست في قبضة منيلا ترامى لديه ذليلاء وأطمعه بالمال فكاكًا لنفسه. 
فكاد منيلا يعفى عنه لو لم يبادر أغاممنون» ويعنف أخاه على رفقه بعدوٌ يجب قتله, 
كل هذا يلوح فظًا في بابه للمتحضر العريقء على أنه في حد نفسه تمثيل صادق لأطوار 
ذلك الزمان» حيث كان الانتقام أمنية الأماني» فالدية والفكاك والإطماع بالمال كلها مور 
لم يكن في بعض الأحوال يسد شيءٌ منها مسد دم المطلوب بالثأر» وفي أخبار العرب قبل 
اسا ی من أشماء ذلك کے کر کا أذ :نوكن لكل رمن مف ها ا ليك 
يغوث الحارثي من سادة بني مذحج في يوم الكلاب الثاني فقتل» ولم يغنه أن قال قول 


ع 
اذرست: 


فإن أخاكم لم يكن من بوائيا 
وإن تحربوني تحربوني بماليا 


أمعشر تيم قد ملكتم فاسجحوا 


ولما انقرضت دولة الأمويين» واستتب الأمر للسفاح العباسي دخل شبل بن عبد الله 
على عبد الله بن علي عم السفاح» وعنده من بني أمية نحو تسعين رجلا على الطعام 
فاقبل شبل وقال قول اغاممنون: 


لا تقيلن عبد شمس عثارًا واقطعنّ كل رقلة وغراس 


ذلها أظهر التودد منها 
ولقد غاظني وغاظ سوائي 
أنزلوها بحيث أنزلها الله 
واذكروا مصرع الحسين وزيدًا 
والقتيل الذي بحرّان أضحى 


ريّها منكم كحر المواسي 
قريهم من نمارق وكراسي 
كدان اليد وان دجا 
وقتيلا يجانب المهراس 
ثاويًا بين غربة وتناسي 


فأمر بهم عبد الله فضربوا بالعمد حتى قتلواء ويسط عليهم الأنطاع فأكل الطعام 
عليها وهو يسمع أنين بعضهم» وقد رأف منيلا بأدرست رآفة السفاح بسليمان بن هشام 
بن عبد الملك الأموي» حتى دخل عليه سديف الشاعر وأنشده: 


AE 


الإلياذة 


فضع السيف وارفع السوط حتى لا ترى فوق ظهرها أمويًا 


فأمر السفاح بسليمان فأخذ وقتلء ولم يكن الأنبياء في الأزمان الغابرة أرأف بالعدقٌ 
من سائر الناسء فقد جاء في التوراة أن صموئيل النبى سخط على شاءول الملك لإبقائه 
على أجاج ملك العمالقة. 

)٩(‏ لا نرى أزمة اشتدت إلا انبرى لها نسطورء فأنفذ بقوله ما يعجز عنه يفعله, 
وله لكل مقام مقال لا يصلح إلا له» فالموقف موقف اصطدام والتحام» فلا أحكم من 
أن يقيّح لهم التخلف عن الإبلاء للتهافت على سلب الأشلاءء ولما كان لا بد أيضًا من 
أطماع الجند بشيءٍ فقد أشار في آخر خطابه إلى أنهم لا يعدمون فرصة للكسب والنهب 
بعد أن ينالوا الظفر فيخلو لهم المجال» وهي حكمة من حكم هوميروس شغف بها 
وبأمثالها قرَاؤْهُ من الملوك والقواد. قيل: إن الإسكندر الكبير كان يتمثل بهاء ومن جملة 
كلام علي بن أبى طالب لرجاله في واقعة صفين قوله: «ولا تأخذوا شيفًا من أموالهم». 
إلا أنه أراد بذلك كمال التعفف دون التخلف إلى حينء ومما يزيد هذه الموعظة شأنًا 
ووقعًا ما نراه من اندحار جيش برمته وتقصيره عن بلوغ غايته لتهافته بسائقة الطمع 
على الكسب وإحراز المال» وحسبنا من الأمثلة التاريخية الكثيرة تلاشي بعض حملات 
الصليبيين لانقطاعها في طريقها على سلب الأموال. 

)٠١(‏ كان هيلينوس أخو هكطور في جيش الطرواد بمقام كلخاس العرّاف في جيش 
الإغريق. 

)١١(‏ كثيرًا ما نرى سداد الرأي ملازمًا للبأس والحزمء مما ينبئك بما كان له من 
علو المنزلة عندهم» حتى لقد فضل الشاعر الرأي السديد على البأس الشديد في غير هذا 

)١١(‏ التبائع جميع التبعيةء وهي ولد البقرة لحول واحدء أشار هيلينوس على 
هكطور أن يحمل أمه على أن تنذر النذور وتضحي بالضحايا لفالاس. 

)١5(‏ كان هيلينوس يعلم بعرافته وكهانته ما لا يعلم هكطورء ولهذا عرف أن 
أثينا كانت موالية لذيوميذ كما تقدم في النشيد الخامس» فرأى أنه لا بد من استعطافها 
بالنذور والضحايا لتتخلى عن ذيوميذ» فتخف وطأته عن الطروادء ولم ينبئ هكطور 
بكل ما علم» وإنما أشار إشارة هي بمقام الأمر الديني» ولهذا سنرى هكطور ملبيًا على 
الفور مطيعًا. 


النقد' الستادشس 


)١4(‏ قد انتقد على هوميروس أن جعل هكطور يغادر ساحة القتال في ذلك الموقف 
الحرج» وهو اعتراض غير سديد؛ لأنه إنما ذهب بمهمة لم يكن بد من قضائهاء ولم يكن 
في القوم أحد غيره يصلح للقيام بهاء ومع هذا فلم يبرح مكانه حتى أثار بهم نار الحمية 
وأملهم بالفرج القريب. 

)٠١(‏ المجوب: الترسء تلك إشارة إلى شدة عدّوه. ويحسن بنا أن نذكر هنا أن 
مجانهم كانت على نوعين؛ أحدهما مجان الزعماء التى كانت تستر كل الجسم فلا يبقى 
محل للعجب من أن تضرب أهدابها من الرأس إلى القدم» والثانية لسائر الجند وهى 
أصغر حجمًا. 

)١17(‏ انتقل بنا الشاعر أثناء غياب هكطور إلى مشهد براز لا نظير له في كل الإلياذة» 
وسنأتى عند ختامه على النظر فيه. 

(1) ذيونيوس إله الكرمة والخمرة والسرورء وهو باخوس اللاتين يمثلونه بهيئة 
فتى بيده عنقود أو سنبلة وقائمًا وقاعدًا وعريانًا ولابسَا بصور شتى. 

(14) كان ليكرغوس المشار إليه ملك ثرافة» وكان في زعمهم مقاومًا لعبادة إلاه 
الخمر» فسخط عليه الإله وسلب حجاه» فحن وقتل ابنه وقطع ساقى نفسه متوهمًا 
أنهما فسيلتا كرمة» ثم قامت عليه رعيته وقطعته إربًا إربًا. والرواية التاريخية هي أن 
ليكرغوس لغرض من الأغراض أمر باستتصال دوالي الكرم من بلاده» فقلت الخمور 
فكانوا يضطرون إلى مزجها بالماء» ومن ثم نشأ زعمهم أن ثيتيس إحدى بنات الماء ضمته 
إلى صدرها إشارة إلى مزج الماء بالخمر. 

)١19(‏ لعل القارئ يستغرب هذا الكلام من ذيوميذء مع أنه لم يرَعْ لمنظر الزهرة 
ولا لهول إله الحربء ولكنه لم يؤت تلك الجسارة إلا بإغراء أثينا أما الآن وقد غابت عنه 
فعاودته التقوى ورهبة الآلهة. 

)٠١(‏ لقد أكثر الشعراء في كل زمان من ذكر تعاقب الأجيال من الناس بكل برهان 
وقياس» ولكنه لم يكن فيهم من أتى بأجمل من هذه المقابلة وأصدقء لأنها مع قرب 
منالها ويساطتها تهيئ للناظر إليها حالتى الاضمحلال والتجدد وفقا لما يقول العرب: 
«لى دامت لغيرك لما وصلت لك». وأكثر الشعر العربي الوارد لهذا المعنى يرمي إلى التلاشي 
والتبدد أكثر منه إلى النمو والتجدد كقول المتنبى: 


الإلياذة 





شكل :١‏ ذيونيوس. 


يدفن بعضنا بعضًا ويمشي أواخرنا على هام الأوالي 
وقول المعري: 


خفف الوطء ما أظن أديم ال أرض إلا من هذه الأجساد 
وقبيح بنا وإن قدم العه د هوان الآباء والأجدادٍ 


النشيد السادس 
ودفين على بقايا دفين فى طويل الأزمان والآياد 


وقد جاء في التوراة ما يقارب المعنى الذي أورده هوميروس: «كل جسد يبلى مثل 
الثوب؛ لأن العهد من البدء أنه يموت مونّاء فكما أن أوراق شجرة كثيفةء بعضها يسقط 
وبعضها ينبت» كذلك جيل اللحم والدم بعضهم يموت وبعضهم يولد». (سيراخ ١8:١5‏ 
و). 

)١١(‏ ترى من هذا البيت أن إفريط أو فريتس (بلفظهم) كان ملگا قمَّارَاء أفلا 
يلوح لأول وهلة أن لفظة عفريت العربية منقولة عنها؟ 

(۲۲) لا دليل ثابت على أن الكتابة كانت معروفة عندهم لذلك العهدء ولكنهم كانوا 
يتفاهمون بإشارات مخصوصة يخطونها على رقاع أو قداح» كما خط إفريط رسوم 
الموت على هذه الرقعة إشارة إلى أنه يجب أن يقتل الرسول» وسنرى في النشيد السابع 
ا لاس اا حط كل ما رعو خط عل کے عة نه هما مواد 

(۲۲) حمو إفريط هو سوباتس ملك ليقية. إن أمثال هذه الوسيلة للفتك بعدو أو 
بغيض كثيرة الورود في أخبار الأقدمين» وقد لا يخلو منها عصرء وبها غدر عمرى بن هند 
ملك الحيرة بطرفة بن العبد صاحب المعلقة المعروفة باسمه» ذلك أنه وفد على عمرى مع 
خاله المتلمس» فأكرمهما عمرو وأقاما عنده أيامّاه وحدث أن أخت الملك أشرفت عليهم 
وهم في مجلس الشرابء فرآها طرفة فقال شعرًا فيها فحقد عليه عمرو وكان قد بلغه 
قوله فيه: 


فليت لنا مكان الملك عمرىه رغوثًا حول قبتنا تدوز 
لعمرك إن قابوس بن هند ليخلط ملكه نوك كثينُ 


فعزم عمرو على قتل طرفة تشفيًا منه» وعلى قتل المتلمس اتقاء هجائه» وخاف 
أن تجتمع عليه قبائل بكر بن وائل إن قتلهما ظاهرًاء فدعاهما وكتب لهما كتابين إلى 
المكعبر عامله على البحرين وعمان» فلقيا بطريقهما غلامًا يرعى غنيمة ولما علما منه أنه 
يحسن القراءة فض المتلمس كتابة ودفعة إليه فإذا فيه: «باسمك اللهم من عمرى بن 
هند إلى المكعبرء إذا أتاك كتابي هذا مع المتلمس فاقطع يديه ورجليه وأدفنه حيًا». فألقى 
الحتخيقة فى النهو ؤفال: ما طرقة مك والله مظلماء قال طرف :كلما كان نكن 
مثل ذلك» وسار بالكتاب حتى أتى المكعبر وقتل. (الأغاني ودائرة المعارف). 


۷ 


الإلياذة 


)۲١(‏ أقام بليروفون تسع ليال ضيفًا على ملك ليقياء فنحر له تسعة عجول جريًا 
على عادة الجاهلية من عدم استبقاء شيء من أدبة إلى أدبة أخرى» ونحر العجول عندهم 
كنحر الجزور عند العرب» فهي إنما تنحر للضيف الجليل كما تنحر الكباش والنعاج 
لسائر الأضيافء وما بقي من طعام الضيفان يوزع على الحيء وإذا بقيت بعد ذلك 
تطرح ولا تدّخر إلى يوم تالء وفي مثل ذلك يقول الشاعر: 


2 ما 


رحلنا وخلينا على الأرض زادنا وللطير من زاد الكرام نصيبٌ 
ومن مرويات المتنبي وليست في ديوانه: 


وإذا أتاه طعامة لغدائه زفعت له الأستانٌ والأيوابٌ 
وتهافت الغلمان من جيرانه فتسامع المعترٌ والمهتابٌ 


(25) الخميرة (×1»10×) ومعناها في الأصل جدي معز (ومنها Chirnére‏ 
بالإفرنجية للوهم والخيال)» مخلوقات خرافية كان مقامها في جبل خميرة في ليقيةء 
وكانوا يزعمون أن لها رأسَ أسد يتقاذف الأوار من فيه على جسم تيس من المعزى, 
لديل أفعى» رکا ,نا کانوا رتا پرا :راس فن یراس ليخ فلمل اطنطز 
بليروفون إلى قتلها استنجد أثينا فمكنته من القبض على فيغاسوس الجواد الطيّارء فركب 
وفتك بها وهو طائر. والآصل في هذه الخرافة أن جبل خميرة في ليقيا كان في قمته بركان 
تتقاذف النيران من فوهته. وتحتها مراع نضرة ترتع فيها الماشية» وفي سفحه الأقاعى 
السامة تؤذي-المارة من القامن. 1 ١‏ 

)۲١(‏ السليمة: شعب ليقي تلاشى واضمحل. وانقراضه لغير سبب بين في التاريخ 
حمل الرواة على الاعتقاد بأن ذلك إنما جرى على يد بليروفون؛ لأنه أحسن الجهاد في تلك 
البلاد. 

(۲۷) الأمازونة: قوم من مقاتلة النساء مر ذكرهن ورسمهن. (ن "). 

(۲۸) لم يذكر هوميروس سببًا لما نال بليروفون من الذل والهوان بعد ذلك العز 
ورفعة الشأن» فخطأه بعض الشراح لهذا الإغفال على أن بعضهم التمس له عذرًا بقوله: 
إن ناقل هذه الرواية» إنما كان من عقبه وعزيزٌ على الولد أن يذكر أمرًا ريما كان فيه 
غضاضة من شأن جده» وهو عذر ظاهر التمحل» والصحيح ما سنبينه في الصفحة 
التالية. 


النشيد السادس 





(۲۹) نهر آلس هو الذي عبره سيف الدولة أثناء غزوته الروم» وذكرةٌ المتنبي بقوله: 
يذري اللقان غبارًا في مناخرها وفي حناجرها من آلس جرع 
والمعري بقوله: 
بنات الخيل تعرفها دلوك وصارخة وآلس واللقانْ 


وفيه قال أبو فراس مخاطبًا سيف الدولة بن حمدان من القسطنطينية: 


الإلياذة 
ونا كنت أحشن أن أبيك ويندهة. ‏ تخليهات تالاضن وان 


وله ذكر كثير في غزوات الإسلام أيام المعتصم» وفيه يقول أبى تمام مخاطيًا أبا 
سعيد الثغري الطائي أحد قواد المعتصم: 


فإن يك نصرانيًا النهر آل فقد وجدوا وادي عقرقس مسلما 


)٠٠١(‏ كانوا ينسبون الموت الفجائي لأرطميس؛ لأنها ربة السهام» وريما نسبوا لها 
أيضًا انتشار الأوبئة تشبيهًا لها بالنبال المتساقطة. 

)۳١(‏ لا أظن قارمًا يطالع هذه القصة إلا ويرى الشبه الساطع بينها وبين قصة 
يوسف الصديق الواردة في التوراة والقرآن» وإن اختلف المآل بين يوسف وبليروفون, 
فيلوح للمطالع أن انحراف الآلهة عن بليروفون, إنما هو ذيل ملصق أتى به الشاعر 
توطتة لما ألم ببليروفون وولده من الخطوب الكبار» ولم يذكر لأنه ليس هنالك سبب 
معقول لرغبة الأرباب عن رجل اتصف بكل محمدة مأثورة وخلة مشكورة؛ فالقصة على 
ما هي مبتورة بترا یشوه محاسن خاتمتهاء ولیس في كل منظومات هوميروس إغفال 
كينا ولا رشقم فيك ها قم الشف السايقة, و كؤن الزواية كانت ككيرة القوات ن 
زمانه» فلم تكن به حاجة إلى زيادة إيضاح؛ لأنه أفاض وأجاد في ذكر محامد بليروقونء 
فكان من لوازم السياق أن يشير ولو إشارة خفيفة إلى سبب انقلاب الآلهة وإعراضهم 
عنه» فلا أحسب إذن إلا أن هوميروس أتم إيراد قصته» وكان EE‏ 
قلم النساخ» والغريب أن الشراح فيما قرأت لم ينتبهوا إلى هذا النقصء أما تتمة الرواية 
على ما جاء في غير الإلياذة فهي أن بليروفون طغا أخيرًا وتجبر» فحاول الوثوب إلى السماء 
على ظهر جواده الطيار» فسخط زفس عليه وسلط ذبابة فلصقت بالجواد فأجفل ورمى 
فارسه عن ظهره» فسقط إلى الأرضء وكان ما كان من خاتمة أمرهء وأما ما بقي فأكثره 
يتفق في معناه مع قصة يوسف وإن اختلف في الاسم والمبنى» فبليروفون كيوسف بديع 
الجمال كريم الخلال وأفريط يكاد يماثل فوتيفار اسمًا وجسمّاء وزوجته أنتيا تضارع 
زليخا التي قيل فيها: ©امْرَأَة الْعَزِيز ثَرَاودُ فَتَامَا من تفسه وأعرض عفافًا هنا كما 
ابی اتك هناك فقالت لزوجها هنا: نموين أو ای كن اد امل سو جين 
الفؤاد كما قالت هناك: «إمًا جَرَاءٌ مَنْ أَرَادَ بأَمْلِكَ سُوءًا إلا أن يُسْجَنَ أو عَذَابٌ اليم 


ووتو رت 


قرافقها ار هن الفكين يه كما وت ا لهم قن مق E OTE‏ 


۰ 


النشد' السادشس 


جين فساء فألهم هنا؛ لأن آل العلى حرسوه فال خَيرٌ حافظًا ثم شوطر الملك 
وأقطع كماء ولي يوسف على خزائن مصر وولي أحكامهاء وسير بليروفون برسالة تقضي 
بقتله فلم يخن» فيفضها أو يذهب غير مذهب» كما حمل الوفاء يوسف على التحفظ بمال 
مولاه. ولا شك أن هذه القصة كان أمرها شائعًا في مصر في زمن هوميروس كما هو 
شائع في أيامنا تتمثل بها الخاصة ويتغنى بها السوقة في مصر وسوريا والعراق» وهو 
متجقق أن هرر وین زان يلادتعظر أو فقل مع الثقات. ككينا من المعتقداه. ولا يتف بها 
يعتري الروايات بالانتقال من الزيادة والنقصان» فإذا تأملنا هذه الرواية رأيناها باقية 
أكثر نقاء من غيرها. 

(۳۲) لا بدع أن نرى هوميروس حريصًا على حفظ أنساب قومه» فذلك منزع 
جاهلية القوم» ونعم المنزع إذا لم يثبط عزيمة صاحبه؛ وينفخ فيه ريح الغرور كما 
جرى لإخواننا العرب لعهدنا هذاء والتوراة والإنجيل مشحونان بذكر الأنساب» وللعرب 
كلف خاص بتدوين أنسابهم حتى لقد يرتقون بأسلافهم من جد إلى جد حتى يبلغوا 
آدم أبا البشر مع أن من مرويات الحديث: «لا تتجاوزوا عدنان بأنسابكم». وقلما تجد 
شاعرًا عرييًا يخلو نظمه من مفاخرة بعشيرته. 

قال الفرزدق: 


أولئك آباءي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جريرُ الجواممٌ 
وقال النابغة الجعدي: 

بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا 
وقال سليم بن محرز: 


وعمي جبارٌ وجدي مالك همارفعا البيت الطويل نصايبه 
لنا وأحلَّانا بأرفع منزل من المجد لا يستطيعه من يطالبه 


ومثله قول لبيد: 


١ 


الإلياذة 


من معشر سنت لهم آباؤهم ولكل قوم سنة وإمامها 
لا يطبعون ولا تبور فعالهم إذ لا يميل مع الهوى احلامها 


ومع هذا فلم يعدم العرب في كل عصر شعراء يقولون قول ابن الوردي: 
لا تقل أصلي وفصلي أبدَا إنما أصل الفتى ما قد حصل 
ومثله قول راكان شيخ العجمان الشاعر البدوي العصري: 
يفتخر حاشاك بالعظم الرميمْ مفخر البزُُونْ بالسبع الغشوم 


والبزون: الهر. 

(۳۲) حبذا لو جعل الشاعر تلك المقايضة عن طيبة نفس وعلو جناب من غلوكس 
لا عن فقد رشدء فلقد كان ذلك أليق بالمقام» على أن بعض الشراح فسروا سلب الرشد 
بترفع العقلء وحبذا لو كان الأصل يجيزةُ لهم. 

(5؟) لا تعول» أي: لا تزيد. إنما عبر هوميروس بهذا التعبير عن الثمن؛ لأنهم 
كانوا يتبادلون المتاع تبادلا في ذلك الزمن» فلم يكن لديهم نقود مسكوكة بل كانت توزن 
المعادن وزنًا. لقد لقى هنا أعداء هوميروس مجالا متسعًا للانتقاد عليه» فولجوه من كل 
ناوا طالوا البحث فيه بعا يضيق دونه المقام, ل و آل ع كس 
وطيس الوغى أن يقف فارسان بين الجيشينء ثم يتجاذبان الحديث الطويل العريض 
فيقصان القصص ويتفاخران ويتخاطرانء والفاس وقوف وقد عيلوا صبرًا. نعم يصدق 
هذا الاعتراض على شاعر ينظم في هذا الزمان» ولكنه لا يخلو من التحامل على راوية روى 
أحدوثة جرت قبل آلاف من السنين بين قوم هذه سنتهم» ولا نكاد نرى مؤرخًا أو شاعرًا 
قديمًا إلا أثبت تلك السنةء وهذه أخبار جاهليتنا وغزوات الإسلام الأولى ملأى بمثل هذه 
المخاطبات في المبارزات يتنافر في أثناتها المتبارزان ويتناشدان الأشعارء ولريما أدّى بهما 
ذلك التنافس إلى التعارف والتحاجز كما جرى لغلوكس وذيوميذء ومن أمثاله ما ذكر 
ابن الأثير وغيره من المؤرخين عن بروز أبي حَمَيد عبد الرحين بن عوف الرواسي بوقعة 
دير الجماجم؛ إذ خرج إل جل من أهل 'الشاع قال كل ما ما آنا اة 
اک قال كل واهة لاه من أنت؟ وإذا هما ابنا عم فتحاجزا. كل هذا مع ما 
في حديث ذيوميذ وغلوكس من الفوائد الجمة والآثار التي لا تخرج عن جادة السياقء 


1۲ 


النقيد' السادشس 


وإن أتت بصورة معترضة يخفف من وطأة الانتقاد» ولا ريب أن المطالع يرتاح نفسًا إلى 
تلاوة شيءٍ من هذا القبيل بعد عناء المعارك المتصلةء فيتهيأ للإتيان على الحلقة الباقية 
من حوادث هذا النشيد» وهى حلقة صغيرة جمعت من وصف شعائر البشر رجالا ونساءً 
كبارًا وصغارًاء ما لم تحوه مخيلة شاعر في ألوف الأشعارء ولا وصفه كاتب في طويل 
الأسفار. 

ده لا بدع أن تهرع النساء فيتهافتن حول الزعيم الأكبر» وهو قادم من مواقف 
القتال» فهنَّ فوق ما فطرن اين بحن التطلم ea‏ مفارقات بعولا وإخوانًا 
وأقرباء وأولياء لا يسعهنّ إلا استطلاع أخبارهم: وهي سنَةَ لا بد منها في كل عصر 
ومِضْرء وعندنا من أمثالها ما لا يقع تحت حصرء من ذلك ما روى الواقدي وغيره عن 
کول نيك اوو خر أحوها دمن كوج من فى إل احتادين افا ج اام 
قال: «فلما رجع القوم إلى مكانهم أقبلت خولة على المسلمين» وجعلت تسألهم رجلا رجلا 
عن أخيها». 

وليس في الإلياذة ذكر لولوج النساء معامع الحرب» وإن كنَّ شاطرنَ الرجال كثيرًا 
من الأعمالء كفسل الموتىء وإعداد المعدات» وإقامة الصلوات» وريما استخففن بقفولء 
كما سترى عما قليل في كلام إيقاب والدة هكطورء أو عنفن على خمولء كما سيأتي في 
كلام هيلانة عن زوجها فاريسء ولم يكن بهن حاجة إلى ما وراء ذلك؛ إذ لم تكن رجالهم 
تقاتل في البيداءء كما هي الحال في بادية العرب حيث تتبع النساء الرجال فتستنفر 
وتفزع وتسقي وتداوي» حتى لقد يجهزن على القتلی» كما جرى لهن في بعض أيام 
العرب المشهورة كوقائع بكر وتغلب في حرب البسوس» وربما خضن بأنفسهن ميدان 
القتال خفية وجهرًا فقد رُوي أن خولة السالفة الذكر لما لم تقف لأخيها على أثرء وعلمت 
أنه أسير العدو تسلحت وتلثمت واندفعت متخفية في صدر الفرسان» وكان من بأسها ما 
دُهش له خالد بن الوليد وسائر قواده» وفي روايات العرب أخبارٌ يؤخذ منها أن كثيرات 
من نساء حمير والتبابعة كن في الجاهلية يركبن ركوب الفرسانء ويقاتلن ويغزون 
ويهاجمن ويدافعن» أتى الواقدي على ذكر عجائز من بقاياهن رافقن جند المسلمين في 
صدر الإسلام إلى الشام؛ وكنَّ لامتناع السلاح عليهن يأخذن أعمدة الخيام وأوتاد الأطنابء 
ويقالن ها قجال الارن اد وكنَّ إذا انهزم رجالهن وقفن في وجوههم» وأرجعنهم 
على أعقابهم بكل وسيلة لينة كانت أو فظةء وكن يعنفنهم وينشدنهم الشعرء ويقلن لهم 
لستم ببعولة لنا إن لم تمنعوا عناء ومن قولهن في بعض تلك المواقف: 


۳ 


الإلياذة 


نحن بنات طارق إن تغلبوا نمالق 
أو تدبروا نفارق فراق غير واثق 
هل من كريم عاشق يحمي عن العواتق 


وثقلت عن هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان بعض أخبار على هذا النمط قبل 
إسلام زوجها وبعده» ففي غزوة أحد شتمت زوجها لتقاعده عن صد المسلمينء ثم لما 
أسلم وكان في الشام في جند خالد قابلته وهو منهزم» فضربت وجه حصانه بعمودهاء 
وأسمعته الكلام المؤلم. 

وعلى الجملة فقد كان لنساء العرب في الحرب شأنّ لم يكن لنساء الإغريق» ومن 
وليهم» وأما ما جاء في الإلياذة وغيرها من كتب اليونان عن الأمازونة» فإنما هو حادثة 
منفردة في بابهاء سيقت النساءٌ فيها إلى الحرب بحكم الاضطرار لتلاشي الأبطال وانقراض 
الرجال فلا يبنى عليها قياس. 

)۳١(‏ إن إقامة الأصهار في بيوت الأحماء من الأمور القديمة المألوفة في كل الملل 
فإن يعقوب أقام في منزل حميه لَابَان» والدمُون بن عبد الملك الحضرمي تزوج إلى ثقيف 
في وج (الطايف)» وأقام بينهم وصار منهم» وهلمُ جرًا. 

(۳۷) قد يقف مطالع الشعر عند دقائق ليست من لوازم النظم» ومع ذلك فإن 
نفسه تتطلع إلى استجلائهاء فإذا كان الناظم دقيق الفكرة بعيد النظر دوّنهاء وكفى 
القارئ مئونة الحدس والتخمين» فهنا قصر ملك كبير ورد ذكرهُ في الإلياذة فوصفه 
الشاعر بكلمات رسمت صورته في الذهن» وملأت ذلك الفراغ» وهي مزية يسؤنا أن شعرنا 
العربي يوشك أن يكون غفلا منها لشغف أصحابنا بالشعر الصرفء والإيغال في ضروب 
الخال ا مش مع اتفال ليذه الاي كن مكل" الفضون :والعاقل لضو 
الوارد ذكرها في شعر العرب» فغاية ما تعلم عنها أنها بديعة منيعة متينة حصينةء ولا 
تكاد تعلم شيئًا عن موقعها ووضعها واتساعها وهيئة بنائها ومادتهاء وإذا ورد شيءٌ 
من ذلك فإنما يكون بوضع مجمل وأسلوب مبهم لا يصح أن يؤخذ منه رسمٌ صادقء 
ويطلق هذا الكلام على أكثر ما جاء في كلام العرب من هذا الوجه سواءٌ ورد على طريق 
الخرهى كقول التخيل السعدي فى المشفى: 


٤ 


النقد' السادشس 


ولئن بنيت لي المشقر في هضب تقصر دونه العصم 
لتنقبن عني المنية إ ن الله ليس كحكمه حكم 


وقول أوس في ريمان: 


ولو كنث في ريمانَ يحرس بابه أراجيل أحبوش وأغضف آلف 
إذن لأتتني حيث كنت منيتي يخب بها هادٍ إلى الموت قائفٌ 


أو كان مقصودًا بالذات» كقول السموأل في الأيلق: 


بنى لی عاديا حصنًا منيًا وماء كلما شكثٌ استقيثُ 
وأوصى عاديا يومًا بأن لا تهدم يا سمؤال ما بنيت 


لنا جبلٌ يحتله من نجيرةٌ منيعٌ يرد الطرف وهو كليل 
هو الأبلق الفرد الذي شاع ذكرهٌ يعر على من رامة ويطول 


وكم من شاعر تغنى بذكر الخورنق والسدير قصري الملك النعمان في العراق» 
وصرح الغدير لبني غسان بالبلقاءء وقصر غمدان للملك شرحبيل الحميري في اليمنء 
ومارد والأيلق حصني السمؤال» ولكن من لنا باستخراج رسم تلك المباني من شعر 
الشعراء. وقد بسطنا الكلام على هذا الإغفال وأسبابه في المقدمة فلا حاجة إلى الإعادة. 

(۳۸) ألا ترى من هذا الكلام أن النساء كن أحرص على شرف ذويهن منه على 
حياتهم» أو لا ترى من إمساك إيقاب والدة هكطور بيده ومخاطبتها له بنوع من 
التعنيف» إنها إنما استغربت قفوله مع كل شوقها إليه وحنانها عليه» لم تكن أمهات ذلك 
الزمان أقل حنانًا على بَنِيهِنَّ من أمهات أيامناء ولكنهنّ كنَّ على رقة عواطفهن ذوات صبر 
تقتضيه لوازم الخشونة في المعيشةء وأنفة تستلزمها المنافسة بسمو أفعال الرجال ممن 
ينتمي إليهن وينتمين إليه. وليس في كلام إيقاب من سمو المرمى فوق ما يروى لكثيرات 
من نساء العرب» ذهبت الخنساء بنفسها مع بنيها وهي عجوز لما سار المسلمون لفتح 
فارس» فحضرت وقعة القادسية (في خلافة عمر). فشَّدَدَنّهِم وقالت: «اصبروا وصابروا 


٥ 


الإلياذة 


ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون» فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقهاء وجللت 
نارًا على أرواقهاء فتيمموا وطيسهاء وجالدوا رئيسهاء فتظفروا بالمغنم والكرامة» في دار 
الخلد والمقامة». فتقدموا واحدًا بعد واحد ينشدون أراجيز يذكرون فيها وصية الخنساء 
حتى قتلوا عن آخرهم وكانوا أريعة» فلما بلغها الخبر قالت: «الحمد لله الذي شرفني 
ودائرة المعارف). 


تجور بذي اللبانة عن هواه إذا ما ذاقها حتى يلينا 
ترى اللحز الشحيح إذا أمرت عليه لمَالِه فيها مُهينا 


وقد ابتذل العرب الشعر في وصف الخمرة ومنافعهاء حتى دونت فيها الأسفار؛ 
كحلبة الكميت» وخمريات أبي نواس» مع قولهم بعد الإسلام بتحريمهاء وكأنهم اتخذوا 
مما يجد البعض من لذتها في هذه الدنيا مع القول بتحليلها في الآخرة وسيلة إلى التسامح 
بالتهافت على مدحها حقيقةء كما هو شأن المدمنين» ومجارًا كما سلك ابن الفارض وغيره 
من المتصوفةء ومع هذا فقد ذهب كثيرون من الشعراء مذهب هكطور بذم الخمرةء كقول 
بعضهم: 


تركت النبيذ وشرَّابةُ وصرت صديقًا لمن عابة 
شراب يضل سبيل الهدى ويفتح للشر أبوابة 


أما قول هكطور: «يا أماه» تنحط القوى بارتشافي الآن شهد السلسبيل». فالظاهر 
إما أنه كان يعتقد ذلك اعتقادًاء يوافقه عليه العدد الوافر من أطباء الأيدان فضلا عن 
أصحاب الأديان» وإما أنه قال ذلك بالنظر إلى حالة موقفه وعيه ورغبته في سرعة الإياب» 
ولم يكن له على كلتا الحالتين أن يلهو بشرب الراح وهو مخضب بدم القتلى» ومعفر 
بغبار الكفاح. 

(50) أي: السلسبيل الحلوء كالشهد. 

)٤١(‏ طهارة الأجسام واجبة كطهارة البواطن في كثير من الأديان القديمة والحديثة. 
فيطلانها يفسد الصلاة والضحيةء بل ويمنع الأجر والنذر كما يستفاد من كلام هكطورء 


1 


النشيد' السادس 


وقد زعم بعض الشراح أن القول بغسل الدم قبل التضحيةء وما ماثلها من العبادات 
يشير إلى تحريم القتلء 0 ¿ الأمر كذلك لما عد غيرة من المدنسات» كما يستفاد من 
كلام هوميروس في عدة مواضع. 

(؟5) أعاد هكطور على أمه كلام أخيه هيلينوس. 

(59) أتى هكطور ليقضي مهمة واحدة فقضى ثلانًا؛ أولاها: إنفاذ وصية هيلينوس؛ 
والثانية: دفع فار ين إل العويه والثالثة: وداع امرأته وطفله. وكل ذلك بسرعة الهمام 
الحزوم» الذي لا يغفل أمرًا واجيًاء ولا يضيع لحظة لا يجني منها فائدة لنفسه أو لبني 

)٤٤(‏ صور وصيدا مشهورتان في العهد القديم بحسن الصناعةء وإتقان المنسوجات 
من لباس ورياشء وكانت لهما علاقة متصلة مع بلاد اليونانء وللخساء فيهما مهارة 
بالنسج والخياطة والحياكة» سبى فاريس هيلانة من إسبرطةء وليست صيدا على طريق 
الذاهب منها إلى بلاد الطرواد على أن بعض الرواة (وعنهم روى هوميروس) يذهبون أنه 
لم يسلك الطريق العدل خوفا من أن يظفر به الإغريق إذا تتبعوه» فأتى فينيقية» وبلغها 
ليلا فسبى ونهب ثم انقلب راجعًاء وذهب فريق من المؤرخين إلى أنه عاد توًا ولم يعرج 
على مكان» ومن رأي بعض علماء العصر أن صيدا هذه غير صيدا السورية» بل بلدة 
أخرى بهذا الاسم كانت على ساحل البحر الأحمر. 

(55) كانت الكهانة للنساء عند اليونان كالرجالء وإن كنَّ أقل عددًاء وللرومان 
كاهنات مشهورات كالكبيلات» ولقد تعاطين الكهانة أيضًا عند العرب» وأشهرهن طرَيفة 
الكاهنة امرأة عمرو بن عامرء التي أنبأت بانفجار سد مأرب وسيل العرم» وما لبثت 
نبوتها أن تحققت, وهي التي استخلفت شقا وسطيحًا يوم أشرفت على الموت» قدعت بهما 
وتفلت في فميهماء وأخبرت أنهما يسخلفانهاء ومنهن الزرقاء بنت زهير التي استشارها 
بنو خزيمة لما نزلوا هجرء فقالت: «مقام وتنوخ» فأولد مولودء واتفقت فروخ» إلى أن 
يجيء غراب أبقع؛ أصمع أنزع» عليه خلخال ذهبء فطار فألهب» ونعق فنعب» يقع على 
النخلة السحوق بين الدور والطريقء فسيروا على وتيرةء ثم الحيرة الحيرة». قال صاحب 
الأغاني :)١17 :١١(‏ فسميت تلك القبائل تنوخ لقول الزرقاء ثم لما تمت نبوءاتها 
ارتحلوا من هجر إلى الحيرة. ومنهن زبراء الكاهنة» وسلمى الهمدانيةء وعفيراء الحميرية. 

وللعرب أيضًا حكيمات مشهورات كانوا يأتمرون بأمرهنٌ ويستشيرونهن في 
المعضلات؛ كصخر بنت لقمان» وهند بنت الحسن» وجمعة بنت حابسء وابنة عامر 
بن الظرب وغيرهنٌ. 


۷ 


الإلياذة 


(57) كان هيلينوس يعلم بعرافته أن ذيوميذ من موالي أثيناء فلم يوعز إلى هكطور 
إلا أن يستميل أثينا فيحملها على دفعه دون صرعه» وبلغ هكطور الرسالة بلاغ الرسول 
الأمينء أما النساء فلما أشير إليهن بذلك لم يقفن عند هذا الحد بل تمادى بِهِنَّ الكيد إلى 
الدعاء بسحق رمح ذيوميذ وإلقائه صريعًاء وهو تمثيل بديع لفطرتهنَ نتحاشى الإطالة 
في وصفهء وحسبنا كلام إحدى نوابغهن عقيلة داسيه مترجمة هوميروس قالت: قلما 
يعتدل النساء بدعائهن على أعدائهنٌ؛ ولذا قليلا ما يستجاب لهن دعاءً, وهو لا شك 
تحاملٌ لطيفٌ منها على بنات جنسها. 

)٤۷(‏ الفتخة: الحلقة. 

)٤۸(‏ كان هكطور عاًا ببواطن فاريس ويوادره عارفًا كما عرف سائر الجند أنه 
اعتزل الكفاح مضطرًا بغلبة منيلاوس» ومع هذا فلم يفه بكلمة تذكره بسابق فشله بل 
كلمه بما يشف عن اعتقاده أن فاريس ساخط على قومه» فاعتزلهم حقدًا عليهم فغادر 
تعنيفه عما جنى وعنفه على ما لم يجن فخفف عنه وطأة الخجل ونال منه ما أمل» وهياً 
بنفسه استرضاء الجيش بعودة فاريس على أهون سبيلء وهذا دهاء من هكطور اتفق 
الشراح على استحسانه؛ وهو مثل صالح للمؤدب والخل النصوح يعلمان منه أن التعنيف 
الفظ وكشف مواقع الضعف قد يؤديان إلى ما لا يحمدء مع أن التونيب اللطيف الذي لا 
يكسر شوكة الإحساس» ولا يزيل حجاب الحياء يؤدي إلى المطلوب بأقرب السبلء وأقوم 
المسالك. 

(59) تناسى هكطور خيبة أخيه والتمس له عذرًا لتقاعده كما تقدم» فهب فاريس 
على الإثر مضطرمًا بنار الحمية لملاقاة ما فات. 

(00) لا نسمع كلمة لهيلانة» ولا نرى لها حركة إلا وملؤها الندم الممزوج برقة 
الإحساس» فنتمكّل لها عذرًا بإلقاء تبعة ما جنت يداها على القضاء المحتوم» وحسبنا 
بتمنيها الموت والاحتجاب عن عالم الوجود دليلا على شدة بؤسها وفرط غمهاء تلك حاسة 
فطرية في من برّحت به تصاريف الزمنء أو خالها انتابته وهي بعيدة عنه» مثال الأول 
قول أيوب الصديق: «لا كان نهار ولدت فيه ولا ليل قيل فيه قد حُبل برجل ليكن ذلك 
النهار ظلاماء ولا رعاه الله من فوق ولا أشرق عليه نور ... لِم لَمْ أمت من الرحم ... 
لماذا صادفت ركبتين تقبلانني وثديين ترضعانني إلخ». (أيوب ": .)١‏ والمثال الثاني: ما 
جاء في القرآن عن لسان مريم عليها السلام: قَالَتْ يا لَيْتنِي مت قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا 
مُنسيًا4 وربما صدق على المثالين قول الشاعر الفارسي: 


1۸ 


التشد' السادس 


مرا أي كاشكي مادر نميزاد وكرميزاد كس شيرم نميداد 
ومعناه: 
ليت أمي لم تضعني أو إذا ‏ وضعتني ليتني لم أرضع 


)0١(‏ شرع الشاعر هنا في سرد تلك الرواية الفريدة في بابها عن وداع هكطور 
لزوجته أنذروماخ» ولقد أفاض الكتبة في تبيان محاسنها بما يضيق دونه مقامناء حتى 
لقد أفرد لها بعضهم المؤلفات الحسان» وأبدوا في كتاباتهم من الملاحظات ما لم يبق 
معه مجال للإسهاب نخص منها بالذكر رسالة رولين .(Rollin) 113116 des études‏ 
ولا بدع» فهذه الرواية على تقادم عهدها لا تزال الطراز المعلم يتوخى الكتبة إدراك شأوه 
في كل زمان ومكان» وهي مع كل ما كتب عنها من الشروح والحواشي غنية عن كل شرح 
وبيان» وما على المطالع اللبيب إلا أن يتصفحها حتى يستجلي بنفسه جميع محاسنها بلا 
مرشد ولا دليل» وهوميروس كسائر عظام الرجالء ونوابغ العقلء والكمال تطاولت إليه 
يد كل منتقد حسود وعدو لدود على أن المتشيع له والمتفاني في تخطتته اضطرا هنا معًا 
إلى الانحناء هيبة ووقارًا لجلال هكطور وكمال أنذروماخ. ا 

(45) أي توطئة أجمل من هذه التوطكة للقاء الزوجين: فهو يسعى متقضيًا كالبرق 
الخاطف غير لاه عن دواعي الذود عن الوطنء لا يطمع إلا في التزود بنظرة قبل الهلاك: 
وهي تجري مخلوية الفؤاد تستطلع من المشارف غير غابثة بتهافت تسوة اليلاد إلى 
الف دجا ها وودها وها فك :ل مطلمع الها فى الذنيا والككرة لذ تمك وة 
مكانته. 

(09) لم يثبط هكطور شغفه بامرأته عن ادكاره حرج موقفه ووجوب عودته فورًا 
فانثنى من حيث أتى متصبرًاء ولم يضع الوقت بالبحث عنهاء ثم جمعته بها الصدفة 
دون زيادة التحريء ولا يخفى ما في ذلك من تنبه الشاعر إلى توفية حقوق الهمم الشماء 
والعواطف الغراء في آن واحد. 

)٥٤(‏ أستياناس» أي: ملك المدينة. كذا دعا الطرواد المولود اعترافا بفضل الوالد. 

(54) إسكمندريوس نهر طروادي كان من جملة معبوداتهم» ويدعى أيضًا زنثسء 
أي: الأصفر؛ لصفرة مائه» ويقال له الآن: «قرق كوزلر»» أي: الأربعون عينًاء سمى 
هكطور ابنه باسمه تبرگا به. إنه لأمر طبيعي في كل ملة أن يرمي بالأسماء إلى مغامز 


۹ 


الإلياذة 


مقصودة» أو آلهة معبودة أو صفات محمودة؛ أو رجال معدودة» وقد جرى العرب 
جري غيرهم» فقالوا: عبد اللات» وعبد العرّى» وعبد مناف» وعبد شمسء وعلي» وعباس» 
وهمام» وهلمّ جرّاء على أنهم تفردوا بأمر قلَّ من جاراهم فيه وهو التسمية بمستقبح 
الأسماء؛ ككلب» وكليب» وذئب» وذؤيب» وضبع» وضبيعة» وزيالة» ومرار» ولقد تأول 
الناس في ذلك تأويلات مختلفة أحسنها ما رُوي من حديث أعرابي؛ إذ سئل فقيل له: لماذا 
تسمون عبيدكم بأحسن الأسماء؛ كجوهرء ومرجانء ولؤلقؤ ومسرورء وأبناءكم بأقبحها؛ 
كغضبان» ومرار» وكلب» وذئب؟ فقال: عبيدنا لنا وأبناؤنا لأعدائنا. 

(01) لما كان آخيل موضوع الإلياذة ترى الشاعر يبرزه حينًا بعد حينء أثناء 
احتجابه بمظاهر كلها عظيمة حتى لا يغيب عن ذهن السامع بل يزداد تشوقًا إلى رؤيته 
وتشوفًا إلى إحقاق الخبر بالخُير. 

(00) إحراق الجثة بسلاحها دليل على الرعاية والاحترام؛ وخصوصًا لأن غاية مفخر 
الأبطال في ذلك الزمن إحراز أسلاب القتلى» وأعظم من ذلك دليلا على إجلال أخيل لقتيله 
بي أنذروماخ بناؤةُ له ضريحًاء وهو عندهم الغاية والنهاية في الإكرام والتجلة. 

(0) كانوا يعتقدون بوجود بنات حسان في قعر البحار» وفوق الجبال القفرةء 
ووسط الغاب والآجام» وربما أطلقوا اسم بنات الغاب على بنات الجبال في بعض 
الترجمات» وهن جميعًا من المخلوقات المؤلهة» واعتناؤهن بزرع الشجر حول ضريح ميت 
دليل على علو مكانته. 

(59) أي: إنها لم تلبث أن ماتت. كانت أرطميس ©هالإع407) ويسميها اللاتين ديانا 
(©2132 ,a«ه0i)‏ ريّة العفة والطهارة والقنصء وكانت ترمي النساء بنبالها فتقتلهنٌ 
كما كان أخوها أفلون يرمي الرجالء ويُرمز عنها بالقمر كما يُرمز عن أفلون بالشمس» 
ذكرها هوميروس مرارًاء وهي موالية للطرواد» وقاتلت في من قاتل معهم من الآلهة كما 
سيجيئ. كانوا يمثلونها بعذراء طويلة القامة متردية بثوب قصيرء وإلى جانبها غزالة أو 
كلبء وكثيرًا ما كانوا يرسمونها وبيمينها قوس ووراءها طائفة من العذارى الحسان. 

(10) لقد طرقت أنذروماخ كل باب يطرق لإمساك هكطور عن الإلقاء بنفسه إلى 
التهلكة دون أن تعبث بهمته ومنزلته. فهاجت فيه عواطف الحنان» وذكرته بما ألم 
بآل بيتها من المحن» ومثلت له حبها له وتعلقها به وحذرته من عواقب مقتله إذا قتلء 
ولم يكن بالشيء اليسير أن يغادر امرأته أَيّمَا a‏ 
السور من هجمات الأعداءء وذلك موقف لا يقفه إلا الأيطال الأشداء» فلا يكون فيه غض 


E 


النشيد السادس 





من شأنه» كما قال هوميروس ضمنًا وقلناهُ بالتعريب صراحة خلافا لما توخيناه من نبذ 
التصرف» وعلى الجملة فقد أنطقها الشاعر بما ليس في التصور أن تنطق بأحسن منهء 
اال رك مها رف العو نلف وطن اللخلدل: 

)1١1(‏ وفي الأصل بين الطرواديين والطرواديات الطويلات النقاب. ينبئنا هذا وذكر 
مقانع إيقاب قبيلة» وبرقع هيلانة» وبراقع النساء والربات في مواضع أخرى أنهن 
استعملن النقاب لذلك العهدء ويؤخذ من كل هذا الحديث أنهم كانوا يحرصون على 
إحراز الاستحسان من ربات الجمال حرصهم على إحراز المكانة بين الرجال؛ وذلك أمر 
فطري لم تكد تعبث به والحمد لله معدَّات الحضارةء ولو لم يكن للنساء من فضل 


۲١ 


الإلياذة 


على الرجال إلا دفعهم للبروز لديهنٌ بأسمى المظاهر لكفى. أفلا ترى أنهنَّ وإن كنَّ 
في الجاهلية لم يشددن إلا قليلا على الفرسان بالصارم والسنان» فقد شددن من وراء 
رجالهن عليهم بالمنطق الفتاك واللحظ الفتان» واستنفرتهم استنفارًا لا يستنفرة صديد 
الفيالق وهديد الفرسان» أو لا تخال داود والبنات يغنين حوله بعد فتكه بجالوت أو 
جليات: أملأً فوّادًا بهن منه بتطواف الجند» وتسنم ذرى المجد. أو لا تحس من السموأل 
خشية من ذرابة منطقهن فوق خشيته من المناصل والعوامل» حتى ادرا ازدراءَهنَ بكل 
ما خوله الله من بلاغة المنطق» وفصاحة اللسان» وأجهد النفس في دفع مظان «معيرته». 
ولو كان المعّير ذكرًا لخلته اجتزأ له بالمجافاة أو المهاجاةء ثم إذا تصفحت ديوان عنترة لا 
تكاد تجد له قصيدة تخلو من أبيات يوجه فيها الخطاب إلى عبلة» فيقول قول هكطور 
لأنذروماخ» ومما يحسن إيراده هنا قول عبد يغوث بن وقاص فارس بني الحارث وهو 
يتغنى ساعة موته: 


وقد علمت عرسي مليكة أنني أنا الليث مَعْدوًا عليّ وعاديا 
وكنت إذا ما الخيل شمصها القنا لبيقا بتصريف القناة بنابيا 
وعادية سوم الجراد وزعتها بكفي وقد أنحوا علي العواليا ... إلخ 


)1١(‏ تل: صرع» والتليل: المصروع. 

(1) أي ليس من فضل النساء أيضًا أن يسعرن أفئدة الرجال بنار الحمية والتفاني 
بحب الأوطان؟ أوَ لا ترى هكطور أبسل من في القوم يجد من نفسه مصرًا على هلاك 
أبيه وأمه وإخوانه وخلانه» ولا يجد صررًا على سبي امرآته» ولو بعد مماته؟ فكيف لا 
يتفانى بعد هذا ولا تخط آي البسالة على صدره كل معجزة تحار لها الأيصار وتتفتح 
لها أبواب الأقدار؟! وللعرب من هذا القبيل شتون يوقف عندها إعجايًا. قال عنترة: 


فالقتل لي من بعد عبلة راحة والعيش بعد فراقها منكودٌ 
لهفي عليك إذا بقيت سبية تدعين عنتر وهى عنك بعيدٌ 
يا عبل قد دنت المنية فاندبي إن كان جفنك بالدموع يجودٌ 
يا عبل إن تبكي عليّ فقد بكى صرف الزمان علي وهو حسودٌ 


YY 


النشيد السادس 
يا عبل إن سفكوا دمي ففَائلي في كل يوم ذَكْرُهَنْ جديدُ 


(14) قبّل هكطور طفله ودعا له دعاء الأب الشفيق» ولم يفته عند استتمام الكلام 
i SS‏ 
الطويةء أما دقائق ذلك المشهد من أولها إلى آخرها فحسب المطالع أن يمعن النظر فيها 
كما قدمناء فلا تخفى عليه خافية من بدائعها وتنسيق وقائعها. 

1 من الآيات اشا يتما تَكُونُوا يُدْرككُمُ اموت «إِذَا جَاءَ علي 
E‏ سَاعَةٌ” ولا يَسْتَقدِمُونَ»# ومن كلام الإمام علي بن أبي طالب: «الموت طالب 
حثيث لا يفوته المقيم» ولا يعجزه الهارب». وللشعراء أقوال كثيرة بهذا المعنى» قال 
الكميت: 


فطأ معرضًا أن الخوف كثيرةة وإنك لا تبقي لنفسك باقيا 


آي: لا تتۆ ورين فالموت يأتي في حينه. 
فكيف وكل ليس يعدو حمامه وما لامرئ عما قضى الله مرحل 
والنفس تبغي الحياة جاهدة وفي يمين المليك مقودها 
فلا اقتحام الشجاع مهلكها ولا توقى الجبان مخلدها 
لكل نفس من الرّدى سببٌ لا يومها بعدةٌ ولا عَدِمَا 
(17) اختتم هكطور كلامه بتنبيه زوجته إلى تعهد شئونهاء وهو كلام على ما فيه 
من الرقة يشير إلى إنكار الرجال على النساء تطلعهنَّ إلى أعمالهم. قال الخليفة الهادي 


لأمه ا دخلت عنده ف حاجة: «ما ف 0 7 تغدو 0 إلى با بايك؟ أما لك 


5 


ا 
(1۷) الصعاد: جمع صعدة الأَسدّة 


AI 


الإلياذة 
(14) قال عنترة: 
لقد ودعتني عبلة يوم بينها ‏ وداع يقين إنني غير راجع 


(19) لم يكد هكطور يتعدى الأبواب حتى لحق به فاريسء وكله جذوة ملتهبة 
همة وإقدامًا. قال أفستاثيوس: لقد وقع نصح هكطور وتعنيفه موقعًا حستاء وهي 
خطة اتبعها الشاعرء فأبان حسن الوقع لكل تعنيف لطيف حل محله وأصاب محجة 
الصواب. نقول: ولقد وهم من قال: إن الغرام مفسدة للحزم والإقدام» وإن فاريس كان 
نكسًا جبانًا. أجل إن هوميروس مثله تمثيلا يصدق على أمثاله في كل زمان فهو رقيق 
الفطرةء دقيق الفكرة. جميل يحب الجمال» ويتطلب الكمال إذا ابتنى منزلا فإنما يتخير 
له أجمل موقع وينتدب لبنائه «أمهر أرباب الحرف»» وإذا ادخر سلاحًا فيحرص على 
جلائه «ويصقل الشكة والدرع الصقيل»» وإذا طرب ولهًا فإنما يطرب على نقر القيثارء 
ويحسن ضرب الأوتار وتلاوة الأشعارء وإذا لبس السلاح فإنما يشك بعدة «يتألق نورها»» 
فهى إذن معدن لطف وظرف لا يشويه إلا أنه كما قال الشنفري: «مرب بعرسه» وليست 
هذه بالشائبة الكبرى» فهذا عبسينا يتغنى حتى في حومة الوغى بعبلة ومحاسنها. وهذا 
مهلهلنا لم يشبه أن كان معاقر صهباء وزير نساء ولا بأس أن نستطرد هنا إلى وجه 
الشبه بين أخوي اليونان» وأخوي العرب فهكطور كليب حامي الذمار ودرّاء العار» وهو 
الأخ الأكبر. وفاريس كال مهلهل المثير الأوار والآخذ بالثأرء وهو الأخ الأصغر. على أن الإلياذة 
تنتهي بمقتل هكطور كما بدأت حرب البسوس بقتل كليب» والتاريخ ينبئنا بما جرى 
بعد حين من قتل آخيل قاتل هكطور بسهم أطارهُ عليه فاريس. 

)7١(‏ كأن عطارد بن قرّان كان يتصوّر هذا المعنى البديع» فأتمّ الطباق بقوله: 


كأني جوادٌ ضمّه القيد بعد ما جرى سابقًا في حلبة ورهان 


ولقد علق الشعراء من قراء هوميروس بهذا التشبيه الجميل حتى نقله بعضهم إلى 
لغاتهم حرفًا بحرفء وفعلوا مثل ذلك في نقل كثير من معانيه دون أن يبينوا مأخذهاء 
ولكن الحقيقة لا تلبث أن تبدى ولى بعد دهر. 

)۷١(‏ الحجور: جمع حجرة: أنثى الخيل. لم أر في ما قرأت من شراح هوميروس 
من انتبه إلى مشاكلة هذا التشبيه لأخلاق فاريسء فإنه وإن كان المراد هنا وصف همة 


٤ 


التق السادشس 


فاريس ليس إلاء فقد أتى فيها الشاعر بطباق تام بين المشبه والمشبه به؛ إذ جعل 
غايتيهما التزلف والتحبب إلى الأنثى. 

(۷۲) لقد أتى هكطور في هذا البيت والبيت السابق على وصف أخيه وصفا تامًّا مع 
الإلام بكل تاريخ الحرب» وهو كلام حقّ جمع بألفاظ قليلة ومعاني كثيرة» فأعرب له 
عن وده له وحرصه على حفظ کرامتهء وذكّره بعيوبه وسابق ذنوبه وحثه على الحرب» 
والكفاح بما يوافق مشربه ويلائم مذهبه» ولم يمسس شعائره بشيء يؤلمه مع مراعاة 
الد فق كن ا فال 


النشيد السابع 


4 
يف 


براز هكتور وآياس 


1 
٠ 


لما بلغ هكطور وفاريس معسكر قومهما اضطرمت جذوة الحربء وكادت تدور الدائرة 
على الإغريق» فخشيت أثينا عاقبة الأمر وهمت بإغاثتهم» فلحق بها أفلون نصير الطرواد 
فاتفقا على إيقاف القتال في ذلك اليوم» على أن يبرز هكطور مناديًا بطلب أشد اليونان 
بأَسَا لبرازه» فأوحيا إلى هيلينوس العرّاف أن يوعز بمآل وفاقهما إلى هكطورء فتفدم 
وطلب بطلا من أبطال اليونان فأخذهم الذهول والصمتء فقام منيلاوس ورماهم بالجبن 
والوهن وعقبه نسطور الشيخ بكلام مؤثرء فبرز منهم تسعة فاقترعوا فأصابت القرعة 
آياس» فشك بسلاحه وبرز لهكطور ولم يزالا بين كفاح وصدام حتى فصل بينهما الظلام؛ 
فافترقا وانحاز كل جيش إلى معسكره» فقام بين الإغريق نسطور الشيخ ونادى بإيقاف 
رحى القتال ريثما تدفن جثث القتلى» وقام في معسكر الطرواد أنطينور يستحثهم على 
التجاوز عن هيلانة وأموالها للإغريق حقنًا للدماء فعارضه فاريس في رد هيلانة وإنما 
سمح بأموالها وزيادةء فبعث الملك فريام بالرسل إلى الإغريق يبلغهم مفاد كلام فاريسء 
ونظلت الوونة لاقم الوك افلم ملعك" الل وة الها وة الأب انحوي 
فأقر الإغريق على الهدنةء فدفن كل من الفريقين قتلاه. ثم شرع الإغريق عملا بمشورة 
نسطور بحفر خندق ويناء معقل لصد هجمات الطروادء فلم يرق ذلك لفوسيذ وقام 


الإلياذة 


يندد بالإغريق بمجمع الآلهة» فأسكته زفس» وصرف الجيشان بعض ليلهما بالإيلام 
والطعام» ثم جنحا إلى الهجوع. 


كمي آي اف ادرو فق ها ر براك مقطؤن واا واو الوا ارو 
بعقد الهدنةء والخامس والعشرون بدفن القتلىء والسادس والعشرون بيناء المعقل وحفر الخندقء 
ومشهد الوقائع جميعه في ساحة القتال. 





النشيد السابع 











بصدريهما النفس تلهب جمرا 
وجيشهما والحشا يلهب 
وخارت قواها ومن فضل رب 
ففازوا بما أملوا ثم ثاروا 
فمينستس مَنْ بأرنا ولد 
وفيلومذا ذات عين المها 
وآيون بالعنق تحت التراكك 
وإيفينس بن ذكسيس عمد 
لقد كان يرقبها ويريد 
ولما لدى الزانة التقيا 
«علام من الأفق يا بنت زفس 


إلى الباب يصحب إسكندرا' 
لكيد الأغارق طعنًا ونحرا 
للقياهما هزه الطرب 
بملس المجاذيف والأمر شقا" 
لها هبت الريح خير مهب 
بإثرهما واستطار الغبار 
لآريش الملك المعتضد" 
بصمصام فاريس غزمًا وهى* 
بمزراق هكطور ألفى المهالك 
إلى خيله ولأوار اتتقد 
وغيب في كتفه زجه 
غضيض العيون فقيد القوى 
وفالاس فوق الألمب تراهم 
وفيبوس من فرغموس اقتفاها 
لقوم الطراود نصرًا مجيد 
على الفور بادر مبتدياء” 
هبطت بغيظ وحدة نفس 


النشيد السابع 


أرفدا لقوم الأغارق حللا 
لخطب طراودنا لم ترقي 
«بنا اليوم هيى نكف القتال 
إلى أن 
أجاب: «فهكطور نحو اليّراز 
فلا شك بالغيظ يحتدمونا 
فأقنعها وهلانس تحقق 
ولما استتما المقال فحالا 
«أهكطور مَنْ زفس بالعقل حاكى 
فقومك أجلس وقوم العدى 
وسل يرسلوا لبراز مهول 
فقد جاءنى صوت آل العلى 
سر الفتى وجرى قابضا 
وسكن جيش الطراود قريه 
به نزلا فوق زانة زفس 
كان الجنود بتلك السهول 
عليها الترائك فوق التروس 
كيم عليه النسيمٌ انتشر 
وهمكطور نحو البراح اتجه 
ويا قوم آخاي سمعًا فإني 
أرى بيننا زفس قاض العهادا 
إلى أن تدكوا قلاع الحصون 

يدم خير جند ارق 


نشاهد يومًا أخيرا 


ا 


۹ 


بحرب إلى الآن تجري سجالا 
فسمعًا فدونك أصلح حق: 
ومن بعد تدفعهم للنزال 
لإليون مذ رمتما أن تبورا»' 
فقل كيف تأمل كف الصدام» 
نحث ليدعو العدى لليراز" 
بكنه حجاه القرار المصدق” 
ألا ما استمعت مطيعًا أخاكا 
وبين الفريقين قم مفردا 
إليك فتى 1 أشد القيول 
بأنك ما آن ن تقلا“ 
06 ا م ا 1 
وشكل e‏ ف الحال اا 
بها ينظران لطرس فطرس"" 
جلوسًا صفوفا كثافًا تهول 
وسمر العوامل تنمي البئوس 
فأرجفَ واريدٌ يوهى النظر"٠‏ 
وصاح: «أجند الطراود مه 
أفيض كم ما يجول بظني 
وللكلٌ هيا الرزايا الشدادا 
أو الحتف تلقوا تجاه السفين 


الإلياذة 


فون لتيل بي افيا 
إلى الف ي هتي :ينه رغننا 
فيمضي لبيتي أفواجهم 
وإن نال مني مر الحمام 
بشكته نحو إليون أهرع 
وأدفع جثته غير خائن 
ففى جرف بحر هلاذا الفسيح 
وا سني فيان ا ن 
يقال هنا قبر قرم عنيد 
فيخلد مجدي ويعلو منارا» 
شام متخي بوج كارا 
«نساء أنادي وليس رجالا 
فوا عارنا إذ بأبطالنا لم 
عساكم ترابٌ وماءً جميعا 
وليس لكم من فؤاد وشان 
وما النصر إلا لآل العلى 
وشك يجيل السلاح الجميلا 
لقد كاد يصميك هكطور لو لم 
ومولى الموالي أخوك الأبر 
«مقرب زفس منيلا أرى 
قمهما بك النفس هاجتك فارهب 
ونفس آخيل الذي لا سبيلا 
لقد كان يجزعه أن يسابق 
هي اجلسن وألق العدد 
وإن يكف في الحرب وقعًا أليمًا 
فل قله اش يلوي التزكي 


ويذكونه هم وأزواجهم'' 
لحيث ببيت أفلون ترفع" 
إلى قومه الشعر فوق السفائن 
بعامل هكطور قدمًا أبيد 
فظل الأغارق طُّرًَا حيارى" 
ومن رد بغيته EEE‏ 
حشاه وصاح يفيض احتقارا:"١‏ 
فوا أسفا أمرنا أين آلا" 
يكن مَنْ إلى هكطر يتقدم 
فكلكم بات حِبنًا هلوعا" 
وها أنني بارز للطعان 
فت وقوه تة وولا» 
ولكن أبيت الردى يا منيلا 
تثبطك صيد الجموع وترحم 
فتى من سواك ترى يتهيب 
لملقاه يوم اصطكاك اليلامق" 
فيغري الأفارق قرما أشد 
فيخرج من ذا البراز سليما 
وإن كان ليس يهاب النوب»"" 


النشيد السابع 


«آلا أي رزء فوا حريا 
ألا كم يغص خطيب المرامد 
إذا ما درى أن هكطور أخمد 
إلا قبل كم كان بادي الطرب 
فأنمى له أصل كل الأغارق 
ألا لو رآكم على ما أرى 
ليسألها أن تزج بنفسه 
أيا زفس يا آثنا يا أفلو 
كيوم بأسوار فيا فظيع 
لدى نهر قيلادن الحرب ثارت 
تصادمها بشديد الكفاح 
وإيرثليون زعيم العدى 
عليه سلاح المليك المجيد 
إريثوس من كان يلقى الجموعا 
لدى معبر حرج بالقناه 
فأعطاه إيرثليون الهمام 
ويدعوق ولا بطل يِفدٌ 
فأقدمت تدفعني النفس وحدي 
فأولت أثينا ذراعى انتصارا 
فَخَرّ لدى قدمي بالمضيض 
فلو كنت أواه غض الشباب 
وأبسل ما بكم من رجال 


١ 


وكف وطابت نفوس ذويه 
على الفور نسطور ثم خطب:"" 
بلاد الأخاءة قد نكبيا 
بف لها فيل انا 
بئوس الأغارق جبتًا وأقعد 
بمغناه يقتص منى النسب 
لمدَّ يدا لموالي الورى 
لآديس يكنا لشدة بؤسه"" 
ألا ما أعدتم شبابي فأبلو'” 
وحول شرى يردنوس السريع"” 
صناديد أرقاديا بالرماح 
شديدًا لدينا كرب بدا 
إريثوس ذي الصولجان الحديدي 
ولكن ليكرغ أصماه غدرا|"” 
رماه وقفطيسه ما وقاه 
سلاحًا له آرس وهبا 
إلى حين أقعده الهرم"” 
وكل الصناديد ترتعد 
وإن كنت إذ ذاك أحدث جندي 
ثلا غليظًا طويلا عريض 
لأدرك هكطور شی العجاب 
أراهم أبوا وَقعَ هذا النزال» 


الإلياذة 


فلما استتم الحديث المهينا 
فأولهم أول القوم سوّدد 
تلاه ذيوميذ روع الرجال 
فأوريفل فثواس 
وعليكم إذن:بالتقداح تحال 
يسر الأفارق إن أقدما 
وجيشهم كله رفعا 
«أيا زفس إما أياس وإما 
ونسطور تلك الأقاديح رج 
وتلك أمانى الجنود جميعا 
يمينًا جرى يقصد الصيد قصدا 
فلم يك مَنْ بالنصيب اعترف 
فلما تناوله ثم أحدق 
تهلل مستيشرًا ورماه 
«أَصَيْحَابُ ذا السهم سهمي فَسُرًا 
سكونًا لكلا لطرواد يُنْمَى 
فلسنا لنخشى جلاد الأعادي 
«أيا أيتا زفس رب المعالى 
وأما لهكطور تأبى الشتارا 
وإذ كان جيشهم يتضرع 
وَشَكٌ بزاهي السلاح الصَّقِيلٍ 
يجيل القناة لحر الوطيس 


فأوذس 


TY 


لديه انبرى تسعة يبرزونا 
زعيمهم آغممنون عريد 
كذاك الأياسان هول القتال 
مريون عد إله الكماه 
هم الشيخ بالبشر يُؤْنِس:' 

فَمَنْ قدْحَة فاز خاض المجال'١”"‏ 
ويجذل نفسًا إذا سَلِمَاء 
بخونة أتريذ منتصيا 
WTAE E EE EE‏ 
ذيوميذ أو لا فأتريذ حتما» 
فسهم أياس لديه خرج 
فطاف يه الفيج يجري سريعا 
لهم يبرز القدح فردًا ففردا 
هناك إزاء أياس وقف 


برسم به كان من قبل تمق" 


إلى قدميه ونادى الكُمَاه: 


فؤادي وإني آمل نصرا 
وأنتم لزفس أفيضوا الدعا 
وإن شاعام | 2 8 : : 2 

ولا بأس لا مكر يَلُوِي فؤادي 
يروع حشاي براڑ وحربٌ»” 
وتشخص نحو الفضاء الفسيح: 


أليف الكمال عظيم الجلال 
أنل نصرك اليوم آياسَ فضلا 


فدع يَسْمَ البطلان اقتدارا»»" 

فاا ك اللقاءة ادوع 
وَأَقبَلَ جَبَارَ روع مَقيلٍ 
ويَبُسمُ عن ثغر وجه عبوس 


النشيد السابع 


يَسِيرٌ كرب القتال العقسوف 
كآريس يمشي على قوم إنس 
ففاضت قلوب الأغارق سَرًا 
فأقبل آياس فى كبره 
على سبعة من جلود البقر 
ولما إليه دنا وقفا 
فسوف ترى ما يفرد لفرد 
وإن كان آخيل قلبٌ الأسد 
أجاب: «أيا من لزفس انتماه 
مه لا تخل بي رعونة ولد 
ألفث القتالَ وذبح الرجال 
ولم يك شأنى غدرًا أراكا 
وهر اللحة قف طحن متا 
فشقق فولاذه والجلود 
فبالترس للدرع للثوب أولج 
ولكن هکطور أهوى وخاد 
كليث يمرّق لحم الرجال 
فطعنة هكطور لم تَنْحُب 
فقر أياس وما انقلبا 


ARI 


لوقع تخطاة ارتشاع موف 


إلى الويل سيقوا بفتنة زقس 


وخار قؤاد الطرواد طُّرًا 
ومن هول ذا الملتقى قَلقا 
ولم يلى مذ كان أول باد 
بترس كبرج على صدره 
تخيوس حدف يفتخر" 
غشاءٌ من الصّفر يوهي النظر 
وصاح بهكطور: «أقبل كفى 
حيس لخاد و 
وحَرَاقَ قلب العدو الألد 
وکا لئ فقككة اقتفرنا 
فأقبل إلىّ وأور السعير» 
ويا ابن ا قَيْلٍ السراه 
على قدمي وفوق الججالٍ 
ورقصي في الحرب يعلي شئوني'”" 

ل الحرب صدرًا لصدر فَهَاكَا 
EEE EEE‏ 
لسابعها فاستقر يَمِيدُ 
على جوب هكطور يفري الحديدا 
وقد كاد شق شق الكمي يضرّج 
EEE‏ حت القارة 
وحملق ينظر محتدما 
وخرنوص بر بعيد المنال 
ولكن لواها قفا المجوب 
وبالرُمح من فوره وثبا 


الإلياذة 


ES EEE E 
ومتكطون خن حزهة ما اتن‎ 
تناول سود صخر أصم‎ 
وکن كف انحا م‎ 
وصيخود صخر أشد رفع‎ 
بعزم رحاه بقدر الرحى‎ 
ومن صلب ركبته الدم سالا‎ 
حسام الهوان‎ EEE 
ولكن رسولا العلى والبشر‎ 
حكيم الأخاءة كَلْفْيْيُسُ‎ 
فيينهما أسبلا الصولجانا‎ 
قى يا يدن ف اكا‎ 
وکا اسل ا‎ 
ولكنما الليل جاء بستره‎ 
أجاب أياس: «فهذا يقال‎ 
قاو يدك اط ايفان‎ 
«أجل إن ربا أياس اجتباكا‎ 
وقد فقت بالطعن كل الأغارق‎ 
فسوف نصول ولن تَجِيْنَا‎ 
ويولي من شاء عز الظّفر‎ 
وشأن الأنام احترام الظلام‎ 
فرح يبتهج بك قومك طرا‎ 
وتطربٌ طروادة بمآبي‎ 
فيدخلن بي هرَّعًا داعيات‎ 
وهيّ نبادل قبيل القفول‎ 
كفاح شديد أوان التلاقي‎ 
وأعطى أياس حسامًا صقيل‎ 


٤ 


SS as 


عع 


و ) فولاذه 3 0 
أياس فذبذبه ودقع 
على ترس هكطور فانطرحا 
فأنهضه الرب فييُس حلا" 
وكادا على القرب يشتبكان"" 
اجو ER‏ 
وفضل الطرود إِيُذيُس 
وثانيهما صاح يلقي الأمانا:”* 
اع ركم ا نمسم 
SEE EEE‏ 
وک الدوم ا لتر 5 
لهكطور فهو مشير القتال 
فقال ابن فريام هكطور حالا: 
ومجدًا ويأسَا وفضلا حباكا 
فرعكا محال الكفاع تارق 
فذا الليل خيم فوق البشر 
مرجع كل اعؤيز الفقتام 
لدى الفلك والصحب تجذل فخرا 
رجال الوغى وذوات النقاب 
معايد آل الخلود الثقات 
نفيس الهدايا وكل يقول: 
وود وطيد قبيل الفراق»” 


النشيد السابع 


وعمدا وزامي نجاد ونالا 
وکل تجاه ذويه انقلب 
روا أن ن هكطور بعد الإياس 
به نحو إليون ساروا وسارا 
ومن حوله اجتمعوا يقطعونا 
ويلقون في جاحم وهجا 
فأخرج منه ومد الطعام 
وأتريذ أكرم مغتبطا 
ولما أزالوا الظما والسغب 
فذاك الذي قبل أعلى المنارا 
«أأتريذ يا زعماء القبيل 
عليك إذن ببزوغ الشفق 
ونحن بجملتنا بالعجال 
ونحرقهم قرب فلك السراة 
ونبني ضريحًا لهم يقصد 
لتذينة تشن سؤر رمتعا 
ونحكم أبوابه لتجول 
بشماء إليون قد جمهروا 
فهاجوا وماجوا بلغط عظيم 
«أطروادة يا بنى دردنوس 
إليكم حديفًا يخالج صدري 


٥ 


حزامًا بفرفيره قد تالالد 
سليمًا نجا من ذراع أياس 


أياس إلى القوم يزهو دار 


يه يدخلون ددن 
وهم سلخوه ببشر وأنْس"* 
وفوق سفافيدهم ينظمونا 


إلى أن جميع الشوا نضجا 


أياس فأعطاه صلب المطاةء 


بهم نسطر بالسداد خطب 
فبالحلم والحكم فيهم أشارا: 
بأقوامنا الشعر كم من قتيل 
وأرواحهم للجحيم تحدّر 
تنادي بكف قتال سبق“ 
نقوم بثيرانها والبغال 
به في تصادمنا المشتبك 
ونجمع منهم عظام الرفات 


اذا :محا قفها لتاقت 


على السهل حيث علا الموقدء 
يقي جيشنا والجنود جميعا 
حجن سني ها ماه الفيون 
جيوش الطراود إن يُدْفقَعوا/:* 
وأبناء طروادة بحماهم 
بأبواب فزيام واأَتَمَرُوا 
فصاح بهم أنطنور الحكيم:'* 
وفنا خنلتفتاء .وكل التزءوس 
فهيوا بنا نُجْرِ أصوب فكر 


الإلياذة 


فنرجع هيلانة الأَرفْسيِهُ 
فقام يجيب فريس الأغر 
«أجل أنطنور شططت بما 
لقد كان أجدر أن تنبذا 
إلا فإن كنت رمت السدادا 
اه راض لخي خلس 
ولكن أموالها وأزيد 
فقام بهم ببهي الجلال 
«أطروادة يا 0026 دردنوس 
إليكم حديئًا يخالج صدري 
فذا حينه وأقيموا الحرس 
ويذهب قبل بروز الغزاله 
إلى الأتردين جيذ انكلم 
اھ هينة ها 
ويعد نصول ولن نجينا 
ويؤتي من شاء عز الظفر» 
عشوا بالسلاح وبعد الشفق 
اا و وة ی 
فصاح يقول بصوت ثقيل: 
بإمرة فريام والمؤتمر 
مقالة فاريس أس الشقاق 
فإن الكنوز التي سلبا 
وها هوا للا نويه 
ولكن زوج النبيل منيلا 
ويسألكم هدنة نبتغيها 
وبعد تصول ولن نجبنا 


251 


بأموالها خوف شر البَلِيَّهُ 
E TELE‏ دا E‏ 
وزوج هلانة ذات الغفر:* 
يشق عَليٍّ بأن أعلما 
حديقًا ورأيًا يماثل ذا 
فآل العلى سلبوك الرشادا 
بای لى اسن حاماسي * 
عليها فإني سريعًا أعيد» 
أخو الفهدل دريام بدي العفال؛ 
ويا حلفائي وكل الرءوس 
ألا فانهضوا للعشا طوع أمري 
يطوفوا بكم لانقضاء المَلّس 
إلى الفلك إيذيس بالرساله 
مقالة فاريس أس الخصام 
لنحرق قتلى المعامع فيها“ 
أصاخوا ارتياحًا لامر 2ة 
لفلك العدى إيذيوس انطلق 
لدى الفلك أتريذهم يرأس 
«آأتريذ يا زعماء القبيل 
أتيت إليكم لأنمي الخبر 
عسى أن تروق فيلقى الوفاق 
وياليته قبل ذا نكبا 
فعنها على رغمنا لن يحولا 
لنحرق موتى المعامع فيها 


النشيد السابع 


ويؤتي من شاء عن الظفر» 
فصاح ذيوميذ فيهم: «حذار 
فنابى الكتوز وإن عدت 
لقد أزف النصر والطفل يعلم 
وزفس شهيد على تي العهود» 
وإيذيس لحماه رجع 
يعالون طرا للقياه صبرا 
فهيوا وبعض لجمع الشعل 
كذاك الأراغس قرب السفين 
ولما من اليم فوق البحار 
وتبيرنزن صاعدة للسماء 
تلاقى الجميع بذاك المجال 
جسوم لقد شوهتها الجراح 
فبالماء فى مهل غسلوها 
ولكن فريام حَظْرًا حظز 
سكونًا ولب الفؤاد التهب 
ومذ فنيت بأجيج اللهيب 
كذاك الأغارق بين الوجوم 
ولنضاعغلنيها قى الحرق 
وقي بَُهُرَة الليل قبل السّحر 
ومن فوق موقدهم للجثث 
وسورًا لديه عليه القلل 
يليه حفير عميق وسيع 


۷ 


فطرا سكونًا وعوا ذا الخير 
لإليون هذا أوان الدماراه 
وهيلانة ولكن ردَّت 
على هامهم عن قليل ستهدم» 
وأتريذ تصويبه أعلنا: 
فهذا الجواب وعين الصواب 
لتحرق موتى الوغى بأمان 
ويسترضهم بلهيب تسَعر” 
ومد عصاه لآل الخلود"ه 
فبلغ ما كان أمرًا فأمرا 
وبعض بقتلى الرجال اشتغل 
جروا جريهم باجتهاد مكين 
بدت تتج عروس النهار 
وفوق الفدافد تلقى السناء 
يكادون لا يفرقون الرجال 
ورهج العجاج بدار الكفاح 
وبالدمع في عَجَّلٍ حملوها؟” 
على قومه أن يهيلوا العبر 
أسى جمعوها لكُدُس الحطب 
لإليون عادوا بقلب كئيب 
مضوا يجمعون جميع الجسوم 
تجاه سفينتهم انطلقوا 
أسيرت من الخيم خيرٌ الزمر 
وأرتجة لعبور العَجّل" 


الإلياذة 


وأما بنو الخلد آل الظفر 
فمن حول زفس لقد رقبوا 
«من الناس مَن بعد يا زفس يرفع 
الج جر تعنم اكات ا ي 
ومن حوله خندقوا مغفلينا 
نعم ذكر-هذا المنحيع البديع 
ويغفل سور بمصر يجل 
ولكن زفس وقد أنفا 
أيا من يزعزع قلب الثرى 
ليأبى الذي عنك جهدًا يُقصّر 
ومجدك سوف يعم الفلق 
ENE as‏ 
فمعقلهم دك دكا ي 
وفي الساحل اركم رمالا تقر 
كذا اأتمروا في القيام الأجل 
وقد تجو لقي تسد الكناء 
وكان ابن إيسون راعي الأمم 
أخو الملك أفنوس من لمنس 
من الخمر صرفا بها ألف عين 
فجيش الأفارق عينًا بعين 
عدن ی ا ا 
وبعض شرى بجلود البقر 
وبعضهم بالسبايا شرى 
ليغ فى الحيام الطعام يعد 
ولكن رين وف عيظ ف 
فهدَّهم الزُعب والكُل قام 
ويخشى ارتشاف عصير العنب 
ا ا ا مضع 


A 


فقن نيدو لتد اة 
eS‏ 
لآل اللىي و اه وة و 
بنوا قرب سفنهم معقلا 
لفون الخو الكتسايا الا 


إلى حيث فاض السّنا سيذيع 


للوميذ شدث آنا وأفلىى» 
أجاب: «أربٌ البحار كفى 
منالا وطّولا بذا الفكر يفكر 
ويمتد ما امتد نور الشفق 
لمحف رامن 3 وطن 


و لخن كر هة هنا 


وقبل المغيب أتم العمل 
عجولهم يبسطون الطعام 
أتت اځ لبني أرفحيين 
هدية ود إلى الأترذين 
شرى الخمر من ذينك السيدين 
وبعضهم بجديد صقيل" 
وليلتهم قضيت بالقرى 
كذاك لطروادة فى البلد 
بهم زعزع الليل برقا ورعدا 


إلى أن رركي لزفين ال ري 


النشيد السابع 


هوامش 


)١(‏ بسطنا الكلام في أول النشيد السادس على هذا النسق من النظم. 

)5( النوتية هم الملاحون, وهي لفظة يونانية (7100110617) عربت والأصل فيها 
(NaUTnolv)‏ (نوطس)» وهی ريح الشمال سمى الملاحون بها لموافقة مهبها لهم. لا بدع 
أن يكثر هوميروس من التشبيه بالبحار ورياحهاء فبلاد قومه محاطة بالمياه وأكثرها 
جزر يكنفها البحر من جهاتها الأربع» ذلك كما أكثر العرب من ذكر المفاوز والمهامة 
والسباسبء وجعلوا لها مئات من الأسماء والصفات. 

0 اط ية كانت ي يتوا قال إمسطرابية هي الاش منت دة اكرون 
وقال بوزانياس: بل خيرونية. وزعم آخرون أن البحر طغى عليها وأغرقها. 

)٤(‏ ذكرنا في حواشي النشيد الأول مطالعة بشأن التشبيه بعيون المها فحسبنا هنا 
الإشارة إليها. كان فاريس أول مندفع في تلك المعمعة حتى تقدم أخاه هكطورء وهنا 
دليل آخر على أنه ليس بالمحجم المهياب كما ادعى المعترضون. 

)١(‏ الزانة هذه: هي الزانة الشهيرة على باب اسكيا. لم يكن للآلهة دخل في وقائع 
النشيد السابقء أما الآن وقد حمي الوطيس فلم يرّ الشاعر بدا من إطلاق العنان للتصور 
الشعري جلاءً لرونق الشعرء فعاد بأثينا وأفلون كما ترى» وإذا نظرنا إلى ظهورهما من 
وجه رمزي فيكون المراد أن أثينا ممثلة الحكمة والبسالة تهيئٌ الغلبة لليونان بانحيازها 
إليهم» وأفلون ممثل القدر يصدها عن تشتيت شمل الطروادء والمغزى أنه مهما عظمت 
الحكمة واشتد البأس فلا سبيل لهما إلى صد القضاء المحتوم. 

(1) قوله: رمتماء أي: أنت (أثينا) وهيرا. لم يصرح الشاعر بذلك ولكنه يستفاد من 
جعله الفعل بصيغة المثنى المؤنث» ولا حليفة لأثينا أشد من هيرا تحرقا لكيد الطرواديين. 

(۷) البراز الأولى بمعنى البراح, والثانية بمعنى المبارزة. 

(۸) هيلانوس أخو هكطورء وكان عرًافا كما تقدم وكاهدًا لأفلون» فيفترض إذن أن 
أفلون أوحى إليه بما كان. 

(9) حبذا لو استغنى الشاعر عن الشطر الأخير. ولعله دخيل في شعره؛ لأن في 
أنباء هكطور بسلامته غضًا من بأسه» وهو البطل الصنديد يشق الصفوفء ولا تروعه 
الحتوف. 

)٠١(‏ اللهذم الوامض: الرمح اللامع. 

)١١(‏ تقدم أنه لم يكن لهم طبول يُجرون الجند ويوقفونهم على أصواتهاء فكان 
من ثم لا بد لهم من إشارات يتفاهمون بهاء فيستدل إذن أن القبض على وسط الرمح 


۹ 


الإلياذة 


إشارة إلى الكون» ولما رأى أغاممنون أن هكطور أوقف الطراود بادر إلى تسكين جأش 
الإغريق لعلمه أنه بدا لهكطور أمر ذو شأن يبثه له» وهكذا سكن الجيشان. يذكرني ذلك 
ما شود كفده a E‏ كنا ف" الزهيرية ولفرق ”من التتفى E E O‏ 
وثلاث مئة هاجن بين رادف ومردوف تتبعهم الأنعام الكثيرة. فأصحبنا يومًا والربع في 
جلبة والأوتاد تنزع والمضارب ترفع» فعلمت أنه تراءى لرجل بينهم يدعى تويسًا هو 
زرقاؤهم بنظره» وجهينتهم بخبره «زولٌ بعيد» لا يعلم أهى «عدوٌ أم صديق»» فاضطرونا 
إلى التأهب في من تأهب حتى إذا ركب الفرسان وساروا جِيشًا أنفذوا طليعةٌ تستطلع 
الخبر تجري بخيلها «هَذبًا»» وسائرنا من ورائها «نكد كدا» إلى أن صارت الطليعة على 
مقربة من الزول الذي أخذ يتراءى لنا فحولت أعنة خيلهاء وأخذت تغير يمينًا بشمال 
بعد أن كانت تسير شرقا بغرب» فسكن جأش الجيش وقالوا: طليعتنا «تعرض لنا»» 
ففهمنا أنه ليس ثم مطمع غزو وكسب ولا منزع قتل وسلبء ولم نلبث أن تحققنا الخبر 
بالخبر؛ إذ كان ذلك الزول البعيد قطيع نوق وجمال لعشيرة حليفة يصحبها رعاة قلائل 
فأمنوهم وسيروهم. 

)١١(‏ تهياً أفلون وأثينا بهيئة عقابين» ووقعا على الزانة التي بباب أسكيا يراقبان 
منها حركات الجيشين. وحلول الآلهة وأتباعهم بل والبشر أيضًا بهيئة الطيور معتقد 
قلما يخلى منه دين من قديم الأديان. 

)١6(‏ إذا أكثر هوميروس من تشبيه الفيالق بالبحار» فإنما لديه لكل مقام مقال. 
فلا تكاد ترى تشبيهًا كالآخر بمجمل دقائقه في كل الإلياذة» وما أصدق تشبيهه هنا 
للجيش الجالس صفوفًا تتألق أسلحته في ذلك الفضاء بالبحرء ينتشر عليه النسيم فلا 
هو بالبحر الهائج تعبث به الأنواءء ولا هو باليمٌ الراكد لا أثر عليه لحركة الهواءء وما 
أحسن ما قال العبسي في نقيض هذا المعنى: 


وسارت رجالٌ نحو أخرى عليهم ال -حديد كما تمشي الجمال الروائح 
إذا ما مشوا فى السابحات حسبتهم سيولا وقد جاشت بهن الأباطحٌ 


)١5(‏ يذكونه: يحرقونه. 

)٠١(‏ سنرى في النشيد العاشر أن أوذيس وذيوميذ يرفعان سلاح دولون نذرًا 
لأثيناء وهنا هكطور ينذر رفع سلاح خصمه لأفلون؛ فأثينا نصيرة الإغريق وأفلون نصير 
الطرواد: «وكل قوم يما لديهم فرحون». 


النشيد السابع 


(17) ذكر إسطرابون نصبًا أقيم لأياس وآخر لأخيل في تلك الأرجاء وقد عفت 
آثارهما وآثار غيرهما بمرور الأزمانء ولو لم يكن شيء سواهما يخلد ذكر هكطور 
لتنوسي اسمه وعفا رسمه. قال أفستائيوس: وأما شعر هوميروس فأرسخ من الأنصابء 
لا يعبث به كرور الأحقاب» بل هو قائم أبد الدهر يخلد الذكر والفخر. (راجع ن ؟). 

)١(‏ إن تهيب الإغريق من البروز لهكطور لأشبه شيء بارتياع الإسرائيليين لرؤية 
جلياد قبل أن برذ له داود» وقد يتبادر إلى الذهن أنهم كانوا في غنى عن هذا النهيب؛ إذ 
كان بإمكانهم أن لا يجيبوه إلى طلبه» ولا يمسهم العار؛ لأن الطرواد كانوا الداعين إلى 
البراز أول مرة كما تقدم في النشيد الثالث؛ ثم لما نالتهم الغلبة نقضوا الميثاق» فلم يكن 
لهم بعد هذا أن يتطلبوا البراز. على أنه يتضح للمتأمل أن هكطور لم يجنح إلى حسم 
الخلاف بتلك المبارزةء كما جنح فاريس للمرة الأولى وجل ما دعاهم إليه أن ينفذوا إليه 
بطلا يبارزه» فيقتله أو يقتل ويبقى الخلاف على حاله» وأوضح ذلك بأجلى بيان بفاتحة 
كلامه؛ إذ قال: إلى أن تدكوا إلخ فكانت من ثم هذه المبارزة على نوع يختلف عن تلك لا 
موضع لذكرها بإزائها فتلك عامة تتناول الجيشين»ء وهذه خاصة منحصرة ببطلين. 

(۱۸) لم يكن منيلاوس من مغاوير ال قوة» ولكنه لم يكن دونهم رياطة جأش 
وعلو همةء ولولا ذلك لما جدر بجميع الإغريق أ ن يتألبوا للأخذ بثأره. فلا بدع إذن أن 
يكون أول متكلم بل لا يصلح غيره لافتتاح الخطاب. 

(19) إن تشبيه الرجل الجبان بالمرأة لأمر قديم مألوف» حتى لقد يزيد العرب على 
ذلك فيجعلون الجبن كالبخل محمدة في المرأة مذمة في الرجلء والشجاعة كالكرم مذمة 
في المرأة محمدة في الرجل. وما أبلغ ما قال الإعام علي في خطبته لما أغار سفيان بن 
عوف الأسدي على الأنبار» وعليها حسان البكري فقتله وأزال الخيل عن مسارحهاء وكان 
ذلك في خلافة علي فخرج حتى جلس على باب السدة» فخطب في القوم. ومن جملة ما 
قال: «يا أشباه الرجال ولا رجالء ويا أحلام أطفال وعقول ربات الحجالء وددت أن الله 
أخرجني من بين أظهركم؛ وقبضني إلى رحمته من بينكم؛ وإني لم أركم ولم أعرفكم 
معرفةء والله حرت وهنًا ووريتم والله صدري غيظاء وجرعتموني الموت أنفاسًا وأفسدتم 
علي رأيي بالعصيان والخذلان». (ابن الأثير). 


ومن قول عبد الرحمن بن دارة الفزاري: 


أيا راكبًا أما عرضت فبلغن مغلغلة عنى القبائل من عكل 


٤١ 





لشن أنتَمْ لم تثأروا با خيكم فكونوا نساءً للخلوق وللكحل 
وييعوا الردينيات بالحلي واقعدوا عن الحرب وابتاعوا المغازل بالنيل 


(۲۰) أي: عساكم أن تبيدواء أو كقول العرب: أن تصيروا هباءً منثورًا. 

)١١(‏ اليلامق: التروس» لو برز منيلاوس لهكطور لقتل لا محالةء ولقد علمنا ما 
كان من شغف أغاممنون بأخيه عند ما أصابه سهم فنداروس في النشيد الثالثء فلا 
غرو إذن إذا تصدى له وصده عن البروز لهكطورء ولما كان عانًا بتفانيه على اقتحام 
الأحوال ضرب له آخيل مثلا لعله يرعوي ويرضخ؛ لأن جميع الأبطال كانت تعترف له 
بسبق البأسء فإذا كان آخيل يذل لهكطور فمن الحماقة أن ينبري له منيلاوسء وقد بالغ 
أغاممنون تلك المبالغة تسكينًا لغيظ أخيه ودفعًا لخشية العار عنه لا لحقيقة يعتقدها. 

.)5 المقصود بلي الركب الجلوس لا السجود حمدًا وشكرًا. (راجع‎ )١١( 

(۲۲) هذا نسطور الحكيم مفرج الأزمات والناطق بالآيات البينات» يفعل بقوة 
اللسان ما يعجز عنه السيف والسنانء فستراه يبدل إحجامهم إقدامّاء ورهبتهم رغبةء 
وليس في القوم خطيب سواه يصلح لكل مواقفهء ولا سيما لهذا الموقف؛ لأنهم جميعًا 
كهول وفتيان فمن ذا الذي يجسر منهم أن يحرض القوم على النزال» ولا يكون المبادر 


EEN 





(بعض أبطال الإلياذة على ما في آثارهم): أغاممنون» أخيل: نسطورء أوذيسء ذيوميذء فاريس. 


إليه بنفسه. أما نسطور فيتأفف كالب الحزين ويتأسف كالمعلم الأمينء وكلهم آذان 
وقلوب يحذر ويذكر ويطيل العتاب» ويتحسر على زمن الشباب» ويقص قصص صباهء 
ويعيد ماضي ذكراه» فيبتدئ ولقاء هكطور لديهم أفدح الخطوبء ولا يكاد ينتهي حتى 
يبيت أمنية النفوس وريحانة القلوب. 

وما أشبه موقف نسطور الشيخ الوقور بموقف عمرو بن معدي كرب يوم اليرموك. 
قال الواقدي: كان قد مر له من العمر مئة وعشرون سنة:؛ فلما نظر إلى قومه وقد انكشفوا 
صاح في قومه: يا آل زبيدء يا آل زبيدء تفرون من الأعداء وتفزعون من شرب كأس 
الردى» أترضون لأنفسكم بالعار والمذلة؟! فما هذا الانزعاج من كلاب الأعلاجء أما علمتم 
أن الله مطلع عليكم وعلى المجاهدين والصابرينء فإذا نظر إليهم وقد لزموا الصبر في 
مرضاته وثبتوا لقضائه أيدهم بنصره وأيدهم بصبره» فأين تهربون من الجنة؟ أرضيتم 
بالعار ودخول النار وغضب الجبار؟! قال: فعند ذلك تراجعوا وشدوا على القوم حملة 
واحدة. 

)۲٤(‏ فيلا أبو آخیل» تخيره نسطور مثلا لشاسع شهرته؛ وتذكيرًا لهم بآبائهم 
النائين عنهم في أوطانهم. 

(25) أي: لتمني الموت؛ لأنه لا بد لكل ميت من أن ينحدر إلى أذيس إله الجحيم 
كما تقدم. 


EY 


الإلياذة 
)۲١(‏ قلما نرى شيخًا يقول قول حكيم الجاهلية زهير بن أبي سلمى: 
سثمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم 
أى قول لبيد: 
ولقد سئمت من الحياة وطولها وسؤال هذا الناس كيف لَبِيدُ 
بل معظم الشيوخ. يَقولون قول تسطون: 
ألا ليت الشباب يعود يومًا 
ولكن نسطور تمنى الشباب للكر والإبلاءء لا للأنس والصفاء كما قال شاعرنا: 
فأخبره بما فعل المشيبٌ 


(۲۷) السرى: الجداول أو صغار الأنهار» ويردنوس: نهر سمي على رواية إسطرابون 
باسم البطل يردنوس المدفون على إحدى ضفتيه. 

(۲۸) الفطيس: المطرقة. 

(۲۹) الاستلآم في الأصل: لبس اللأمةء أي: الدرع» ويطلق توسكًا على لبس السلاح. 

NSD‏ أول الباززية. املو E ELS‏ رومن" كفي 
قدمّاء وأنفذهم حزماء ثم الأياسان أبطشهم وأربطهم جأشاء وجعل خاتمتهم أوذيس 
أدهاهم والتأنى من الدهاء. 

)۳١(‏ تلك كانت الوسيلة المثلى لإرضاء الجميع؛ وحسم النزاع باختيار بطل منهم 
بالاقتراع. 

(۳۲) كلا الأياسين من صناديد الرجال» وحينما ذكر الشاعر أياس مفردًا فالمراد 
به أياس الأكبر بن تلامون. كان كل من المستقسمين يرسم إشارة على قدحه؛ إذ لم يثبت 
أنهم كانوا يكتبون لذلك العهدء ولهذا خفي رسم قدح أياس عليهم جميعًا. 

من أمثال العرب: كل امرئ أَعْرَفْ بِوَسُْم قدُجه. وهو يضرب للعارف بقدر نفسه. 
الواثق بما بين يديه؛ لأنهم كانوا يسمون قداحهم بعلامات يعرفونها بها على نحو ما 


٤ 


النشيد السابع 


رأيت في استقسام اليونان. ولكن العرب في أداني أيام الجاهلية كانوا يقرأون ويكتبون 
بدليل كتابتهم للمعلقات وغيرها. ولهذا يصح عندنا ما روي عما كانوا يكتبون على قداح 
الاستخارة» وعلى الأزلام التي كانوا يضربونها في الميسرء أما طريقتهم في إجالة القداح 
فكانت كطريقة اليونان» يجمعون القداح في خريطة يضعونها في يد رجل عدل» يسمونه 
المجيل أو الضريب» كما جمعت هنا في خوذة آغاممنون ووضعت في يد نسطور (وقد مر 
في النشيد الثالث أن الطراود وضعوها في يد هكطور)» فترى من ثم أنه لم يكن يعهد بها 
إل لزجل دي شان لمن غاظة الانهيان إلى فريق دون آخن: ولهذا قالت الغرب: لقمان 
بن عاد أضرب الناس بالقداح؛ لأنه كان موكلا بها لنقاوة ذيله وأمن جانبه. 

أما إجالة القداح في الميسرء أي: المقامرة التي حرمها القرآن» فليس لها من أثر في 
الإلياذة. : 

(؟) هذا إياس الملقب بحصن الأخاءة يفوه بأول كلام وهو وإن لم يكن في زمرة 
الخطباء المفوهين فإيجازه إعجازء وصدقه بلاغة» وقوله بفعله» وهيبته بهيئته» وسترى 
بعد أبيات من رسوخ قدمه وهو مقبل باسمًا عابسًا جبارًا قهارًا ما يشهد لك أن الرجال 
بأفعالها لا بأقوالهاء فلا تعجب حينئذ إذا تهللت له قلوب الأولياءء وتخلعت لمرآه أفكدة 
الأعداء. 

)۳٤(‏ رأينا قبيل هذا أن الجيش تمنى بدعائه أن يبرز في استقسامهم قدح آياسء 
وإلا فقدح ذيوميذ أو أغاممنون» فاستجاب زفس الدعاء الذي اجتمعت عليه الأمة» وهذا 
دعاءٌ آخر يدعوه الجند وضعه الشاعر هنا تنبيهًا إلى أنه سيستجاب أيضًا. 

)٠١(‏ قال امرق القيس: 


لها خزهة كنواة لمكن “دف الضانم المققدة 
وقال الحصين المرّي يذكر دروع قومه وصناعها: 


عليهن فتيانٌ كساهم محرق وكان إذا يكسوا أجاد وأكرما 
قل كاده لتر ت ا لكين بل ا 


وتيخيوس صانع جلود قيل: كان في كوما فلما برح الفقر بهوميروس شخص إلى تلك 


0 


الإلياذة 


البلدةء وامتدحها ببضعة أبيات فأنزله تيخيوس في بيته» وأكرم مثواه فخلد هوميروس 
ذكره شكرًا وامتنانًا. قال اليازجي: 


لئن أفادونا بِأَكْرُومة من ملقح يبلى ومن منتج 
قد خبوناهم بما ذكره:. . :يبقى:بقاء :الجبل الأضلج 


(7؟) من مفاخر العرب الكفاح باليمين واليسارء ولقد لقب المأمون الحسين بن 
طاهر بذي اليمينين؛ لأنه ضرب بحسامه رجلا فقدّه شطرينء وكانت الضربة بيساره 


إذا سَئْمَتٌ مهندهُ يمينٌ لطول الحمل بدّله الشمالا 
وله بما يخرّج على هذا المعنى قوله: 
ولیس بشاغل اليمنى حسام ولیس بشاغل اليسرى عنانُ 

ويظهر من هذا السياق أن اليونان كانوا يتنافسون بخفة الأعضاء في الضرب 
والطعن وقلة العبء بمواقف الكفاح وثقل السلاح» وهو كثير في كلام العرب. قال عمرو 
بن كلثوم: 

كأن سيوفنا منا ومنهم مخاريق بأيدي لاعبينا 
والمخاريق جدائل يلعب بها الصبيان. وقال قيس بن الخطيم: 


أجالدهم يوم الحديقة حاسرًا كأن يدي بالسيف مخراق لاعب 


ومثله قول معقر بن حمار: 


EEN 


النشيد السابع 
وحامي كل قوم عن أبيهم وصارت كالمخاريق السيوف 


وأما الرقص الحربي فكان كثيرًا في بلاد اليونان بعد زمن هوميروسء والظاهر أنه 
كان شائعًا في أيامه أيضًا وقبلها أثناء حرب طروادةء قال عقيل بن بلال بن جرير: 


يمشى إلى د السيوف وقد رأئ. سبك المنية مشية المشتال 
)۷( النآد: الداهية»ء والمراد بها المنية» وهى في الأصل )K۸0۸(‏ إحدى ريات الجحيم 
الف اللا سمو أعنار ال فتن ل الخ عض كلوق اال تو انها 


دائمًا أعلامًا. قال أيو العلاء: 


رمه وة جانب الكو : أن اللَّهَيْهِ حت التاآد 
فومده باه EEE‏ لحي 00 0 7 





(۳۸) أي: إن الجرح لم يكن قتالاء ولم يكن في القضاء أن يقتل يومئذ فنهض 


سليمًا. 


۷ 


الإلياذة 


(۳۹) قلنا: إن عادة المبارزة قديمة الشيوع» ولهذا ورد ذكرها مرارًا في الإلياذة, 
ولقد أعجب ببراز هكطور وأياس كل قرائه من شعراء الرومان والإفرنج» فضمنوها 
شعرهم ونسبوها إلى أبطالهم» فانتحلها فرجيليوسء وتلاه طاسو وقينيلون وملتن 
وفولتير وغيرهم» وجاء نظيرها في شهنامة الفردوسيء وقد رأينا أن البطلين تبارزا بكل 
أنواع السلاح من الرمح إلى الحجرء وكان الرجحان فيها كلها لأياس» تلك أثرة من الشاعر 
لابن ملته. 

)٤١(‏ يلقب الشاعر تلثبيوس وإيذيوس برسولي العلى والبشر إلماعًا لما كان للرسل 
من الحرمة والرعاية» فمكانتهم دينية ودنيوية معّاء لا يمسهم أحد بسوء» ولهم أمر يكاد 
يكون مطلقًا يستشارون ويشيرون» وبلسانهم يعقد الصلح وتشهر الحربء ويراقبون 
نظام المجامع ويرافقون جيوش المحاربين والأفراد المتبارزين» وعلى الجملة فقد كانت 
لهم منزلة لا تفضلها منزلة الكهنة والعرافين. 

)5١(‏ لما كان النهار أصلح للقتالء ولا يبلغ آخره إلا والعناء أجهد القوى» جرت 
العادة بالكفٌ ليلّاء واليونان كجاري عادتهم يقدسون الأوصاف والموصوفات والأخلاق 
والعادات» ويجسمونهنَ تجسيمًاء ولهذا جرت عادتهم أن يقولوا بوجوب الانقياد والطاعة 
لأمر الليل والظلامء كأنهما شخصان ناطقان. 

(؟5) لقد غلبت أثرة الجنس على الشاعر في تنسيق هذه المبارزةء وحفظ معها شأن 
المتبارزين فجعل ظاهر الفوز لأياس» مع أن هكطور كان الداعي إلى البراز وأول من 
صوّب الطعانء ولما توسط الفيجان وأسبلا الصولجان جعل المتكلم منهما فيج الطرواد 
إظهارًا لميلان الكفة إلى الإفريقي» وتخفيفا من وطأة الغلبة على الطرواديء ولما انفصلا 
إذعانًا للأمر تكلم الإغريقي بما يشف عن علو همة وقلة اكتراث؛ وأجاب الطروادي جواب 
البطل المقدام له تذللته الغقرات: ولا يغض بقوله من قدر خصمه؛ إن كلما علا شأن 
عدوك علا شأنك بصدامه» ولم يقر له بالسبق؛ إذ فضله على الإغريق دون الطروادء ولم 
يرض بالفراق إلا على موعد تلاق وأعلن أن مغادرته ساحة القتال إنما كانت اضطرارًا 
دينيًا لا مفر منه ولا مناصء وتبادل السلاح في آخر المشهد يتم رونقه» ويزيد هيبته 
وينبئ بما تنطوي عليه تلك الأفئدة الصلبة من رقة الشعورء وإباء النفس» والإعجاب 
ببسالة البطل المغوارء وإن كانت في العدى القهار. 

(؟5) كانت تلك المقايضة وبالا على كليهماء فأياس انتحر (بعد الإلياذة) بسيف 
هكطورء وهكطور شد (في الإلياذة) بحزام أياس إلى مركبة آخيل. 


۸ 


النشيد السابع 


)٤٤(‏ المراد بسيدهم: أغاممنون. 

(55) السّدِيس: الثور ابن خمس سنين. 

(51) المطا: الظهرء إيلام الولائم للأبطال يتناول كل جيل من البدى والحضرء وما 
تلك إلا وسيلة لإعلاء شأن ذي الشأن» وإشعاره بما تكنه له الضمائر من التكرمة 
والإعجاب» وهي مكافأة معنوية جليلة الرموز توازي الكنوزء وإلا فما قرة العيون بإملاء 
البطون؛ أقول هذا ردا على معترض يعجب أن يكافا بطل أعلى شأن أمته بقطعة من 
اللحم لا تغنيه من شيءء أما الحكمة في إفراز صلب الظهر للنزيل الجليلء فالأظهر أنها 
منبعثة عن الاعتقاد بأنه مقر القوة والبأس» ومن غريب توارد الخواطر الفطرية أن عرب 
البادية لا يزالون يألفون حتى يومنا تلك العادة» على نهم بدلا من الظهر يدفعون إلى 
الضيف صدر الذبيحة أو كتفها. 

)٤۷(‏ يسأل نسطور أغاممنون أن يهادن العدوء ولا يزيد على قوله له أن يكف 
القتال؛ لأن الإغريق هم المهاجمون فإذا كفوا عن العدو كف العدى عنهم. 

)٤۸(‏ لا ريب أن هذه العجال التي تجرها البغال والثيران هي غير تلك التي تجري 
بها الأبطال في ساحة النزالء ولعلها من نوع عجال الأثقال المذكورة في رحلة ابن بطوطة, 
ولا تزال مستعملة في كثير من البلاد. 

(59) لا سبيل إلى البحث في منشأ عادة الدفن؛ إذ كادت تنشأ مع نشوء الإنسانء 
وربما كان المراد بها أولا مواراة الأشلاء عن الضواري والكواسرء أما إحراق الجثث 
فتُشكل على الباحث معرفةٌ الأصل الذي أخذها عنه اليونان والرومان من بعدهم؛ إذ إن 
المصريين والفينيقيين والعرب وأمثالهم ممن خالط اليونان كانوا يدفنون ولا يحرقون؛ 
ولعلها بقية من عادات قبائل البلاسجة الذين قدمت طائفة منهم بلاد اليونان بعد أن 
برحت الهند منذ عهد عهيد» ولا عبرة بما قيلء إنهم كانوا يفعلون ذلك خشية من وقوعها 
بيد عدو ينتهك حرمتها. 

أما الضريح الذي أشار نسطور بإقامته» فهو أول ضريح عام ورد ذكره في التاريخء 
وإن كانت الآثار قد أثيتت وجود المدافن العامة منذ آلاف السنينء على أن الظاهر أن 
ذلك الضريح لم يكن إلا نصبًا يقام تذكارًا لا مدفنًا بدليل قول نسطور: إنهم يجمعون 
العظام ويحملونها عند عودتهم إلى أوطانهم ذكرًا لأبنائهم» ولا بد من القول أيضًا: إن 
إحراق الموتى لم يكن السبيل الوحيد لمواراتهم الموتى» بل ريما دفنوا الميت جسمًا تامًا 
كما دفن أياس وأغاممنون بعد حين. 


۹ 


الإلياذة 


(60) تذرع نسطور بدفن الموتى إلى بناء السورء وهي ذريعة كلها حكمة ودهاء؛ إذ 
تخفى الغاية عن الأعداء فلا يفاجتونهم اال ا وهم كالإغريق حريصون 
على دفن رفات قتلاهم» فكأنما هي فريضة دينية دنيوية تتوق إلى قضائها كل نفس 
ويلهو بالاشتغال بها كل فريق. إن إشارة نسطور ببناء السور وحفر الخندق بتلك الشدة 
لأشبه شيء بإشارة سلمان الفارسي بعد غزوة أَحُد؛ إذ أشار على النبي ً4 بحفر الخندق 
حول المدينة» وقال له: في بلادنا يفعلون كذا. فكان أول خندق حُفر في الإسلام. 

(01) حيثما انفرد الطرواد والإغريق في منتدياتهم رأيت الإغريق في سكون وانتظام» 
حتى أبان الشقاق والخصام» ورأيت الطرواد في هرج ومرج حتى في ساعة الفرج» كأن 
هوميروس أراد أن لا يفوت سامع شعره فضل قومه على أعدائهم» ولقد تقدم في أول 
النشيد الثالث ما كان من هيئة الجيشين يزحفان للقتال. ولنا هنا مثال آخر في حالة 
السلم» ثم لا يفوتنك الفرق بين خطاب نسطورء وكله حكمة وحزم» وخطاب أنطينور 
حكيم الطرواد وكله مع حكمته شوم وقنوط. 

(09) الغفر: الشعر الناعم. وهنا مثال آخر للفرق بين إجلال الإغريق لحكمائهم 
وتمرد الطرواد. 

(؟0) أهلي الثانية» أي: زوجي. 

(05) يسألهم» أي: يسأل الإغريق. 

)٠١(‏ إن من موبقات الطبيعة تعامي الآباء عن هفوات الأبناءء واستسلامهم إلى 
مطالبهم؛ ولهذا انقاد فريام بضعف الأبوّة إلى إجابة مطلب ابنه» فجنى على نقسة ودولته 
ورعيتهء وأخذ على عاتقه تبعة تهور فاريسء كما تَلَبّس مرّة بجريرة ابنه جساس قبل 
حرب البسوس. قال ابن الأثير: 


«ولما قتل جساس كليبًا انصرف على فرسه يركضه. وقد بدت ركبتاه فلما نظر 
أبوه مرة إلى ذلك قال: لقد أتاكم جساس بداهية ما رأيته قط بادي الركبتين 
إلى اليوم» فلما وقف على أبيه قال: ما لك يا جساس؟ قال: طعنث طعنة يجتمع 
بنو واكل غدًا لها رقصًا. قال: ومن طعنت لأمك التكل؟ قال: قتلث كليبًا. قال: 
أفعلت؟! قال: نعم. قال: بكس والله ما جئت به قومّك. فقال جساس: 


النشيد السابع 


تأهب عنك أهبة ذي امتناعء فإن الأمر جل عن التلاحي 


ق 


فإني قد جنيت عليك حر 


فلما سمع أبوه قوله خاف خذلان قومه لما كان من لائمته إياهء فقال 


تحننه: 


فإن تك قد جنيتَ علىّ حريًا تغصٌ الشيخ الماء القراح 
جمعتٌ بها يديك على كُليب فلا وكلّ ولا رث السلاح 
سألبس ثويها وأذود عنى بها عار المذلة والفضاح 


ثم إن مرة دعا قومه إلى نصرته فأجابوه». 


أما صمت هكطور في هذا المجلس ففيه حكمة كبيرة؛ إن هو أخو فاريس فلا يسعه إلا أن 
ينصره ظاكًا أو مظلومًاء كما نصر همام جساسًا أخاه» وهو سيد القوم» فلا يسعه أن 
يجرهم إلى الوبال فلجأ إلى الصمت» وتوارى تحت ذيل أبيه» ثم إن الشاعر أنطق فريام 
بطلب الهدنة مع أنها أمنية نسطور وقومه» وهو حسن تصرف كفى به جماعة الإغريق 
متونة ذلك الطلبء بل أنالهم فضل المنة على العدى بإجابة ملتمسه. 

(07) لم يكن في خطباء القوم أجدر من ذيوميذ بهذا الجواب» فصمت أغاممنون 
من قبيل صمت هكطورء وصمت الباقون مراعاة له ولآخيه منيلاوس لدوران الحديث 
على هيلانة» وأما ذيوميذ فهو الشهم الغيور والفتى الفخور يقتحم الأهوال ولا يباليء 
وهو فضلا عن ذلك عدو الزهرة وأشياعها. 

(01) كانوا يعتقدون أن نفوس الموتى تسخط على الأحياءء إذا لم يبادروا إلى دفن 


3 رفع العصا إشارة إلى الشهادة والإشهادء كرفع السبابة في الإسلام. 

(59) عجل: جمع عجلة. 

(1) الأرتجة: الأبواب. 

)1١(‏ أي: لبناء السور وأبوابه ووشيعه وحفر خندقه بيوم واحد. 

(1۲) كان فوسيذ مبغضًا للإغريق» فلا عجب إذا سخط لزيادة منعتهم واستفرٌ 


زفس للسخط عليهم» وأسخطه أيضًا أنه إله البحارء والسور أقيم في وجهه. ثم هاج حسد 


٤١ 


الإلياذة 


أفلون زميله بتنبيهه إلى المقابلة بين هذا السور والسور الذي شاداه في مصرء واستنزل 
غضب زفس باستلفات نظره إلى إغفال القوم تأدية فروض العبادة» فوعده زفس خيرًا 
وعهد إليه بدك السور ومحو آثاره بعد جلاء الإغريق» والمغزى أن ذلك المعقل لم يكن 
ليقف في وجه الأمواج المتدفقة من اليم والحرارة المنبعثة من الشمسء هذا إذا ثبت أن 
اعتراض فوسيذ وجواب زفس غير دخيلين في الإلياذة» فإن أريسطوفانس وأريسطرخوس 
وغيرهما حذفوا من هذا النشيد حديث الآلهة برمته» وأما أرسطاطاليس فأثبته وقال: إن 
هوميروس إنما أتى به عن حكمة غراء؛ لأنه لما كان مضطرًا إلى تهيئة هذا المعقل تنميقًا 
لشعره وتنويعًا لوقائعه هيأهُ على تلك الصفةء ثم إنه خشية من انتقاد العقب لخلو 
الأرض من كل أثر له أدار هذا الحديث بين الآلهة فمحقه محقاء فإذا صح هذا القول 
فهو من غریب تصوراته وعجيب تفننه. 

(17) قولنا: «ألف عين» يراد به ألف وزنة أو مكيال عينّاء وهي في الأصل «ألف 
متر من الخمر الصرف» وكلمة متر (07م7187) باليونانية يراد بها قاعدة الأوزان والمكاييل 
على الإطلاق» وهذا دليل آخر على أن النقود لم تعرف في ذلك الزمنء بل كانوا يتبادلون 
عينًا بعين صفرًا وحديدًا وجلودًا وعجولاء والسبايا من جملة السلع» ولم يشع استعمال 
النقود إلا بعد أن مضت عدة قرون على حرب طروادة بل على منظومة هوميروسء ولسنا 
نعلم زمن الشروع في التعامل بها ببلاد العرب» ولكننا نعلم أنهم تداولوها في الجاهلية. 
قال عنترة: 


كه 


ولقد شربت مع الندامى بعد ما ركد الهواجر بالمشوف المعلّم 


أي: بالدينار» وهم كانوا يتداولون حينئذ نقود الفرس والرومان. 


م 


النشيد الثامن 


4 
يف 


الوقعة الثانية 


AE 
٠ 


لما طنّ الفجر عقد زفس مجلس الآلهة وخطب فيهم مكثرًا من الوعيد والتهديد قاضيًا 
بألا يتحرش أحدٌ منهم لنجدة أي الفريقين. فالتمست أثينا أن يأذن لها بمؤازرة الإغريق 
برأيها ليس إِلَّا. فأذن لها واعتلى مركبته وسار إلى جبل إيذا يسرّح أنظاره بين إليون 
ومعسكر الجيوش. فالتقت الفتتان واحتدم الأوار إلى منتصف النهار. فتناول زفس 
قسطاسه الذهبي فرجحت كفة الطرواد فأرعد وأبرق فهدَّت الإغريق الرعدة والْتَوَوًا 
يتعقبهم الطرواد إلى معقلهم. وكاد نسطور يهلك لو لم يبادر ذيوميذ إلى إغاثته. فأرهب 
زفس ذيوميذ بالصواعق فانهزم من وجه هكطور فاستظهر هكطور وزاد إقدامًا. 
فاستغاثت هيرا بفوسيذ طليًا لنجدة الإغريق فأعرض عنها. وأخذ أغاممنون يستنهض 
همم الإغريق ويتضرع إلى زفس ففاز الإغريق هُنَيْهَةَ بمعجزة منه» وأبلى ذيوميذ وطفقير 
بلاء حسنًا ثم جُرح طفقير فوجهه صحبه إلى السفنء فانثنى زفس إلى إغاثة الطرواد 
ففازوا فورًا مبينًا. فطارت هيرا وأثينا إلى نصرة الإغريق فوجه زفس إليهما إيريس 
فعادتا صاغرتين» ورجع زفس إلى الأولب واجتمعت الآلهة من حوله فأنبأهم بما أعد في 
قضائه المحتوم من اشتداد الأزمة على الإغريق حتى يخمد غيظ آخيل ويرجع إلى مقاتلة 
الأعداء. ولما خيم الظلام انفصل الفريقان وأقام هكطور العيون والرقباء على الأعداء 


الإلياذة 


حتى لا ينهزموا ليلا فأنار الطرواد المقابس وقضوا ليلهم بسلاحهم ريثما يصبح الصباح 


فيعيدوا الكرة على أعدائهم. 





تستغرق وقائع هذا النشيد يومًا كاملًا وهو اليوم السابع والعشرون لافتتاح إنشاد الإلياذة. 
ومجرى معظم الحوادث على مقرية من شاطئ البحر والباقي في أندية زفس 


النشيد الثامن 


كسا الفجر وجه الأرض ثوبًا مُرَعْقَرًا 
على قمة الأولمب ثَصْغى مهابة 
فقال: «ليعلم كل رب ورية 
فلا يَنْبِدَنَّ الأمر عاص بل اذَْنُوا 


وزفس ا و في ا الذرى. 


لأف 524 ا أمرًا i.‏ 


ا كلا علا 


و م 


إلى و بين الجحيم e‏ 


E 


على عتب الفولان کک منظلم 
مجال كأقصى الجو عن أسفل الثرى 


»ا كلا علا 


و بالطّلٍ أسمى وأَشرْفٌ 
وَأَيْخُوا من الريْقا سلاسل عَسكد 
فلن تبلغوا من رَس وُو وليكم 
ولكنني أيَانَ شكث جَرَرْثَُّهَا 
ومن حول أولمبي الرفيع أديرها 
تيلم كل ان واس وای 
أصاخوا سَكونًا حرمة وتهيبًا 


وإن كت تاوا الحقيقة تعرفها 
وكلكم في منتهاها تَأَنَّفُوا 
منالًا وإن تَعْنَوا وإن تتكلفوا 
ومن نونكم أَخْدرٌ أرضًا وَأبَهوا؟ 
يُعَلَُقْ فيها الكون وهو أسيرها 
من الَطُولٍ والأكوان أني أميرهاء» 
فقالت أثينا يستفيض زفيرها: 











النشيد الثامن 


«أجل أبتا يا قَيِّمَ القوم جملةٌ 
ولكننا نرثي لحال الأغارق 
أطعنا فلا نأتى النزال وإنما 
وإلا فهذا السخط يجتث أصلهم» 
وقال: 0 a‏ 033 م 
e‏ راء ناط 122 
وفي يده سوط النضار يسوقها 


فيُلّعَ إيذا جَمَّةٌ السّيْحَ مَنْهلا 


قواك علمنا لن تدين وتّقهَرا 
يبيدهم المقدور تحت اليَلَامق* 
توش اراي كوف او 
فعنك جميل الرفق لست لأدخّرا»“" 
حوافرٌ فولان وأعراف عسجد 
وفي حلة الإبريز حل بِسُؤُدُدِ" 
من القبة الزرقاء للأرض / تغتدي 


ا كلا علا 


هناك لدی غاپ جلث وهيكل 
و حلها بين الضتات أحليا 
نسيل إلى ن ا ا 
ففي عَجَلٍ نال الأفارق زادهم 


له فاح نشرًا أوقف الخيل يعتلي 
وحل بكبر المجد أرفع منزل 


إلى سفن الإغريق وهو بمعزل 


وفي الخيم هَبُوا للسلاح تَحَضْرًا 


»ا كلا علا 


كام ا وإن قل عَدُّهم 
يُحَرْقَهُمْ داعي ا يوی 
و كاتا ا ETE‏ 


تَقَنْعَ في إليون يبرز جندهم 
لتحفظ أعراض وتسلم وِلْذْهمٌ 
مشاة وفرسانًا يُرَوَعْ وَفَدُهُمْ 


- 


قن تقض CEE‏ انا 


»ا علا علا 


ع 5 ا 
طعان تلاقت فى صدور تدحِحّت 


وزفرة مقتول وتعرّة قاتل 


فزال ضحى الأقداس والنقع فايّنٌ 


وعند انتصاف الشمس فى كبد السما 
وألقى به قَدَّحَيّن للموت والشقا 


وقرع به سود اليلامق ضرّجَتَ 
وسيل دماء فوق أرض ترجرجت 
بحرب على القومين نارًا تأحّحَتٌ ١١‏ 
لقسْطّاسه التَّيْريٌ ي قام مُحَرّرَا"٠‏ 
O A‏ 


الإلياذة 


فسهم بني الإغريق مال إلى الثرى 
فأرعد من أطواد إِيذًَا هَدِيدَُهُ 


E) 


قَهَدَنَهُم من شدة الهول رعدة 
فَإِيدُومِنٌ عاد واويه هارب 
والنكن سط ورا ظط و ر كنا 
بمقتل باي العُرْفٍ في ا 
ان وا موق کا تسعد نا 
فبالسيف نسطورٌ عدا يقطع الْقِدَدْ 
وقد كاد سيف الحتف بالشيخ يرتوي 
رأى فبأعلى الصوت صاح بأؤس: 


ألم تخش أن الطعن يُصْمِيكَ مُدْيِرًا 


3 


وسهم بني الطرواد للجو حَلَّقَا" 
وما بين داع الأغارق أبرّقا 
وأجدرهم بالبطش ولَى وأدبرا"' 
وفر أياسا البأس والجيش لَاحِبُ 
بصرع جودٍ ساق وهو يُرَاقبٌ 


إلى الْمُخّ فيه تَبْلُ قاريس نَاشِبُ 


وشَبَِثْ جميع الخيل منه تَذَغْرا 
وهكطور تحت العَجّ في خيله وَقَدْ 
ولكن ذيُومِيذ لنصرته دا 
«إلى أبن اذا المكن حينا ادى 3 ترذ 
قول بين القوم تبغي تسترا 


»ا كلا علا 


فذا شَيِّخْنَا قف عنه ذا القَرْمَ ندفُمٌ» 
وأما ذِيُومِيد وإن ظل مفردًا 
لعا اسع سمط كي ديه 
يصول عليك الْمُرْدُ في حَوْمَةِ الْوَعَى 


NS 
وقال: تأجل ا ا‎ 
ولستّ على بأس الشباب لتصبرا‎ 


»ا كلا علا 


فَتِبْمُكَ ذو عجز وخيلك فَصَّرَتْ 
وَمَيّْ اخْتَبِن بز جردا بأطؤوش تُقفيت 
ببأسي من إيناس من قبل نلتها 


فللصحب أوْيِعْهَا فمركبتي جرت" 
سراعًا إذا كرّت وإن هى أدبرت 
بها حسبنا جري بحرب تسكّرت" 
بيُمناي للفتك الذريع تضورا» ١"‏ 


»ا كلا علا 


فأذعن تور E‏ قفل 
وز ذيُوميذ مضى الشيخ يعتلي 
ولَمَّا لدى هكطورَ في الحال بلغا 


201 


وأَفُرْمِدُونٌ بالجياد على العجل"” 
سوط وأطتراف اا عا قن شل 


أظان نوهد اسان انهه رل 


النشيد الثامن 


0 
وأَنْفْدَ في شدي ابن ثِيبَسٌ أَنْيُفٍ 


9 


فخرّ على وجه الحضيض مَكُوَرَا 


اا كلا علا 


۶ 


فنأ وض هكطورٌ بيّتث يُبَرّح 
وغادره يبغى غلاما يسوقها 
الطرواد تجري هزيمة 
فدمدم يَدْوِي الرعدٌ والبرق أومضا 
ففي نيرها الخيل اقشعرّت تَهِيّيًا 
وصاح: «فرارًا يا زيُوميِذ ألا 
لهكطون أولاه ومن ذا SEE‏ 


وكادت سوق 


على تِيْعَه تِبْعِهِ والخيل شبّت تُطَمّحْ" 
0 لماكت يَسْرَحٌ 


م 
وأفلتك فظو اغنان مضنا 
ترى نصر زفس عنك ذا اليوم مُعْرضًا 
سيخلو لنا يوه يشاءُ فنْنْصّرَاء 


»ا كلا علا 


فقال: «تَحَرَيْتَ الحقيقة إنما 
لَكَحْدَ در س في أن تَفمَحَ الأرض جوفها 
ويصرخ هكطورٌ لدى جند قومه 
فقال: «وأنى يا ابن تِيدِيّس ترى 


فؤادي ونفسي ا تضرما 
ي من أن اذل وأهرَمَا"" 
0 في الفلك من 0 ارتمى» 


ز- نرا 


ا كلا علا 


يُكذبة قوم الدرادنة الألى 


ذب غاداتٌ EEE‏ بعدما 
ورد رءوس الخيل متهزمًا به 
وهكطور هياج الترائك مقبل 


بَلَوْكَ وأبناءً الطراود والملة"" 
خملتث على أَزواحكهسن مجنل 
وفوقهما وَبْل النبال تهيِّلًا؛" 
بإثرهما يُنْمي الفخار مظفرا: 


»ا كلا علا 


ِيُومِيد في الإغريق كنت ترفع 
فهيهات لن ا وساعدي 


0V 


مقامًا ويزجي الزاد والكأس تَتَرَع 


لوهن به كالغيد قد بت مَهْلَعُ 
عقائلّنا فوق السفائن تدقع 


توليك مخ قبل الخمام الْمَسَطراء 


الإلياذة 


»ا كلا علا 


فردّد تيارًا يهيج بباله 
ثلامًا على الأمرين ردَّد فكرّه 
يشير إلى الطرواد بالنصر معلنًا 
CEE E REE‏ 


ےم مور مھ 


اوا آم وقي لر 


ورَفْسٌُ ثلافًا راعدٌ بجباله 
وهمهكطور يَذُوي صوته برجاله: 
ويا دردنيون النجيعٌ تفجّرا 


»ا كلا علا 


فتكودوا رجالا واستجيشوا بشدة 


يحوا| نولت انضرا ادها عة 
َحَوَا مَعْقِلًا غعَثا فيا لضلالهم 


فخيليّ تجتاز الحفيرّ مغيرة 


gm 
bt : 


1 


فقد لاح لي زفس يميل لنصرتي 
وإهلاك أقوام الأعادي الْمُلِمَة 
ودوتّكمٌ مني البلاعٌ المقرّرا: 


ا كلا علا 


«فَإِن ان فين فلك الأغارق فاقذفوا 
وصاح ا اتيد ي 


EEE 


CC E EET 


غليهنا نهيب التار الا تشوقفوا 
ويُفنيهم طُرًا نان ومرهف» 
«أيا رَنْثْ يا فوذدَرْعْسُ المتشوّف 
به إيه هذا اليوم قد رُمْتٌ مُخْبَرَاه" 


»ا كلا علا 


فكم رُضَُْكُمْ جَهدي ابتغاء رضاكم 
وكم بُرها كالشهد قد ذخرت لكم 
كم د رعقگُم وإن أكن 


وكم امدووميان منت مناكم 
تراق ود لمر 3 ماكر 


»ا كلا علا 


ومن كم عن كذفي يَجُومِيد ا 


0 


چ 


وشهرته حبدجئى السماء مُجِلَة 
حباه بها هیفسشٹ وهي CE‏ 
بليلتنا للقلك جيش E‏ 


النشيد الثامن 


E E اماك‎ 


زعا لذاك الخظطى فاخت مسد 


»اا كلا علا 


على عرشها اهترّت فقلقلت السما 
«وهلا أيا من زعزع الأرض بأسه 
فكم لك أزكوا في أَلِيقَا وَإِيفَس 
فإن نَعْتَصِبٌ في صحبهم من ذوي العلى 


وصاحت بفوسيدً العظيم تَحَدّ تَحَدَّما:1؟ 
جزعت لأرزاء الأراغس ا 
قرابينهم يبغون ا EEE‏ 
فلا ريب انا لن صد وِنْدْحَرًا 


»ا كلا علا 


فَهَِيٌّ بنا نَنْقَض في كَيِدٍ العدّى 
فقال لها والغيظ مَيَرَّهُ: «لقذ 


به 4 


أَبَيْتُ قا زفي وإن تتائّفُوا 
ي الخلد داقر 


فذاك حديث فى بنى 


ومن فوق إيذا رفش يُحْرَجٌ مُفْرَّدَا 
شططت ومني لا تنالين مقصدا 
حجميعًا عليه فهو أعظم سود 
وقد ثقلت تشتد وطأة همكطرا 


»ا كلا علا 


يصول كآريس ورَّفسٌُ يديله 
لدى الفلك حتى الخصّن دون حفيره 
وقد كادت النيران تحرق UF‏ 
فتخاض قوف الخيم :والبقلك رافغا 


وجيش العدى يَصْطَك باي قَفُولةُ 
مُساق انهزامًا رجله وخيوله 
عدت اع مساو فسن و 
بساعده يُردًا من الخ أحمرا'” 


»ا كلا علا 


E‏ في الأسطول إذا علا 
علا صوته يَذوي: عصبة وهت 


أله اسن ذيّاك التبجح قد غدا 


ختجة ون وه تكوق الس 
على طرفيه شدة وتد تب 
حَنَانًا وإن أبدت بيانًا مُجَمك 
وأين عرى عزم أراه تفطّرا 


»ا علا علا 


او لتقم مل وكرت مقامكم 


بلحم سمين ترتمون وأَحُْؤْس 


٤۹ 


بلِمْنُوسَ والزاد الشهيٌ أمامكم” 
ترون عجيًا راشفين مدامكم 


الإلياذة 


على مئة ينقض أو مئتي فتى 
وعن هَخْطْرٍ فَذَا عجزنا وخِلْتَهُ 


كني ان لس سكين 


ا كلا علا 


HE 
قمَهدٌ لنا سبل النجاة هزيمة‎ 


ومن سدَّة المجد الأثيل تنلا" 
على مركبي ج جم الأرادم مُقبِكد؛" 
لشحيوةق ني شاد قومك فل عن 
ولا EEE‏ للعدو كتعدرا» 


ا كلا علا 


وأرسل خير الطير نَسرًا مطوفا 
وأسقطه في قرب هيكله الذي 


ومذ أبصر الإغريق ذلك قوّموا 


وأوماً يوؤتى ي الجيش بُشری نجاته 
د الوحي ر رفس قدّمواةُ فُرْبّاته" 


عزيمتهم يبغون فتكًا مدمّرا 


»اا كلا علا 


أا و ا 
يوم العدى صدرًا لصدر ورْمحة 
بعاتقه واراه يبدق لصدره 


فتكاو دوقن كنا :نك انظ | نت تاكة 


34 


تة مكتقان تالختل نو" 
E ECE EA a‏ 
على حين رَدٌ الخيل يجتنب اللَقَا 
بصلصلة يَرْيَدٌ لونًا ومنظرا 


»ا كلا علا 


فشْدُوا ادي وردان د EEE‏ 
وَإِيدّمن مع ڌ تبعهه 


فأوريفلوش بْنْ الفتى ! ا تلا 


يواريه آياس وراء وب e‏ 


كذاك الأياسان ا اللذان تحدّما 
حكى شدة أريسٍ مستنزف الدّما 


»اا كلا علا 


فيحدق في قرم من القوم دونه 


3 2 3 E 
ويرشفقفه رشقا يعد منونه""‎ 


النشيد الثامن 


وتات خاد مدهل يدزسه 
ويصدر فيهم سيدًا يعد سيد 
ERE‏ ثم الفتى أو فَلِسَمَسًا 


كطفل لحجر الأم أبدى حنينه"” 
فجندل أزسيلُوخَ يفري وتيتّه 
وأتبعه أَخْرُومِيُوسٌ وذِيثُرًَا 


»ا كلا علا 


الخ م وأمُوفنا 
«أيا ابن لاون الحبيب وغرة ال 
عسى منك يُوْتَى الدَّانَويُونَ نصرهم 


َة مين العساكن معلنًا: 
جنود أسل وَبْلَ النبال مُرَنْنَا 
ويعلو أبوك الهم شانًا ومَشعّرا 


»اا كلا علا 


نشأت بمغناه عزيرًا مُسَوََا 
فزده سنا مجدٍ وإن بان بَوْنْهُ 
لئن نلث من زفس وفالاس نصرة 
بِمَرْكُبَةِ في خيلها أو مَنَضَّةٍ 


وإن كنت من نسل السبيّة مولدا؟” 
فبعدي قبل القوم:حظفنٌ بالجدا 
مُكَلَْقَةِ أو غادة حسيما ترى» 5 


ا كلا علا 


فقال: «وهل داع لإنهاض هِمَّتِي 
اا اريك ق 
تات أنفذث فى فتية العدى 
لكو ها LES‏ 


وكلق هرو املس سب وني 
طَرُوحِيَ : تصمي مذ هببت بشدتي اء 
وعن كل سهم حر شهم سَريّة”؛ 
وتَبُلِيَ عنه لا يزال مقصرا»” 


»ا كلا علا 


وأحدق في هكطور يرمي مسددا 
فأخطأه a‏ ازيل كان 
ورام 59 ا e‏ َوَفْوَتَ 


سريته والقلب منه توقّرا؛؛ 
إلى صدر عُرْغِتُيُونَ ينفذ مبعدا 
ESE REO NEES‏ 
محاسن ربّات الخلود كَوَفْرا) 


»ا كلا علا 


١ 


فرأس الفتى لما بمحنته مُنِي 
كزهرة خشخاش بيانع روضة 
فق شن على هكطور طفقیر رم 
EE‏ اسيم يكذ 


فهكطور صدَّتْ طامحاث خيوله 
و علقي على فوط ننه 
فألفى أخاه قيْرِيُونَ إزاءه 
وألقى له صرع الأمنة واثبًا 


افيش ملعاف دار E‏ 
فأصعده يعلو محل فتيله” 


إلى الأرض بالصوت المَرَوّع مُجْهرًا 


ا كلا علا 


تناول وا وأقبل مسرعًا 
وأخرج فة طفقير 1 د تجيفا 3 قدا 
وبالوتر اجترّ المريش لكتفه 
فأدركه الجلمودٌ في المقتل الذي 


يروم يه طفقينَ قتا مص غا 
وأوفقه في القوس للرّمي مُزْمِعَاة؛ 
إلى حيث عرق العنق تالصور اودع 535 


بغی عنه أن يرمي السَريَّة مَصّدرًا١*‏ 


ا لا علا 


فبادر آياس يقيه وره 


ويادر ميكسشتٌ وَآلَسَتَنٌ معًا 
وزفس ارتتضى طروادة فتأثروا 


جْتىَ والقوس استطارت على الأثر 
0 بالأنفاس يشهق والزَمَرْ 


أعاديهم حقى الخفين تأشنا 


»ا كلا علا 


و صدر الجيش ي يجري ي ويلغب 


كن لديه جائزين وشيعهم 


1Y 


و 
وكيا فسن الأردافكز وين يميمت 
و مس ه 


تَدَعَنَ تكن تومن بر يُكُبكب”* 
ويتحظن هل يلوي خْطَاهُ ويلجّب 
ّت أظهرا 


ت 


وخندقهم والسيف د ی 


النشيد الثامن 


»ا كلا علا 


وسائرهم دون السفين تريّضوا 
ويدوي بهاتيك البقاع دعاوّهم 
ارش هق حيقيه قار عادين 


فهاج يهيرا هائج الغيظ والأسى 


ل و 


r" 


د بعضًا بعضهم ويُكَرْض 
وهكطور دون القوم بالخيل يعرض 
بمقلة غرغون وآريسٌ تومض 
وضصاخت نانا أرق الخطنى اقرا 


ا كلا علا 


أيا بنت زفس الدانويون في نكدٌ 
اک ات ار سيو | وخا يع 
أخل إن “هتكعطووا فشا متم را 
فقالت أثينا: «كاد سيف العدى لدى 


يله منود ناهد رون أمظ ال 
يبيدهم قرم بشدته انفرد 
عليهم وجاز الحدٌّ واشتد وَاتَّقَنْ؛' 


ا كلا علا 


ولكن أبى قد ساء فعلًا ومقصدًا 
وقد فاته كم قبل صنت حبيبه 
يصعد أنفاسًا ويتدُب ضارعا 
فاو انی او یل قراف 


وقاومني غدرًا وأفرط واعتدى 
هرقل ابنه في حكم إفرست مجهدا 
فيرسلني زفسٌ ملادًا ومرشدًا 
لظل هرقل في الجحيم مُحَقَرَا 


ا لا علا 


ولكننى أنقذته حين أرسلا 
خوام ادح لمتكا كدي 
وذا زفس يجفوني وثيتيس يرتضي 
وتلعب بين العارضين يمينها 


ولي المنايا من أريبًا مكبّلاه* 
تقبّله من ركبتيه توسك]داه 
لنخضين شيل الح ا ا 


»اا كلا علا 


ولا بد من يوم يناديني ابنتي 
ولكن بنا قومي فخيلك هيبي 
فأنظر هياج الترائك هكطرا 


1۳ 


أقية] :411 امه عبن 


أيطرب إذ نيدو بصدر السرية"ه 


ا 


Eê 


الإلياذة 


لحوم بني طروادة وشحومّها ‏ لطير الفلا والكلب بِالسَيفٍ 


o ھەر‎ 


تبترّى» 


ا كلا علا 


وهيرة بيضهء الذراعين هَبَّتِ 
وألقت أثينا في بلاط وليها 
بدرع أبيها اسْنَلْدَمَتْ وَتَتَحّجَتْ 
بها ركبت في كفّْهَا عامل له 


إلى الخيل تكسوها نُضَارِيّ عَدّ 


- 


طول ميل امون محلم بها 


ا كلا علا 


وسور سوط لمعل رفغو شم 
فمن نفسها دارث على عتباتها 
E‏ بها الساعاتث وهي رقيبة 


لواب كان الله ف الس تسبح 
وأعلت صريفا هائل وهي تُفتَحٌ 
فی غ مفوهوع 
وتقشعه عنها فيبرز نَيَّرَا)* 


»ا كلا علا 


فجاوزتا الأبواب بالخيلٍ مركبا 
فصاح بإيريس: «اذهبن لترجعًا 
وإلا فقد آليت والقول حازم 
وأرميهما من فوق عرش مبطن 


ومن طور إيذا زفس ينظر مغضبا 
ولا تأتياني فاللقاء تصمّبا 
كحي و 
بمركبة أذرو سحيقا مُكَسَّرَا 


»ا كلا علا 


صاعقتي تنقض يذكو التهايُهًا 
مكف احا شكال اها 
فإك بلي شو اقل ا 
فطارت إريسٌ كالرياح بأجِتُح 


وعشرة أعوام يدوم عذايها 
بصدٌّ أبيها مذ عراها ارتيابها 
فقد ألفت صَدَّي وزال احتجابُها» '" 


- 


و 5 ° ه 2 
نضارية نهجو الآلمب تحذدرااا 


»ا كلا علا 


فألفتهما فى صدر أبوايه العْلَى 
علام تهيجان اضطرامًا وزفس لا 


٤ 


وقتالتف ةوالت اين التسكيث كا 


النشيد الثامن 


اا عرش مُذَهُبِ 


ليخطم بالنون اللحياد ت مُقَلُ 
سمس ككة دوق قا ففرا 


ا كلا علا 


وصاعقة التنكيل يذكو التهابّهًا 
فقسللت :]نيف و ارفس اسه نهنا 
وهيرا عليها دون ذلك غيظّه 
وأنت أيا شر الكلاب وقاحة 


وعشرة أعوام يدوم عذايها 
لصدٌ أبيها كيف كان انقلايها 
فقد ألفت كبرًا وزال احتجابها 


أتلقين بالرمح الثقيل أبا الورى» ...77 


ا كلا علا 


وحن تهت انويسن افك لحتنا 
فقالت لآثينا: «أنا لست أرتضي 
لتخي وتفني كيقما خط حظها 
ورَدَّتَ رءوس الخيل والساع سرمدًا 


ومنيو سدع نك ارات وا 
على زفس نعتو للملا E‏ 
وما شاء زفس فهو مولى شؤونهاه» | 

ااا ا 1 


»ا علا علا 


ولك تهيج الرَّبِّتَان 26 
وزفس إلى الأولمب في طور إيذة 


مذاودها الملأى طعامًا مُخَلَّدَا 
حياط زهت جس اروق ا 
لمجتمع الأرياب في رکبه جرى 


ا كلا علا 


سر .هيخ التكتان 5 ال فوقها 
وتحت خطاه او ذيالك الفضا 
وَحُوما وصَمْنًا تطرقان وإنما 


1 


sR 


وزفس اعكلى تفت التضار بعرّة 
وعن منتداه البرمكان بعزلة 
ينور حجاه كُنْهُ فكرهما درى 


»ا كلا علا 


فقال: «لم الشكوى وفرط التَّمَاعُدِ 


ولم تُجُهَدا نفسًا بحرب الطَّرَاودٍ 


الإلياذة 


مَعَمَدْثُمًَا إهلاكهم ودمارّهم 
فلا ينكفي عرسي لكل بني «العلى 
وإلا لسَحَّتْ راعدات صَواعقي 


ولكن طَوْلِي امتد واشتدّ ساعدي 
وقد خْرُمّمَا قبل اشتداد المشاهد 
فصدَّنَكُمَا عن منزل الخلد أدهرًا» 


»اا كلا علا 


فأصعدتا الأنفاس عن جمرة الشجا 
وأخفت أثينا ثائرّ الغيظ تلتظى 
تكن عورا كلك كم مقر اا 
فقالت: أبيتَ الوهنَّ يا ابن TT‏ 


ونان دون فقا رقنا 
EE‏ سس يط كر مهنا 
على كظم غيظ في حشاها تلجلجا 
كوك لجف تن IEEE‏ 


»اا كلا علا 


ولكننا نرثي لحال الأفارق 
أطعنا فلا نَاتَى الكفاح وإنما 
وإلا فهذا السخط يحِنَّتْ أصلّهم» 
«إذا بزغ الفجر المنير رأيتني 


يبيدهم المقدور تحت المخافق١١‏ 
تَمُدُهُمْ بالرأي خوف البوائق 
E A EEE EEE‏ 


3 
ع 


أسيل دَمَ الإغريق دوتّك أنهرا 


»ا كلا علا 


ا کک يرمي 0 


هنالك لو تمضين حيث قَرُونْسُ 
ولا الشمس في الآفاق تنشر نورّها 
لما راينى مذ كنت شرّ سليطة» 
وها نيلت أن حلَّتِ الشمسٌ بحرّها 


إلى أن يهب القرم آخيل فيهم 
لدى الفلك بالقومين يَسْرَبٌ بالدّم" 
ولست أُبَالِي ما تُصَدمْتِ فاعلمي 


يقيم ووالإثلال اقث يخس 
ولا نسمات الريح تحيي وتؤنسش7 
أصاخت لذاك القولٍ لا تتنفس 


.1 #ا عن 


وذيلٌ الدجى فى الأرض بات مُجَرَرَا 


»اا كلا علا 


1 


النشيد الثامن 


فبرح بالطرواد مرأى غيابها 
وهكطورٌ نحو النهر ساق جيوشه 
عه سه 2 

تَوَجَلَتِ الفرسان تصّغِي لقوله 


وأطربت الإغريق بُشْرَى احتجابها 
تمس ونال اقل نينا SEE‏ 


»ا كلا علا 


يميل على رمح يُعَادِلَ طولة 
تطوقة من خائيص- النتسن: فتحة 
«ألا يا بني الطروادٍ يا قوم دردن 
حسبث بأني اليوم أدخل ظافرًا 


ذرَاغا وعشرًا عَنَّ شكلًا مثيلّه 
3 كتحاتي دونكم ما ا 
بلادي وأَقْنِي القوم والْقُلُكَ مُظْهَرَاه: 


»اا كلا علا 


ولكنَّ وفد الليل أسبل ستره 
يديا جياد الكر يُرْجَى عليقها 
ومن قدس إليون عجول سمينةٌ 
وعودوا إلينا من منازلكم وقد 


وفوا sl‏ للزاد نفظرٌ جه 


ا وخرقتان وف ذخرَه'" 


حَملتم مع الخبز الْمُدَامَ المكرّرا 


ر 


»اا علا علا 


وزيدوا وقود النار تعلو تأجِّمًا 
لفل يرى القوم الفرار غنيمة 
فإن ركبوا صُبُوا عليهم سهامكم 
بأوطانهم هم يلأمون حِرَاحَهُمْ 


إلى الجو للفجر المنير مدى الدُّجَى 


فيبغون متنّ البحر في الليل مخرّجًا 
وغيرهم بالحرب لن يَحَهَوَرَا 


»ا كلا علا 


ويا أصفيا رفس الْفيُوجّ تعهدوا 
وسوقوهم طرًا لظاهرها على 
وكل النساء الجازعات يُقَمَنَ فى 
فليس بإليون جنود وخشيتي 


1۷ 


بإليون حزم الْوُلْدِ والشيبَ شَدَُدُوا 
الحصون التي آل العلى قَبْلُ شَيِّدُوا١"‏ 

منازلهن النان اا ES‏ 
تفاجئها الأعداء فى ستة الكرى 


الإلياذة 


»ا كلا علا 


فحسبكم ذا القول مني مَرْسْدًا 
مدا فح BETE‏ 
كلابٌ بَعَوْنَا فوق سود سفينهم 
فأحيُوا الدّجَى والفجر إن لاح نوره 


وإنى بباقى الأمر 200 غدًا 
ا E‏ القنا والسّفَودا؟" 


»ا كلا علا 


ترى أذيوميذ إلى السور سائقي 
يُجْنَدَلٌ في صدر الرجال وحوله 
فلا زارني شيب يلم بعارضي 


أم الحتفّ يَلقى من حدود مخافقى 
به لورود الحتف أوّل سايق 
صناديدُ خرّث باصطدام الفيالق 
ولا نظرت عيناي مَوْنًَا مُوَخْرَا" 


ا كلا علا 


ويا ليتني أوتيت علمًا بِسُؤُدُْدِي 
وأعلو كما تعلو افيا ا 
فلما انتهى شق الفضاء ضجيجُهم 
وكلوا ونَاقَ الخيل يُسْبِحُهَا العيا 


a‏ ادوع ولتم لو 
وأسمو سمو الشمس في كل معهد»““ 


9وك 


لما کان من وقع الحديث ا 
وشَدُوا اعرف قرب العمّالٍ تَحَدْ 


ا كلا علا 


وجاءت سمانُ الضأن في الحال والبقر 
وأَوْرَوًا وقودَ النار تُعْلِي دخاتها 
ومن فوق هاتيك البطاح تألفث 


جَلوسًا وشَكاكًا بصلد سلاحهم 


و و وخد 5 في 1١‏ 5 َل ماخ 
إلى الجو ريح السهل تحت سنا القمر 

جُمُوعُهُم من حولها زَُمَرًا زْمَرْ 
مدى الليل يرجون السناء الممشتنا” 


»ا كلا علا 


فبين السفين الراسيات ورَنْفْس 
ُو لدى إليون في ألف مَقَبس 
ودونهم بين العجال جيادهم 


1۸ 


لوامع نيران بذاك الْمُعَرّس 
يؤججها خمسون في كل مقبس'" 
وقوف على ذاك القضيم المكدّس 


النشيد الثامن 
ودين 5 حرق اميت ا ايها مومسم تمك اا كدف 
ا ا علا 


کان الحو افق ولي هاف .ا ااك المشيحاة لوم 
مُوَلْقَة لا غيم يحجب نُورَمَا ولا رمج حال ذَوَتَهُ الزوابع 
فَتَنْمَكسٌ الأنوار في كل سبسب وعوْر ونجد والعيونٌ هواجع 
فيبتهج الراعي بأبهج منظر (ويطمع لو ظلت تنير فينظرا)"" 


»ا كلا علا 


هوامش 

)١(‏ فصلنا في المقدمة أسباب تنويعنا النظم في ترجمة الإلياذة. وقد نحونا في هذا 
النشيد وبضعة أناشيد أخرى نحوًا جديدًا عسى أن يروق المطالع اللبيب: من محاسن لغتنا 
العربية اتساعٌها لتأدية المعاني الفطرية وإن ضاقت دون الكثير من التعبيرات العصرية. 
وهي بهذا المعنى مخالفة للغات الإفرنج؛ فتَفَضْلْهُنَ في التعبير الجاهلي والوصف الفطري 
القديم» ويَفْضْلْنَهَا في التعبير المدني والوصف العصري الحديث. ولهذا كانت أصلح منهنٌ 
لترجمة منظومة كالإلياذة كما أبن في المقدمة. والداعى إلى هذا التنبيه افتتاح الشاعر 
لحيية زقوله تكن الحو جوج الادض ا فإن م ك رت استصهيرا 
تأدية هذا المعنى بلغتهم شعرًا؛ بناءً على أن لفظة الزعفران لا تقع وقكًا حسنًا في نظمهم» 
فاضْطُرُوا إلى استبدالها بلفظة الوّرد وما ماثلهاء فحادوا بالمعنى عن وضعه المقصود 
مع كل ما فيه من بلاغة التشبيه. فعرييتنا والحمد لله لا تضطرنا إلى مثل هذا التكلف. 
وشعراؤنا الأقدمون تفنّنوا في وصف الطبيعة تفننًا لم يسبقهم إليه السابق ولم يَقُقَهُمْ 
فيه اللاحق. ونفس هذا التشبيه وارد في الكثير من شعرهم. قال المعري وأبدع: 


۹ 


الإلياذة 
طلعت عليهم واليوم طفلٌ کأن على مشارفه جسادا 


والجساد هو الزعفران كما لا يخفى. وفي بيت المعري زيادة في المعنى على بيت 
هوميروس في هذا الموضع. ولكنه دون قول هوميروس في مطلع النشيد التاسع عشر إذ 


يقول: 
ما اشتمل الفجر بثوب الجساد من يمّه يبرز فوق العباد ... إلخ 


وقد أراد الشاعر بالجساد الزعفران الأحمر دون الأصفر وهو كثير في بادية العرب. 
قال المعري وهو يريد بلا ريب اللون الأحمر: 


أقائدها تغص الجو نقعًا وفوق الأرض من علق حسادٌ 
وقد أدمت هواديها العوالى وأنضبها التطاول والطرادٌ 


وما راعني يوم الطعان دهاقة إلى مثل مَنْ بالزعفران يضرجٌ 


وليس بقليل أيضًا ذكر الزعفران الأصفر في الشعر العربي كقول عبد الكريم 
النهشلي يصف الخيل: 


وصفر كأن الزعفران خضابها ومن طرر الأقمار أوجهها الغرٌ 


(۲) الاعتقاد بأن موضع العذاب مظلم مُذْلَّهم قديم في كثير من الأديان ولعل اليونان 
أخذوه عن المصريين. 

(؟) لا صورة شعرية في كل منظومات هوميروس تناولتها أيدي الشراح تناولها 
لهذه الصورة البديعة. وقد رمى بها الشاعر على ظاهر العبارة إلى المغالاة بعظمة 
زفس واقتداره. فعلق بها المفسرون فقدحوا زناد الفكرة وتأولوها تآويل ضربوا بها 
كل مضرب. قال أفلاطون: رمز الشاعر بتلك السلسلة الذهبية إلى الشمس فبأشعتها 
يتماسك الكون وتحيى الطبيعة. وروی أفستاثيوس أن زفس في معتقد بعض الأقدمين 
إنما هو الجلد والسلسلة الشمس فإذا أمسك زفس بها عجزت الأرباب طُّرًا عن زحزحتها 


V۰ 


النشيد الثامن 


ما هو فلا أهون عليه من أن يجتذبها ويجتذبهم مع البحار والأرضين ويُبْطِلَ حركة 
العالم اا يشفت الحرازة تحن أسفة لعن ولؤلا “ذلك تحتفت مياه الان 
فتصاعدت بخارًا وطردت الرطوية من جوف الأرض فوقفت حركة العالم وتلاشت كل 
قواه. وزعم الْقَدَرِيُونَ أن المراد بزفس القضاء المحتوم لا مرد له مهما تَأَلّبَ عليه من 
قوى السموات والأرض. وذهب آخرون إلى أن حلقات السلسلة عبارة عن أيام العالم 
تتعاقب بنور الشمس إلى أن تنتهي أما زفس وهو الجلّد فلا يعبث ولن يعبث به عابث 
ولا باعث. وجاء في الرموز الهوميرية لهيرقليذ أنه أشير بالسلسلة إلى دوران الكواكب 
حول الأرض. وارتأى يوب عكس الرأي الأخير أي إن في تلك الصورة رمرًا إلى دوران 
الأرض والسيارة حول الشمس؛ فهوميروس إذن هو الذي أرشد كويرنيك إلى معرفة 
النظام الشمسي. وهو قول بعيد الاحتمال بُعْدَ الشمس. ولو أذن لنا أن نستنبط مغزى 
رمزيًا لاستنيطناه وألقينا دلونا يبن الدلاء ولكننا نعترف بالعجز عن إدراك مراد الشاعر 
لو كان في الأمر مراد خفي. وإذا توخى هوميروس الرمز في بعض آقواله جريًا على 
عادة أسلافه وقدماء المصريين فليس من اللازم أن يكون كل كلامه رمرًا ولغرًا. ثم إنه 
بصرف النظر عن التأويل والتفسير نراه قد أوضح رجحان زفس على سائر المعبودات 
ورسم لذلك الرجحان صورة شعرية يحار الشعور لتصورها فلم نخرّجها تخريجًا علميًا 
ونُخسرها الرونق الشعري؟ ولم لا نقول قول لوبريقوست إن الشاعر لم يقصد بما قال 
إلا ما قال على ظاهره وكفى به إعجارًا وإيجارًا. 

(4) كان جهو روبس نار أمناطي 66 ری فرق الرؤاقة را 
الوثقى في تاريخ بلاده وآدابها وعلومها ومعتقداتها. ولقد مَنَّ بنا الجانب الأوفر من 
معتقدهم الخرافي مما نبّهنا عليه في مواضعه. على أننا لم ننبه إلى أنهم مع وفرة 
أضاليلهم كانوا يذهبون إلى أن العظمة والجلال والقدرة والكمال لإله واحد. فنسبة سائر 
الآلهة إليه كنسبة المخلوق إلى الخالق. ولا ريب أن هذا الاعتقاد قرّب على أفهام عقبهم 
إدراك مواعظ بولس الرسول وهو يدعوهم إلى النصرانية ويْمَتَلْ لهم من الربوة المحاذية 
للأكروبول في أثينا ومن مواقف أخرى عظمة الخالق ووحدته إذ يؤخذ مما تقدّم أنهم 
وإن كانوا مشركين كل الإشراك في الصورة فقد كانوا موحّدين كل التوحيد في المعنى. 

(5) اليلامقء جمع يلمق: التروس وهي مُعَرَّبَةٌ عن يلمه بالفارسية. 

(1) لم يكن أحد أحق من أثينا بالجواب على كلام زفس فالحكمة تلطف سؤرة 
الغضب وتخفف وطأة القضاء وإن لم ترده. ولو بقى الجميع صامتين لانقطعت حلقة 
ذلك لجس 


1 


الإلياذة 


(۷) كان كلام أثينا عبارة عن استعطاف واسترحام» فهش لها زفس وبش. ولا 
يخفى على المتأمل في كل أناشيد الإلياذة أن للدعاء والصلاة دخلا فعالًا في تفريج الأزمات 
واستدرار الخيرات. وحيثما يُوشْرَ في أمر بلا صلاة ونذر فالعاقبة بلاء عميم وشر عظيم. 

(۸) إن زفس على عظمته يشد جياده بيده إلى مرکبته» وهنا إشارة إلى أنه لا یکل 
أمره إلى أحد. 

)٩(‏ غرغار أو غرغروس هو القمة الجنوبية من جبل إيذا في بلاد طروادة كانت 
مشهورة بخصبها وكثرة مياهها وهيكلها المقام لزفس واسمها الآن قازطاغ (جبل الأوز). 

)٠١(‏ لا يخفى أن معنى هذا البيت والبيتين التاليين مر في النشيد الرابع. ولا عجب 
إذا كلف هوميروس به فكرّره وهو من مكررات الإلياذة التي وردت لمَعَان لا تكاد تقوم 
إلا بها. ولعل للحُفاظ يدا في تكرارها. 

)١١(‏ إن السبب في تقديس ضحوة النهار أو ما تقدم الظهيرة هو أنهم كانوا 
ينذرون ويقربون في خلال تلك المدة «أفستاثيوس». 

)١١(‏ القسطاس الميزان. ليس هوميروس بأول من قال بوزن الحق لأعمال الخلق 
فهو مُعْتََدٌ قديم جاء مرارًا في نص التوراة واعتقاد اليهود وهو خير مميز يمثل به العدل 
ويتحقق به القسط حتى لقد يجعله النصارى في رسومهم ٍ فوولوازم ا والمسلمون 
يعلمون أنه عز وعلا خلق الإنسان ن وَالسمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعْ الْميرَانَ # أل تَطْقَوَا في 
الْميرَان # وَأَقِيمُوا الْوَرْنَ بالقسْط وَلَا تَخْسِرُوا الْميرَانَ» 

(79]) ھی كلام هوميروس أن الكفة الراجحة ليست بالكفة الرابحة؛ والسبب 
في ذلك حسبما روى أفستائيوس أن الأرض مقر الشقاء ودار الفناء فميلان الكفة إليها 
يؤدي إلى ما خلق عليها. وأما السماء فهي دار الحياة والهناء فارتفاع الكفة إليها 
نعيم وبقاء. هذا مُعْتَقَدُ اليونان بنص هوميروس والرومان بنص فرجيليوس. وقد فسّر 
هوميروس ذلك في النشيد الثاني والعشرين إذ قال: إن كفة هكطور هبطت إلى الجحيم؛ 
أي إن طالع سعده توارى وراء طالع نحسه. وأما الإسرائيليون فالظاهر أنهم اعتقدوا 
العكس كما يُسْتَفَانُ من سفر دانيال إذ قال دانيال لبلشصر: قد وزنت فوجدت خفيقًا 
(أو ناقصًا). وجرى ملتن في «فردوسه» هذا المجرى فجعل الكفة ترتفع بإبليس دليلا 
على الخفة والخفة بعكس الرجحان مجلبة للذل والهوان. وليس في الإنجيل ما يثبت ذلك 
أو ينقضه. وآما المسلمون فيقرءون ما ن قلت مََاِينه # فَهُىَ في عيشة رَاضبَة * 
وما مَنْ خَفتْ مَوَازِينهُ 2 هَاوَيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هيه * نَاْ حَامِيَة4 وهو مطايق 
لاعتقاد الإسرائيليين. 


VY 


النشيد الثامن 





)١5(‏ ما أحسنها وسيلة اتخذها الشاعر لاندحار الإغريق. لم يكن يجدر بهم أن 
يَلْتَوُوا لعدو هو دونهم ذَُرْبَةَ وعددًا إلا أن تكون هناك قوة فوق قوة البشر فجعل التواءَهم 
لزفس دون الطرواد. ولم يكن زفس ليردهم على أعقابهم حتى ظهر بأعظم مظاهر 
عظمته وجبروته فأرعد من جانب الطور وأبرق» وأخذتهم الصعقة فكانت تلك الهزيمة 
لهم مجلبة عز وفخار لا مدعاة ذل وشنار. 

وكأني بهوميروس كا شرع في نظم هذا النشيد كانت قريحته مَلْذَى مما التقطه من 
الاعتقادات الْمُدْبَئَّهَ في مصر وسائر بلاد المشرق أخدًا عن العبرانيين ومن عاصرهم فنقلها 
مزيجًا مشوبًا بما خالطه من خرافات القوم؛ فالوحدة والميزان والإرعاد والإبراق كلها 
أمور ليست من مستنبطاته» والوعيد بطرح المرّدة من أعالي النعيم إلى درك الجحيم ليس 
إلا بقية اتصلت إليه من تمرد إبليس وإهباطه من الجنة. 

)٠١(‏ لقد نبهنا الشاعر بوقوف نسطور مُضْطَرًا بقتل جواده إلى جملة أمور يجدر 
التنبه إليها. أولها: أن نسطور على عجزه وهرمه كان يقاتل كالفتيان أي إن الشيوخ 


الا 


الإلياذة 


لم يكونوا ليجتزءوا بموقف المشير الخبير بعيدين عن زعازع المعامع. والثاني: أنه مع 
انصباب الأهوال وضعضعة الأحوال لم يعدم نصيرًا يذود عنه ويخرج به حيًا سليمًا؛ 
إشارة إلى أنهم مع شدة الهول لم ينهزموا انهزام المرتاع أضاع شعوره وضل سبيله. 
والثالث: أن ذلك النصير المجير إنما كان الفتى الغض الشباب يقتحم مستبسلًا غمرات 
المنون» فلا هى بالمبالي بشديد المصاب ولا بالهياب من رعيد الأرباب. 

(17) لم يكن أوذيس ليقف مثل ذلك الموقف الحرج وهو الكهل الداهية الذي كان 
أعرف الناس بسوء مصير المتمردين على الأرباب «فجد يسوق الخيل للفلك لا يعي». 

)١14(‏ مر بيان ذلك في النشيد الخامس. 

(15) هذا كقول النمري: 

ومُصلتاتٍ كأن حقدًا منها على الهام والرقاب 
ومثله قول أبي تمام: 


كأنما وهي في الأكباد والغة وفي الكلى تجد الغيظ الذي تجدٌ 


)٠١(‏ أستنيل: حوذي ذيوميذء وأفرومذون: حوذي نسطورء قفلا بمركبة نسطور. 
(١؟)‏ طمّحَ الْقَرَسَُ: رفع يديه والمقصود هنا التّحّفل. 
)١١(‏ لشعرائنا تصرف كثير بهذا المعنى. فمن ذلك قول أبي خراش: 


مخافة أن أحيا برغم وذلة وللْمَوْتُ خيرٌ من حياة على رغم 
أخذه أبو فراس فقال: 

ولا خير في دفع الردى بمذلة كما ردة يومًا بسوءته عمرو 
وأحسن منهما قول الحُصين بن الحُمام المرّي: 


فلست بمبتاع الحياة بذلة ولا مُبْتَعْ من رهبة الموت سُلَّما 


V٤ 


النشيد الثامن 
ولكن خذوني أي يوم قدرتمٌ على فحزوا الرأس أن أتكلما 


(۲۲) الدرادنة قوم آنياس سكنة دردانيا وأقدم أبناء تلك البلاد. سُمُُوا بذلك نسبة 
إلى دردانوس بن زفس وإلكترا. نشأ في أرقاديا وابتنى دردانيا في آسيا الصغرى وهي 
مدينة كانت على مقربة من الدردنيل وكلا الاسمين منسوب إلى دردانوس المذكور. ٠‏ 

)۲٤(‏ لم تكن كل صواعق زفس لتكبح جماح ذيوميذ حتى وقعت عليه صاعقة 
الفصاحة من منطق نسطور؛ فانثنى وما كاد ينثني بل كان المنثني نسطور. وهذا منتهى 
غرائب الاستبسال من وجه وغاية عجائب الأقوال من وجه آخرء لقد اتفق الناس على 
أن مهرة المصوّرين والرسامين استخرجوا من هوميروس الجانب العظيم من مواضيع 
صورهم. فتصوّر الوقائع وصورها لهم بأبدع ما تتخيله المدارك» فرسموها عنه على أهون 
منال. وأي مثال لاشتداد أزمة الحرب أوقع في النفس من هذا المثال. هنالك زفس على قمة 
الطور مُنْشِمًا بعدة الاقتدار مُسَْئَلْمْمَا بشكة التضار تتغال طوع أمره الغيوم المكفهرٌة 
وتثوالى الضواعق المزمهرة فيستر مركبثه منها بما شاء وينقذ باقيها إنذارًا بالويل والبلاء 
ويرعد ويبرق فيبدد قومًا ويشدد آخرين فينجو من فسح له في الأجل المقدور. وهنا هرم 
وقور وفتى جسورء يتحجب الأول لحول الآقدارء ولا يتهيب الثاني لهول الآخطارء يتدرع 
بالبأس ولو ريع كل الناس» وَرُلَزْلَتِ الأرض زلزالهاء تنقض الصاعقة بين قدميه» وتزبثر 
لها جلود الإنسان والحيوان» وهو كفلذة الحديد لا يحيد ولا يميدء إلى أن أدركه إرشاد 
ذلك الشيخ ببلاغته فنفذت فيه ولا نفوذ الآيات البينات» وارعوى لها ولا ارعواءه لزعزعة 
الأرضيق وتف السؤات: 

(15) هذه أسماء جياد هكطور ومعناها على ترتيبها: الكُميت والطيار (سريع 
الخطى) والأشقر والساطع. ولا عجب إذا خاطبها هوميروس؛ فالشاعر يخاطب الجبال 
والوهاد والحي والجماد» وي موقع أحق بهذا الخطاب من بطل مغوار ثمل بخمرة 
الانتصارء وقد شام برق الأمل بالضربة القاضية على عدوه بعد أن عيل وقومه صبرًا 
وكادوا يهلكون؟ بل أي مقام أولى من هذا المقام بادّكاره سابق عنايته وتحوطه بها 
ادخارًا لها لمثل هذا اليوم. وما أحلى تلك الذكرى لديه وهي ملازمة لذكرى أنذروماخ 
وبها يفدي كما رأيت أمه وأباه وإخوته وذوي قرباه والأرض ومن عليهاء وكم من مثل 
لنا بشعراء جاهليتنا يخاطبون خيلهم وتخاطبهم كقول عنترة: 


۷٥ 


الإلياذة 


- 


فقلت لمُهري والقنا يقرع القنا سَنَبَّهُ وكن مستيقظًا غير ناعس 
فجاوبني مُهري الكريمٌ وقال لي آنا من جياد الخيل كن أنت فارسي 


)١1(‏ الير: الحنطةء ينبئنا هذا بما كان للخيل عندهم من المنزلة حتى تعد بنات 
الملوك ونساؤهم علفها بأيديهن ويما كان من تحبب الزوجات المخلصات إلى بعولتهن. 

(۲۷) هي اللأمة التي غنمها من غلوكوس في النشيد السادس وكانت ذهبًا. 

)١8(‏ كان الآلهة الموالون للإغريق كثيرين ذوي صولة وبأس» ومع هذا فلم يكن 
منهم من يجسر على التصدر بطلب المدد لهم إلا هيرا؛ ذلك لأنها زوجة زفس ودالة 
الزوجة فوق كل دالة» ولا سيما إذا كانت كما هيأ لنا الشاعر هيرا جريئة الجنان ذرية 
اللسان. 

(59) أليقا: مدينة عظيمة بناها يون من أجداد اليونان في بلاد الإخاءة وخريت 
بزلزلة. وإيغس: بُليدة كانت على مقربة منها وكان في كل منهما معبد لفوسيذ وتمثال 
عظيم. 

)۳١(‏ المراد يرفع هذا الرد الأحمر بيد زعيم القوم استلفات الأنظار لأمر جلل. 
وشيوخ باديتنا لا يزالون يتشحون بهذا البرد الأحمر ولعله بقية توارثوها من عهد 
الجاهلية وهو كما لا يخفى شعار الملك والسلطان. 

)۳١(‏ الخلية: السفينة العظيمةء والأشراع: جمعة شرعة وهى السفينة أيضًاء صرح 
الشاعر بالمراد من إرساء سفن إياس وآخيل على طرفي الأسطول بقوله: شدة وتبسلا 
لأنهما أشد القوم بأسّا؛ فكان من الحكمة أن يكونا في أحرج المواقف. وأما إرساء سفن 
أوذيس في منتصف الأسطول فالحكمة فيه كما قال الشراح: أنه أدهى القوم وأخدعهم 
والحرب خدعةء فلزم أن يتوسط ليكون أقرب الجميع إلى الجميع ليسهل عليه بث الآراء 
والأخذ بالحنكة والدهاء. 

(۳۲) لمنوس أو لمني: جزيرة في الأرخبيل الرومي تجمّع بها جيش اليونان وهم 
قاصدون يلاد الطروادء وقد اشتهرت بمرفتهاء حتى إن اسمها يفيد معنى المرفاً. وليؤذن 
لنا أن نبدي ملاحظة وإن انحرفنا بالبحث قليلًا: فالمينا للمرفأ في العربية واللومان 
والليمان للسجن ألفاظ مُعَرّبَةَ عن كلمة لمني اليونانية فموضع الأخذ ظاهر لفظًا 
وون فق مواد العريية :ها م هذا ال :وام اللؤمات ا 
في استخراج اسمه من كلمة بمعنى المرفاً: أنهم كانوا يحجرون على الأسرى ويعض 
المسجونين في بعض الفرض أي في بعض المواني» فقولهم أَرْسلَ فلان إلى المينا أو اللومان 


1 


النشيد الثامن 





آريس إله الحرب. 


كقولهم أَرْسِلَ إلى سجن الثغر. ولقد بحثت في كتب اللغة فلم أر من وجّه هذا التوجيه إلا 
أن «محيط المحيط» نيّه إلى تعريب اللومان ولكنه لم ينبه إلى تعريب المينا. 
(؟؟) من كلام أحد الخلفاء العباسيين: 


أليس من العجائب أن مثلي يرى ما عزَّ ممتنعًا عليه 
وتؤخذ باسمه الدنيا جميعًا وما من ذاك شيءَ في يديه 
(4؟)الأرادءة لاخو 
)١(‏ كان النسر أصدق الطيور في طيرتهم. يفسره الشراح هنا بهكطورء والظبي 
بالرعدة أو الجيش المهزوم» وسقوطه قرب هيكل زفس إشارة إلى أن زفس يقيهم شر 


VV 


الإلياذة 


البلاءء وذو الوحي أو رب الوحي: لقب من ألقاب زفس لأنه في معتقدهم علّام الغيوب لا 
يعلم منها سائر الآلهة والأنبياء ِل بإذنه. كانت الطيرة عندهم أشبه شيء بها عند العرب» 
وستأتي على البيان في النشيد الثاني عشر عند ذكر السانح والبارح. ولقد وهم من ظن 
أنها عقيدة عفت آثارها ولم يبلغ عصرنا إلا أخبارهاء فهى لا تزال عند قبائل الطغة في 
اليك ولحل اها من كلك البلان: 

(57) لما كان ذيوميذ آخر الْمُوَلَّينَ لم يكن يجدر به إلا أن يكون أول القبلِينَ. وهنا 
انقلبت حالة الإغريق من الإدبار والدفاع إلى الهجوم والإيقاع. ۰ 

(۳۷) كان طفقير كما تقدم أخا إياس بن تلامون لأبيه وكان أرمى الإغريق كما 
كان فاريس أرمى الطروادء ولقد رأى الشاعر ويا نعم ما رأى أن يُفرِدَ لنا هنا نبذة 
في رمي النبال تنويعًا لمجرى القتال» فأبرز لنا طفقير غير مدرّع كسائر الجند يتوارى 
تحت مجن أخيه. ولقد ذهب أفستاثيوس وبعض الشراح إلى أنه برز كذلك لكلا تربكه 
اللأمة. على أنه يُستفاد من كلام هوميروس نفسه في النشيد الثاني أن الرماة لم يكونوا 
يستلئمون إلا إذا اضطروا للقتال في الطلائع كفاريس وإلا 3 الغالب في الساقة 
بعيدين عن مشتجر الرماح وقرع السلاح فلا حاجة بهم إلى حمل ثقيل هم عنه في غنى. 

(۳۸) لم يكن شاعرنا - وهو أعلم الناس بعواطف الناس - ليجهل أن تلاوة 
قصص الحروب تقسي القلوب؛ فلهذا تراه يلطفها حينًا بعد حين بكناية أو رواية أو 
تشبيه رقيق يهيج العاطفة ويلين تلك الخشونةء وحسبك مثالا هذا التشبيه الذي يسحق 
تلك الصلابة ويرتفع بالفكرة من حضيض المشقة والمخاوف إلى سماء الرقة والعواطف. 
وإنه ليعجزك من وجه آخر أن تحكم أالفخر لطفقير بسداد مرماه وكيد أعدائه أم لأياس 
الذي أسبل عليه ذلك الستر المنيع» كانت العرب تترامى على هذا النمط في بعض الأحوال 
فيترس فارس لفارسء فقد جاء في أخبارهم أنه لما كانت الواقعة بين توبة بن الحمير 
وثور بن أبي سمعان كان عبد الله خو توية يترس له كما كان إياس يترس لطفقير. 
(أغاني ج .)7١ :٠١‏ 

(۳۹) لقد نطق أغاممنون بما يجدر بكبار القواد» ولم يُغْض من شأن طفقير 
بذكر نسبه على مسمعه؛ لأنه لم يكن يعيبهم أن يكونوا أبناء السباياء بل ربما كان في 
الأمر زيادة فخر ببأس آبائهم» إذ لم يكن يسبي السبايا إلا كل قرم باسلء وأم طفقير 
طروادية من خيرة الطرواد وهي ابنة لومذون وأخت فريام» سباها هرقل وكانت سهم 
تلامون جزاء بسالته وإبلائه» فطفقير إذن يوناني الأب طروادي الأم. 


EVA 


النشيد الثامن 


علمت مما تقدم من خطاب أغاممنون لخريس الكاهن في النشيد الأول أن السبابا 
مهما شَرْفنَ أصلًّا وعَلَوْنَ قدرًا كُنَّ في أحوال كثيرة بمنزلة الإماء ولكن هذا الغض من 
قدرهن لم يكن ليحط من شأن ولدهنَّ بخلاف أبناء الإماء عند العرب؛ فإنهم إنما كانوا 
بمنزلة العبيد الأرقاء كأمهاتهم إلا إذا أنجبوا وَأَتَوَا أمرًا عظيمًا. وهذا عنترة بن شداد 
فارس العرب القائل عن نفسه: 

أنا العبد الذي خبرت عنه 

قضى زمن صباه وهو عبد أبيه لا ابنه ولم يحسبه في عداد أبنائه بعد إتيانه 
المعجزات حتى اضطر إلى استنفاره في يوم شدة فقال له كلمته المشهورة: «كنّ وأنت 
كن را ما فتاه مهذا الضدي (15) كحيت آنا ما عاق الا حو العمل فى رقع 
شأن السبايا. قال مسكين الدارمي: 


وكائن ترى فينا من ابن سبية إذا التقت الخيلان يطعنها شزرًا 
فما زادها فينا السباءٌ مذلةٌ ‏ ولا خبزت خيرًا ولا طبخت قدرًا 
ولكن خلطناها بخير نسائنا فجاءت بهم بيضًا غضارفة زهرا 


المنصة قطعة مما كان يتهادى به سيأتي وصفها في النشيد التاسع. 
الطروح: القوس الشديدة القذف البعيدة المرمى. 

شهم سرية: أي سيد قومه. 

الكناية والتشبيه بالكلب للشتيمة والاحتقار مما ورد غير مرة في الإلياذة. وإن 
ثقلت هذه اللفظة على اذاد يفكي الحيله د الشتم والتحقير لا يكونان باللفظ 
الرقيق والكلام الرشيق. قال الأخطل: 


0) 
(٤١( 
(٤( 
(é( 


أيشتمني ابن الكلب أَنْ فاض دارم عليه ورادي صخرة ما يَرُومُهَا 


)٤٤(‏ السرية السهم والنصل. 

(5:) بمغفره: أي بخوذته» حسبنا أن نستلفت نظر القارئ إلى هذا التشبيه فهو 
يشرح عن نفسه ما لا يناله قلم الشراح. 

(47) صرّح: أخطأ؛ أي إن أفلون حوّل السهم عن هكطور. 

)٤۷(‏ لا يظل القارئ يعجب لإخطاء طفقير هكطور مرارًا متوالية مع كل رمايته 
إلى أن يبلغ هذا البيت؛ فيعلم أن الواقي شر تلك السهام إنما كان أفلون رب السهام. 


AA 


الإلياذة 


)٤‏ كان قبريون ابنًا طبيعيًا لفريام فهو إذن خو فوح لأبيه. 

)٤‏ اللجيف المقذذ: السهم الحاد وأوفقه أي وضعة تالفوق وهو فرض القوسن: 

) المريش: السهم الملصق عليه الريش ليحمله في الهواء. 

١‏ ) أي أصابه الحجر في عرق عنقه المتصل بالصدر كما جاء في البيت السابق. 
(00) يكبكب: يصرع. والأغضف: الكلب الكبير» إن هذا التشبيه مع ما يظهر فيه 

من أثرة هوميروس لقومه بديع في نفسه يمثل تلك الهزيمة وذلك التعقب أصدق تمثيل 

يناله التصورء ولا سيما إذا عرف القارئ أنهم كانوا يُضَرّكُونَ الكلاب لذلك العهد كما 

يضرئونها اليوم في بوادي أواسط آسيا وكردستان والعجم وبعض بادية العرب» فتنقض 

على وحوش الفلوات ولا انقضاض الليوث. فإذا ذعرت السباع للنباح والصياح ولت مدبرة 

ولكن إدبار الباسل الحذرء فتلتوي حينًا بعد حين محدقة بالفريسة والرعاة والحماة. 

وما أحسن ما قال بهذا المعنى أوس بن حجر وهو يصف الثور الوحشي والكلاب تتبعه: 


0۰ 


۸) 
5 
. 
) 


ففاتهنَ وأزمعن اللحاق به كأنهن بجنبيه الزنابيرٌ 
حتى إذا قلت نالته أوائلها ولو يشاء لنجته المثابينٌ 
کر عليها ولم يفشل يمارسها كأنه بتواليهنٌ مسرورُ 
يشلها بذليق حده سلبٌ كأنه حين يعلوهنَّ موتورُ 
ثم استمرّ بباري ظله جزلًا كأنه مرزبان فاز محبورٌ 


وعلى هذا فلا يدري القارئ أيكبر اقتحام الطرواد أم انهزام الإغريق وهذه خطة 
جرى عليها الشاعر في أكثر إنشادهء فهو مع إعظامه بسالة الطرواد فميلّه إلى الإغريق 
بين حتى في وصف انكسارهم واندحارهم. ولقد لامه بعض الشراح على هذا الميل ولا 
أرى اللوم سديدًا لأنه لما كان الإغريق أوفر عددًا وأكمل عُددّاء وكان لا بد لتقهقرهم من 
باعث قوي كان لا بد من التماس عذر لهم وإلا لظهروا بمظهر الأنكاس الجبناء. 

(0) الدانويون: الإغريق على ما تقدم. 

٤(‏ ين كه من معاضدة فوسيذ انثنت إلى أثينا ولم تشرع أو باستنفار 
أثينا لأنها كانت على ثقة من انحيازها إلى الإغريق. 

(55) تحرير هذه الأحدوثة أن زفس كان أقسم بتولية مُلك أرغوس وميكينيا لأول 
مولود يُولَدُ في زمن معلوم. وكان راميًا و إلى هرقل ووالدته إذ ذاك في شهرها 
التاسع. فاحتالت عليه هيرا واستوثقت منه بقسم أنه 8 بيمينه ثم أولدت والدة 


لكف 


النشيد الثامن 


أفرستٌ للشهر السابع من حملها قبل مولد هرقل فاضطر زفس إلى توليته الملك وكان 
هرقل من جملة أتباعه. فخشي أفرست صولة هرقل وألقاه باثنتي عشرة تهلكة ففاز 
هرقل ونجا منهنَّ جميعًا. تلك خرافة سابقة لعهد هوميروس ذكرها هنا وفي النشيد 
التاسع عشر على أنه لم يذكر من الاثنتي عشرة مكيدة التي كِيدَتْ لهرقل إلا انحداره إلى 
الجحيم لاقتياد كلب أذيس. وكاد حينئنٍ يهلك لو لم تبادر أثينا إلى إغاثته بأمر زفس. 
(07) تقبيل الركبتين للاستعطاف لا يزال معمولًا به في بادية العرب وبعض البلاد 
الشرقيةء منّ بك أن ثيتيس أم آخيل كانت تود أن تثقل الوطأة على الإغريق إعلاءً لشأن 
ابنها وأخدًا بثأره منهم فإذا رجع إليهم بعد ذلك وثكبت الأعداء كان كل الفضل فضله. 


(01) السرية: الكتيبة من الجيشء والترائك: جميع التريكة وهي الخوذةء وهياج 
الترائك: صفة من صفات هكطور لأنه كان إذا اشتد حرك رأسة يغنة ويسرة فكتزاوج 
عذبات خوذته. 


(58) لا سبيل إلى توجيه خطاب أثينا وكله عتقٌ وعصيان إلا أن يقال إنها إنما 
تكلمت بسائقة الهمة لا بسائقة الحكمة لأنها تمثل الحكمة والبأس معًا. أو أن يقال أنها 
انخدعت لكلام هيرا وقد يُخدع الحكيم. 

(049) لقد وردت معاني هذه الأبيات في النشيد الخامس. 

0 1) لا بدع أن يشتد سخط زفس على ثينا دون هيراء فتلك ربة الحكمة ويُنكر 
على الحكمة أن تأتي أمرًا إدًا. وهذه زوجة مَثْلَهَا الشاعر كثيرة الدلّ قليلة الانقياد وقد 
الف قن رده نما :هو ا الها ذلك اا كك ااال جا لاله 
من الجاهل وإنما تعظم عليك فعلة العظيم. 

)1١(‏ إيريس كما رأينا رسولة الآلهة عمومًا وزفس خصوصًا فطارت بأمره إلى 
الأولب لأنه كان لا يزال على إيذا. 

(1۲) تجاوزت إيريس حدها في إبلاغ الرسالة إذ زادت عليها كلامًا لم يفه به زفس. 
فكأنها ملكتها فرصة للتشفي من أثينا لحزازة في صدرها أو لعل كل هذا البيت دخيل 
وهو في الأصل بيتان. 

(*1) لم تكن طاعة هيرا عن رغبة واختيار بل عن رهبة واضطرارء وما وقفت عند 
حد الخضوع بل أعلنت ما لا تكن وذلك شأن المخاتل الذي لا يسير في سبيل سَوي. وهي 
على ما ترى باتت لا تبالي بأوليائها الإغريق والحقيقة أنها إنما قالت ما قالت مداهنة 
ورياءً يشهد عليها قولها وفعلها في ما يلي. أما أثينا فكفى بِصَّمْتَهَا دليلًا على سمو 
عاطفتها فهي تأبى أن تبوح بما لا تفكر وتخشى أن تناضل حيث لا يجدي النضال. 


A1 


الإلياذة 


(15) الساع أو الساعات كناية عن الفصول والأوقات كما مر في النشيد الخامس 
وقد حَسَّمَهْنَّ الشاعر كجاري عادته. 

(15) هذا نفس الكلام الذي نطقت به أثينا في مبتدأ هذا النشيدء وقد التمس بعض 
الشراح للشاعر أعذارًا لا أراها بموقع سداد. ولا أخال العذر معقولًا إلا أن تكون هيرا 
أرادت التستر بكلام أثينا علمًًا بمكانتها في نفس زفس وإلقاءً لتبعة التمرد عليها فأرادت 
الإيهام بأنها تابعة غير متبوعة. أما زفس فلم ينخدع وأجابها بغير جوابه لأثينا. 

(13) المخافق: السيوف. 

(11) ينبئنا الشاعر هنا بما سيكون» ولا أوقع من أن يكون هذا النباً من لدن 
زفس. وقد اختلفت آراء الشراح في ما أشبه هذه الأنباء. فمن مُدَّع أنها تذهب بجانب من 
رونق القصة لعلم القارئ بها. ومن قائل بالعكس أنها تزيد طلاوة السياق بما تزيد من 
تشوق المطالع إلى الإتيان تفصيلًا على ما أأشير إليه بالإيجاز. 

SS 00‏ رازه إلى ميان N EEN‏ 
يقيم مع الطيطان أو الأبالسة. ومنهم يافت بن أورانوس وأبو الأطلس. ومنهم هيفريون 
بو الشمس والقمر والفجر ولم تظهر كلمة هيفريون في التعريب لأنها في الأصل تفيد 
معنيين: فإما أن تَعْتَيَرَ الكلمة بلفظها علمًا فيقال: الشمس ابن هيفريون (على تذكير 
الشمس) وإما أن تَُعْتَيِرَ بمعناها فيقال: الشمس الساترة فوقنا وقد اخترنا المفاد الثاني. 

(19) مظهر: منصور. 

)7١(‏ كل بلدة ذات معابد شهيرة كانت تَذْعَى قدسًا ومقدسة. 

)۷١(‏ كانوا يعتقدون أن حصون إليون من أبنية الآلهة كما مر. 
(70) السنوّر: الدروع. قال لبيد العامري: 


وجاءوا به في هودج ووراءَة كتائب خضر في نسيج السَّدَوّر 

(/7) دعاءً لنفسه بالخلود مع دوام الشياب. 

)۷٤(‏ تمنى أن يكون واثقا ببلوغه مجد أثينا وسمو الشمس ثقته بما سينال من 
النصر المبين» وهذا منتهى التحمس والادعاءء يُشعر من خطاب هكطور بالفرق بين حكم 
الإغريق وحكم الطرواد فهنا الأمرة المطلقة بكل عواملها وهناك الشورى بكل فضاظها 
وإن كان الأمر للملوك. ثم إن هكطور مع كل حماسته وحسن سياسته لا يذهل لحظة 


AY 


النشيد الثامن 





عن يقينه وعبادته فهو الجندي الخالص العقيدة يوقن أن النصر من عند ربه يؤتيه من 
يشاء. 

(5/) في بعض نسخ الأصل أربعة أبيات هنا رأينا أن نُغْفْلَهًا اتباتًا لمن أغفلها 
ومفادها أنهم ضحوا بالضحايا المثين فلم تقع لدى الآلهة موقع القبول لما استقر في 
نفوسهم من كراهة إليون وملكها وملته. ولا نظنها إلا دخيلة في النسخ التي أثبتتها لأن 
اندحار الإغريق في ما يلي يدل على أنها ليست في موضعها. 

(1) يستفاد من عدد المقابس أنهم كانوا خمسين ألفًا ويدخل حلفاؤهم في 
هذا الإحصاء؛ لأن أرصاد اليونان طرقت في الليل معسكرًا واحدًا عسكر فيه الطرواد 
وحلفاؤهم. فجيشهم إذن دون نصف الإغريق عددًا. 

(۷۷) اتفق الشراح على الإعجاب بهذا التشبيه حتى قال بعضهم: إنه أرق ما جادت 
به قريحة شاعر في وصف بهاء الليل. إلا أن بعضهم اعترض أن القمر وهو بدرٌ لا تنجلي 
الكواكب حوله للنظر؛ ولهذا ذهبوا إلى أن الكلمة في الأصل لا تفيد البدر بل القمر على 


ردك 


الإلياذة 

الإطلاق. ولو فطن الشاعر لهذا الاعتراض أو أراد أن يعبأ به لما زاد وصف الساطع على 
القمر فَسيّان إذن عنده أن يكون بدرًا أو لا يكون. وعلى هذا فإن في التعبير تسامكًا قد 
يشفع له سمو التصور وبلاغة الوصف. 

قال البحتري وكأنه أراد معارضة هوميروس: 

وحسن دراريٌّ الكواكب أن ترى طوالع في داج من الليل غيهب 
ومثله قول جرير بهذا المعنى: 
سرى نحوهم ليل كأن نجومه قناديل فيهن الذبال المُفْتل 
وقول مسكين الدارمي: 
وأقطع الخرق بالخرقاء لاهيةٌ إذا الكواكب كانت فى السما سُرُجِا 
ومثله قول امرئ القيس: 


نظرت إليهم والنجوم كأنها مصابيح رهبان نشب لقفَالٍ 


EAE 


النشيد التاسع 


4 
۰ 


إرسال الوفد لاسترضاء آخيل 


و مله 
. 


وهنت عزائم اليونان بعد اندحارهم في اليوم السابق ففاوض أغاممنون الزعماء وارتأى 
العودة إلى الأوطان» فعارضه ذيوميذ ثم نسطور فأقاموا الحرس وأولم أغاممنون 
للزعماء. فقام نسطور فيهم خطيبًا يحثهم على استرضاء آخيل بالاعتذار والهداياء فأذعن 
أغاممنون لكلام نسطور وأتى على تعداد ما يعد من التحف لآخيل على شريطة أن يرعوي 
ويلين. فأرسلوا وفدًا إلى آخيل يرأسه أوذيس فَحْفُوا إليه وألفوه ينشد على نغم قيثارته. 
فاحتفى بهم وأَوْلَمَ لهم؛ ولما فرغوا من الطعام خطب أوذيس في مجلس آخيل فذكره 
بوصايا أبيه وأطمعه بوعود أغاممنون واستحلفه أن يرفق بقومه الإغريق وإن كان موغر 
الصدر على أغاممنون. فما كان من آخيل إلا أن استشاط حنقًا وأبى الإقدام على الحرب 
لمعاضدة الإغريق. فانيرى أستاذه فينكس وأعاد عليه ذكر صباه وما كان له من العناية 
به حتى أصبح بمثابة ابن له» وأطال من الاسترضاء والاستصغار والالتماس والاعتذار 
وتلاه آياس الأكبر فلم يغنهم كل ذلك من شيء بل ظل آخيل مصرًا على عناده. فعادت 
الرسل واستقص أغاممنون منهم الخبر فأنيّثوه بما كان» فانتصب ذيوميذ وكلمهم كلامًا 
هاج حميتهم فصرفوا النظر عن آخيل ونزعوا إلى الراحة والهجوع. 





الإلياذة 


يستغرق هذا النشيد والنشيد التالي ليلة واحدة ومشهد وقائعه على جرف البحر عند مرسى 


السفن. 


النشيد التاسع ' 


تقكة فى الروك يهنن تشع 
يساق ا من موقف الخلد رعدة 
E ETE E‏ 
ومن بطن إثراقا دبورٌ وشمأل 
فتركُم دُهُمٌ الموج من فوق يمه 
وأتريذ والتبريح ينتاب لَبَّهُ 
ويأمر بالشورى بأن يهمسوا بها 
وله صو E EEE‏ 
على قدميه قام والدمع هامرٌ 
كشؤبوب ماء شق من قلب صخرة 
«أحبّاي والأقيال والصيد خلثني 
وقد كان واي او راس 
ولا ننثني للأهل إلا بِسَبِيهَا 
فقث کا جال وز شح 
نعم ذاك أمنٌ شاءه الآمر الذي 
وأصدقكم وعدًا يقينًا فلن نرى 
أصاخوا وطال الصمت فوق وَجُومِهِمْ 
«شططت أأثريدٌ وأول منكر 
فذا حنق شورانا وقبل بهمتي 
بذا شهد المردان والشيب جملة 


فا 


الك 


تقرف الائ واف م اا دد 
يلازمها داعي الفرار مباريا" 


إذا لني الجر الوياع اة 


وتقذفها حتى تجورٌ الشواطياء 
يطوف بهم يدعو الدعاة تواليا 
بأسمائهم للصّيد واجتاز عاديا 
جلو وصمت الحزن برح باديا* 
تدفق :من عمنحة كالشكل .هاا 
وفي زفرات الحزن صاح مناديا: 
رماني زفسش في حبائل آتيا 
يعانم بإليون بذك لسر اميا 
مان مك اخرك فا رهن 
علي إلى أرغوسٌ أرجِعٌ خاسيا 
مُقَوّض أركان البلاد العواتيا 
بعودتنا إني أرى زفس قاضيا 
معاقل إليون ركامًا فوانيا»" 
قضاح درمتت أخو البأس عاليا 
لقولك ذا لا تشقن اراشا 
عبشت وقد أعلنتٌ عزميّ واهيا 
على أن زفسًا قسّم الرزق وافيا 











النشيد التاسع 


فلم در ت باس ال الكفٌّ والبأس ول 
وذي السفنْ اللائي عزمت بِهِنَّ من 
وسائرنا لن نبرحنٌ بأرضنا 
وإن آَمَرَ الكل انهزامًا وعودة 
«سموت تود بباسك مثلم 
ا 
إني وحسبي الشَيْث دونك i‏ 
ولن ألتقي بالقوم حتى زعيمهم 
ق البهيم فَمَيِّمُوا EE‏ 

ويخفر من فتياننا کک 
es‏ ل 
ET‏ هذي 5 دك ن رأى 
أصاخوا ولَيُوا ثم هت خفارة 
ESED EES‏ سيد 
وَيَلْمِينُ َسْقَالاف مِنْ ولد رس 

وَلِيقَومُ قَرُيُونٍ وکل ول 

فلو مظان نمز سود وخندق 


SAV 


وأوتيت فخر الملك والعرٌ شانيا" 


مكنا نشاها اهدي ناسنا 
إلى أن نرى هذي الحصونّ بواديا 


فإني وَأَسْتِينِيلُ نكفي الأعاديا 
وينصرني رب لحرب دعانيا' 
وقام بهم نسطور يخطب تاليا: 
برأيك بالأتراب قد كنت ساميا"١‏ 
ولكنَّ فصل القول ما زال خافيا 
لأحدث أبنائى الصغار مساويًا 
وصيد السّرَئ حاظبت بالحق غانيا 
سيجمع أطراف الحديث كلاميا 
أخي المجد دري لقولي لاحيا 
بِفَنْنَتِهِ 4 في القوم EEE‏ 
ا ولتْحْكمَنَ التصافيا 
خفن خططناة لدی الور صباحنا 
لشيبك منهم تأخذ الرأي شافيًا 
سفائن إثراقا بها جاء ضافيا 
وعدة غلمان تناهت تناهيا 
وتتبع ما قد كان بالقصد وافيا 


أوَارْهُمٌ أضحى لدى الفلك واريا 


لل كوا ان ننالٌ الكباتناء ٠7‏ 
بشكَيَهًا منهم َد المساعيا 
تَرِيسِيمٌ نسطور الملقب راعيا 
ورون كذاك أقَاريًا 
على مثة منهم تَقِلٌَ العواليا 
وَأَذْكُوا لإعداد اشا المذاكيا"١‏ 


الإلياذة 


EE‏ وافى بالشيوخ لخَيْمِهِ 
فلما بأيديهم قَضَوًا من أمامهم 
بدا من بهم فاق اختبارًا وحكمةٌ 
«آأَثْرِيدُ مولى الصيد أول من جرى 
توليك من زقس عضا الملك واليًا 
لك الرأي والإصغاء والأمر تنتقي 
ETERS EAS‏ 
فرأيى أراني لست تؤتى نظيره 
el ER‏ أخيكلنا 
تولّاك كيد النفس كبرًا فلم تُصِحْ 
وقمت وأغلظت المقال لسيد 
ومهما يكن من يُعْدٍ مَنْآَهُ فلنجدُ 
تلن اكه دولا ريه تس و 
فقال أغاممنون: «أخطأت إنما 


0 


5 


فإن فتّى زفس اصطفاه وزادنا 
تَثا بي داعي الشبن تحتى اه 
اا غر الهدايا وكلكم 
مناضد سيعًا لم 5 ترّ النار جدَّدًا 
ومن ذهب شواقل عشرة 
و اثنّىْ عَشْرَ أجرد سلهبًا 
كنورًا إذا هنا انها انما امن 
وسبع غوان فْقَنَ حسئًا وصنعة 
وقد e‏ لي 3 r‏ حدما 


3 


AN (f 


فهذي صلاتي التو يُحْرِزُهَا وإن 
نضارًا وصفرًا يُوْتَ ملءَ سفينة 
بعشرين E‏ فقن غير هلانّة 


EAA 


لمأدّبة فاضت طعامًا مُوَافيًا 
وكا الها راوغ رن ناكيا 
نبيلهم نسطور يخطب باديا: 
وآخر من يجري إليه مقاليا"" 
نك نا ماعن ولت O‏ 
بآرائنا ما شئت تأتيه راضيا 
مضى عن فؤادٍ ظل بالخير ساعيا 
وما هو في ذا الحين جال بباليا 
بَريسا 5 رغم الأراغس باغيا 
لحُكُمي وقول فيه جمْتّك ناهيا 
سما شرفًا حتى بني الخلدٍ راقيًا 
سبيلًا لنستصفيه يأتِ مصافيا 
SN ESTEE‏ الشنوات "ا 


أصبت بتثريبي ولستٌ بمنكر 


$ <I 


وبال EEE EERE‏ 
وِعَلَّيَ إن أستغفر الذنبٌ يغفر 
شهود على قولي بحافل محضري 
ا ساطعان لمنظر"" 
وخيرَ جياد ترز السبق ضْمّر 1 
حبتني كُنُورًا في السباق الشكرر ۹ 
ترفع عن شكوى شجيّة مُعْسر 
من اللاء في لسبوس نال بأبتر"" 
تولى عليها بالطّعان المدّمر 
بأني إليها القربّ لم أتصور 
ننل دَكَّ إليون بحكم مُقَدَّ 
وعند اقتسام السّني والغيه يظفر 
TTT‏ الم تهون 


النشيد التاسع 


وإما رجعنا للخصيية أَرعْس 
يُجَلُ كأورست الحبيب الذي نشا 
ثلاث بناتي هن أَخْرِيْسَثْيْمة 
ولست بباغ مهرها وأزيدّها 
فينزلها في دار فيلا وفوق ذا 
فريين النقى إيرا الزهور وإِنْيّفا 


فقال له نسطور: «يا سيد الوق 
فهيٌٍ بنا نَدْعَ الدعاة ليذهبوا 
أنا أتنقاهم ففينكس قائد 
كذا المُجْتَبَى آوذش وَفَيْجَانِ هُدَيُس 
وبالصمت قَأمُنْ تَسْتَغْثْ زفسٌ عله 
فصب على الأيدي الفُيُوجٌ قراحُهم 
EET‏ 
ولمًا أراقوها على الأرض قربة 
عدا رسلهُم من خيمة الملك عاجلا 
وحَثهُم مم فرردًا ففردًا وسيّمًا 
فسار رسوا الموع وين اها 
محيط البرايا ل عَلَْهُ 
ولما إلى نخ خيم الْمَرَاِمِدٍ يُلْهَا : 

بقيثارة غناءَة قد شاو ق صنْعُهَا 
بقوس لْجَيْنِ طُوقَثُ وا 
تتائلة ملفل اک يكنا 


2 


يكوت هري بالمقام امقر 
بارش عدن في يو مُوَفِرٍ'" 
ولَوْذِيقٌ أَفَيَانَاسُ من يرض يَخْدَرِ 
جدًا لم يجّد فيه أب منذ أدهر” 
مدائن سبع قوق َر معمر 
فلك نذا الفجاج المنوّر” 
إزاء فلوس الكل في جَرْفٍ أَيْجُر 
ويؤتونه جَمَّ الخراج المُقَرَّرِ 
فكافه هماقي فاخن تم سس 
نذاك قل الخلقٌ عن شير مهبر 
وأككن: أياما لذن وق 


- 
- 


أجل جُدْتَ فيما لا يهان ويُسْتَقَلَ 
لخيمة آخيلٍ بن فيلا بلا مَل 
لهم معه يمضي أياسُ الفتى البطل 
وأوريبَطً وَلْتَغْسِلنَ على عجل'” 

يرق» فضج الجمع واستصوب العمل 
وفتيانهم بالخمر في أكؤس تُقَلَ 
يديروتها دَورًا EE‏ اتصل"" 
وفوق مرام النفس رشفهم اكتمل 
فقلّب نسطور بهم محدق المُقَلْ 
ايش ليسترضوا أخيل الذي اعْتَرَلُ 
على جد بحر عَجُ أمواجه اقتتل"” 


1 


يدد حقدًا ا آياك قد نززل" 
إذا بأخيل يُطْربٌ النفس عن ملل 
ا في ذكر الجبابرة الول 
من الكسب مُذ في دك إِيتُونَةَ استقل 
مليًا تطيب النفس من ذلك الزجل'" 


الإلياذة 


إذا بأذزيس يريس الوفد داخل 
وفى يده القيثارة انساب ناهضًا 
فصافحهم قال: «السلام ورا 
ومهما يکن هن نقرتي هنتم 
وأجلسهم من فوق فُرْش تَدَيَحَتْ 
وقال لِفَطْرُقلِ: «عليك إذن لنا 
تكاس لكل سنن قرا 
فبادر فَطُرُقلٌ وآخيلٌ عنام 
ومد عليه صلْبَ كبش وسَخْلَة 
E BS O,‏ 
وفطرّقلَ ذو الهمّات يضرم وقده 
فألقى على الجمر السفافيد تحتّها 
ولما استتم النضج مد سماطه 
تجاه أزيس جالسًا كم 
فللنار ألقى خير لحم ضحية 

ولما انتهوا آیاش أوماً اغا 
ففي كأسه صب الْمُدَامَ مَرَدَّدًَا 
«سلام أخيل لا بحاجة مطعم 
ففي 00 0 يفيض شَهِيهُ 
فقد 5 الطروادٌ في 0 
يلوح لهم أنا وَمَيْنَا وأثْنَا 
0 زفس أودى 7 فوق يمينهم 
ويدعو فتاة ا تَيْوْرُْ عاجلًا 


إلى أن 


ففي دهش من فوق مجلسه انتقل 
كذلك فَطُْرْقَلٌ على القدم امتثل 
فلا شك وافيتم لأمر لكم جَلَلَ 
لآخيل أدنى من يود ومن يُجَلْ» 
بِيْسْطٍ من اليزفير نادرة المثل 
بأكبر دن وَلْمَفض قِسْمَةَ الْجْعْلٍ 
فمن تحت سقفي خير رهط وَدَدْتُ حَلْ 
ان وَضَمٍ قرب اللهيب الذي اشْتَعَلْ١”‏ 
كذا صُلْبَ خِرْنَوْصٍ سمين لهم قَتَلْ 
وينظم في تلك السفافيد ما خزل 
لعي النان فده ا 
قوائمٌ والملح الذكيّ بها جبل” 
وثَّمّ قفاع الخبز فَطْرُفَلُ قد حمل 
ايل وو ی ا 


أشار فياسترضاء آل العلى استهل 


ونكت انادييه: OER‏ 
ERR‏ سال 
بها نخبّ آخيلٍ ومن ثَمَةَ ارتجل:*” 
تُرَى فلدينا خير زاد مَيَسَرِ 
وم وه JES‏ أطيبّ أفخر 
وقد راعنا وقع البلاء الْمُدَمّر 


۳٦ 


أَكَهْلِك أم تنجو إذا لم ثَشَمُر 


لديها وقد أَوَرَوًا لهيبَ مُسَعْر 
سنلقى عليها حتفنا 00 
دليك به يشتد ساعد هَكْطْرِ 
وكا بعين مُحَقر 
ليقطع أطراف السفين ويبتري"" 


النشيد التاسع 


و بها النيران ثم إزاءها 
تَحَدَّمَ غيظًا واستشاط وحَشيَّتي 
وكيلك في متأى عن الوطن الذي 
فهُبٌ ابن فيلا إن ترم نصر قومتا 
ستندم لكن لات حين ندامة 
أما قال فيلا يوم فارقتَ إفثِيا 
أثينا وهيرا تُولِيَانِكَ ثصرة 
فبالحلم كل الخير والفتنة اطخ 
نعم ذاك قول قاله الشيخ إنما 
وع الآن قولي إذ اعُد نفائسًا 
ALA‏ دا ESEN‏ 
ومن ذهب يغلو شواقلَ عشرة 
فتحرزها اثني عشر أجرد سلهيًا 
كنورًا إذا ما نالها أيِّمَا امر 
وسبع غوان فُقَنَ حُسنًا وصنعة 
وکن اة اسنها ولف غ ةا 
aK‏ موا O‏ 
فهذي صلات م تُحْرِرْمَا وإِنْ 
تُضارًا وضفرا توت جل فة 
بعشرينّ E‏ فقن يعد هلائة 
وما رجعنا لان هة رعس 
0 كاورش الحبيب الذي نشا 
ثلاث بناث الْمَلْكِ أَخْرِيسَثِيمَةٌ 
وليس بباغ مهرها ويزيدها 
فتُنزلها في دار فيلا وفوق ذا 
OT‏ 
وإيفية الحسناءً فيداس كرمة 


N 


۹۱ 


IE N 


يذيح کل ا المتضوّر 
ا له فوزٌ فيفري ويفتري 
غَدَا الخيل في مرج من الروض أخضر 
فإذ بك جل الخطب واشتدَّ وانبري 
فذا الحين حين الكر والذب فافكر 


إلى جيش أتريذ: «يُنَيّ تَبَصَّرِ 


إذا شاءتا لكن على جاشك اصبر 


رعاية كل الشيب والمزد تذخر» 
تناسيتّه فاذعن وقومّك فانصر 
سَيَحْبُوكَ أتريذٌ بأعظم مظهر: 
وعشرين طّسا ساطعاتٍ لمنظر 
وجُرْدَ جياد َالَف السيق ضْمَّر 
حَبَتَهُ كُتُورًا في السباق المكُرَّر 
ترفع عن شكوى شجية مُعْسر 
من اللاءِ من لَسْبْس سَبَيْتَ سَبَيْتَ بأبتر 
تَوَلَّيْثَهَا تحت الاه انين 
يقول إليها القربَ لم يَمَصَوَّرِ 
شل دك إليون بحكم مُقَدَّر 
وعند اقتسام أ كدق افر 
تَحْنْ بانتقاها خيرة الْمْتَخَيِّرِ 
يرومك صهرًا بالمقام الْمُوَفَرِ 
بأرغد یش في يسار e‏ 
ولَوْذِيقٌ أفَيَاتَاس من ترض, تختر 


OE 2 


ندّى لم جد فيه أب م ن أدمْرٍ 
010 أنْمَا الفجاج 0 
تجاه فلوس الكل في جرف أبحُر 


الإلياذة 


هل ادا كوت و 
غنمًا وأبقارًا تناهى عديدها 
ولكنما إن 
فرق م سوف ترز رفعة 
وَل ذروة المجد الرفيع تجلا 
الك تقوني LALES‏ 
قال كيل "ويا اذم شن تهون 
لبي تقال فلن أحولن عنه 
من يقل غير ما تَيَفَّنَّ فَكْرَا 
قالدي فد ار ا جهارًا 
ما بِأَنْريدَ والأفارق جَمْمًا 
فَِلَدَيُهم سيان قرم عنيد 
ديهم مهمع انتالص دي 
والردى يحصد الجميعَ سواء 
أي نفع جنيث من قهر نفسي 
كنت كالطير للفراخ يُوَافي 
كم ليالٍ أحييث كم من نهار 
كل هرا موهلا خرصي تساك 
إثنتي عشرة مداق بحرا 


كنت أَشْرِبْتُ بغضّه 


ولأتريدَ قت كل الغنائم 
فحبا الصيد والقيول يسيرًا 
فعلام الإغريق هاجوا وماجُوا 


۹۲ 


وتَحْرزُ مذخور الخراج المقرّر 
فتلك الهدايا فاترك الغيظً واحضر 
دان تزدري E‏ وتسخر 
بمقتل 00 الفتى ا الجري 
ويزعم ما في القوم يِذ به حري» ”7 
لىَ فاسمَّعٌ فإننى لا ألابشس 
فعه واطرحنّ عنك الوساوش 
لجميع الإغريق لست بناكش 
مَنْ حُقوقَ الأبطال بالحق يَرْعَى'“؛ 
مثلٌ سهم الهيابة الرعديدٍ 
متقي الهول والحسورٌُ الحمارس”* 
واقتحام ا فتكًا ببأسي 
باصطكاك القنا أثرت ا 
ولكم خضت فادحات الدرَاهش ٤٤‏ 
قث قم التطنرواة اا ت ذا 
ت ومنها قسرًا سليثٌ النفائس °° 
وهو بين السَّفِينٍ بالأمن قائم 
وجل الأسلاب قد ظل آنش 
أنا من و بسهمي ا ا 
ويحرب الطرواد ثار العجاج 
جاء أتريذ بالكُمَاة القَوَامسُ"؛ 


النشيد التاسع 


ويبعرسي آنا گلِفت وإن لم 
إن أتريدً عل ”ومس بين 
كك تينو اليد سول اعد الت 
بَعْدَ بُعْدِي كم جاء أمرًا خطيرًا 
ثم شاد الأبواب لكن أراه 
قط ما جاز همكطر الزانَ قبلا 
بل إزاءَ الحصون ظل يُباري 
للقائي بالحرب يومًا تربص 
بيد لا اا له بع 
فلزفس وسائر الأرباب 
EET‏ سفيني 
بثقيل الأحمال تمخر مخرا 
وإذاء ششاء موك الف الا 
فيها قد غادرت مالا وفيرًا 
ذهيًّا ساطكعًا حديدًا وصفرًا 
كل هذا أحروتة: نيما دلا 
أبلغوه قولي جَهارًا ليُخْرَى 
وهو مهما عتا ولم يتهيّبٌ 
لا يرومن بعد قولي وفعلي 
ولو رن املك توا 
هو عندي كشعرة باحتقار 
لو حباني عشرًا وعشريين مقلا 


ع - 


أو حباني ما قد حوت أَرْخْمِينًا 
تلك في مصرّ رحبة الأيواب 
متا ارين على مركبات 
أو حباني عد الهبا والرمال 
لن عدن وسط ناديه حتى 


۹۲۳ 


تك إلا من السبايا العطامس"5؛ 
ا غرّني فلن يخدعني 
ضّيْم عنه فليعقدنٌ المجالش “° 
رفع الور كم مد الحفنيا 
من لقا مَكُطْرَ المدمر راعش”* 
لا ولا باب إِسْكيًا اجتاز فعلا 

عندما كنت في صدور الفوارش 
a EN EES‏ 

د كفاحًا فالعود بعد الحنادش"*° 
ا ا 
مشوامن النواب أن تي 
ويها الأردمون تخرق بحرا“ 
يام في إِفْثِيًا رَسَوْنَ أَوَانِسُ 
وإليه أضم كسبًا كثيرًا 
والسيايا ذات القدود الموائس 
وأغاممنون أجاز وغالا 
إن رأى بعد أن يدس الدسائش 
ذل عن أن يدنى ووجهيّ يقرب 
ليان ا 
ا قبا انان وده ال ضرا 
وأنا كُلَّ ما به جاد باخش"” 
للذي رام والذي حاز فعله 
أو حوت طِيبَةٌ القصور الطوائش” 
سحة هد “عدون يكل الترواح 
وخيول في كل باب حوارس* 
لن أحولّنَ عن بعيد اعتزالي 
شر عقبى يلقى لتلك المدانس 


الإلياذة 


نة لو كَعَفْرُذِيتَ سناع 
لن أرومَّهًَا فغيري يلقى 


٠. أ3‎ ۰ ٠. ٠. .مه‎ 5 
وه‎ 


تلك لي زوجة حلال تليني 
لا يوازي الحياة مال توفر 
لا ولا کل ما يفيمُسَ في هئ 
نی بالسيف كسب عجول 
انتا المفتس لا عدون إذا حا 
ماني د a‏ 
خالدَ المجد بعد موت قريب 
ذاك فيما إذا طليت الطعانا 
ورام 35 الأراغس طُرًا 
فاذسشيوا A a‏ 
زفش ألقى على القلوب يد الأم 
أبإغوا والبلاغ شأن الشيب 
فعساهم ينجون إذ أخطأوا في 
وفنكش هنا يبيت وإمَّا 
: 5 5 5 ي ساقلغن 1 5 1 4 
فاستتم التحديكث والقوم طُرًا 
a‏ والدبوع هوام 
تكن عن كَحَدَّمِ اا 
وظطلنت الات ها اندي المُقَدَّى 
تسفى فد متت للامصري لننا 
بنامكساكي اسية فَعَالَ فعْلٍ 
يانعًا كنت جاهكً للطّعَان 


«إن 


٤ 


أو أثينا الجلال كانت ذكاء 
من يُجَارِي هواه بين الأراغش 
َمَّ فيلا كُفَءٌ لكل مرادي 
فا ل ادافين 
ويزاهي سعداتينا يننا 
في رياش الشيخ الجليل المُوَانِسَ 
ضمن إليون قبل سوق المعسكر 
گل فيبّس رب السهام الطوامش ٠"‏ 
وغنيم مناضد وخيول 
زك خلال اللسمان فوع اة 
أنقي اللردى يلين الى 
أو طويل الحياة والذكر طامش7 
كُمَّ هذا إن أبتغي الأوطانا 
أن و إلى اا او و 
لشن تال الط راون قتصينذا 
بق وان ھل کن فو حارس 
ينظروا في خلاف رأي مصيب 
طلبي لست بينهم 1 دائس 
رام عودًا معي غدًا فنعمًا 
عند طَّرّ الصباح غير مُلايش»"" 
بوجوم خالا الت لت ددا 
لاشتداد الويال قال مُصرَاء؛ة 
راغبًا عن لقاء جيش الأعادي 
كيف ألقى على بِعَايك صبرا 
زا ايل كوه أدرية سدم" 
وخطيبًا قوَّالَ قول ابرا" 
حي تبدى شجاعة الشّمْعَانٍ 


النشيد التاسع 


وكذا جاهلًا مفاوض شورا 
لاو لشن فسان ى 
ومحا شَيبَتِي فعدت گيَوم 
يوم من فرط غيظ آَمنْطُورٍ 
هاريًا جئت مُذ سعيث إلى جا 
فأشارت أمي يها لي حتئ 
وعلى ركبتيٌٍّ صغْرًا ترامث 
فدرى بي أبي وباللعن مالا 
SS EE‏ 

اتات الفا رفن احج 
فحدا بي غيظي فكدت أوافي 
نهنا EER EEE‏ 
خهية أن يقال ها مين قوی 
E EE‏ اا العنقنام 
الخلا والأمل راموا 
ديكو ا التجون: الشهانا 
وکوا وة ا وا 
وأقاموا حولي ليالي تسعًا 
ولدى باب غرفتي ويباب ال 


بيد ان 


غين أني. ب اشر الأيام 
لابراب دي مم قم 
دي و رب مال وفير 
رك 5 E‏ من كم تدري عن 


نا وفيها يعلو أخو الرأي فخرًا 
لو حباني رب شبابًا جديدًا 
فيه أَيْحَرْتٌ من هلادَةَ قشسْرًا 
فرع أزمينَ والدي وأميري" 
و رام رغم ا نرا 
EES‏ الشيخ إن رامن E‏ 
فأطعث الهوى ولَمَِيْتٌ أمرا 
وبنات الرّتّى استغاتٌ وقالا: 
کان متك وام و ا 
E,‏ هول كل عظيه" 
که بسيفٍ يَبْنَتَ يطنًا وظهرًا 
a‏ يُحْمدٌ الغيظ من فؤادي الحديد 
ذلكم كان قاتل الأب كَيْرًا 
حساك 0 اير قصرا 
0 وطابوا مقرًا 
إن ينم واحدٌ فاش يسعى 
دار لم يُطْفِفُوا مدى الليل جمرا 
والدياجي قد خيّمت بالظلام 
ت وقد أوصدت فكسرث كسْرًا 
خافيًا عن تَواقد الأبصار 
َة أعدُو لإفثيًا مستمرًا 
يمه دربت ضيفا ا 
وتنم الوا 
وبجهدي 58 ما أنت قررًا 


الإلياذة 


حم حكن تر حصي ينين امي 
أقطع اللحم باعتناءٍ وأغطي 
ولكم قد قذفت من فيك راحا 
ولكم قد أجهدت بالقهر نفسي 
عالمًا كنت أنَّ آل الرشاد 
فبك ابنًا قد رُمْتْ آخيلٌ حتى 
فاكظم الغيظ لا تر الحقد أبقى 
ولهم ذروة الفضائل والمَج 
إن يقم خاشعٌ لهم يتضرع 
إن زفسًا بناته الصلوات ال 
هن فرج جَعَد ا وسر 
إنما زلة لهاالسبق مذ كا 
تنهبٌ الأرضّ حيث تَلْقي الوَبَالا 
فالذي عندما E‏ ُب 
إنما الويل للذي صد صدًا 
فاتّقيهرٌ يا آخيلٌ احترامًا 
ويقينًا لو أن أتريذ لم يش 
أى توانى عن ذكر ما سوف يُسْدَى 
لماك مك تصدرة الق مهفا اد 
إنما الآن قد حبا وسيحبو 
فخيار السَّرَاةِ جاءوك فاذن 
قد أتانا عن سالف الأيطال 
اكيم و ق الفهداينا 
ومنذكراي ,خاد :نو فتدمنا 
ذاك لما الكُوريتٌ ثاروا على الإي 


1 


كن قد چ بالجهد قهرًا 


تدفع العارَ إن عراني وِتَّدُرًا 
إن نفس الأرباب تَذْمَنُ رفقَا" 
د ويأس الذراع فالرفق أحرى 
فالضحايا والنذرٌ والخمر تشفعٌ 
لاء ادي ورفقة کر 
0 مَعْدْنَ يطليّنّ رفدا 
يی ذاك 0 وبالا 6 
ص ا اف تَدْخَرْ دُخُرَا 
بعد هذا أو ظل E‏ حقدا 
يم وقع الرَِيّةٍ م 
عخقدنا كاد صدرَ الرجال 
والتماس كانوا يلينون صَغرًا 
هاكموة كما جری رك 
ثول والحرب وقعها اشتدٌ حَرَّ 
ذلك الج :واسكياهوا الشقانا 


النشيد التاسع 


فترامى الْكُورِيتُ يَبْعُونَ فتحًا 
ذلك الخطبّ أرطميشس أثارثٌ 
إذ تغاضئ: عن أن يقد يناكو 
والضحايا المئات لما أتاها 
غفلةٌ أم تغافلا كان منه 
فأثارت بالغيظ خرنوصٌ بر 


2 


RE E 
فابن وِينَاسَ مِيلِيَغْرٌ التقاه‎ 
من بلاد الجوار رهط رُماة‎ 
راكنا كان لع نكن وای‎ 
قتلوه من بعد قتلٍ كثير‎ 
جحراع و رسا ونا‎ 
وبهم طالما سَطَا مِيلِيَغْرٌ‎ 
الاعادي .ولدى: تزيندون غا‎ 
إنما الغيظ وَهُوَ يعبثْ بالف‎ 
فنا غار ةتف رة و اتخ ةما‎ 
وبذات الجمال إِكْلِيْبَطْرا‎ 

(أمها غادة الداع مَرْفيسَا 


عو 2 


TT 


3 


أبواها E EE E EE‏ 
حيث مَرْفيس فييئس قد بغاها 
فيكت كَلْنَظِي بشدة بؤس 
حائقًا مِيلِيَفْرُ من َم طلا 
RO‏ أشي لمكن E‏ 
ترت الأرض حدّةَ بيديها 
وأَذيسًا وفُرْسُفينا تنادي 


۹۷ 


وترامى الإِيثُولٌ يشون غدرًا 
حنقًا من وِينَاسَ والحربٌ ثارث 
رة زرع لها وأغفل برا" 
لجميع الأرباب أذكى ا 
ذلك الأمر إنما كان وزرا 
اتوم وف غنات يسكور 
ويُبِيدُ الأشجارَ غصنًا وزهرًا 
قاتلا عفد أن أعد سَرَاهةُ 
بكلابٍ لِتَدْعَنَ الوحش ذُغرًا 
فيد في سلاح تَذْرِ و 4 
واستتب الشقاق من ثَمَّ جهرًا 
ا نما اليد برا ددا 
نال قوم الإيتول فورًا ونصرًا 
ما استطاعوا أن يبلغوا السور حدًا 
قال بالكيدٍ منه أوغرَ صَدْرًا 
EEE KEES‏ 
زوجه قد خلا وعافَ المَكرًا 
كان ذاك الزمانَ في الأرض طُّرًَا 
رام مَرْفِيسَ منفدًا فيه سهمًا 
ا ركا تخا كان ذا 
E ECE EEE‏ 
ودعت بنْدَمًا كذلك ذِكْرًا)" 
ER AL TE‏ 

أوسفته لعا وفتما ور كر 
ثم تدعو سخطًا على رُكْبَتَيهَا 
أن يذيقا ابنّها حمامًا أشرًا 


الإلياذة 


لإرينيسٌ في EE‏ الح لكات 
تاق العدى الحخصون وفي الأ 
فإلنى مي خفن تبني املد 
وَعَدُوهُ خمسين فدانَ حقلٍ 
ووناين اا ية اللخ ايل انوه 
والشقيقاتُ اليا نفسها والصحبُ 
ظلّ حتى ببابه الحرب شبَّتْ 
فتبدّت لديه زوجته الْمَيْ 
ووي كنم سن ويال اني 
للمباني حَرْقَا وللقَؤم دَبمًا 
دَق وارتدّ را الصَّحْبٌ وَفَدًا 
لهذا ها تال غر اله دايا 
ضاخ قم ا فكن كذاك عناذا 
والهدايا فاقبلٌ وسر معنا يغ 
فإذا جئت عن مرامك آنش 
لن يُنيلوك ما أنالوك ت 
قال آخيل: «أيها الي يا 
إن زفسًا ااي وميحعحي 
هاك فصل الخطاب لا ثَهْم دَمْعَا 
EET‏ حبيبي 
فاقل ن التزى لادی ك دا 
مغلا لع نون هك 
فإذا الفجر لاح نبحث فيما 
ولِفَطْرْقلَ مُومِفًا قال يأتي 
هب آياش قال: «أوذيس هيا 
وعلينا نُنْمي الجواب وإن سا 
إن ايل قله ك ا يهنا 


۹۸ 


بأريبا انتهى صدى الصلوات'” 
واب تج العجاجٌ طعنًا ونحرًا 
E‏ 0 0228 
نيجنا :قساءها كرما اغا 
والآهل وهجو e‏ ففرا 
حرق السور ثُمَّةٌ النارٌُ شَبِّتْ 
E LS‏ نباك دنا 
وعد حلست مك بِحَرٌ الطَّعَان 
والغواني ا 
شك وَاشَْمَّدَّ وَالْعَدَى صَدَّ صَذدًا 
ولكن کان سام أعداهُ سرا 
فيل أن :لهت السفينٌ اتَّقَادًا 
ا ُد مقام راا 
لصدام به تُزِيحٌ الدراهش” 
لو IE‏ الأعداءَ برا وبخرلء:” 
ليس بي حاجة لما 
في بي ما دمثُ بالعيش آنِش 
وتََسْمْنِي في خث E‏ صَدعَا 


چو ام 


تَتَحَرّى 


إن تكن م مسارم غير 0 
E‏ بت لئ وتير اللطنافس 
نَرتَيِيهِ اي أو EES‏ 
بز عدن اق ال 
لا أرى هكذا المُنَى يَكَهَيًا 
E ENE‏ يونا سك 
وأداني الخلان ما ظل يرعى 


النشيد التاسع 


عظمُوةُ من فوق كنل عظيم 
كم أخ يفتدون بالمال وَابُن 
واي اا إن أحرزوا الما 
وعدا الغيدَ باهرات العطايا 
عن جميع الإغريق جئنا إليكا 
نحن في بيتك الذي أنت فيه 
قال آخيل: ديا أياشس أراكا 
بيد أني لم أنس أَنْرِيدً يُرْرِي 
كلما هاج ذكر ذلك فكري 
فاذهيا مَلَمَا فلا قمت خی 
فهنا ألتقي ابن فَريََامَ مهما 
بعد أن يَمهْلِكَ الأراغسش ذبحًا 
ثم قاموا من َم للقرّبات 
فأراقوا وللسفائكن عادت 
والجواري بأمر فَطُرُقَلَ قمُْنّ 
ثم فينِكس نام يرقب صبحا 
وذميذا من لَسْبّس بنت فزيًا 
م فطرقل في الخباء المقابل 

من آخيل بيهام مذ غزا إن 
وأَعَامَمْفُونُ استهلٌ السؤالا: 
لم157 انه السو ا 
ويقول اشَدُدُنَ فيمن سواه 


۹۹ 


رات عات لو E‏ 
و اا بِرَعْدٍ وأمن 

لَ وفيرًا تَقَوًا وعافوا ا 
وأتينا نَحْبُوكَ سَبْعَ نات 
سكن الرّوْعَ ألق عنكَ الهواجش 
EEE‏ قو اتن لزيا 
فاحترمه وارعٌ الضيوف وآنش» 
EE‏ نا يما حواه ْهَاهًَا 
بن کات فيكم یل ان 
يتلظى قلبي ويُومَرُ صدري 
دون خيمي تعثو العُداة المَطّارش 
صال بالبطش مستجيشًا وأدْمَى 
وبكُلٌ السّفين تذكُو المقابش»'“ 
بكئوس للخمر مزدوجات 
رسلّهُم تقتفي لأوذيسٌ إثرًا 
لقت عض الفبراس ١‏ 
وهي الكتان يُسْبَلَ سترا 
وأخيلٌ إلى الزوايا تنحّى 
س تليه في مرقدٍ شيد خذرًا 
EE TE ETE‏ 


° 


ا من إيفش وأحرز وَفرًا 

کن ا 
متقصّين أمرهم EEE‏ 
دقل أَذِيسش فكو الجفاءة اة 
أم ميقل اا اد حمسن ذا 
عن حباء تحبو وعنك يصد 


لنجاة السفين والجيش أزرا 


الإلياذة 


ول حخهلة اتوك تشر 
ولقد قال سوف يقذفٌ الاب 
قال إليونُ لا مرام إليها 
وقلوب اسان فيها لقد شه 


معه ET‏ يسير إذا ما 
فأصاخوا وكلهم بسكينة 
ودا لى العم جين نينا انهل 
هو عات بد وغشوم 
فلندعه و a‏ 
فاستريحوا ذا الآن واوا الرُقَادا 
فبهذا تُوْكَوْنَ قوّة بأس 
والعجالٌ اضَفْفَنْ مام السَّفِينِ 





أن يكويوا لأهلهم ويسيروا 
ر بأشراعه ويقفل فجرًا"؟ 
إن زفسّا ألقى يديه عليها 


دد هذا ما قال طّيًّا ونشرًا 


ما وعوه وثَّمَّ فينِكُس قد ظل 
رام لا مُخْرجًا غدًا فهو أدری»"“ 
ذُعِرُوا لاضطرام تلك الضغينة 
و صائحًا: «يا ابن أَثْرًا 


صلم آخيل بالهبات الغوالي 
ولقد زدته عتوا وجبرًاء" 
ا كى اتوك هن اا 
ُوه آل العلى فيأتي مگرًا 
إذ جميعمًا طبنا شريًا وزادًا 
وغدا الفجر فاسطّر الجند 2 
ثم في اا اور نار الْمَخُوني** 


ET 


هوامش 

)١(‏ لقد أكثر علماء الأدب والفصاحة من إطراء بلاغة الخطب الُدَوّنَة في هذا النشيدء 
ولا سيما في شطره الأخير أثناء التقاء آخيل بوفد الإغريق» وقد كتبوا في ذلك الرسائل 
المطولة وأوردوا منها الأمثلة الكثيرة أنموذجًا ليتحداه طلبة الخطابة مما سننبه عليه في 
مواضعه. 

(۲) الرعدة والفرار رفيقان متلازمان» وهما هنا مُحِسَّمَان كما في سائر المواضع 

(۳) الدبور الريح الغربية كما لا يخفى. ولقد اعترض على هوميروس بقوله: إنها 
تهب من إثراقا حالة كون مهبها يتجه إلى إثراقا لا منها. وقد رد أفستاثيوس هذا 
الاعتراض بقوله: إن هوميروس قال هذا القول إما جريا على ما تداولته أساطير ذلك 
الزمان من أن في تلك البلاد ملتقى الرياح» وإما نظرًا إلى موقع طروادة منها وكلا 
الفرضين يذهبان بالاعتراض. 


النشيد التاسع 


)٤(‏ إن تشبيه الفؤاد المضطرب بالموج الذي تقذفه الأنواء إلى ما وراء الجرف لمن 
أبدع ما قيل في هذا الباب. وقال هوميروس في النشيد الثاني والعشرين بلسان زوجة 
هكطور: وقلبي خافق حتى يكاد يطير ... ولا يقل عن قولي هوميروس قول الشنفرى: 


ولا حرق هَيق كأن فؤادة يظل به المكاء يعلو ويسفل 


فالخرق: الدهشء والهيق: الظليم (ذكر النعام) والمكاء: طائر. شبه الفؤاد المرتجف 
بشيءٍ مع طائر يعلو به مرة ويسفل به أخرى. ومثل هذا قول صاحب عفراء: 


كأن قطاة علقت بجناحها على كبدي من شدة الخفقان 


(5) أي إن أغاممنون عهد إلى الدعاة بحشد القوم إلى مجلس الشورى ثم بِلَّعْ بنفسه 
فيمن حوله وطافوا وهم يبلغون في أطراف الجيش وينادون كلا باسمه همسّا. وإنما 
أمن الهم دون التذاء لخلا نسو الهرج فيتكشف أعرهة لدا 

(1) لعل المطالع اللبيب يَدّكرُ أن هنا خطابًا ألقاه أغاممنون بلفظه ومعناه في النشيد 
الثاني وآنه تذرع به هنالك إلى إغراء الجيش على الذود والهجوم دون العود والوجوم على 
مار لاه اغا ولا متحت أو الك فاك وة كدان شن إن 
أنه ا هنا ذلك الك و أنه لا بى ها ا هكاك ون من ع 
الانتصار إلى إحدى الفئتين وإنما نرى أنه مهما يكن من صحة أحد الرأيين فالنتيجة 
واحدة لأن الشاعر أحسن التصرف فحصل الغرض من كلا الخطابين. 

(۷) كأن المتنبي عارض هذا المعنى بقوله: 


الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أولَ ولها المحل الثاني 
وهو كقول أبي تمام: 
السيف أصدق أنباء من الكتب 


(۸) الجدود أي الشواطئ» وهي في الأصل بعبارة معناها قرب البحر وقد فسّرها 
أكثر النقلة بقولهم: «الراسية على الشواطئ» كما فسرناها نحن على أننا إذا اعتبرنا 


5 


الإلياذة 


العبارة تهكمًا على أغاممنون كما قال بعضهم كان مراد ذيوميذ أن يقول: «إنك إنما 
أرسيت سفنك أدنى إلى اليم منها إلى الجرف ليسهل عليك الفرار عند الاضطرار» وعلى 
هذا يجب أن يقال «في العباب» عوض الجدود. 

(9) إذا ذهبنا مذهب القائلين بتواطق الزعماء مع أغاممنون على أخذ الجند خدعةٌ 
كما فعلوا في النشيد الثاني» فهذا التواطؤ يشفع في كل تحامل ذيوميذ على أغاممنون. 
وإذا ذهبنا مع الفريق الآخر إلى أن الشؤم بلغ حَدَّهُ من نفس أغاممنون ولم ينو إلا ما 
قال فخطاب ذيوميذ أبلغ وأوقع إذ تكون حدة الشباب وشدة البأس ساقتاه إلى المجاهرة 
بكل ما في ضميره وكان كلامه مرآة تنعكس عنها ضمائر مغاوير الفتيان لذلك العهد. 
فشرع يبث رأيه بلا مبالاة وغير متحامل بل متزلفا بعض التزلف ثم استطرد إلى إثبات 
الحق المنصوص له بالاعتراض لأنه من مخولات دستور الشورى (وحكمهم وإن كان 
ملكا فهو دستوري شوروي على ما تقدم) ثم اغتنمها فرصة للوم أغاممنون على سابق 
تعنيفه إياه. وكأن تلك الذكرى هاجت به نزق الصبا فنبذ واجب الرعاية والاحترام» 
وتمادى فصرح بكل ما استكن بضميره على غير عبء ولا مداهنة وانتهى باستمداد 
النصر من لدن رب النصر و9إكم من فمّة قَلِيلّةِ عَلَبَتْ فمَة كَثِيرَةَ بإِذْن اه فكان له 
ق E ik‏ فاه E‏ طون ينمتا ١‏ 

)٠١(‏ لا بدع أن يشهد نسطور ببأس ذيوميذ وهو الذي دون سائر الأبطال استهدف 
للبلاء فأنقذه من مخالب الموت. 

)1١(‏ حكمة نطق بها نسطور فسارت مسير الأمثالء ولا بد لبيان متانتها ومكانتها 
من إيراد مفادها المقصود. فلا بد للمرء من وازع يزعه وهو شرعه» ومن كن يأوي 
إليه وهو مأواه ووطنه» ومن فرقة يمتزج بها وهي أسرته وآل بيته. فإذا لم تجمع له 
تلك المزايا فهى المتشرد الفوضوي الجانح إلى بث النفاق ودس الشقاق. وحسبك بها 
من معرّة تأباها نفس كل كريم. وكأن نسطور قال بعبارة أخرى أن الساعي بالفتن 
والقلاقل كالعّريٌّ من شعائر الشرع والوطنية وإباء النفس. فدل بقوله على استحكام 
روابط الدستور عندهم وألمع إلى هول النزاع وما وراءَه من سوء المصير. 

)١1١(‏ وفق نسطور بخطابه بين مرام الزعيمين ذيوميذ وأغاممنون» فامتدح الأول 
بما فيه ونبهه بألطف تعبير إلى اجتناب شطط قد تسوقه إليه رعونة صباهء ثم أتى 
بتلك الحكمة كأن وراءها قولًا خطيرًا. ولم يكن في الحقيقة وراءَها شيءٌ جلل وإنما أتى 
بها تذرعًا إلى إبكامهم جميعًا وإنفاذ بغيته. ولم يكن يحسن لديه إعلان تلك البغية على 


0۲ 


النشيد التاسع 


رءوس الملاً رعايةٌ لأغاممنون؛ فأشار عليه بعد القول بوجوب إقامة الحرس بإيلام وليمة 
للشيب دون الشبان: فأعاد فيها الكلام ونال المرام على ما سيجيء. 

(19) آذكوا المداكن آي أشعلوا الذيران: 

(4؟) اة نطوو يقوله أن يتم أغامضتوح أن بخل ها عرقي ]له يأقوالة وافماله 
رعاية مكانة ذلك الزعيم ومصلحته. وهي غنارة كشا ما E‏ في أغانيهم 
وترانيمهم لآلهتهم. 

)٠١(‏ ترى من أمثال هذا البيت أن زفس كان الآمر المطلق وإن تعددت الآلهة. يولي 
الملوك ويتصرف بالكون كيف يشاء وليس من يقوى على معارضته. 

(1) هذه أمنية نسطور التي حام حولها في مجلسين قبل أن يبوح بها لأغاممنون 
ألا وهي حمله على استرضاء آخيل وإحكام الوتام. 

(90؟) القلسن والطسيك: والطفت لإداء العتبرل: مهرب :ملست" والقازسية بقوع 
أوذيس في تعداد التحف التى أعدها أغاممنون لآخيل إذا هو ارعوى وهب إلى نصرة 
الحيض قدا بذاجت وق حظنا'التضدة بعتي نة أو الكنه الدع رفع هليه 
متاع البيت تعرييًا لكلمة (©09ه1م1) ومعناها ذات الأرجل الثلاث ومنها أخذ الإفرنج كلمة 
0 160م176 وأمثالهما بسائر اللغات. وليس عندنا ما يقابلها إلا السيبة المستعملة 
في سوريا للمرقاة المؤلفة من ثلاث قوائم متصلة بقرص في أعلاها. وده أيضًا من 
أوضاع العامة معرية سه پا بالفارسية ومعناها ثلاث أرجل. إلا أنه وإن اتفقت الكلمتان 
بالتركيب الوضعى فلا تتفقان بتأدية المراد. 

كافت الناه ا كقيزة الأستعمال عند الدؤفاة وقة .وراك ا تعن وو 
والجم الغفير من كتابهم» وهي منقوشة في كثير من رسومهم وممثلة في عادياتهم. وهي 
ضروب شتى تَسْتَعْمَلُ لمقاصد مختلفة وجميعها قائمة على ثلاث قوائم يعلوها إناءٌ له 
مقبضان من طرفيه. فمنها ما كان بمثابة القدور أو المراجل التى تعلو النار. ومنها ما 
كان لمزج الخمر بالماء وربما كان مراد الشاعر أحد هذين النوعين» الأول: لقوله إنها لم 
تَر نارًاء والثاني: لمقارنتها بالطسوت» وكلا النوعين مما كار ن يُتهادى به أى يُعطى مكافأة 
للمبرزين في الألعاب. ومنها ما كان للزينة في البيوت. ومنها ما يُتّحَد في الهياكل للزينة أو 
للاستعمال أثناء التضحية والاستخارة. وكثيرًا ما اتخذوها أيضًا موائد وكراسي وأقاموها 
وسط البيوت أو علقوها على الجدران وهلّمّ جرًا. 

(14) يقدرون قيمة الشاقل الذهبي في ذلك الزمن بنحو أربعة آلاف فرنك؛ فعلى 
ا كوي فى ا ا أغا مدو لاسترضداء آل ارو القد ا 


0۰۳ 


الإلياذة 


(19) ذهب أفستاثيوس إلى أنه يُستفاد من هذه العبارة أنهم كانوا يتراهنون سباقًا 
أثناء الحرب وربما كان ذلك في مآتم بعض الأيطالء وإلا لو كانت تلك الجياد من ذوات 
السبق قبل الحرب لكانت هرمت وباتت غير صالحة للهدية. ويحسن بنا أن نذكر في 
هذا المقام أن سباقهم لم يكن كسباق العرب على ظهور الخيل بل كان جريًا بالعجال. 
أما من حيث شيوع تلك العادة عندهم فلم تكن تقل عنها عند العرب ولقد طالما أورثت 
النزاع والخصام كما سنرى في النشيد الثالث والعشرين على أنه لم يتصل بنا أنها كانت 
باعث حرب دامت أربعين عامًا كحرب بني عبس وفزارة على إثر سباق داحس والغبراء. 

(۲۰) لا يكاد هوميروس يمدح امرأة صبيحة الوجنتين إلا إذا كانت صناع اليدينء 
كذ ها ت إل “نعم اللخلاق: خافن الأخلاق كلاف .شحراقنا الأقدمين» وق 
الحديثين أيضًا كأن المرأة إذا رزقت الجمال بلغت الكمال» فعسى أن يكون لنا من شعر 
جاهلي أعمى ما يرشدنا إلى سبيل ضللناه ونحن في حضارتنا مبصرون. 

)5١(‏ أورست ابن أغاممنون. 

)١0(‏ المهر منذ القدم من حقوق العروس وأبيها أو من قام مقامه من ذويهاء ولم 
يَصِرْ من حقوق الزوج في بعض الأحوال إلا في عصرنا أو ما ماثل ما ذكره هيرودوتس 
عن زواج البابليات» إذ كانوا يجمعون الأوانس الفتيات والعوانس اللائي طال بهن القعود 
مرة كل سنةء فيجتمع إليهنٌ كل عَرّپ وطالب ى بأجملهنّ وتدفع للدافع المهر 
الأعظم. قا ادس مم ھا سنا وا إلى أن تنفق الجميلات فيؤخذ مهرهن جميعًاء 
ويُنادى بالباقيات مع إضافة مبلغ إلى كل منهنَّ وتُدفع الفتاة التي لم ترزق الجمال 
للقانع بأيسر مبلغ إلى أن تتم المناقصة في الدور الثاني كما تمت المزايذة في الدور الأول. 
وهكذا فالجميلات يمهرن رفيقاتهن. وعلى كل فليس من المهر شيءٌ للعرائس 0 
بل يؤدى لفريق من الأزواج ما يؤخذ من الفريق الآخر. على أن هذه الحكمة لم تود 
عن بابل. وأما العبرانيون والعرب فكانوا كاليونان. والمهر مهران أحدهما للأهل 0 
للفتاة. فإبراهيم الخليل أهدى خرصًا من ذهب وسوارين إلى رفقة خطيبة ابنه إسحاق 
(تك :۲٤‏ ۲۲) ويعقوب خدم لابان سبع سنين بمهر ابنته ليا وسبعًا اشر أا 
راحيل (تك ۲۹: .)۳٠-٠۸‏ والمهر في جاهلية العرب كان في الغالب لأبي البنت أو أهلهاء 
حكن رلقة ا إذا وله اللحدهح يدت اوو ا .هنين لك الا أي الك الك 
لأنك تأخذ مهرها فتضمه إلى مالك فينتفج. وريما تجاوز الأهل عن ال مهر لابنتهم إذا كانوا 
من ذوي اليسار. والظاهر أن العرب لم يكونوا جميعًا على مذهب واحد من هذه الوجهة؛ 


6. 


النشيد التاسع 


إذ لى كانوا كلهم يرجون السعة وازدياد الثروة من وراء البنات لما فشت بين الكثير من 
قبائلهم عادة الوأد أو دفن البنات وهْنَّ حيّات. 

أما القول بزواج البنت فكان لأبيها أو وليها يزوجها ممن أراد كما كانت العادة عند 
اليونان بقول أغاممنون» وربما رجعوا إلى خيار الابنة أو أكرهوها في خيارها كما روي 
عن ليلى عشيقة المجنون. قال صاحب الأغاني: «لما شهر أمر الجنون وليلى وتناشد الناس 
شعره فيها خطبها وبذل لها خمسين ناقة حمراء وخطبها ورد بن محمد العقيلي وبذل 
لها عشرًا من الإبل وراعيها فقال أهلها: نحن مُخَيْرُومَا بينكما فمن اختارت تزوجتهء 
ودخلوا إليها فقالوا: والله لئن لم تختاري وردًا لنمثلنَّ بك فقال المجنون: 


ألا يا ليل إن مُلَّحْتِ فينا خيارك فانظري لمن الخيارٌ 
ولا تستبدلي مني دنيا ولا برمًا إذا حب القتان 
يهرول في الصغير إذا رآه وتعجزهٌ ملمات كبانُ 


فاختارت وردًا فتزوجته على كره منها». ينبتك هذا السياق أن خيار البنت لم يكن 
حقيقةًٌ لها إلا في حالات مخصوصة. 

ولما جاء الإسلام أقر المهر والخيار كليهما للابنة وجعلهما لها حقًا يضمن لها الراحة 
يغلا الزواج قشم لمن إل فمن العاجل وهو ها يوئ لها عند الزواج والآخل فى ما 
تاه فا إذا 'طلقث قفتن .يه عل المفيشة يعن الظلاق: 

(۲۳) المنور: المخرج توره أي زهرة. 

(4؟) ايفن إلهالححيم والوت.لأ:تنفع الزلقى إليهة ولذلك لم تكن له عنذهم اة 
ولم يشيدوا له الهياكل. كانوا يرسمونه على أوضاع شتی وهو فيهن جميعًا قابض على 
صولجان وعلى رأسه خوذة. 7 

)٠١(‏ قد يلوح للمطالع أن أغاممنون سام نفسه حطة وذلا بهذا الخطاب؛ لأنه 
شو 3 الاقزان: راتان كم اع إل اقطان خضهة بالتحف اة عن أنه 
ف فظن الك ل داد واو واا كان طون اتی مخكمة اانه 
ونصحه فقد كانت حكمة أغاممنون أعظم بإذعانه وانتصاحه»ء والمقر بالخطأ لا يقل 
فضلًا عن المنيّه إليه. وترى من انتقاء تلك الهدايا أن أغاممنون كما قال أفستاثيوس 
لم يدع مطمعًا لآخيل إلا وعد بِسَدَّهِ. فالذهب يُسكن من غيظه لو طمحت أبصاره إلى 
الثروة والمال. والسبايا الحسان وبنت الملك الأعظم تستميل قلبه لو كان مشغوفًا بربات 


الإلياذة 





الجمال. والمدائن السبع وما يتبعها من أبهة الملك تيرد من حزازة صدره إذا كان طامحًا 
ببصره إلى عظمة الملك وواسع السلطان. وعلى الجملة فقد استجمع أغاممنون كل كفارة 
يتصورها خصمه جديرة به. نقول: وأعظمها تزلفه إليه بعد ذلك الشموخ وتلك الألفة. 

(51) لقد أتى الشاعر حكمة باختيار أفراد هذا الوفد للمسير إلى آخيل. ففينكس 
أستاذه وهو أكثر الناس نفودًا وحرمة لديه. وأياس أبسل القوم بعده ويجمعهما نسب 
باتصالهما إلى آياك. وأذيس داهيتهم. وهذيوس وأريباطس قيجاهم المكرمان. فكأنه سير 
إليه الأبوة والبأس. والحكمة والدهاء. والحرمة والرعاية. 

(0") تلك سنَّة دينية كان لا بد منها قبل الشروع في الأعمال الخطيرةء وقد ذكرها 
هوميروس مرارًا ذكرًا إجماليًا وفصّل هنا تفصيلًا لم يفصله في غير موضع. ذلك أنهم 
بعد أن غسلوا أيديهم دارت الفتية السقاة عليهم بكئوس الراح فكانوا يسقونهم بعد 
ن يمزُوا منها أي يشريوا نهد قليلًاء وتلك عادة شرقية لا نعلم مصدرها وإنما نعلم 
ن تحتها مغزيين: أحدهما أن الساقي إذا شرب من الكأس التي بيده أمن المسقي على 


e‏ م 


النشيد التاسع 


5 


تفه ن مه يدس فا ولا مزال فة العجم وأواسط اها ترون هذا اممو ىق 
إسقاء القهوة وغيرها. ولا شك أنها بقية عادة قديمة تأصّلَت فكانت مصدر تلك السنة 
اليونانية. والثاني: وكنا نود أن نضرب عنه تأدبًا لولا وجوب ذكره إتمامًا للفائدة» وهو 
وح ارت الحمرة إل التلدة برها من كاسن امرخ يفيو من ترشاب داف 
والسقاة في بلاد المشرق من خيرة الغلمان ونخبة الحسان. وقد سلف (ن 5) أن زفس 
رفع غنيميذ بن أطروس ملك طروادة إلى السماء فجعله ساقيًا لفرط جماله. 

0 ذكرنا أن الؤقد ولف :من خمسة تفن »كم فا الآن «وسولة القوم» :وهنا دل 
كلاف ارخ لان الضفو فا سان ف الال بحل أن كر الي والح 
والأكثرون على أنه للمثنى؛ فالرسولان بهذا الاعتبار أوذيس وأياس وأما فينكس فإنما 
نَمل عونا لهماء والفيجان رقتقان لا يدر هنهم في كل رمات 

(۲۹) محيط البرايا: لقب من ألقاب زفس. 

)۳١(‏ قالت العرب: الغناء والغزف بآلات الطرب من أشرف الصناعات لأن صاحبها 
يتوصل بها إلى مجالسة الأمراء ومنادمة الملوك. وأما هوميروس فزادها شرفًا على ذلك 
بأن جعلها صناعة الملوك أنفسهم» وأشرف من ذلك أن جعلها للتغني بأعمال الأبطال 
وكبار الرجال» ولا مجلس أعظم هيبةٌ من مجلس بطل باسل وزعيم يتضرم لبه للجهاد 
ويقعده عند الكيد والعناد. فإن ثناه القعود عن منازلة الفرسان فلا يطريه ويخفف 
عناه إلا ترداد ذكراهم على هزج الألحان. ولا نديم أوفى وأكفى من رفيق كفطرقل ذي 
حمية وباس يرضى بسراء صاحبه وضرائه فيتخذ بؤسه بؤْسًا ونعيمه نعيمًا. 

)۳١(‏ الوضم: الخشبة يقطع عليها اللحم. 

(۳۲) الملح الذكي في الأصل الملح العلي أو الإلهي أي المقدس» وصفه هوميروس 
بهذا الوصف لأنه يقي الطعام من الفساد؛ وعلى هذا قول السيد المسيح: أنتم ملح الأرض 
فإذا فسد الملح فبماذا يُمَلّحْ. ومن هذا القبيل تسمية المصريين الملح بالمصلح. 

(۳۲) هذه وليمة أولمتها ملوك للوك» ولقد كاد يأنف بعض نقلة الإفرنج من 
ترجمتها زعمًا منهم بأن فيها غضًا من شأن الضيف والمضيفء فهنالك الوفد يدخل على 
آخيل ولا حجاب لديه» فيقوم لهم ويصافحهم مصافحة الخلان ويجلسهم إليه ويولم 
لهم بيديه» وهنا صديقه فطرقل وحوذيه أفطوميذون يعاوناونه معاونة الأصدقاء دون 
معاونة الأتباع» فآخيل يقوم مقام النَّدّل (خدام الأكل) وفطرقل مقام الطهاة (الطباخين) 
ولا غلام بينهم ولا عبد رقيق. تلك معيشة أولتك الملوك على سذاجتها ومع هذا فلم تأنف 


0۰۷ 


الإلياذة 





آخيل يضرب على قيثاره وراءّه فطرقل وتجاهه جاريتان. 


التواريخ من تدوين أعمالهم والشعراء من التغني ببسط حالهم. ولقد كانت تلك السذاجة 
في جاهلية كل أمة كما يتبين من التوراة ومن آثار العرب وحسبنا الرجوع بنظرنا إلى 
معلقة شيخ شعراتنا الكندي وهو لم يأنف على كونه من أبناء الملوك أن ينحر بيده ناقته 
بل افتخر في موضع آخر بقوله: 


كمدن أعواف الخاد كفا .ا فحن ف دن شواة مضت 


(94) لا غيب أن يكون أياس أول الذاعين إلى الكل وه أحدث الوفة سكا وأعظمهم 
بأسّا وأحرهم دماء فطبيعىٌ أن يُعالَ صيرًا قبل رفاقه. وأما دعاؤه فينكس قبل الجميع 
فلعلمه بما له من دالة التربية على آخيل. وأما مبادرة أوذيس إلى الخطاب قبل فينكس 
فدهاء منه لأن أوذيس كان رأس الوفد فكان يجدر به أن يكون أول المتكلمين مع ما 
عنده من حسن التصرف, واستبقى فينكس مُتّكأً يستند إليه إذا أخفق مسعاه. 


النشيد التاسع 


)١(‏ النخب: الشربة من الخمر يشرب الرجل لصحة عشيره وليست كلمة «النخب» 
مذكورة بلفظها في الأصل ولكنها مُسْتَفَادَةَ من سياق الحديث إذ يقول عوضًا عن «مرددًا 
بها نخب آخيل» «مستقبلًا بها آخيل». 

)۳١(‏ بدا أوذيس خطابه لآخيل بالسلام والعتاب كما فعل أمية بن الصلت إذ قال 


سلا أيها الملك اليماني لقد غلب البعاد على التداني 


(۳۷) كانوا يزينون مقدم سفائنهم بصور الآلهة فبقوله: «يقطع أطراف السفين» 
يشير إلى أنه يروم قطع تلك الصور وإحرازها ذخرًا ثمينًا يفتخر به ويعلقه في هياكل 
بلاده جريًا على عادتهم قربةٌ من الظافر لمعبوده. 

(۳۸) خطاب أوذيس هذا هو أول حلقة من الخطب التى دارت بين آخيل ووفد 
الإغريق والتي يتمثل بها الأدباء فيتخذونها أنموذجًا لمناهج الخطابة. وحسبنا في هذا 
غا إيراةمطالعة ی هد عوسي وم قال :لا شطب بق الوليانة أوقع وان فل 
بلاغة هوميروس وعظمته من خطب هذا الوفد فإنها بصرف النظر عن كونها من لوازم 
المقام فإن فيها من حسن الوضع ودقة الانتظام ما يزيد المطالع رغبة في مطالعتها 
وارتياحًا إليها. يشرع أوذيس في الخطاب فيحيط بحكمته بمقتضيات الحال وترتاح 
الفكرة إلى حسن انتقاء براهينه وحججه. فيجيب اخيل بحرية تشف عن إباء عظيم 
فترتفع بالفكر إلى عواطف الأبطال. فيأتي فينكس برقته فيتأثر القلب لكلامه. وهنالك 
يختتم أياس الجلسة بإنفة تشف عن عظمة وإباء. فتنفض الجلسة والعقل متلهب بهذا 
التعاقب البديع. ولا ريب أن هذا الترتيب يدل على عظمة الشاعر وتسلطه على تحويل 
الفكرة كيفما يشاء بحسن تنسيق مادته. وإنني لعلى يقين أنه ليس في الإمكان أن يكون 
مرا لامكو a‏ مك ]دن هذا فت فال جوري عه ]وراك ها EERE E‏ 
من هذه الشهادة على مكانة هوميروس لأنها كما ترى صادرة من كاتب اشتهر بعدوانه 
لكو كج كله عليه 

(۳۹) ألمع آخيل هنا إلى دهاء أوذيس الذي يُلْحِنَهُ إلى تقليب الكلام على أوجه شتى 
تَذَرّعَا لنيل بغیته» فأراد آخيل أن يفهمه أنه من وجه غير غافل عن دهائه ومن وجه 
آخر يصرح مفصحًا عما يخالج فكرته ليس إلا. وهو كلام ينطبق كل الانطباق على صفة 
الفتى الباسل ربيب المجد والحرية. قال قيس بن رفاعة الأنصاري: 


0۰۹ 


الإلياذة 


أنا النذير لكم مني مجاهرة كي لا ألامّ على دهي وإنذار 


وقال ميمون بن مبارك لعمر بن عبد العزيز: قل لي في وجهي ما أكره. 
(50) قال عنترة: 


حلمت فما عرفتم حق حلمي ولا ذكرت عشيرتكم ودادي 
ولعنترة كلام كثير بهذا المعنى كقوله: 

ولاقيت العدى وحفظت قومًا ‏ أضاعوني ولم يراعوا جنابي 
وقوله: 


أذكر قومي ظلمّهم لي ويغيّهم وقلة إنصافي على القرب والبعدٍ 
بنيت لهم بالسيف مجدًا مُشَيَّدَا فلما تناهى مجدُهم هدموا مجدي 


)٤١(‏ قال السندي: 
ولن يستوي عند الملمات إن عرت صبورٌ على لأوائها وجَرُوع 
(40) تاا هذا ال نمه اکت كلتل وان کا لاعن العرف 
كقولهم: 


وما إن أرى الدهر في صرفه يغادر من شارخ أو يقن 


69 تققد تعفن ا ا فرب هذا الثل تلا هة من الذين والؤقة و اتقام معام هدة 
وعنف وهو انتقاد غير سديد إن لا شيءَ أقرب إلى تصور الحذق المستشيط من سابق رأفة 
احتفظ بها على غير بان بذمامه ونابذ حقوق وفائه. 

)٤٤(‏ الدراهس: الشداك. 


01۰ 


النشيد التاسع 


)٤٠١(‏ لأنهم قبل بلوغ إليون عاصمة الطرواد كانوا عاثوا في أرضها ودمروا بلادهاء 
يردد آخيل ذكرى بطشه ترديد عنترة بقوله: 


طرقت ديار كندة وهي تدوي 
وبَّدَّدْتَ الفوارس في رُباها 
وخثعم قد مبتجتافها ا 
غَدَوْا لما رَأَوْا من حدٌ سيفي 
وعدنا بِالتّهاب وبالسبايا 


دوي الرعد من ركض الجياد 
بطعن مثل أفواه المزادٍ 
بكورًا قبلما نادى المنادي 
نذير الموت في الأرواح حا 
وبالأسرى تكبّلٌ بالصفادٍ 


(57) كانت العادة عند اليونان كما كانت عند العرب أن يتولى زعيم القوم توزيع 
الغنائم» وغيظ آخيل هنا ووجده أشبه شيء بغيظ العباس بن مرداس إلا أنه أشد وأقوى. 
ذلك أنه لما وزع نبى المسلمين غنائم حنين واستقل العباس سهمه أنشد: 


كانت نهابًا تلافيتها 
وإيقاظيّ القوم أن يرقدوا 
فأصبح نهبي ونهب العبيد 
وقد كنت في الحرب ذا تدروء 
وما كان حصن ولا حابس 
وما كنت دون امرئ منهما 


إذا مجع الحا حي 
ك قط ف ولم مع 
ا 


قال صاحب الأغاني: وقال رسول الله َك اقطعوا عني لسانه. وأمر بأن يُعْطَّى من 
LL aE a‏ 

(6۷ دغا أخيل. يرسا السنبية زوجةه لأنة كان مضا عل اتخاذها زوحة لذ لأنها 
كانت زوجته فعلا. 

(54) القوامس: جمع قومس وهو الأميرء وفي كتب اللغة: القومس الأمير والقمّس 
الرجل الشريف. ولم تنبه أئمة اللغة على هاتين اللفظتين ولا أقرب من أن يكونا من 
(007065) اللاتينية بمعنى الرفيق» ومنها كلمة ونت باللغات الإفرنجية للقب الشرف 
المعروف إذ كان أصحاب هذا اللقب مصاحبين للملوك وندماءَ لهم. 


0۱١ 


الإلياذة 


(59) العطامس: جمع عطموس وهى المرأة الجميلةء هنا دليل آخر على احترامهم 
للسبايا في بعض الأحيان كما أشرنا في النشيد الأول فإن آخيل لم يأنف أن جعلها بالنسبة 
إليه كهيلانة بالنسبة إلى منيلاوس. 

(50) يتهكم على أوذيس وسائر ال ملوك؛ ويتكلم بأنفة الظافر بخصمه الذي يعلم 
أنه لا يسد مسدَّه أحد. 

(01) الراعس: المرتعش. 

(09) في ذلك إشارة إلى واقعة جرت بين آخيل وهكطور قبل حوادث الإلياذة. 

(0) آي إنه عزم أن يقلع إلى بلاده فجر ليلته. 

(:0) جسن قلب العباب: أي شققنه» من غريب وصف السفن المواخر في البحر 
قول طرفة: 


يشق عباب البحر حيزومها بها كما قسم الترب المغايل باليدٍ 


وحيزوم السفينة صدرها. والمقابلة ضربٌ من المقامرة للعرب كانوا فيه يجمعون 
التراب ويدفنون فيه شينًا ويعمد أحدهم وهو المغايل إلى شقه شطرين ثم يسأل عن 
الدفين في أيهماء فإذا أصاب المسئول قمر: أي ربح. شبه شق السفن الماء بشق المغايل 
التراب المجموع بيده. 

(55) الأردمون النوتية. 

(51) الخلابس: الحديث الرقيق والكذب. 

(50) قد اختلف المفسرون في معنى كلمة ©2000 التي عرّيناها «بشعرة» فمنهم 
من فسرها بهذا المعنى» ومنهم من فسرها بقاري نسبةٌ إلى طائفة القاريين الذين كانوا من 
سكنة بيوتيا وكانوا يوصفون كزنكانة هذه الأيام (وهم النوّر أو الغجر) بالخسة والبذاء 
لا يعاهدون ولا يواثقون» بل شأنهم شأن المرتزقة يؤجرون أنفسهم لموالاة المستأجر 
بالمال. وكلا المعنيين يصح وضعًا للتعبير عن مرام آخيل. أما المعنى الأول فعندنا مثيله 
قول المتنبي: 


وک كلق ال ٠‏ :مه ال يفلق 


o1۲ 


النشيد التاسع 
محتقر في همتي ‏ كشعرة في مفرقي 


وأما المعنى الثاني فكثير في كلام الشعراء من كل الملل إذ يحملهم التحامل على أفراد 
أمة أو عشيرة على رميها كلها بالسبة والاحتقار كقول موزون بن عُمير: 


يا باغي اللؤم إن اللؤم محتدةٌ بنو قريظ إذا شابت نواصيها 
تبلى عظام بني سكن إذا دفنت تحت التراب ولا تبلى مخازيها 


وقول الآخر: 


لا تمدحن بني سعد فإنهم نفوك عنهم وبعض القول مسموع 


وأما بالنظر إلى الحقيقة التاريخية فقد قال لويريقوست: إنه لا يمكن أن يكون مراد 
هوميروس المعنى الثاني لأن القاريين لم يتسفلوا إلى تلك المهانة إلا بعد زمن هوميروس» 
وقد ذهب بعض المفسرين إلى رفض المعنيين وفسروا تلك الكلمة بالموت فيكون المعنى: 
هو عندي مثل الحمام بغيض إلخ. 

(5) الطوائس: الجميلة. وأرخومينا بلدة قديمة كانت في بيوتيا وعلى أطلالها الآن 
بلدة قلباكي. 

(95) باك ها الك عل رة موميروين بأطوال مض فوته لكيس (ظيية 
أى طيوا) يقارب وصف هيرودوتس وغيره من المؤرخين. 

)٠١(‏ الطوامس: البعيدة» فينوس اسم ذلفوس القديم. كان ذلك الهيكل يحوي من 
الرياش والذهب ما لا يحويه هيكل في العالم لتوارد النذور إليه من كل صقع ونادٍ فكانت 
التماثيل فيه من الذهب الصرف بقدر الإنسان والحيوان. 

(11) الدلامس: الداهيةء والمراد بها الموت. وقوله: خلال الأسنان كقول العرب: 
فاضت الروح من بين الشفتين» علمت مما مر أن آخيل هو الفتى المؤثر الموت على الحياة 
في طلب العلى والفخارء وهو إنما ينقلب هنا عن رأيه لا رغبةٌ في الحياة بل تشفيًا من 
عدوه ونا عليه بنصرته. 

(؟1) هذا مما يعظم قدر آخيل في تصور القارئ؛ لأنه لم يأت الحرب كسائر 
الأبطال معلل نفسه بالفوز والنجاة معّاء بل أقدم وهو على يقين أنه لا يخرج منها ساًا. 


o1۲ 


الإلياذة 


(17) الملايس: البطىء إلى هنا انتهى كلام آخيل الفتى الغضوب ولو اجتمعت 
غورة ارتسا كن ل E O‏ النا بهاورة ألا من هذه الميورة بياذ 
يشرع في الحديث شروع اللترفع الناشئ منشأ ذوي الحسب والنسب أَنُوفًا وَاجِدَا أول 
أمره وجدًا لا يشط به عن منهج الصواب» بل يتكلم بنوع من الإناءة والتروي رعايةٌ 
لأضيافه. فيذكرهم بما لقي من الإجحافء ولا يكاد يذكر اسم أتريذ حتى يلهبه الغيظ 
فيندفق كالسيل المنهمر ويستطرق إلى التهكم على سائر الأقيال ثم إلى الوعيد والقول 
بالقفول إلى الأوطان حيث يعيش قرير العين والبال. وكأن ذلك بعيد على مخيلته صورة 
حرمانه من المجد الباذخ فيتضور ويتهور وينهال بالسباب على أغاممنون وينبذ بأنفة 
واحتقار هباته وأمواله. ثم كأنه يتنبه إذ ذاك إلى تهوره فيجهد النفس بالتظاهر بالراحة 
والسكون فيرجع ويشير مرة أخرى إلى ما يلقى في بلاده من السعة ورغد العيش, ولا 
يرى وسيلة أروى لغليله وأشفى لنفسه من الإعراض عن تزلف خصمه ردًا لكيده في 
نحرهء فيتهدد بسرعة الإياب وذلك على ما يعلم أشد عقاب لخصمه. 

(15) لم يكن يجدر بأحد غير فينكس أن يجيب آخيل بعد ما ظهر منه من التصلب. 

(15) قالوا: إنه لما أرسل فيلا ابنه آخيل إلى الحرب كان في الثانية عشرة من عمره 
فيكون إذا ذاك في الثانية والعشرين. 00 هوميروس هنا يدل على أن أستاذه إنما كان 
فينكس. قال أفستائيوس: ويتضح من تَمٌ أن ما قيل من أن آخيل كان ربيب خيرون إنما 
0 من مخترعات الأعصّر التالية لزمن هوميروس. 

قلت: وكيف يمكن أن يكون أقبل إلى طروادة وعمره لا يربو على الاثني عشر عامًا 
وله امرأة وولد. 
(17) ما أحسن ما قال تأبط شرا بهذا المعنى: 


سباق غايات مَجْدِ في عشيرته مرجّع الصوت هدًا بين إرفاق 
حمال ألوية شَهَاد أندية قوال محكمة جوّال آفاق 


(1۷) كان أرمين هذا ابن قرقافوس ملك الذولون في ثساليا وهو مؤسس مدينة 
أورمينيوم. 

(1۸) لقد ذهب بعضهم إلى أن المراد بزفس الجحيم إله الجحيم على الإطلاق فيكون 
إذ ذاك آذيسء وقيل: بل معناه الإله الأكبر لأن زفس كان رب الأرباب يمتد سلطانه إلى 
كل الأرجاء وإن كانت إقامته في السماءء وهذا ينطبق على معتقدهم بوحدة الخالق» وقد 


لمك 


النشيد التاسع 


أضيف هنا إلى الجحيم لطباق المعنى. ولكن كون فَرُوسرفين امرأة آذيس يؤيد القول 
الأول. 

(19) لظى بركان أي النار لأن بركان (هيفست) هو إله النار واللفظة العربية 
مأخوذة من قولكان وهو هيفست اللاتين. 

)۷١(‏ اعترض بعض الشراح على هوميروس لإتيانه على هذا التعبير بزعمهم أن فيه 
بعض الغلظة التي يأنفها التصور. ولا أراها غلظة في الكلام عن طفل ولا سيما في عصر 
جاهليء بل هي 5 وخير ذكرى لربيب شب بين يدي أستاذه وأنساه عنفوان الصبا 
مرارة ظفؤليتة على ذلك الأستاذ. 

)۷١(‏ جاء في القرآن: لمال وَالْبَنُونَ زِينَة الْحَيَاةِ الذَّذيَاِ وفي التوراة ترغيب كثير 
في كثرة النسل إذ وعد الله إبراهيم أن يجعل ذريته بعدد نجوم السماء ورمل البحر. 
وفي الحديث: «لا رهبانية في الإسلام» إشفاقا من ضياع النسل مع ورود مدح الرهبان في 
القرآن. وكان العرب في الإسلام يعتزون بأبنائهم وينذرون النذور استزادة لذراريهم كما 
نذر عبد المطلب لئن ولد له عشرة ولد ليذيحنٌ أحدهم قربانًا. ولا يزال هذا دأب الناس في 
كل ملة ختى يومنا هذا. ولا يُستثنى إلا ما أخذ من وجه الزهد والورع كالتبتل في بعض 
الأديان. أما الرغبة عن الضنو من طريق الفلسفة فقلّ من يقول فيه قول أبي العلاء: 


هذا جناهُ أبي على وما جنيت على أحدْ 
(۷۲) قال بعضهم: 
ولا أحمل الحقد القديم عليهم وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا 
ومن هذا القبيل قول مالك بن أسماء: 
نخلت له نفسي النصيحة إنه عند الشدائد تذهب الأحقادٌ 


هاه 


الإلياذة 
ودعوا الضغينة لا تكن من شأنكم إن الضغائن للقرابة تُوضَعٌ 


(۷۳) لم يجسم هوميروس تجسيمًا أبدع من هذا التجسيم» فإنه جعل الصلوات 
بنات زفس بالنفس. قال فينكس ذلك تهويلًا على آخيل لإبائه إجابة ملتمسهم فذكره 
أنهن بنات الرب القدير» ووضعهنٌ بالمقابلة مع الزلة إشارة إلى أنهن يتشفعن في الخطأ 
ويلتمسن الصفح. وقال: إنهنَّ عُرجٌ وجعد الوجوه وَخُمْيرٌ إشارةً إلى ضعفن وحزنهن 
وبطتهن. وهن مع ذلك يتعقبن أَخْتَهُنَّ الزلة أو الخطيئة. (وقد فسرها بعضهم بالإهانة 
أو الشقاء) ليدفعن ضرَّها ويَتَلَافيْنَ شرها وهي كما ترى في البيت التالي بخلافهن قوية 
الجسم خفيفة البدن ولا يغنيها ذلك عنهن شينًا لأن زفس من ورائهن. 

)۷٤(‏ لو رأينا في استعطاف آخيل بالهدايا مجرد الإطماع بالمال لكان في ذلك ضعة 
من قدره على أنها لما كانت شعارًا للفخر وذل الملتمس كانت مرقاة لإعلاء شأنه وإبلاغه 
منال الرفعة قبل منال الثروة. 

قال المعري: 


إن الهدايا كرامات لصاحبها إن كنَّ لسن لإسرافٍ وأطماع 
)۷٥(‏ قال لبيد: 
وفي غابر الأيام ما يَعْظُ الفتى ولا خير في من لم تَعَظهُ تجارية 


(77) كانت باكورة الزرع في زمن هوميروس تَقَدمُ إلى أرطميس ثم صارت بعد 
ذلك إلى ذيونا. 

(۷۷) يسير الأولى: بمعنى السهلء والثانية: بمعنى القليل. 

(۷۸) أشار الشاعر بهذه الأبيات الستة إلى خرافة من خرافاتهم مؤداها أن ألكيونة 
ابنة أيولس علق بها أفلون فسباهاء ولما توفي بعلها ألقت بنفسها إلى البحر فمسختها 
ثيتيس طائرًا. ثم إن أفلون سبى بعد ذلك مرفيسا والدة ألثيا زوجة مليغرء فثارت الحمية 
برأس إيذاس بعل مرفيسا فهب لقتال أفلون وانتهى الأمر بأن خَيْرَتْ بين أفلون وإيذاس 
فاختارت زوجها على عشيقها وأعيدت إليه» فلقبت ابنتها كليوبطرا بلقب ألكيونة لتشابه 
الحادثتين وكان الأولى أن تلقب به نفسها. 

ذكر رواة العرب حادثة سبي كانت العاقبة فيها عكس ما كان من أمر ألكيونة. 


ه١‎ 


النشيد التاسع 


ذلك أن النعمان سبى ذراري بني تميم لامتناعهم عن دفع الإتاوة فلما دفعوها لأخيه 
الريان خيّر السبايا بين رجالهن وسّبَاتِهَّ وكانت بينهن بنت قيس بن عاصم فاختارت 
سابيها على زوجها. قال الميداني: فنذر أبوها ليدفنن كل بنت تولد له فازداد وآد البنات 
بعد أن كاد يتلاشى من بين العرب قبل الإسلام. 

(۷۹) يتصلى يتسعر ويتحرق. . 

)۸٠(‏ يشير هذا البيت إلى أن اليا والدة مليغر كانت من قبيلة أعداء زوجهاء 
وكانت لها يد في اشتداد الفتنة بين قبيلتين متناسبتين. ولنا في تاريخ اليونان والرومان 
والعرب أمثلة شتى على تناسب القبائل المتعادية والمتصافية التى تصبح متعادية بعد 
ذلك التناسب. فإن والدة طفقير أخى أياس كانت أخت فريام ملك طروادةء وقراء رواية 
هوراس لراسين الفرنسي يعلمون أن أخت هوراس الروماني كانت خطيبة كورياس 
الألبي» وجليلة بنت مرة وأخت جساس كانت امرأة كليب الذي قتله جساس فأثار حرب 
البسوس الشهيرة في كتب العرب. 

)۸١(‏ أرينيس ومعناها المنتقمة: إلهة تتولى تعذيب الخطاة. وأريبا ومعناه الظلمات: 
يفيد على إطلاقه الجحيم وإنما هو نهر فيها. وكان أخا الليل (والليل إلهة أنثى) فتزوجها 
فولدت له النهار ثم كان في جملة العصاة على زفس فمسخه نهرًا وأهبطه إلى الجحيم. 

(۸۲) لا يزال شاعرنا كلما سنحت سانحة يبوح بميله إلى بنات الجنس الضعيف 
وإعظامنة: قو الزوصية :فقن ران "يها :رسك احانفاء محقم نا ا كال عليه نوه وام 
وذوو قرباه وخلانه واستعطفوه بكل وسيلة فعادوا جميعًا خاسرين ولم يلتو وَلِنْ إلا 
لالتماس زوجته. والوسيلة التي تَدَرّعَ بها الشاعر لإجابة ملتمسها من أرق ما تتصوره 
العقول وأبعد ما تتخيله المدارك» أبرزت له كل ذلك بكلام موجز مثلت له به حالة البلاد 


الملأخوذة عنوةً فلم ثّبق شيا يقال بعد قولها: 
للمباني حرقًا وللقوم ذبمًا والغواني والولد ذلا وأسرًا 
قال الشاعر العربي: 
للسبي ما نكحوا والقتل ما ولّدوا والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا 


(8) الدراهس: الشدائد. أي لى جئت من تلقاء نفسك لما أصبت مغنمًا. أراد بذلك 
أن يستعجله للكفاح. 


0۷ 


الإلياذة 
)۸٤(‏ من كلام إبراهيم بن العباس: 


إذا أنت لم تملك أخاك بقلبه وخافتك آمالٌ به ومطالبٌ 
غدوت به مر المذاق وأُجْلَبَتْ عليك به في النائبات العواقبُ 


قد انتّقد على هوميروس أن أطال الكلام بلسان فينكس بما تجاوز حدود الاعتدال. 
وهو انتقاد في محله لو لم يكن الحديث في ساعة من الليل قد سكن فيها الناس عن 
الحرب» ولو لم يكن يصلح أن يتخذ فينكس ذلك الإسهاب وسيلة لإخماد غضب آخيل لما 
يعلمه من عُنُوٌّهِ وتصلبه. ثم إنه ضرب له مثلا رجلا ليس في التاريخ من تُشبه أخلاقه 
أخلاق آخيل نظيره وهو ميليغر الإيتولي. وهذه القصة وإن اتر على إِيرادمًا في هذا 
الموضع فهي في حد نفسها قطعة تاريخية استنار بها كثيرون من الكتاب كسائر ما ورد 
في شعر هوميروس. ويرى أنصار صاحبنا ونحن في جملتهم أن له من وراء ما تقدم 
شافعًا عظيمًا يشفع له بهذا الخلل إن كان تَمَّةَ خلل. 

(65) يقول آخيل قول ربيعة بن مقروم الضبي: 


أخوك أخوك من تدنو وترجو مودته وإن دُعي استجابا 
إذا حاربت حارب من تَعَابِي وزاد سلاحه منك اقترابًا 
يؤاسي في كريهته ويدنو إذا ما ضالع الحدثان نابا 


ومثله قول الآخر: 
ولكن فتى الفتيان من راح أو غدا لضر عدو أو لنفع صديق 


(67) قال أفستائيوس: حثيما نظرت إلى كلام آخيل رأيت فيه تلك الطباع ممثلة 
تمثيلا. فإنه لما أجاب أوذيس أجابه بكلام فظ متهددًا بالقفول إلى الأوطان في فجر ليلته. 
على أنه لان بعض اللين لفينكس ثم بعد كلام أياس نراه عزم على التربص ولكن لا لنجدة 
الفروق دل للذون عن حون تفن وك "فقن كوت م رة الف دود و ا قلي 
ولولا ذلك لظهر بمظهر الوحوش دون الناس وقد أخذ الشاعر على نفسه أن يخفف 
من شدته بالتتابع على مقتضى المجرى الطبيعي. ولو رأيناه أذعن دفعة واحدة للاح لنا 


o1۸ 


النشيد التاسع 


تناقض عظيم بين ذلك اللين وذلك الخلق العنيف ولتأثر الُطَالِعٌ من سرعة انتقاله من 
الغيظ إلى اللين. 

(۸۷) النواطس: الرسل. 

(۸۸) القناعس: العظيم الخلق» من كلام محمد بن عبد الله الأزدي: 


وحسبك من جهل وسوء صنيعة معاداة ذي القربي وإن قيل قاطع 
ومثله قول كثير: 
بصاحب لك ما داليته غلظت منه النواحي وإن عاتبته جحدا 
وقول الآخر: 
إذا سمه وصل القرابة سَامَنِي قطيعتها تلك السفاهة والظلمُ 
وأحسن من كل ذلك قول إبراهيم بن العباس: 


دعوتك من بلوى ألَمَّتْ ضرورة فأوقدت من ضغن على سعيرها 
وإنى إذا أدعوك عند ملمة كاعية عند القبور نصيرها 


(۸۹) قال أفستاثيوس: إنه كان من عرفهم أن القاتل يُجِلِى عن بلاده سنة واحدة 
على أنه قد كان يتسنى له أن يسترضي أهالي المقتول بدية يدفعها إليهم فلا يُنفى من 
وطنه. تَدَرّحَ بذلك أياس ليعنف آخيل على حقده لسبب هو دون القتل بكثير. وإن ياس 
بكلامه هذا القليل أفاد كثيرًا وكان أشد إلحاحًا على آخيل من سائر المتكلمين» كانت 
الدية فاشية عند العرب في الجاهلية وقد تَخَّرّصٌ كُتَابُهُمْ في أصلها تَخَرُصَاتٍ كثيرة فقال 
بعضهم: إن أول من سنها عبد المطلب جد صاحب الشريعة الإسلامية لأنه نحر مئة من 
الإبل فداءً عن ابنه عبد الله. وقيل: بل أول من سن ذلك أبى يسار العدواني. وقيل: بل 
عامر بن الظرب. والصحيح أنها كانت فاشية بينهم قَبْلَ من ذَُكِرَ بِأَرْمَان. وكانت على 
أوضاع شتىء فتقل وتكثر على مقتضى الأحوال ونسبة القاتل إلى القتيل. قال صاحب 
«الأغاني»: إن الغطاريف من الأزد كانوا يأخذون للمقتول منهم ديتين ولا يعطون إلا 


01 


الإلياذة 


دية واحدة (؟١:‏ 20) وربما أبى أهل المقتول الدية على الإطلاق كما أبى قوم كليب أخذ 
ديته فثارت على أثر ذلك حرب بكر وتغلب. ولما جاء الإسلام أقر الدية ولكنه وضع لها 
أصولًا يُجْرَى عليها وقواعد يُرجِع إليها في كل حال من الأحوال. 

(40) قال الشاعر العربي: 


نزيل القوم أعظمهم حقوقًا وحق الله في حق النزيل 


)5١1(‏ هذا آخر خطاب ألقاه آخيل على الوفدء فنراه بأوله أذعن إذعان الموافق لما 
رأى من صحة حجج أياسء ثم عاد فهاج غيظا لتخيله ذكر أغاممنون شأن الجريح 
الذي يسكن ألمه حتى يمس بموضع الجرح. وهو مع ذلك في ما نرى أقرب للين منه 
والارعواء كما لا يخفى. 

(19) الأشراع جمع شرّعة وهى السفينة. 

(15) لم يبلغ أوذيس أغاممنون إلا جواب آخيل الأول وهو عزمه على الرحيل؛ ولم 
يقل شينًا عن جوابه الأخير الذي عول فيه على البقاء وهي حكمة من أوذيس؛ لأن آخيل 
إنما قال بعزمه على البقاء للذود عن حوض نفسه دون الإغريق؛ إذ لم يرم أن يهب لقتال 
هكطور إلا بعد أن يكون قد نكل بأغاممنون وجماعته فكان من حسن دهاء أوذيس آل 
يجعل أغاممنون يُؤَمّلُ بعون يأتيه من لدی آخيل ليشتد عزمه وعزم جماعته بأنفسهم. 

(45) قال أبو الأسود: 


ليث بصاحب أن أدنْ شيرًا يزدنى فى تباعده ذراعًا 
انض ا إلا إنياقا ٠‏ وای تفسية ]له امقياعا 


ومن قول طرفة في معلقته: 
فما لي أراني وابن عميّ مالكًا متى أدن منه ينأ عني ويبعدٍ 


ومن لطيف كنايات ابن الرومي وقد شبه مخاطبة بالسهم: 


0۰ 


النشيد التاسع 
توددث حتى لم أجد متودّدًا وأفنيت أقلامى عتايًا مرددًا 
كأنيّ أستدنى بك ابن حنية إذا النزع أدناه من الصدر أيعدًا 

(15) هذا ذيوميذ الباسل والفتى المضطرم بنار الشبيبة والبأس يفصل الخطابّ 


ولم يكن يجدر بغيره أن يجاهر بهذا الاستغناء عن آخيل» وليست بأول مرة أثبت فيها 
قوله بفعله فأتى خطابه هذا خير ختام لهذا النشيد. 


o۱ 


النشيد العاشر 


4 
۰ 


أوذيس وذيوميذ يتجِسّسَان العدوّ ليل 


و مله 
. 


اضطربت أفكار أغاممنون لخيبة مسعاه في استرضاء آخیل» فلم يهجع طول ليله بل 
لبث يطوف في المعسكر ويوقظ القواد متبصرًا في السبل المؤدية إلى سلامة الجيش وفوزه 
على الأعداء. وكان أخوه منيلاوس أرقا نظيره فأتاه يشد أزره وينفذ أمره» فأوقظا زعماء 
الجيش وذهب منيلاوس ونسطور وأوذيس وذيوميذ يتفقدون الحرس قَأَلْفَوْهُمُ متيقظين 
فخطب فيهم نسطور ثم عقد مجلس الزعماء وأقروا بطلب نسطور على تجسس معسكر 
الأعداء. وألقوا عبء القيام بتلك المهمة إلى ذيوميذ وأوذيس فذهبا تحت جنح الظلام. 
وكان الطرواد قد فعلوا في معسكرهم فعل الإغريق فأنفذ هكطور ذواون يتجسس 
ليلا. فقبض اليونانيان على الطروادي واستنبآه نبأ جماعته. ولما قضيا وطرهما منه 
قتلاه وسارا إلى مضارب الثراقيين فَأَلْقَيَاهُمْ نيامًا فقتل ذيوميذ ملگهم ريسوس وألحقا 
به اثني عشر جنديًا من أجناده ثم رجعا بخيله. فاستيقظ الطرواد مذعورين ولكنهم لم 
يفوزوا بطائل من القاتلين. فاختفى الإغريق بهما واسْتَّقصّوًا الخبر فأخبراهم بما كان. 


مجرى وقائع هذا النشيد في الليلة التي جرت بها وقائع النشيد السابق ومشهدها في المعسكرين. 














الإلياذة 


النشيد العاشر ' 


دون السفائن والدّجَى قد خَيّمَا 
ل 2 WEE‏ 
كقرين هيرا إن أقام مهيّمًا 
أو رام يستر ثلجّه وجه الثرى 
في الجو تقصِفٌ وامضاتٌ بروقه 
لمعسكر الطرواد يُلْفْتُ تارة 
وعجِيجّهم وصدى ترسّلِهم على ال 
فيعود مذعورًا وطورًا ينثني 
وشعوره بأصولها وفروعها 
ويُصَعِّدُ الزفرات من نُب الحشا 
فبدا له أنَّ الصواب بملتقى 
E‏ بحجاه يدرك منفذا 
فاش محتضيا وادرع مو قا 
وغلية ألقى حكن قسورة إلى 
وقضتن تخ ليلّه أرقا على 
يخشى على القوم اال اض ارا 
فعلى عريض الظهر ألقى مسرعًا 
وتَرِيكَةٌ الفولاذ تعلو رأسه 
وعدا ليُوقظٌ سيد القوم الذي 
ألفاه فى راس السفائن قائمًا 
فبدا مَذِيلا بالخطاب: «أخي لِمَا 
متجِسّسًا يأتى العّداة وخشيتى 
نش ينكد عليه في ر 
فأجاب: «أنت يح وكذا أنا 
أفلا ترى رفسا د 


ke 


25 


هجم الهجوعٌ على الجيوش مُنَوْمَا 
أتريذ يأرّق بالهواجس مفعَما" 
بردًا وسيلًا في البلاد عرمرمًا" 
أى قفن E a‏ 
فر e‏ بذبّاك الحما 


3 


یاب اضف الوكين ا 
نحو السفائن ثم يُحْجِمٌ مركم 
Ae STAs‏ اا 
ETE E EE‏ افونا 
يُوقى به الإغريق شرًا أعظَمَا 
فيه في رجْلَيْهِ وَنْقَا مُحْكَما 
تَقبَيُهِ يستره وقَلَّ اللَهُذَمَاه 
قلق يفكّرٌ ساهدًا متَألُّمَا 
بَ لأجله وأَتَوَا يُرِيقُونَ الدّما 
وما ردقه السمان عزن 


ذا أنت مُدرع تفي سيدا 
ألا ری قرا لحي مفرّدا 
فلذاك قلب لا يْرَاعْ من الرّدتى» 
لمَصِيبٍ ري نبتغيه مُنجدا 


قو و اماو ا 


النشيد العاشر 


ما خلت ما لت قرمًا غيرّه 
ما كان للأرباب يُنْسَبٌ مَوْلِدَا 
فامض ادع آياسًا وإيذمتًا كذا 
فعساه في الحراس يُنْفِذُ أمرّه 
وعليهم من قبل أمرنا اينّه 
وأنفنياتظيارك ا ر ا 
قال: «ابق كَمَّةَ فالمعسكر سيْلَهُ 
سر صائحًا بالجيش يصح مناشدًا 
عَظظلُّمْهُ لا متعظمًا واجهد فرّف 
فتعنذا أغاممنون حكن هتت قه 
ألفاه قرب خيامه وسفينه 
وتليه شكَّنْهُ البهية خوذةٌ 
وکا ی ری چا 
قح وها امه ب اة 
قصَحًا يُميلٌ الرأس متكمًا على 
«من أنت من بين السفائن والجمًا 
أفرمت بعض الصحب أم حراسنا 
فأجاب: «يا تَسْطُورٌ يا فخر الأرا 
رفس يهيل علىّ من دون الورى 
ولقد جفا طرفي الهجوع وساقني 
أبِدًا يوؤرٌقني وبال رجالنا 
فالنفس بي جاشت وقلبي خافق 
أفلا أتيتَ وأنت مثلي ساهدٌ 


فلعلهم في جهدهم ونعاسهم 
فمعسكر الأعداء ذاك وَرُيَّمَا 


فأجاب نسطور: «أيا مولى الورى 
ولسوف يأخذه العناهءً إذ ارعوى 


oYo 


أمثال هذا الويل أنزلَ فى العدى 
EEN‏ تدك سد" 
كَ أنا إلى نسطورَ أذهب مُقعدا 
مذ فيهمٌ قد كان أرفع سؤوّدّدا 
والشهم مريونًا» فقال وقد عدا: 
َم نيم 000 لوا 
شتى وأخشى أن نُضَلَّ بها الهدى 

كلد أباه e‏ 115 
س منذ نشأتنا قضى أن نَحْهَدًَا»" 
ولِخَيْم نسطورَ الحكيم تقدّما 
وَسنَا على غض الفراش قد ارتمى 
لوث وا 
للحرب في صدر الفوازنين مُقَدِمَا 
لقواه بل ظلّ اك ا 
يده وأتريدًا دعا مستفهما: 
والناش ناموا فى الدجى قد أسأدا 
لا تأتنى ا قل لك ما بدا»؟١‏ 
فين 13 اتون اوه نف 
جهدا مدى غمري يدوم على المدى 
قلقي فجئثك قا 
والحرب قائمة ومرجعهم غدا 
رصعي ارتعدت وعزميِ ددا 


و و 2 
صدا مستنحدا 


رر 


تمضي إلى الحراس كي تَتَفَقَدَاة' 

تركوا خِقَارَتَهُمَ راکو نذا 
في الليل أورى حريبّه مُتَمَرّدَا 
ما خلت رفس هراء مكطز مشهدا 
آخيل يُخمد غيظه المتوقدا 


الإلياذة 


وَلْتَمْضِيَنَ فإنني لك تابع 
ذا الرمح EET‏ وأُوذيسًا و 
ولنطلبنٌ الملك إيذْمنًا وآ 
وكذا مَنِيلاس الذي أجللته 
ما كان أجِدَرَهُ يليك محرّضًا 
أفيهجِعنٌ ويتركنَّ لك العّنا 
: عت 
قد ينثني حينا ويلبّث مَحْجمًا 
لكنه أبدًا يُباري موقفي 
وقد اغتدى قبلِي وقد أرسلتّه 
أقبل نُوَافهم لدى الحراس في ال 
فأجاب نسطور: «وما من لاثم 
ثم انثنى للدّزع يلبَسُّهًا ولل 
ورداؤه برد من الصوف الكثي 
مرا نه يسن كه اط ةا 
ومضى يصيح فكان أوَّلٌ من دعا 
فإذا به والصوتُ يخرق لبه 
«فعلام ما بين السفائن والجمًا 
فأجاب نسطور: «مَهِ وانظر لما 
إِلْمَق بنا ندع السَّرَاةَ ونرتئي 
فلخَيْمهِ أوذيس بالعجل انثنى 
لجما ابن تيذيس مضوا فإذا به 
ووساده رة ملفوفة 
ورفاقه من حوله بهجوعهم 
ورماحهم أعقابها تحت الثّرى 
فإليه نسطور تدنَّى مُمُْسكًا 
«قم يا ابن تيذيس أليلّك كله 


فأجاب أتريذ: «نعم يا 


o 


فنقيم هاتيك السراة الهُجّدًا 
ياس السريعٌ وميجِسٌ الْمُتَجَلَدَا 
ياس الكبيرَ ففي السفائن أَيْعَدَا 
ون تمظع اة فته مدا 
أبطالنا م ةا متودًدًا 
والرّزءٌ برح والوَبالَ تَشَدَّدَاء 
ق سالك أن :كنج م 
لا غفلةً وتقاعسًا وتعمدًا 
حتى يكون بحسن مسراي اقتدى 
بطلاب أقيالٍ أتيتَ معدّرَا"" 
أخوان سيت تيم NEE‏ 
إن يأت الجنودَ مشدّدا» 
فولاذه ثم السفائن يمَّمَا 
SA BEE‏ 
من باب خيمَټه عدا متكلما: 
هذا التجول والظلام تليّداء» 
جيش الأراغس بالهلاك تهدّدا 
أنكر أم تأوي الكتائب شردا» 
وأتى بِمِهُوَيهِ وأدلج مغهما 
بسلاحه تحت الفلا قد هوّما 
وفراشه من جلد ثور أسحّما"" 
َل تَوَسَدَ تُرسه EGE‏ 
واا ا فى الفا 
عقبيه ثم دعا يصيح EEE‏ 
تكرّى ومن لَعَبٍ العدى ارتفع الصدى 


يعصيه 


97 


النشيد العاشر 


أفخ ل 3 إذاء به 


أا EE‏ الأخاءَة ف 
لكن أبيتَ سوى الجهاد ذريعة 
فأجاب نسطورٌ: «أصبت فإنَّ لي 
كينا في حوفت شرج على 
فاذهب وأنت فتَّى وتكفيني العنا 
فعليه ألقى جلدَ قسورة إلى 
فمضى أتى بهما وجِمعُهُمٌ جرى 
فبدا لهم زعماؤهم في يقظة 
مثل النواهس في الحظائر سهد 


أبدًا بذاك انهل يحدق لو 
فاه نطو الزؤيتوم لى 
ف E‏ ا 0 
RT‏ 
ويرى أَعَرْمَهُمَ التثبت للوغى 


oV 


في السهل فوق هضابه قد أنجدا» 
6 5 1 ت و 6 
e‏ فاشك للجهاد کید 
را وغلقانا دا الو 


أمضى من المُوسى حياة أو رَدَى١"‏ 
أيقظ أياس وميجسًا مسترفدا» 


عقبيه یستره وقَلّ اللهذما 
يمضي إلى حرّاسهم مستعلما 
حول الح نك رم ل E‏ 
في غابه ودُجَى الظلام تَقَثَمَا 
خفروا الجنود بجنح ليل أظلما” 
مصغين خوف عدوهم أن يَدْهَمَا 
حدر وقال مطيّيًا تد ا وتوت هها: 


أو لا فنمسى للأعادي موردا» 


صيدُ الشّرَى خی ت وثَبُرمَا 
يونا لذاك المنتدى استدعوهما 
حيث التوى لليل هَخْطُرُ مُحجما؛" 
نسطورٌ يفتتح الحديث المفجما: 
عبءَ التجسس في العداة تقلًّدا" 
أو عنهم يروي حديدًا ا 
قرب السفائن شدة وتوقدا 
قد أع لوا قفتا قتا وما 
في الأرض ذكرًا والسماء مخلدا 


أحدٌ ولم يظفر بذيّاك الجّدا 


الإلياذة 


من كل قيلٍ في السفاكن نعجة 
ويكون في كل الولائم والمآ 
انث طال هه فصاع زيويت: 
فأنا أيا نسطور أخترق العدى 
لكن معي إن سار من أصحابنا 
إذ حيث سار اثنان بعضُهما بَّدَا 
والفردُ لو نظر السدادَ فريمااع 
فَلَحَاقَهُ الجمٌ الغفيرُ تَطَلَيُوا 
وكذا ابن نسطور ومِرْيُونُ الفتى 
وأَذِيسُ ذيّاك الات خو النهى 
ككل سوه لحّاقة اها 
«لك يا EE‏ الخيارٌ فخذ إذن 
لكن حذار تان تعافٌ جرهم 
فبذاك أتريدٌ أشار ترفقًا 
أفلا أرى مولى أثينا ا 
وإذا بقلب النار كنت رفيقه 
فأجاب أوذيسٌ: «مه لا تَمْدَحَنْ 
قد قمتَّ ما بين الأغارق خاطيًا 
فالليلٌ من أثلاثه ERE‏ قد 
والفجر دان والظلامٌ مُسَارِعٌ 
aS‏ الفميل ددا 
أعطى ذِيُُومِيذًَا خسامًا قاطمًا 
ومِجَنَهُ وتَرِيكَةٌ لطي 


اتش مزيون أعار سلاحَة 


o۸ 


سوداء ترضع خير جدي أسودا 
دب من ذوي القربى الأعنَّ المُفتَدَى» 
ر يحدّثني بأن 
فهم بمقرية ولن أتردّدا 
أحدٌ أت تشددًا وتجلدا 
E‏ أدرك للمّرام وأرشدا 
اف اتا ع ححا ا 
ذاك الأياس وذا الأياس كلاهما 
وكا متا من اراش 


ن أتجردا 


ا 
من لاختراق سرى العداة تحدَّمًا"" 

أَتْرِيدَهُمْ حسم الجدالٍ متك كما 
مَنْ رمت أَبِسَلَهُمَ وأطولّهم يدا 
عطفًا على من كان أكرمَ مولدًا»" 
بأخيه قال: «لي الخيار إذا غدًا 
والعزمّ والرأي الرجيح مُسَدَّدَ 
فيحزمه للدي لمخرّجِنًا مدى» 
أن 3 ان E‏ 
وجميعُهُم عرفوا الصحيح المسنّدًا 
أفنى وأبقى ةوا E‏ دا 
والنجم مال فَقُمْ فقد قصر المدى» '" 


55 


والشهم ترسيميذ قام إليهما 
حدَّاه مذ قد كان أعزلَ أقدما 
ملساءَ للفتيان كانت مَعْلَّمَا 


قوسا وجِعَيِّتَهُ وسيفا مخدّمَا'” 
من داخلٍ من فوق صوفٍ أنعما 
م كيو ارا قد نُظْمَا 


النشيد العاشر 


ولأَمَفِدَاماس بِإِسْقَنْدَا حَبَا 
وأنالها مُولُوسُ مَرْيُون ابنّه 
فكذا بِرَوَاع السلاح د EEE‏ 
وخم أخينًا سِكرّتة وفي e‏ 
فاهستن ودنس له شرًا 
ديا بحت وب الحوب كم أوليتني 
فالآن غوتّك م كمف ماري 
فت حش الطرواة قبل مآبنا 


ثم انيرى وت يدعو يبعده: 





فقضى مآل رسالة EE‏ 
وقضى العجاب بعوده فكما أثي 
ولقد نذرت ضحية بتبيعة 
ولقد نذرتٌ كذاك نذرًا صادقا 
يندا ونشارا عفد مت فع اها 
فما أشن .حدق ظلائم 
أما الطراود فانبرى CE‏ 
حتى إذا التأموا بمجلسه ارتأى 
«من منكم إن يؤت خيرَ هدية 
فينال أكرم سَلْهَبَيْنِ لدى العدى 
ويفوز بالشرف الرفيع إذا مضى 
أَهُمُ على ما عُوٌدُوا من يَقَظَة 
والعَيّ أقعدهم وقد فوا الشهًا 
صمتو ف فتّى دَعَوا ذو ن آو 
فِيّجّ توفر عنده BRE‏ 
ووحيد والده لخمس شقائق 


۹ 


بها على مُولُوسَ ضيفا أنعمًا 
وكذاك مريونٌ لأوذسّ سَلَمَا” 
وإذا بطير سار عن يمناهما 
تاجيا EE ETE‏ 
ووعا وخيرَ الفألٍ فيه توسّمًا:"" 
عونًا جميع مسالكي قد مَهَّدَا 
ولنا أتيحي العودَ عودًا أحمدًا 
مَضَضًا يذيقهم النكالَ مؤْيَدَاه 
«يا بنت زفس كذا اسمعي مني النَّدَا 
افج قبلا يديوس الأمجدا 
E E EE ES‏ 
ثم انثنى فَوَلِيتِهِ فَتَسّوَنَا 
واليت لي كوني الرفيق المرشدا 
جبهاءَ ما رفعوا إليها المضمّد|"” 
من فوق قرنيها أذْرُ العَسْهِّدَاء 
ولدى أثينا حلّ صوت دُعَامُما 
وجماجم وملاحم تلقاهما 
هو الكل مت أن يهجعوا 
أموًا فنفال هم وكل يسع 
عهدًا يعاهدني يُلَبِّي المطلبًا 
وأعنّ مركبة جل EE‏ 
يتجِسَّسُ الأعداء في طلب التبا 
دكن a‏ 
د مُعَوَلِينَ على التملص مهربًا» 
فكولاده و تازه اا 
أعداهم جريًا ووجهًا أشنعُ 


ميل فيرّن بالنفائس 


هه 2 


الإلياذة 


قال: «اصعٌ هكطورٌ فان بخاطري 
وأسيرٌ للأسطول ليليّ راصدًا 
فارفع عصاك إذن وأقسمَ مُمْقِلًَا 
بجياد آخيلٍ ومركبة بها 
فهر E OL‏ 
خت اتدلوك لوق امون شن 
ما كنت تعلم دَيْدَيَانًا جاهلا 
رفع العصا بيديه مَكْطُْرُ مقسمًا: 
لن يعلون سواك خيلَ أخيلَ بل 
ما كان هشكطورٌ ليُقسم صادقا 
عجلا ي اي بقوس فارج 
وبمغقر السنجاب يستر رأسه 
ا ا 

حتى إذا بَرِحَ الحما والخيلَ وال 
فرآه 8 قال: «يا E.‏ ذا 
ارو اتی كي يَرْقُبَ الأسطول أو 
دعه إذن حتى يمر أمامنا 
کن إذا ها اانا عدوا وله 
واقطع سبيل قفوله لرجاله 
فتواريا زحفًا على القتلى على 
حتى تناءى قيدَ ثَلْمِ قاطعًا 
(إن البغال لِشَّقّ قلب الأرض في ال 
OEE TEE‏ عونا 
أملّا بأن سعاة مَكْطْرَ وُحّهَتْ 
لكن على مرمى القنا عرّف العدى 


فق الات الشات الحديه مروع 


o. 


أي EEE‏ 
فولاذه الصلبٌُ المُكَّلَقْ ركبا 
اتان كع ملعن" الما 
روا اران أو التريصٌ أرغُبا 
خا بي أكون مخيًُا»” 
«إسْتَشْهدَن علي زفس المرهبا 
ستنالها مني حلالا طيبا*” 
لكنه ذولون شدد يفين 

وبفرو ذكب ب أبيض يتلفغ؛ 
وكا Ee‏ المثقف يلمَع 
هيهاتٍ من تلك الرسالة يرجع 
فرسان جد مسيرّه يتسرّع 
عين من الأعداء جاء مَحَجَّبًَا 
من غدّة القتلى تغل وتا 
فعليه نقبض حيث يُحْرَج ۾ مذهبا 
ندركه بالرمح اقتَّفِيهِ مصوّبًا 
وإلى السفائن رده متعقبا» 
جَدَدِ الطريق وذاك جهلًا يهرع 
مها 3 قلقة التيقال وتقطعا 
محراث من يقر الزراعة أنقَم) 

في سمعه فلوی الخْطى يَسمّعْ س 
بلحاقه فأتت EE‏ وتسرع 
خرن وکل با SSE‏ 

في الغاب أرنبةٌ وخشفا يرتع”' 

والخشف يثأج واثبًا يتروّع”؛ 


النشيد العاشر 


فَصَلَاهُ عن جيش الطراودٍ نائيًا 
دفعت فلاس زيُومدًا بعزيمة 
ويكون ذاك القرم أوّلَ طاعن 
هز القناة وقال: «قف أو لا فَحْدْ 
فرمى يُصَرَّحْ فوق كاهِلِه بها 
فانهدٌ ممتقعًا حي هالعًا 
وَنَبَا عليه ومن يديه أمسكا 
«عفوًا وتّجْرَّلُ فديتي ذهبًا وصّف 
وأبى يُنِيلُكُمَا الغنى إِمّا درى 
فأجاب أوذيسش بحكمد 

قل صادقًا ما حت ترقب مفردًا 
أفجكت تسلّب أم بغى بك هَحْطْرٌ 
أم جئت من تلقاء نفسك خابطًا» 
«بل هكطرٌ أغرى وأورثني البلا 
أفراسس آخيلٍ ومركبة بها 
لأسير والليلٌ الهم مسارتًا 
أسفيتّكم صُنْتُمْ a‏ 
والعي أقعدكم تعافون الشَّهَا 
فأجاب مبتسمًا أَدِيسُ: «نعم فقد 
إلا أخيل. :وذلك :أبن إا هة 
وسلاحه وخيوله وعيوثه 
أف غرم الكر نون لوغ 
أم عودة لديارهم من بعد مَا 
فأجاب ذولونٌ: «سأصدقك النبا 
مكطوة عن لغب الى فير 
وهناك في شوراه أهلّ المنتدى 


o1 


حتى على العْسّاس أوشك يُدْفَعٌ 
كي لا يصول عليه قرم أمنع 
ET‏ بالطعن تال يتبع 
تؤفيك اة الها قا 


کا قاف حدق اا ر 
ضط كة اتات يَتَلَعْلَعُه؛ 
هُ فقال يشهق باكيًا يَكَخَضَّعُ 
حوا وعدي EA E‏ 
أني على الأسطول حي في الخبّاء 
«فاسكن ولا تخش الردى مهيبا 
والناس ناموا والظلامُ قطنا 
کا لموقفنا ايه ليَرْقبَا 
اتا د جازتًا يَكَهَلَُمُ: 
إعداده صلّة ا بها الحبا 
فولاذه الصلبٌ الْمُجَلَقْ رُكُبَا 
لتوا ف الاق طك اليا 
ل عنق ص ES‏ 
د معوّلين على التملص مهربا» 
ا 2 ملة كه E‏ 
تلك الحياك يُطيق أن نتفلا 
فاصدق وقل لي أين هَكْطُْرُ كَوْكُبَا 
ومتعشيكق الطرواة أين ريا 
قوب النفاضن ند اوتصليا 
قد أعهلوا فينا التحضسام الأشهنا»" 

عن ما قد ب مَعْرِبًا 


يقضون 5 ضريح إِيلو ا 


الإلياذة 


وأقام من حول المقايس ساهدًا 
لكنما الحلفاء ليس وراءهم 
أَلَقَوا على أت ا عِبّءَ هُجُودِهِمْ 
فأجاب أوذيش: «وهل 2 اة 
وكذا رماة فيُونيا 0 
وكذلك اللَّيلِيجٌ ثم بِحِمْبَرَا 
وكماة خيل ميونيا وفريجيا 
وعلام ذا التذقيب دونكما الهدى 
فهنا الثراقة e‏ توا أتى 
ومليكهم ريشوش خلت حيرا 


فأجاب: «من يعد اقتراع قيوا 


فبىّ اقصدا الأسطول إما شكمثّما 
و قا اديه سينا ا 
فعدا ESTE‏ يحملق کارا 
بك قد ظفرنا لا ترّم لك نجوةٌ 


فإذا حييت مُسَرَحًا أو مُفتَدَى 


نكن إذا اورت في ال الوذى 
فاسان EE NTE‏ 
لكنْ ذيوميدٌ على العنق انثنى 
فالرأس أهوى للحضيض مصدّعًا 
وكلا ذيوميذ وأوذِسّ عامدٌ 
وكذاك جلد الذئب والرمجٌ الطّوي 
EE ECE EKE EEE‏ 


من كل آل الخلد أبناء العلى 


oY 


ولد وأزواج كُرَامُ E EE‏ 
ولفيفْهُم عذبٌ ٠‏ الهجوع ا 
في لجز عسكر قاری قد ملي 
ل ا الرس 
وهناك عسكر ميسيًا آل الظَمّى؟؛ 
إن تطلبا ته كَمَّ الولوج وترغبا 
طَرَفَ الحما حَلوا مكانًا اة قَرَيَا 
كالثلج نُضْعًا والعواصف مُبَّبًَا 
ول اللْجَمْنِ على سلاج أعجبا 
بالإنس بل ويَزِينْ را اهبا 
لا وثاقى فاشدداة واذهمبا 
أم رمث عمدًا أن أروغ وأكذبا» 
ول :تهعلن: لك :التملضن هارت 
ولكن بذلت لنا البلاعٌ الأصوبا 
فلسوف ترجع راقيًا أو مُحْربًا 
بين الأخاءَة لن تَرُودَ وتضريا» 
لتريكة والقوس منه يَنْرَّعٌ 
ل ل وكلها أوذيسش أمسك يرفع 


و > 5 


«يا 2 E‏ ا ا 


أو 


النشيد العاشر 


وينًا إلى حيث القُّرَاقَةِ عسكروا 


وبجذع طرفاء أناطٌ مُكَقّمًا 
سِمَةٌ بَهَى في جنح دَيّاكَ الدّجَى 
تقدّما بين القواضب والدّمَا 
9 فوق الحضيض سلاحَهُم 
وإزاءَ كل فى جوداةُ وفي 


«هاك ا > اا 
فالبأس يأسك صل فأنت مُدَجج 
حل الجياد وإن EES‏ 
ويد ابن تيذيئس أثينا شَدَّدَتْ 
سَيْفٌ فَرَى ودَمْ جَرَى صَبَعْ الذرق 
كالليث فاجأً ثُلَةَ لم يرعَهًا 
ما زال بطش فاتگا حتى فرى 
وديس كَمَّةَ كلما قتل امزررٌ 
حرصًا على الخيل التي ما عُوّدَتْ 
حتى إلى رِيسُوسٌ ثالث عَشْرِهِمُ 
أرداه وى وو ول زفراته 
طيفا بشكل ذيُومذ فالاش | قد 
ادش حل الخيل يقرنها بمض 
ويقوسه يستاقها مذ فاته 
حتى نأى قدعا ذيُومد صافرًا 
مترددًا أبجذعها يَجْمَرٌ مز 
أم بين كلتا راحتيه EEE‏ 
وإذا بفالاس إليه دنت تقو 
رَبّ يوقظ الطرواد في 


وك 
بپ 


oY 


بخيولهم سيري فلن نَتَحَسبَا 
قصبًا وأوراقا عليها كُحْمَعٌ 
لهما فلا تياك ده 
فإذا ك E‏ تمتعوا"” 
كاد و 
أفراسةُ الأتجابٌ لا تتفرّع 
فإلى ذيوميذ أشار يُضَجِّعُ: 
ولون لم مَك مائنًا E ESN‏ 
أو شأننًا ذا اليوم | e‏ 
e‏ ا ا 
وَتَصَدذع وَتَوَحَعْ ا 
اع فمزرّقها م و 
عدا غلك القداي ناج 
بلغا فجندله E.‏ صي 
قَلِق لِطَيْفٍ زاره يتجرّع 
بَعَثَّتْ على رأس المليك يُوَقَعُ؛* 
ا يكذ بها مسو ويفا 
كار و و د 
كبة سلاحٌ رسوسٌ فيها يسطّع 
أم غصَّةً الموت الثراق يُجَرعْ 
ل توعد شف ان أن تشاويا 


الإلياذة 


فوعى ذیومڈ صوتّها ثم اعتلى 
فإلى الحمى طارا ورب الخو قت 
لحم مَحْقَهُ قَالاس ذُومِيدًا قبي 
وَإِفُوقَنًَا 
کرای کب كدعوا يا ق حدر 
الناش تخبط بالدماء أمامّه 
کا الطُروَاد سن صميو 
واستعظموا قَحَةٌ بها هَجَمٌ العدَى 
وَذِيُومِذٌ ودين لما كلقا ال 
وَنَّبَ ابن تيذيس سَنَاوَلَهَا وفي 
ثم اعتلى والخيلَ ساط فَطيِرَتْ 
وبهم بدا نسطور أَوَّلَ ع 
قد َب في أذني ي منبئِي 
فعسى ذيوميذ وأوذش أقبلا 
ا اا في العداة عليهما 
TES‏ ته وان 
شركلا والتكتل بحا مسقنا 
فبدا بهم نسطور أول سائل 
«يا فخرّ آخايّ المبجّل أوسا 
أم رب خلد ساقها صلة أرى 
فلقد مَرِمْتْ وخْضْتْ كل كريهة 
فكلاكما للرّبٌ زفس وبنته 
فأجابه أوذيس: «يا موده 
فاو ايان ال کر 
لك هذي الخيل إثراقية 
فذِيُومذ المقدام أردى 528 


من آل ريسشوس ومن 


لد 


2030 


م بال يقرع” 
بس راقبٌ حركاتِهَا متطلع 
فانقضٌ محتدمًا وراح يفرع 
شد قومه في الحال نيّه يُجْرِع” 

فدعا رسوسش رفيقه يتوجّع 
والخيلٌ مربطها لديه بَلْقَعُْ 
مُتَذَمْرِينَ لما رأوه و 
فَسَطُوًا وللأسطول ليل ازغ 
أسلابَ حيث اسْتَبْقِيَتْ تُسْتَوْدَعٌ 
عَجَلٍ إلى أوذيسٌ أقبلَ يدفع 
للقوم يحملها الطريق المَهْيَعٌ”* 
قال «اسمعُوا يا صحب حدسي ما تب“ 
ومن العدى خير الجياد استصحبا 
فعساهما ببلية لم يُنْكبَك 
حتى من البطلين هَل المطلع 
بيمينه وصدى المديح يْرَجّعْ" 
والكل مصخ للنبا متوقع: 
هذي الجيادٌ فقل أكانت مكسّبًا 
كالشمس تلهّبُ بالشعاع تلهّبا 
وأبيت عمري عزلة وتحجُّبا 
فلربٌ رب مُجْتَب لكما حبًا 
فنالاش كان قدا وب 
شرف الأخاءة والحكيم الأنجبا 
لو شاء أتحفنا جيادًا أطيبًا 
جاءت حديدًا فانظرَنْ وتَعَجِّبَا 
وإزاءه اثني عشر قَرمًا خَضّبَا 


النشيد العاشر 


وكذا. بثالث عجرم فُرْنًا وكا 

عبن شير لهُعطر ورفاقه 
واجتاز بالخيلٍ الحفير بغبطة 
صحبوه حتى خيمة لذيومذ 
وهناك في الحب الشَّهِيٌّ جياده 
ولخدي ادم يتفي أشرافنة 
نذرا و بها و منهما 


أسلابّ ذو 


ن إلى السفائن قادمًا متقرّبا 
مستطلعًا أخبارنا متطلبا» 
وكذا الجميع على المسرّة أجمعوا 
والخيل فيها في المرابط 0 
عداو سيف ERN‏ 

نّ الخضيبة يث يشر 
في البحر خاض مساركًا يستنقع 


عنقا بها عرق يسيل وِيَهْمَعْ 
للمشبّح المصقولٍ بادر ينرّع 
زيا به الجسم التعيرطى 0 
في اللدن بالخمر الشهيّة مَتنَ 

نذرًا لآثينا بها م 


ساقيه والفخذين يغسِل دالگا 
حدق ناا اله ارسي و 
فم ديع تداس امه ترجاه نكا 


هوامش 

)١(‏ نظمنا هذا النشيد على بحر واحد كأنه قصيدة واحدة قسمناها إلى قسمين: 
القسم الأول لوصف مجلس الإغريق وما تقدمه ووليه. والقسم الثاني لوصف مجلس 
الطرواد وما كان من بعده إلى آخر النشيدء وجعلنا كلد من القصيدتين على قافيتين: 
إحداهما للأبيات المتضمنة قص الخبرء والثانية لأبيات الإنشاء أو الخطاب والجواب؛ فكأن 
القارئ يقرأ قصيدة واحدة في أربع قصائدء وهو نسق لم نره في نظم شعراتنا ولعله 
يقع موقع القبول عند كرام القراء. 

(۲) لا يفتتح هوميروس نشيدًا إلا ويأتي فيه ببينة على سمو تصوره. فلقد رأيناه 
في استهلال النشيد الثاني يشير إلى عظمة الإله الأكبر وإلى تنبهه إلى أحوال الخلقء فيأخذ 
الناس والآلهة الهجوع ليل وهو لا تأخذه سنة ولا نوم. ونراه هنا يمثل تيقظ الزعيم 
المقدام بين البشر بمثل ذلك التيقظ والتنبه. فقد هجع الجيش واستعذبوا الرقاد وأما 
أغاممنون فهو قَلِقَ أرق تنتابه الهواجسء يفكر في أمر جيشه ومصيره ويتشوف إلى 
وال در وها E‏ ملم فليس مقامه هنا مقام الملك المعتز بباذخ مجده بل موقف 


ممه 


الإلياذة 


الأب الرءوف الساهر على أبنائه. وهي عظة من جملة عظات هوميروس التي افتخر بها 
الأقدمون وتَمَتَلَ بها المتأخرون. 

6) قرين مرا زفسن > وطق مل شرت التي الموهيري وناي = كقررا ما شيع 
في كلام العرب تكنية الرجل بابنته كتكنية الخليفة عثمان بأبي ليلى وتميم الداري بأبي 
رقية أو أمه كقول الفرزدق في زين العابدين: «هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله». وربما 
انتسب فارسهم إلى أخته فوق من تقدم. ولكنه لم يرد عنهم التعريف بالزوجة إلا أن 
يراد به التعظيم في أحوال خاصة كأن يقولوا في الإمام علي: زوج فاطمة الزهراء. وهذا 
بخلاف قول هوميروس «زوج هيرا» إذ لم يرد تعريفه بها ولا تعظيمه؛ وإنما هو على ما 
يظهر اصطلاح مألوف في عصره. ْ 

)٤(‏ إن هوميروس على كثرة تشابيهه قليل الاستعارات ومع ذلك فإذا أتى باستعارة 
فإنما يوردها بأسلوب يطابق الواقع ويل للسامع وأي أسلوب في وصف الحرب أبدع من 
استعارة الفم المفغور لالتهام أشلاء الرجال وأجساد الأيطال. 

(5) القسورة: الأسدء واللهذم: الرمح. 

(1) قال أفستاثيوس: إن منيلاوس إنما تَرَدَّى بفروة الفهد كما تردى أخوه أغاممنون 
بجلد الأسد؛ لآنهما إنما ذهبا في طلب مهمة لا في قصد قتال. ولا أظنها إلا هفوة منه لأننا 
سنرى ذيوميذ البطل المقدام يتناول على منكبيه جلد الفهد أثناء هبوبه من النوم وهو 
إنما يتقلده كما يتقلد السلاح ويخيل له أنه ذاهب للقاء العدوء وأبلغ من ذلك أننا رأينا 
فاريس في النشيد الثالث متقدمًا إلى براز منيلاوس وعلى كتفيه فروة فهد. 

(۷) سيد القوم: أي أغاممنون. يسعى منيلاوس سعي أغاممنون كأن خَاطِرَي 
الخو قواردا عل ر وا كن السب تقو ا فيك لانن رع ادن 
وذاك لأنه سبب الحرب. 

(۸) لقد علمت أن كثيرين من أبطال اليونان لهم علاقة نسب بالآلهة وأما هكطور 
فكان بشرًا قمًا. ولعل أغاممنون أراد بقوله: «ما كان للأرباب ينسب مولدًا» أن يشير 
إشارة خفية إلى آخيلء وأمه كما تقدم من بنات البحر. 

(1) لديهما أي لدى ترسيميذ ابن نسطور ومريون. والتخويد: الإسراع في السير. 

)٠١(‏ يؤخذ من هذا البيت وأشباهه كما مر بك في أول النشيد الثالث والرابع أن 
النظام العسكري كان بالغًا مبلغًا عظيمًا في ذلك الزمان؛ لأن السفائن كانت مركزة 
تركيرًا حسنًا صفوفًا منفصلة بعضها عن بعض يتيسر لهم الخروج منها واللَّيَاذ إليها 


o1 


النشيد العاشر 


والإقلاع بها على أهون سبيلء والمعسكر أمامها مرتيًا على أحسن نسق صفوفًا لا يختلط 
بعضها ببعضء فلا يستحوذ عليها الاضطراب والاختباط في الهجوم والدفاع. 

0 تقدمت لنا أمثلة كثيرة تشير إلى تساوي الأجناد وإن اختلفت الأنساب‎ )١١( 
الأصول. وهنا عظة أخرى من أغاممنون لأخيه يحظر عليه بها أن يتعظم وإن كا‎ 
عظيماء وأما قوله: «فزفس منذ نشأتنا قضى أن نجهدا» فهو اعتقاد معظم الأمم منذ‎ 
نشأتها. فالتوراة والإنجيل والقرآن وأشعار الأقدمين مشحونة بما يصرح بالاعتقاد بأن‎ 
هذه الدنيا إنما هي دار عناء وشقاء. وما أحسن ما قال المعري بهذا المعنى:‎ 


تعب كلها الحياة فما ع جب إلا من راغب في ازديادٍ 
إن حزنًا فى ساعة الموت أضعا ف سرور فى ساعة الميلاد 


(۱۲) كثيرًا ما يتغنى شيوخ العرب ببأسهم تغني أغاممنون ببأس نسطور. قال 
المرار بن المنقذ: 


عجبٌ خولة إذ تنكرنى آم رأت خولة شِيخًا قد كبز 
وكساهُ الدهر سيًا ناصعًا ‏ ونی الظهرٌ منه فَأَطِرْ 
أن تري شيبًا فإني ماجِدٌ ذو كلا خسن عون فقي 


إن تزعما أننى كبرت فلم ألف بخيلًا نكسا ولا ورا 


(؟١١)‏ أسأد: أي أغذ في السير. 

)١5(‏ يؤخذ من هذا البيث أن شعار الليل لم يكن معروفا في ذلك الزمن وإلا لما 
اضطر نسطور أن يسأل هذه الأستلةء بل كان حسبه أن ينطق بذلك الشعارء أقدم ما 
وصل إلينا من تاريخ العرب قبل الهجرة وبعدها يشير إلى أنه كان معروفًا في جاهليتهم. 
فقد كان شعار تنوخ لما نزلوا الحيرة «يا آل عبد الله» ولهذا سموا العباد (أغاني جزء 
5 15190 )وفال. عل نين نرهان الدين ق:المييرة"النكلينة (حق: ف اك عل 
غزوة أحد: «فبينما المسلمون قد شْغْلُوا بالنهب والأسر» إذ دخلت خيول المشركين تنادي 
فرسانها بشعارها «يا للعزى يا لهبل» ووضعوا السيوف في المسلمين. إلخ. 


يورك 


الإلياذة 


)٠١(‏ يظهر من سياق الحديث أن نسطور كان نائمًا عند قدوم أغاممنون فقوله 
له: «وأنت مثلي ساهدٌّ» إنما هو من باب التلطف والرعاية ولقد يمكن أن يكون حقيقة 
مستيقظًا لأنه كان السابق في الخطاب. 

)۱١(‏ مفتدًا: أي لاثما 

(/11) الأايذكن الشاعن مون م لحيه ال ياتى ومبيلة اران نان أغا ممدون 
على أخيه وشدة تعلقه به. حتى لقد ذهب حبّه الأخوي مذهب الأمثال. ولا دفاع عن أ 
أجمل من دفاع أغاممنون هنا فإنه أشار إلى تيقظ أخيه وأدبه وطاعته بقوله: إنه إذا 
أحجم فلا يحجم غفلةٌ وتقاعسًا بل رعايةٌ لأخيه الأكبر والتماسًا لأوامره وتمثلًّا به. قال 
كل ذلك أغاممنون ولم يمسّس بشيء نسطورّ بل زاده إجلالَا وتوقيرًا؛ إذ شرع في الموافقة 
على كلامه وتصويب رأيه ثم تماص من لومه ألطف تملص. 

(14) الزربية: الطنفسةء ويقول أهل العراق اليوم «الزولية»» ولم أرَ لها استعمال 
في كتب اللغة ولعلها تصحيف الزربية أو إفسادها. والأسحم: الأسود. 

(19) لا يصف الشاعر حالة من الأحوال إلا ويُلبسها لبوسها. أرانا نسطور هاجعًا 
OT TO ay‏ 

ش النوم. ولما أتى بنا إلى ذيوميذ وهو الفتى الصحيح الجسم القوي البنية هيأهُ 
yT‏ وكذلك لما وصف أرق أغاممنون 
صور لنا أرق الراعي الساهر على خرافه القلق عليها. بخلاف أرق منيلاوس فهو أرق 
المضطرب المتألم لكوارث الزمان والمشفق من انفلات الفرص من بين يديه. 

)۲١(‏ حسبنا في بيان لطف هذا المعنى ورقة هذا الإغراق البديعي أن نورد رواية 
لا بأس من تفكهة القارئ بها. ذلك أن السلطان محمود الغزنوي كان يتقنص يومًا 
بحاشية عظيمة فيها العظماء والأمراء والعلماء والشعراء وكان له مضرب بديع الشكل 
عجيب الصنعة يقوم على عمود طويل» فاستحسن أن يأمر الشعراء بوصف ذلك المضرب 
وعموده الشائق» فقال العنصري قصيدة وثْنَّى العسجدي بأخرى وقال غيرهم مقاطيع 
وأشعارًاء وأما الفردوسي الملقب بهوميروس الفرس فأحرز السبق ببيت واحد تكاد تخاله 
أخذه حرقا بحرف من أستاذه هوميروس اليونان وهو: 


o۸ 


النشيد العاشر 
فرُو شد بما هي ويّر شد بماة بن نيزه وقبَّةُ باركاه 


ومعناه أن رأس العقب بلغ أسفله إلى السمكة (التى عليها الثور الحامل الأرض 
على قرنيه) وأن قبة الملك بلغ أعلاها القمر. وزاد بيت الفردوسي حسنًا بما فيه من الطي 
والنشر والجناس بين ماهي (السمكة) وماه (القمر) وتعريبه شعرًا: 


الكعب يدنو وتعلو قبة الملكِ من السماكين حتى مربض السمكٍِ 


وقد اضطررنا إلى ما ترى من التصرف حفظًا للجناس المذكور. وليس دون البيتين 
قوة ومتانة بيت السموأل بوصف جبله وصفا شبيهًا بوصف رماح هوميروس وعمود 
الفردوسي وهو قوله: 


رسا أصله تحت الثرى وسما به إلى النجم فرع لا يُنال طويل 


فإن لم نحكم بتوارد الخواطر بين هؤلاء الفحول جميعًا فنحكم بلا ريب أن 
الفردوسي إن كان ناقلًا فهو ناقل عن السموأل دون هوميروس لقرب المأخذ بين قمر 
الفردوسي ونجم السموآل» ولا غرو فكل الصيد في جوف الفرىء فكلاهما في سماء أبيهما 
فوماروس. 

)1١(‏ أي إن موقفنا بات حرجًا كأننا على صراط أَحَدَّ من الموسى فلم يبق إلا أن 
نميل إلى الجانب الواحد فنحيا أو إلى الجانب الآخر فنموت. «كراكب لجة إما وإما». 

(YY)‏ النواهس: الكلاب. 

)۲١(‏ لما كان اليونان في حالة ضنك وشدةء كان هذا التشبيه أصدق وصف 
لحالهم فالحماة من الحيوان هم الحراسء والخراف الجند» والوحش المنحدر من الغاب 
هو هكطورء وجلبة الناس والكلاب اضطراب المعسكرء وكل ذلك صحيح المقابلة تام 
التمثيل. 


(18) زعم بعض المفسرين أن نسطور إنما اجتاز الحفير برهط الزعماء تنشيطًا 
للحراس؛ ليريهم أنهم لم يكونوا في موقف حرج. ولا نرى حاجة لهذا التخريج لأن الشاعر 
فشر الكلام بنفسه إن قال: «حلوا محلا لم تدنسه الدما» ولقد رأيت مرارًا أن الورع 
وجهتهم في كل أعمالهم فاجتنبوا دنس الدماء عبادة وتقربًا إلى آلهتهم. 


۹ 


الإلياذة 


(15) إن في سؤال نسطور على هذا النمط لحكمة لا تخفىء إذ لو تكلف بنفسه 
انتقاء الملتجسسين لهاج ريبةٌ في النفوس وحسدًا لا حاجة إليه خصوصًا أن من ينتدب 
لهذه المهمة وإن كان له بذلك رفعة ومجدٌ فهو بلا ريب مسوق إلى التهلكة ربما أوردته 
حتفه. فإلقاء الخيار إلى الجند يدفع عنه مظنة الإيثار فيفسح المجال لطالب الفخار على 

(513؟) قال محمد الورّاق: 


إن اللبيب إذا تفرق أمره فتق الأمور مناظرًا ومشاورًا 
وأخو الجهالة يستبد برأيه فتراه يعتسف الأمور مخاطرًا 


ومثله قول الآخر: 
خليليّ ليس الرأي في جنب واحدي أشيرا علي اليوم ما تريان 
وان منهما: 


اقرن برأيك رأي غيرك واستشر فالحق لا يخفى على اثنين 
المرءٌ مرآة تريه وجهةٌ ويرى قفاهُ بجمع مرآتين 


(۲۷) يظهر من هذا السياق ومن غيره أن تجسس الأعداء في تلك الأزمان لم يكن 
على ما نراه عليه في هذه الأيام. فهو لعهدنا مهمة يقوم بعبثها نفر من عامة الجند. 
وكان لذلك العهد مفخرة يتسابق إليها الملوك والرؤساء» وقد ورد مثل ذلك في أسفار 
العهد القديم إن ذهب جدعون في سفر القضاة متجسسًا في معسكر المديانيين وهي إذ 
ذاك زعيم جند الإسرائيليين. وفي تواريخ العرب أنه لما خرج النبي من المدينة قادمًا لفتح 
مكة خرج من مكة ثلاثة من عظمائها متجسسين وهم أبو سفيان بن حرب وحكيم بن 
حزام وبديل بن ورقاء الخزاعي. 

(۲۸) يؤخذ من كلام أغاممنون أنهم كانوا ينظرون إلى الحسب والنسب نظر 
جاهلية العرب فأراد ألا يكون ذلك مانعًا يمنع ذيوميذ من تخير رفيق يكون أطول يدا 
وأقوى جأشا بصرف النظر عن أصله وفصله» ولقد رمى بذلك إلى منعه عن انتقاء أخيه 
منيلاوس إشفاقا عليه لما علمت من شدة شغفه بأخيه. 


05٠ 


النشيد العاشر 


(۲۹) كان أوذيس يلقب بمولى أثينا إلهة الحكمة لحسن تدبره» وهي مأثرة امتاز 
بها ولم يكن له فيها منازع» ولهذا وقع خيار ذيوميذ عليه موقع صواب من وجهين: 
الأول لأنه إنما صرح بإيثاره على من سواه لحكمته لا لبأسه فلم يبق باعث الحسد من 
سوادء إذ لم يكن له مثيل بالحكمة والدرية إلا نسطور ونسطور شيخ هرم لا يصح 
انتدابه لهذه المهمة. والثاني إشعارًا بأن المهام الخطيرة أحوج إلى أصالة الرأي منها إلى 
البأس وهي عظة من صفوة عظات الشاعر. 

)٠(‏ إن التناسب جي في كل أقوال هوميروس فإذا أمعنت النظر في ما سبق في 
النشيد التاسع وهذا النشيد من خروج الوفد إلى آخيل ورجوعه ونوم الجند وانعقاد 
المجلس وإصدار القرار؛ علمت أنه لا بد أن يكون الشاعر قد قاس بحكمته الزمن اللازم 
لانقضاء تلك الحوادث فمضى من الليل ثلثاه. ثم إنه غير خافٍ أنَّ أصلح وقت لتجسس 
معسكر عدو إنما هو الثلث الأخير من الليل حيث تكون العيون قد هجعت بثقلة النوم. 
وإذا أضفنا إلى ذلك أن الشاعر راعى الزمن اللازم لخمود تلك المقابس المشتعلة رأينا في 
كل كلامه تناسقًا وتناسيًا لا تشويهما شائبة. 

(١؟)‏ ومن دقة التصور وحسن التناسق أيضًا وصف نوع سلاح كل من العينين 
فذيوميذ وهو بطل مقدام قَلَدَ سيقًا قاطع الحدين لأنه المتصدر للقتال المتصدي للأبطالء 
فالسيف سلاح المقاتل صدرًا بصدر لا بد له منه على كل حال. وأما أوذيس وهو دونه 
صبرًا وقوة فلا بد له من قوس ونبال فهي أصلح لمن لا قبل له بقوى الفتيان. وأما 
الخوذة الجلدية فلكليهما خير في ذلك الليل من تراتك المعدن لأنها أستر لهم فلا تنبه 
بيريقها حرس العدو. 

(۳۲) نرى الشاعر گلفا بذكر تواريخ بعض القطع من عُدد جماعته كَكَلِفِهِء بذكر 
أنسابهم. فهو هنا يذكر تاريخ تلك التريكة كما لو كانت ذات شأن يجب تدوينه» ولا 
بدع فجاهلية القوم كانوا يفخرون بقدم سلاحهم كما يفخرون بقدم الجدود والجيادء 
وليس ذلك منحصرًا في يونان هوميروس بل لنا أمثال عليه كثيرة عند قومنا العرب» فإن 
ذا الفقار سيف علي بن أبي طالب والأبجر فرس عنترة العبسي جرت الأمثال بتاريخهما 
ووصفهما وأمثالهما كثير. 

(۳۲) يتفاءل أوذيس تفاؤل أبي نواس بقوله: 


o٤١ 


الإلياذة 
فالطير تخبرنا والطير صادقة عن طيب عيش وعن طيبٍ من العمر 


)۳٤(‏ أي إن تيذيوس أبو ذيوميذ أوفد إلى أبناء قدموس إلخ. وقدموس هذا في 
أساطيرهم ملك من ملوكهم وحقيقة الأمر أن قدموس ليس سوى اسم وهميء وأبناء 
قدموس المذكورون إنما هم جالية فينيقية استوطنت سواحل اليونان وعلمتهم البحارة 
وشيمًا كثيرًا من الصنائع. والكلمة فينيقية الأصل ومادتها في العربية كمادتها الفينيقية 
بمعنى القدم. وقد تكون من مادة 7د (قيم) العبرانية بمعنى المشرق. فكأنهم أرادوا أن 
يقولوا قدماء الفينيقيين أو المشارقة فقالوا: أبناء قدموس ولذلك أمثلة كثيرة في التاريخ. 
ويرى فورستر (2015167) في جغرافيته التاريخية لبلاد العرب أنه يراد بقدموس على ما 
في تاريخ أسطرابون قبيلة عربية هي نفس قَدْمّة المذكورة في التوراة. ولعلنا لا نعدم يعد 
هذا مؤرخًا يثبت أن أجداد اليونان البيوتيين بنو قدامة العرب من قضاعة القحطانية. 

(") التبيعة: البقرة في سنتها الأولىء والجبهاء: العديظة الجبهةء والمضمد: النبر؛ 
أي إنها كما جاء في سورة البقرة: لا دَلُولُ تَثِيرُ الَْوَضَ ول مد تَسْقي الْحَرْتَ)4ك. 

)۳١(‏ السهلب الجواد الطويل وفي الأصل: «جوادين ا أي طويلي العنقء 
وإنما اخترنا السهلب على الأجيد لأنه قد يراد به الأجيد أيضًا وهي صفة ممدوحة في 
الخيل وكثيرة الورود في شعر العرب. قال زيد الخيل: 


جلبنا الخيل من أجأ وسلمى تخبٌ نزائعًا خبب الذئابٍ 
جلبنا كل أجردَ أعوجيٌٌ وسلهبة كخافية العقاب 


قلنا: إن من مميزات لغتنا العربية توفر تعبيراتها الجاهلية والفطرية فهي بهذا 
المعنى أوسع لغة ولا تحاشي لغة هوميروس إذ كثيرًا ما يضطره الا اشر دة 
الإفرنج الآن إلى تأدية معنى بكلمات نؤديهن جميعًا بكلمة واحدةء كقولنا هنا: السلهب 
أو الأجيد للجواد الطويل العنق» واستعمالنا قبل أبيات قليلة التبيعة للبقرة ابنة سنة 
والجبهاء العريضة الجبهة وأشباه ذلك أكثر من أن تَحْصَى. أما الحكم في كون ذلك من 

(70) أعتان: أتجسس أو أصير عينًا. 

(۳۸) الديدبان: الرقيب والحارس والعين أي الربيئةء معربة ديده بان بالفارسية. 


o۲ 


النشيد العاشر 


(۳۹) كثيرًا ما رأينا عند ذكر الطرواد والإغريق تباينًا في وصف حالتهم إذا عمدوا 
إلى عمل واحد» ويظهر للمُنعم النظر أن الشاعر لم يتعد خطته خطوة واحدة في كل 
شخ فقن أرانا عت افتتاع النشيد :انالك انتظام الفريق وريز هم عن :الطوؤاك 
بالفنون الحربية» وأرانا بأماكن أخرى بالإشارة والتصريح ما كان من الحكم الشوروي 
عند اليونان والحكم الاستبدادي عند الطرواد. ولنا هنا مثال من ألطف الأمثلة أثبته 
الشاعر تلميمًا لا تصريهًا وقد تنبّه إليه أكثر الشراح لشدة جلائه ودقة برهانه. ذلك 
أنه لما عزم الإغريق على اعتيان أعدائهم عقدوا مجلسًا وقام فيهم شيخ حكيم يبث رأيه 
ويدعو الأبطال للقيام بتلك المهمة وأما الطرواد فيتكلم فيهم هكطور كلام المستبد المطلق. 
والإغريق يَعدُونَ صاحب تلك المهمة بمال يسير وشرف كثير والطرواد يعدون بعطاء 
جزيل ولكنه عزيز المنال بعيد المطلب. والإغريق يتصدى أبطالهم لتلك المهمة طلبًا للفخار 
والطرواد يقوم ذولون بينهم طمعًا بالمال الغرار. فيتقدم أوذيس وذيوميذ ببأس وتروٌء 
ويتقدم ذولون بتهور وغرور. كل ذلك من الطباق العجيب دلالة على دستور القومين. 
وزد عليه أن بطلي اليونان لم يلتمسا عهدًا من نسطور على البر بعهده وذولون أخذ على 
هكطور العهد الوثيق والأيمان المغلظة. ونسطور وعد ما في الإمكان وهكطور وعد بما 
فوق وسعه. 

)5٠(‏ القوس الفارج: البائنة عن الوتر وفي الأصل اليوناني: قوس حدباء. 

)٤١(‏ يُستفاد من كلام هوميروس في عدة مواضع يصف بها الحراثة والحراثين أن 
هذا الفن كان منذ ثلاثة آلاف سنة أرقى منه اليوم في كثير من الأقطار الشرقية. 

)٤١(‏ الخيطل: كلب الصيد. 

)٤١(‏ الحديد: أي الحادء ويثأج: أي يصيح, ويتروع: يتخوف. 

)٤٤(‏ يصرح: أي يخطئ, وتترعرع: تهتز. 

(55) في كثير من شعر هوميروس مماثلات بين شعره وحکايته» ومن جملتها هذا 
البيت فإذا سمعه سامع عن الأصل تصور هيئة المرتعش خوفًا والمتهيب رعدةء ولقد 
حاولنا التشبه به في بضعة مواضع كما أشرنا قبلًا. 

(57) هذا كلام قاله أوذيس لو قاله ذيوميذ لأفسده؛ فإنه في ظاهره تأمين لذولون 
على حیاته» وسنرى أنهما لم يُؤَمُنَاهُ عليها بل هدرًا دمّهء ولا شك أن ذولون على اضطرابه 
أخذ المعنى على ما يريد لا على ما أراده أوذيس؛ لأن قوله: «لا تخش الردى» مع ما 
فيه من التطمين لا يفيد تمام التأمين فقتلهما له بعد ذلك ليس بحنث ولا بخيانة على 
اعتقادهما. 


oY 


الإلياذة 


(50) ما أجمل الإقرار بالحق ولا سيما إذا نطق به العدو لعدوه» فترى في كل إنشاد 
هوميروس أنه لم يكن عدو منهم يبخس قدر عدوه كقول أوذيس هنا قد أعملوا فينا 
الحسام الأشهباء وليس هذا بالقليل في كلام شعرائنا الأقدمين كقول بعضهم: 


سقيناهم كأسًا سقونا بمثلها ولكنهم كانوا على الموت أصبرا 


)٤۸(‏ التمس الشاعر حجة ونعم الحجة لهجوع حلفاء الطرواد تقريبًا لصدق 
روايته عن ولوج أوذيس وذيوميذ بينهم؛ إن لو كانوا متيقظين تيقظ الطرواد لما تيسر 
لهم ذلك. 

(59) آل الظبى: أي أصحاب الأسنة. 

(00) لعل القارئ يتوهم أن قتل ذولون مَل بشرائع ذلك الزمان لأنه كان فيجًا 
على ما تقدم أي رسولًاء وربما كانت صفته هذه هي التي جرأته على غير شهرة سابقة 
له في القتال على الإقدام على تلك التهلكة على أنه لا يخفى أنه لم يأت بصفة رسول بل 
بصفة رصد خفيء ولسنا نرى شرعًا حتى في أيامنا هذه يرفق بالجواسيس. 

(01) لم يرد في التاريخ قبل هذا الموضع وما تقدم في النشيد السابع ذكر سلاح 
ای أن ال و ق ا مكتافه زاجم تق بعد عهه 
هوميروس» ومن ذلك ما ورد في أخبار جاهلية العرب عن إهداء الحارث بن أبي شمر 
منيقين يقال لأحدهما» دموا سوب إلى القلس صلم يقن ره وط لى 
عليه حتن أرسل تت الالام عل بى أبن طالب ق سرية إل ظيء قي المبنة العاشرة من 
الهجرة وأمره أن يهدم الصنم»ء فسار إليهم وأغار عليهم فغنم وسبى وكسر الصنم وأخذ 
السيفين وحملهما إلى النبي. 

(۲( قال بشر: 


وأما تميم تميم بني مر فألفاهمُ القوم رُوبي نياما 
)٥١(‏ قال أبى مسلم الخراساني مفتخرًا باستئصال شأفة الأمويين: 
ما زلت أسعى بجهدي في دمارهم والقوم في غفلة بالشام قد رقدوا 


حتى طرقتُهِمٌ بالسيف فانتبهوا من نومة لم يتَمّْهَا قبلهم أحدُ 


o٤ 





ومن رعى غنمًا في أرض مسبعة ونام عنها تولى رعيّهًا الأسدْ 


)٥٤(‏ لقد يستغرب المطالع كيف تسنى لذيوميذ أن يفتك كل هذا الفتك ولم يشعر 
به أحد ولكن الشاعر سبق فقال: إنهم كانوا متفرقين كل إلى جانب جواديه ومركبته 
فسهل عليه أن يبطش بكل فرد على حدته قبل أن يستيقظ الآخر. ولنا هنا برؤيا ريسوس 
ملكهم تصرف جميل يُستفاد منه بأسلوب شعري أن رؤياه لِطَّيْفٍ ذيوميذ واققًا على 
رأسه إنما كان يقظة لا حلمًا فعاجله ذيوميذ بالقتل قبل أن يتمكن من استنفار قومه 
والدفاع عن نفسه والإيقاع بذيوميذ» وما صدق على ريسوس لا يبعد أن يصدق على سائر 


القتلى. 


oo 


الإلياذة 


(55) ليس في ما نعلم ذكر للصفير ليلا بين المتجسسين واللصوص والشرطة قبل 
هذا الموضع. 

(01) الحنية: أي القوس. 

(01) یری الناظر إلى كلام هوميروس نظرًا رمزيًا أن مراده بهذه الأبيات أن أثينا 
نبهت ذيوميذ إلى الكف؛ أي إنه كان من الحكمة وقد دنا الفجر أن يرتد إلى قومه قبل أن 
يشعر به الأعداء» وأن أفلون أيقظ الثراقة أي إنه تجلى الصباح» وأفلون إله النور كما لا 
(5) المهيع: الواسع. 

(09) نبا: أي أخطأء لربما يستغرب المطالع أن يكون نسطور أول سامع لخبب 
الخيل على هرمه الذي يقضي بضعف حاسة السمع» ولكنه لم يفتنا أن نسطور كان أعظم 
القوم تشوفا إل استطلاع نتيجة تلك البعثة؛ لأنه المشير بها الملقي بذيوميذ وأوذيس إلى 
تلك التهلكة, المتنبه كل التنبه والمحصي الدقائق والثواني» ومع ذلك فليس في كل سياق 
الحديث ما يشير إلى ضعف حاسة من حواسه. 

)٠(‏ لى قرأ المطالع هذا البيت في الأصل اليوناني لرأى من مماثلة لفظه لمعناه ما 
كاه شيك صو برقع الختات رال الترجمة االعرئية ر اة مرح فلك نيا فلة "اقيم 
حاول إثباتها كثير من الشعراء ولم يفلح منهم فلاح هوميروس إلا قرجيليوس بقوله: 
Quadrupedante putrem 0113111] 1111811122 1‏ (أنياذة ن8: ب1٩‏ 6). 

(11) التسليم باليمنى أيضًا من جملة ما سبق هوميروس سائر الكتبة بالنص 
عليه وكان نبي الإسلام يُسَلَّمْ بيمينه ويبايعه الناس بيمينه» والمصافحة للسلام وغيره 
قديمة جدًا عند العرب يدل عليها لفظهاء فقد كانوا يتصافحون عند عقد البيع ولا 
يزالون يفعلون ذلك في بلاد العجم والعراق وبعض بلاد المشرق» ومن ذلك أخذت لفظة 
المبايعة للاعتراف بحكم الخلفاءء وكانوا يتصافحون أيضًا لعقد المواثيق وإبرام العهود 
من ذلك أن ولي البنت كان يمد يده إلى خاطبها إذا أراد أن يزوجها منه. 

(15) يشرع: يرفع. 

(17) يمرع: يدهن. 


021 


النشيد الحادي عشر 


4 
۰ 


المعركة الثالثة 


مله 
٠‏ 


لما بدت كوكبة الصباح سير زفس «الفتنة» فهاج الجيشان للقتال فشك أغاممنون بسلاحه 
واندفع بجيشه تحت رعاية أثينا وهيرا. وأما الطرواد فأخذ زفس بيدهم وتربص هكطور 
لصد هجمات الأعداء فالتحمت الحرب وأبرز أغاممنون من اليسالة ما دُهش له الطرواد 
فالتووا أمامه وهى يتعقبهم ويفتك فيهم. فذهبت إيريس ببلاغ زفس إلى هكطور تأمره 
باعتزال الحرب حتى يصاب أغاممنون بجرح أليم. وما عتم أن جرح أغاممنون فاندفع 
هكطور وشدد عزائم جيشه فكادوا يظهرون على الإغريق. وانبرى ذيوميذ لهكطور فصده 
وإذا بفاريس قد أطار على ذيوميذ سهمًا أقعده. فبادر أوذيس لإغاثته وظلّ يناضل حتى 
جرحه صوقوس وكاد يهلك لو لم يسرع إليه أياس ومنيلاوس. وانقض أياس على قلب 
الجيش الطروادي فهزمه فأسرع هكطور إليه من طرف الميسرة فانهالت السهام على 
أياس كالمطر وجرح وقتل من زعماء الإغريق الجم الغفير. وكان أخيل يرقب عن بعد 
فأرسل فطرقل يتبين ما كان من أمرهم فقص عليه نسطور ما نال القوم من الجهد 
والعناء» فعاد فطرقل إلى أخيل يتوسل إليه أن ينهض بنفسه أو يلبسه سلاحه ليخدع به 
الأعداء ويرعبهم. 


الإلياذة 


مجرى وقائع هذا النشيد في اليوم الثامن والعشرين لافتتاح الإلياذة وستستمر وقائع هذا اليوم 
إلى النشيد الثامن عشر. ومشهد الحوادث في ساحة القتال. 








النشيد الحادي عشر' 


لما بدت غزالة الصباح 
وغادرت طيثون ذا الوجه الوضي 
سيّر زفس فتنة الويال 
فانتصبت منتصف الأسطول في 
لتبلغ الفزعة كل العسكر 
إذ خيما وريطا القلاسا 
فدمدمت تدوي دوي الرعد 
فآثروا الحرب وثقل المحن 
فقام أتريذ بهم وصاحا 
وشكٌ في فولاذه الأفر 
وحول ساقيه بقدتين 
ولبس الدرع البهية التي 
من ملك قبريس كنير الثاءي 
مذ نبا الإقلاع للطرواد 
من أبدع السطور فيها اثنا عشر 
ومن نحاس أبيض عشرون مع 
وفي كلا الجنبين حتى العنق 
حكت بقلب الغيم أقواس قزح 
ثم على كاهله أتريذ قد 
كلباه والحزام من أبهى الذهب 
وقل تَُرْسَا شائقا بهيا 


o۸ 


تنهض من مرقدها الفياح 
حتى على الجنة والناس تضي” 
بيدها معالم القتال" 
مركب أوذيس الكبير المشرف 
حتى أخيل وأياس الأكبر 
في الجانبين شدة وياساء 
ولحو لويم E‏ 
على المآب لعزيز الوطن 
بالقوم كي يُقوّموا السلاحا 
واج هي ببادي الأمر 
أوثق حالا بعرى اللجين 
أهديها من قبل سير الحملة 
رة ا م كم الول" 
على السفين شاع في البلاد 
من النضار شائقات للنظر 
عشرة أسحم فولان سطع 
ثلاث حيات من الوشي النقي 
بنبأ زفس من السما طرح" 
ألقى حسامًا بشعاعه اتقد 
وغمده من فضة فيها العجب" 








النشيد الحادي عشر 


عليه دارت حلقات لامعه 
وفيه عشرون من الحرابي 
في وسطها حرباء فولان أغر 
وحوله الهول ورسم الرّعدة 
يلتف في ثعبان روع أزرق 
من شم للمغفر أتريذ عمد 
مربع الرأس بعرف أملس 
وقل رمحين مثقفين 
والرعد إجلالا له وشرفا 
فأمرت فرسانه السَّيّاسا 
واندفعوا ماشين بالسلاح 
فانتظم الأبطال قرب الخندق 
وزفس بينهم أثار اللغبا 
أما بنى الطرواد فوق الهضب 
وحول فوليذامس المعصوم 
وحول فوليب وآكاماس 
والقيم المحمود آغنورا 
وهكطر في صدرهم يدور 
يخوض في ساقتهم فيأمر 
ككوكب الهول الذي يستتر 
يسطع بالحديد والقولاذ 
توك اف رالمان 
فكلهم مثل الذئاب اندفعوا 
تبتت الرءوس والآجساد 
ولم يكن يشهد تلك الملحمه 
وفي الألمب سائر الأرباب 
ولومهم لزفس طرا باد 


0۹ 


عشر من الصفر البهى ساطعه 
سن کا ن اھات 
يبدو بها الغرغون رواع النظر 
والدرع شدت بحزام فضة 
مثلث الرأس وحيد العنق 
يليسه من بعد هاتيك العدد 
من شعر خيل هاج فوق القونس' ١‏ 
حتى أعالى الجو ساطعين'' 
بأمن أكينا:وميرا ق ها 
تنظم قرب الخندق الأفراسا 
بين صياح طرة الصباح 
تجري وراءهم عجال الفيلق 
يمطر طلا بدم مخضبا"' 
فانتظموا من حول هكطور الأبي 
وانياس المجتبى العظيم 
فتى حكى الأرباب آل الباس 
ثلاثة من ولد أنطينورا 
فيختفي شم بصدر يصدر 
في الغيم حينًا ثم حينًا يظهر 
كبرق زفس اللامع الجبان""' 
وثار نقع الضرب والطعان 
ولم يكن من للفرار ينزع 
كسنبل يبتته الحصاد؟١‏ 
بالبشر إلا الفتنة المهدمه 
بشائق القصور باحتجاب 
لميله لتصرة الطرواد 


الإلياذة 


لكن زفس ليس بالمبالي 
يحيط بالطرواد والأسطول 
وآن ما الحطاب يضوى تعيا 
ويطلب الراحة يعد الغائله 
تألب الإغريق باشتداد 
من فوق مركبته وثيًا وثب 
لكنما أتريذ فى الجبين 
فخرق المغفر والعظم سحق 
ثم انثنى يسطو على إسوسا 
قد ركبا مركبة فذاكا 
كليهما قدمًا أخيل دهما 
بيانع الخيزور أوثقهما 
والآن أتريذ إسوسًا قتلا 
إذ كان قد رآهما فى السفن 
وصائلا مشى كليث داهم 
يسحقها برائع الأنياب في 
والأم تلك الظبية المرتجفه 
مرتاعةً ملتاعةً تبغى المفر 
تلهث تيا وتسيل عرقا 
E‏ 


00۰ 


يعتز في علياه باعتزال 
والحرب والقاتل والمقتول 
جند تردى وسهام تلتقي 
في غابه وظماً وسغبا 
EEE‏ 
وخرقوا كتائب الطرواد 
تسير في يمينه المنون 
فتبعه السائق ويلوس الكمي 
يلقى أغاممنون مشتد الغضب 
طعنه برمحه المتين 
ويدد الدماغ والهامة دق 
لاستر فوق ناصع الصدرين 
من ولد فريام وأنطفوسا 
لكن ذامن زوجه الحليله'' 
ساق وهذا ولى العراكا 
مون إا رمان الوا 
ونال فدية وأطلقهما 
بطعنة في ثديه فجندلا 
EEE‏ فللأرض وقع 
يذكر من أمرهما ماضي العجب 
بأمر آخيل بذاك الزمن 

خشفة واضفة العزائم 

كناسها سحقًا بلا تكلف 
لا حيلة لها برفد الخشقة 
في الغاب تجري بين ملتف الشجر 
E‏ سول دك هافق 
لولدي فريام يبذل المدد 
وخلفهم أتريذ بأسا ثارا 


النشيد الحادي عشر 


فيسندرا وإيفلوخًا دهما 
من ولد أنطيماخس من منعا 
إن كان فاريس رشاه ووهب 
فعندما لديهما مثل الأسد 
وارتجفت أيديهما فوقفت 
فسجدا من فوق ذاك المجلس 
«العفو والقداء فالتبر الأغر 
فأنطماخ يجزل الهدايا 
وبكيا تذللا وصغرا 
«أليس أنطماخ والدكما 
بقتل أوذيس ومينيلا وقد 
ستلقيان الآن شر غدرة» 
جندله من فرق عرش العجله 
رل :افهتزاما وإلى'الأرفن.ونتب 
بضربة عليه بالعزم اندفع 
دفتععه: رضن مسقل الخشمة 
تتبعه كتائب الأجناد 
فبطش الغلمان بالغلمان 
وتحت وقع الخيل نقع ثارا 
وشم أتريذ يحض الجندا 
هب على الأعداء مثل الثار 
تثيرها الريح وفي كل مهب 
أمامه الطرواد ولوا جزعا 
وجامحات الخيل بالعجال 
تندب ما ألم بالفرسان 
أشهى هم الآن إلى العقبان 
وزفس هكطور عن النقع حجب 


على مطا مركبة قد هزما 
هيلانة لزوجها أن ترجعا 
مالا وفيرا من متاع وذهب"" 
لاح الجياد جمحت تحت العدد 
ا ا مض ام ا هنف 
وصرخا بذلة الملتمس: 
والصفر والحديد طَُرًّا مدخر 
إن نيق حيين على الخلايا» " 
فلقيا منه الجواب المرا: 
بمجلس الطرواد يومًا حكما 
جاءا رسولين وبالكيد اتقد 
وطاعنًا فيسندرًا بصدره 
فإيفلوخ بخفيف العجله 
لكن أغاممنون بالسيف انتصب 
ورأسه مع الذراعين قطع 
وراح يجري بعظيم الكبكبة 
حيث تكثفت سرى الأعادي 
وفتك الفرسان بالفرسان" 
فى السهل للجو ذرا الغبارا 
شبت بغاب غضة الأشجار" 
تلهم كرما ا لدعا 
وسيفه الرءوس قطعًا قطعا 
تضرب في السهل بلا رجال 
تحت عجاج الضرب والطعان 
منه إلى حلائل النسوان 
وعن ضجيج القوم في ذاك اللجب 


الإلياذة 


وعن مدى النبال والنجيع 
وظل أتريذ على أعقابهم 
فدفعوا للتين ثم اجتازوا 
لقن إلى ذلك ادرو حي 
وإثرهم أتريذ دومًا جاري 
يصيح حتى أبلغ الفرسانا 
فوقفوا يبغون جمع الشمل 
مثل العجول ذعرت فرارا 
فأيها أصايه سحقه 
يمتص لا مكتفيًا دماءه 
كذا أغاممنون أصمى وسفك 
ولوا ومشتدا عليهم حملا 
مابين مصروع من العجال 
وعندما قارب إدراك البلد 
من قبة السماء كالبرق انحدر 
صاح بذات أجنح النضار 
قال: «فطيري إيرس الرشيقة 
فطالما أتريذ في صدر السرى 
فليعتزل وليلق عبء الصد 
لكن إذا بطعنة فاهقة 
وراح يعلو سدة العجال 
لآأولينه اشتداد البأس 
لموقف الأسطول يسفك الدما 
هبت هبوب الريح من إيذا إلى 
ألفته فى مركبة منتصبا 
E‏ رقو لوال 
فطالما أتريذ في صدر السرى 
فاعتزلن وألق عبء الصد 


ون كلاحم يدم تيع 
مشددًا يضرب في رقابهم 
في وسط السهل وفيه اتنحازوا"” 
يتمقنون إليون ايحن القن 
انظ اكلم EEE‏ 
أبواب إسكية ثم الزانا 
رشک رو في الیل 
والليث في الليل لقد أغارا 
يزرد لا مشتفيًا أحشاءه 
بساقة العدى يمن لاقى فتك 
بالرمح يردي بطلا فبطلا 
أهوى وَمُسْلَنْقٍ على الرمال 
وسورة اتشافق فق :داك اللدد 
زفس وفي إيذا بعلياه استقر 
بيده عمود برق وار 
وأبلغي هكطورًا المقيقة 
ييطش فيهم فاتكًا مدمرا 
ع "سمج ان مق واه ا 
أصيب أو برمية خارقة 
هكطور أوليّ نصرة القتال 
يكسحهم حتى غروب الشمس 
عق ور )الک ككينا 
إليون هكطور توافي عجلا 
كالك رادا یو ا 
E SET SE EES‏ 
يبطش فيكم فاتگا مدمرا 
لے توراه ت و ا 


النشيد الحادي عشر 


لكن إذا بطعنة فاهقة 
ليؤتينك اشتداد البأس 
لموقف الأسطول تسفك الدما 
غابت وهكطور إلى الأرض وثب 
يرمح في كل السرى مستنهضا 
فانقلبوا لساحة الهيجاء 
واعتصب الإغريق واصطفوا فرق 
ميرردًا عن سائر الشجعان 
ولى فقلن يا بنات الشعر 
ذاك ابن أنطينور الطويل 
لديه فى إثراقة الغنيم 
لكنه غادرها على الأثر 
أتى لفرقوت بثنتي عشره 
من ثم إليون أتاها برا 
تقابلا حتى دنا التلاقى 
في عروة اللجين بالوسط استوى 
فعند ذا أتريذ كالليث وثب 
واجتره منه وبالسيف قطع 
يهجع مصروعًا هجوع الأبد 
وأويحه عن عرسه الفتية 
نأى وما إن كاد وهو ناءي 


أصيب أو برمية خارقة 
هكطور تؤّتى الفوز في القتال 
حتى ترى قدس الدجى قد خيما» 
يهز أطراف القنا بادى الغضب 
واشتدت الحرب وأتريذ انطلق 
من جاء يلقاه بيدء الأمر: 
أفيدماس الباسل النبيل 
من شاع ذكرًا حسنها الفتان 
والخصب طفلا شب فى النعيم 
فى حجره وينته أعطاه؟" 
سفينة ينزل فيها عسكره 
فذا الذي أتريذ رام كبرا 
فزجه اتريذ بالمزراق 
أفيدماس وبعنف طعنا" 
معتمدًا لئ قوى عضده 
وكالرصاص اللدن في الحال التوى 
وذلك الرامح بالرمح اجتذب 
عنقه فغائر الطرف وقع 
في البعد قد أميت شر ميتة 
يبلو شعار الحب والوقاء 


الإلياذة 


لها الصلات الغر قد كان ادخر 
وبحماه العنز والغنيم 
خيرها منها بألف رأس 
جندله مجرردًا من شكته 
فالخطب لاح لأخيه الأكبر 
فذاب بثا وأسَا عليه 
فانساب لا يراه أتريذ حذا 
فخرق الزج الحديد الحد 
وصاح يدعو صحبه إليه 
وفوقه قد أسبل المجنا 
فارتاع أتريذ ولكن ما ارتدع 
طعنه بالعامل الرَّوَاع 
وهكذا فالأخوان انحدرا 
وظل أتريذ الوغى يبارى 
يخوض ما بين الأعادي صائلا 
حتى إذا ما ذلك السيل انقطع 
واخترقت قوه آلام ولا 
ترمي به بنات هيرا الظلم 
يت جح تراكى E‏ 
بشدة البث اعتلى ملتاعا 
وصاح بالصوت الجهور العالي: 
عليكم الآن بإبعاد العدى 
فإن زفس قد أبى إصداري 
فتطارّت الكيل “سوط السشافة 
صدورهن قد كسين زيدا 
ومذ رأى هكطور أتريذ التوى 


مبتدمًا ب مئة من البعر 
لم يحصها عد ولا تقويم 
والآن أتريذ الشديد البأس 
يرجع فيها لسرايا حملته 
قاوون الفتاك والشهم السري 
وأسود نور الشمس في عينيه 
صفحته والرمح فيه أنفذا 
متؤكن. السامسن :تحت الزن 
مجتذيًا أخاه من رجليه 
يدفع ضريًا ويقيه طعنا 
ثم على قاوون بالعزم اندفع 
طعنة مقدام طويل الباع 
عنقه بالسيف والرأس اقتضب 
لدار آذيس بحكم قدرا 
بالسيف والعامل والحجار 
ودمة السخين يجري شائلا 
ويبس الجرح تولاه الوجع 
آلام سهم خارق قد أرسلا 
ألاالثيات التى لا ترحم 
ويصدع المرأة N‏ 
وقال للتبع «ابتغ الأشراعا» 
«يا صحب يا قيول يا أبطالي 
عن موقف الأسطول والفوز بدا 
بصدركم لآخر النهار»" 
تجري وأتريذ بقلب خافق 
ونقع وقعهن للجو اغتدى 
فصوته كالرعد بالقوم دوى:"” 


النشيد الحادي عشر 


«يا آل دردانوس والطروادا 
إيه فأنتم قادة الهيجاء 
أبسل من في القوم طرا غربا 
شدوا على الإغريق بالعجال 
فهاجت النفوس بالجحافل 
وهكذا هكطور عد آرس 
وهو بصدر جيشه يثور 
كأنه الإعصار من فوق اندفق 
فيا ترى من أولا وآخرا 
أولهم كان الفتى آسيس 
فابن قليطيس زلفس أورس 
وهيفنويس وإيسمن السري 
لكنما قتلاه بين الجند 
هب بهم ولا هبوب العاصقه 
فتدفع الدبور غيما ركما 
فتفلق اليم وتنشر الزيد 
فاشتد وقع الخطب والأمر انجلى 
فصاح أوذيس: «ذيوميذ علا 
لكن يفز أعداؤنا بالسفن 
هي فكرَّنَ معي: «قال وما 
لكننا هيهات أن نؤتى الظفر 
كر وثمبريس في الثدي رمى 
وتبعه مليون أيضًا قتلا 
لا يشهدان الكر والنزلا 
نظير خرنوصين كاسرين 
فاعملا بين الأعادي الأسلا 


وزفس لي نصرًا مبينًا وهبا 
وادخروا مجدًا بلا زوال» 
هياجها فى أنفس الخياطل 
في إثر خرنوص وليث فاجا"" 
أثار طروادًا على الأراغس'" 
بشدة البأس بهم يسير 
وفي عباب البحر قلب اليم شق 
أباد مذ زفس تولى ناصرا 
فعفطنوس وكذا أوفيتس 
وآغلاوس وأوفقلطيس 
وكلهم من زعماء العسكر 
تثيرها أنواء ريح قاصفه 
نوطوس فى السحاب لما هجما'" 
كما رعءوس القوم هكطور حصد 
م بأسنا ولى برزءٍ ثقلا" 
وأخزية العار وثقل المحن 
يهولنى العدو مهما ازدحما 
فإنما الطرواد زفس قد نصر» 
فخر للأرض وأ وال سن هجما 
وغادراهما على تلك الفلا 


الإلياذة 


ثمة عنق فارسين ضريا 
من ولد ميروفوس من فرقوت 
قد عصيا أياهما العرافا 
ساقهما داعى الردى فأقبلا 
أخمد EE‏ وراحا 
وأوذس جندل هوفيداما 
وزفس في إيذة بالمرصاد 
فاططام اللبطال جو كل الغرق 
وغسطروف بن فيون جرحا 
قد خاض مغترًا سرى الطلائع 
والخيل والسائق في الساقة قد 
هناك هكطور 2 وانصدعا 
واندفعت من خلقه كل السرى 
قال: «أرى هكطور رواع الملا 
قف ندفعنه» ويالعزم وقف 
ففوق رأس البيضة الرمح وقع 
والقونس المثلث الأطراف 
ذلك من فيبوس فضل أعظم 
وارتد هكطور وبالجمع اختلط 
ليده مستندًا حيث التوى 
وريثما هب ذيوميذ وشب 
أفاق هكطور ويالفور اعتلى 
فصاح ذوميذ وبالقناة 
يا كلب كاد عاملي يصميكا 
لست توم الحرب عفوًا أبدا 
لكننى سوف ألقيك الردى 
EE‏ الفوت فرح والآنا 


واستلبا مركبةً قد ركبا 
أبسل من في القوم من رتوت" 
واتبعا إلى الوغى الأحلافا 
وهيفريخًا يصطلى احتداما 
فوازن القوات في الأعادي 
وزمر العدى ذيوميذ اخترق 
برمحه فى حقه فانطرحا 
برجله يخوض في المعامع 
ظلت وعنه انقطعت عرى المدد 
وصاح في الأيطال ثم اندفعا 
يا أوذس فورًا علينا أقبلا 
لكنما الفولاذ فولادًا دقع 
عن رأسه رد السنان الجافى 
فهو بذا المغفر قدمًا منعم 
وفوق ركبتيه للأرض سقط 
وأظلمت عيناه منهد القوى 
يطلب رمحه وفي الأرض نشب 
وساق بين الجمع يأبى الأجلا 
جرى: «أأيضًا فزت بالنجاة 
لو لم يبادر فيبس يقيكا 
إلا يه مسترفدًا مستنجدا 
إن تؤتني الأرياب يومًا مددا 


النشيد الحادي عشر 


ولاستلاب ابن فيون عكقا 
شتالف] و كم الکن 
فاتك اقوس علي الحهي 
وأرسل السهم فشق القدما 
وزوج هيلانة من حيث ولج 
يا حبذا لو غاص في أحشاكا 
ات الذي كليم مدك ارد 
أما ذيوميذ فجاش وانثنى 
سددت مغترًا بذي القوس ألا 
حتى ترى يا أخساً النُبّال 
وأنها لن تدفعن عنك الأسا 
أنا لك السر بإدراك القدم 
ماضر سهم خاسئ رعديد 
وان أك من مرامي أسلي 
أزواج من خر منهم أيامى 
ودمهم يسرب والأجساد 
وحولهم طير الفلا تحوم 
وانقض أوذيس يقيه فجلس 
فاشتدت الآلام فيه فاعتلى 
فبات أوذيس كذا منقردا 
مذ شمل الرعب قلوب الأرغس 
«ويلاه ما الحيلة إن أنهزم 
إن تربصت وزفس الأعظم 
لا كنت يا هاجس دعني هل ترى 
وليس للباسل أن يبالي 
وكبنها فضول ذا نكر 
اا ادى تسم ونا 


فجرد اللأمة ثم انعطفا 
إذا بإسكندر خلسة كمن 
في قبر إيلو الشيخ فخر الصيد 
في ذلك الكمين في الحال خرج 
«لم أخطئ المرمى وسهمي صدرا 
ليأمن الطرواد من ملقاكا 
كرعدة الماعز من بطش الأسد» "٤‏ 
قال: «وما غرك يا وجه الخنا 


مني وهل يذعر ذا أهل الهمم 
يهلع كالأوغاد أو كالغيد 
ينفذن مذ يصدرن سهم الأجل 
وولدهم في بۇسهم يتامى 
يبيدها فى أرضها الفساد 
من نهدا أرواج بهم تمي 
يخرج ذاك السهم من حيث انحبس 
وقال للسائق: «عد بى عجلا» 
ليس له من يبتغيه عضدا 
فالعار كل العار بين الأمم 
غير الجبان النكس ولَّى مدبرا 
مكتثيًا مفكرًا بأمره 
وبينهم أس بلاهم حصروا" 


الإلياذة 


فيبرز الوحش ويصلي غضبا 
e‏ ونیس اميه وثكب 
2 تحت في a‏ 
فانقض صوقوس أخوه الأيهم 
يا زبدة الإقدام والدهاء 
هذا وإما من قناتى الردى» 
فنافذ السنان في الترس مرق 
لكن أبت فالاس بالخقاء 
ولم يفت أوذيس أن الجرحا 
وصاح في صوقوس يا هذا الشقي 
ألجأتنى حينًا إلى ترك اللقا 
فارتاع صوقوس وقد رام الهرب 
ورمحه ما بين كتفيه ولج 
«صوقوس ما أنجتك هبات المفر 
ويحك لم يتح لوالديكا 
er‏ إن مح فالإضريق 


تقض خرتوضا طن الغاب 
ويشحذ الناب ويبدو مرعبا 
داروا عليه وهو بالغيظ اتقد 
وذيفيت بين كتفيه ضرب 
کرو ا موري ] ا 
وصاح يدوي: «يا أذيس القيم 
فاليوم تبلى أيما إبلاء 
والسلب والفخار بين الناس 
ثم أتاه طاعنًا مسددا 
نفوذه لداخل الأحشاء 
لكن 5 الف ال أحذنا 
لآذس النفس تدم والفخر لى»١"‏ 
موليًا لكن أوذيس وثب 
وأودس مرتفع الهديد: 
أن يغمضا يوم الرّدي عينيكا 
والأجنح الغضة ضريًا تضرب”"” 
غص بهم في مأتمي الطريق» 
سان صوقوس: نلك الفائلة 
وحوله جيش العدى طرا هجم 


النشيد الحادي عشر 


فلاشتداد الخطب عاد القهقرى 
دعا ثلاقًا يطلب الغياثا 
مال إلى رفيقه أياس 
صوت أذيس أذنى حالا طرق 
وشددت اها عليه 
أخاف مهما صال يضوى مفردا 
وسار أولا منيلا وتلا 
فألفيا أوذيس والطرواد قد 
كأنهم من حوله ثعالب 
في الإيل القناص سهمًا أنشبا 
تجا عن ا 
تروم فتگا وهو لا يرام 
فطالما تجري به قوائمه 
لكن إذا ما الدم في الجرح يَرَدْ 
قارف يه فى الطود قوق 'الغات 
رها دعن فاون هرا 
كذا أذيس وهو ما بين العدى 
بادر آياس بذياك المجن 
ففرت الطرواد في كل مفر 
واجتره من بين تلك القتله 
وصال آياس ودروقل قتل 
ثم لسندرًا وفيراس رمى 
كالسيل من شم الجبال اندفقا 
يفيض للسهل زُعابًا يندفع 
ولعباب البحر يدفع الزيد 
طغا بذاك السهل كالزعاب 
وهكطر في ثغر إسكامندر 
يقضب الأعناق وسط الفيلق 


وصاح يدوي صبوكه جحني الصرى 
وعى منيلا صوته ثلاثا 
قال: «أيا أياس رب الباس 
كأنما أخرج ما بين الفرق 
هي نبادر عجلا إليه 
0 الأحزان عنه سرمد» 
أياس كالأرباب أبناء العلى"” 

مَكَأكَأوا عليه عدا ودد 
على الجبال إيلا تراقب 
لكنه ما نال منه الأريا 
من حوله تجري على التوالي 
يجري ولا يلويه الازدحام 
لا تلتوي لجرحه عَرَائمُة 
وعن خفيف لجري بالعَيٌ فَعَدْ 


إذا بليث فاتك قضاب 


وهو به يخلى منالا طييًا 
عن نفسه يدفع بالرمح الردى 
كالبرج يحميه وقد كان وهن 
ثم منيلا لذراعه ابتدر؟” 
وتبعه أدنى إليه العجله 
تَغْلٌ لفريام وفندوقوس فل 
كذاك فيلرت يفجر الدما 
تمطره أنواء زفس غدقا 
والأرز والملول عنقًا يقتلع 
كما أياس اشتد فيهم واتقد 
يبتت ظهر الركب والركاب 
يصول في صدر الجناح الأيسر 
ولا يرى نكال هذي الفرق 


الإلياذة 


وقد علا لديه صوت اللغب 
تما حن يما نا ت رخا 
قد كان كالليث يصول وإذا 
ف لاط راف الله كو 
فقوم أرغوس أولو الإقدام 
كفيك ال ات ل 
«نسطور يا ذا المجد والجلال 
فهب نسطور وما إن كذبا 
وفنناظ :والتحتنان: كالطين منعة 
وقبريون تبع هكطور عرف 
أابصرهم من فوق عرش العجله 
«نحن هنا فى طرف المعسكر 
وشم آياس المنايا نشرا 
فقم نسق لمأذق الهيجاء 
وشدد السوط على الجياد 
تخبط بالقتلى وباليلامق 
a ASS‏ الشركة 
تخضبت دما بنقع فائر 
وهكطر للفتك يصلى نارا 
وهو على ذيالك البأس أبى 


0۰ 


حول إذومن ونسطور الأبي 
كتائب الفتيان حطمًا يحطم 
يدفع حتى ماخوون جرحا 
فى كتفه اليمين سهم أنفذا 
خافوا انقلاب موقف الصدام 
فصاح إيذومين بادي الوجل: 
بماخوون الماجد النبيل 
بجحفل يقاس ن تألفا» ٠“‏ 
ويابن أسقليب حالا ذهيا؛ 
تتوق للرجوع من حيث أتت 
منقلب الطرواد فى ذاك الطرف 
إزاء مكطور لذا أوعز له: 
نفتك فتك الباسل المدمر 
والخيل والفرسان ذعرًا ذَعَرا 
من حول كتفيه أرى يدور 
تلاحم المشاة والفرسان» 
فاندفعت لساحة الجلاد 
وقوسها من تحت تلك السدة 
من دور دولاب ووقع حافر”؛ 
فغار ما بين العدى وثارا 
بالسيف والعامل والحجار 
لقاء آياس لذا تنكبا 


النشيد الحادي عشر 


خشية أن يغاظ زفس إن برز 
لكن زفس في المقام الأرفع 
فدهشا أطرق والجوب على 
بطرفه جيش العدى يباري 
وخطوة فخطوة يلوي القدم 
والناس والكلاب في الأسحار 
تسهر كل الليل كي لا يرتعا 
ينقض مدفوعًا بفرط السغب 
يصده وبل من النبال 
حتى إذا ما الفجر لاح أحجما 
وهكذا أياس ملتاتًّا نأى 
لموقف السفائن الحدياء 
يمشي الهوينا مثل جأب دخلا 
فكع ف ا ای 
لک ها كان كي يكترثا 
يلبث في تلك المراعي يرتع 
وهكذا الطرواد والأحلاف 
وهو يصدهم بجوب أكبر 
وصدهم في كل ذاك الزمن 
يحجز مشتدًا على الأعادي 
وضبيب النقيتازك القنقتالة 
فبعضها عن شدة العزم حذف 
نها تة مثالا قرا 
ولم يكد يراه أوريفيل 
ا ا 
وأرسل المزراق من حيث انطلق 


۱ 


لفارس أبسل منه وأعز”؛ 
روع آياس بهول المصرع 
كاهله ألقى وعاد وجلا 
يخطو وينثني كوحش ضاري 
كأنه الضيغم في الليل هجم 
تحرس حول عنَّةِ الأبقار؛؛ 
بشحمها ولحمها ويرجعا"؛ 
لكن يفوته نول الأرب 
ولهب المقابس المتهال 
کنا مر تهنا امحخدهنا 
عن ساحة القتالٍ والعَودَ ارتأى 
يخشى عليها كَرَّةَ الأعداء 
ورقائسن الحططة ينعن أ 
تسحق فوق متنه القوي 
وينثني مذ يكتفي ويشبع 
من حول آياس بعزم طافوا 
ببأسه المعتاد ثم يهزم 
صدًا ذريعًا عن بلوغ السفن 
بين الأخائيّين والطرواد 
عليه من أيدي العدى منهاله 
يغل غلا وعلى الترس يقف 
مرتكرًا يغوص في قلب الثرى"' 
حتى انبرى لرفده يصول 
تنهال فوقه كوبل هام 
وآفمون القرم في العنف اخترق 


الإلياذة 


كبده مزق ثم راحا 
فانتهز الفرصة فاريس وقد 
فى حقه أنفذ سهمًا فانكسر 
اتج التو ا ا 
«يا نخبة الأبطال جند الباس 
وحوله تألبوا فخشيتي 
ومذ لذلك النداء انصدعوا 
ودون أيد جلن بالعوامل 
وانضم آياس إليهم وانقلب 
وكان آخيل على البعد رقب 
يشهد ما قد حل بالأيطال 
أبصر نسطور الحكيم انطلقا 
مع ماخوون ينهب الطريقا 
صاح بفطرقل فمن خيمته 
كآرس من بابه صاح: «وما 
قال أخيل: «يا أود الخلق لي 
عانق کی رک کی شرا 
والآن نسطورا قصدن مسرعا 
ما إن نظرت وجهه لكنه 
قد مرت الجياد من أمامي 
ولم يكد يتم حتى كرا 
ونسطر وماخوون وصلا 
وتابع الشيخ أريميدون حل 
ينشفان العرق السيللا 
لخيمة الشيخ وفيها جلسا 
(تلك الربحلة البديعة الشعر 
أهديها جزاء رأي أصوبا 
قامت لإعداد الشراب عامدة 


015 


و وة وا ا 
أشغل أوريفيل فى تلك العدد 
نضيه والدم بالجرح انفجر؟؛ 
يأبى الردى وصاح يُنهض الهمم: 
فقوا ايفو التحمام عن آيآنن 
تسمه ول می سهام ضح 
حول أريفيل الجريح اجتمعوا 
يلامق اصقن بالكواهل؛ 
واشتد وقع الحرب والطعن انتشب 
وفي مؤخر السفينة انتصب”” 
من قومه من محن القتال 
غل السيان الساجحاة: هركا 
عرف اللسافق واللرفتيقنا 
لحي وفك يوا ا 
رمت ابن فيلا من ندائى للحما» 
كذ ملع الأقويق أقصى"التقفل 
سينحنون سائلين عذرا 
واسأله مع أي جريح رجعا 
أشبه ماخوون طبقا متنه”* 
طناكرةالنكبوب الخيام 
فطرقل يعدو ويلبي الأمرا 
حجكة و 
جياده وذهبا بلا مهل 
على تة المخو ديالا 
وهيكميذا بنت أرسينوسا 
اا فجت ونوا ا 
لديهما تنصب أيهى مائده 


النشيد الحادي عشر 


جميلة مصقولة القوائم 
من ثم ألقت فوقها دسيعة 
ومزجت فيها على الفور البصل 
ووضعت إزاءها كويًا أغر 
وهو على قائمتين انتصبا 
وفوق كل من عره الأريع 
ESO CE‏ 
لكا ذناتك النشية الهف 
ؤراضة اة اة 
قصب فيه خمن إقرمتا على 
نيرد التهاس"حيق امكل 
وفوقه ذرت دقيقًا صافي 
فشربا وارتويا وجلسا 
ا لطبل عرى وا 
وقام عن سدته الوقادة 
ثم دعاه للجلوس فأبى 
عقوا فلس ك ا 
قد يصطلى عفوًا بسورة اا 
ET‏ لكف افونا 
اقل درا فنا 1 ESE‏ 
فقال نسطور: «وأين يلقى 
أما رأى أن فناهم باد 
وخير من فيهم ففي الأشراع 
فذا أبو البأس ذيوميذ البطل 
وذاك أوذيس وأتريذ خرق 
وهاك أوريفيل بالعنف انكسز 
واا خرص الک اا 
لمن لسيدل RE‏ 


1ه 


اا ك لو اام 
مؤلق نحاسها بديعة” 
وخالص الدقيق مع صافي العسل 
كان لدى نسطور من قبل السفر 
وبمسامير النضار التهبا 
طير حمام من نضار ألمع 
هيهات غير نسطر يزحزح 
SA‏ ول تعض 
بحسنها كالرية السنية 
ماء وفوقه تفت عجلا 
وكقتكل السوينع ين تمل 
ثم دعتهما للارتشاف 
وبأطاريف الحديث أنسا 
في الباب فالشيخ رأى وابتدرا 
EEE EES‏ 
وقال: «يا مريد زفس الأنجبا 
فشأن آخيل نظيري تدري 
ويتهم البريء عن غير سببٌ 
بأي مجروح أتيت مدبرا 
م عو عرقت له و 
أخيل بالإغريق هذا الرفقا 
افو ك هة 
بين جريح وطريح ناعي 
ا 
جسمهما العامل والدم اندفق 
بفخذه نبل به الجرح انفجِر 
به جريهًا جئت توا قافلا 
ليس يبالي بيني TESTE‏ 


الإلياذة 


أمتقاعسًا يظل حتى؟ 
وتلهب النيران بالأسطول 
وا أسفا الشباب وَلَّى ومضى 
وفاتني الإبلاء والإيقاع 
يوم الإليون على صوارنا 
صلنا عليهم واغتنمنا البقرا 
ابن هفيروخ الذي قد كانا 
فال هتي ,طنحفة تال 'الؤدئ 
5000 في السهل لنا 
ومثلها من أحسن الأبقور 
ومثل ذا الغنيم سقنا فى الغلس 
شقراء طرا ترضع الأشهارا 
كنت فتى واهتز نيلا طريا 
وصاحت الدعاة فى من طلبا 
فاك كسد وا Na E‏ 
حيث الإفيون على قلتنا 
وقبل ذا بأحؤل قد صلا 
ومن بنى نيلا وكانوا اثني عشر 
فزادنا العدو غدرًا واعتسفٌ 
وفي اقتسام الكسب نيلا أفرزا 
سرب شياه برعاتها التي 
فذئة الماك كات ةك 
إذ كان قد أرسل للسباق 
هَامُلَ أن يفوز بالرهان 
نكن مولن ,لفان فشكا 
كذلك المركبة الغراء 
لذاك نيلا اغتم والوفر ادخر 


o1٤ 


يبتتنا سيف الأمادي يتا 
تبيدها بالجند والقيول 
والبأس والإقدام عني أعرضا 
كما استطالت قبل الباء۷* 
سطوا فأججنا لظى أوارنا 
فجاءنا إيتومن مستعرا 
يحكم في أليذة السكانا 
بها وولى القوم طرا شردا 
خمسون سريًا ماعرًا مسمنا 
ومثلها من أسمن الخنزير 
ومئة أيضًا وخمسين فرش 
عقا لفيلوس حزم الندارا 
أبي لعودي غانمًا مكتسبا 
كن انق ادام مان انا 
وذاك نذر من كثير نيلا 
صالوا بفيلوس على جملتنا 
هرقل فينا يذبح الأبطالا 
سواي لم يبق لديه ابن ذكز 
ويأساليب اللدّادات قذف 
قطيع أبقار له وأحرزا 
أبقى له E‏ ثلاث مكة 
له بدين رام أن يحصلة 
أريفة فين كر الاق 
بقدرهم وندب الفرسان” 
معتسفا قد حيس الأفراسا 
والجسا قلسي ةا ا اه 
ووزع الباقي بعدل وأمر 


النشيد الحادي عشر 


بان صخي لعي الآريناب 
وثالث الام فاسان العدى 
والملينان قائدا الفرسان 
وفي شغور ألفيا في طرف 
بلدة إثريون حاصروها 
وفي الدياجي انحدرت أثينا 
ونبهتنا للويال المحدق 
وخالني نيلا صبيًا غرًا 
كيا لاحي رر 
فراجلا بعونها سرت ولي 
سرنا إلى حيث لدى ارينسا 
للفجر ظلت ترقب الخيالة 
ثم تكتبنا وعند الظهر 
من ثم أعددنا الضحايا الغرا 
وألتس التهر له أذكينا 
لفوسذ وعجلة تبيعة 
ثم تناولنا الطعام ورقد 
وحالما براح من خبائها 
بزفس لذنا وأثينا ومضى 
أما الإفيّون فحول البلد 
فتحًا يرومون ولكن نظروا 
فأول الفرسان مطعونًا وقعٌ 
(مليوس وهو صهر أفغياس 
من كنه نبت الأرض طرًا سبرت 
وصلت صدرا لجيش والأعداء 
راعهم أن زعيم العجل 


0710 


شكرًا على أطايب الأسلاب 
بخيلهم لا يحصرون عددا 
غران للطعان جاهلان 
فيلوس قامت فوق تل مشرف 
يبغون بالعنوة أن يفنوها 
وهم بذاك السهل يضريونا 
فهم بالهمة كل الفيلق 
وخاف أن أكر فيمن كرا 
علي أن أجري على ذاك الأثر 
كان لدی الفرسان أسمى منزل"* 
يصب نهر قد دعوا مينيسا 
تعقبها كتائب الرجالة 
طرًا نزلنا فوق دس الثغر 
لزفس نستمد منه النصرا 
عجلا كذا بآخر ضحينا 
لرية الحكمة والشفيعة 
كل مدججًا على ذاك الجدد 
للأرض أرسلت سنا ضيائها"" 
للحرب جيشنا على ذاك الفضا 
تألبوا بِعَدَدٍ وغدد 
شدة آريس بنا وذعروا 
بنصل رمحي عندما نحوي اندفع 
وبعل اغاميذة الإيناس 
وللعقاقير جميعًا خبرت) 
وواثبًا علوت في منصتة 
وَلَّوْا وفيهم علت الضوضاء 
وأبسل الأبطال بالحتف يُلي 


الإلياذة 


وفيهم هَت كالإعصار 
وفوق خمسين من العجال 
فتكت طاعنًا وأوليت الردى 
وكدت أولي ولدي أكتورا 
ولم نزل نكسأهم في السهل 
حتى وطئنا أرض بفراسا النعم 
وعند تل آلس أثينا 
وفى مآبنا الأخائيونا 
لزفس في الأرباب أبناء العلى 
فذاك أنى كان يوم المحن 
لكن أخيل ليس بالشفيق 
فاذكر منتيوس وما قال لكا 
ألم أكن وأوذس في القصر 
يوم ذهبنا نحشد العمللا 
ودار فيلا كنت مع أبيكا 
والشيخ فيلا فى فناء الدار 
حرق أفتهاذا :من ,اران 
وفوقها يريق من كأس الذهب 
وأنتم اللحوم تقطعونا 
فقام آخيل وفى أيدينا 
وإذ قضينا من شراب ضافي 
إليكما وجهت قولي علنا 
فقال فيلا لأخيل: «يا ينى 
«ثم منتيوس تلا يقول: 


o11 


آذبح كل سارح وسار 
بمئة من أمنع الأيطال 
ومنهم اغتنمت تلك العَدّدا 
وملينًا بعاملي الثبورا 
مكثف الضباب فيهما خفى 
ونصر زفس فوقنا يستعلي 
والخيل فينا تنهب البطاحا 
وصخر أولينيس ذلك الأشم 
إن لم يكن كالحلم ماضي الزمن ١‏ 
وسوف يبكي نكبة الإغريق 
فى إفثيا الفيحاء مذ أرسلكا 


AM 


نسمع ما تسمعه من أمر 
بين الأخائيين والأبطالا 
فيها وآخيل الفتى يليكا 
مؤجج فيها لهيب النار 
لزفس يسترضيه بالقريان 
مدامة سوداء من صافى العثب 
من شل لجاب ا توا 
مسك راحيًا بنا يدعونا 
وخير زاد حق للأضياف 
فرمتما اللحاق في الحال بنا 
بَرّز على الأقران يوم الطعن» 
«رفيقك الباسل ذا أخيل 


النشيد الحادي عشر 


«فاقك يأسَا نسيًا وقدرا 
«فانصحه خيرًا وله كن مرشدا 
فذاك أمر الشيخ لكني أرى 
بلغ أخيل قبل إدراك الوك 
قرب رب مال للترفق 
وإن يكن يخشى حلول البؤس 
فبك فليبعث مع المرامدة 
والبس سلاحه عسى الطرواد 
إن نظروه فيك والإغريق 
جيشك إذ مل من القعود 
بذا تقي السفين والخيم وعن 
لذاك فطرقل أسَا تفطرا 
وإذ لأشراع أذيس عرضا 
حيث أحلوا مجلس الأعيان 
بدا أريفيل لديه عارجا 
يرشح من جبينه سيل عرق 
والدم أسودا سخينًا يجري 
فرق فطرقل لذاك المنظر 
«وا أسفا يا زبدة الأغارق 
عن داركم تاين والأصحاب 
قل لي أريفيل: أفي الإغريق 
أم تقلت وطأة هكطور فلا 
قال: «فبل قد قضي الأمر ولا 
بين جريح وطريح غادي 
هي أغثني واصحبني للخيم 
والجرح فاغسله بماء فاتر 
سر حفظت عن أخيل وهو عن 


01V 


وزدته عمرًا وزدت خبرًا 
يطع لما تريه من سبل الهدى»"' 
أ د 
والخير في نصح الرفيق المشفق 
جوحي ثٹیتیس له عن زفس"'' 
عسى بكم لنا تتم الفائدة 
يروعهم لذلك الجلاد 
يبدو لهم للراحة الطريق 
يبطش في جيش العدى المجهود 
عاتقنا تدرأ أثقال المحن, 7 
حيث أقام القوم ديوان القضا 
من ساحة الحرب جريحًا عارجا"" 
والسهم باد عضل الحق اخترق 
وقال ملتاعًا لهول المخبر: 
أتهلكنكم ظبى المخافق7 
مرد للخزي الوبيل فشلا» 
مناص وانظر تلق خير النبلا 
وقوة الطرواد فى ازدياد 
وأخرج السهم يزل عني الألم 
أستاذه خيرون في ماضي الزمن 


الإلياذة 


مهنا ينان EERIE E‏ 
وماخوون ذاك بادي العطب 
فقال فطرقل: «سرى الويال 
فها آنا أمضي إلى أخيل 
لكن أرانى عنك غير ناء 
و را عاد اين ل عي 
ومذ 3 الأتباع فى القرب ظهر 
ه فطرقل عليه وقطع 

وغسل الجرح وَعِرْقَا مُرًَا 
فالتأم الجرح وأوقف الدم 


ما بين ذُرَّاع العدى محصور 
فى حاجة أضحى إلى التطبب» 
ويلاه ما الحيلة والمال 


أبلغ قول نسطر النبيل 


وأنت تحت الأزمة اللأواء» 
ولخيامه سليمًا أوصلة 
مدوا له الفراش من جلد البقر 
بالسيف نصل السهم من حيث وقع 


بيده فت وحالا ددا 


وأورفيل زال عنه الألم 


هوامش 

)١(‏ أراحنا الشاعر أثناء نشيدين متتاليين من معامع القتال وجندلة الأبطال. فأتى 
a e N ١‏ بدك الوق إلى أخيل. وفي العاشر على بث الأرصاد وما 
كان من أمرهم. فَفَكّهِ القارئ تفكهة شوقته إلى استئناف قصص وقائع الحرب فاستأنف 
أبدع استتنافء وأعدَّ السامع لمواقع شداد بمقدمة في هذا النشيد وطأ بها توطكة عجيبة؛ 
لاشتداد الأزمة على الفريقين» وارتفاع الصيحة بما لم يسبق له مثيلء إذ جعل الفتنة 
هى الرافعة معالم القتال» وهيرا وأثينا هما المرعدتان المبرقتان لاشتداد الوبال. وأطال 
بوصف أغاممنون إنباءً بما سيكون له من الهيبة والجلالء وما سيبديه من شديد البأس 
وعزة النفس عند اشتباك الرجال» فكان كلامه من أوله إلى آخره كسلسلة آخذ بعضها 
برقاب بعض لا تفوتك حلقة منها إلا وترسخ في ذهنك وتتلوها حلقة أخرى تحل محلها 
وتزيد في رونقهاء فقد غادرنا القومين في آخر النشيد الثامن متيقظين ليلهم مترصدين 
حلول الفجر لإعادة الكرةء فكان لا بد إِذَّن عند بزوغ الفجر بعد حصول ما حصل من 
أن يندفعوا جميعًا كالسيل المنهمرء ولم يفت هوميروس ذلك فدفعهم على ما ترى. 

(؟) الجنة الجن. عبرنا بقولنا غزالة الصباح عن الفجر وهو في معتقدهم من إناث 
آلهتهم وطيثون زوجها كان في الأصل إنسيًا من بني لومذون أبِي فريام» فعشقته إلاهة 
الفجر لجماله واستأذنت زفس فاتخذته بعلا. 


°1۸ 


النشيد الحادي عشر 


(۳) إن إيفاد زفس ربة الفتنة لهو من قبيل احتدام الجيشين وتحرقهما للحرب - 
ذكر الشاعر في هذا البيت معالم القتال ولم يذكر ما هى على أنه يستفاد مما جاء في 
النشيد الثامنء أنه كان لهم نوع من الراية الحمراء يرفعونها استنفارًا للحربء والاحمرار 
إشارة على سفك الدم والبيت الذي أشرنا إليه هى قوله يصف أغاممنون: 


فخاض صفوف الخيم والفلك رافكًا بساعده بردًا من الخز أحمرا 


والظاهر من كلام هوميروس أن اللواء إذا عقد لكبير قوم فمن مظاهر عظمة ذلك 
الكبير أن يرفعه بيده كما فعل أغاممنون فيما تقدم» وكما فعلت الفتنة هنا وهي ربت 
على ما علمت. وهذا شأن جميع الأمم في تلك العصور وما وليها من أيام الجاهلية؛ إن 
لم يكن يعهد بالراية إلا لرئيس همام وفارس مقدام. قال صاحب السيرة الحلبية وغيرة 
من مؤرخي العرب: «إن راية بني هاشم (يوم بدر) أي التي كان يقال لها في الحرب: 
العقاب. ويقال لها: راية الرؤساء ولا يحملها في الحرب إلا رئيس القوم كانت لأبي سفيان 
أو لرئيس مثله» ولغيبة أبي سفيان في العير حملها السائب لشرفه». وقال في موضع آخر: 
«ودفع كَل اللواء وكان أبيض إلى مصعب بن عمير. وكان أمامه بی رايتان سوداوان؛ 
إحداهما مع علي بن أبي طالب كرم الله وجههء ويقال لها: العقاب وكانت من مرط 
لاف فة حه وعفد وله خلذكة آلو كوا للأوسن وكان :بيد شابن خض 
ولواء للمهاجرين وكان بيد علي بن أبي طالب کرم الله وجهه» ولواء للخزرج وكان بيد 
الحباب بن المنذر». وكان للعرب أعلام كثيرة في زمن السلم ينصبونها على أبواب بيوتهم؛ 
لتعرف بهاء وكانوا يفتخرون بالرايات الصفر ثم الحمر؛ أما الأولى فلأنها كانت لملوك 
اليمن: وأما الثانية فلأنها كانت لأهل الحجاز. وف أوائل الإسلام اتخذوا الراية السوداء 
والراية البيضاء؛ لأن راية صاحب الشريعة كانت سوداءء وكان له أيضًا راية بيضاء كما 
تقدم» فلما تولى الأمويون رجعوا إلى راية الحجاز الحمراء. وأما العباسيون فإنهم اتخذوا 
الراية السوداء اقتداءً بصاحب الشريعة وحزنًا على شهدائهم ولهذا سُمُوا بالمسوّدة؛ لأن 
السواد كان شعارهم حتى في ملابسهم فلما عدل المأمون عن لبس السواد اتخذ الراية 
الخضراء. وأما دعاة الدولة العلوية والطالبيون من بني هاشم فكانت رايتهم بيضاء؛ 
ولذلك سموا بالمبيضة. ۰ 

)٤(‏ قلاس: جمع قلسء وهو حبل السفينة - هذا تكرار لما جاء في النشيد الثامن 
وهو قوله: 


0186 


الإلياذة 


وأشراع أخيل وأياس أرسيت على طرفيه شدة وتبسلا 


(5) لا يحيد الشاعر في شيءٍ من روايته عن الحقائق التاريخية مع كثرة ما يذكر 
من المفمنات الشعريةوالخرافات اليكو وة فف انا بهذا الك وإفافكه هة 
أن ملك قبرص لم يكن بينهم؛ لأن القبرصيين لم يلجوا تلك الحرب. وفي إهداء تلك الدرع 
إلى أغاممنون إفادة أخرى تاريخية وهي أن معادن قبرص كانت كثيرة منذ تلك الأيام. 

(1) لا يخفى على المطالع اللبيب من هذا الكلام أن رؤية قوس قزح كانت تشير إلى 
أمر ذي بال عند قدماء اليونان» كما كانت عند الإسرائيليين بعد أن جعله الباري عز وجل 
وثيقة لأبينا نوح» بامتناع حدوث الطوفان مرة أخرى. ولعل هوميروس أخذ تلك الرواية 
مشوّهة في رحلته إلى مصر لأنه سيذكر (ن ۱۷) أنه لم يكن بشير خير بل نذير سوء. 

(۷) كلبا السيف هما المسماران في قائمه. 

(۸) الحرابي جمع حرياء والمراد بها هذا قتر الترس أي مساميره. 

(5) لما أراد الشاعر أن يظهر أغاممنون بكل مظاهر العظمة والجلال أطنب» حتى 
في وصف شكته وجعل مجنه شبيهًا بترس زفس كما مر بنا في النشيد الثامن. 

)٠١(‏ عرف المغفر: ناصية الخوذة والقونس بيضتها. 

)١١(‏ قال مزرّد بن ضرار السعدي يصف شكته على نحو ما وصف هوميروس 
سلاح أغاممنون: 


وممتعو: ساحن يهنن aaa SEES.‏ 
دلا كظهر النون لا يستطيعها سنانٌ ولا تلك الحظاء الدواخلٌ 
موشحة بيضهءٌ دان حبيكها لها حلقٌ بعد الأنامل فاضلٌ 
مشنيرة تحت الأضابع: كهوفا؟ إذا جمعة يوم التحفاظ الفباكل 
تك فى رك وة او درق ع اد 
كأن شعاع الشمس في حجراتها مصابيح رهبان زهتها القنادل 
وجّوب يرى كالشمس في طخية الدجى وأبيض ماض في الضريبة قاصل 
سلاف حديد ما يزال حسامه ذليقًا وقدته القرون الأواكلٌ 
وأملس هنديٌ متى يعلٌْ حدّهُ ذرى البيض لا تسلم عليه الكواهلٌ 
إذا ما عدا العادي به نحو قرنه وقد سامة قولا فدتك المناصلٌ 


0V۰ 


النشيد الحادي عشر 


ألست نقيًا ما تليق به الذرى ولا أنت إن طالت بك الكف ناكل 
حسام خفي الجرس عند استلاله صفيحته مما تنقى الصياقل 
و لون الكفوي: ا ا سن لزت سافن 
افك ااه مارك مرا كاو ا ا وا 
له قارط ماضي الغرار كأنه هلال بدا في ظلمة الليل ناحل 


شرع في وصف الدرع فقال: إنها مصبوية واسعة من الدروع التبعية تكرهها 
السهام؛ لصلابتها. وهي دلاصء أي: سهلة لينة لا تنفذ فيها الأسنة. موشحة حسنة 
السبك. يشار إليها بالأصابع لشهرتها - ثم أتى على وصف الخوذةء فذكر التسبغة, 
وهي نسيج الحلق الذي يكون تحت البيضة. ثم الخوذة فنسبها إلى حميرء وقال: إنها 
على كونها دلامصةء أي: لينةء ترفضٌ عنها الجنادلء وهي لصفائها إذا أصابتها الأشعة 
تألقت في جوانبها كالمصابيح - ثم ذكر الجوب وهو الترس بشطر واحدء وانتقل إلى 
السيف فوصف حده القاطع وحديده النقي القديم وأطال بوصف فعله في الحروب - 
وانتهى بالرمح فقال: إنه مطرد» أي: مضطرب للينه تخال الزيت سائلا عليه للمعانه» 
يمور لمرونته كالثعبان المحاذرء وكأنه لشدة لمعان حده القاطع هلال يسطع في الظلام 
الحالك. 

)1١(‏ إن أمثلة مطر الدم كثيرة في تواريخ الأقدمينء وكلّ ينتحل لها تفسيرًا ليس 
من الصحة على شيءٍ حتى قال بعضهم: إن ذلك الطل كان حقيقة أحمر لتبخره من 
دماء القتلى» وهو قولهم في زمن كان العلم فيه قاصرًا عن إثبات الخلاف. ولقد ذهب 
بعض العلماء العصريين أنه قد يمكن أن يكون الطل الأحمر منبعنًا من أجساد نوع من 
الفراشء» إذن نقف من بيضة وتطاير في الهواء خرجت منه مادة حمراء. ومهما يكن من 
هذه التأويل فسقوط الطل الأحمر كان في عرف كل الأمم إشارة إلى سفك الدماء. 

)١١(‏ لقد أحسن الشاعر وأي إحسان بوصف زعيم الطرواد بهذه الخفة والهمة 
الشماءء بعد أن وصف زعيم الإغريق بتلك الهيبة والعظمة الغراء. فهذا فتّى في ريعان 
الصبا يقود كتائب لم تبلغ شأوًا مذكورًا في الانتظام الجندي» فلا بد له من أن يخترق 
الصفوف» وينادي بالحتوفء وذلك كهلٌ زعيم أمم بلغ منها التفنن مبلغًا عظيمًا وحسبه 
أن يشددها بمثاله فتقتفي أثره وتسير على منواله. 

(15) قال بوب: لا ندرك جمال هذا التشبيه إلا إذا علمنا كيف كانوا يزرعون 
ويحصدون؛ ذلك أن الزراع أو الحصاد كانوا ينقسمون شطرين متساويين» يشرعان في 


الاه 


الإلياذة 


العمل من طرفي الحقل فيلتقيان في وسطه»ء فهذا كثيرًا ما كان يحصل التسابق والتنافس 
بينهما لبلوغ كل من الفئتين حده قبل الفئة الأخرى» وهو تشبيه صادق كل الصدق على 
جيشين زاحفين كل من وجهته. 

)٠١(‏ يستدل من هذا الكلام نهم لم يكونوا يحسبون ساعات الليل والنهارء إلا 
بأعمال يعملونها فيها أى أحوال تتهيأ عنها كبزوغ الفجر وارتفاع الشمس. فضحوة 
النهار من الباب الثانى وراحة الحطاب من الباب الأول. وساعات النهار عند العرب 
جميعها مأخوذ من معان تدل عليهاء وهي المجموعة بقول الشاعر العصري الشيخ 
ناصيف اليازجى: 


أول ساعة من النهار هي البكور والبزوغ طاري 
والرأد والضحى المتوع بعد ظهيرة ثم الزوال عدوا 
ثم الأصيل العصر ثم الطفل وبالحدور والغروب تكمل 


ومثل ذلك قوله في ساعات الليل: 


أول ساعة من الليل الشفق ويعدها العشوة يتلوها الغسق 
فهذأة ثمة شرع ثم قل جنح وزلفة هزيع يا رجل 
وبعد ذاك غبش وسحرٌ والفجر والصبح الذي ينفجر 


وكلها تدل على معان مخصوصة كما ترى. 

(1) يستفاد من هذا الموضع» وعدة مواضع أخرى في هوميروس أنهم لم يكونوا 
يفرقون كثيرًا بين أبناء الحلائل والخلائلء فابن الهوى عندهم يكاد يكون كالابن الشرعي. 
ولقد ذهب بعض الشراح إلى أن هوميروس جعل بين الفريقين تلك المساواة؛ لأنه لم يكن 
له أب معروف على أن هذا الظن بعيد الاحتمال؛ لأن هوميروس لم يسلك بشيءٍ في شعره 
على هوی نفس معلوم» بل مثل أحوال عصره وأطوار أبنائه على علاتهاء ولم يصدق 
شاعر صدقه من هذا القبيل. 

۷ هذه ووانة من كملة الرولياك "التي زين جه الشافج ره فا مان متها 
الطالع إفاذات كلذك الاطلاع قل فة من القخصيمه: والتفكية رأة تفل الفكن بها 
برهة عن مناظر الفتك والسفك» وترديد ذكر آخيل بطل الرواية النائي حتى الآن عن 
او ا وتوا اعطاق 


oVY 


النشيد الحادي عشر 


EN كف روسن‎ ES 

[15) يكم الطالع» أن ااا 8 اة العاف لحري کوان ولعو يدك 
توان أدلها إلى أخرها حل سا اوو عضرة جره قيل د ددن اعا إليها 
الشاغن إشثارة لط كإشارتةهنا إل ها كان هن انظيدااخوس» من قوله يمقع الظرواذ 
عن إرجاع هيلانة إلى زوجهاء فيعلم من ذلك ومما سيأتي بعد أبيات بلسان أغاممنون 
أنه ارفا وا إلى الطروان لخب اكات صلخا فيل الاقام عل 'العرب: 

(87 لهذا هو" القول الذي قاله وو القند ا م و3يؤفية 
أن يعفوا عنه. 

)51١(‏ قال عنترة: 


ودنت كباش من كباش تصطلي2 نار الكريهة أو تخوض لظاها 
ودنا الشجاع من الشجاع وأشرقت سمر الرماح على اختلاف قناها 


(۲۲) قال أبى النجم العجلي: 
إا لتعمل في الرءوس سيوفنا عمل الحريق بيابس الحلفاء 


ومثله قول عنترة: 
إذ أدبروا فعملنا في ظهورهم ما تعمل النار في الحلفا فتحترق 

)١9(‏ اختلف المفسرون بموقع ذلك التين فمن قائل: إنها التلة المحاذية للبرج التى 
لقان تإليها اشاس ق الت الان ومن فال إكها بقعة ‏ وهرة مر وة :قينا فى :ذلك 
السهلء وهذا مذهب إسطرابون القائل: إن اليونان إنما دخلوا إليون من ذلك الموضع. 

)۲٤(‏ إذا کان أفيداماس سبط كيسيسء أي: ابن بنته» وكيسيس أبو ثيانى الحسناءء 
وأزوجه من أختهاء فيكون أفيداماس زوج خالته» كما ترى» ولم يكن ذلك مذكرًا عندهم. 

EES 

)۲١(‏ هذا من جملة التشابيه الصادقة على شدة الألم» والكثيرة الورود في أسفار 
العهد القديم» ومع ذلك فقد انتّقد على هوميروس إيراده لوصف آلام بطل مقدام في ميدان 


oV 


الإلياذة 


الصدام» ولعله أحسن وقعًا في كلام أوس بن حجر؛ إذ شبه الأصوات في الحرب ترتفع 
تارة وتنقطع أخرى بصوت المجاهدة في الولادة بقوله: 


لها صرخة ثم إسكاتة كما طرقت بنفاس بكر 


الإليثيات بنات هيراء وكانت هيرا إلاهة الزواج وكن إلاهات الولادة والنفاس» كانوا 
يمثلونهن ويأيديهن سهام تنفذ في أحشاء المرأة ساعة مخاطهاء ولهن مزية أخرى وهي 
أنهن يسهلن الولادة» وأما شعراء اليونان المتأخرون فلم يذكروا منهنَ إلا واحدة ذهبوا 
إلى أنها نفس أرطميس. 

(۲۷) لم يكن ارتداد أغاممنون عن موقف القتال بأقل عظمة من اندفاعه بصدر 
الجندء فإنه على شدة ألمه دفع قومه وبشرهم بالفوز بعبارة تشير إلى أن جرحه لم يكن 
قتالا ليطمتنوا ولا يأخذهم القنوط لاحتجابه. 

(۲۸) هنا انتقل بنا الشاعر من بطش أغاممنون إلى بطش هكطورء ولقد رأينا فيما 
مضى أن زفس أمره ألا يتقدم إلا إذا اعتزل أغاممنون القتال» فأتمر بذلك الأمرء وزاد 
ذلك في عظمة أغاممنون حتى في يُعده عن مواقف الرجال واصطكاك النبال. 

(9؟) مهما أنصف الشاعر أعداء قومه بوصف بسالتهم» فإن في نفسه أثرة للإغريق 
لا تكاد تخفىء فقد مثلهم لنا هنا ملتوين أمام الأعداء» ولكن التواء الليث أمام الكلابء 
التى يثيرها أصحابها عليه» وقد جرى هذا المجرى في أكثر الإلياذة. 

)١(‏ العد هو النظير. 

(١؟)‏ نوطوس: ريح الشمال كما تقدم. 

(۳۲) مر بنا أن أوذيس كان مواليًا لذيوميذ في كل النشيد السابق» وكان الموقف 
موقف تجسس لا موقف حربء وها هو الآن موالٍ له في هذا المحلء لا لأنه أبسل القوم؛ 
ولكن لأن الموقف موقف تهلكة والبسالة فيه أحوج إلى الرأي والحكمة منه في كل موقف. 

(TT)‏ الرت: السيد والمقدام. 

)۳١(‏ أرانا الشاعر غير مرة أن رمي النبال لم يكن محل فخار لسراة الأبطالء ثم 
إنه لم يرنا في كل إنشاده بطلا يقهقه قهقهة فاريسء وإن كانوا يتهكمون بعض على 
بعض في عدة مواقع» ومع أن فاريس هو الفاتك هنا وذيوميذ هو المفتوك به» فإنك ترى 
من خطاب الجارح وجواب المجروح ما يشير إشارة بينة إلى عجز ورقاعة في الأول وإنفة 
وشجاعة في الثانى. 


oV 


النشيد الحادي عشر 


(5؟) قد رأينا الشاعر يشير حينًا بعد حين إلى ما تقدم تلك المواقع من الحوادثء 
كنا آنه “يش إل ها عقن كلك الحوب مها لح يدخلة ف بطو عق لاقوت الط 
على شعره فائتة من الحقائق الجلى» سابقة كانت أو لاحقةء فإن في وصفه أوذيس بكونه 
أس بلاء الطرواد إشارة إلى الرواية التاريخيةء القاضية بأنه هو الذي تسبب في آخر 
الأمر في فتح إليون» وقهر الطرواد باحتياله على مفاجأتهم بنفر من الجند أدخلهم إليون 
بالفرس الخشبي المشهور. 

(") لله در أبى الفوارس القائل: 


لي النفوس وللطير اللحوم ولل وحش العظام وللخيالة السلبُ 
(۳۷) زاد عنترة زيادة حسنة على هذا المعنى يقوله: 
وأجساد قوم يسكن الطير حولها إلى أن يرى وحش الفلاة فينفرٌُ 


(۳۸) حينما يبرز الشاعر أياس يبرزه رجل فعل لا رجل قول فهو على شدة بأسه 
قليل الكلام» يصمت حيث ينطق غيره» ولا يضيع ثانية من الزمن في الخطاب؛ حيث 
تستفزه الكوارث للبطش والإقدام» فهنا منيلاوس يستغيثه فيبادر ويقول بسرعة الإقدام 
ما لا يعر عنه بكثرة الكلام. 

(۳۹) لا يخفى على المطالع اللبيب ما في هذه التشابيه من دقة المغزىء ورقة المعنىء 
فالأيل أوذيسء والثعالب الطروادء والليث الفاتك آياس. 

(50) كان ماخاوون طبيبًا وجراحًا. ولنا هنا من كلام إيذومين ما يدل على شدة 
رعايتهم للأطباءء فلقد رأينا الملوك تتألم لجراحهاء والأبطال تخر أفرادًا وزمرّاء ولم نر 
منهم إشفاقًا يوازي هذا الإشفاق على ماخاوونء وقد ابنًا في غير هذا الموضع مكانة الطب 
والأطباء عندهم» وهنا لنا دليل آخر على صحة ذلك القول. 

١ أسقليب أبو ماخاوون. انظر رسمه:‎ )5١( 

)٤١(‏ قال أبى الطيب المتنبي وأحسن: 


وخافن بالشف يكن النوث خلفهة .وكاق مقه إلى الكعيين زاكرة 


هلاه 


الإلياذة 
حتى انتهى الفرس الجاري وما وقعت في الأرض من جثث القتلى حوافرة 
ا الكت تمرفك كك مدل كذا امكف مان عدت 
والخيل سود الوجوه كالحة تخوض بحر الهلاك والخطر 
وله أيضًا: 
وعاد بي فرسي يمشي فتعثره جماجم نثرت بالبيض والأسلٍ 
وأحسن من ذلك قولة: 


حتى رأيت الخيل بعد سوادها حمر الجلود خضين من جرحاها 
يعثرن في نقع النجيع جوافلا ويطأن من نار الوغى عظماها 


ومثله قول الحصين المري: 


لدن غدوة حتى أتى الليل ما ترى من الخيل إلا خارجيًا مسوّما 
يطأن من القتلى ومن قصد القنا خبارًا فما يجرين إلا تجثما 


ولأبى تمام من هذا القبيل: 
واكتست ضمر الجياد المذاكى من لباس الهيجا دما وحميما 
)٤١(‏ هذا البيت ساقط من بعض النسخ ولعله دخيل. 
)٤٤(‏ العنة للبقر: هى الحظيرة. 
(55) لقد أحسن امرق القيس بوصف اللحم والشحم بقوله: 
وظلَّ العذارى يرتمين بلحمها ‏ وشحم كهداب الدمقس المفتل 


)٤١(‏ الجأب: الحمار - قد كان هذا التشبيه على بلاغته مما انتقد بسطه على 
هوميروس» على أنه فات المنتقدين أن الشاعر يتكلم بلسان قوم لم يكن الحمار ممتهنًا 


o۷1 


النشيد الحادي عشر 


في عرفهم» ولا شك أن هذا الامتهان حديث العهد» فإن العرب - وهم أرباب الأنفة 
- لم يأنفوا من أن يلقبوا الخليفة مروان بالحمار إعظامًا لبأسه وصبره على المكاره 
والشدائد. وفي التوراة أن يعقوب لما بارك أبناءه لقب ابنه إيساكر بالحمار الضخم» وأي 
مثال أصدق من هذا المثال لوصف بطل كأياس» تتألب عليه الجموع فلا يبالي» بل يثبت 
في مكانه ثبوت الحمار الجائع العابث بالزرع» فلا تهوله عصي الصبية وزعقاتهم, ولا 
ينثني إلا وقد قضى وطرة كما ترى في الأبيات التالية. 

)٤۷(‏ لم أرَ وصفًا شعريًا لبطل من الأبطال في الإلياذة وغيرها أبلغ من وصف 
أياس في هذا الموضعء فإن الشاعر أبرزه في أول أمره دهشا مطرقًا هامًا على الرجوع 
بصولة زفس الإله الأعظم» ولم يكن شيءٌ يتهيب له لولا تلك الهيبة العلوية» وهو مع ذلك 
يباري العدى وينثني خطوة فخطوة ملتويًا كالضيغم, تتألب عليه الرجال من كل صوب» 
فلا يهوله تألبهاء وتنهال عليه النبال» فلا يروعه انهيالهاء ويلبث صابرًا ليلته حتى إذا 
لاح الصباح ولم يبلغ منيته ارتد كثيبًا يحرّقه الغيظء ولم يكفه الدفاع عن نفسه بل 
بقي وهو في تلك التهلكة يفكر في رد هجمات الأعداء عن السفنء فكان يلتوي أمامهم, 
ويمشي الهوينا غير مرتاع لوبل نبالهم ومر قتالهم» كأنهم نسبةٌ إليه غلمان تكأكأت على 
حمار يرعى زرعًا وقد برّح به السغب» فيحجم ويهجم بثبات ولا ثبات الأسود» فحمى 
نفسه وقومه وسفنه وفعل وحده ما تعجز عنه الفيالق» وألقى في قلوب العدى هيبة ولا 
هيبة كل جيشه المجتمع» ومع كل هذا فلم تغن بلاغة شاعرنا وحسن تصرفه عن انتقاد 
المنتقدين. 

(58) النضي: النصل. 

(51) اليلامق: التروس. 

(00) ينتقل بنا الشاعر هنا كجاري عادته إلى مشهد آخر بعد أن أطال في ذكر 
الفتك والسفك والكر والفرء فيوطئ لنا بأسلوب حسن إلى ارعواء آخيلء فالأزمة قد 
اشتدت في جيش الإغريق» وياتوا على شفا جرف المهالكء واعتزل الكفاح خيرة حكمائهم؛ 
كنسطورء وأوذيس» وأمرائهم؛ كأغاممنونء وذيوميذ» وأوريفيل» وبرحت بهم الجراح 
فأمسوا لا يصلحون للكر والكفاح» وزد على ذلك إعراض الآلهة عنهم» وموالاة زفس 
لأعدائهم» فكانت من ثم جميع الظواهر تشير إلى شر العقبى» وهو تصرف بديع من 
الشاعر؛ بغية أن يزيد في هيبة آخيل» ويظهر شدة حاجتهم إليه» ويبرز فطرقل بمظهر 
لا يفوقه مظهر إنسان بالحماسة والغيرة والحنانء وأخيرًا بالبأس وحسن السياسة. 


oVV 


الإلياذة 


)١(‏ أي: محنة فطرقل. في ذلك إشارة إلى أن فطرقل سيقتل على ما سيجيئ 

ل ل E‏ 
العحظ وحدة الحقه والكيد» حيو شع كل بها نإل الأعردق فين الفاشل: لمر يرق لوم نولم 
يخفف من ثورة غضبه ولا يزال جانحًا إلى الانتقام» ولا شك أنه أبصر كل ما حلّ بهم 
فلم يحرك فيه كل ذلك عاطفةء وإن كان أحب استطلاع أمر ماخاوون فذلك لود خاص 
به» وقد تعددت أقاويل الشراح في سبب ذلك الود ولم يقل أحد منهم في ما نعلم إن 
ماخاوون كان أقرب إلى أخيل بصناعته من سائر الجند؛ لأن آخيل وإن لم يكن بنفسه 
طبيبًا معروفًا في زمانه فلقد كان يسره أن ينتمى إلى زمرة الأطباء لما كان لهم من المكانة 
على ما رأي؛ لذ هك أنه كان قن ورين كلك الصفاعة و اة ها شيا عكر عن أسكادة 
خيرون وكانت له معرفة خاصة ببعض أسرارها كما سيأتى بعد أبيات. 

69 الدسيعة: الجقدة الكبيرة. ١‏ 

(58) تضاريت أقاويل الشراح في هذا القول؛ إذ لا يعقل أن نسطور وهو شيخ 
عاجز يقوى على حمل ما لا يحمله غیره» ولا أخال هذين البيتين إلا دخيلين» وهما من 
الإلياذة نفسها ومعناهما منقول عن محل آخر. 

(55) السخل: هنا العنز. 

(51) اللحمة: القرابة. 

(010) لا ينفك نسطور يتحسر على شبابه تحسر منصور النمري بقوله: 


اطي وة من و ]اذ كوف فاا ل دوقم 
بان الشباب وفاتتني بشرته صروف دهر وأيام لها خدع 
ما كنت أوفى شبابي كنه غرته حتى انقضى فإذا الدنيا له تبغ 
ويفتخر بسابق بأسه افتخار معارك ابن مرة العبدي بقوله: 
أتطمع في هضمي لدن شاب عارضي وقد كنت آبي الضيم إذ أنا امردٌُ 


(5) الندب: هو خطر الرهان في السباق» وهى عادة كانت جارية لهم كما كانت في 
جاهلية العرب» ويقال: إنهم كانوا يجرون فيها على غير نمط السباق في الألعاب الأولمبية 
التي شاع أمرها بعد ذلك الزمان. 


عه 


النشيد الحادي عشر 





(0) بعونها: أي بعون أثيناء وهي وليته ووليّة أوذيس في كل مغازيهما. 
)1١(‏ براح علم للشمسء والجدد في البيت السابق الشاطئ والعجلة التبيعة في البيت 
الذي قبله العجلة لحول واحد. 
)1١1(‏ هذا من التشابيه المتواترة في كل الألسنةء قال أبى تمام: 
ثم انقضت تلك السنون وأهلها فكأنها وكأنهم أحلام 


ومثله قول البحتري: 


0۹ 


الإلياذة 
وأيامنا فيك اللواتي تصرمت مع الوصل أضغاث وأحلام نائم 


(11) إنما ذكر نسطور فطرقل بذلك ليبين له أنه لا يبرئه من تبعة تقاعد آخيل 
ليزيده همة على استنهاض همته. 

(17) هذا تهكم لطيف على آخيل ورميّ له بالجبن؛ لأن ثيتيس كانت أوحت إلى 
ابنها أنه يقتل في هذه الحرب» وهي أبلغ عبارة نطق بها نسطور في كل هذا الخطاب 
وأدعاها إلى استنفاره. ١‏ 

(18) إن هذا الخطاب مع ما في مقدمته وخاتمته من الحكم البليغة لا يخلو من 
دواعي الانتقاد؛ لإسهاب نسطور بحديث طويل عريض لم يكن له موضع هنا؛ لأن الموقف 
موقف حرج. لا مجال فيه لهذا الإكثار مهما دافع المدافعون عن شاعرناء ولكن فيه مع 
ذلك خلا الفوائد التاريخية فائدة أخلاقية تعلمنا أن الشيخ العاجز يجنح إلى كثرة الكلام 
مهما وفرت حكمته وعظمت مهابته. وإذ لا يبقى له سبيل إلى إتيان الأعمال الخطيرة, 
وإبراز الهمم الكبيرةء فلا أقل من أن يفخر بما سبق له من صلب الذراع وطويل الباع. 

(15) عارجا الأولى من العرج» والثانية من العروج» أي: الميل. 

(13) ظبي المخافق» أي: مناصل السيوف. 


0/3 


النشيد الثاني عشر 


4 
۰ 


واقعة الخندق 


E 
2 


استظهر الطرواد على الإغريق» فدفعوهم إلى داخل معقلهم» وهزموهم إلى سفنهم» وألقى 
هكطور الرعب في قلويهم» فخارت عزائمهم وهانت قواهم» أما هكطور فدفعته الحمية 
إلى اجتياز السور والخندق إلى السفنء فهياً قومه لذلكء وارتأى فوليداماس أن يترجل 
الجميع ويندفعوا مرة واحدة مشاةء فاستصوب الطرواد رأيهء وتكتبوا خمس كتائب» كل 
كتيبة بزعامة رئيسها إلا أسيوس فإنه ظل على مركبته فقتل» ولا اندفع الطرواد إلى أبواب 
المعقل وقف لصدهم بطلان من أبطال اليونان» فأبرزا من البسالة ما يفوق الوصفء 

إذ أوشك هكطور أن ينقض على المعقل ظهر لهم على ميسرة الجيش الطروادي نسر 
ممسك بمخالبه حيةً حيّةء فارتاع فوليداماس لذلك وأشار بالكف عن القتال» فوبخه 
هكطور ولبث على كرته فثبت الإغريق في موقفهم وأمطروا على الطرواد وبل نبال وامتاز 
الآياسان بالبأس والبطش بين الإغريق» كما امتاز سرفيدون وغلوكوس بين الليقيين نجاد 
الطرواد» ثم جرح غلوكوس فانهزم» وبقي سرفيدون وحده» فخرق السور وفتح منفدًا 
فيه لجماعته فكادوا ينفذون فيه لولا بسالة آياس» فكثر الفتك والقتل فانحاز حينئذ 
زفس إلى الطرواد» وتقدم هكطور ورمي بصخر على أحد الأبواب فسحقه وولج مع كل 
جيشه معسكر الإغريق» ولم يزل يتعقبهم إلى أن لجأوا إلى سفنهم. 


الإلياذة 


النشيد الثانى عشر 


وما قل 8 أريفيل 1 خو 5 
والحرب فى مأزق ضاقت مسالكه 
أما الأغارق فالحصن المتين ينوا 
ليدفعوا عن خلاياهم ومحملها 


على الفريقين ألقى ثقل وطأته 
والخندق احتفروا من حول خطته 
مق الختا مايال هة 


»ا كلا علا 


لكنهم حين شادوا سورهم غفلوا 
فما إذا هو واقيهم بمنعته 
فلا يقوم بناءً لا تحيط به 
قد دام ما دام هكطور وما بقيت 


عه ا ناف يكن ا 
سن كادي ES ET‏ 
MEESTER‏ 
إليون واشتد آخيل بنفرته 


»ا كلا علا 


وعندما فتحت إليون واندثرت 
والأرغسيون هاتيك السفائن في 
فوسيذ فورًا وآفلون انحدرا 
ريسوس روديس قاريس إيسفس 


من بعد عشرة أعوام بها حصرت 
من عاش منهم إلى أوطانهم مخرت 
ول اتان انا فوته اورت 
والهفتفور بضافي IY‏ 


»ا كلا علا 


والإسكندر إغرانيق يتبعه 
عن جنة سطعت أو بيضة لمعت 
وفيبس حول الأنهار قاطبة 
وزفس أمطر شؤبوبًا يقوضه 


اد ل 0 طناك الحم + حبري 


اا كلا علا 


وفوسذ وعصا الأنواء فى يده 
يستأصل الصخر منها والجذوع إلى 


oAY 


يطغي السيول عليه في توقده 
لليم يقذف معترًا بسوّدده 
أن ساوت الجرف فى مألوف معهده 


النشيد الثاني عشر 


فأسبل الرمل يعلوها وقد رجع ال 


ع 0 3 
انهار كل إلى محدود جذته 


»ا كلا علا 


ذاك الذي سوف يبديه لنا القدر 
ترتج أبراجه من عنف كرّهم 
يروعهم سخط زفس مذ أصابهم 
لا زال يعصف فيهم مثل عاصفة 


والآن من حوله الطروادة استعروا" 
والأرغسيون في الأسطول قد حصروا 
وهكطر ناك أس الروع والخطر 
وقوم طروادة اشتدوا لشدته 


»اا علا علا 


5ه حكن مكرجا زو كتين رويد 
بل ينثني وهو يث ادق قي 


لم يعبأن بجمع حوله احتشدا 
أهمت حواليه من أسهامها بردا؛ 
بأس فلا يلتوي للخطب مرتعدا 
أو صال شقت ا لصولته 


»ا لا علا 


كذاك هاج بهم هكطور يندفق 
لكنما خيله في الجرف جازعة 
E E‏ المت لد تع U‏ 
وكيف تعدو وحول السور هاوية 


يصيح فی القوم: «هَيُوا الخندق اخترقوا» 
ترددت E‏ تراءى دونها العمق 
وثبًا فتجتاز أو عدوًا فتنطلق 


اا كلا علا 


هيهات تحت العجال الخيل تقطعها 
ناك لتو جدسااى بجا مط ات 
«يا هكطر يا سراة الجند كيف ترى 


وراءه السور والأركان قد رفعت 


أك اة لجح وا 
فرسان نادى يقرب الفوز يطمعها: 
فوق الحفير جياد الخيل ندفعها 


»ا كلا علا 


فكيف ننزل في هذي العجال إلى 
لئن ننل من لدى زفس إبادتهم 


oAY 


ف اتک واس رمم د 
ونشر خزيهم فليهلكوا عجلا 


الإلياذة 


فإن عبرنا وصدونا لوهدته 


3 


والحق أصدقكم لن ينجون بنا 


ع 


فأي رُزءِ يوافينا وأي بلا 


(n ماع‎ 


»ا لا علا 


فالرأي عندي أن نبقي الجياد لدى 
ونحن نتبع هكطوورًا بجملتنا 
فالأرغسيون إما حان مصرعهم 
فلم يكد ينتهي والقول راقهم 


سيّاسها عند هذا الحد حيث بدا 
مكثفين على أكتافنا العددا 
لن يستطيعوا سبيلا للقا أبدا» 
حتى ترجل هكطور لساعته 


ا كلا علا 


وكل فرسانهم ألقوا عجالهم 
تقام فى الجرف صفا واحدًا وهم 
فقاد أولها هكطور أولهم 
وقبريون وقد أبقى الجياد لدى 


لساسة الخيل تستبقي حيالهم 
فا خم ضفو رجاهم 
كذاك فوليدماش من أمالهم 
فتّى لهكطور من أعراض فتيته* 


ا كلا علا 


وقاد ثانيها فاريس يصحبه 
فاو كم ايكون الذي ات 


جِندًا تمد إلى كيد العداة يدا 
ألقاث ثم أغينور الذي اتقدا 
فريام قرمان مقدامين قد عهدا 
سيماء آل العُلى تزهى بطلعته 


»اا كلا علا 


كذا ابن هرطاقس آسيس البطل 
من بر آرسبة من جد سيلس قد 
وانضم رابعها جيشا على حدة 


من ثقف الحجرد للهيجاء يشتعل 
جرى عليها إلى إليون ينتقل' 
لأمر أنياس رب البأس يمتثل 


ع 


أخوه أرخليخ كانا بصحبته 


»ا كلا علا 


oA 


أحلافهم ولسرفيدون قد خضعت 


النشيد الثاني عشر 


وعسطروف بغى عونًا له وكذا 
كماة باس بلا هكطور وقعهم 
قد قصر الكل عن إدراك شأوهم 


غلوكسًا تلك صيدٌ الحملة اندفعت 
في الحرب أيان أطراف القنا وقعت 


»ا كلا علا 


وعندما التأموا تزهى يلامقهم 
وأيقنوا أن أعداهم وقد وهنوا 
بصدق فوليدماس كلهم وثة 

سوى ابن هرطاقس ما زال معتليًا 


تقنوهوا هؤام التتفعين افقوم 
تبيدهم في خلاياهم مخافقهم" 
RE EE E OE‏ 


»ا كلا علا 


أم السفائن مغترًا على حمق 
فلن يرى بعد إليونًا ويفخر بل 
يُسرى السفين مضى حيث الأغارق قد 
أغار تتبعه الأجناد لا ية 
للباب كروا ومصراعاه ما زلجا 
ودونه من بني اللافيث يحرسه 
لينطس عد آريس وفولفت 
قاما كأنهما ملولتان على 


بخيا وٹ ا1 e‏ لم يثة 


آبوا بخيلهم من أفسح الطرق 


وأيقنت في العدى فوزا بغارته 
بل فيه قوم يباري من عدا ونجا 
قرما نكال على هز القنا درجا 
لصده وقفا فيه ومااختلجا 
طود وقد قامتا من فوق قمته 


»ا كلا علا 


فإن أصلهما في الأرض ينتشر 
فكر يتلوه يامين وآدمس 


أنصاره وإن اشتدوا وإن 


ولا يروعهما ريح ولا مطر 
كثروا 
كذا ثوون وأورست الأولى اشتهروا 
وجيشهم لغجًا داو ب 





»ا كلا علا 


والأرغسيان لا يلويهما الجزع 


06 


a المسقل‎ aA EA 
وكاد جيش العدى للسور يندفع‎ 


الإلياذة 


كرو ار اا وا 


مكافحين وأسهام العدى تقع 
يصل للوبل يهمي فوق صفحته 


ا كلا علا 


كأن في الشم خرنوصين قد ذعرا 
فيسحقان ببطن الغاب ما لقيا 
ويعليان صريف الناب ما بقيا 
فيكنذا اشقن دان 'الباسلان وها 


بين الخياطل والقناص مذ حصرا 
121111111 
حيين لم يلقيا في المعرك القدرا 
ريعا لكل قوی جيش وكثرته 


»ا كلا علا 


كانا على ثقة من بأس ذرعهما 
قن افيف تالس قت EE‏ 
ومن كلا الجحفلين الرمي منطلق 
كصيب الثلج تنهال الغيوم به 


وبأس من قام فوق السور خلفهما 
وبلا من الصخر من فوق العداة همى 
على الرءوس بغيث بالنبال طما"١‏ 
والنوء هب فتهمي تحت هبته١"١‏ 


»ا كلا علا 


والبيض ترجع عن وقع الحجار صدى 
ففات أسيسًّا ما كان أمله 
مثل الزنابير ذبت عن خشارمها 


للجو عنها وعن أجوابهم صعدا"" 
فصاح يلطم يضويه العنا كمدا: 
قرمين فذين لم نبلغهما أمدا 
والنحل لا يتخلى عن خليته 


»ا كلا علا 


فتن بتكا رئ إل إا رة 
لکن زقس وهكطورًا بنصرته 
وسائر الجيش لم ينفك مضطرمًا 


أو بين فتاك أيدينا إذا وقعا»٠١‏ 
من دونهم خص ذاك الصوت ما سمعا؟١‏ 
بأسَا على سائر الأيواب مندفعا 


كم هامة وقعت في حر وقعته"' 


»ا كلا علا 


من کا فج لسن التسون ا غدل 


0/1 


وارتاع للخطب أهلوه وقد ثقلا 


النشيد الثاني عشر 


ورهط أنصارهم في الخلد قد وجلا 
قد أعملا في الأعادي السيف والأسلا 


ا كلا علا 


ما صدها ذلك الفولاذ بل خرقث 
من شم أتبعه فيلون يلحقه 
كذا لينطس فى لدن القناة مشى 
فاستل من غمده السيف الحديد وفى 


حتى الدماغ وأم الرأس قد سحقث 
أرمين عن طعنة في جوفه مرقث 
رمى وقي خصر هيفوماخس فهقت 
قلب العدى كر يلقي روع كرته 


ا كلا علا 


فانطفأت فرى يلقيه منقلبا 
واجتاح أورست تسقى الأرض من دمه 
وكا فكيا اللافية قد فقكا 
ومكتطنن اة اا ا غ 


والقرم يامين ثم استقبل السلبا 
فتگا ذريعًا وحازا بعده النشبا 


وإكن فتولنيةماس: فجت إفَرقه 


»ا كلا علا 


فاستوقفت جزكًا في الجرف حائرة 
قدو ا الكو قل و 


جندا تمد إلى كيد العداة یدا) 
تطير أو هو عن يُسرى السرى وردا 


بأة أن شض کت و 


»ا كلا علا 


فالأفعوان وفيه لم يزل رمق 
حتى عليه التوى بالعنف يلسعه 
فصاح عن ألم مر وأقلته 


ما بين أظفاره فى الجو يصطفق 
فى بارز الصدر حيث التفت العنق 


والأفعوان هوى للأرض مختضيًا ‏ حيا وطروادة ارتاعت لرؤيته 


»ا كلا علا 


OAV 


الإلياذة 


فتلك من زفس نجوى رامها علنا 
وقال: «عُوّدتَ همكطورٌ معارضتي 
لا يجدرن بنا أن نستطيل إلى 
الكنتي كيقما دارت مياحكنا 


ونحو قرمهم فوليدماس دنا 
إذا اقترحت مقالا بيننا حسنا 
مداك أو نرتكي مالا يلوح لنا 
مهما أقل فمقالي ثق بصحته" 


»ا كلا علا 


لا خير بالفتك في الإغريق بالسفن 
ألم نر النسر يسرى الجيش مرتفعًا 
أما رأيناه ألقاها مخضبة 
ولم تكن لفراخ قد خلون بها 


إن صح حدسى ففيه فادح المحن 
فريسة تلك فاتته ولم تهن 
بوكره فانثذ يخا بخييت 


ا علا علا 


وهكذا فلئن نظفر يسورهم 
ولو هزمناهم لن يرجعن بنااا 
بل سوف نلوى شتانًا تاركين لهم 
فذاك تفسير هذا النجو يخيره 


وخرق أبوابه خرقا برغمهم 
أجناد من حيث كروا بانتظامهم 
أخو الهدى تهتدي الدنيا بخبرته»"٠‏ 


»اا كلا علا 


فمال هكطور شزرًا وهو يلتهب 
فإن تكن قلت ما قد قلت عن ثقة 
لأنت أولى برأي أصوب فعلا 
تلك القضايا التي بلغتها سلفا 


غيظًا وقال: «أللإحجام تنتدب 
لا شك رشدك أبناء العلى سلبوا 
م رمت أني قضايا زفس أجتنب 
مذ مال الا إعلانًا لنصرته 


»ا كلا علا 


لمطلع الشمس عن يمناي إن سنحت 
فلا نطيعن إلا من أطاع جميع ال 
و او سل نأل و 


oAA 


سيان تعلم عندي كيفما سرحت 
أو يسرتي لدياجي الغرب إن برحت 
جن والإنس والدنيا به انتصحت 
خير من الذود عن أوطان نشأته؟١‏ 


النشيد الثاني عشر 


»ا كلا علا 


علام تخشى الوغى جبنًا وتضطرب 
فلست بالقرم يأتي مؤقفا حرجًا 
ان إذا ما افجوات الجري حا 
واغتر من قومنا فرد لقولك ذا 


وأنت فى الأمن لن ينتابك العطب 
حقی ولو:سملة أجنادخا نكي" 
أو ما بنصحك رمت الجند تجتنب 
فاعلم فروحك في رمحي وطعنته»'" 


»ا علا علا 


وكر والجيش طرا إثره حملا 
هبت بعثيرها من فوقهم ومضت 
فتلك من فضل زفس نصرة وثقوا 
فهدموها وأطراف الوشيع رموا 


وزفس من طور إيذا ريحه حملا 
تدرو قوق العدى وهم او 
بها وفي بأسهم واستقبلوا القللا" 
العمل ايوا قح لككرهه 


اا كلا علا 


وزعزعوا صخر أركان بدت عمدا 
وشددوا العزم فى استتصالها أملا 
لكنما عسكر الإغريق ظل على 
مدت يلامقهم خا يذود يه 


من تحت أبراجه قامت لها سندا 
بمنفذ منه يؤتون العدى الشددا 
أبراجه مستجيش العزم مجتهدا 
يرمي العداة الأولى آلوا بخذلته” 


»اا علا علا 


آياس يجري وآياس على القلل 
طورًا بلين حديث للأولى اعتزلوا 
«يا أول الصيد أبطالا وثانيهم 


لم يمنح الكل بأسّا واحدًا ولكم 


يستنهضان السرى بالقول والعمل 
وتارة بملام الفارس الوجل: 
بأسَا ومن لم يخول قوة البطل 
في يومنا الذود كل جهد طاقته 


ا كلا علا 


بل شددوا بعضكم بعضًا ولا تهنوا 


04 


إلى سفينكم في خائر المهج 
لعل زفس منيل النصر والفرج 


الإلياذة 


»اا كلا علا 


فهاج قولهما الأجناد فاعتصبوا 
حجارة من كلا الصوبين طائرة 
كأن يوم شتاء زفس كان له 
فتسكن الريح والثلج الكثيف على 


وماج من فوق ذاك المعقل اللجب 
في الجو في موقف الجيشين تنسكب 
بالقر فيه على كيد الورى أرب 
وجه الثرى صبيًا هام بوفرته 


ا لا علا 


يهمي فيستر وجه السهل والجبلا 
IEC‏ ادها قزرا 


والمرج والزرع والأرياف والسبلا 
وسائر الأرض منه ألبست حللا 
بالسور والباب بالمزلاج قد قفلا 
أبوه زفس ببادي بأس همته 


»ا كلا علا 


جرى كليث على سرب الثيار جرى 
مؤلق مستدير دق صانعه 
مبطن بجلود الثور دار على 
به مشى بيديه عاملان مضى 


أمامه مجوب قولاذه بهرا 
قتيره دق حذق يدهش البصرا 
أطرافه قضب من عسجد نشرا 
مُحْبًا يهزهما أثناء مشيته:" 


ا كلا علا 


ينقض حتى مباني الناس مبتغيًا 
لا ينثنى لكلاب الحى إن نيبحت 
وليس يرجح إلا نائلا وطرا 


أم بادرته رعاة القوم اة 
أو هالگا بقناهم قبل عودته 


ا ا علا 


وهكذا انقض سرفيدون ممتحنا 
فقال لابن شفؤلوخ: «علام ترى 


0۹۰ 


وق المراقت والسون الذي بحصناة؟ 
قن ليقي كان صر القن اة 


النشيد الثاني عشر 


والكأس تَتَرَعْ واللحم السمين لنا 
علام في ثغر زنث أرضنا اتسعت 


الاش مكل ند الها ا 
والكرم والزرع يسقى ملء حاجته 


»ا لا علا 


فلا يسوغ لنا إلا التريص فى 
حتى كتائينا تعتز قائلة: 
«فليهنأوا بسمين اللحم مأكلهم 
وهل ترى لو أبينا الكر ننقذ من 


ضون السام تنه انا متشو E‏ 
رتت الوك غل فن خط الف 
والراح إذ وقفوا في موقف التلف» 
وخط الشيب ووت بعد وخطته 


ا لا علا 


لو كان ذا عُفْتٌ شر الحرب والحرب 
لكنماالموت منه لا مناص وقد 
فلنقدمن فإن المجد راقبنا 


وما بغيتك في ذا المآقط اللجب"” 
يأتي بأي ديل كان او بلا 
أو راقب من سقانا مُصّة الثُوب»" 
وكر تتبعه أبطال أممته 


»ا علا علا 


فهال مرآهما مينستسًا وهما 
فسرح الطرف حول السور مبتغيًا 
ألفى الأياسين لا يضويهما تعب 
ولم يكن من سبيل للنداء على 


E E E 
قد بارح الخيم طفقير يرومهما‎ 
ما اشتد من لغب يصمى بضجته‎ 


»ا علا علا 


وفي اليلامق والبيض المعذب وال 
فصاح مينستس بالفيج ثوطس 
وادع الأياسين أو مهما بدا لهما 


يبغون إدراك دك السور للدرك 
أبواب قرع دوى في قبة الفلك"" 
وقال: «طر بمقالي غير مرتبيك 
فليأت آياس يرفدني بنجدته" 


اا كلا علا 


والرأي هذا فعندي موقف الخطر 


1١ 


وقوم ليقية انقضوا على أثري 


الإلياذة 


وإن يكن جل وقع الخطب عندهما 
وليأت طفقير رب القوس يصحبه» 
قال: «ابن فيتيس حينًا يرومكما 


فليأتني ابن تلامون أبو الظفر 
فأسرع الفيج ينمي صحة الخبر 


»ا كلا علا 


والرأي ذا فلديه موقف الخطر 
وإن يكن جل وقع الخطب عندكما 
وليأت طفقير رب القوس يصحبه» 
ومال نحو ابن ويلوس يشدده 


إذ قوم ليقية انقضوا على الأثر 
فليأته ابن تلامون أبو الظفر 
ليحسن الذود فيهم حين غيبته:"" 


ا علا علا 


«قف يا أياس وفوليميذ لا تهنا 
أمضي فأبلو بأعداء هناك عتوا 
كذلك الشهم فنديون متبع 


وحرضا الجند لا تأب الوغى جبنا 
وإن دفعتهم دفعًا رجعت هنا 
أخاه وابن أبيه النابل الفطنا 
وراء طفقير يجري في حنيته" 


ا كلا علا 


من داخل السور أموه وما برحا 
وقوم ليقية مثل العواصف قد 
فقل اياس صخرا هائلا وعلى 
جلمودة من رجال العصر ما رفعت 


أفكلس خل سرفيدونهم طرحا 


يدا فتى رب باس في شبيبته 


»ا كلا علا 


فذلك الصخر من ضمن الوشيع رفع 
فدق هامته من تحت خوذته 
كذاك أبصر طفقير غلوكس قد 
وقد بدت يده البيضاء عارية 


رحاه ثم على رأس العدو دفع 
فغائصًا من على البرج المتين وقع 
رام التسلق مشتد القوى وطلع 
فأرسل السهم يعروها برميته 


»اا كلا علا 


0۹۲ 


النشيد الثاني عشر 


فشب للأرض واهي العزم يستتر 
فأثقل الغم سرفيدون حين رأى 
وألقماوون شثسطور أصاب فلم 


كي لا يرى الجرح أعداه ويفتخروا 
منآه لكنه ما ناله الضجر 
يقف وعاجله بالرمح يبتدر 


»ا كلا علا 


من شم بين يديه ممسگا جذبا 
وأسقطت من أعالى الحصن وانكشفت 
اقفن اباس يفيه ونار 
حزام جنته الكبرى أصاب قلم 


اک دعاق تطح السو #اضبطونا 
طفقير يرمي بسهم فيه ما نشبا 


ينفذ وزفس تلافاه بقدرته:؟" 


»ا كلا علا 


لم يرض موت ابنه قرب السفين ولا 
وكر يطعن والرمح الحديد مضى 
فصدٌ يرجع سرفيدون بعض خطى 
بل ظل يأمل نصرًا وانثنى عجلا 


نكاله وأياس ثار مشتعلا 
في ترسه وإلى الأعضاء ما وصلا 
عن خطة السور لكن لم يهن وجلا 
يصيح في من تلاه من عشيرته: 


اا كلا علا 


«يا قوم ليقية هل خار عزمكم 
وهل تيسر لي ما صلت منفردًا 
هيوا اتبعوني فخير الأمر ما اجتمعت 
فجملة وجلوا من عذل ملكهم 


أمهد السبل للأشراع دونكه”” 
تئ تطليه القوات تلتكم» 


وفار فائرهم من حول فورته 


»ا كلا علا 


والدانويون قد ضموا كتائبهم 
فماهم دافعوا أعدائهم صبيًا 
ولا أولكك منهم نائلو وطر 
وليس يفصلهم إلا الفواصل في ال 


o۹۲ 


من داخل السور لا يلوون غاربهم 
عن ثغرة جعلوا فيها مضاربهم 
ولا سبيل ليحتلوا مراكبهم 
سور الذي اشتبكوا من حول فرجته 


الإلياذة 


ا كلا علا 


كزارعين بحقل بعد ما قسما 


حتى يوازنه المقياس بينهما '" 
كلا الفريقين سيالا نجيعهما 


ا كلا علا 


وكم فتّی مدبر قد بان كاهله 
وما استطاع بنو الطرواد صدهم 
كمرأة عالت الأطفال عادلة 
لا تخسر الصوف مثقالا تضن به 


فالسهم واصله والرمح قاتله"" 
بل استوى فى مجال الفتك هائله 
فد أمسكت غود هة هاا 
عن العيار الذي ألقت بكفته" 


ا كلا علا 


لكن زفس ذرى المجد الرفيع ذخر 
فكر أولهم كرًا e‏ جوم 
SS‏ قات رفوا انا هدرف 
فهاجت النفس والسور المنيع رموا 


لهكطر فإلى الحصن المنيع عبر 
«إيه فَكُرُوا بني الطرواد خير مكر 
ألقوا فلا يق من أسطولهم وتذر» 


يهز كل فد رها راج 


»ا كلا علا 


وهكطر حجرًا فى الباب قد ثقلا 
جلجون و ها رام تر 
ما بلغا رفعه إلا بجهدهما 
لكن هكطور يرحوه بغير عنًا 


محدد الرأس ضخم قعره حملا 
قرمان من خير ما في عصر نارجلا 
من صفحة الأرض حتى يبلغ العجلا 
إذ زفس أذهب عنه كل ثقلته"” 


»ا كلا علا 


نظير جزة كبش خف محملها 
قد أحكموا قفل مصراعيه إذ رتجا 


0۹٤ 


هيهات في راحة الراعي تثقلها 
عنفا رماها لصفق الباب يرسلها'“ 
کی :يفن عللبئ الأعداء مدخلها 


النشيد الثاني عشر 

ا ا كلا 
فهكطر مذ أتاه أثبت القدما مفريًا بين ساقيه رحا ورمى 
فراح ما بين صفقيه وقد سحق ال قفلين ينفذ والصفقان قد حطما 
واس سات محارت as O A‏ 1ه دنا 
فانقض هكطور بالفولاذ متشكًا كالليل يذعر ذعرًا في دجنتة 

ا ا كلا 
واجتاز وثيًا وعيناه شرارهما وار وألفت يدعو قومه عجلا 


تلوه ما بين عاد قد تسلق أو في الباب جار لداوي الصوت ممتثلا 
والأرغسيون للأسطول قد لجأوا في مأزق ضاق مشتد بأزمته 


هوامش 


)١(‏ هذا أشبه شيء بقول المزامير: إن لم يَبْن الرب البيت فباطلا يتعب البناؤونء 
وإن لم يحرس الرب المدينة فباطلا يسهر الحرّاس» ويقرب منه قول الشاعر العربي: 


كذلك من لم يشكر الله لم تزل معالمه من بعد ساحته تعفو 


(۲) قرن ربء أي: نظير رب» وهي صفة كثيرًا ما يصف بها هوميروس أبطاله 
الأشداءء وقد خص سيمويس من بين الأنهار بالجنن والبيض» أي: الدروع والخوذ 

(؟) تلك إشارة من جملة إشارات الشاعر إلى ما كان مزمعًا أن يقع بعد الحصارء 
وقد أدخلها هنا بمعرض نبوءة سبقت الإشارة إليها في النشيد السابع» والظاهر أنه 
في زمن هوميروس لم يكن لذلك السور من أثر باقء أو هو خرافة تناقلت إلى أيامه, 
ولا حاجة إلى إعادة ما قدمنا في هذا الشأن في النشيد السابق المذكورء وإنما نجتزئ 
هنا بالتنبيه إلى الأسلوب البديع» الذي اتخذه صاحب الإلياذة إلى محق آثار ذلك السورء 


0۹40 


الإلياذة 


فجعل الأمر متأتيًا عن تعاون الآلهة» وليس بالأمر العسير عليهم أن يبيدوه» وأتى بكل 
هذا بصورة رمزية تفيد أن اليونان في زمانه كانوا يدركون جانبًا من أسرار الطبيعة 
فإن فيبوس وهو الشمس يحول الأنهار» وزفس وهو في بعض الأحوال الرقيع يهمي 
الأمطارء وفوسيذ وهو البحر الهدار يثير الأنواء في البحار» كل ذلك من الأصول العلمية 
التي يحسن تأويلها حتى في أيامنا هذه. 

| (4) قد خالف الشاعر عادته هنا بتشبيه هكطور بطل الطرواد بالليث بين الكلاب 
مع دوام إثرته لقومه» ولكنه لا يبقى محل للاستغراب إذا علمنا أن مراده أن يشدد الأزمة 
على الإغريق» وينكل بهم تنكيلاء حتى إذا هب آخيل إلى نصرتهم وفاز بقتل هكطور كان 
له بذلك فخر على فخرء وزادت أناشيد الإلياذة وآخيل بطلها بلاغة على بلاغة. 

(5) قبريون هذا حوذي هكطورء وإذ كان بطلا باسلا استبقى المركبة لفتى آخر 
من أعراض الفتية» وتولى قيادة كتيبة من الجيش مع هكطورء وليعلم المطالع أنه شتان 
ما بين حوذي ذلك الزمان والحوذي في أيامناء فسائق المركبة إذ ذاك كان رفيقًا وقرينًا 
لصاحبهاء يشيّه به اليوم رديف العرب في البادية كما تقدم. 





فوليداماس يشير إلى هكطور أن لا يجتاز الخندق راكبًا. 


1) جد سيلسء أي: ضفة نهر سيلس وشاطته. 
۷ الخلايا: السفنء والمخافق: السيوف. 
) تلك إشارة إلى مقتل أسيوس في النشيد التالي. 


) 
) 
) 


011 


النشيد الثاني عشر 
(١ 0‏ شيه معقر ين حمار البارقي الرءوس المضروية عند التقاء الجيشين بالحدج 
النقيف» وه التحتظل المشقوق نقوله: 
كأن جماجم الأبطال لما تلاقينا ضحّى حدجٌ نقيفٌ 
)١(‏ شبه النبال المتطايرة بالثلج المتناثر» ومثله قول أبي العيّال الهذلي إذ شبهها 
بالسنبل: 
فترى النبال تغير في أقطارها شمسًا كأن نصالهنّ السنبل 


قال: 


يدعون عنتر والسهام كأنها لمع البوارق في السحاب المظلم 
يدعون عنتر والسهام كأنها طش الجراد على مشارع حوم 
يدعون عنتر والسهام كأنها حدق الضفادع في غدير ديجم 


)١١(‏ الأجواب: جمع جوب التروس. والبيض: الخوذ. 

)١(‏ إن خطاب أسيوس لزفس من باب الكفر والاستطالةء ولعل الشاعر وطأ به 
ليجعل قتل أسيوس في ما يلي عقابًا على كفره» كما زعم بعض المفسرين. ولا أرى هذا 
التفسير ثبتا؛ لأنه يلوح أن لوم الآلهة ساعة الغضب لم يكن بالخطأ القاتلء ولنا في 
الإلياذة أمثلة كثيرة على ذلك فقد جاء مثل هذا الكلام بخطاب ذيوميذ في النشيد الثالث 
إذ يقول: 


من كل آل الخلد مثلك لم يكن يا زفس معتسف بمقدوراته 


ونفس أغاممنون الزعيم الورع رمى زفس بالكذب والخداع مرتين بقوله في النشيد 
الا اة العادي عسو 


0۹۷ 


الإلياذة 
فمان وما أغراه فيما رمانيا 


وأمثال ذلك كثيرة 

)١5(‏ قوله: «وهكطورًا بنصرته من دونهم خص». جملة معترضة. 

(15) كل انتقال من الخبر إلى الاستفهام كما ترى في هذا البيت يشير إلى أمر خطير 
يليه وأكثر ما يستعمل الشاعر ذلك عند تعداد أسماء كثيرة لا بد في استحضارها من 
اک کا حك ذه 

(95) تی فوا ا نم خطاب»فوليداماش هكا وخطايه الشادق ن هذا :الذشن, 
فقد تكلم هنالك كلام الآمر الناطق بالحقء الذي يجب أن يتبع فيبدي رأيه بلا تزلف 
غير متوقع لومًا واعتراضًاء وأما هنا فيشرع في التلطف والاستعطاف؛ لأنه موقن أنه وإن 
نطق بالحق والصواب كما نطق في الموضع الأول» فهو هناك مثبتٌ أمرًا يميل إليه هكطور 
وموردٌ هنا رأيًا يعلم أن نفس هكطور تأباه؛ لأنه قد عيل صررّاء ولا يرى إلا الساعة التي 
نيا كيذه هيسن أعدانه ا كوق فاو ار و بذاك اجو أن يكف كنه: 
فكان لا بد من ثم من توطئة يستميله بها. 

(1) النجو: السر - العيافة» أو زجر الطير والتفاؤل والتشاؤم بؤجهتها في 
الطيران من أقدم المعتقدات» وهي ليست من استنباط اليونان بل أخذوها فيما أخذوا 
عمن تقدمهم من البابليين والأشوريينء على أنه لم يكن لها عند اليونان ذلك الشأن 
الخطيرء الذي كان لها بعد حين عند الرومان والعرب» حيث كانت من أسمى خصائص 
الكهان» فكان الرومان ينتدبون لها رجالا من ذوي الوجاهة والكرامة» وكانت في جاهلية 
العرب لبني فهد يتكهنون بها كيف شاءواء والظاهر أن اليهود عملوا بها زمنًا بدليل 
تحريمها في سفر اللاويين» ولم تنتسخ من بين العرب إلا بقوة الدين» وفي الحديث: «لا 
طيرة في الإسلام». 

والمشهور من طريقة العرب في العيافة أنهم كانوا يرمون الطائر بالحصاةء أو 
يصيحون به فإن ولى القوم ميامنه تفاءلوا به وإن ولاهم مياسره تشاءمواء ومنه قولهم 
التيمن والتشاؤم توقعًا لخير أو شر من اليمين والشمالء وكانوا إذا أرادوا السفر خرجوا 
من الغلين والطين.,مواقعها عل الأرضى والشدن:افيظيروتها فإ أحذح يمينا أخدوا 
يميناه وإن أخذت شمالا أخذوا شمالاء وإلى ذلك يشير امرؤ القيس بقوله: 


0۹۸ 


النشيد الثاني عشر 
وقد اغتدى والطير في وكناتها بمنجرب قيد الأوابد هيكلٍ 


وكانوا يسمون الطائر الآخذ من اليسار إلى اليمين سانحًاء والآخذ من اليمين إلى 
اليسار بارحّاء وربما تشاءموا أو تفاءلوا لظهور طائر بصرف النظر عن وجهة طيرانه؛ 
وأكثر التشاؤم بالغراب» وأضافوه إلى البين» فقالوا: غراب البين» وزعموا أن منه الغرية 
والاغتراب» ولهم في ذلك أشعار لا تحصى في الجاهلية والإسلام» فمن ذلك قول أي الأسود 
الدؤليء وفيه ما يشير إلى إنكار ذلك المعتقد. 


زعم العواذل أن فرقتنا عدا ويذاك أنبأنا الغراب الأسونٌ 


وأكثر التفاؤل بطير القاريةء وهو طائر قليل الانتشار في باديتهم؛ قصير الرجلينء 
طويل المنقارء أخضر الظهر يستبشرون برؤيته للمطرء كأنه رسول الغيثء وقد يتيمنون 
به لقضاء الحاجات. 

ولكن الشعراء تلاعبوا في هذه المزاعم وأمثالها واشتقوا لكل طائر من اسمه ما يدل 
على الخير أو الشرء فإذا شاء الشاعر جعل العقاب عقبى خير وإن شاءَ جعله عقبى شر 
وإن شاء جعل الحمام جمامًاء أي: مونًا وإن شاء قال: حُمَّ اللقاءء وهلمّ جرّاء وقد يختلط 
على الرواة كثير من مقاصد الشعراء بطول العهد أو للاختلاف في الرواية» قمن هؤلاء 
الرواة من زعم مثلا أن الأخيل وهو الشقرّاق طائر شؤم» إذا وقع على بعير يئسوا منهء 
وإن كان ساكًا وإذا لقيه المسافر تطبر واستشهدوا ببيت الفرزدق القائل لناقته قَطّن: 


إذا قطن بلغتنيه ابن مدرك فلاقيت من طير العراقيب أخيلا 


فقالوا: إن العرب تسمي كل طائر تتطير منه الإبل طير العراقيب؛ لأنه يعرقبهاء 
ومثل ذلك قول أعرابي: 


ذريني وعلمي بالأمور وشيمتي فما طائري فيها عليك بأخيلا 


ومنهم من استشهد ببيت الفرزدق هذا لعكس المعنى» وأورده ببعض خلاف وهو: 


213 


الإلياذة 
إذا قطن بلغتنيه ابن مدرك فلاقيت من طير الأخائل أخيلا 

وقال: إنه يدعو لناقته بأن تلاقى هذا الطائر المبارك إذا بلغته ابن مدرك (انظر 
المطالعة التالية). 

(14) علمت مما تقدم مذهبهم في التسعد والتشاؤم» وفي قول هكطور الآن ما يدلك 
على أن الأخذ بذلك المذهب لم يكن من مفروضات الاعتقاد الدينيء وإلا لما جاهر هكطور 
بنبذه» وهو من أشد القوم استمساكًا بأذيال دينه» ولم يعدم الناس في كل عصر قيام 
أفراد يفندون خرافاتهم وينددون بهاء فقد روي عن شيشرون الخطيب الروماني أنه 
وضع كتابًا مخصوصًا في تسفيه مزاعم العافة» مع أنه كان بنفسه عائفاء ومن هذا 
القبيل قول لبيد: 


ارت ها كاري اللظوا ريق التي اعات ار ا ا 
وطرق الحصى ضربٌ آخر من التكهن عند العرب» ومثله قول طرفة بن العبد: 


إذا ما أردت الأمر فامض لوجهه وخلّ الهوينا جانبًا متنائيا 
ولا يمنعنك الطير مما أردته فقد خط فى الألواح ما كنت لاقيا 


وإلى مثل ذلك يشير أبى تمام في قصيدته التي التزم بها الرد على المنجمين إذ يقول: 


ابن الرواية بل ابن النجوم وما صاغوه من زخرف فيها ومن كذب 
تخرصًا وأحاديفًا ملفقة ليست بنبع إذا عُدِّت ولا غرب 


(۱۹) يرمي هكطور فوليداماس بالجبن ويعنفه على ما قال» ويقول له تهكمًا: 
إنه بمأمن من القتل؛ لأنه لا يعرض نفسه لمواقف المهالك» وليس من المغاوير المعدودين 
تتأثره المنايا في الحرب على حد قول العبسي: 


وأما القائلون قتيل حربي فذلك مصرع البطل الجليد 


)۲١(‏ رأينا فوليداماس في أوائل هذا النشيد يرتئي الرأي الحسن بترجل الجند 
واستبقاء المركبات لدى ساسة الخيلء فيأتمر الجميع بأمره حتى هكطورء ولا يشذ عنه 


e 


النشيد الثاني عشر 


إلا ريسوس؛ لحماقة كانت برأسهء وإنا لنراه هنا يرتئي رأيّا آخر تسوقه إلى بثه حكمته 
وسابق خبرته, فيتثنى إليه هكطور مقركًا تقريعًا عنيفًاء بخطاب تشف كل كلمة منه 
عن جذوة نار ملتهبة في صدره»ء تحرقه للبطش بالأعداء وقد آنس من قوتهم وهنًا وفتورًا 
ورمى رفيقه فوليداماس بالعجز وهو يعلم أنه أطول باكًا منه في تلك التآويل» ولجاً 
إقناعًا للجند بفساد تفسير فوليداماس إلى تذكيرهم بأنه وافاه البلاغ اليقين من زفس 
بالنصر المبين» فلا محل بعد ذلك للتفاؤل بسانح أو التشاؤم ببارح» ولو لم يشتد تلك 
الشدة على فوليداماس ويوطد ما له من الهيبة والنفونء لانحلت عزائم الجيش بعد ما 
سمعوه من بطل مغوار يعتقدون به الحكمة والبأس. كل ذلك من بديع تصرف الشاعر 
فإنه أنباً يما سيكون من وجه وأوضح من وجه آخر ما يسعر صدر هكطور من البأس 
الذي لا يرده مرد. 

)۲١(‏ لو قال الشاعر: اصطلى الأوار» وتعالى الغبارء لأفاد المراد ونطق بحقيقة لا بد 
منها بتصادم جيشينء ولكن أبت بلاغته كجاري عادته إلا أن يفرغ الكلام بقالب شعري 
تمكينًا لوقعه في النفوسء فقال: إن زفس هو الذي نشر ذلك العثيرء وأبرز ذلك المظهر 
الرهيب. 

(۲۲) أي: قلل السور. 

(۲۲) جعل هوميروس حصون الإغريق يلامقهم» أي: تروسهم» وأبلغ من ذلك جعل 
المعاقل من الرماح والسيوفء كقول لبيد: 


معاقلنا التي نأوي إليها بات الأعوجية والسيوفٌ 
وقد جمع ربيعة بن مقروم المعنّيين بقوله: 


وثغر مخوف أقمنا به يهاب به غيرنا أن يقيما 
اوت يه ارا .ماقا وال اة 


)۲٤(‏ كلما أراد الشاعر أن يهيئ بطلا لعمل خطير يشرع في تنبيه المطالع» فيصفه 
وصفًا فخيمًا؛ ليصدق عليه ما يلي من المقالء وهذا سرفيدون الذي يصدر لبراز فطرقلء 
لا بد أن يكون من صفوة الفرسانء ولهذا نبهنا الشاعر إليه بمقال مخصوص. 

(25) المراقب: قلل السور. 


الإلياذة 


(51) هذا المعنى كثير الورود في حماسيات العرب» وهو مكرر كثيرًا في شعر عنترة» 
كقوله: 


إذ لا أبادر في المضيق فوارسي حتى أوكل بالرعيل الأول 
وقوله: 

وأكرّ فيهم في لهيب شعاعها وأكون أول وافد يصلاها 

وأكون أول ضارب بمهندٍ2 يفري الجماجم لا يريد سواها 

وأكون أول فارس يغشى الوغى فأقود أول فارس يغشاها 
وأبلغ منه قول الأعشى: 


E EN E. E RE 
بالسيف يضري معلمًا أيظالها‎ ١ كنت لقم غير لن ةة‎ 


(۲۷) وهذا من المعاني المطروقة كثيرًا في الشعرء كقول زهير: 
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ولى رام أسباب السماء بسلم 
وقول عنترة: 
وعرفت أن منيتي أن تأتني لا ينجني منها الفرار الأسرع 
وقول أبي فراس الحمداني: 
إذا لم يكن ينجي الفرار من الردى على حالة فالصبر أرجى وأكرم 


(۲۸) كقولهم: 


النشيد الثاني عشر 
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحدٌ 


(19) إن في خطاب سرفيدون لغلوكوس لأنفة وعظمة تنبه إليهما أكثر الشراح» 
قالوا: إنه لما كانت الملوك قوادًا للجيش في ذلك الزمان كان من المفروض عليهم أن 
يعرضوا أنفسهم إلى المخاطرء ويستنهضوا الهمم باستقبال العدو في صدر الفيالق وفاءً 
بما ينالونه من رعايتهم وإكرامهم» وهكذا فقد قال سرفيدون: يعظمنا قومنا تعظيم 
الآلهةء فعارٌ علينا أن نتصرف تصرف البشرء بل علينا أن نتفوق عليهم» فنفضلهم بهمتنا 
وفضيلتناء كما فضلناهم بمقامناء وهو كلام يتضمن إباء نفس ما فوقه إباءء وينطوي 
تحته العدل والوفاء وهكذاء فالعدل لمقابلة المثل بالمثل والوفاء لمقابلة رعاية الرعية لولي 
أمرها بالإكرام والأنفة؛ لازدراء الموت والتهالك في سبيل المجد 

)۳١(‏ البيض المعذبء أي: الخوذ ذوات العذبات. 

(١؟)‏ حيثما ورد ذكر أياس وحده؛ فهو يفيد أياس الكبير ابن تيلامون. 

(۳۲) ابن ويلوس: أياس الصغير. 

)٣‏ الحنية: القوس» أي: قوس طفقير - قد استنجد مينستس بأياس وطفقير؛ 
لأن الأول أبسلهم» وطفقير أرماهم» فذلك للقرب» وهذا للبعد. 

)۳١(‏ الجنة: الترس 

(؟) أي: إنني مهما اشتد شتددت بأسّاء فيستحيل علي وحدي تمهيد السبيل إلى السفن 
أمامكم. 

(7؟) حسبنا استلفات نظر المطالع اللبيب إلى صحة هذا التشبيه وصدقه على 
جيشين متلاحمين لا يبلغ أحدهما من الآخر أريًا. 

(۷) الجنة: الترس» واللأمة: الدرع - قال أبى الطيب: 


كم مقلة ولغت فيها أسنته ومهجة ولجت فيها بواترة 

وحائن لعبت سمر الرماح به فالعيش هاجره والنسر زائرة 
(۳۸) قال أفستائيوس: كان من المأثور عند القدماء أن الشاعر إنما أتى بهذا 
التشبيه تخليدًا لذكر بالف وإعلانًا لحرصها على الصدق والعدل؛ لأنها كانت أرملة تكد 


وتجد؛ لتعول نفسها بعرق جبينهاء وهى تشبيه بالغ في العدل؛ لأنه ما من شيء يوضح 
القسط كالقسطاسء وأبلغ من ذلك أنه لم يجعله بيد ذات ثروة ومقام؛ لأنها في الغالب 


1.۳ 


الإلياذة 


لا تكون ميالة إلى تمام التوازن» ولا بيد أمة مملوكة؛ لأنها لا تكون حريصة على ذلك 
الإنصاف» ولكن بيد امرأة فقيرة تكد لتعيش بالستر والحلالء فهي لا تغش ولا تغش؛ 

(9؟) لنا هنا شاهد آخر على أثرة الشاعر لقومه» فإن الحجر الذى رفعه أياس إنما 
رفعه بقوة ذراعيه» وهذا حجر هكطور لا يتسنى له رفعه إلا بعون زفس. 


النشيد الثالث عشر 


4 
يف 


الواقعة الرايعة 


3 : م و 
دفع زفس هكطور وأنصاره إلى الثغر فاشتد الكفاح. 
وغادرهم في لظى ناره وحوّل وقاد أيصاره 


ففتك الطرواد بالإغريق» وهاجت العاطفة فوسيذ فهمٌ خفية عن زفس بمعاونة 
الإغريق» فاتخذ هيئة كلخاس العرّافء واستنهض همة الآياسين ونفرًا من المقاتلةء فالتف 
الإغريق حول آياس بن تيلامون» وقاتلوا قتالا مرا فصدوا هكطور وأتباعه» فجرح هكطور 
ودفع عن مرسى السفن بعد أن قتل أمفياخوس» وامتعض فوسيذ لموت هذا البطلء فهب 
مرة أخرى وتمثل لأيذومين بهيئة ثواس وألهب لبه» فشك في سلاحه وسار بمريون حوذيه 
إلى ميسرة الجيش وظل الآياسان في القلب» فاصطدم الجيشان وخرت القتلى آفواجًاء 
وزفس منحرف إلى الطرواد وفوسيذ إلى الإغريق» وكان ذلك اليوم يوم أيذومين فبرز 
ببسالة أحرز بها قصب السبق وجندل الأبطال وهزم الأقيال» وكادت ترجح كفة النصر 
للإغريق» فتثيت هكطور بموقفه وتألبت عليه الأعداء فلم تفز منه بطائل» وزحف عليه 
الآياسان بجيشهما وانهالت النبال كالمطر على الطرواد» حتى كادوا ينهزمون» فأشار 
فوليداماس بجمع الزعماء؛ للوقوف على رأيهم فيما إذا كان الأولى لهم أن يتقهقرواء 


الإلياذة 


أو يتصيروا فخاض هكطور الصفوف وعنف أخاه فاريسء ثم انقضا معًا انقضاض 
الأسودء فلم يظفرا بخرق كتائب الإغريق فالتقى الجيشان. 
وعج الخميسين شق الفضا إلى حيث في الجو زفس اضا 


مجرى وقائع هذا النشيد في اليوم الثامن والعشرين أيضًاء ومشهدها بين معقل 
الإغريق والساحل. 


النشيد التالت عنثر 


إلى الثغر هكطور زفس دفع 
وغادرهم في لظى ناره 
لإثراقة أرض خير الجياد 
ونحو الإفوملغ أهل الفطن 
ونحو الأبيين رهط الكمال 
وما كان يخطر في باله 
يثور بهم أحد ويقوم 
ولكن مزعزع ركن الثرى 
لقد كان شق عباب البحار 
وام سمثراق أمَّ الشجر 
فلاحت له كل إيذا وأبصر 
وأحدق مستعجيًا وهو عابس 
فهبٌ من القمة الوعرةٌ 
وتحت خطاه ارتجاج شدي 
ثلامًا خطا فى الذرى الشاسعة 
هنالك ان صروح النضار 
حيو تدرف د كر لسو 


وأنصاره والكفاح صدع 
وحوّل وقاد أبصاره 
وميسة مهد قروم الجلاد 
أباة النفوس غذاة اللبن'١‏ 
بأن بنى الخلد من آله 
لنصرة أي فريق يروم 
وأقبل يرقب حر الأوار 
لأشمخ طود بها واستقر 
سفين البحار وإليون والبر 
له الشم والغاب طرا تميد" 
فأدرك إيغاس فى الرابعة" 
وعسجد أعرافها يسطع 


النشيد الثالث عشر 


وحل بإبريز شكته 
وخلق البحار وقد شعرا 
وقي اللج ما بين تينيذس 
توسط من تحت ذاك الطريق 
هنالك أوقفها ثم حلا 
وقيدها ذهبًا يبهر 
فألفى الطراود قد هرعوا 
بصوت جهير وقلب يفور 
يرومون أخذ الأساطيل قهرا 
«أياس أياس ألا فاحملا 
ألا فاذكرا شأو بأسكما 
فهم حيثما عبروا السور جهرا 
يفاخر أن كان من نسل زفس 
ويوليكما العزم في ملتقاه 
يغادر أسطولكم فشلا 
ومن ثم مسهما بعصاه 
شديد ذراع وثكبت قدم 


وحالا توارى بسرعة صقر 


وشنتوظ” التختح بان تس دة 
لهااليم مبتهجًا ينفرج 
بوطأة مولاه إذ عبرا 
لمرآه يأخذها الطرب 
وما سيم فولاذه بللا 
لتبلغه السفن الراسيات 
وذات الجلاميد أمبرس 
على البحر في القعر كهف عميق 
ومد لها علف الخلد حلا 
فليس يحل ولا يكسر 
ونحو الأغارق بالنفس سار 
على إثر هكطور واتدقعوا 
كنار تثور ونوء يدور 
وذبح الأخاءة ثمة طرا 
على الأرض من فوره اعترضا 
فماثل كلخاس شكلا ونطقا 
فزادهما شدةً فوق شدة: 
فحملكما فيه درء البلا 
نعم وانبذا الرعب خلفكما 
وإن كثفوا حولنا العددا 
يصدهم قومنا الغر قهرا 
وهشكطور كالنار ثار بنا 
فرب إلاه يقوم ببأس 
وضم القيول لكف أذاه 
ای کان راه مرل الحليية 
وأولاهما قوة من قواه 
وخفة جسم وكل الهمم 
على الفور ينقض من صلد صخر 


الإلياذة 


ويرمح طي الجناح الخفيف 
ففيه أحس أياس الصغير 
ون الخد لا شك رب نوكن 
لنوري الأوار ونحمي السفينا 
تبينت وهو يسير خطاه 
فنفسي ماجت سحت اكيم 
فقال: «نعم وأنا الآن ألّفى 


وراح لساقة جيش الأراغس 
إزاء الأساطيل يضوون غما 
يرون ويذرون دمعًا سخينا 
ففوسيذ بينهم اندفقا 
ويادر يدعى قروم الرجال 
وفينيل ذيفير فخر الكماة 
كذا أنطلوخ ويكتهم 
«ألا أي عار أرى أي عار 
فتك انتقو هادا 
وإلا فإن تجبنوا في الكفاح 
أتبصر عيني عجابًا خطيرا 
aS E‏ 
إلى أن تروح بسوق النصيب 
أهم هم ولم يك مَنْ منهم 
أهم هم وقد غادروا البلدا 
وذاك لان المليك عثز 


إلنى”الوان في إقر طبر حف 


ونبّه يدعو أياس الكبير:" 
وميناقل فترافتا عرض 
فا هق كلشاتن قاعلم بيدا 
وأمر يسير بيان الإلاه 
وهاجت يدي وعدت قدمي» 
برمحي تهتز للفتك كفي 
وروحي للنقع تضطرب 
مع القرم هكطور من لا يكل» 
وفوسيذ قلبهما ألهبا 
يشدد كل فتى متقاعس 
وكانت على عيّها ترتعش 
وبالسور جيش العدو ألما 
وبالحتف قد أصبحوا موقنينا 
يحثهم فرَقَا فرّقا 
كليطس طفقير رب النبال 
وثاوس مريون هول العداة 
أفتيتنا يا حماة الذمار 
وقاية أسطولكم أن يقادا 
ف اتان اروا 
تيقنت رياه أن لن يصيرا 
وهم قبل إيّلّة فررة 
ولا عزم يدفع آفاتها 
طعام ابن آوى وفهد وذيب 


الوكااؤنن لحتظة سيم 


ساهو PES a‏ 
فغيظ الجنود وسيموا الضجرٌ 


النشيد الثالث عشر 


وهب أن أتريذ كان امتطى 
هلمو بنا نتلافى العرض 
وليس جديرًا بصيد الرجال 
ولا أعذل النكس إن قعدا 
ألا تنظرون الصدام الشديدا 
بأرتاجنا فاز والقفل حطمٌ 
فهاجوا وحول الأياسين ضمت 
صفوفا تشوق انتظامًا أريسا 
تربص صيد جماهيرهم 
نصال القنا لنصال القنا 
وَيتَالعففن المغفقوكأقضنة 
ومن دون صلد أناملهمَ 
وهب الطراود والتصقوا 
له التقناب مزقكة "ترجفت 
وقد كاد هكطور يسفك سفكا 
ولما بتلك الصفوف اصطدمُ 
وجيش الأخاءة هم إليه 
فصدوه وانكفأ القهقرى 
«طراودتي وبني ليقيا 
قفوا فالعدى قريبًا يدِينْ 
لقن كان خير بني انفلك طا 
هو الدافعى لنكال العدى 
فهاجوا لذا النطق نفسًا وَلَنًا 


وللذود عنهن لا ينهضونا 
بإغضاب آخيل متن الخطا 
فعقل أخي الفضل يأبى المرض 
ولست بعاذركم أبدا 
ألا فاذكروا العار بين الملا 
وحول السفائن صال وصمم»”* 
كتائبهم للصدام وهمت“ 
وفالاس يوم تثير الوطيسا 
لصد العداة وهكطورهم 
وقد لاصق البطل البطلا 
تلاقت تموج بها العذبات 
تلاقي امهتزاز عواملهم 
تبكمرم: تارا نتن الطسان 
وفي الصدر همكطور مندفق 
إلى القعر حيث بعنف يقف ٠١‏ 
على الخيم والفلك للبحر فتكا 
يهيل القنا والسيوف عليه 
يصيح ويدعو قيول السرى: 
ويا آل دردانس الأصفيا 
ا الحسان الك ١١‏ 
نعم بعل هيرا المعظم قدرا"١‏ 
فإن لهم بسناني الردى» 
وبرز ذيفوب يختال عجبا 


الإلياذة 


بجنته مستجيش القوى كر 
فمن نصله الرمح عنفا تكسز 
وللفلك والخيم حالا سعى 
وظتفقين أول هين نهدا 
(فى اين .لعتطون حاو الجناد 
وزو لميديسكستا الجميله 
فعند انتشاب الوغى قفلا 
وحل لفريام ضيفا كريما 
فأرداه طفقير بالآذن 
فخر كدردارة ذنيتت 
يميل بها النصل حين برى 
كذلك إمبريوس التوى 
وطفقين هم روم "السب 
«فتَى أقطياط أبوه وكانا 
فخر يصل وهكطور كرا 
ولكن آياس عامله 
فلم يبلغ الرمح جسمًا تردّى 
ولكن بمتن المجن وقع 
فظل القتيلان حيث هما 
ففي أمفماخ منست الموقر 
وإمبريوس إلا ياسان سارا 
لغض الغياض قد احتملاها 


11۰ 


يحث الخطى وبها يتستز 
فمد المجن اتقاء طعانة 
ومريون بين ذويه تقهقر 
ونجوى العدو المبين معا 
و ا ا 
مد الهاو حك 
بإمبريوس الفتى ظفرا 
بفيذية كان قبل الجهاد 
فتاة لفريام غير حليله" 
لإليون حيث كما بطلا 
وجر القناة ولم ينثن» 
على رأس طودٍ به ثبتت 
بغض الغصون لوجه الثرى 
بصلصلة الدّرع واهي القوى 
ولكن هكطور حالًا وثب 
وطفقير ما كان بالغافل 
لصدر الفتى أمفماخ المقير 
لأقطور ينسب نسلا وشانا» ٠“‏ 
ليسلب خوذته حيث خرًا 
حديدًا يصد العوامل صدا 
ومكطون مال ا دقع 
وقوم أخاي خلوا بهما 
وإستيخيس قفلا المعسكر 
به يقدحان احتداما شرارا 
قد انتزعا سخلة وسظ غاب 
وما بين فكيهما أعلياها 


النشيد الثالث عشر 


كذا بين أيديهما رفعا 
وظل ابن ويلوس يشتد حقدا 
فهامة إمبريوس اقتضب 
فدارت ولا كرة حيث مرت 
وفوسيذ منتقمًا لحفيده 
فهب إلى الفلك والخيم يجري 
فأبصر إيذومتًا قفلا 
فمن بعد أن حملوه إلى 
وألقاه إيذومنٌ للإسى 
يشك بها بثقيل السلاح 
تلقاه فوسيذ يعدو بباس 
ثواس الذي كان ملگا كبيرا 
على كالدونة أم الجبال 
فقال: «أإيذومن أين ما 
ببأس يقد الطرواد قدًا 
أجاب: «ولست أرى أن يلام 
كررنا جميعًا وما من أحد 
فلا شك زفس القدير استطابا 
شواس وأنت الفتى الباسل 
فلا تألون برشدك جهدا 
فقال: «أإيذومنْ من بغى 
عسى أن يعز عليه المآب 
فشك وهي اتلنى مسرعا 
فأعجز ما في الرجال لدى 
وزد أننا بقروم الرجال 
ولما انتهى راح وجهتة 


11١ 


وشاكق شكته انتزعا 
لقتل الفتى أمفماخ المفدَّى 
رحا ورماها شديد الغضب 
وتلقاء هكطور في الترب قرت"١‏ 
يعد لطرواد شر وعيده"" 
يهيج النفوس لوقع أمر 
إلى الحرب من بعد ما اعتزلا 
لخيمته جد بادي الأسى"١‏ 
ويقبل مقتحمًا للكفاح"" 
بشكل ابن أنذرمون ثواس 
وساد الإتول أميرًا خطيرا 
كذلك فلورونة بالجلال 
لفيف الأخاءة قد زعما 
وعيدٌ أراه قد انهدّ هدًا» 
بنا أحد لاعتزال الصدام 
عن الحرب جبتا وذلًا قعد 
نكالًا وعارًا لنا واغترايا 
بنصحك يسترشد الخامل 
وحض الفوارس فردًا ففردا» 
قعودًا عن الكر في ذا الوغى 
ويبقى هنا مضغة للكلاب 
عسى الفوز في أن نكر معا 
تكافلهم يحرزون القوى 
إذا اشتدّت الحرب لسنا نبالي» 





وإيذومن أمّ 


الإلياذة 


عليه 


فألقى زهي السلاح علي 
كصاعقة زفس من عنده 
يطير لها في الألمب شرر 
شعاع حكته على صدره 
فأبصر تابعه الشهم أضحى 
فصاح: «ابن مولوس مريون حبي 
علام برحت الصدام الأصم 
أم الآن تحمل لي خبرا 
أبيت التخلف بين خيامي 
فقال: «أتيت نعم عاجلا 
فإن قناتي قد انقعرت 
فقال: «هنا خيمتي ادخل تنقى 
صفوفًا بها علقت ساطعات 
لأسن فة فيم اة 
ففيها تروس وفيها رماح 
أجاب: «وفي خيمتي وبفلكي 
ولكنه والعدو استطال 
واي ج و11 او هن 
وأني يوم الطعان أرى 
فغيرك إن أبل قد لا يراني 
فقال: «ومثلى من خبرك 
علمت بأنا إذا ما أقمنا 


وأما الجَسُورُ فليس ليعبا 


11۲ 


وهب برمحين بين يديه 
على الأرض يدفع من زنده 
فينبئ بالشؤم بين البشر 
صفائحه الغر فى كرّه 
لدى الخيم يطلب من كَمَّ رمحا 
أعز الفوارس من كل صحبي 
أصابك سهم وزاد الألم 
ويدفعني عاملي وحسامي» 
أرى فى خيامك لى عاملا 
قناة وإن شئت عشرين تلقى 
بأكنافها من سلاح العداة 
بوجهي وجه علوج العدى""' 
وييض ولام بزاهى الصفاح»'" 
سلاح كثيرٌ ذخرت بفتكي 
عسير المنال لبعد المجال 
بأنى بأسى أدّكر 
إن التحم النقع صدر السرى "١‏ 
ولكن إيذومنًا قد بلاني» 
فلست لثُنمي لي خبرك” 
كمينًا له صفوة البهم رمنا 


النشيد الثالث عشر 


يعال وقد رصد القوم صبرا 
نانك ضفن ذا الكذي يمن 
فإما طعنت وإما ضريت 
فليس بظهرك وقع سلاح 
ولكن دع البحث في صدد 
هلم ادخلنَّ عزيرًا مكينا 
فقن ا كه امل 
فهم كفء هكطور مهما طغى 
ومهما يكن عزمه لن يهونا 
فلا نالها غير زفس إذا 
ولا بشرٌ من جميع البشر 
ويغذي نتاج الثرى مستمرًا 
وليس بغير السباق يطال 
فق لشسني ذا سان 
ومريون حالًا كرب القتال 
ووه اننع را نسي ا 
و 
هناك السرى اشتبكت والغبار 
وقد ستر السبل سحق رفيع 
كأن الرياح قد اصطدمت 
كذا اشتبكوا فوق تلك الفلا 
رماح تمزق صدر الرجال 
ولمع الدروع وغر التروس 
وقد عانق الفيلق الفيلقا 
وليس سوى الفاتك الباسل 
وَل من ابني قرونس رام 
فزفس لإعزاز شأن أخيل 


11۳ 


إلى الكر والبطش طعنًا ونحرا 
لتك شغ د ةذ 


قريبًا إذن أو بعيدًا أصبت 
ورك ذال قط الترهياه ؟ 
نلام عليه ولا نجتدي 
ومن خيمتي اقتل سنانًا متيناء*؟ 
وإن كر فهو الفتى الباسل 
فلن يبلغن بهم ما بغى 
عليه المنال فيوري السفينا 
رماها بمقباس نار الأذى 
يؤْلمهُ عامل وحجز 
يطيق لآياس ذلا وقهرا 
ولو نفس آخيل بالعزم صال 
لنولي أو نحن نولى الفخار» 
تقدم يجري إلى حيث قال 
يضرم إيذومنْ شررا 
تراموا بكبحهما مجمعين 
إزاة السفاقن للحي شار 
تسةه العيات الرقفيع 
بنوءِ تفاقم فالتطمت 
وقارنت الأسل الأسلا 
وأفنقوة او جف التشزال 
وي اترا قوق ارون 
بمنظره يبهر الحدقا 
يسر لذا المشهد الهائل 
خلاف مرام أخيه الهمام'” 


3 


لهكطور كان مليا يميل"" 


الإلياذة 


ولكنه لم يشآ أن يبيدا 
بل اختار إجلال ثيتيس قدرا 
وفوسيذ سرًا من البحر هيًا 
يؤلمه أن زفس جنف 
هما ابنا أب واحدٍ ليس إلا 
ولكنما البكر زفس غدا 
لذلك فوسيذ ما جسرا 
فجاب يخوض الصفوف خفيًا 
وأورى الإلامان نار نكال 
DE‏ 
وخرت سراة كتائبهم 
هنالك إيذومنُ سخطا 
لقلب العداة يثبت القدم 
وھد عزائمهم مذ قتل 
فتّى من قبيسة قد قبلا 
بكسندرا ريّة الحسن هام 
وما ساق مهرًا لها بل وعد 
ومذ وعد الشيخ أبهى بناته 
وغار السنان بمهجته 
سان ادي كه 
A‏ 
فإن كان فريام أبدى العهود 
على دك إليون إن نلنا 
ونجعل عرسك أجمل بنت 
هلم إلى الفلك نبدي القرار 


ومن ثم وافاه مجتزيًا 


11 


بإليون قوم الأخاء بعيدا 
كذاك أخيل ابنها الشهم جهرا 
ليحيى الأراغس نفسًا وقلبا 
ل ووا ف 
وشم التكافق فرعًا وأصلا 
وقد فاق علمًا وطال يدا" 
يبحيتن. الأزاغس: أن يظهرا 
يماثل بين الكماة كميًا 


له بسطا حبل حرب سجال 
لديه بعنف تجاذيهم" 
وإن كان بالشيب قد وخطا 
دعا قومه خنفة] وههجم 
بكرته أثريون البطل 
حديقًا ونيل العلى أمَّلا 
فخاطب فريام في ذا المرام 
بقهر العدو وحفظ اليلد 
يزوجه ا فوق رك 
0 0 
فنحن ني كذا بالوعود 
وة مق ارف ية اني 
فأحماؤنا لن يشابوا بعار" 
سكاف قران التسوى معنا 


النشيد الثالث عشر 


وآسيِّسُ راجلا أقبلا 
ومن خلفه الخيل يحرسها 
فهمّ وإيذومن سبقا 
فمال أمام الجياد يصرٌ 
كأرزة طودٍ وحورته 
تميل بفأس لها شحذوا 
واه طقل م هط ردا 
ورمح ابن نسطور وافى يميذ 
فأهوى إلى الأرض يشهق شهقا 
ونان E RRS‏ 
لآأسيس هب يطلب ثارا 
إيذومنْ مذ رآه تقدَّم 
له مقبضان متينْ كيين 
E E EEE‏ 
وغل وما طاش إذ صدرا 
فراح بخيلة مفتخر 
«نعم دم آسیس ما انهدر 
سيأمن ضمن المقام العميق 
فساء الأراغس ذاك النعير 
على بثه راح والصبر عيلا 
وآلسطنرٌ ومكسث أسيرا 
وإيذومنْ ظل في حزمه 
فإمًا ليردي كميًا ببأسه 
أصاب سليلًا لزفس الأفر 
لأنخيس قد كان صهرًا صفيًا 


116 


لينقمّ وانقض مشتعلا 
ستول فوق قنّته 
اقا ا 
وذيفوب إيذومنًا يمّما 
مشى وعليه السنان أطارا 
وفولاذه ساطع للك 
يحف القتير به مستدير» 


وطار ومن وقعه الترس رنا 


وذيفوب يشهد عن بعد 
يصيح بنعرة منتصر: 
وأورى حشا أنطلوخ السعير 
يقي بالعَجِن الخليل القتيلة؟” 
جه (السفاكن كني رفيا 
وإما ليفدي ذويه بنفسه 
بألقاث بن إسيت اشتهر 
على بنته البكر هيفوذميا 


الإلياذة 


Eh‏ سينا أنواهنا 
وما كان بين لدات الزمان 
و بوشي وعقلٍ وحسن 
فزفث إليه e‏ 
فحل قواه وغشى البصر 
وظل بغير حراكِ مقيم 
بدرع مرارًا وفته الردى 
رفوا الوع مذ رها 
فصلت وخر وكيف المناص 
وعود السنان إلى الكعب ماد 
وما زال يهتز حتى تلاشى 
«أذيفوب ها قد فرى ساعدي 
علام التشدق أقبل هنا 
ألم يأتك العلم عن نسبي 
وأهل إقريط مينوس جدي 
وأن بإقريط باعي شديده 
أتيت أريك دا وأباك 
فنازع ذيفوب في أمره 
أيبرز فا إلى ملتقاه 
فعوّل فى شدة المعمعة 
ناتاه في “طرف القع 
كولحمحة أن فريام أزرى 
فوافاه قال: «إذن فهلمًا 
فإن كنت ترعى حقوق النسب 
فكم بك في سالف الزمن 
E‏ ةوه N‏ 
اا 


111 


أم الرأي 


بمنزل قلبهما أنزلاها 
لها مثلٌ في العذارى الحسان 
كما فاق ذاك بضربٍ وطعن 
امن الو او أن ستليا 
فضاق المفر وحال المكر 
كركن 0 وجذع عظيم 
قلع د ق الخد 
وفي الصدر من دونها مرقا 
وفي قلبه العامل اللدن غاص 
شتداد وجيب E‏ 
وإيذومنٌ صاح يشتدٌ جاشا: 


بعنف اث 


فتعلم أي ابن زفس أنا 
وأ وون كان ,امي 
بزفس أبيه رقى طود مجد 
لملكي دانت شعوب عديده 
وكل الطراود سبل الهلاك» 
مرامان ردد في فكره 
أن يلتجي لسواه 
شود الجاع ماني ملع 
تقاعد من شدة الحنق” 
واا لحم بيدا 


أأنياس صدر الطراود علما؛” 


فذا صهرك الآن بادي العطب 
وقد كنت طفلًا قديمًا عني 
فقم ذب عنه فقد هلكا» 
ونحو العدو الألد مشى 


النشيد الثالث عشر 


2 كخرنوص بر ايان 
ا ا ويعقفٌ ا 
ويذخر بطشا بعيد المنال 
كذلك إيذومنٌ وقفا 
ونادى الرفاق يصوت جهير 
وآفارس عسقلاف البطل 
هلموا رفاقى فليس لديا 
هو القرم يبلي بجمٌ غفيرٍ 
خشيت ولم اخش لو كان تربى 
فلا شك كان النزال سجال 
فحرّكهم عامل واحدٌ 
فهبوا إليه بأصنافهم 
فهبٌ أغينور ذيفوب فارس 
كما تبع الكبش سرب الشياه 
وأنياس بادي السرور رقب 
ومن حول ألقاث اصطدموا 
وفوق الصدور دروع تصل 
وأفتكهم كان إيذومنا 
كآريس فى بأسه اندفقا 
فأبصر إيذومن واحتفز 
فلم تك بالطعنة الصادره 
وبالرمح 
وإيذومنٌْ اجترّ ذاك المثقف 


إيذومنْ رشقا 


11۷ 


ويشحذ نايًا ويكمن شرا 
لذبح الكلاب وكبح الرجال*" 
لأتطامن »من حدقا ازفا 
كذيفيز مريون ذاك الجسور 
كذا أنطلوخ وصاح: «العجل 
EI OEE EEE‏ 
وما زال غض الشباب النضير 
الت عزن :وذا القلت فلي 
كيتنا ا و 
وهزمهم الجلل الوافد 
وأجوابهم فوق أكتافهم 
ياتى الشبراة يذاه الوح 
ومن خلفهم هب كل القوامس 
تساف الم او ا 
كما هر راعي الف الطرب” 
صدام الكو سين وإزدجموا 
بضرب يحل وطعن يفل 
ا ف عل ا ا 
وأنياس عامله سبقا 
وفي الأرض راس السنان ارتكز 
وإن أنفذتها يد قادرة" 
على وينماس فما زهقا 
فخر على الأرض مرتعشا 
وهم يجرده فتوقف 


الإلياذة 


فإن السهام عليه همت 
فلا قوة لالتقاط الرّجاجٍ 
وذيفوب أبصره يتقهقر 
و طاشن الفت ان وار 
ولم يدر آريس أن فتاه 
ولكن كآريس مريون خف 
قمنهٌ التريكة فى الحال فرّت 
وهب إليه هبوب العقاب 
وفوليت بين يديه رفع 
إلى حيث سائقه قد تخلّفٌ 
فراحت لإليون فيه تطير 
وسائرهم فوق ذاك الفجاج 
فآفارس بن قليطور راما 
فأنياس من فوره وثبا 
مالف هلي الکن ا 
ورام شوون فرارًا فأحدق 
بطعنته ابتتّ حبل الكتد 
دن ذراعيه مستنجدا 
وينظر حوليه في صخبه 
المت ادرت ابيع 
وما مسّه من ظباهم ضرر 


11۸ 


وبالعى أعضاؤه وهنت 
ولا لفرار بذاك العجاج""” 
وقد كان حقدًا عليه تسعر 55 


إلى عسقلاف ابن رب البدار 


براحته الأرض يخفق خفقا 
بذا الملتقى فارقته الحياه 
تحيط يه سحب من ذهب 
على الخالدين القتال حظر 
وذيفوب مغفرة انتزعا 
على يده بالقناة قذف 
وصلت على الأرض حيث استقرت 
ومن يده الرمح جر وآب 


أخاه القتيل وفيه رجع 


بمركبة دونها الخيل أوقف 
على ألم ودم وزفير 
يعجّ بهم بالصدام العجاج 
اا وا و اانا 
وأهوى المجِنُ وخوذته 
به أنطلوخ وكاهله شق 
فک وا في الخراب و 
وقاتله ينزع العددا 
ف التطغراوه في اي 
ظباتٌ حداد وقرع ذريع 
ففوسيذ واقيه كل الخطر 


النشيد الثالث عشر 


وما ارتاع فانصاع بل ظل فيهم 
وأما أداماس آسيُسا 
وعود القناة وفيه انصدع 
وشطن بمتن المجن التصق 
وأما أداماس فانقلبا 
ولكن مريون مذ كان أعدى 
فأنفذ حيث أريس يهيل 
بأسفل حالبه فسقط 
كثور على جبلٍ ريطا 
وما دام هذا الوجيب وطال 
فما انتزع الرمح حتى انسدل 
وهيلينس صدغ ذيفير فل 
أطار تريكتة تتدحرج 
بها من ذويه خلا نقر 
فشق فؤاد منيلا الأسى 
وهر القناة وذاك حنى 
وحلق وانطاد ثم وقع 
وذو الزرع في بيدر عاجلا 
فبين الرياح وجهد المذري 
ولكن رمح منيلا استقر 
فأئفذ منها وفى القوس غاصا 
فوافاهم النصل فى يده 
فأقبل فورًا أغينور يخرج 


11 


يجيل مثقفه ويليهم 
يشق الصفوف بسيفٍ أصمًا 
فأدرك ما بالخفا هجسا 
فغاص بقلب المجن الكبير 
فأوقف في الترس طعنته 
فشطر إلى الأرض منه وقع 
حكى وتدًا باللهيب احترق 
إلى قومه يتقي العطبا 
له كيهان او مدان 
على الإنس موتا أليمًا وبيل 
إلى الأرض مصطفقا وخبط'؛ 
سوى لحظاتٍ قصار قلال 
على مقلتيه ظلام الأجل 
بسيفٍ بإثراقة قد صقل 
إلى قومه بالدماء تضرّج 
وأظلم في عينه البصر 
وأقبلَ يطلبٌ هيلينسا 
حَنيِّمَهُ وما طعنا" 
نة أتريسن تم ريا 
كما الحب بين المذاري اندفع”؛ 
ذرى الحُمّص اليبس والباقلي 
تدافُعُ حب إلى الأرض يجري 
بف يهال يرل الوذ 
فام ذويه يروم الخلاصا 
يقوض ركن تجلده 
ر سيت ا 
ضمادًا على ذلك الجرح أسبل؟؛ 


الإلياذة 


و تدر ا متنا 
وفك م رجاه الت 
کا ن ی ور 
وفيسندرٌ رمحه وقعا 
بتفولانة الكت نا درا 
ولكن فيسندرًا طربا 
فسل منيلا حسامًا ترصّع 
وذنك :فحت المعفن قيض 
بفولاذها بدعت عملا 
مدا" كنان e E‏ 
قوق فق الکو هة القابى حلت 
ولكن منيلًا بطعنته 
فأولج والعظم سحقا سحق 
وطيرتا بخضيب الدَّم 
فقوس ظهرا وخر صريعا 
وجرده من بهي السلاح 
«ألا يا طراودة يا لكام 
ألا هكذا ستعافون قهرا 
علام إضافةٌ عار لعار 
ا غيم هن ادن تفا 
إلاه القرى من سيهدم هدما 
وزوجي لما رعتكم ضيوفا 
ألا ما اجتزأتم بما قد سبق 
تكلا تيهنا ا روا 
أيا زفس يا من بسامي النهى 
فك ركام اند سمس لكر 
جنوا وسيجنون طول الرّمن 


2 


وللحتف ساقته أيدي الرّدى 
لتعمل فيه حسام الظفر 
ولكن وعم مد رهق 
على الترس لكنّه ارتدعا 
وهن عت تة انكس 
لما خال من نيله الأربا 
قتير لجين بهي وأسرع 
على فأسه وإليه ركض* 
وزيتون مقبضها صقلا 
وكل بشدته ضربا 
أحلّ السنان بجبهته 
ومن مقلتيه النجيع اندفق 
من الرأس حتى ثرى القدم 
وقاكلة اللتصّدو اسر ةا 
ومفتخرًا صاح أي صياح: 
ويا كلتقي ورتا دام 
سفائننا اللّاء يمخرن مخرا 
تحريتم يا كلاب الان 
EEE ET‏ إثارة زفسا 
دياركم إذ جنيتم ظلما 
فررتم بها والكنوز صنوقا 
لتوروا السفين وتردوا الفرق 
ستلقون تحت العجاج ا 
على الإنس والجن طرًا سما 
ويف كلس ورل وه 
ولا يرتوون وغي وفتن 


النشيد الثالث عشر 


فرقص السرور وعذب المنام 
وكل سرور وإن طمحا 
ولماأتم مقالته 
وأدلى بها لرفيق بطل 
وراء أبيه لإليون قدما 
فيادر أتريذ في طعنته 
ونحوق ذويه ا بكر 
بأيمن فخذيه بالعظم مرًا 
فأقعى ووجه التراب تروّى 
فألفاه خلانه بالحضيض 
فحف بيه البفلغون ذووه 
ليون كارو اا 
لقد كان قبلا نزيلا لديه 
همام بقورنش ذو رياش 
لأن أباه فليذ النبيل 
«فإمًا الحمام بداء عضال 
فلم يرض داع يؤرقة 
فجاء وفاريس فيه فتك 
فأودى على لهب الغمرات 
هنا كاللّهِيب اشر امقذلوا 
ولم يدر ان يسار السّفين 


1 


وطيب الأفاني وکل هيام 
له المرء فوق شرور الوحي 
ولكن من العيث طروادة لاء 
وجرد ذلك شكته 
وعاد فبرز بين الأول 
با اتقحواهيبي: لا E‏ 


أتى ليوافى القضاء الملمًا 


فلم ينفذ الرمح في جنته 
مثقف مريون يخرق خقا 
وشق مثانته واستمرًا 
دما وارتمى دودة تتلوّى؛ 
بطرفٍ غضيض وروح تفيض 
وبين اكقهم ر 


على فقون ارسي قطنا 

فسن ملك الما ا 
بأوخينر بينهم تُعتا 
وأيقن بالحتف منذ استجاش 
مرارًا له قال قبل الرحيل: 
وما لدى الفلك يوم القتال»؟' 
وعزل شتا EEE‏ 
بزج تلجلج تحت الحنك 
امك أيه ااا 
وهكطور مقتلهم يجهل 


عثت بذويه أيادي المنون 


الإلياذة 


وكاد العدى يحرزون الظفر 
فإن مزعزع ركن الثرى 
وهكطور مازال حيث اندفع 
هنالك حيث جرى حنقا 
وحيث سفين فروطسلاس 
وقد جذبت لجدود البحار 
هناك الفوارس والخيل مالت 
هنالك هكطور كالنار شيًا 
وصدوه عنها وما ظفروا 
بصدرهم زعماؤهم 
هناك البيوتة جند أثينا 
منستس قائدهم وفداس 
ومسترسلو اللأم يونانهم 
إليهم قد انضم قرب الخلايا 
وميدون في قومهم آمر 
(فميدون كان فتَّى رب باس 
بها هام ويلوس من غير حل 
لفيلاقة كان مذ قتلا 
فهاجت لذا إريفيس استعارا 
وفوذرقس بن إفقلوس كانا 
وي صحبهم باسلو لقريا 
لإمرته كلهم ذعنا 
وأما الأياسان فاندفقا 
كثورين في مزرع أسحمين 
خرس وة الأرصن خلفييها 
فيثلم ثلمًا وينثنيان 
ولكن لدى ابن تلامون ثارت 


11 


وفوسيذ فيهم يهيج ييخ الرمو 
لنصرتهم e‏ انبرى؛ 

بهم أوَلا والصفاق اقتلء ٠`‏ 
وفيلق دراعهم خرقا 
لقد قرنت بخلايا أياس 
تحاذي اني ارتفاع الحصار 
خا الام اكه 
على فلكهم فتلقوه غضبى 
بإجلائه قله صبروا 
تخوض المنايا وتقتحم 
بصدر طلائعهم يصدرونا 
يليه وإستيخيس وبياس 
تصدّر للطعن فتيانهم” 
بنو أفثس بلفيف السرايا 
وفوذرقس البطل القاهر 
لويلوس من غير أم أياس 
وميدون عن موطن الأهل أجلي 


أا فكوسن:«والتوة رحا 


فأخلى البلاد وعاف الديارا 
سليلًا لفيلاقس عر شانا) 
ومبجيس قاد بني إيفيا 
وإدراققس ولأمفينا 
معنا خط :قطنا ارقا 
بنبر لقد قرنا كفؤين 
بر تفال يدها 
وضدراهها رقا ورش هان ٠‏ 
عصابة بأس حواليه دارت 


النشيد الثالث عشر 


لجنته تتناوب حملا 
او ن سلس فنا 
فليس لهم خوذ سابحات 
وليس لهم جننْ من صفاح 
ولكنهم أقبلوا للقتال 
وتلك التخائف: تحكم جزلا 
فظل مجيلو السلاح الكثير 
وهم خلفهم جحفلا ثانيا 
فربك وجه العدو الألد 
وكاد الطرواد ينكفئونا 
ولكن فوليدماس سبق 
عتوت فلا ترعوي لمقال 
أمذ كنت هكطور تسمو يعزمك 
ألم تر آل الخلود العظام 
ويؤتون ذلك صونًا رقيقا 
وذيّاك زفس الحكيم يزين 
فذيّاك ذيّاك خابرٌ تقسه 
إذن خذ مقالي ريا صوابا 
فأ طينطا ونا تاه E‏ 
ونزر لجيش العدى صدرا 


محضر 
أبا لفلك فتگا بزحفٍ وكز 
أم العود عنهن منقلبينا 
فإني أخشى إيثار الأعادي 
هنا قرب فلكهم رجل 
وظني لا يلبثن طويلا 


تدرا 


اكمفدن من كقلة الى حك 
جد E‏ وتو كا 
بصدر الكتائب كي يلجوا 
قل ميلك وها العذيات 
أديرت ولا أسل ورماح 
تاتقي وك الغبال 
مق أضوت هكر في الكريدويلا 
نكال كتائب جيش العدى“* 
يدون اددهم بالصدوز 
جل جيم سانيا 
وأوهى عزيمته والجلد 
إلى حصن إليون مكتئبينا 
فصاح بهكطور بين الفرق: 
أأنت سبوق بكل مجال 
EEE‏ :هكد جتان الما 
وقيثارة ثم رقصّا أنيقا 
يثاقب فكر وعقل رزين 
وواقي 'الذمان وتافع. حكني" 
تتمولك ا ا 
هم بين معتزل لا يباري 
وو الا :قن ر 
لعل اليكل :ااي 
ونحن بأرواحنا سالمونا 
لنكبة أمس بحر الجلاد 
من الفتك لا يرتوي بطل 


فيبرزن للحرب سخطا وبيلا»١”‏ 


الإلياذة 


i EERE 
هنا أوقفن نيان" الخ وة‎ 
أثير بقومي نار الكفاح‎ 
وخاض يصيح بصوت جفا‎ 
فكل أصاخ لوقع الندا‎ 
وذيفوب لكن أتيح القضا‎ 
ومن باسلٍ لم تغله المنون‎ 
فأبصر فاريسًا المجتبى‎ 
«ألا يا شقيًا بديع الجمال‎ 
كذا آدماس بن اننا‎ 
أشماء إليون تم المصاب‎ 
فقال كرب يفيض جملا:‎ 
أفي مثل ذا اليوم بأسي أنسى‎ 
فمن رمت من دون هيلينسا‎ 
يننا الأ سي كه نف فاد‎ 
فمهما عتا القرم لن يجدا‎ 
وحيث الفتى قبريون ضرب‎ 


E 


وقال لفولدماس مجيباء:"” 
إلى أن أكرّ أنا وأعود 
وأرشدهم لسبيل الصلاح» 
كطودٍ من الثلج راح يسير^* 
فقو الط راو واف 
ومن حول فوليدماس عدا 
يسائل عن هيلنوس الهمام 
وآسيّس نجل هرطافسا 
فبعض جريحٌ وبعض قضى 
قتيل أمام السفائن راكس 
58 بأكناف تلك الحصون 
بسار ليت اين ملتهيا 
فعاجله بأمر مقال: 
وعشاق خداعَ غيد الدَّلال 
كذا أثريون الفتى الأكيس 
وآسيِّسٌ نجل هرطاقسا 
بك اليوم حتمًا يحوق الخراب» 
«أخي أالبريء اتهمت محاللا 
ا نا بو ی کک 
لاح هيما بان وغاره 
وذيفوب عنهم ورثنا الأسى 
افش من اندقف باتيما 
للك العا نع غا و 
فك اال أن تل واد 
سبيلًا إلى البطش إن جهدا»“* 
وفاريسى "حرف :اساك اهمف 
وفلقيس ثار وأرثكيس هب 


النشيد الثالث عشر 


وفوليدماس وفلميس كرا 
ونجلا هفتيون قد ثبتا 
بأمسهما أقبلا بدلا 
واي اللتطركي ها 
كأن من الجو نوءًا شديد 
يعيث ببرٌ ويهوي لبحر 
فيركم موجًا ويزيد يما 
فذاك اندفاع لفيف الشّرى 
متفوف تدقع دسم س قوف 
وهشكطورهم عد آریس في 
مشى بمجن جلود البقر 
ومن حول صدغيه خوذته 
دنا جائلًا يسبر القوم سبرا 
فما راعهم هولة وتقدَّم 
«هلم إلي وألق الوساوس 
SE‏ نفام 
تومه أذ فدهي الفلك ها 
وحسسيق :مفتتحات: حهماكم 
ولم يبق ظني إلا اليسير 
تلوذ بزفس وكل إله 
فتلقيك خوف العدو المفاجي 
وهنا كان وع حكن تترادى 
هى النسر من فوق هامته 
فضج الأراغس للفأل بشرا 
ولكنَّ هكطور حال أجاب: 
هرفت أياس بما قلته 
ألا ليت لي أن أقول بنفسي 


110 


وفولفت ذو الجلال استقرً 
مروس وعسقانيوس الفتى 
لرهط لعسقانيا رحلا" 
وجمع السرى واحدًا هجما 
به زفس يقذف طيّ الرَعيدٌ 
ويدوي بصعقة هول ويجري 
تدافع مرتفعًا مدلهمًا"! 
على أثر الصيد مستبشرا 
تألق فولاذها للحُتثوف 
زعامتهم باهر الشرف 
كسته وفولاذه قد بيهر 
يرى هل يذلهم اليوم قهرا 
أياس يحث الخطى وتكلم: 
علام كذا رمت ذعر الأراغس 
ولكنّما صوت زقس سطا 
وفينا أكف تقيهن نبا 
ومغتنماتٍ جزيل غناكم 
أمكطور حتى فرارا تطير 
ليجري خيلك جري البزاه 
بإليون تحت غمام العجاج» 
بقلب الفضا طاكرٌ يتناءى 
لما أنسوا فيه من خير بُشرى 
«أثرثارة زاغ غث الخطاب7 
وقد خاب ما أنت أمَلْمَهُ 
بأني من ولد هيرا وزفس 


الإلياذة 


ويا ليت لي باعتزازي يقينا 
كما أشني موقن ببوار 
فإما اغتررت وعّضت نفسك 
يمزق جلدك ماضي سناني 
وفي شحمك الغض واللحم ترتع 
ومن ثم هم وفيهم تصدر 
CEE‏ 
وجيش الأخاءة بأسا تدرّع 
تربص يلقى عُلوج العدى 


3 


تن EEE‏ 
لفيف الأخاءة 4 ذا النهار 
لرمحي تؤتى على الرغم بؤسك 
فتلقى لدى الفلك ميت الهوان 
نواهس إليون والطير تشبع» 
وف ادي تاكن 
ومن خلفهم جحفلٌ لجب 
بموقفه ظَلَّ لا يتزعزع 
بنقع لقلب الفضا صعدا 
إلى حيث في الجو زفس أضا 


هوامش 


)١(‏ الأفوملغة: قبيلة من السكيثيينء كان معظم غذائهم لبن الخيل» وكانت مواطنهم 
على رواية إسطرابون في شمالي أورويا - تضاريت الأقوال في تحويل أنظار زفس عن 
مواقف القتال؛ فمن قائل: إنه إنما حول نظره عن الطرواد إيذانا بنصرة الإغريق» ومن 
قائل عكس هذا القولء على أننا لا نرى سبيلا لكل هذا التأويل» فإن الشاعر يمثل بزفس 
عظمة الخالق» فيجدر به إذن حيتًا بعد حين أن ينظر إلى أمم أخرىء كما رأيناه فيما 
سلف شخص إلى الأثيوبيين» وغادر المتحاربين وشأنهم إذ لا يعسر على مدبر الأكوان أن 
يتطلع إلى أحوال الخلق في آن واحد على حد قول الشاعر: 


ليس على الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحدٍ 


(۲) في التوراة: اللهمّ عند خروجك قدام شعبكء عند بروزك في القفرسلاه رجفت 
الأرض قطرت السماء من وجه إله سيناء من وجه الله إله إسرائيل (مز 107). 
(؟) إيغاس هذه كانت على رواية إسطرابون جزيرة وعرةء بين تينوس وصافسء. 


وكان فيها هيكل لفوسيذ إلاه البحر - يتصور المطالع هيبة فوسيذ بارتجاج الغاب 
والجبال تحت قدميه» وسيزيد ذلك هيبة ما سيأتي من وصفه ووصف مرکبته» وهي 


11 


النشيد الثالث عشر 


تشق قلب العباب والحيتان تتواثب من حولها جذلا به إلى آخر ما سترى مما يغني عن 
البيانء وإن وثوبه من أعلى قمم سمثراقة إلى إيغاس بثلاث خطوات يذكرنا بما جاء عندنا 
من الأثر عن خطوات أبينا آدم؛ إذ كان يجتاز من عدن إلى سرنديب خطوة واحدة» أو 
كما قال الثعلبي في قصص الأنبياء: إن خطوته كانت مسير ثلاثة أيام. 

)٤(‏ الخيل الطيارة كثيرة في أساطير الأمم» وعندنا في أقاصيص ألف ليلة وليلة من 
غرائب سرعة الفرس السحري ما لا يقصر عن خيل إلاه البحار» بل ريما يربو عليه بأن 
فرسنا لا يشعر بحاجة الطعام والشراب» وليس له قيد يقيد به» ولعل صاحب آلف ليلة 
وليلة قرأ أو سمع شينًا من إنشاد الإلياذة» فأفرغها لنا بقالب يشبه أن يكون جديدًا. 

(5) لا أرى الباعث على اتخاذ فوسيذ ذلك الطريق للحلول ما بين جيش الإغريقء إلا 
أن يكون الشاعر قصد أن يزين شعره بتلك التصورات البديعة التي ترتاح إليها نفس 
البامعة ,ولا يما في عضي كعصره كان النان'افيه أقزى إلى التقوف: إلى فك الغراقي: 
وإلا فما كان على فوسيذ إلا أن يخطو خطوة خامسة؛ فيحل حيث شاء. 

(1) إن في كلام فوسيذ هذا لدربةً ودهاءًء فإنه إذ كان يمثل بطلا من أبطال الإغريق 
لم يكن يجدر به إلا أن يأتي حكمة يمكن أن تؤثر عنه» ولا عبارة أقوى من عبارته 
لاستنهاض همم ذينك البطلين الباسلين؛ إذ أثبت لهما أن الجيش في كل أطرافه بمأمن 
من الفشل إلا في موقفهما لشدة بطش هكطورء وإذ كانا يعلمان أن هكطور مندفع بقوة 
علوية ألقى في صدريهما أمل تحيز بعض الآلهة إلى الإغريق» وأثبت قوله بالفعل بما 
أوحي إلى صغيرهما كما سترى. 

(۷) تساءل البعض عن سبب تنبه أياس الصغير قبل أياس الكبير لتلك القوة 
الخارقة! فقال بعضهم وهو قول حسن: إن أياس بن تيلامون بطل مقدام لا يهاب الموت» 
وهو كالبرج الثابت لا يتزعزع» ولهذا كان قليل التنبه لما سوى دفع الكرات» وخوض 
الغمرات حالة كون أياس الصغير خفيف الروح والجسدء فهو أولى بسبق النظر. 

(۸) صمم» أي: فتك - من الحكمة في هذا الكلام أن نسب قائله وهن الجيش إلى 
سأم ألم بهم؛ لنزاع سبق بين أغاممنون وآخيلء لا لفتور في هممهم» فكأنه التمس لهم 
من أنفسهم عذرًا على ذلك الفتور» وفتح لهم مخرجًا يخرجون منه على أهون سبيل. 

(9) لا بأس بتفكهة القارئ برواية رواها فلوتارخوس وفيلوستراتوس وغيرهماء 
قالوا: إن غانكتور بن أمفيداماس ملك أوبيا أجرى بمأتم أبيه ألعايًا ومخاطرات كثيرة, 
كجاري عادتهم وخص الشعر بجائزة سنية» فدارت المشاعرة بين هوميروس وهسيودس,» 


1۷ 


الإلياذة 


وأنشد كل منهما أبيانًا من نظمهء فكانت الغلبة بكل الإنشاد لهوميروس باتفاق الجمعء 
وكان فانيذس أخو الميت من جملة المحكمين» فأمر كلا من الشاعرين بإنشاد أجود 
شعره في ظنه» فأنشد هسيودس شينًا من مطلع نشيده الثاني؛ وأنشد هوميروس الأبيات 
التاليةء فآثر فانيذس كلام هسيودس السلمي على شعر هوميروس الحربي خلاقًا لإجماع 
الحضور على تفضيل شعر هوميروسء وحكم بالجائزة لهسيودسء وعلى هذا انهال 
جميع الشراح على فانيذس باللوم والسباب» ولم يكن منهم إلا من أورد هذه الرواية. 
وإن تكن غير ثبتة مع ثبوت إقامة أسواقهم العكاظية هذه. 

)٠١(‏ لو قرأت هذين البيتين في الأصل اليوناني لظننت أنك تسمع هدير ذلك السيل 
أ و او aa‏ ركه SEG SS a‏ 
الأخيرة ووقوفه فجأة. وصدى صوته بعد ذلك الوقوفء ولعل لنا حظًا طفيقًا من مشاكلة 
شعر الشاعر اليونانىء أما التشبيه بحد نفسه فلا يفوقه تشبيه في كل إلياذة هوميروس 
وغيرهاء وأي وصف أليق بوصف هكطور المنقض كالشهاب الثاقب والمندفق كالسيل 
الزاغب» إلى أن تتألب جماهير الإغريق حول الأياسين فتصده دفعة واحدةء وتقف به 
وقوفًا لم يكن بالبال والخيالء ولقد أجهد شعراء الرومان والإفرنج قرائحهم بالتشبه 
بهوميروس بنظم هذا المعنى» ولكنهم لم يدركوا شأوه» ولم يصيبوا المرمى إصابته» ولم 
يحسن منهم أحد إحسان شيخ شعراء العرب القائل في معلقته بوصف جواده: 


مكرّ مقر مقبلٍ مدبر معًا كجلمود صخر حطه السيل من علٍ 


على أن امرأ القيس زاد في المعنى الإقبال والإدبار» وأغفل ارتجاف الغاب والوقوف. 

)١١(‏ الحصار: المعقل» وقول هكطور: إنهم رصوا كالحصار المتين شهادة أخرى 
بانتظام فيالقهم» وتشبيه الجيش المتألب بالبنيان المرصوص كثير في كلام العرب» وفي 
الحديث: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا». 

)١1١(‏ لقد عرّف هوميروس هنا زفس مرة أخرى بزوجه» وقد أشرنا إلى ذلك في 
النشيد العاشر: 

)١(‏ ذكرنا في ما تقدم أن أبناء السفاح لم يكونوا على شيءٍ من الخّطة التي نالتهم 
في ما ولي عهد هوميروسء وهنا شاهد على أن بنات السفاح لم يكنَّ دونهم في المنزلةء ولولا 
ذلك لحاذر هوميروس أن يقول: إن مديسكستا كانت زوجة لزعيم من كبار الجيشء 
ولا يستخرج من كلام هوميروس كيف كانت حالة المسافحات لذلك العهد» ولم يقل 


1۸ 


النشيد الثالث عشر 


أكانت والدة مديسكستا خصيصة بهء أم كانت كبغايا العرب اللواتي كن يبحن أنفسهن 
لكثيرين» فإذا ولدن اجتمع إليهنّ أولئك الرجالء فكان المولود لمن ألحقته به منهم» كما 
فعلت أم عمرو بن العاص؛ إذ كانت بغية وكان قد لازمها العاص» وأبو لهبء وأمية 
بن خلف» وأبو سفيان بن حربء فألحقت المولود بالعاص؛ لأنه كان ينفق على بناتها 
«السيرة ١‏ لحلبية ١ناة6.‏ 

)١5(‏ أقطور: لقب لفوسيذ إلاه البحرء ومعناه القائد والدليل. 

)٠١(‏ قال عمر بن كلثوم يشبه الرءوس المقطوعة بالكرات التي يدحرجها الغلمان 
الشداد في مطمئن من الأرض: 


يدهدون الرءوس كما تدهدي حزاورةٌ بأبطحها الكرينا 


)۱١(‏ حفيد فوسيذ يذه أي: أمفيماخس. 

(1) الأسى: جمع آسي الأطباء. ويظهر من هذه العبارة أن أطباءهم كانوا كثيرين» 
أو كان ¿ لكل قبيلة منهم أطباء معلومون فضلًا عن ماخاوون وفوذالير, اللذي ين كانت لهما 
رئاسة الأطباء؛ لأنا رأينا فيما تقدم أن أخيل وفطرقل كان لهما أيضًا إلمام بفن الطب. 

(۱۸) من عادة الشاعر إذا أراد أن يبرز بأس بطل من أبطاله أن يأتى بمقدمة 
تمثل أخلاقه تمثيلا. وهو هنا يريد أن يبرز لنا أيذوميناوس» وهو ملك ڏو ت شأن قد 
وخط الشيب عارضه» ولكن فيه بقية بأس لمكافحة الأيطالء وإنا لنراه هنا قبل بداره 
إلى القتال» يعني بفتى جريح يؤاسيه ويداويه» ومما جاء في الأثر أنه لما اجتمعت الملوك 
للحرب طلب أيذوميناوس مشاطرة أغاممنون الزعامة الكبرىء ينبئنا ذلك بما كان له 
من علو المنزلة وبسطة الجاهء وهو على رفعة شأنه محب لجنده شفيق عليهم كما رأيت» 
وقد أنبأنا الشاعر بتلك الأخلاق دون أن يصرح بها. 

(۱۹) كقول أبي تمام: 


حرام على أرماحنا طعن مدبر وتندق قدمًا في الصدور صدورها 
محرمة أعجاز خيلى على القنا ‏ محللة لباتها ونحورها 


(۲۰) كان من أعظم مفاخرهم أن يذخر الفارس منهم شيمًا كثيرًا من سلاح أعدائهء 
وكلما كثر سلبه عظم قدره بين ذويه» فلا تعجب بعد ذلك إذا رأيناهم في معمعة القتال 


1 


الإلياذة 


يكبون على قتلاهم ليجردوا سلاحهم» وإن كان الأعداء محدقين بهم من كل صوب «راجع 
نت 


)5١(‏ قال عنترة 
ما زلت ألقي صدور الخيل مندفقًا بالطعن حتى يضح السرج واللببُ 


(۲۲) خبرك الأولى بمعنى عرفك. 
)۲٤(‏ قال العلوي صاحب الزنج: 


يلقى السيوف بنحره وبوجههء ويقيم هامته مقام المغفر 
ويقول للطرف اصطبر لشبا القنا فعقرت وكن المجد إن لم تعقر 


(35) اقتل» أي: اختر. 

(51؟) قرونس هو زحل كما تقدم» والمراد بابنيه زفس وفوسيذ كما سترى. 

(۲۷) مفاد ذلك: أن زفس كان يروم أن ينكل هكطور بالإغريق» حتى تضيق عليهم 
المسالك» فينهض أخيل لنصرتهم» ويكون فوزهم عن يده» فينال أخيل بذلك المقام الأرفع 
والفخر الأعظم. 

0 ( ل ل ا ا 
ا ل ا 
الرشدء فإذا كان ذلك نظامًا مأثورًا فلا سبيل بعده إلى النزاع» وهذا هو الأصل في إيثار 
البكر على إخوتهء ومن ثم سرت العادة إلى ذوي المقاماتء ومنهم إلى سائر الناس» وسرت 
على مناهج شتی مرجعها جميعًا إلى إيثار البكر على إخوته حسًا ومعنّىء وعلى هذا كان 
اليهود يخصون البكر ببركة أبيه» ويضاعفون سهمه في الميراث, أما العرب فالظاهر أنهم 
لم يزيدوا في حقوق البكورة شينًا كثيرًا عما كان عندهم؛ لحرمة التقدم في السن من 
الرعاية المعنوية» ومع هذا فقد كان البكر يستأثر بما لا يحتمل القسمة من متروكات 
أبيه. ولكن الإسلام ساوى بين البنين جميعًا. 


1۰ 


النشيد الثالث عشر 


(۲۹) أي استعارة أجمل من هذه الاستعارة لفئتين متحاربتين متلاحمتين تلاحمًا 
لا يكاد يفرق فيه بين القاهر والمقهورء والملتوي والمنصورء فالحرب بينهما يتجاذبان 
أطرافها كحبل 


بأطرافه كلهم وقعوا فقطعهم وهو لا يقطعٌ 


وهي من استعارات هوميروس القليلة بإزاء تشابيههء ولكنها ليست في شيءٍ دونهن 
قوة واستحكامًا. 

)۳١(‏ لا يخفى ما في هذا الكلام من التهكم على خطيب ابنة فريام القتيل» ولقد 
عيب هوميروس على عبارات كهذه؛ إذ ليس من الإباء وشيم النفوس الكبيرة أن تتهكم 
على عدو ظفرت به» ولا سيما بعد موته» ولكنه قد يشفع لشاعرنا أنه إنما كان يصور 
أخلاق بني زمانه؛ حسنها وقبيحهاء فهي عادة جرت لهم فأثبتها على علاتها. 

(١؟)‏ أي: خوفًا عليه من الأعداء أن يجردوه سلاحه ويخلوا بجيشه. 

(۳۲) الوجيب: الخفقان - لقد آلى بعض الشراح على أنفسهم أن يفسروا كل كلمة 
من كلام هوميروس تفاسير طويلة عريضة»ء لم تمر على مخيلته» كاستنتاج بعضهم من 
كلامه هذا أنه كا ن أول عالم بعلم التشريح» واستنتاج البعض الآخر أنه لم يكن يعرف 
مك بشيكا بوك < كل لإقنات عا فلت الباق وأقاصن يها تخرع كل لخر عن هذا 
البحثء أو لا يكفى ما في هذا الكلام على ظاهره من البلاغة حتى نتأول له التآويل التي 
ما أنزل انها مث ا ١‏ 

(۳۲) من المعلوم أن فرجيليوس الشاعر الروماني بنى منظومته على مثال إلياذة 
هوميروسء. وجعل بطلها آنياس» كما جعل هوميروس بطله الأعظم أخيلء وكأني 
بفرجيليوس وقف عند هذا البيت وهو يتلو الإلياذةء فكان له منه المحرك الأول لنظم 
الإنياذة «نسبة إلى أنياس»» لأنه كان متواترًا على ألسنة الناس خبر نبوءة يزعمون أنها 
كانت شائعة في أيام حرب طروادة» تشير إلى أن فريام كان عانًا أن آنياس وذريته 
سيحكمون بلاد الطروادء وكلام هوميروس هنا يؤيد هذا القول» ولما كان من المأثور 
تاريخيًا أن آنياس كان رأس الأسرة الرومانية بعد تلك الحرب لا يبعد أن تلك النبوءة 
لم تكن شائعة في أيام الحرب» بل تصورها القوم كأنها كانت عندما حققها التاريخ - 
ومهما يكن من صحة هذا الزعم» فلا عجب أن يكون فريام - وهذا اعتقاده - حذرًا 


1 


الإلياذة 


من أنياس نازكًا إلى الغض من قدره وأن يكون أنياس حانقا ساخطًا معتزلًا كما قال 
الشاعر: «في طرف الفيلق». 

)١(‏ كثيرًا ما يطلق الشاعر لقب الطرواد عليهم وعلى حلفائهم» كما يطلق لقب 
الإخاءة والأراغس على جميع المحاصرين» وأنياس هذا بطل مغوارء قال فيلوستراتوس 
إنه لم يكن دون هكطور بشيء إلا بشدة البأس» ولكنه كان يفوقه حكمةٌ ويساويه في 
كل ما سوى ذلكء وكان شاعرًا بما كان له في القدر بعد دك طروادة لا يعرف الخوف 
ولا تروعه الحروب. وإذا أحدق به خطر لا يتزعزع صوابه ولا يتغير» فكما أن هكطور 
كان ساعد الطرواد كان آنياس رأسهم يدير أمورهم بدراية 3 تدبير هكطور باندفاعه 
ويأسه. وكلا البطلين متشابهان سنًا وشكلًاء وأنياس وإن كان أقل بأسًا وإقدامًا فقد 
كان أربط جأشا وأثبت عزيمة. 

(5؟) قال لبيد يصف البقرة الوحشية دافعةٌ عن نفسها هجمات الرماة وكلابهم 
بما يشبه دفاع خرنوص هوميروس 


فَتَوَحْسَتْ رز الأنيس» فَوَاعَها عَنْ ظَهْر غيب والأنيس سَقَامُهَا 
فَقَدَتْء كلا الفرجّين تَحْسِبُ آنه مَولی الفحافةة كلمها A‏ 
حَتى إذا يَمْسَ الرّماةء وَأَرْسَلُوَا فُضفا دَوَاحِنَ» قَافِلًا أَعُصَامُهَا 
فلَحِقنَء واعتَكرَتْ لها مَدَرِيّة كالسَّمْهَرِيَةٍ حَدّها تاها 
لَتَدُودَهَن: وَأيقمّث إن لم حَذذْ ٠‏ أن كد ذ أَحَمَ مَعَ الحُتّوفِ حِمَامُهَا 


ر 


فتَقَصّدَتْ منها گساب» فضرّجت ‏ يدم وَغُودِرَ في المَكَرٌ سُخَامَُهَا 

قال: إن البقرة تسمعت صوت الرماة القادمين لصيدها فراعها ذلك» واستعدت 
للقاء. فلما عجز الرماة عنها بسهامهم أرسلوا عليها الكلاب» فرأت أنه لا بد من الدفاع؛ 
فقابلت تلك الكلاب بقرن كالرمح» وقتلت منها كلبتين تدعى إحداهما كسابء والأخرى 
سحام. 

)۳١(‏ يعلم الرعاة أنه كلما كثر شرب الماشية كانت أقرب إلى الصحةء ولهذا يسرون 
إذا اندفعت للموارد بعد الاكتفاء من المراعيء وهذا الذي أشار إليه هوميروس بقوله: «هز 
زاف الكت الطوجة: ١‏ 

(/©) الضادرة: الح التافزة: 
(؟) الرّجاج: جمع الزج» وهو السنان. 


1Y 


النشيد الثالث عشر 


)١9(‏ إذا أشار الشاعر إلى أمر مشهور في عصره» فقلما يفصله تفصيلًا كافيًاء مثال 
ذلك ما تقدم معنا في الكلام على آنياسء ومثله قوله هنا: إن ذيفوب تسعر حقدًا على 
أيذومينء ولم يذكر السبب لاشتهاره في زمانه» ذلك أنه كما قال أفستاثيوس: كان بين 
أيذومين وذيفوب رقابة غرام» وقد كان كل منهما طامعًا بهيلانة المسببة» وهذا القول 
يطابق كلام فرجيليوس؛ إذ ذكر أنه بعد موت فاريس زفت هيلانة إلى ذيفوب. 

(50) الكتد: ما بين الكاهل إلى الظهر. 

)5١(‏ إن في هذا البيت في الأصل اليوناني من المشاكلة الشعرية ما يكاد يريك ذلك 
القتيل» وقد انقطعت أنفاسه ولعل في الترجمة العربية رائحة من ذلك. 

(؟5) الحنية: القوسء أي أن أحدهما طعن برمحه. والآخر أنفذ سهمًا. 

(e)‏ انطاد: علا في الجو صعدًا. 

)٤٤(‏ ليس في الإلياذة ذكر للمقلاع أو المخذقة إلا مرتين في هذا النشيدء ولهذا ذهب 
بعض الشراح إلى أن الكلمة هنا تفيد معنى آخرء ولكن هذا الزعم غير ثبت؛ لأن المقلاع 
من أقدم آلات الحرب» وإن لم يكن كثير الاستعمال عندهم» فلأنه لم يكن له مجال واسع 
مع النبال والرماح» ولقد رأيناهم مع ذلك يقذفون الصخور عن قرب بأيديهم» فالحجر 
إذن كان من جملة أسلحتهم ولعلهم لم يكونوا أحكموا رمي المخذقة إحكام داود النبي 
قاتل جليات. 

(55) ما قيل عن المقلاع يصلح أن يقال هنا عن الفأس؛ لأنها كانت قليلة الاستعمالء 
تعتبر سلاحًا خشتًا لا يستخدمه الجنود المنتظمون بعد إتقانهم الطعن بالرماح والضرب 
بالسيوف والفأس كانت مع ذلك سلاح الأمازونة. 

(57) حيثما تكلم منيلاوس رأينا كلامه يشف عن حزازة نفس ليست في صدر 
غيره» ألا وهو الجريح الذي لم يصب بجرحه سواه فإذا تشفى بعض التشفي من قتيل 
طريح أو عدو جريح فما ذلك ليروي غلة صدره» وهو ما زال بعيدًا عن نيل بغيته 
القصوى يتألم تألم صاحب الجميلء الذي نبذ أجره وبخس قدره» وقوبل بأشنع الغيلاتء 
وكأنه يبرد غلالة ليه بملامة زفس؛ لاعتقاده أنه بقدرته استعصم المكرة الغدوة» ثم كأن 
ذلك الملام لا يغنيه فتيلًا. ولا يشفي له غليلًاء فيرجع إلى وصف عدوه بكلام وإن كان 
ا يفطا فهو أدوها: رده إن وأشر جنا دل عل الع راكاد ادل 
على الظلم من ملالة المرء أمورًا طيبة حلالًا كالرقص والنوم والغناء والسرور» مع عدم 
ارتوائه من أمور أخرى متعبة مزعجة محرمة كالغيث والفساد - ويجمل بنا في هذا 


1Y 


الإلياذة 


المقام أن ننبه إلى أن الرقص كان عندهم على نوعين؛ أحدهما: الرقص الممدوح للفرسان 
والفتيان» وهو الذي سنته لهم أثيناء والآخر: رقص الخلاعة والتهتك ولا شك أن منيلاوس 
أراد هنا النوع الأول. 

)٤۷(‏ ليس تلوّي هرفليون أنَاه كتلوي صخر الخضري صبابة بالمنازل؛ إذ يقول: 


ألوّى حيازيمي بهن صبابةٌ 2 كما تتطوّى الحيةٌ المتشرق 


)٤۸(‏ هنا فتّى كأخيل يقدم على الحرب مع علمه بأنه يقتل فيهاء ولكن شتان ما 
هذا العلم وعلم أخيلء فأخيل أنبأته أمه بعمر مديد وعيش رغيدء إذا لبث في مكانه فآثر 
قصر الحياة مع المجد الأثيل والعناء على طولها مع العمر الطويل والرخاءء وأوخينور 
أنبأه أبوه بالموت بداء عضال إذا تقاعد عن الحرب» وكل فتى يؤثر الموت في ساحة النزال 
على الهلاك على فراش الأوجاع بداء عضال. 

(59) مزعزع ركن الثرى: لقب من ألقاب فوسيذ إله البحار» كانوا يمثلونه بصور 
شتىء وهو في أكثرها إما ممتط صهوة مركبة بهيئة صدفة تجرها جياد البحرء وبه 
تحيط الحور الحسانء وإما راكب دلفينه كما ترى في الرسم» والصولجان المثلث الأطراف 
ملازم له في كل صورة. 

(60) يريد صفاق الأبواب. 

(01) اللأم الدروع - اليونان ملة هاجرت إلى أغيالة قبل حرب طروادة بنحو مثتي 
عام» ورجعت إلى بلادها في الأتيكة بعد تلك الحرب بمئتي عام» وبقي اسمهم عليهم وما 
هم إلا فرقة من تلك الأمم المتضافرةء ومن الغريب أن العرب أطلقوا اسمهم على جميع 
تلك الملل مع أن من تقدمهم من الرومان وغيرهم لم يغلبوا هذا التغليب. 

(0) أي: تشبيه أصدق لبطلين متساويين قوة وشدة من هذا التشبيه» وإن كان لا 
يشبه به في أيامنا فلم يكن هوميروس ليبالي برقة أبناء هذا الزمان. 

(0) الجنة: الترس» كما لا يخفىء وإذا كانت تلك العصابة تتناوب حمل تلك 
الجنة؛ لتخفض من ثقلتها حينًا بعد حين عن أياسء فلأن ثقلتها كانت شيئًا مذكورًا 
لأنها وأمثالها كانت تستر جميع الجسم» فلا بدع أن تكون ثقيلة مزعجةء ولا سيما في 
حين يكل فيه أشد السواعد لكثرة كره وقتاله. 


1T 


النشيد الثالث عشر 





فوسيذ أى فوسيذون. 


(08) نعلم من هذه الأبيات أن كل فرقة أتت بسلاحها الذي لها في أوطانهاء فمنهم 
السيافة والرماحةء ومنهم النبال وحملة المخاذفء أي: المقاليع» ولا بدع أن يكون هؤلاء 
بلا دروع لقلة احتياجهم إلى ملاقاة الأعداء صدرًا لصدر. 

)٠١(‏ أي: صاحب الفكر الثاقب والعقل الرزينء كانوا يعتقدون أن الآلهة تقسم 
على الناس الأخلاق» كما توزع عليهم الأرزاق» وفي مثل هذا المعنى يقول لبيد العامري: 


فاقنع بما قسم المليك فإنما قسم الخلائق بيننا علامها 


170 


الإلياذة 
وإذا الأمانة قسمت فى معشر أوفى بأوفر حظنا قسامها 


(57) تلك إشارة إلى أخيلء يهيئ الشاعر المطالع لرؤية أخيل بأعظم مظاهر الهيبة 
والجلالةء هنالك يوفد الإغريق له الوفود لاسترضائه» وهنا أشد الأعداء بأسا كفوليداماس 
وهكطور يقفان عند ذكر اسمه» وعما قليل سنراهم منهزمين لرؤية فطرقل شاكًا بسلاحه 

(00) هنا في بعض النسخ بيت يقول: إن هكطور وثب إلى الأرض من مركبته. 
وإغفال هذا البيت من نسخ أخرى صواب؛ لأن سياق الكلام يدل على ترك الطرواد 
عجالهم خلف الحفيرء فذل كالبيت إذن دخيل في الإلياذة. 

قارة )لوأك مسج الفط اشر عن ظاهره لكان رلة روت انرون اله ااه 
به هكطورء ولكن المقصود منه لا بد أن يكون إشارة إلى بريق سلاحه أو ارتجاف قونس 
خوذته؛ إذ يلقبه هوميروس في مواضع كثيرة بهياج الخوذة. 

(59) ترى من كلام الأخوين ما بين أخلاقهما من الفرقء فهنالك هكطور العتي 
الصارم» يشدد المقال ويلوم حين لا محل للوم» وهنا فاريس أخوه يطلطف كجاري 
عادته ويؤانس مؤانسة الأخ الأصغر والعشيق الأمهر. 

)1١(‏ نعلم من هنا أنه كما كان البحر مفتوحًا للإغريق» تأتيهم به النجدة والذخيرة 
كان البر مفتوحًا للطرواد يتناوب في طريقه نجّادهم. 

)1١(‏ قال عنترة وأجاد بتشبيه الجيش بالبحر والنصال بأمواجه: 


وفاض علي بحرٌ من رجالٍب بأمواج من السمر الدقاق 


(1۲) لم يكن ذلك النسر ليروع هكطور؛ لأنه على ما تقدم في النشيد السابق لم 
يكن كثير الاعتقاد بالطيرة. 


11 


النشيد الرابع عشر 


مكر هيرا ببعلها زفس 


مله 
٠‏ 


كان نسطور في المعسكر يعنى بتمريض ماخاوون الجريح» فخرق آذانه قرع الحراب 
فارتاع وخرج من مضربه يتشوفء فشهد مشهدًا هاله ولقيه أغاممنون وأوذيس وذيوميذ 
وكلهم جريح» فتشاوروا فرأى أغاممنون أن الغنيمة في الهزيمة لميل زفس إلى الأعداء 
فقبح أوذيس رأيه وارتأى ذيوميذ وجوب العودة إلى ساحة القتال لعلهم إذا عادوا بين 
أجنادهم يثبرون بهم ثائر الحمية فكان كذلك. وظهر فوسيذ بهيئة جندي شيخ ونشط 
أغاممنون وثبت الإغريق» وكانت هيرا قد ارتاعت لانحراف بعلها زفس إلى الطروادء 
فتهيأت لأعمال الحيلة فاستعارت حزام الزهرة ومضت إلى لمنوسء والتمست معاونة 
«الكرى» أخي «الموت» على زفس» فتمنع الكرى بادئ بدء عن إجابة سؤلها فلم تزل 
تخادعه حتى أذعن لها وسكب طله على عيني زفس فاستولى عليه السبات بين يديهاء 
وطيرت الخبر إلى فوسيذ فاغتنمها فرصة خير فرصة ودفع الإغريقء فقضوا على الطرواد 
وجرح إياس هكطور فأقصاه أتباعه عن موقف النزال» وطلبه الإغريق فلم ينالوا منه 
مأرياء وهناك ازداد الإغريق بأسَا ففتكوا بأعدائهم وصدوهم وأبعدوهم عن مواقف 
السفن وملأوا السهل أشلاء من قتلاهم لانهزم الطرواد من أمامهم وأياس في أعقايهم 
تخر الأبطال بين ذراعيه. 


الإلياذة 


يبتدئ هذا النشيد وينتهي أيضًا في اليوم الثامن والعشرين ومشهد وقائعه في 
مضارب اليونان فطور إيذا ثم في ساحة القتال. 


النشيد الرابع عشر 


كان نسطور لدی كأس الشراب مصغيًا يسمع عا واصطخاب 
فلما خاوون قال: «أقكر فما علّة ينجم عن قرع الحراب 
فول كلف الفلك فان الويدن. ‏ ا حاو هوهلا يها 
اقرب الخ مو اروها .هكا لك حدمي الا 
وقي الج مو هنذا الحا ` 
د sk‏ > 


وأنا ماض أرى ماذا جرى بالسري» واقتال ترسًا أكبرا" 
كان ترسيميذ قد غادره مؤثرًا ترس أبيه نسطرا 
وی اكد «تسفان قاطع صفرًا أضا 
وال اكاب خا ا قله لاح القضا أي قضا 
ببني ببنى الإغريق قد جل المصاب 
> كد د 
دفعوا دون عدو مندفع خلفهم من خلفه السور صدع 
لبث الشيخ على هاجسه خامد الجأش كبحر متسع 
بدنو النّوء في الجو شعر يمه فأريدٌ لونًا واكفهر 
لايع المؤخ فية ماكلا ٠‏ آي .ميل قبل ما ؤفس"انحوسن 
aE‏ العياب؟ 


»ا كلا علا 


هكذا الشيخ على أمرين جاش لبلوغ الجيش من فوق الرشاش؛ 
ألحاقا بأغاممنون أم بالحواشي حيثما اصطك الكباش* 


1۸ 


النشيد الرابع عشر 


فعلى ذاك أخيرًا عوّلا 
يقرع الجنات في دراعهم 


6 و 
أبترٌ ماض ورم صقلا 


نافذ الحدين ريّان الذباب" 


»اا كلا علا 


ف اقفن رک الها 


كذيوميذ وأوذيس وت 


فلكهم عن موقف الطعن المبيد 
درنها للسهل فلك أدنيت 


من بني زفس تراءوا زمرا 
ريذ من فلكهم أموا السرى 
أرسيت بالجرف في بون بعيد 
دونه السُورٌ بالإحكام شيد 


معقلا يمنع أن جد الطلاب 


ا كلا علا 


فصفوفا كنّ فى ذاك الخليج 
فانبروا كل على عامله 


كن امك "الخلا ما وس 
دونها فيه السرايا تجتمع 
بينهن النفس في الصيد تهيج 
يتوكاً راقيًا عجّ الأجيج 


وإذا بالشيخ نسطور المجاب 


»اا كلا علا 


فالتظوا طرًا لمرآه أسى 
«يا ابن نيلا فدوة الإغريق لم 
خشيتي ويلاه إنفاذ وعيد 


وأغاممنون نادى يئسا: 
عدت من قرع القنا محترسا 
ذلك الفتّاك هكطور العنيد 


يحرق الأشراع والقوم يبيد 


قبل أن ينوي لإليون المآب 


ا لا علا 


وعده رباه فيه اليوم بر 
كأخيل كلهم لاح وقد 
قال: «ها قد قضى الأمر فلا 


وفؤاد الجيش بالغيظ استعر 
عذلونى وأبوا دفع الضرر»" 
نفس زفس دافعَ هذا البلا 


الإلياذة 


ذلك السور به منعتنا وتراه اندكٌ والنقع علا 
ولدى الأسطول ميدان الضراب 
ا كد Xk‏ 
فأجل طرفك في كل طرف لا تئ اتن مدا جحل النطايت 
فلنرم رأيّا به نؤتى الفلاحج إن يكن ذا الحين للرَّأي صلاح 
إنما الحكمة في عزلتنا ماعلى المجروح إتيان الكفاح»” 
“ا كد Xk‏ 
«إن يكن ذيّالك السور الخطير» ماوقى ضرًا ولا صدّ الحفير 
أو تكن خابت أمانينا به بعد إجهاد قوى الجيش الكثير 
أو يكن ثار الوغى دون السّفين إنما من زفس ذا الذل المهين 
نصره عاينت قبلا مثلما قد شهدت اليوم ذا الخذل المبين 
موقتًا بالحتف فى دار اغتراب 


»ا كلا علا 


- 


غل أيدينا وأعدانا الثكقال ‏ عز آل الخلد إجلالًا أنال 

فلنجرَّنَ من الأسطول ما كان أدناه إلى الجرف مجال 

وبقلب البحر نرسيه إلى أن نرى جيش الدياجي أقبلا 

فإذا أوقفَ كرات العدى سائر الفلك احتذبنا عجلا 
واو :مشباء ادان 


ا كلا علا 


ففرار المرء أولى أبدا من نكال الأسر في أيدي العدى 
الممن ها ENE EE‏ تلن و 
فال واف ومالفيظ ا فل ريا حلفي :فسا نهذ امت 
نك لاحو اكان اله . إمرة في ال جن كل يطل 


ع3 


النشيد الرابع عشر 
شی دد ل کااغ: الشباب١٠‏ 
اا ا كلا 
أبنا رمت ارتدادًا وترى ‏ بحماإليون قتلانا ألوف 
مه فلا يسمع سوانا بالفرق نطق عجز ما به قط نطق 
لا أخو ذوق ولا قيل ولا قاكدٌ مقْلَكَ للحرب اندفق 
جيشه الجرّار كاللّب اللّباب٠‏ 


»اا علا علا 


ع 


أإلى اليم نسوق الأغربه والوغى للجو أعلى صخبه"" 
إنما الأعداء ذي منيتهم ولثن فازوا بحكم الغلبه 
فإذا ما نحن باشرنا العمل ما الذي يدقع أهوال الفشل 
وإذا الأجناد من خلفهم أبصرونا وجلوا أي وجل 
والتووا ... لا لا فما هذا الصواب» ؟١‏ 


ا كلا علا 


ل E‏ ان غص الحيو E‏ 
ويوافينا برآي E e‏ 
ا عا علا 
«ذونك انظر فهنا المرء المراد فاستمعه إن ترم قول السَّدادُ 
ل . ات © . 3 فيه فخرًا فضل التلان 
فأبى تيذيس الشهم الصحيح من له في ثيبة سامي الضريح 
تاه فرثوس في أفلورنا وكليدونا حوى الملك الفسيح 
ويها مغناه بالإعزاز طاب 


1٤١ 


الإلياذة 


“ا كد Xk‏ 
ولده أغريسش ثم ملاس وونوش خيرهم عزمًا وباس 
ذاك جدي ظلّ في أوطانه وأبى أرغوس مذ أجلي داس" 
قدرٌ من زفس والأرباب كان فلهةٌ تيذيش بالرّغم دان 
ثم في غربته تم على بنت أدرست له عقد القران 
وثوى في منزلٍ زاهي الرحاب 
“ا كد Xk‏ 
ملك الأرياف واحتاز الحقول خصبةٌ فيها مواشيه تجول 
وبهز الرمح ما ماثله أحدٌ والحق تدرون أقول 
فإذا ما كنت بالفرع الضئيل لا ولا فى الحرب مهيابًا ذليل 
“ا كد Xk‏ 
فالضرورات لها حكم عظيم إنماعن موقف الطعن نقيم 
باعتزال فيه لا يدركنا في الوغى جرح على جرح آليم 
ندفع الجند وندعو للمدد من هوى النفس به حجبنًا قعد»١‏ 
فأصاخوا ووعوا حتى انتهى وجروا والقلب بالحزم اتقد 
خلف أتريذ بقلب لا يهاب 
“ا كد Xk‏ 
إنما فوسيذ عن قرب رقب فحكى شيخًا جليلًا واقترب 
وأغاممنون وافى قابضًا يده اليمنى بروّاع الغضب 
قال: «يا أتريذ آخيل الحقود فرح بالفتك في يُهم الجنودٌ 
ليمنت و مجن علن. عي امتح فابقاء اللو 
لم يسوموك قلي يولي العقاب 


1 


النشيد الرابع عشر 


»ا علا علا 


سوف يربدٌ على السّهلٍ الغبار ‏ ببني الطرواد يبغون القرار» 
توه وكيم انحن كي هيدة كالرعةه تكد ومان 
بصديدٍ صاح من صدر حديد عن وحي تسعة الاف يزيد 
يكل معي ر إذا» ا التمديد 
فالتظى الإغريق للحرب التهاب: ٠‏ 
د د 


من ذرى الأولمب عن عرش النضار نهضت تلفت هيرا للأوان,؟' 
فأخاها أبصرت مندفكًا وحيورًا قلبها الميمون طار" 
ولإيذا أرسلت طرف المها فرأت زفس الذي ألمها 
فر معترًا على قنته فكّرّت في هاجس كلمها"” 
علها تغريه في أمر عجاب 
“د > د 
فارتأت مذ أعملت فكرتها ‏ لتعدّن له زينتها 
فإذا ما جاءها مفتتنًا ‏ بسناهاأنفذت حيلتها 
وعلى عينيه إن تلق السبيل سكبت روح السبات المستطيل 
ثم أمَثُ غرفة شاد لها نجلها الصّانع هيفست النبيل 
لسواها قط لا يفتح باب 
X% >‏ 


فوق أبراج علت أرتاجُها لا يرى إلا لها مزلاججُها” 

ا اتح الخو ان ا 

طهرت أعضاءها بالعنير ثم ةة العلى الأذفر" 

أرخ اعا او ر اد من 2 رفس ار 
عابقا في الأرض يسمو للسحاب 


17 


الإلياذة 


»ا كلا علا 


الضفور 
نظمتها حلقا هدّابة 
وارتدت تسكن بردًا رقيق 


وانثنت تجدل برّاق 


فوق ذاك الرّاس فتانًا و 
صنع آثشينا به وشى يي أنيق 


لنطاق يشمل القد الرشيق 


ئة أهدامه عد التعصبان 


»اا كلا علا 


ثم قرطي 1 ا شائق د : 
كل شنفٍ يي 
وكام 00 00 - 


م 


مهلا ناطت بكلتا الأذنين 
ث بديع الصنع غض المقلتين 
رأسها كالشمس فى جوف الفلا 


0 تبرز من طي الحجاب”" 


»ا كلا علا 


ثم عفردوذيت نادتها إلى 
ولها قالت: «أتصغين إذن 
حنقًا مني لإيثار الأخاء 
فأجايت: «كل أمر رمته 


عزلة عن كل رباب التقيك ” 
أم تسوميني ابنتاه الفشلا 
مك شي الراك أوليت الولاء» 
كان مقضيًا بطيب ورضاءً 


إن يطق أو كان مما يستجاب» 


ا كلا علا 


قالت الرية والحيلة قد 
لهب الشهوة والحب الذي 


لأقاصي الأرض أزمعت ارتحال 


أوقيانوس وتيثيس اللذي 


أكمنت: «إيهِ إذن منك المدد 
بقلوب الجن والإنس اتقد" 
لأوافي أبوي رهط الكمال 
عن افا ول کف اد 


فعسى أرأَبٌ مصدوعٌ الشعاب 


LL 


النشيد الرابع عشر 


»ا كلا علا 


طال عهد الكيد في بعدهما 
لهما مذ قبل ألقتني ريا 
عندما أقرونسًا زفس العظيم 
فإذا باللين وسدتهما 


واطراح الود فى حقدهما 
غل تخت اولي ال 
وسد الحب فلي الفضل العميم 


وذرى الحظوى ومرعي الجناب» 


ا كلا علا 


فأجابتها ببشر وابتسام: 
كيف لا يا ربة زفس لها 
ثم حلّت من على الصّدر النطاق 
تعلق اللذات فى أكناقه 


«أى مثلي لا يليِّي ذا المرام 
بسط الذراعين مفتونًا وهام» 
معلم الطرز موشى بانتساق 
من هوی نفس ووج واشتياق 


وأطاريف الحديث المستطاب 


»ا لا علا 


بيد الرّية ألقته وقا 
«دونك الآن انتطاق المعلما 


فعلى صدرك أخفيه فقد 


منطق يعبث بالشيخ الوقور 
لت ببشر شف عن بادي السرور: 
كل حرز رمت فيه رُسما"" 
لع لي فی ایب أن ف نحتما 


لك بالإقبال من قبل الإياب» 


»اا كلا علا 


ثم صمته وأمُا الرّهره 


فانثنت تأوي إلى منزلها شم هيراانبعثت منحدره 


من ذرى الأولمب كالبرق تطير 
فإماثيًا فأطواد بإثك 


او على ا لجسن 
حرا قرا ها اح كي 


واكتست ثلجًا يغشيه الصَّباتْ 


166 


الإلياذة 


د كد د 
كل رناك التجون طنافكه ونم طا الارن مو ا الثم 
وجرت من شم آثوس إلى حيث يم البحر بالموج التطم 
بلغت من بعد تطواف البلاد لمنسًا حيث ثواس الفضل ساد 
فبيهاقرّت بملء البشر إن لقيت فيها أخا الموت الرقاد.'" 
فتلقته بألفاظ عذاب: 
د Xk <k‏ 
«يا ولي الجن والإنس ومن قد حباني الفضل في ماضي الزمن 
زدني الآن عليه منة تولني للدهر مذخور المنن 
ألق لي في مقلتي زفس السبات إن على زندي بوجد الحب بات 
AOSTA‏ كد رمق ذوعن دز SAN‏ 
من لباب التبر عرش لا يعاب 


ا 2K‏ كلا 
كشرع ی كيه اک ا اشرو سكيف ا 
ويليه مدوس تيسطه زمن الأدبة من تحت القدم» 


قال: «مهلًا» وحلى النوم لديه «أي رب شئت أستولي عليه 
ومجاري أوقيانوس الذي كل شيءٍ كان منه وإليه" 
لى تعنو أبدًا دون ارتياب 
ا كا Xk‏ 
بيد أنى زفس لا أولى الكرى ‏ أبدًا إلا إذا ما أمرا 
حكية أ فيل نط SRE‏ سف خذرا 
زفس بي أغفلت حتى تنزلى بابنه القوّام خطيًا فدحا 
ثم هجت البحر فورًا باضطراب 


151 


النشيد الرابع عشر 


»ا كلا علا 


وهرقل بين تبريح وضيق 
E EET‏ 
هدهم هدًا ومن دون الجميع 
كاد يلقيني من الجو إلى 


حل قوصًا لا یری فيها صديق 
زفس لما هب فيهم يستفيق 
فى اطلابي هاجه السخط الفظيع 
لجة البحر إلى القعر صريع 


إنما الظلمة حالت باحتجاب 


»ا كلا علا 


لذت فيها وهي حيث الليل قر 
فتروّى زفس في حدته 
أو بعد الخبر ذا رمت المحال» 
«أكذا ظنك غيظًا يلتظي 


ردن 


هابها كل إلا وبشر 
ورعى حرمتها ثم غفر 
ألزفس جيش طروادٍ تخال 


كابنه يدنيهم فضل انتساب"" 


»اا علا علا 


إيه قم أعطك زوجًا تستباح 
EES‏ 
قال يهتز حبورًا: «أقسمي 
وضعي كفيك كفا في الثرى 
يشهد الأيمان 


بهجة إحدى الخريدات الصباح*” 
متكي 2 اسداء E‏ 
لي بإستكس الرّهيب الأعظم 
ثم كفا فوق بحر مظلم 


أريابٌ رهاب" 


»ا علا علا 


أن تعدي لي زوجًا تستباح 

أشهدت 8 بالحلف الب 

حتملة الطيطان: والعوم الأفلى 
أنّها لم تق 


1۷ 


بهجة إحدى الخريدات الملاح 


أتمتاها منساء :وض با 


حفل آقرونس أرباب الجحيم 
رهطهم في راو E‏ 


ته قول كذاب"" 


الإلياذة 


د كد د 
ثم طارا تحت أذيال الغمام وسريعًا أدركا حد الختام 
من على لمنوس حتى لمبرو س إلى إيذا الينابيع العظام 
فلدى لقطوس حيث الوحش ذاع غادرا البحر وسارا في البقاع 
وبتلك الغاب رب النوم غاب 
> > لد 
واختفى عن مقلتي زفس على أرزة شماء تعلو في الفلا 
حل في مشتك الأفصان طي را رخيم الصوت يأوي الجبلا 
منتغا ]اسن كى العين. ٠‏ و و 
رقيت هيرا افاي غرغرو س وزفس من معاليه نظر 
فلها وجدًا كيوم الوصل ذاب 
> كا لد 
يوم فى الخفية عن أم وأب ‏ علقا حبا وقازا بالأرب 
قال: «لم جئت وغادرت الألم ب وأين الجرد» قالت: «لا عجب؟” 
لأقاصي الأرض أزمعت ارتحال لأوافي أبوي رهط الكمال 
أوقيانوس وتيثيس اللذي نن أشباني على كف الدَّلالٌ 
فعسى ألأم مصدوع الشعاب 
د كا د 
طال عهد الكيد فى بعدهما واطراح الود فى حقدهما 
وعلى مركبتي أسعى على ال بر والبحر إلى رقدهما 
بيد أنى الجرد أبقيت لدى سفح إيذامنك أبغى المددا 
خوف أن يأخذك الغيظ إذا خفيةٌ أزمعت أبغى منتدى 
أوقيانوس إيابًا وذهاب» 


1۸ 


النشيد الرابع عشر 


> ا يد 
فلها ركام غيم الجى قال: «سوف تمضين فما ضاق الجال 
إنما الآن بنا هبى إذن نتعاطى حلو لذات الوصال 
قط ما أرقني حر اضطرام مثلما حرقني اليوم الغرام 


قط ما إن همت فى إنسيّة قبل أو جنية هذا الهيام 


39 e 


لا أحاشى كل ريات النقاب 
“ا كد Xk‏ 


لا أحاشي زوج إكسيون من ولدت فيرثيسًا رب الفطن 
أوذنيًا بنت أكريس التي ولدت فرسيّسًا فرد الزمن'“ 
لا أحاشى بنت فينكس التى ‏ ردمنتا ومنوسًا ريت 
أو بثبس ألقمينا الحسن من حبلت لي بهرقل القوّة 
“ا كد Xk‏ 
لا وذيميتير ما قط بها همث ولا طونة ذات البها؛ 
لا ولا في حسنك الفتان ما قط كاليوم فؤادي ولها» 
فأجابت تكمن الحيلة: «هل لوصال الحب فى إيذا محل 
أفماالدنيا ترانا علنا اول ربٌ رآننا وقآقَل 
وديار الخلد بالأنباء جاب 
“ا كد Xk‏ 
أي دار لك آتي أي دار بعد أن يلحقني هذا الشنَّار 
إنما تعلم هيفست ابنك ال صانع الحاذق شيّاد المنار 
غرفة محكمة الأيواب شاد لك قامت فوق أركان العماد 
فإلى سترتها هى بنا إن يكن لا بد من هذا المراد 
أكف في الخلوة فضاح المعاب» 


16 


الإلياذة 


»ا كلا علا 


قال: «لا تخشى هنا وشى رقيب 
ماين ف ا امهنا 
ضمها والأرض جادت بالربيع 
وحواشي زعفران كسيت 


من بني الإنسان أو رب رهيب 
من نضار دونه الشمس تغيب» 
من خزام نشر رياه يذيع 
حندقوقا بله الطل البديع 


»اا كلا علا 


بهما النور عن الأرض ارتفع 
وحباب القطر من أكنافه 
فأبى الأرباب في ظل النعيم 
خامد الحس بذرعي عرسه 


يماع اللقني بالتقوز سطع 
كحبوب الدر للأرض وقع* 
هكذا ظلّ على إيذا مقيم 
جوع وعبرام: قي مظليم 


رطب أزهار علت بسطًا رطاب؟؛ 


»اا كلا علا 


ولميدان الوغى عذبٌ الكرى 
ولفوسيذ دنا قال: «أيا 
كلل الإغريق بالمجد الخطير 
خلبت هيرا تُهى زفس وفي 


كو اللامطول كمي اا 
ملكا زعزع أركان الثرى 
وابل ما شكت ولو حينًا يسير 
قربها يهجع بالطَّرفٍ القريز 


وعلى جفنيه طلى بانسکاب» 


»اا كلا علا 


ثم جد السير يسعى في الورى 
صاح مشتدًا على شدّته: 
ألمكطور نتيحن الظفر 
> نيتةً اغترّ د 


وانبرى فوسيذ في صدر الشّرى*؛ 
«أأخاكيين ما آهُا أرى 
يحرز الأسطول والمجد الأغر 
مذ رأى آخيل بالحقد استعر 


وعن الهيجاء أمسى باجتناب 


النشيد الرابع عشر 


»ا ا Xk‏ 
قط ما مناه أولانا البوار إي نعم لو كلنا كل أثار 
فأصيخوا الآن طرًا وانهضوا يحمل الكبّار أجوايًا كبار 
تسطع الخوذات في هاماتهم وطوال السمر في راحاتهم 
وأولى العزم الأولى جناتهم صغرت فلينبذوا جناتهم؛ 
للأولي يثقلهم هول الصعاب 
> ا Xk‏ 
فاتبعونى واحملوا طرًا فلا صدناهكطور مهما اشتعلا» 
فأصاخوا جملة وانقض فى إثره للحرب رهط النيلا 
رتبوا الجند وما أقعدهم دمهم بل وازنوا حمل السلاح 
وبهم جابوا يعبون العيابٌ 
»ا ا Xk‏ 
فبدا ذو الطول بالحمل الكثيف وضعيف العزم بالثقل الخفيف 
وبلوا شكتهم حتى إذا وازنوها اندفعوا الدفع العنيف 
صدرهم فوسيذ في راحته عامل كالبرق في حدته 
ليس من كفء يلاقيه به بل تراع الخلق من رؤيته 
إنما هكطور لم يبغ انسياب 
> ا Xk‏ 
كتب الطرواد مشتد النداء مثلما فوسيذ نادى بالبلاء 
فكلا القرمين قرام فذا بين طروابٍ وهذا في الأخاء"؛ 
زحف الجيشان والبحر اصطفق قاصفا والجيش بالجيش التصق"؛ 
بشمال لم يكن طيّ الحسابٌ 


الإلياذة 


»ا كلا علا 


لم تكن في جنب هذات الفرق 
تذكر النيران في زهزمة 
لأاولا صصَلق الريح اكتثف 
فالتقى الجمعان في صدرهم 


غ الكل بعل بالكل ابا 
بح واو 
ا كل كرف" 
راذنا مكطون يداترم كدف 


لأياس مذ إلى ملقاه آب 


اا كلا علا 


فشنت لوي ق اتن 
وقياه شر تلك الطعنة 
يتقي في قومه هول الردى 


حيث بالصدر استطالا ضخمين 
لحسام بحرابي اللجين 
والتوى هكطور بادي الخيبة 
وأياش بأبي الهمُة 


إثره انقضش كخطّاف الشهاب 


»ا كلا علا 


ولجلمود من الصخر عمد 
رنسضة غ نا موق ای 
فرحاه فمضى وهو يثور 
وعلى جنة هكطور لدى 


من صفا بِدّدَ فى تلك الجدد"* 
وأقيم البعض للفلك سند) 
مثلما دوّامة الوغد تدوراه 


عنقه في صدره أهوى يمور 


. ی نقلرً أي انقلاب 


ا علا علا 


كنا انول اموي امعد 
وفشا من حولها الكبريت في 
وقلوب الناس في جيرتها 
هكدًا شكطور في تسقنطته 


زفس والأنواء بالعنف دقع 
صادع الريحة والخح اركف ؟” 
خفقت رعيًا لدى رؤيتها 
أفلت الصعدة من شدّتها 


والتوى مستلقيًا فوق التراب 


النشيد الرابع عشر 


»ا كلا علا 


ظلت الخونة والترس لديه 
بغية أن يظفروا فيه وقد 


إنما لم يدركوا بغيتهم 


وصدى شكته صل عليه 
هرعت أفواجهم تجري إليه 
أمطروا الأسهم تهمي كالبّرّد 
إذ سعى كالبرق يؤتيه المدد 


نخبة الطرواد والغر الصحاب 


»ا كلا علا 


أسبلوا من حوله صلد المجان 
بينهم فوليدماس وكذا 
ثم سرفيدون قوام بني 
حملوه حيث ظلت جرده 


ووقوه هول هطال الطعان 
آنياش وغلوكوس الجنان 
ليقي ثم أغينور السّني 
في ذرا عن قرع تلك الجنن 


وإلى إليون ساروا باكتئاب 


»ا كلا علا 


وأتوا شفاف زنث الملتوي 
وضعوه ثم والماء الدفاق 
وحثا يفتح عينيه ومن 


حملوه وهو مشتد الزفير 
بمجار صبًّها زفس القدير 
باردًا صبّوا عليه فأفاق 
دمه الأسود قيءَ واندفاق 


جاريًا من فيه يقَضفٌ انصياب 


»ا علا علا 


ك 


ثم فوق الشُرب مغشيًا عليه 
صدمة ما ارتاح من صعقتها 
وينو الإغريق مذ هكطور راح 
وابن ويلوس أياسٌ كن في 


خر والظا و قلتي 
هاج في ألبابهم وجد الكفاح 
عامل خففه سن شنو الوجاح 


الإلياذة 


»ا كلا علا 


أ اكوا تاقفن اك .لوت قول كان واف 
ونتاج الحب ذياك الفتى رمح آياس حشاه اخترما 
وحواليه اختضام واختضاب 
“ا كد Xk‏ 
A am‏ انس الناو قاد 
فعلى كاهل إفروثونر غاص يلقيه مفشى بالغبار 
صرخ الظافر والفخر انتحل: «لم يطش رمح ابن فنثوس البطل 
شق من قلب العدى قلب فتى موكمًا يلقيه أيان ارتحل 


60 


لمثاوي صرح آذيس الرحاب»” 
“ا كد Xk‏ 
ا ای ممق هذا الكهين ٠‏ .“تهنا النفناك اي اتك 
دوه خو اللقفي فاشقيص قي .ظلب القائل ماله الشمير 
فالتوى فوليدماسش ونجا ولأرخيلوخ فورًا عرجا'* 
خرق البأديل من مفصله ويقلب العظم فيه أولجا 
قاضيًا أعصاية شر اقتضاب 
“ا Xk >k‏ 
خر والهامة قبل القدم لخضيب الترب أهوت ترتمي 
وأياشس صاح فى نعرته: «يا ابن فنثوس المليك الأعظم 
قل ألم أفتك بعلج أكبر كان كفوء ابن أريليق الجري"'* 
إي نعم مالاح لي إلا فتّى عالي الهمّة سامي المعشر 
ولأنطينور يدنيه اقتراب 


النشيد الرابع عشر 


»ا كلا علا 


فهو لا شك ابنه القرم البطل 
قال ما قال أياش عالمًا 
فحشى الطرواد بالبث التهب 
ورمى يردي فروماخ الذي 


أو أخوه الشهم كقّاف الأسل» 
قبل ذاك القول من كان قتل 
وأخو الميت كاماس وثب 
احدة المقتول فنا كان سكب 


glo 


ثم نادى بأساليب السباب: 


اا علا علا 


«يا بني الإغريق حداف النبال 


وأولي الدعوى غرورًا واختيال"* 


کن عل العا م فلكو مدو مضه وال 


أفما خلتم فروماخ السري 
أفما كل امرئ منكم صبا 


بدا مرتقب قطع الرقاب»””* 


»اا علا علا 


حترق الإفريلق بات الفخار 
وأكاماس رمى لكن أكا 
مجتبى هرمس في طروادة 


سيّما الملك فنيلاس فثار 
ماس ولَّى يبتغي سبل الفرار 
فرع فرباس الوحيد المدّخز 
من حباه بغنيم ويقر 


وعليه هال موفور الرغاب 


اا علا علا 


خرق الحاجب والعين قذف 
خرّ للترب يديه باسطًا 
قطع الهامة في خوذتها 
وکت فى 6ة حتشخاشةً 


وبلب العظم في الرّاس وقف 
وفنيلاس انتضى السيف وخف 
فهوت والرمح في مقلتها 
قطعت تجتث من منبتها 


قال يعليها على ذاك النصاب: 


الإلياذة 


»ا علا علا 


«أصدقوا طرواد هول الخبر 
متلما عرس فروماخ إذا 
لا تراه سار حين الجيش سار 
نظر الطرواد من حولهم 


آبت الإغريق بعدالظفر 
وبه تحظى بهاتيك الديار» 
يبتغي كل سبيلًا لقرار 


ثم ولوا يارتعادٍ وارتعاب 


»ا كلا علا 


يا بنات الرب زفس من على 
لي فقلن الآن من خلتنه 
مذ إلى الإغريق إيّان النزال 
ذاك آياس على هرتيس 


قمة الأولمب يشهدن الملا 
بينهم شق الصفوف الأولا 
كه الرسبسان رسي أمنان 
فرع غرتيّّاس بالبدء استطال 


والتحسكوق لاتتاب 


»ا كلا علا 


ثم أنطيا خ فلقي قتل 
ثم مريون مريسًا وكذا 
ثم طفقير فريفيت ضرب 
ومنيلا رام هيفيرينرا 


وعلى مرميرس الهول حمل 
هيفتيون بحد السيف قل 
وفروثوون واحتاز السلب 
ومن التساكلة الوك اكتفنن 


فمن الجرح هوت روح المصاب 


ا لا علا 


إنما أعدى فتى بين السرى 
كر في إثر العدى مستقبلا 
E‏ خفت خطاه أدركا 
خرت الدرّاع في كراته 


أ يكن ايان الأصتغدر] 
طالب النجوى وفيه فتكا 


سامه زفس انخذالا وانقلاب 


النشيد الرابع عشر 


هوامش 


)١(‏ غسل النساء للرجال ووقوفهن في خدمتهم أثناء استحمامهم من جملة ما اتخذ 
قدماء اليونان من عادات الأشوريين وغيرهم من ملل الشرقء ولقد أكثر هوميروس من 
ذكن ذلك و الأوريسةة وهو غل ما نهن من غرابته عادة ل جرال مالرقة ف أظراف 
البلاد الشرقية؛ كإيران والهند وبعض البلاد العثمانية» وقد شاعت لعهد قريب في قلب 
البلاد الأمريكية فإن في مدن منها؛ كشيكاغى ونيويورك تقوم الدالكات من النساء مقام 
الرجال في بعض الحمامات المعروفة بالحمامات التركيةء وليس هذا بأغرب من عادة 
سقطت من أورويا منذ نحو قرن» حيث كانت عقائل الفرنسيس وفتياتهم يتخذن غلمانًا 
يلسونهن ملابسهنَ أما الآن فقد اقتصرن منهم على المزينين والضافرين عوضًا عن 
المزينات والضافرات. 

(۲) هذا نسطور الحكيم يتدبر كل شأنء ولا يلهيه شيءٌ عن شيء فهو بحنانه» 
يعطف على مجاريح الزعماء ويعني بأمرهم» وبثاقب فكرته وسابق اختياره يتأمل في 
وبعيلة التفريع ارماك ووفك اكرات وهي كل :همه له فة العوق واا عن 
خوض الصفوف وورد الحتوفء فبعد أن أمن على حياة ماخاوون تدرع ببقية بأسه 
واندفع اندفاع الفتى اليافع ولم يَهله ثقل ترس ترسيميذ ابنه فعدا به إلى الباب متطلعًاء 
ثم انطلق انطلاق المستبسل على ما - سنرى - كل هذا من بدائع متممات الخطة التي 
اختطها هوميروس لنفسه بأن يجعل الرسم مصداق المرسوم بكلياته وجزئياته. 

(؟) لا صورة بين صور الطبيعة بجملتها أوقع في النفس من هذه الصورة؛ لوقوف 
الحائر المتردد بين أمرين قبل التعويل على أحدهماء فصدر المتردد أو فكره كبيحرء اكفهر 
الجو فوقه قبل أن تعبث به الأنواء» فيربد ويسود مرتجا غير متجه إلى وجهة معلومة إلى 
أن تهيجه العاصفةء فتجري به أمواجه على مجراهاء وفي منظومات شعرائنا من وصف 
حالة المتردد الحذر شيء كثير كقولهم: 


كريشة في مهب الريح ساقطة لا تستقر على حال من القلق 
وقول مضرس بن ربعي: 


كأن على ذي الظن عينًا بصيرة بمنطقه أو منظر هو ناظره 


الإلياذة 


على آنه ليس في شيء منها يقاس بتشبيه هوميروس. 

)٤(‏ المراد بالرشاش انهيال النصال إشارة إلى اشتداد القتال. 

(5) الكباش: الأبطالء أي: إن نسطور تردد بين أن يلحق بأغاممنون» وهو جريح 
كما مر بك في النشيد الحادي عشرء أى يقصد الجند حيث حمي وطيس الحرب فعول 
على اللحاق بأغاممنون كما سيأتي. ٠‏ 

NASE 

(۷) لا ينسب أغاممنون كشفة قومه لضعف وعجز فيهم» أو لشدة وبطش في 
أعدائهم بل لامتناعهم عن الإبلاء حقدًا عليه لتحامله على أخيل» وهو تخلص حسن من 
تبعة الفشل» وتصرف أحسن من الشاعر إذ يرسم حينًا بعد حين في ذهن المطالع عظمة 
أخيل وسمو مكانته. 

(۸) يشير نسطور عليهم باعتزال القتال وتدبر الأمور في خلوة؛ لأنهم لما كانوا 
جميعًا جرحى كانوا أصلح لبث الرأي والتشاور منه لخوض ميدان القتال. 

(1) ليس في شعر فرسان العرب ما يشير إلى إيثار الهزيمة على الأسرء واستحسان 
الفرار في مثل هذا الموقف إلا أن يكون القول ممن وصف بالجبنء ولم تسبق له سابقة 
بخوض ميادين القتالء وأكثره على سبيل المجون كقول أبي دلامة: 


ألا لا تلمنى أن فررت فإننى أخاف على بطيختى أن تحطما 
فلو أنني أبتاع فى السوق مثلها وجدك ما باليت أن أتقدما 


ومنه قول الآخر: 


يقول لي الأمير بغير علم تقدم حين جد بنا المراس 
ومالي إن أطعتك من حياة ومالي غير هذا الرأس راش 


وأما ما قيل في وجوب التروي وعدم محاولة المحال فكثير كقول ورد بن زياد: 


النشيد الرابع عشر 
وإذا توعر بعض ما تسعى له فاركب من الأمر الذي هو أسهلٌ 
ومثله قول بعض بني الحارث بن كعب: 
لعمرك ما صبر الفتى فى أموره بحتم إذا ما الأمر جلَّ عن الصبر 
وقول عمرى بن معدي كرب: 
إذا لم تستطع شيئًا فدعة وجاوزه إلى ما تستطيعٌ 
وقول عمرى بن ضبيعة: 
ألا ليقل من شاء ما شاء إنما يلام الفتى في ما استطاع من الأمر 
لما فتح نسطور باب البحث» كان من الحكمة أن يكون أغاممنون أول خاطب فيهم» 
فشرع في التملص ثانية من تبعة الفشل وألقاها هنا على عاتق زفسء ثم أبدى رأيًا لا 
يسعني مع كل إعجابي بشعر صاحبنا أن أستحسن إيراده هناء لأنه سبق له إبداء مثل 
هذا الرأي مرتين في النشيد الثاني والنشيد التاسع» فإن كل مراده التواري عن وجه 
العدو فهو غير جدير به وإن كان استجلاء ميل أصحابه؛ ففي ما مر ما يغني عن 
الإعادةء ولا أرى وجمًا لدفع ضعف القول إذا كان لا بد من دفعه إلا أن يكون قاصدًا 
أن موقف الزعماء مختلف هنا عن سابق مواقفهم؛ إذ كانوا قبلا بعافيتهم وسلاحهم, 
وهم الآن مصابون بجراح برحت بأجسادهم وأنهكت قواهم» فهم أقرب إلى اليأس منه 


إلى البأس. 
)٠١(‏ قال لبيد: 


فبنى لنا بیتا رفيعًا سمكه فما إليه كهلها وغلامها 


ومثله قول السموأل: 


الإلياذة 
وما قل من كانت بقاياه مثلنا ‏ شباب تسامى للعلى وکهول 
وقال حاتم بن سحيم وأجاد: 


ألا هل أتى أهل العراق مناخنا نقسم بين الناس بؤسى وأنعما 
بأبيض معقود به التاج ماجد وفتيان صدق لا يهابون مقدما 
ونضرب صنديد الكتيبة فى الوغى وتركب أطراف الرماح تكرّما 


ومثله قول عمرى بن كلثوم: 


تا ر اق . اة كنا السايقينا 
بشبان يرون القتل مجدًا وشيب في الحروب مجربينا 


وأمثال ذلك كثيرة. 
)١١(‏ قال النابغة الجعدي: 


وإنا لقومٌ ما نعود خيلنا إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا 


)١١(‏ الأغربة: جمع غراب. السفن والصخب الجلبة. 

)١4(‏ لعل الشاعر وطأ بذلك الضعف في كلام أغاممنون لهذه الشدة في كلام أوذيس» 
ثم لا تفوتن القارئ الحكم التي أنطق بها أوذيسء ولم تكن تصلح لسوادء فكلهم مغوار 
باسلء ولكن شتان بين بسالة وبسالةء ففتاهم يندفع إلى القتال حبًا بالقتال» وكهلهم 
الحكيم كأوذيس يتحمس حماسة الفتيان ولكنه يبني كل أعماله على الحكمة والتروي» 
كما رأيت فلا يأمر بالتثبت إلا لعلمه بسوء مصير الإدبار في مثل ذلك الحين. 

)٠١(‏ كلمتني الأولى بمعنى جرحتني. 

)١11(‏ قال أفستائيوس: إن ذلك من قبيل عادة كانت لقدماء الأثينيين؛ إذ كانوا لدى 
اشتداد الأزمات ينادي مناديهم فيدعو كل أبناء الوطن من أي فئة كانوا ومهما كان 
سنهم إلى إبداء رأيهم بلا تكلف ولا محاذرة. 


11۰ 


النشيد الرابع عشر 


(1) يشير هوميروس في الشطر الأخير من هذا البيت إلى رواية كانت شائعة في 
زمانه» وهي أن تيذيس أبا ذيوميذ قتل أحد إخوته ثم غادر بلاده فارًا إلى أرغوسء على 
أن الشاعر لطف الهزيمة فعبر عنها بالجلاء وأغفل ذكر القتل على الإطلاق» وهو من 
لطيف تصرف الأبناء في ذكر مساوئ آبائهم؛ ثم جعل ذيوميذ ينتحل لأبيه عذرًا في البيت 
التالي بإلقاء عبء الأمر على القضاء والقدر. قال ثوية بن المفرس الخنوت: 


تجوز المصيبات الفتى وهو عاج ويلعب صرف الدهر بالحازم الجلدٍ 


وقال ابن الرومي: 


9 


طامن حشاك فان دهرك موقع بك ما تخاف من الأمور وتكره 


وإذا حذرت من الأمور مقدرًا وفررت منه فنحوه تتوجة 


(14) لم يفت المتقدمين أن يخطئوا هوميروس على إدراج مقدمة لخطاب ذيوميذء 
زعموا أنه لم يكن لها باعث؛ إذ كان كلهم عاًا بحسبه ونسبه» وهو لا شك أمر غريب 
لو جرى من شاعر في هذا العصر على أنه لم يكن منه بد في تلك الأعصارء حيث كانوا 
يرددون ذكر أنسابهم ووقائع آبائهم وأجدادهم في كل حديث» فهي محط فخارهم 
وفكاهتهم في كل مكان؛ سواءً في ذلك أكانوا في ساحة القتال أم في مناضلة وجدال أو 
في مسامرة ومشاورة لا يكل راويهاء ولا يمل سامعها فكأنما غذوها مع اللبن فألفوها 
بل شغفوا بهاء وهو شأن أكثر الأمم في زمن جاهليتها وأبان شبوبيتهاء آلا ترى أن 
شعرنا الجاهلي لا تكاد تخلى منه قصيدة من هذه الأقاصيص وتلك الحماسةء وهذا شعر 
السموأل والشنفري وأصحاب المعلقات وأمثالهم مشحونة بمثل هذه الحماسيات» وإليك 
منها مثالا من معلقة عمرى بن كلثوم: 

ورثنا مجد علقمة بن سيف أباح لنا حصون المجد دينا 
ورثت مهلهلًا والخير منه زهيرًا نعم ذخر الذاخرينا 
وعتابًا وكلثومًا جميعًا هم نلنا تراث الأكرمينا 
وذا البرة الذي حدثت عنه به نحمى ونحمي المحجرينا 


11 


الإلياذة 
ومنا قبله الساعى كليبٌ فأى المجد إلا قد ولينا 


ثم إن لذيوميذ باعنًا آخر على إيراد نسبه» فإنه لما بدأ نسطور فاقترح البحث وعقبه 
أغاممنون فأبدى رأيًا لم يستحسنه أوذيس فاستأنف أغاممنون الكلام» كان من الجدير 
به أن يستفز ذيوميذ؛ لأنه شعر بميل نسطور وأوذيسء ولم يعلم بعد ما يكون من ميل 
ذيوميذ فتكلم وعرّض تعريضًا يشعر منه أنه يود أن يسمع رأي ذيوميذء وإلا فلم تكن 
ثمة حاجة إلى قوله: 


فليقم أيكم لا فرق إن كان غض العمر أو شيخًا مسن 


ولا كان ذيوميذ موقنًا بصحة رأيهء وإن كان أصغرهم وط لحديثه توطئة حسنة 
بالإشارة إلى سمو نسبه؛ ليكون كلامه أوقع في نفوسهم, فلا يأنسون الحطة من الاستكانة 
إلى فتى حديث السنء فقضى الشاعر فرضًا ساميًا وتكلم بلسان الجميع» وأفاد المطالع 
فائدة كبرى؛ إذ أوضح له أنه لا يُستخف بالرأي الأصيل وإن كان صادرًا من غير أهله 
بين أهله» ذلك على حد قولنا: لا تنظر إلى من قالء وانظر إلى ما قال. 

(19) لقد مرت بك أساليب وأعاجيب يتفنن الشاعر في تغيير المناظر واستهواء 
المشاعر تفكهة لسامع شعره؛ واستجماعًا لأساطير زمانه» ووصف الخلقء والخُلق وتميل 
العلويات والسفليات» وفي الجملة لوصف كل ما يدركه الحس وتشعر به المخيلةء على 
أنه ليس في كل إنشاده أسطورة أعجب وأغرب من الحكاية الآتية» وهي على ما فيها من 
دقيق التصور الذي تحار له الألباب لم تخل من انتقاد .حساد هوميروس؛ ولكن غاية 
ما آخذوه به أن الرواية غير معقولةء فهي كثيرة الأغراب بمعانيها بعيدة الاحتمال» كأن 
سائر خرافات الأولين مبنية على النص المعقولء ومهما يكن من محل هذا الانتقاد وسواء 
كانت حكاية هيرا وبعلها زفس من مخترعات الشاعرء كما يزعم البعضء أو من روايات 
أزمان متقدمة على زمانه» كما ثبت في الأثرء فإن فيها فضلًا عن المحاسن الشعرية كنرًا 
من فلسفة الأخلاق وأثرًا تاريخيًا لأمور كثيرة يعسر الاطلاع عليها في غيرهاء ولا أظنني 
مخطنًا بجعلها على علاتها في المقام الأول بين كل أقاصيص شاعرنا غير مستثن سوى 
وداع سكطون'لامزاته في التشيد السادس: ١‏ 

)2١(‏ قوله: أخاهاء أي: فوسيذ نصير الإغريق. 


111 


النشيد الرابع عشر 


)1١(‏ كلمها بمعنى ألمهاء أي: إنه لما أعيت الحيلة هيرا باستمالة زقس إلى جانب 
الإغريق» ويئست من إعلاء شأنهم بقوة السلاح عمدت إلى سلاح الضعيفء ألا وهو الحيلة 
التى يغل بها ذراع المرأة الضئيل عضلات سواعد الرجال. 

١‏ (۲۲) الارتاج: الأيواب. والمزلاج: القفل. 

(۲۳) جعلنا العنير تعريب إمبروسيا («7هم6سبخ) لتشابه اللفظتين وتقارب مدلولهماء 
والكلمة اليونانية مؤلفة من كلمتين معناهما عديم الموت» أي: الخالد والأصل في استعمالها 
للدلالة على طعام الآلهةء لا يموت آكله ولو كان حيوانًا كالخيل السماويةء ثم تؤسع في 
استعمالها للدلالة على طيب الآلهةء ومواد أخرى مما يستعمله بنو الخلدء ولعل للكلمة 
العربية علاقة باللفظة اليونانية لما بينهما من الشبه - يستفاد من هذا البيت أن عادة 
التطيب كانت مألوفة بين اليونان» وسترى من تطييب ملابس أخيل في النشيد الثامن عشر 
أنها لم تكن منحصرة بالنساءء وقد كان ذلك شأنها في جميع أمم الشرق» ومن أمثال 
سليمان الحكيم: «إن الدهن والبخور يفرحان القلب». وللعرب في الجاهلية والإسلام 
شغفٌ عظيم بالطيب وتفننٌ باستعماله. قال امرق القيس: 


إذا قامتا تضوع المسك منهما نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل 
وقال أيضًا: 
وتضحي فتيت المسك فوق فراشها نئوم الضحى لم تنتطق عن تفضل 
ومن قول المرار بن منقذ: 
وهي لو يعصر من أردانها عبق المسك لكانت تنعصر 
وقال الأخطل: 
كأنما المسك يهبى بين أرجلنا مما تضوع من ناجودها الجاري 


والنساء البدويات في الجاهلية كن يتطيبن وتدّخْر كل منهن قشوة طيبء وهي قفة 
من خوص تجعل فيها أداتها وتحملها معهاء وكانت الطيوب من مواد متنوعة؛ كالمسك 


11۳ 


الإلياذة 


والعنبر» والمر» واللبان» والأفاويه العطرية مما يستورد من بلاد الهندء أو يستنبت في 
اليمن وأفخر طيوبهم الغاليةء وهي مزيج من أنواع مختلفةء قال الأبشيهي في المستطرف: 
قال رسول الله يِه «أطيب الطيب المسك». وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كأني أنظر 
إلى وبيص الطيب في مفارق رسول الله 5ة وهو محرم»» وذكر المقريزي: «إن خلفاء 
الفاطميين كانوا يصرفون لبعض رجال دولتهم مبلعًا من الطيب يوميًا حتى يتطيبوا به 
قبل دخولهم على الخليفة»» وأورد صاحب الأغاني أسماء بعض المولعين بالطيب كمحمد 
بن أبي العباس قال: «كان يغلف لحيته بأوراق من الغالية» فتسيل على ثيابه فتصير 
مشر قلفية آهل البصيرة. آنا الدمين»» وروي .عن اين اعباس أنه" كان يطل كاد 
وكان ابن مسعود إذا خرج من بيته إلى المسجد عرف جيران الطريق أنه مر من طيب 
رائحته» وبلغ حب التطيب من العرب أنه جرت للبنات عادة بالوقوف للفتيان وبأيديهن 
الخلوق» أي: الطيب يخلقنهم به أي: يطيبهم عند رجوعهم من الغزوات. 

)۲٤(‏ . ترى من وصف ضفر الشعر في هذين البيتين أنه لم يكن يختلف عنه كثيرًا 
في أيامنا وكانت نساء العرب في الجاهلية يجمرن شعرهنء أي: يجمعنه ويعقدنه في 
قفاهنٌَ» ويرجلنه» أي: يسرحنه ويضفرنه غدائر وذوائب» ولا يزلن يفعلن ذلك في البادية 
ولب فدهن أن قر الرأة شعرها يل وي واا العذارى :افلا برجن عل 
ستر الشعر بل كثيرًا ما يبرزنه» ولا سيما القصّة وهي طرّة تقص من المفرق وتبرز فوق 
الجبين» وأحسن ما وصل إلينا من وصف شعر النساء بمثل ما وصفه هوميروس قول 
امرئ القيس في معلقته: 


وفرع يزين المتن أسود فاحم أثيث كقنو النخلة المتعثكل 
غدائرها مستشزرات إلى العلى تضل العقاص في مثتّى ومرسلٍ 


قال: إن شعرها يزين ظهرها إذا أرسلته عليه» ثم شبهه بعذق النخلة؛ لأثاثته 
وكثافته وريما أراد به فوق ذلك تجعدةء وقال: إن غدائر ذلك الشعر أو ضفائره 
مستشزرةء أي: مرتفعة إلى فوق بما يفيد شدها كجاري عادتهن بخيوط على الرأسء 
وأن العقاصء» أي: تقاصيب ذلك الشعر تغيب في شعر بعضه مثني على الرأس ويعضه 
مرسل على الظهر اورت | 

(25) هذه ربة بل زوجة تتهياً لاختلاب لب بعلها توصلا إلى قضاء وطر تسعى 
إليه» فهي إذن تبرز مستكملة لديه جميع معدات الزينة» ومع هذا فقد رأيت أنها بعد أن 


11٤ 


النشيد الرابع عشر 


تطيبت لم تتجاوز من الحلي الشنوفء ومن الكساء البُرد والبرقع والنطاق» مع ما فيها 
من الوشي والحاشيةء ولا يزيد على ذلك إلا الخف الخفيفء ولو كان في ما يستحب من 
حلي النساء وملابسهنَّ شيءٌ فوق ما ذكر لما أغفل هوميروس ذكرهء فيتضح مما تقدم أن 
بذخ المشارقة من البابليين ومن جاورهمء والمصريين ومن خالطهم من اليهودء وغيرهم 
لم يفش وباؤه في بلاد اليونان إلا في ما ولي عصر هوميروسء برزت هيرا عطلًا حتى 
من حلي بنات البادية الجاهليات» فما هي بالمتختمة بإصبعها ولا سوار في ساعدهاء 
ولا معضد في معصمهاء ولا حجل في رجلهاء ولا خلخال» وليس في عنقها قلادةء ولا 
خزام في أنفهاء ولا كحل في عينيهاء ولا وشم في وجهها وصدرها ويديهاء وليس لديها 
حقاب تجمع فيها حليهاء وما يتبعه من أدوات الزينة» ولا يثقلها شيءٌ كثير مما كانت 
تتأنق به بنات إسرائيل من الخلاخلء والأهداب» والأهلة» والنطفات» والأسورةء والرٌعلء 
والعصائبء والمصاعيد, والمناطق» وآنية الطيب» والأحرازء والخواتم» وأخراص الأنوف. 
والخلع» والعطفء والمحازم» والأكياس والوذائل» والأقمصةء والتيجان» والأزر (اشعيا - 
(r‏ 

ومما يستلفت النظر أن هوميروس لا يذكر المرآة كأن المراء لم تشع بين اليونان إلا 
بعد حين» ثم انتشرت ذلك الانتشار العظيم في كل صقع ونادء حتى لم يكن بخلو منها 
خدر ولا خباء في بادية العرب» وتغنى بها شعراء الجاهلية» قال سويد بن أبي كاهل 
اليشكري: 


تمنح المرآة وجمًا واضحًا مثل قرن الشمس في الصحو ارتفع 
صافي اللون وطرفا ساجيًا أكحل العينين ما فيه قمع 
وقرونًا سابغا أطرافها غللتها ريح مسك ذي قنع 


(1؟) عفرذيت: من أسماء الزهرة كما تقدم 

(۲۷) لما كانت الزهرة إلاهة الغرام استنجدتها هيرا لتقوى على استذلال زقس 
بسطوته القهارةء غير أنها إن كانت تخشى أن الزهرة تأبى عليها ذلك إذا علمت أن المراد 
زفس انتحلت سيبًا آخرء وما أمهر النساء في انتحال الأسبابء فادّعت أنها إنما تريد 
التوفيق بين الأوقيانوس وزوجته تيثيس. 

(۲۸) ريا في البيت السابق: الأرض - تقدمت الإشارة إلى خلع زفس لأبيه قرونس 
(ن 8). 


116 


الإلياذة 


(19) هذا نطاق الزهرة الذي كان يعتقد اليونان بتعجزات أفعاله في الأفتدة. وهي 
اا او من هلل الأر هو فزن الرأة جيالة بالطيع إل نخدي 
الألباب» فإذا عجزت بجمالها عمدت إلى مقالهاء وإن أعيتها الحيل الأرضية لجأت إلى 
القوى السماويةء فكان ذلك سبب ابتداع طلاسم الغرام ورقاه وتعاويذه على اختلاف 
أنواعها من محمول وملبوس ومأكول ومشروبء وغير هذا مما استعمل منه العرب كسائر 
الملل شيمًا كثيراء على أن أبدعها استنباطًا هذا النطاق الذي وضعه هوميروس على صدر 
الزهرةء فتناولته أيدي الشعراء من الخلّفء ورامت النسخ على منواله» فقالت مثل قول 
هوميروس وغير قوله بلغات شتى وصور مختلفة: لا موضع لها هنا. وحسبنا إيراد 
استعارة بديعة لبوالى في منظومته «الصناعة الشعرية» إذ قال يمدح هوميروس: 0١‏ 
dirait que pour plaire, instruit par la nature, 1101121616 ait a Venus, derobe‏ 
.Sa cienture‏ 

ومعنا: كأن هوميروس وقد ثقفته الطبيعة استلب نطاق الزهرة؛ ليختلب به الألبابء 
فشتان على ما ريت من خصائص هذا النطاق بينه وبين حوط الجاهليات» وهو النطاق 
الذي كن يتخذنه من خيط مفتول من لونين أسود وأحمر يضعن فيه شينًا من الخرزء 
فيشددنه إلى وسطهنّ حررًا من إصابة العين. 

(۳۰) تضاربت أقوال الشراح في ما حمل هوميروس على جعل مقر «الرقاد» بلمتوس» 
فمن قائل إن منابت الكرامة كانت كثيرة فيهاء فكانت من ثَمَّ جديرة أن تكون مثوى 
«الرقاد»» ومن قائل إن لمنوس كانت موطن معشوقة «الرقاد» فسيثيا فكان يأوي إليها 
حبًا بهاء ومن قائل إن ذلك وقع اتفاقًا بشعر هوميروسء وهو قول غير معقول بالنظر 
إلى سياق الحديث» ومن يعلم بعد ما تقدم أن هوميروس لم يقل ما قال تهكمًا على 
اللمنوسيينء وإن كانت ظواهر فعالهم تدل على بطش وإقدام» ومثل ذلك ما جاء في شعر 
أريوستوى إذ جعل الملاك يجد «الشقاق» في أحد الأديرة. وقول بوالى في منظومته لوترين 
”1137“ إذ جعل مقر الترف في غرف منامة الرهبان يدير القديس برنردوس (بوب). 

وأما القول بأن الرقاد أخو الموت فكثير في كلام الأقدمين. فمن ذلك ما روى 
بلو ترخوس عن سقراط أنه قال: ©8005 07۷6 70 86111700101010 007010 0 ومثله 
قول فرجيليوس ... 502017 1.©11 et consanguineus‏ (لويريفرست) قلت: وکل هذا 
بمعنى قول هوميروس ومثله قول العرب «الموت أخو النوم»؛ لأنه يشبهه في ركود 
الحواس» وقولهم: «نام نومةٌ بلا حلم» بمعنى قولهم مات. وعليه قول المعري: 


111 


النشيد الرابع عشر 


ني الكرى أني أصبحت بناجذ إلا أن أحلام الرقاد ضلال 
وبين الزدئ والنوم قربى ونسبة وشتان برءٌ للنفوس وإعلال 


(١؟)‏ كان معتقد اليونان أن منشاً كل شيء من الأوقيانوس» ومرجع كل شيء 
إليه» ولهذا دعوا البحر «الأبٍ 00 لأن أصل الكائنات سائل ولا بد من السائل لحياة 
كل مخلوقء فالجرثومة الحيوانية سائلة والنباتات تغتذي برطوية الأرض والشمس 
والكواكب» وإن كانت باعتقادهم نارًا فهى تتغذى بالأبخرة المتصاعدة من الماءء ولهذا 
كان ا شل كل اللوقات عه ` 

(۳۲) أتى الشاعر في مواضع شتى على ذكر مكانة الليل» وقال هنا: إنه حيثما 
حل ظلامه «هابه كل إلاه وبشر»» ولم يستثن حتى زفس كبير الآلهة؛ لأن الظلام كا 
باعتقادهم متقدمًا في وجوده على النور فهو جدير برعاية كل متأخر عنه» ولهذا كان 
زفس يرعى له حرمةٌ جريًا على سنة احترام الفتى للشيخ والحديث للقديم. 

(؟") أرادت هيرا أن تخمد خشية «الرقاد» من زفسء فقالت: إن زفس لا يبالي 
بالطرواد مبالاته بهرقل؛ لأن هرقل كان ابنه فكان خليقًا به أن ينقم له» وأما الطرواد 
فلا نسب يدنيهم إليه» فما هم حقيقون بتلك المبالاة ولا جديرون بتلك الموالاة. 

)۳١(‏ البهجات أو الخرائد كائنات علوية تقدم ذكرهن ورسمهنٌ (ن0). وكان 
«الرقاد» هائمًا بإحداهن فأطعمته هيرا بهاء ومن نادر الاتفاق أن لفظ ©1+6مم) 
اليوناني ولفظ الخريدة العربي واحدء وذلك مع عدم وجود مسوغ للقول بأن أحدهما 
منقول عن الآخرء ومع ذلك فورودهما لمعنى متقارب في اللغتين مما يستلفت نظر 
الناظرين في التعريب؛ ولهذا أضفنا كلمة الخريدات هنا مع أن لفظة البهجات أكفى وأدل 
على المرام. 

)١(‏ كان الآلهة إذا أقسموا بمياه الستكسء وهو نهر الجحيم كانت يمينهم أبر 
الإيمان» ولم يكتف «الرقاد» باستحلاف هيرا به بل رغب إليها أن تلقى إحدى كفيها على 
الأرض والأخرى على البحر استغلاظًا ليمينها؛ إذ تكون جميع الكائنات من جامد وسائر 
ومنظور وغير منظور شاهدة عليهاء وما بعد تلك اليمين يمين مغلظة. 

(7") إن التكرار وإن كان مكرومًا فله هنا وقعٌ لطيفء فإن هيرا لما بلغت ذكر 
معشوقة «الرقاد» أخذت بمجامع لبه فأراد أن يستوثق من جهة بصحة أحلامه» وأن 
يتلذذ بذكرها من جهة أخرى غير مبال بما وعدت هيرا من عرش ومدوس ولا مكترث 
بعد هذا الوعد بوعيد زفس ولسان حاله يقول قول ابن الفارض: 


11۷ 


أعد ذكر من أهوى ولو بملامي فإن أحاديث الحبيب مدامي 


(۳۷) الطيطان أبناء أورانوس وجيا (أي السماء والأرض)» ومن جملتهم يافت 
وهيفريون وقرونوس (زحل) أبى زفس. تألبوا بزعامة قرونوس على أبيهم أورانوس 
فخلعوه ثم كان بينهم وبين قرونوس خلاف أدى بهم إلى محاريته؛ وكادوا يظفرون به 
لى لم يقم زفس ويشد أزرهء فظفر بهم وطرحهم في وادي الظلمات. 





محارية زفس للطيطان وهو يرميهم بصواعقه. 


11۸ 


النشيد الرابع عشر 


(۳۸) قال الشاعر: إنهما طاراء ثم قال: إن فروع الغابء قلقت: ترتج من وقعهما. 
قال أفستاثيوس: إن الشاعر لم يرد أنها ارتجت لوقع أرجلهما عليها بل حرمةٌ وتهيبًا 
لإلاهين عبرا فوقها. 

(9؟) الجرد: الخيل - كان زفس قد علق بحب هيراء فاجتمعا خفيةٌ ونار الغرام 
مستعرة في فؤاده» فلما اتخذها زوجة لم يكن بذ من انطفاء تلك الجذوة على توالي الأيام؛ 
ولكنها عادت هنا فاضطرمت بفضل نطاق الزهرةء ولهذا تغاضى عن إقبالها عليه بلا 
استئذان» وكأنه أشفق أن لا تأتيه على مركبتها السماوية فبادرها بالسؤال عن خيلها. 

(50) ليس لفرسيس هذا ذكرٌ في غير هذا الموضع من الإلياذة» ويظهر من نعته بفرد 
الزمن أنه كان ذا شهرة طائرة في زمن هوميروسن فهو على رواية مؤسس مملكة ميكينا 
نحو سنة ١57١‏ ق.م. وهو صاحب فيغاسوس الفرس الطيّار الذي ركبه بليروفون إذ 
سبق لقتل الخميرة. 

١ ذيون اليونان هو باخوس الرومان إلاه المسكر. انظر رسمه‎ )٤١( 

۲ ذيميتير اليونان هي سيربس الرومان إلاهة الزراعة. انظر رسمه‎ )٤١( 

)٤١(‏ لا أرى في الشعر تصورًا أجمل من مفاد هذين البيتينء ولعل بيتى الصاحب 
بن عباد لا يقصران عنهما كثيرًا بقوله: ۰ 


أقبل الجى في غلائل نور وتهادى بلؤلق منثور 
فكأن السماء صارت الأر ‏ ض فصر النثار من كافور 


(55) تلك رواية تناول هوميروس جرثومة خبرها عن السلف من المصريين واليونانء 
وشاد عليها بناءً شاهقًا رصعه بزخرف تتقاصر عن ابتداعه مدارك كل شاعر سواءء 
وكأني به قد آلى على نفسه أن يثبت أن: «التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها» 
وأن يبين مواطن الضعف من الذكور ومواضع القوة من الإناث والوسائل التي تتذرع 
بها النساء؛ لبلوغ مآربهن واستذلال رجالهنٌء فكأنه يقول إذا دان كبير الآلهة صاغرًا 
لزوجته» وما هي بالزوجة الوحيدة فما قولك بوحدان البشر كبارهم وصغارهم. 

كانت هيرا جانحة بكليتها إلى نصرة الإغريق وقد سدت السبل في وجهها لما كان من 
ميل زفس إلى الطروادء فلم يكن لها بد لبلوغ أمنيتها من إحدى ثلاث؛ إما أن تقوى عليه 
وهو صاحب الحول والطولء وإما أن تفحمه وهو رب الحجة والبرهانء وإما أن تصيب 
منه غفلة فتأخذه على غرة وهو الحذر اليقظ. فتخيرت الخطة الثالثة على بعد شقتها 


11 





فرسيس: والفرس الطيار. 


لعلمها أن عامل الجمال إذا غشي بصر الحكيم وأنفذ فيه سهم الغرام غشي على بصيرته 
فتتمكن منه الغفلة والذهول. 

فقامت لساعتها وأخذت تتأهب تأهب الواثق بالفوز المبين. ومن ثم أخذ الشاعر 
يصف دقائق حركاتها وسكناتها بما يجب أن يتخذ عبرة للمعتبرين والمعتبرات. عمدت 
إلى التبرج والتزين فانفردت إلى عزلة لا تنفذ إليها أنظار إنسي ولا جني. وأوصدت باب 
حجرتها بمزلاج لا يرمقه بصر غير بصرها كأنه أراد أن ري إن الحياء زينة النساء 
فمن قامت منهنَّ إلى إعداد زينتها فلتحتجب عن الأبصارء وإن الرجال أشغف ما يكونون 
بالنساء إذا برزن لهم بثوب الاحتشام. والتهتك يطفئ جذوة الغرام» وليس للمرأة أن 
تحقر قدر التزين لزوجها فإنما زينتها وحليها له لا لسواه» وهي عظة حسنة للواتي 
يتبرجن ويتبهرجن لكل رجل غير رجالهنٌ كأن الزوج غير خليق بالنظر إلى حلاوة امرأته 
وحليها ما لم يتوسل إلى ذلك بوجود قريب أو غريبء ولما خرجت هيرا بذلك المظهر 


ا 


النشيد الرابع عشر 


البديع وعلمت أن لها به درعًاء ولا درع الفولان الصلب بقي عليها أن تتقلد السلاح الذي 
تقاتل به بنات جنسهاء فمالت إلى الزهرة وسألتها أن تلقي إليها حينًا من الزمن «نطاق 
الغرام» وانتحلت لذلك سببًا يتسار به النساء ويساررن به رجالهن» وهو الكلام في شقاق 
الأزواج» ولم يكن لهيرا أن تختلق سببًا أوقع في قلب الزهرة وزفس من ذلك السبب 
فادعت أنها راغبة في التوفيق بين «الأوقيانوس وامرآته»» فأمنت غيرة الزهرة؛ إذ لم يكن 
لها حاجة بذلك الشيخ الهرم ودرأت شبهة زفس؛ إذ كان يعلم بصحة ذلك الخلاف» وأن 
لهيرا مأريًا حقيقيًا في إزالته وفاءً بجميل سابق لذينك الزوجين عليها. 

وإن لنطاق الحب هنا فضلًا عن بدائع محاسنه مزيةٌ أخرى يجدر بنا التنبيه إليهاء 
وهي أن الشاعر جعله تكملة لمحاسن المرأة» إذ لا يكفي أن تكون حسنة البزة جميلة 
الخلق» بل لا بد أن تكون على خلّق تسترق به قلب الرجل وأن لا تحفر مجاملته بلين 
القولء شأن اللواتي يترفعن عن التودد إلى رجالهنّ خوفًا من أطماعهم بهن أو طلبًا 
للتخفيف من سلطتهم عليهنَ ويغيب عنهن أن مكامن الأحقاد وراء الكلام الخشن 
وعذب المقال يزيل الضغائن من صدور سليطات النساء وظلام الرجال. 

ولما استتمت هيرا معدات الهجوم والدفاع» وأيقنت بالفوز صرفت همها إلى بلوغ 
وسيلة تمكنها من التلذذ بثمرته» فسعت إلى «الرقاد» علمًا منها أن زفس لا تؤخذ غرته 
إلا إذا هجع» فلم تزل بالرقاد حتى استمالته كما مر بك ولم تأت زفس إلا وقد تمهدت 
لديها جميع العقبات. 

ولما ظفرت بالتسلط على مجامع لبه وأفضى الأمر بينهما إلى المداعبة أظهرت وأظهر 
من حب التستر ما يجب أن يكون أمثولة لذوات البعولة وذوي الزوجات» الذين قد 
يتجاوزون آداب المجاملة أمام الأجانب فيتعدون حرمة المحاسنة إلى التداعب ويثبون 
وثبة واحدة من كثرة الأدب إلى قلة الأدب. وأما ما يراه بعض الشراح من المغازي الرمزية 
في هذه الحكاية فلا أحب أن أجهد النفس في البحث فيه بل لا أحب أن أراهء فخيرٌ عندي 
أن أرى زفسء وهو أبو الأرباب قد بسط ذلك الفراش الوتير من نبات الأرض الفياح 
وأسيل من 0 تلك الكلة الشائقة من غمام النضار يتساقط من أكنافها حباب القطرء 
كحبوب الدر من أن أسعى وراء خيال تراءى لهم في مخيلاتهم؛ فقالوا: إن زفس ممثل 
الرقيع وهيرا ممثلة الهواء. فلما اجتمعا أخرجا نبات الأرض وفقا لمعتقدهم؛ فإن التوجيه 
حسن لو كان بنا حاجة إليه» ولو كان في رقة المعنى الظاهرء وما يحتاج معه إلى التأويل 
والتخريج وقس على ذلك سائر ما تأولوه مما يشوه محاسن الرواية. 


1۷1 


الإلياذة 


(55) لما قضى «الرقاد» مهمته» لم يبق محل لبقائه في المعسكرء ولهذا قال الشاعر: 
«ثم جد السير يسعى في الورى»؛ لأنه لا محل للرقاد في ساحة الكر والجلادء ولم يكن 
فوسيذ ليجسر أن يندفع في صدر الإغريق وزفس في يقظته» فانتهز فرصة تلك الغفلة 
من زفس لمعاضدة هيرا على قضاء لبانتها فتصدر في الجيشء ومع ذلك فإنه لم يقاتل 
بنفسه وانحصرت مؤازرته بالحث والتحريض كما سنرى. 

(57) الجنات: التروس تلك حكمة بإلقاء التروس الكبيرة والسلاح الثقيل لذوي 
البأس والقوة. خصوصًا أنه كان من شرعهم أن يعاقب الجندي الذي يرجع بلا ترس» 
وأما الذي يلقي عنه سيفه ورمحه» فلا عقاب عليه؛ ذلك لأنهم كانوا يؤثرون وسائل 
الدفاع على وسائل الهجوم» ويقدمون حفظ النفس على قتل العدو. قال كثير: 


على ابن أبي العاصي دلا حصينة أجاد المريء نسجها وأذالها 


والدلاص: الدرع. والقتير: مساميرها. 

)٤۷(‏ حيثما أورد الشاعر ذكر هكطور فإنه قرن ذكره بالبسالة والإقدام» وتفنن 
بوصفه بالتشابيه والاستعارات والكنايات؛ ليرفع مقامه في نظر السامع والمطالع» ولكنه 
ذكره هنا ذكرًا بسيطًا فجعله في مقدمة الطرواد بمنزلة فوسيذ بمقدمة الإغريقء أي: إنه 
جعله قريتًا لرب قهارء فكان هذا الذكر البسيط أبلغ وصف لبسالته في كل الإلياذة» وفيه 
توطتة للمغالاة بقوة ساعد إياس الذي كاد يظفر بهكطور على كونه بتلك المثابة العليا. 

(5) انتقل الشاعر من مظهر ترف وسكون إلى مظهر شدة وجلبة فغير اللهجةء 
كجاري عادته تنبيهًا للسامع قبل الإتيان على مشهد الحرب» فأخذ يكثر من التشابيه 
المتوالية كما سنرىء أما اصطفاق البحر عند اصطدام الجيشين على ما ذكر في هذا البيت 
فقد قال أفستائيوس: إنه إنما كان معجزة بقوة فوسيذ رب البحر فإن أمواجه تلاطمت 
هيبةٌ له. 

(59) أي: إنه بجانب عج الجيشين لم يكن عج البحر شيئًا مذكورًاء ولا زهزمة 
النيران المضطرية ببطن الغاب على رءوس الجبال» ولا عصف الرياح المتلاعبة بالشجرء 
فجمع بهذه التشابيه الثلاثة بين الماء والنار والهواء. 

(00) أي: إنه أخذ حجرًا من الحجارة المتبعثرة في تلك الطرق. 


لا 


النشيد الرابع عشر 


)١١(‏ الوغد: الولد. واللعب بالدوامة» وهي الفلكة يرميها الصبي بخيط أو بغير 
خيطء فتدوم على الأرضء أي: تدور على نفسها وهي من أقدم لعب الصبيان. ويقال: لها 
بلغة عامة سوريا البلبل وتسمى بمصر النحلة. 

(09) المراد هنا اقتلاع الملولة» أو تحطيمها بالصاعقةء يُعلم ذلك من ذكر الكبريت 
والرائحة الصادعة في البيت التالي. 

(0) يريد أن يقول: إن رمحي بات موكنًا يتوكأ عليه القتيل؛ إذا انحدر إلى الجحيم 
وظاهر المراد من هذه العبارة أن الرمح أصاب كاهله فاخترق البدن ويرز من الجهة 
الأخرىء ولا يخفى ما في قول الظافر هذا من التهكم والتشفي. 

(0) أي: الرمح. 

(55) ابن أريليق: هو أفروثونور القتيل الإغريقي. 

(كه) حذاف النبال: تعريب (©06م10(/0) وهي لفظة مركبة من كلمتينء فالفريق 
الأكبر من المترجمين يجعلها مؤلمة من 10 وبهمهس فتكون بالمعنى الذي عريناها به 
ومنهم من يجعل اللفظ الأول منها مأخودًا من )٠۵(‏ بمعنى صوت» فيكون معناها حينئذ 
ذوي الجلبة والصوت المرتفع» وهي على كلا الحالين كلمة قذف؛ لأن المقاتلة بالنبال 
أحط شأنَاء وأدنى بأسا من المقاتلة بالسيوف والرماح» أما وجه السباب في المعنى الثاني 
فواضح. 

(01) أي: أفما كل منكم يروم أن يكون له من بأخذ بثأره إذا قتل» كما أخذت بثأر 
أخي أرخيلوخ. 


فنا 


4 
۰ 


الواقعة الخامسة ويسالة ياس 


AEE 
٠ 


تجاوزت الطرواد حد الخنادق يصلمهم فيها حسام الأغارق 


فاستيقظ زفس وعلم أن حيلة هيرا قد جازت عليه؛ فانهال عليها بالتقريع والتونيب» 
فادعت أن فوسيذ نكل بالطرواد منبعتًا بمجرد هوى نفسه» فأمرها باستدعاء إيريس 
وأفلون وإنفاذهما لاستنهاض الطروادء فرجعت إلى السماء وأطالت على مسمع الآلهة 
شكواها من زفسء وأنبأت آريس بما كان من موت ابنه عسقلافء فهاج آريس وماج 
فثبتطته آثيناء وطار أفلون وإيريس إلى إيذا عملًا بأمر زفس» فبعث بإيريس إلى حومة 
الوغى تتوعد فوسينء فاضطر إلى مغادرة ساحة القتال وعاد أفلون بهكطور مستعرًا 
بالغيظ والبسالة بعد أن بسط أفلون مجنه أمام الإغريق وهد قلويهم بمنظره» فانقضت 
الطروادة على الإغريق وذبحوهم ذبحّاء فالتوى الإغريق إلى معسكرهم وتقدم هكطور 
بجيشه يصحبهم آفلونء فاجتازوا الخندق ووقع الرعب في قلوب الإغريق فتضرع نسطور 
إلى زفس فأرعد وأبرق» فتفاءل الطرواد بذلك» وما زال هكطور متقدمًا بفيلقه حتى بلغ 
السفن. وكان فطرقل يشهد كل هذا من مضرب أوريفيل فجدّ مسركًا إلى أخيل يستنهضه 
ليفزغ لقومه» وقام الإغريق فقاتلوا قتال الأسود على أنهم ما لبثوا أن اضطروا إلى الهزيمة 


فانثنى آياس بنزر من صحبه وثبت أمام الطروادء واشتد القتال ثانية فخرت الأبطال 


الإلياذة 


من الفريقين؛ وحال آياس دون بلوغ الطرواد سفن قومه» وهم هكطور بإحراق السفن 
وكان يبلغ منها مأربه لو لم يقف آياس فيصد الأبطال ويجندل الرجال. 
ال ا هذا اي البو التامن والعشرين 


النشيد الخامس عشر 


تجاوزت الطرواد حد الخنادق 
وحول العجال استوقفوا وتألفوا 
ومن طور إيذا هب زفس ودونه 
وألفت والإغريق أبصر عقبوا 
وأبصر هكطورًا به القوم أحدقا 
1 الترب ملقى خامد اين اند 
0 0 هكطور ا أنه 
وغلت بصلد القيد من عسجد القدم 
وآل العلى حوليك ذلوا وأشفقوا 
ولو فعلوا ألقيت أيهم اجترا 
وما كان هذا خافضًا غضبى لما 
ألا ادّكري تلك الشئون وجانبي 
أجابته هيرا تقشعر تظلما: 
ورأسك والعقد الذي بيننا ولم 


1۷1 


يصلمهم فيها حسام الأفارق 
برعدة مذعور وصفرة خافق 
صفيته هيرا فهاج ظنونه' 
عداهم وفوسيذ ببطن الفيالق 
ومن فيه سيّال النجيع تدفقا 
وما صرعته كف أضرع خافق” 
ولحت ليها مخه جالفيظ نظرة 
عن الحرب فارتاعوا لقرع المخافق 
فتجنين قبل القوم عقبى الخديعة 
بلب رقيع الجو بين البوارق 
يداك وسندانان في أخمص القدم 
وهل كان من يوليك نصرة شافق 
من السدة العليا صريعًا إلى الثرى 


أنلت هرقلا في السنين السّوابق 


تقاذفه الأنواء فيها منكلا 
لأرغوس مَمُِوًا بأدهى البوائق" 
فليس بمغن 00-0 مكر المنافق» 
ا ا الأرضن تشه والشها 
يمين لنالم يأتها غير صادق 


ت 


يكن قسمي إل إذا أثقل القسم؛ 


النشيد الخامس عشر 


لتقن شام وسيك التطتراود ذل 
ا و ف 
فمرني فأمضي بالبلاغ فينثني 
هشن لها زفس وقال ممتي 
ففوسيذ مهم كان من نزعاته 
فإن كنت أخلصت المقال فبادري 
فتحضر إيريس الرشيقة عاجلًا 
فأنفذ إيريسًا لفوسيذ مبلقًا 
وفيبوس هكطورًا يسكن روعة 
فيكتسح الإغريق يكساهم إلى 
ويرسل فطرقلًا فيفتك فيهم 
ويجتاح سرفيدون قري ويقحم 
فيطعنه هكطور طعنة قاتلٍ 
ويقتل هكطورًا ومن ثم تلبث 
إلى حين اثينا تتيح بحذقها 
على أنّني ما دام آخيل لم ينل 
ولست براض أن يقوم برفدهم 
بذلك قد عاهدت ثيتيس عندما 
لإعزاز آخيل دعتنى ترفقًا 
تطبخ هرا واج ط ارت بلحظنة 
كفكر يجوب الشرق والغرب طارقا 
وآمنت سراة التمله في ماهم 
فمذ أبصروها جملة نهضوا لها 
أبت رشف هاتيك الكئوس وإنما 
فتلك إليها سارعت مستقصة: 
فلا غير زفس راعك اليوم غاضيًاء 


1۷V 


فما كان مبعوثي ولا كان لاحقي 
لجيش لدى أسطوله قد تذعرًاهء 
لحيث قضى زفس مثير الصواعق» 
بنى الخلد لو رأيى ارتأيت موسا 
اا وانقاد ااا الموافق 
لمؤتمر الأرباب ألقي أوامري 
وفيبوس هيّال النبال الذوالق 
إلى يمه يأوي ويطرح الوغى 
ويوليه حزما لاختراق الحزائق' 
أساطيل آخيل فيشفق للبلا 
ويدمي وصمي في لباب الغرانق" 
ويبطش للأسوار يصمي ويهزم" 
أخاءة في الطرواد تعثى وتعبث 
لهم فتح إليون بحكمة حاذق 
مناه فلن أولى الأغارقة الأمل 
من الخلد قوام مكلك المضايق 
ترامت ومسّت ركبتي تظلما 
فأومأت بالإيجاب إيماء رافق“ 
إلى قمة الأولمب من طور إيذة 
بلادًا وفيه ذكر تلك المطارق٠‏ 
وقارًا وحيّوا بالكئوس الدّوافق 
لكأس ثميس الحسن مالت تكرُمًا١١‏ 
«أرى جئتنا في غصة المتضايق 
فقالت: «دعي عنك التحري جانبا 
فعودي إلى بسط الطعام الشوائق 


الإلياذة 


وفي أدبة الأرباب مجدًا تصدّري 
ا قضاها أزعجت كل آدپ 
ومن شم حلت عرشها ولفيفهم 
فهشت ولكن عن جبين مقطب 
وقالت وجمر الغيظ ميزها: «فوا 
وأحمق منه زعمنا خفض جأشه 
ولكته في عز عزلته ولا 
وأن له بالبطش فيكم سوابقا 
فهذا أريش قيم الحرب نابه 
أعز البرايا عسقلاف سليله 
فهب أريسٌ ثائر الجأش لاطما 
«أيا معشر الأولمب لا تلحونني 
سأنزل لو صم الصواعق تنزل 
وأوعز للهول العظيم ورعدة 
وشك ببرّاق السلاح ولو مضى 
ولكن أثينا من على عرشها انبرت 
وهبَّت إلى تلك التريكة تقتلع 
وعامله الجباذ من صلد كفه 
«تعست وما أغواك هل فاتك الندا 
أغادرك الحس المنيه والحيا 
ألم تفقه الأنباء هيرا بها أتت 
أشاقك أن تمضى وقد هدّك البلا 
وتدفع زفسًا ا ت ممعضا 
فيحطمنا حطمًا وما هو بيتنا 
فجأشك خَفْض واكظمنٌ فكم بطل 
وهل من سبيلٍ دافع غصص الرّدى 
فأجلس مرغومًا وهيرا بحقة 


1V۸ 


من الإنس والجن الكرام المعارق 
تألم من زفس وزفس مخيفهم 
على سود أجفان بحمر الحمالق 
حماقتنا في كبح زفس وما نوى 
بمأزق بأس أو بقول مماذق 
يبالى ادعاءً أنه فوقنا علا 
نوكو SSDS E‏ 
مصابٌ وما أدراكم ما أصايه 
صريعٌ وما أغناه ظهر اليلامق»"٠‏ 
بكفيه فخذيه يولول ناقما: 
إذا ما لثأر ابنى أثرت مرافقى 
وفوق خضيب الت صعقا اسل 
بإعداد هاتيك الخيول العتائق"' 
لأرعد زفسٌ في الألمب وأومضا 
إليه تلافي هول تلك الطوارق 
عن الرّأس والجوب المحدّب تنتزع 
أماطت تريه شر تلك المزالق:؟١‏ 
وأصممت واخترت الهلاك المؤيّدا 
وأصدق نطق قاله خير ناطق 
ومنذ يسير زفس بالنفس غادرت 
وترجع موقوذ الخطوب النواعق 
وعن جملة القومين أغضى وأعرضا 
إنااها اككرمنا أو بركنا يقار 
من ابنك خيرٌ جندلته ظبا الأسل 
عن الخلق ما امتدّت حياة الخلائق» ٠١‏ 
من المجلس انسابت لموقف عزلة 


النشيد الخامس عشر 


ونادت أفلونًا وإيريس خارجًا 
وزفسًا بأعلى إيذة الآن وافيا 
وعادت وحلت عرشها فتسابقا 
فما لبثا أن أدركاه بأنور 
وما غيظ أن جاءاه إن ليِّيا ندا 
فقال: «أإريس الرشيقة فاسبقي 
وقولي له عن موقف الحرب ينثني 
فإن لم يرد إلا اتباع مراده 
فليس بكفئي ما استطال فان لي 
ولكنه ما زال يطلب إسوتي 
فلبت وطارت فى قضاء بلاغه 
ومن »طون إا كالغ اضف هنك 
كما انهال غيث الثلج والبرد الذي 
وفوسيذ نادت: «يا محيط العوالم 
فيامن أن كاين الحا ةا 
فإن لم ترد إلا اتباع مرادكا 
فإياك والعصيان إِنَّ له سمت 
وأنت على هذا المساواة تزعم 
فأن أنين السأم ثم أجابها: 
أيزعم إرغامي وقد ضمَّنا النسب 
ريا أمنا طرًا وثالتنا غدا 
خلاثة أقسام جميع العوالم 
فال اذى اا اميف كشن 
وزفس له الأفلاك والغيم والسما 
فإن ذرى الأولمب والأرض بيننا 
فمهما سما بأسًا ومجدًا وسؤددا 
ليطبق على أبنائه ويناته 


1۷۹ 


وقالت: «ألاسيرا بحقة بارق 
يلقنكما الأمر الذي كان خافيا» 
لإيذة في جهد الكدود المسابق١١‏ 
ذرى غرغروس في غمام معنير 
صفيّته هيرا بإذعان واثق 
لفوسيذ بالأنباء مني واصدقي 
لشورى العلى أو يمه المتلاصق 
لکن ها نو شو اده 
مزية بكر بالمكانة سابق"1١‏ 
وإن قلق ااب ا لكاي 
مصفقة مثل الرياح ا 

وما لبثت أن ثغر إليون حلت 

به الريح هبت من غيوم غوادق 
أتيتك من زفس بأنباء صارم 
بشورى العلى أو لجك المتلاحق 
سيأتيك مقتصًّا لشر عنادكا 
وإن أكبر الات طرًا وأعظموا» 
«لكن ساد خلقًا فهو فظ الخلائق 
ثلاثة إخوان لنا إقرنوس أب" 
اديس ولي 0 بين الودائق١١‏ 
قسمنا اقتراتما بالقداح الرّواغم 
وفزت ببحر مزب اليم دافق 
ليهنأ قرير العين فيها معظّما 
مشاعٌ فلا ألوي له حبل عاتقي 
للست و 
يدينوا ويرتاحواً ارتياح المطابق» 


الإلياذة 


أجابت: «وهل هذا المقال اقوله 
وللشين فكل فالهوارة رها 
فقال: «نعم بالحق فهت وخير ما 
سأذعن كرمًا لاعج الغيظ مكمنا 
ولكنّ لي قولًا بقلبي أقوله 
على رغم فالاس وهيرا وهرمس 
إذا صان إليونًا وصد عداتها 
وأقلع يبغي لجّة البحر فاستعر 
ففوسيذ في بطن العباب قد التجا 
وإلا لأعمت فاتكات أكفنا 
وكان اصطدامُ بالعوالم يحدق 
فيا نعم مسعاه له ولعرّتي 
وهج حوبي المزدان في حلق ذه 
ومل نحو هكطور فشدده يندفع 
فإن تم هذا كله سوف أنظر 
فلبِّى أفلون وطار كباشق 
فهكطور ألفى جالسًا وقد انتعش 
رعاية زفس أسكنت زفراته 


رألا إذن 


«علام ابن فريام بجهد التقاعد 
أُبِرّح فيك الع قل» فأجابه 
«أيا خير رب جاءني الآن يسأل 
أياس وقد ERE‏ ا قومه 
فغيّب إحساسي فضاق تنفسي 
فقال أقلُون: «اطمإنٌَ وطب وثق 

أنا فيبس رب الحسام المذهب 


۸۰ 


له علمًا أو هل لديك بديله 
ويتبذ عنه EE‏ 00 
حوارس بكر أحرز السبق مولدًا» " 
يكون رسولٌ عالمٌ بالحقائق 
لكبر لاه لم يكن فوق ما آنا 
فعا الى حو ادات ان 
ورغمي وهيفست الملي المرأس 
لمنآه أبناء الأخاء على الأثر 
لهكطور طِرْ في مثل لحظة رامق 
iy E e ES‏ 
ويزعج أوات الجحيم ويقلق 
ا 
وراءهم للفلك خلف الخنادق 
بأمرهم فيما عساي أقدر» 
E‏ ايع اتاد 


أمثلك من يوهيه جهد المجاهدٍ 


بصوتٍ خفيف الجأش خافي المناطق: 
فمن أنت قل هل كنت أمري تجهل 
بجلمودة كالطود أقبل راشقي 
وأيقنت أي زاكنٌ دار آذنس»” 
فزفس إليك الآن بالبشر و 
فهل بعد ذا ترتاع من هول مضرب“" 


النشيد الخامس عشر 


فكم صنت إليونًا وصنتك فامتثل 
أثر جملة الفرسان بالخيل يقبلوا 
أمامكم أجري أمهد سبلها 
أفلون هاتيك العزائم مانح 
كمهر عتيٌّ فاض مطعمه على 
ويضرب في قلب المفاوز طافحًا 
دروف كم إن نا مناه فيد 
وتجري به من نفسها خطواته 
كذا كان همكطورٌ بنصرة فيبس 
كأن كلاب الصّيد والصّيد أقبلت 
وقاه بيطن الغاب جلمود صخرة 
فأقبل في إثر الصديد غضنفرٌ 
ا الإغريق خلف عداتها 
فلما بدا هكطور في حومة الوغى 
فهب ثواس الفضل من زانه النهى 
ثواس الذي ما بالإتولة عده 
وما فاقه بين السّراة بلاغة 
فصاح: «أجل رياه لاح لناظري 
حسينا أياس اجتاحه بصفاته 
فثم لاهٌ صانه لتروعنا 
فهاكم سداد القول فأتمروا له: 
ونحن أولي العزم الصحيح نصده 
فمهما عتا واشتد ظني يرعوي 
أصاخوا ولبّوا واسجاش أولو العزم 
وحول أياس استبسلوا وإذومن 
بصد العدى آلوا وأعراض قومهم 


1۸1 


وهب لإعمال الطعان الموارق 
فى توفت الأسطول واف وحار | 
وأهزم أبطال الأخاء البطارق» 
وهكطور للإبلاء والحرب جانح 
مرابطه يبتتها وهو جامح 
إلى حيث وجه الأرض بالسيل طافح 
ويطرب أن تبدوا لديه الضحاضح”” 
يطير وأعراف النّواصي سوابحٌ 
إلى حيث غصّت بالحجور المسارح'” 
يسوق سرى فرسانه ويكافح 
على سخلة أو إيلٍ وهو سارح" 
وما خط في الأقدار يصميه ذايح"” 
فولّوا ولم تغن النفوس الطوامح 
بسمر وبيض باتراتٍ تكاشح 
بهم قلقت رعبًا تجيش الجوانح 
وفنظق قطني بالتحضتافة راجح 
إذا هو بالبثّار أو هو رام 
سوى التَّر إن فاضت تسيل القرائح 
داك د[ معطو زوج اسان لاحت 
فهاهى وافى تنقيه الجوائح" 
به مثلما قبلا عرتنا المذابح 
لتمض إلى الفلك الجموع الجوامح 
عسى في عوالينا له اليوم كابح 
وتثنيه عن خرق الجيوش الجوارح» 
محتوة بان ا ا 
وطفقير مريون وميجيس ذي الحزم 


مضت تتوارى فوق لفلكهم السحم'" 


الإلياذة 


وبا ران ت حي وهم 
ومن دونه فيبوس وسط غمامة 
وفي يده الجوب المروع الذي بدت 
هى الجنة الكبرى لزفس أعدها 
E‏ مضت عن كل ساعد 
ا والفتك ما استوت 
ولما على الل فيبوس هاجها 
كأنهم الأيقار والضأن أجفلت 
وشنی بأركيسيل عد منستس 
(مدون بن ويلوس لغير حليلة 
ا ظلّ في منقاة مذ راح قاتا 
وثثى ارين بن إسفيل يودي 
ا ازا وك أغيندٌ 
وذيوخس مع ففاريس زه 
وأفتديت اللطدووانالثلفية أن و ا 
ومن غادر الأسطول أزليقة 0 
فلا يضرمون النار من تحت جسمه 


تساوت 57 


ليا 


بيط كط ايع EE‏ 
يعد .مغازي ذلك التفيلق الزهم 
حرابيةٌ من تحت هدّابه الضخم'” 
فتفسف عات التخشيقة والفقم 
وفي ملتقى الجيشين عجّ إلى النجم 
ووبل سهام عن بطون الكلى يهمي"" 
من المرد فهاق سريّثة تصمي 
وا ار غر عل الط ا 
بغير حراكِ جنة النوب الدهم“" 
وصاح بهم صونًا يهد قوى الجسم 
وولّوا يزيد الرعب وهمًا على وهم 
يفاجثها ليثان في الدجن القتم 
ضفل ولا داع يدافع أو يحمي 
وفي كل قرم قن أخل فنا قوم 
زعيم البيوتيين مدّرعي اللأم 
وإيناس وافاهم مدون الفتى يرمي 
بفيلاقة قد كان في غرية السّأم 
أخا إريفيس زوج ويلوس ذي الحكم) 
زيم الاكستمية بوالعطل الح 
بصدر الشّرى يرمي وقلب العدى يُدمي 
فجندل إقلونيس الشيم الشم 
بمزراقه في الكتف ينفذ في العظم 
وهزمن الإغريق في ذلك الهزم"" 


إلى السور والأعداء لاهون بالغنم 


وأهليه والإخوان غادرت باليتم 
واه ن طحا خافن الط 


النشيد الخامس عشر 


وساط جياد الخيل فاندفعت به 
أمامهم فيبوس في خفة الطرف 
سبيل لهم إن يقذف السهم نابل 
عليه مضى يجري صفوفا خميسهم 
فقوض ذاك السور لا متكلفا 
فبي: E I O‏ 
كذا يا أفلون نقضت معاقلا 
وسقت بني أرغوس للفلك حيثما 
ونسطور قؤام الأخاءة رافقًا 
«لكن كانت الإغريق قبل توسّلت 
وسوق سمان الضأن والثور أحرقت 
فلا تنس يا مولى الألمب وصنهم 
فأسمع زفسش صوت نسطور ضارغا 
وأما بنو الطرواد فاشتدٌ عزمهم 
وجازوا على الخيل الحصار بنعرة 
كأنهم الأمواج والنوء ساقها 
فمن حاذفٍ فوق العجال بعاملٍ 
ومن قاذف بالفلك فى أسل ثوت 
ظل فطرقل أورفيل يجاري 
إنما عندما رأى الطروادا 
وجيوش الإغريق ولت شتانًا 
صاح بالويل لاطمّا فخذيه 
«أورقيل لا بد لي أذ . 


AY 


ليستنهض الهمّات في العسكر الجم 
سدم عنافات الى عله عقف 
إلى جوفه حتى استوى الجوف بالجرف 
فما اجتازه ذيّالك السهم بالقدف”"” 
وبالجوب فيبوشس أمامهم يكفي 
كطفلٍ بجرف البحر يلهو بلا إلف 
برجليه أو كفّيه خسفًا على خسف" 
يها كان الحا فائق الوضف 
نوا شان حا شوق بسنا علي ملت 
إلى زمر الأرباب للرفق واللطف 
ذراعية للؤرقاء ماع على لهف 
إليك أيا زفس بعودٍ لدى الرّحف 
وأومأت بالإيجاب إيماءك العرفي 
6خ الخ ارف غنيم 6 ارت 
وأسمع رعدًا في الفضا داوي القصف 
وكرُوا بجيش ثائر الجأش ملتف 
لفلك العدى فاصطكت الكف يالكف 
فتعلو صفاح الفلك تعبث بالسجف 
دلق عدا وأتفة :كاذف 
مقا خوت :ال ف ا 
بننما التقع فا اهار 
ويداوي كلومه ويداري 
عر اعون اف هال تراد 
بصيح وذلة وانكسار 
وع کال ن د 
ك وإن كنت لي بفرط اضطرار 


الإلياذة 


جل وقع البلا قعل أخيدً 
رت رَب أنالنى منه سمعا 
فخميس العدى وإن قلَّ عدًا 
وهو لم يلق للسّفين وللخي 
سطرتها كف أنارت أثينا 
لا ياش يطيق دفع كمى 
لا وهکطور لم يكن للخلايا 
وقليطور هم في مقباس 
خرّ تحت الصّليل والنار فرَّت 
فتلظى هكطور لما رآه 
«آل طرواد يا بني ليقيايا 
إيه ضاق المجال كرُوا جميعا 
بادروا لا تجردته الأعادي 
ورمى طاعنًا أياس فخابا 
لأياس قد كان خير رفيق 
من قثيرا مهاجرًا جاء قبلا 
لم يزل في ولاه آياس حثى 
خر مستلقيًا أمام الغراب 
وظياة القناة هامته شا 
أين قوس فيبوس قبل حباكا 


1A٤ 


وأنا ذاهت E A‏ سيري 
إن أمجه يهج لدفع الشنار 
فكلام الصَّديق يحسن وقعا» 
ريق ظلّت بفلكها بانحصار 
ما استطاعوا إليه دفمًا وصدًا 
م سبيلا بكشفة وانتصار 
كاستواء الخطوط في الألواح 
بذكاء لوشر فلك البحار؛ 
وأياش رمى الأسودٍ الضواري'؛ 
کر يسطو بعون رب قوي 
فتلقى في الصّدر رمح أياس 
من يديه والنقع في الترب جاري 
ودعا كالرّعيد يذوي نداه:؛ 
دردئتيين دافعي الأخطار 
فابن إقليطيوس خرّ صريعا 
واحملوه فاليوم يوم البدار» 
إنماالرمح لقرفون أصابا 
صرعته نوافذ الأقدار 
وای و ا فى الوت 
جت وآياس صاح في طفقار: 
مثل آل القريى عزيز المنار”؛ 
أين تلك النبال تنمى الهلاكا» 


النشيد الخامس عشر 


هم طفقير بالحنيّة والجع 
ورمى ينفذ القضا ون 
ER‏ حيث قاد يعلو اا 
طامعًا منهم ومن لبد هكطو 
خرق السهم جيده يرديه 
خر للأرض والجِيادٌ أغارت 
قال: «لا تنأيا ابن إفروطيا ع 
ثم ألقى طفقير في القوس نبلا 
لى رماه وأنفذ السهم فيه 
إنما زفس وهو بالغيب أدرى 
كان طيّ الخفاء هكطور يرعى 
ومضى السهم طائشا فتلظّى 
«ثم رب أياس يأبى القلاحا 
كم بها رمت حرق صدر عدو 
قال: «دعها فإن ريا حسودًا 
چ ا ا ME‏ 
كر طفقير للخيام e‏ 
حو الكت لها عذباتٌ 

آه هكطور ألقى النبالا 
«آل طرواد يا بني ليقيايا 


1A0 


بة يهمي السهام كالأمطار 
بقليطوس بن فيسينورا 
جرد فوليدماس المغوار 
وجيوش الطرواد هاجوا وماجوا 
ر بكسب الثنا ونيل الفخار 
ورمته المنون رغم ذويه 
جامحاتٍ بين العجال الجواري 
ولأستينووس ألقى الصّروعا 
ني فإني ماض أثير أواري» 
لاتشهيت حريهم يداك الشهنان 
لم يشا أن ينال ظفقيسن نصرا 
فوقاه شر المنون الطواري 
وتر القوس وهي للأرض فرّت 
مستشيطًا وصاح بالإدبار: 
تلك قوس أوترتها ذا الصيّاحا 
وأراها مفتلة الأوتار» 
نيلهاافتلٌ راغبًا أن تبيدا 
ثم کن افا الط ان 
ويذودوا لكبح جيش الأعادي 
بعد قرع القنا وفتك الشفار» 
قوسه والسلاح فورًا تنقى 
سابحاتٌ يفرعهاالطيّار 
وجلود الأبقار دارت عليه 
عض يجاري أياس في المضمار 


فعلا صوته الجهور وقالا: 
دردتيين سادة الأمصار 


الإلياذة 


حول هاتي السفائن الحدياء 
هاكم التَابِلَ الخَبِيلَ وزفش 
لم يكن في الأنام أمرًا عسيرا 
ففريق لذروة المجد يرقى 
صاننا اليوم والعدى سام قهرا 
وليموتن بالجهاد سعيدًا 
فإذا أقلع الأراغفس ذلا 
ظل في الأمن زوجَهة وبنوه 
فاستجاشت بهم جميع النفوس 
«أي عار قد أصبح اليوم فينا 
لا E‏ لنا فما المنايا 
أفعاق ان ووز اة 
أكتمتا ,خاد کم ووی داه 
ليس للرّقص قام يدعوهم بل 
هنا لفا هس أن نكر را 
ذاك خير من جهد حرب سجالٍ 
EEE‏ رفسا كوم EOS‏ 
وتلاقوا وصوت هكطور يدوي 
فرمى ذاك إسخذيُوسَ مولى 
ورمى ذا لورذماس بن أنطي 
والسري الفتى أطوس القليني 
قيل إيفية وإلف محبيس 
وراه ا ها الط رواد 
قد وقاه فيبوس لكن مضى الرّم 
ذاك إقرسمس فخرّ قتيلا 
فدهاه ذو البأس ذو لفس لمفس 


TEESE‏ لحي 
كاده أحدقت به أبصاري 
أن يقولوا من زفس وإلى نصيرا؛؛ 
وقتويق .مسقن يدل اليتوان 
EE aS‏ 
بطل الذود عن عزيز الذمار 
وينوهم في سالمات الديار» 
وأياش نادى و وين 
محدقا يا أراغسًا أي عار 
ا اة سوق اا 
عودة للديار فوق القفار 
وتحرق, السبفين يغري دراه 
لاشت اك التقهاة تال تاز 
نرد الحتف أو نعيش ا 
أجهدتنا بدار إيه بدار 
فاستجاشوا لدفع تلك البكوس"؛ 
وأياس كالضيفغفم الزءار 
فوقيا والحمام في الحال أولى 
نور رأس المشاة زاهى الشعار 
EE‏ اما ساف ليسةنة: 
فمحيس انثنى لأخذ الثّار 
صد والرمح غل بين الأعادي 
حدء الي فكو اناوس حجان 
ومكيق اكان الشاحة ات حه 
من بني لومذون القهار 


زه طاعنًا يجوب كبير صد عن درعه بصلد القتير 


1A1 


النشيد الخامس عشر 


لأندة فة بل اة كاه 
ي كانت سنيّه 
ومجيس انكنى وزج مزق 
وذلفس ما زال بالفوز يطمع 
ما رآه ذنلفس حين أتاه 
أنفذ الرمح فيه ظهرًا لصدر 
والمليكان ثم ينتزعان ال 
فارش من فرقوط قبل الوغى قد 
ثم لما الأسطول حل البلادا 
ولفريام كان ضيفا كريمًا 
أفما خلتهم تراموا عليه 
نتبارى ليهلكوا خاسثينا 
خف يجري EEN EE‏ 


صاح آياس في جيوش الأخاء: 
وليقم يعضكم بحرمة بعض 
مقي التفان ةى الصيااء 'مقيكا 
أنما لا فخار يبقى ولا أم 
OEE‏ لشي كنا 
وأقاموا حول السّفائن بالفو 
دعاوقو ناقتع روه 
«أبغض الشباب والجري والباً 


1AV 


E عي :اليك‎ EEE 
الها فون ر‎ 
سيلييس المغبوط في الأنهار‎ 
قونس المغفر الذي يتأنّق‎ 
قد كساها البرفير ثوب احمرار‎ 
ومنيلًا لرفد ميجيس يهرع‎ 
وهو عاد عن عينه متواري‎ 
فعلى الأرض خر و والفّقعٌ يجري‎ 
و( اقا ا ان‎ 
سيّما ميلنيف هيقيطوونا‎ 


كان يرعى بها سوام الصوار” 
فلإليون ثائرَّ الجأش عدا 
وده ود ولده الأظ هار 


«أثوى الجبن فى حشا ميلنيف 
في حشاك اللهيف ذاكي الشرار 
من وقوع الغرار فوق الغرار 
أو يدكوا بموتنا إليونا» 
«صحب صيرًا تدرّعوا بالحياء 
وتوالوا في فادح الأرعار “° 
ظلّ أدنى إلى النجاة أمينا 
حبق لنكس يوم الوغى فرّار» 58 
بفؤاد ل دود يلهب جمرا 
لان فشكنت ا ا الأنوار 
ومنيلاس أنطلوخ يُنادي: 
دي کا ی اس وها دن ميان 


الإلياذة 


أفما رمت فى الطرواد قرما 
هاجة وانثنى فبِرَّنَ كرًا 
مشركئيًا جرى وقد زج زجًا 
فالتووا والقناة قد أنشبت فى 
وابن E‏ الش 

EEA‏ ا يجري 
aE‏ آذ لوح ارتاعا 
لم يقف لانقضاء كرّته بل 


e ا‎ e Ey 


5 6ه 


وهو لا ينثني وما زال حتى 
زفس هذي أقداره المنويّه 
فترامى الطرواد للفلك مثل ال 
نالهم تتضحرة. ول رات 
لابن فرام اكور التمجود قى 
كل و ا ا لدعاءٍ 
فقضى زفس بالتوائب E‏ 
فيزيح الطرواد عنها ويولي 
فبهذا قضى وهكطور أغرى 
کر يحكي آريس ذا الرمح أو نا 

مُه موند وعيناه نار 
وحوالي صدغيه هاجت هياجًا 
من عباب الرّقيع زفس وقاه 
إنما يمه دنا وأثينا 


1A۸ 


أنطلوخ كالضيغم الهضّار 
وخميس العداة قد ع عجًا 
وعليه السلاح صل صليلا 
طكة: كني امومع السرار 
وهي عند الكناس بالسَّهم ترمى 
لا يُبالي بالعسكر الجرار 
ثم من ساحة القتال انصاعا 
فر من وجهه حثيث الفرار 
يفكل اكات أى يبه الواعن 
ويويل من النبال شديد 
نافذاتٌ أحكامها مرعية" 
أسد تنقض في طلاب ا 
يضرم م التاق في السُفِينِ الوّسيّة 
للأساطيل واديًا سا 


1 


و م 


7 5 


A ¢ 


لحمىه 
عليه 


0 


رَا بغاب شيّت بشم 
ثارتا من أحخفانه الوحشئة 
خوذة بالبريق أحِّتْ بهيّه 
EET‏ الكو 
بابن فيلا أدنت إليه المنيّة 


0 aA ¢ 


7 


النشيد الخامس عشر 


كنّ حيث الصفوف رصت كثافًا 
وبغى خرقهم فصدّته حِندٌ 
لبثوا لا يروعهم منه تان 
ودهاهم كما دها الموج في الي 
هكذا كانت الأغارق تنتا 
ثار فيهم كالليث بين صوار 
لا تطيق الرّعاة ذودًا فيجري 
يقنص الليث منه ثورا وياقي 


x(t‏ كاد 


ب ككذ! فصوت الزافس” سه 
دل اط ون تيم فارسا قت 
فيرفيت الذي أتى من مكينا 
لهرقلٍ من لدن أفرستس الملل 
لم يكن فيرفيت مثل أبيه 
فاق بين الأقران تحدوًا بأسَا 
JE EEE‏ تكسي سن 
ي حش إلى ستيه 
خضقة من م كاوه و ت 
ملفمًا كان فالتوى بخطاه 
خف مكطور منقدًا رمحه في 
واا ا و ا 
لجأوا في صفح أوّل صفٍ 
والعدى في الأعقاب تضرب حتى 


15 


وتلالث مناصل السّمهريّه” 
كاليناء العترصوصي صفت سويه 
لا ولا ف وكفٌّ قويّه 
برياح وموجة مات د٤‏ 
بسراهم كجمرة محميّه 
م غرابًا بهبة نويه 
وصفاح بغفثيه مفشيّه” 
دانيات لأعين الثوتيّه 
بُ حشاها شجِيّةٌ وشجيّه 
راتع في جدود هور عذيّه'* 
es‏ ھت رعدة 0 
© تقول E EME EE‏ 
بل ومن زفس ذي القضايا الخفيه 
ذا فولوا بأضلع محنيه 
وابن قفريس الذميم الطويه 
بك مضي سالدرسافملالتودفية 
بل حميد الخلال ذو ألمعيّه 
ثم متاحية کو ورويه 
تله المجد في السرى الدردنيه 
قد تثنت أهدابها المثنيّه 
عنه تحت القراع كل أذيّه 

عاثرًا فى أطرافها ا 
محوزة ل فولاذيه 
صدره بين جند كل السريه 
يبق فيهم لرفده من بقيه 
من خلايا العمارة الأرغسيه 
حصروهم حول الخيام الخليّه 


الإلياذة 


وقفوا ثم عصبةً أوقفتهم 
وتوالوا بعض يحرض بعضًا 
وملاذ الكماة نسطور يسته 
«صحب لا تشغلوا بالكم ألسن الخل 
واذكروا الولد والنساء وملكًا 
واذكروا أهلكم أماتوا بادوا 
لا تزيدوا الشكوى بحق عيال 
فاسجاشت نفوسهم وأثينا 
سحب صبها ركامًا عليهم 
بدّدتها قفاض في السهل والأس 
فلهم لاح ثائر الجأش هكطو 
ولهم لاح من توانى عن الحر 
وأياش بعزة النفس يأبى 
عار ااه كم ف اة 
رمحه طوله اثنتان وعشرو 
ناقذ النصل محكم الوصل راه 
كر يعدو كفارس كر يعلو 
ضمها ثم حثها في طريق ال 
وضواحى البلاد غصت رجال 
وهو في جريها بغير عناءٍ 
هكذا طار بالسفين أياس 
يستتثير النفوس للفتك ذودًا 
وابن فريام رامح مثل نسر 
يدهم الرهى والغرانيق والب 
هكذا عن سراه يرز هكطو 
زفس أغراه دافا مستتيرًا 
فتلاقوا كأنهم ما تلاقوا 


1۹۰ 


خشية العار والمنايا الدنيه 
بعجيج للجو أعلى دوي 

لف كلا بالأمل والعصييه: 
ق وذودوا ذود الرجال الأبِيّه 

لكم فى تلك الديار القصيّه 
أم هم في قيد الحياة الرّضيه؛: 
اديكى > E‏ 
قشعت عنهم الغيوم المليه 
رب هول دجمنة ليليّه 
طول نورا أشعة شمسيه 
ر بجني تكر طرواديه 
ب ومن خاضها بصادق نيه 
عرزا فتن الما الف رده 
فى E‏ السفائن الصّدريه 
5 راا للكرّة البحريه 
بحرابيه الحسان الرّهيه 
أربعًا من عتاق سوه" 
خلق في السهل حَفَّةٌ سلهبيه 
ونساءً تجل تلك المزيه 
NEG‏ 
داوي الصوت للذرى الجويه 
عن أساطيلهم بنفس جريه 
شق أسراب طير بر شقيه 
لط بأكناف جدة نهريه 
ن كوه الان امذاخوينة 
خلفه سائر الجنود الكفيه 
قبل ما بين عامل وحنيه 


جرد 


34 


يز 5 


النشيد الخامس عشر 


لو رأيت النفوس كيف تلظّت 
والأماني سكين د 
وفريق يرى الأعادي اضمحلت 
وابن فريام كالشهاب انيرى يق 
مركبٌ فيه جاء أفرطسيلا 
خولة. اس هكم التلاحم الا ت 
بل تراموا بمدية وسنان 
كم حسام أهوى بكف كمي 
والثرى اسودٌ واين فريام قد قا 
«دونكم ناركم وكروا كثافا 
إنمااليوم يوم قشع الرزايا 
أوسعتنا مذ أوفدوها خطويًا 
حال بيني وبينها بجنودي 
إن يكن زفس قبل أعمى حجانا 
نابح حاط و EEE‏ 
سكم العيش لا يطيق ثبونًا 
(مقعدٌ قاس سبع أقدام طول 
داويًا صوته: «ألا صحب كروا 
حصنكم باسكم وليس سواه 
لا ولا معقلٌ يصد المنايا 
لو اة وة ايها 
قد نأينا عن الديار وأضحى 
فالأمان الأمان بين أكفٍ 
1 همزا القنا ب يغري 


اج 


1 


1۹۱ 


قلت ئي كرة لهم أوليه 
ففريق يرى المنون جليه 
والخلايا براسخ الأمنيه 
بض أطراف مركب مرخيّه 
س بلا عودة عليه هنيه" 
ويهم الشهب والحنايا الرويه 
رق حدَّه والسيوف الوضيه 
أو بكتف الفوارس المرميه 
م على الفلك صائحًا بالبقيه: 
إنما اليوم زفس يرعى الرعيه 
واحتلال السفائن المحميّه 
رغم آل الميامن العليه 
جبن هيّبة الشيوخ الغبيه 
فله اليوم بالهجوم مشي" 
حوله الرّمي كالفيوث الحبيّه 
فالتوى نحو aS‏ البحريّه 
ا الجن 
من ترامى منهم بنار ذكيه 
يا بني دانؤوس الآريه؛” 

خلفكم دة بجند 
إن ترامت به الجنودا 

وبها تنبتفغفي عصابًا ا 
دوننا البحر والأعادي العديه 
فاتكاتٍ لا في الأكف البطيّه" 
ضتحيكة بالمقابس الناريّه 
عشر قرمًا للظلمة الأبدية 


iF ٠ a 
1 


9 


الإلياذة 


هوامش 


)١(‏ انتقل بنا الشاعر إلى مشهد جديد مثل به يقظة زفس بعد هجوعه تمثيلًاء يهيئ 
للسامع هيئة الصاحى من سكرته» المستفيق من غفلته؛ الحَنق لسقوطه في أحبولة نصبت 
له خفيةٌ بيد ا البروز لوجهه. فتستجمع حواسه لملاقاة ما فات والاقتصاص 
ممن ألقى عليه ذلك السبات. تلك كانت حالة زفس عند هبويه من النوم جعلها الشاعر 
توطئة لإيراد حوادث أحيا بها جانبًا كبيرَا من آثار قومه كما سترى. 

(۲) الأضرع: الجبان. والنجيع في البيت السابق: الدم. 

(؟) لقد مرت الإشارة إلى هذه الأسطورة في النشيد السابق؛ إذ ذكرها «الرقاد» 
وذكر هيرا يما ناله من عقاب زفسء وزاد الشاعر هنا ما نال هيرا من ذلك العقاب»ء وقد 
تهافت الشراح على حل معميات ذلك العقاب حلا رمزيًا بما يطول معه الشرح. 

)٤(‏ ما قرأت هذه اليمين مرة إلا تذكرت أيمان بنى كعب في العراق العجمى لعهدنا 
هذاء فإن هيرا قد غلظت الحلف فأقسمت بالأرض اقسا والإستكسء وما 0 اليمين 
بهن يمين مغلظةء وكأنني بزفس مع هذا لم يجنح إلى التصديق إلا حين أقسمت برأسه 
والعقدء أي: عقد لكا وهكذا الكعبي إذا أقسم باش فلا يزعم ولا يتوهم غيرهُ أنه 
سادق ولک تم عراس شكة رة إ9 خاد فإذا ا شرعة أو حدانة ون 
أمام الشيخ واستحلف وأراد الإنكار قال: «والله وبال لم أفعل.» فكأنه لم يزد على قوله 
لم أفعل» فإذا أعيد عليه السؤال قال: «والنبي والوصي.» أو «وحق محمد وعلي.» فإذا 
أراد إغلاظ يمينه قال: «وحق العباس.» ويك شبهة في صدقه وأراد درأها أقسم 
برأس شيخه»ء وهو أعظم أيمانهم لا يقسمها أحدهم إلا صادقًا - والسبب في ذلك أنه إذا 
ظهر كذب الحالف برأس الشيخ كان عقابه القتلء فالشيخ يقتص لنفسه عاجلًا حالة 
كونه لو أقسم الرجل كاذبًا بالعباس ومن فوقه إلى الخالق جل وعلاء فعقابه مؤجل إلى 
يوم الحشر حيث يقتص صاحب القسم من الحانث بيمينه» والرهبة من الحد العاجل 
بيد المخلوق أوقع منها في النفس من الحد الآجل بيد الخالق» وقد كان أعظم الأقسام في 
جاهليتنا ذمة العرب لا يُحلف بها إلا عن صدق. قال متمم بن نويرة: 


نعم القتيل إذا الرياح تناوحت تحت الإزار قتلت يا ابن الأوزر 


1۹۲ 


النشيد الخامس عشر 
أدعوته بالله ثم قتلته لو هو دعاك بذمة لم يغدر 


(5) تملصت هيرا تملص الداهية بيمينهاء فلم تنكر علمها بما كان وأشركت فوسيذ 
بالذنب ولم تزده جرمًا؛ لأن موآزرته للإغريق كانت ظاهرة بل التمست له عذرًا بأن 
الرأفة هى التى دفعته إلى الأخذ بيدهم» فأقسمت ولم تكذب. ثم تزلفت إلى زفس ولم 
تلبث أن استمالته بقولها: إنها متأهبة لقضاء أوامرهء وهي لا تزال تنوي إنفاذ مأربها 
a‏ فوم قل بو ANSE‏ 

© الحزاكق: الجماغات: 

(۷) الغرانق: الفتيان. 

(۸) كان سرفيدون من أبناء زفس وستأتي تتمة سيرته في النشيد التالي. 

(9) يشير زفس في مقاله هذا إلى ما سيكون» وهو يلهج فيه لهجة العزيز القدير 
جل شأنه الذي «إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون». وقد كثر الأخذ والرد بين 
الشراح في ما إذا كان هوميروس مخطنًا أو مصييًا بالأنباء بما سيعقب تلك الحوادثء 
فزعم قوم أن علم المطالع بها ولو مجملًا يذهب بشيء من طلاوتها عند وقوعهاء وقال 
آخرون ونحن في عدادهم: إن الأمر بخلاف ما زعم الفريق الأول؛ لأن هوميروس لا يورد 
قصة غرامية لا يستوقف فيها نظر المطالع إلا في نهايتهاء وإنما يقص على معتقد آهل 
زمانه تاريخًا مشهورًاء فإشارته هنا إلى ما سيقع ليست إلا توطئة يرتاح المطالع إلى 
الوقوف بها إجمالا على ما سيقع تفصيلًا. وتزيد على ذلك أنها ليست بأول ولا آخر 
مرة رأينا فيها الشاعر يورد مثل هذه النبوءات» فهي على ما نرى من مزينات قصصه 
ومثبتات اعتقادات ذلك الزمان» وهى خطة اتخذها كتّاب جميع الكتب القديمة منزلة 
عالت أن غير مؤلة ول صن ,نا ريا فك عدا قدو من N SNE‏ نافيا 
عظمة الناطق بها واقتداره» وهى محسنة أخرى من محسنات الشعر. 

)٠١(‏ لم يغادر هوميروس آبدة ولا شاردة من بدائع الطبيعة إلا أشار إليها ودونهاء 
وهو هنا قد وصف السرعة بما لا سبيل بعده إلى مزيدء فقد رأيناه ورأينا سائر الشعراء 
يشبهون بسرعة الطائر والريح والبرق وما أشبه»ء ولكننا لو أضفنا إلى تشابيههم سرعة 
الكهرباء والنور لما كانت شينًا بالنسبة إلى سرعة الفكر الذي يجوب السموات والأرض 
وما فيهن بلحظة من الزمن» وما بساط الريح بإزائه بالشيء المذكورء قال ابن المعتز 
بمثل هذا المعنى مع اقتضاب: 


1۹۲۳ 


الإلياذة 


أسرع من ماءٍ إلى تصويب ومن وقوع لحظه المريب 
ومن نفوذ الفكر في القلوب 


)1١(‏ يؤخذ من هذين البيتين أن الآلهة كانوا في مجلس أنس وطرب. يشير 
هوميروس هنا إلى أن ثميس وهي إلاهة العدل هي التي كانت تتصدر في مآدب الآلهة 
وحفلا توي كما اها ر ل ١‏ ” 

)١١(‏ اليلامق: التروسء لا تزال هيرا محفظة على زفس ناقمة منهء وهو الآن في 
يقظته فلا تستطيع أن تخالف أمرهُ فتغفل إبلاغ رسالته» فهي ستبلغها بعد أبيات 
مقتضبة اقتضابًاء ولكنها آلت على نفسها قبل ذلك أن تثير حقد سائر الآلهة عليه لعلها 
تبلغ منه مأربًا بوسيلة أخرىء وهي من وجه تشير إلى اقتداره وضعفهم ومن وجه آخر 
تبالغ في وصف استبداده وتعسفه؛ لتزيدهم نفرة واشمئزازًا وهو نوع من أنواع تشفي 
الضعيف من القوي إذا قصرت باعه عن مسه بسوء. 

)١١(‏ يمثل هوميروس الهول والرعدة بشخصينء وهما ماردان في خدمة أريس إلاه 
الحرب: 

)١5(‏ الجباذ: القواطع. والمزالق: الزلات. لما كان آريس إلاه الحرب كان أقرب إلى 
الطيش ممن سواهء وهيرا تعلم ذلك فأرادت أن تهوره ووجهت مقالها إليه» وكاد يتهور 
بإغضاب زفس لو لم تقم أثينا وتصده» ولم يكن بين الآلهة أجدر منها بذلك؛ لأنها إلاهة 
الحكمةء ولا يخفى ما في كل ذلك من اتساع المغزى. 

)٠١(‏ يشير بذلك إلى أنه لم يكن بد من موت عسقلافء قالت: ذلك تخفيقًا لألم 
أريس أبيه. وما أكثر هذا المعنى في الشعر. قال الإبيرد الرباحي: 


وکل امرئ يومًا سيلقى حمامه وإن نأت الدعوى وطال به العمرٌ 
وقال المتنبي: 
كثير حياة المرء مثل قليلها يزول ويبقي عمرها مثل ذاهب 


ومثله قول الآخر: 


153 


النشيد الخامس عشر 
وكل ابن أنثى لو تطاول عهده إلى الغاية القصوى فللقبر ذاهبُ 


)۱١(‏ تسابقاء أي: أفلون وإيريس. 

(۱۷) كان ثالوث اليونان مؤلفا من زفس وفوسيذ وأذيس وهم ثلاثة أشقاء أكبرهم 
زفس ولهذا كانت له مزية كبيرة على أخويه بحق البكورة» وسترى من كلام فوسيذ بعد 
أبيات كيف اقتسموا حكم العوالم. 

(۱۸) أقرنوس أو قرونوس: هو زحل كما تقدم» يقول فوسيذ: إنه هو وزفس 
وأذيس ثلاثة إخوان أشقاء ضمهم النسبء فلا مزية لزفس على الآخرين إلا الرئاسة التي 
خولته إياها البكورة كما أشار زفس بنفسه. قال الشريف الرضي يخاطب القادر بالله 
الخليفة العباسي: ١‏ 


عطفًا أمير المؤمنين فإننا في دوحة العلياء لا نتفرّق 
ما بينا يوم الفخار تفاوتٌ أبدًا كلانا فى المفاخر معرق 
إلا الخلافة قدمتك فإننى أنا عاطل منها وأنت مطوّق 


(۱۹) الودائق: ج وديقة» ومعناها: شدة الحر. 

)۲١(‏ الموارد: جمع مارد. كانوا يعتقدون أن لكل بكر حرَّاسًا من الموارد يحرسونهء 
فيدرأون عنه الضيم ويعينونه على قضاء حوائجه. راجع ما قلناه بشأن البكورة (ن )١١‏ 
قال عبد الله بن طاهر في أخيه الحسين يشكو شكوى فوسيذ من زفس: 


يقول أنا الكبير فعظمونى ألا ثكلتك أمك من كبير 
إذا كان الصغير أعم نفعًا وأجلد عنه نائبة الأمور 
ولم يأت الكبير بيوم خير فما فضل الكبير على الصغير 


)1 العارقة العو 

(5؟) الفلائق: الدواهي. 

(۲۲) أي: أيقنت أني مائت لا محالة؛ لأنه لا بد لكل ميت من المرور بمملكة إذيس 
الك ال 
)۲٤(‏ فيبوس هو نفس آفلون كما تقدم. 
(4؟)السبحاضع: زقارق: المناة: 


156 


الإلياذة 


)۲١(‏ أي: حيث غصت المراعي بإناث الخيل - إن هذا التشبيه بديع في نفسه كما 
لا يخفى» ولكن هذه الأبيات ئ في النشيد السادس» وهي أطبق هناك على فاريس 
منها هنا على هكطور. وقد ذكرنا في الحواشي وجه موافقتها لفاريس ولعل هذا التكرار 
دخيلٌ خصوصًا أن في ما يلي تشبيهًا لهكطور بالغضنفر لا يبقى معه حاجة إلى زيادة. 

O‏ اكد مم O a‏ كاه الموة: 

(۲۸) تعلم من الشطر الأخير من هذا البيت أنهم كانوا يعتقدون أن العناية الإلهية 
ترمق بنظرها الحيوان الأعجم» وتعين أجله ونعني به عنايتها بالإنسان» وهو اعتقاد 
نَصّت عليه جميع الكتب المنزلة؛ ففي التوراة: إن رفق الباري عز وجل بالحيوان كان 
مخ تطئلة الدواعي وا كران وی إن چان مفو وان افا أحفق عن وی 
المدينة التي فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من أناس لا يعرفون يمينهم من شمائلهم 
ما عدا بهائم كثيرة» (يونان »)٠٤:١١‏ وف الإنجيل نص أصرح بقوله في أنجيل متى في 
الفصل العاشر: «أليس عصفوران يباعان بفلس ولا يسقط أحدهما إلى الأرض إلا بإذن 
أبيكم»» وفي القرآن نصوص شتی منها قوله: 


«أوَلَمْ يَرَوَا إلى الطَيْر فَوْقَهُمْ صَافَاتٍِ وَيَقِبِضْنَ ما يمْسِكْهْنَ إلا الرَّحْمَنُ إِنَهُ 
و ا جه 5 
بكل شيء بَصِيرك. 


(سورة الملك) 


(5) العرائعه ی اھ ای يكل ب فإذا دو ع کر 

8 أى» اق آل الت وقفوا لهه الو راما أعزاضهم: آي ازم 
فلجأوا إلى السفنء وهنا انعكست آية القتال فبات الغالب مغلوبًاء وحمل الطرواد على 
الإغريق حملة أوهنت قواهم» فكانت موقعة أبدع الشاعر في وصفها إبدائاء ومهد لها 
تمهيدًا ينطبق على معتقد أبناء ذلك الزمان ويلذ للمطالع بعدهم في كل زمان» لم يقل 
قولًا بسيطًا أنه لما اشتدت الأزمة بالطرواد لاحتجاب هكطور الجريح وهنت عزائمهم وما 
زالوا يلتوون صاغرين أمام الإغريق حتى انتعش هكطورء وانثنى فيهم انثناء المستبسل 
فاندفع واندفعوا وراءه» حتى كان ما كان بل أفرغ ذلك بقالب شعريء فقال: إنه لما 
غادر فوسيذ ساحة الوغى مضطرًا بوعيد زفس صغرت نفوس الإغريق» وقدم فيبوس 
في صدر الطرواد» فغاب نصير الإغريق وقام للطرواد نصير يماثله فصار الأولون إلى 


151 


النشيد الخامس عشر 


مصير الآخرين؛ وقد تصرف الشاعر بكل ذلك تصرفا يقرب الوهم من الحس وترتاح إليه 
النفس. 

(١؟)‏ الجوب: الترس. والحرابي: المسامير. والجنة في البيت التالي: الترس أيضًا. 

(0؟) الكلى: جمع كليةء ويراد بها القسي. 

(۳۲) غرثاناء أي: جاتعًا ومفاد هذين البيتين أن السهام المتطائرة كان بعضها ينفذ 
في صدور الفتية المدججة بالسلاح فيفهق بالدم» وبعضها ينشب في الترب قبل أن يبلغهم» 
وقد وصف هنا السهام بالتضور جوكًا للحم الأبطال» وهي استعارة حسنة عندنا كثير 
من أمثالها كقول الجميح: 


في كفه لدنة مثقفة فيها سنان محرب لحمُ 


يقول: إن سنان رمحه محرّب» آي: ا ومنها سميت الحرب 
خان أفلها بكري يعضوم عل بحاي قاط ول أى :قوم إل التحم ومكله 
قول عنترة: 


)٤‏ أي: إنه لم يظفر أحد الفريقين بالآخر قبل تحريك ترس زفس. 
(۳٥‏ الهزم: السهل. 
)٣‏ أي: لا تحرق جثته بعد موته» وهو عار عندهم كبير كما علمت. 
؟) أي: إن فيبوس لازو التكدى وماد الحادل العاكمة عل بحافة ومتاوى جوت 
الحفير بجرفه» فتح للطرواد طريقا على مسافة أكثر من مرمى نبل. 

)۳۸( لما فرغ فيبوس من ردم الخندقء وفتح للطرواد سبيلًا «عليه مضى يجري 
صفوفا خميسهم» بقي عليه أن يهدم السور؛ لينفسح لهم المجال فقوض أركانه غير 
متكلف» كما يخسف الطفل كثيبة من الرمل يلهو لاعبًا برفعها ودفعهاء وليس في الإمكان 
إيراد تشبيه كهذا التشبيه في هذا الموضعء ولا أصح منه معنى لتمثيل سور يتداعى 
فتتقوض أركانه بلحظة من الزمنء ويزيده رونقًا أن وجه المقابلة بالرمل مأخوذ مما 
يلوح لنظر المطالع؛ إذ السور قائم على الجرف فوق كثبان من الرمالء فالمقابلة مستعارة 
مما يلوح لدينا لأول وهلة. 


) 
) 
) 
7 


1۹۷ 


الإلياذة 


(۳۹) الحصار: السورء انتقل بنا الشاعر إلى موقعة فريدة في بابها وهي ترامي 
الفريقين حول السفن وهي راسيةء فلا هي بحرية ولا هي بريةء وكأنه أشفق أن يمل 
القارئ طول هذه المواقع فرجع به إلى فطرقل الذي أتى أوريفيل مداويًا ومداريًا في 
النشيد الحادي عشرء فكانت بذلك فائدتان للمطالع أولاهما: التفكهة والاستراحة من عناء 
ذكر القاتل والمقتول فتمضي عليه برهة قبل أن يستأنف الشاعر وصف الموقعة التالية 
فيتلقاها المطالع بلا عناء والثانية: التذكير بفطرقل وأخيل وإعداد الفكر لتلقيهما والحين 


ساحة القتال. 

(50) أي: إن الفريقين تساويا في مرامي الكفاح كاستواء الخطوط في الألواح 
ل فلا ميل فيها ولا عوجء إشارة إلى أن ¿ كفة النصر 
لم تمل هنا أقل ميل إلى جهة دون أخر 


)5١(‏ الغراب: السفينة. 


(e)‏ يدوي صوت هكطور كالرعد دوي صوت عنترة إذ قال: 
وصرخت فيهم صرخة عبسية كالرعد تدوي في قلوب العسكر 


80 قيار و كثيرًا بوصف المبالغة بإكرام الضيفء قال العتبي يذكر الأمير 
أبا الفوارس لما قدم على السلطان محمود الغزنوي: وأقام عليه قرابة ثلاثة أشهر ضيفًا 
e‏ أرحامًا و : وأنسابًا قريبة. 

)٤٤(‏ أي: إن ظواهر الحال تشير إشارة بينة إلى من يراعه زفس ومن الا يرعاهء 
أراد أن مو ولا تخشوا ضميرا. 

(445) أنشد المفضل الضبي إبراهيم بن عبد الله بن الحسين في المعركة يوم حمل 
فقتل وكان آخر العهد به: 

أقول لفتيان العشي تروحوا على الجرد في أفواههنَّ الشكاتمٌ 
قفوا وقفة من يحيى لا يخر بعدها ومن يحترم لا تتبعه اللوائم 


وهل أنت إن باعدت نفسك منهمٌ لتسلم فيما بعد ذاك لسالم 


(51) الخلايا: السفنء قال عنترة 


3۹۸ 


النشيد الخامس عشر 
ولأجهدن على اللقاء لكي رى ما أرتجيه أو يحين قضاءي 


(50) بئوس الأولى: جمع بأسء والثانية جمع بؤسء أبرز لنا الشاعر هذين الزعيمين 
المغوارين هكطور وإياس كلا على قومه خطابة بما واقق موقفه» فهكطور وقد افتر له 
ثغر النصر ووثق برعاية زفس يستنهض الهمم ويمتّي صبه بالحظ الأسمى والسعادة 
الكبرى للميت والحيء فالمقتول يخلف ذكرًا حميدًا ويموت سعيدًا ميتة «بطل الذود عن 
عزيز الذمار»» وله الحظ الأوف أنه إذا هلك «ظل بالأمن زوجه وينوةُ وبنوهم بسالمات 
الديار»» وذلك غاية ما يرى لقوم ضيق عليهم الأعداء وحصروهم ببلادهم» فلا حاث 
يحثهم على الاستبسال في ميدان النزال أعظم من الرجاء بنيل تلك الأمنية» وقد اجترأ 
الشاعر هنا بذكر عاقبة النصر لبلد المحصور؛ لأن الطرواد في موقف الفوزء ولا يخفى 
أنه أشار في النشيد التاسع أبلغ إشارة وأوجزها إلى عاقبة الخذلان إن قال: 


للمباني حرقًا وللقوم ذبحًا والغواني والولد ذلا وأسرا 


وأما أياس فقد جمع خطابه أبلغ ما يقال لدفع جمع منکوب» وجيش مغلوبء فإنه 
صور له الرزايا المحدقة به من كل صوب من حرمان العودة إلى الأوطانء والموت موت 
الذل والهوان وذهاب السفن طعمة للنار وخلود الخيبة والعار ولا أمل لقتيلهم الهالك 
بسيف الطرواد أسيرًا أو مهزومًا بحظ قتيل الطرواد الهالك كرًّا وهجومًاء فلا واقي لهم 
اذ وق عدت ف ووهه جميع الل ول آمل لهم حدق بايإ الكفاني :قي حص 
غارة العدو. وختم الخطاب بكلمة تبعث فيهم روح الحميةء وتستحث النفوس الخاملةء 
فقال: إن الطرواد دونكم بأسّاء فذكرهم سابق نصرهم بأوجز عبارة» وهو في الجملة 
خطاب لا يتصور أو في منه بالمرام في مثل هذا المقام. 

(5) الصوار: قطيع البقر. 

(59) الغرار: الحد. 

(50) الآدعار: جمع دعرء الشرور. 

(01) أي: إن الجبان أقرب إلى النجاة؛ لأنه لا يقذف بنفسه إلى المخاطر ولكنه لا 
يخلف ذكرًا حميدًا. قال المتنبي: 


ف 


الإلياذة 


إذا كنت ترضى أن تعيش بذلة فلا تستعدنّ الحسام اليمانيا 
ولا تستطيلنّ الرماح لغارة ولا تستجيدنّ العتاق المذاكيا 
فما ينفع الأسد الحياءً من الطوى ولا تتقى حتى تكون ضواريا 


(؟0) سيشرع الشاعر هنا في وصف آخر موقعة من مواقع هكطور العظمى؛ 
ولهذا أبرزه بأعظم مظاهر البأس والإقدام» ودفعه إلى ساحة الصدام وعليه رهبة الظافر 
الفا غا هان فوا :وفمه يريك غفا وا ج كانه ]لله الحري وة اقا 
وكأن غضبه أوأر شرارء أى نوء آثار لجج البحار» وهو يعيث بجيش العدى عيث الأسد 
بصوار الأبقارء فلا يخفى أن الشاعر يرتفع بذهن المطالع مع تلك التشابيه المتعاقبة إلى 
حيث لا يبلغ التصور مع أي وصف كان لو خلا من هذا الزحف الخلاب. 

زفس كبير الآلهةء يمثلونه غاليًا جالسًا على عرش من عاجء والصولجان بيسراه 
والصاعقة بيمناه وإلى جانب العرش نسر. 

(0) قال الطرماح: 


كل مستأنس إلى الموت قد خا ض إليها بالسيف كل مخاض 
وقال العباس بن مرداس: 


أشد على الكتيبة لا أبالي أحتفي كان فيها أم سواها 


)٥٤(‏ الصفاة: الصخرة. 

(55) الغراب: السفينة. 

(01) الغثي: زبد الموج. 

(01) الجدود: الشواطئ. والهور: مستنقع المياه. 

(08) بينه» أي: بين الصوارء وهو القطيع. 

(09) أي: اذكروا أهلكم من كان منهم حيًا ومن مات فادّكار الأحياء يهيج 


العواطك» وني الان تة صل اقداي وإذكان/الأنوات: شعت هل فة تمق العا 
وطلب الفخار» والحرص على استبقاء الذكر الجميل» وقد جمع نسطور بهذا الخطاب 
الوجيز كل ما يمكن أن يقال وعدا ووعيدًا لبث روح الحمية في الجند. 

(1) أي: كفارس يركب أربعة من جياد الخيل. 


Vet 


النشيد الخامس عشر 





رفن 


)1١1(‏ المطية: الظهرء إن هذا التشبيه فضلًا عما فيه من لطف التمثيل ينيكنا أن 
فن الفروسية كان بالعًا أعظم المبالغ في زمن هوميروسء حتى لقد كان يتأتى لبعض 
مروضي الجياد أن يثقفوها تثقيفا يصعب الإتيان بمثله في هذا الزمن؛ إذ كان الفارس 
الواحد يسوق أربعة منهاء ويثب من متن أحدها إلى متن الآخر وهي مغيرةء ويؤخذ من 
قوله: «حثها بطريق الخلق إلخ» أنهم إنما كانوا يفعلون ذلك كما يفعل فرسان الملاعب 
في هذا الزمن» ولعلهم كانوا يفعلونه للافتخار دون التكسب. 


۷۰١ 


الإلياذة 


أورد الشاعر هذا التشبيه بلسانه لا بلسان المتحاريين» فلا يصح إذن أن يكون دليلًا 
على نبوغهم في ترويض الخيل إلى هذا الحد أيام الحرب الطرواديةء وللشاعر أن يشبه 
مجريات الأعصار الغابرة بما شاء من أحوال زمانه ومكانه على شرط أن لا يرويها عن 
أبناء تلك الأعصار. 

(15) إنما أحل الشاعر هكطور بمركب أفروطسيلاس دون سواه لثلّا يضطر إلى 
رمي أحد زعماء الإغريق بالجبن والخذلان» وأما أفروطسيلاس فقد قتل قبل حين ولا 
باس على أحد منهم بحلول هكطور سفينته (أفستاثيوس). 

(5) إن خطاب هكطور مع ما فيه من نخوة القائد المعتادة في مثل هذه الحال 
يشف عن أمرين؛ أحدهما: شعور هكطور بموالاة زفس في كل مواقع النهارء وإعلان ذلك 
بملء الحمد والشكر. والثاني: رغبته في رد ما ريما يعترض عليه به من الإحجام عن 
مهاجمة السفائن حتى يومه» فتملص من تلك التبعة بإلقائها من وجه على عاتق شيوخ 
قومه الجبناءء وإحالتها من وجه آخر على مشيئة زفس. 

(15) الآرية: نسبة إلى آريس إلاه الحرب. 

(15) إن موقف أياس وخطابه منذرًا بالهلاك وممنيًا بالظفر لأشبه شيءٍ بموقف 
ظارق من ادق أن اتر بزو الل الي إليه اة عرق الان امن موي 
بن نصيرء فقدم رودريغ لمحاريته بجيش جرار. قال ابن خلكان: فحث طارق المسلمين 
على الجهاد ورغبهم في الشهادةء ثم قال: يها الناس» أين المفر والبحر ورائكم والعدو 
من آمامكم» فليس لكم والله إلا الصدق والصبرء واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من 
الأيتام في مآدب اللئام» وقد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته وأقواته موفورة:» وأنتم لا 


وزر لكم غير سيوفكم ... إلخ. 


النشيد السادس عشر 


4 
يف 


المعركة السادسة ومقتل فطرقل 


ماه 
٠‏ 


دخل فطرقل على أخيل ووقف لديه موقف الضارع الباكي يتوسل إليه أن يسلحه 
بسلاحه ليذهب لمقاتلة الطروادء فأجابه أخيل إلى طلبه على شريطة أن لا يتجاوز الحدود 
بل يصد الطرواد عن السفنء ولا يتقدم إلى ما وراء ذلكء وكانت الأعداء قد تألبت على 
آياس وخارت قواه فجعل يتقهقرء وأضرمت النار بإحدى السفن وأخيل ينظر ذلك؛ 
فنادى فطرقل وهو يشك في سلاحه وأمره بسرعة المسيرء فركب مركبة أخيل وإلى جانبه 
أفطوميذون رفيقه وحوذيه يسوق الجياد الخالدات» وجمع أخيل قومه المرامد وخطب 
فيهم ودعا وصلى فانقض بهم فطرقل على الأعداء فهزمهم» وأطفأ النيران المضطرمة 
بالسفن» وجرى أياس في طلب هكطور فاجتاز الطرواد وهم مدبرون الخندق» وفطرقل 
في أعقابهم يثير الكفاح ويعمل السلاح ولم يقف في وجه فطرقل من الطرواد إلا زعيم 
الليقبين» وكان زفس ينقذه من يد فطرقل لو لم تتصدّ هيرا فتمنعه. فاحتدم غلوكوس 
الليقي وتقدم بقومه صيانة لجثة زعيمهم فما أغناهم ذلك من شيء بل انتهى الأمر 
بالتوائهم» واستيلاء الإغريق على أسلاب ذلك الزعيم» وأما جثته فطار بها أفلون إلى ليقياء 
فثمل فطرقل بخمرة الانتصارء ولم يأخذ بأمر أخيل بل تعقب الأعداء في هزيمتهم» وهم 
بتسلق أسوار المدينة فدفعه أفلون وأرسل إليه هكطورء فقتل فطرقل حوذي هكطور 
فتقدم أفلون بنفسه وضرب فطرقل وجرده من سلاحه» فبات أعزل لا يقوى على الدفاع 


الإلياذة 


فطعنه أوفرب وأجهز عليه هكطور» وجرى في طلب خيل أخيلء فأرخى لها أفطوميذ 
الأعنة فطارت به وتوارت. 


وليست لتدرك بين الملا عناق بها زفس فيلا حبا 
وقائع هذا النشيد أيضًا في اليوم الثامن والعشرين. 


النشيد السادس عشر 


كذ SST EEE‏ لوكي 
تساقط عيناه دمعًا سخينًا 
فهزت أخيل لرؤيته 
ل ليه وال ا 


وفطرقل نحو أخيل عدا 
كأسحم ماءٍ بصخر جرى' 
عواطف رفق وفرط أسى 
أفطرقل قل لي علام الشجى 


ا كلا علا 


شهقت كطفل جرت تسرع 
فتعلق في ذيل أثوابها 
وترسل طرفًا بلي إليها 
وتجذبها وهي ضارعة 


ومن دونها أمها تهرع 


»اا كلا علا 


أعندك من إفثيا خبر 
فإن منتيوس ما زال حيًا 
وفيلا كذا بمرامده 
ق و 


بذلك قد أنباًالأثنٌ 
عدز ر وإمرته اكتمروا 
بلاءٌ علينا وأى بلا" 


»ا كلا علا 


أم انتابك البث حزنا على 
تجاه عمارتهم جيشهم 


لفيف الأخاءة مذ فشلا 


النشيد السادس عشر 


فقال وصكّد أنفاسه: 


حط بالذي رمته عجلا» 
«أجل يا أشدّ قروم الورى 


ا كلا علا 


دع الكيد فالخطب جِلّ وقد 
ديوميذ أقعده دمه 


تدفق نقع جراح العمد 
وأوذيس رب الطعان قعد 
كذاك أريفيل ألقى العدد 
لضمد الجراح خيار الإسى" 


ا كلا علا 


وأنت على الكيد صلد الفؤاد 
أيا فاسد الباس قل لي لمن 
EEE ET‏ 
فلالا فما أنت من بشر 


فل اق كن نظا هيدا الان 
تمن اشفا المتفوى: الد 
ميم البلاء بَيَوم اتطران؛ 
ولست ابن فيلا الفوارس لا 


»ا كلا علا 


وشيتيس ليست بأمك أصلا 
ومن كبد الصخر كنت وليدًا 
فإِمًا خشيت المقادير فيما 
فبي فابعثنَّ وفي إمرتي 


بل اخترت فى لجة البحر أصلا 
لأ ادك عالت ل فة 
روت لك أمك عن زفس نقلا 
راتوا اسم الق 


»ا kK‏ علا 


فينجوق الآأخاء وطروادة 
فإِنًا وليس بنا من عياء 


يخالوك وافيتهم تصطلي 
E ECE‏ 
لإليون بالبيض والأسل 
نبدد جيشا رماه العيا» 


ا كلا علا 


لتلك أمانيه عن دفع نفس 


إلى الحتف ساقته في يوم بؤس 


الإلياذة 


نان ل ل 
فلست لأخشى المقادير فيما 


ولكن بي غصة حرّقت 


«أفطرقل حدسك ليس بحدسى 


»ا كلا علا 


حباءٌ حبانى الأراغس لما 
راون سدكت سيف اها 


وما هى الأجزاء النصب 
فتحت البلاد ونالوا الأرب 
كأنى دخيلٌ بذاك الحما 


اا كلا علا 


OEE‏ هن اشاس 
الا ننجي لقف 
كما كان للفو مهوا 


ونلة بموقفنا الحاضر 
يان لا اليين :إلى الآخسن 
وتبدى لدي ظبا الباتر 
بأن يكمن الغيظ طول المدى" 


ا علا علا 


ا 
وما لقيت بطلائعهم 


فقد أدرك الفلك جيش الطراود 
فضاق عليهم مجال المجاهد 
كأن لها النصر ألقى المقالد 
تريكة آخيل تلقي السنا 


»اا كلا علا 


وولوا وصرعى كتائبهم 
وها هم أحاطوا بدرّاعنا 
وليس براحته عامل 


لما خلت جيش العداة يقف 
EEN EY‏ 
وهه نيومية عننا ضرف 
يهيج احتدامًا لدفع الأذى 


ا كلا علا 


النشيد السادس عشر 


وليس لأتريذ من قبح نطق 
ولكن لهكطور صوت دوى 
وقد فاز بالنصر أعداؤنا 
فَكُر وق الفلك من نارهم 


به نفثات الخيائث يُلقي 
يشقٌ الفضاء بغرب وشرق 
وضحوا وعجوا ونادوا بسبق 
لبلغناالوطن المرتجى 


»اا كلا علا 


لأمري ائتمر ومرامي أجر 
وتحمل لي بالجلال فتاتي 
عن الفلك صد العدو وعد 
ولا تندفع في العدى مفردًا 


فتحرز لي كلَّ مجِدٍ وفخر 
على تحف ونفائس غر 
واف اة ا ر 
فتبخس قدري بين الورى 


»ا علا علا 


ولا يدفعنّك طيش القتال 
فربٌ إلاه ولي العذدة 
إذن حالما الأمن تضِمنْةُ 


فعد ودّع الحرب يضرمها 


لإليون بالجيش تحت النبال 
كفيبوس أخلى الألمب وصال 
لأسطولنا وتصدٌ الرجال 
سواك ويادر إلي فنا 


»ا كلا علا 


أيا زفس رب العلى يا أثينا 
أبيدوا الطرواد فوق الأخاء 
ولا يبق حًا سوانا بإليو 
فذاك حديثهما ها هنا 


وفيبوسًا السادة الأعظمينا 
ن“تخلو ودكاندك التخضونا* 


وثمة عزم أياس ارتخى 


ا كلا علا 


توالت عليه طعان العدى 
ويسراه بالجوب قائمة 
وما كل جيش العدى بقناه 


وزفس فلو بأسه بدّدا 
تبالنية اسا الك 
بدافعه عنهم القهقري 


الإلياذة 


»ا كلا علا 


وفوق جوارحه العرق 
فشق تردد أنفاسه 


من الجهد كالسّيل يندفق 
عليه وقد كاد يیختنق 
ونان عشي او فلن 
علا الفلك قلن فيان العك ٠١‏ 


»ا كلا علا 


لآياس هكطور جريًا جرى 
فأهوى السنان بثعليه 
وقد خال زفس برى دونه 


وعامله بالحسام يرى 
يصلٌ صليلًا لوجه الثرى" 
وفي سخط آل العلى شعرا 
عماد القتال لنصر العدى 


»ا كلا علا 


لذاك التوى عن مرامى الظبا 
EEE‏ اسم فيا 
فصاح أخيل لذا لاطمًا 
«بدار أفطرقل يا فرع زفس 


وبالقلك أورى العدى اللهبا 
وفي | وح که ا ا 
E‏ أيا فارسا قد 0 


»ا كلا علا 


أرى الفلك بالنار تلتهب 
فوا لهفي هل ينالونها 
ففطرقل شك بزاهي سلاح 


وأعداؤنا = اة وڈ تثبوا 
ويمنع في وجهنا الهرب 
أعبى كتائكبنا واذهبواء ١١‏ 
ببرّاق فولاذه قد أضا 


»ا كلا علا 


اكير E‏ صدره هه 


بساقيه شدت عرّى من لجين 
لآخيل روّعة الفيلقين 


النشيد السادس عشر 


وجنته تلك ذات الويالٍ 


ENES‏ نكينا حسمي 


ا ا علا 


وتلك التريكة والعذيات 
رماها على ثبت هامته 
وقام يهز قنيًا تقال 
كذا غير صلد قناة أخيل 


تطير بقونسها سابحات"؟'١‏ 
تذل لرؤيتها العزمات 
تخف عليه لدى الآزمات 
جميع سلاح أخيل حوى ٠١‏ 


»ا كلا علا 


فما كان في القوم غير أخيل 
تايدنه افده تسب حييق 
وخيرون أهدى لفيلا سلاحًا 
ومذ شك فطرقل أفطمذدًا 


فتّى ذلك الرمح منهم يجيل 
بقنة فليون عودًا ثقيل"'' 
على رقبات العداة وبيل 
لشد الجياد سريعًا دعا 


»ا كلا علا 


فى كان يوم انتياب الشدد 
وما كان يرعى فتّى مثله 
جوادان عنقاء أمهما 


ا EE‏ ان 
من الصيد بعد ابن فيلا أحد 
وقد علقت من نسيم الهوا 


ا كلا علا 


كذا حَمَلَتَ والجوادان شيا 
وللنير شد فداس الذي 
جوادٌ وإن كان رهن الردى 


عله د لقتنا فق دعي 
خا الو حرفا وة 
فجري جياد الخلود جرى"" 


»اا كلا علا 


وبالخيم طار أخيل وصاح 
فهبوا كسرب الذكاب الكواس 


ر يدفعه البأس دفع الرياح 


الإلياذة 


وتنضم جيشا جرى والفا 


وأفواهها دامياث الصفاح 


»ا كلا علا 


فتنبذ في الماء تلك الدما 
كذا حول قرول كبارهم 
وبينهم 02 زفس أخيل 
بخمسين فلگا أتى بهم 


وتروي ولا ترتخي EEE.‏ 
٠. 1‏ د ٠.‏ دار واذ هه j‏ 
يحض الكماة حماة الحما 


ا كلا علا 


حبص Sa Ka Ta‏ 
فأولى جرائدهم نظمت 


(هو ابن الجدول إسفر خيوس ال 
ولكنما أمه فولدورا ال 


بإمرته كفل الفيلقا 
ذي كان من زفس انبثقا 
جميلة وابنة فيلا النهى 


ا كلا علا 


ومن بعد ذاك الإلاه بغاها 
متكا شف لمم دكت وعد 
وثانية الفرق انتظمت 


بروس بن فيريرس وحباها 
وشاع بأن فتاه فتاها) 
لأفدور من جل بأسًا وجاها 


س من ولدته بشرخ الصبا 


»اا كلا علا 


بديعة حسن بمغنى الطرب 
فقاتل أرغوص هام بها 
وأولدها ولدًا نابغا 


بها هرمس بالغرام التهب 


وفي ذروة القصر فيها احتجب'" 


»ا كلا علا 


اى لجن ليان 


۷1۰ 


وثم إليثية بانتظار" 


النشيد السادس عشر 


إخكليس أكطور أنزلها 
و حر لجسن حل العام 


بمنزله بأجل شعار 
يشب ربييًا عزيز المنار 


»ا كلا علا 


0 لم 5 57 1 ١‏ الق 
SEES‏ داك ب 


كذلك ا 


بهم غير فطرقل إن طعنا 
هو الفارس الشيخ إلف العنا 


»اا كلا علا 


ورا عدر كي سل 
فكلكم عاذلي كلتما 
وأنا عات امن حي عاك 
«تصلبت ليا وقسرًا حجرت 


حنقت وکل قمئ وتلا: 
ك قد آر تنغت رة وقلا 


رفاقك عن أشرف الملتقى 


»ا كلا علا 


و ا ی ول 
لتلك أقاويلكم ا 
وتلك أمانيكم فليكريٌ 
فهبوا ولبّوا مليكهم 


فماذا التحامل حقدًا وغلا» 
فدنكم جذوة الحرب تصلى 
إليها الذي كان للكر أهلا» 
كتاف رضت كخركن:البتنا 


»ا كلا علا 


كصخر بصخر قد اتصلا 
ا بنافها بع 


بحائط دار سمت للعلى 
فلسيت تبالي بنوء ولا 
وقد لاصق البطلٌ البطلا 
وفوف الى ال اد ٠‏ 


ا كلا علا 


اكلا 


الإلياذة 


وفطرقل شك اع 
وأما 00 فلمًا استتم ان 


وقد برزا لالتقاء الدّراهس 
نكال العدو بصدر القوارس 
E 3‏ | 1 2 د م د % . 


»ا علا علا 


هفاك غغ بكم راتت 
فلك الخذاتة قن أ- چ 


بها أمه يوم غزوته 
تصد الهواء بهيته 
تشوق برؤيتها من رأى 


»ا كلا علا 


فأخرج كويًا بديعًا سناه 
لزفس به الرّاح ترفع صرفا 
بنار الكباريت طهره 
ومن بعد غسل يديه به الخم 


به ليس یشرب خمرًا سواه 
وتهرق من دون كل إلاه 
وفوتنشنة بنقى المياه 
ر سوداء صب يكل اعتناء 


»ا كلا علا 


وبين السرى قام يرفعه 
يشير بعينيه نحو السماء 
«أيا زفس رب الددون ومولى ال 
ويا ملكا بددونه حيث أز 


ويعلو لزفس تضريّعه 
وزفس يراه ويسمعه: 
فلاسج من بان ا 
SEE QERE‏ 


»ا كلا علا 


وحيث سرى السلة السهد 
فلم يغسلوا لهم قدمًا 
فو يله فأعر ى 
ألا فاستجبني أيضًا ولا 


V1 


رواتك من حولك احتشدوا" 
وغير الثرى مالهم مرقدٌ 
بذل الأخاء وقد جهدوا 


النشيد السادس عشر 


د عد يبد 
فها أنا ما بين فلكي مقيم فيزمع فطرقل خلي الحميم 


وهل لا يكر ويبطش إلا 


فخوله نصرًا أزفس العظيم 
ر هل هو كفو لرغم الغريم 
إذا ما وراء أخيل انبرى 


»ا كلا علا 


CREE SEET 
يأوب إليٍّ هنا سالمًا‎ 
لزفس دعاء أخيل رقى‎ 
فخوّل فطرقل صون الخلايا‎ 


وعن موقف الفلك زال الخطر 
بعسكره وسلاحى الأغر» 
وزفس وعى جايرًا وكسر 


ا كلا علا 


وأما أخيل فمذ أكملا 
بموضعه الكوب أودع ثم 
وظل هنالك مرتقيبًا 
وفطرقل والجيش منتظم 


فروض عبادته قفلا 
إلى نات يته اقا 
ESE EEE‏ 
بإفرهه تكفا حفن 


»ا كلا علا 


كأنهم الدبر ثار يمور 
وڈ ة ولد 5ت 35 3 
يمر على جهله عابر 


وخشرمه بسبيل العبور 
ليبعث منتشرًا بالشرور 
فيدفعه فعليه يثور 
حديدًا لحمات شديد القوى'" 


»اا كلا علا 


سرى المرمدون بشدتهم 
وفطرقل يصرخ مذ أقبلوا 
«مراميد ليس لقوم أخيل 


V1 


بأن ينثنوا عن عزيمتهم 


الإلياذة 


»ا علا علا 


سبق انع ا 
فهاجت لذاك حميتهم 
وكرُوا وخياضوا ودبيحتهم 
وفطرقل يزهو وأقفطمد 


بحط أشد قروم الوحى» 
وكات شنا طحا 


»ا كلا علا 


فخار الطرواد وارتعبوا 
وخالوا أخيل ارعوى مقبلا 
فكلهم التاع مستشرفا 


لمنظر فطرقل واضطريوا 
يرى كيف ينجو به الهربٌ 


»ا كلا علا 


هنالك فطرقل حيث خطاه 
فأدرك بالكتف فيرخم مولى ال 
بهم من أميدون من جد أكس 
فحخرً وخارت كتائبه 


وأرسل يقذف صلد القناه 
aS‏ صيد الجياد العتاه 
شن خف معتصمًا بقواه 
وولوا شتانًا بعرض الفلا 


ا كلا علا 


مقابسهم غادروا بالتهاب 
ففطرقل أخمدها والعدى 
وهب الآخاء بتلك الخلايا 
عن الفلك شت العدنٌٌ وقد 


وقد لهمت نصف ناك الغراب 
تبدّد شملهم باصطخاب 
وهدة نعرتهم للسحابٌ 
بدا فرج بعد طول العنا 


»ا لا علا 


كأن مثير الصواعق يدد 
فتبدوا الضواحي وشم الرّواسي 


:الا 


سحابًا به شامخ الطود يريد 
ويطن الوهاد ود تنجد وفدفد 


النشيد السادس عشر 


وينفتح الجو والنور يلقي 


بلب الرقيع شعاتًا توقّد" 
بشدّتهاغاية المنتهى 


ا كلا علا 


فطروادة ساق حكم اضطرار 
وظلّت تذود وفي إثرها 
وفطوفل في صن عفد اها 
فأنفذ ت حقه والجًا 


فغادرت الفلك تبغي الفرار 
على كل قرم عميدٌ أغان 
E‏ اليه امار 
إلى العظم فانقض فوق الثّرى 


ا كلا علا 


وأمفقل لبن نكن 
فبتت قلب لبها تن 


افيلح شخ خض تمت 


وعن صدره الجوب كان أميل 
فخر غضيض الجفون قتيل 
يسًا فلدى قدميه التوى 


»ا لا علا 


وقد كاد يطعن أنطيلخًا 
فيادر عاتقه تقه بسنان 
EE‏ وطل EE‏ 


E SEE .‏ ليقي 
ولكن بدا ترسميذ يليه 
فرى اللحم والعظم ينفذ فيه 


»ا علا علا 


كلا الأخوين رمى الأخوان 
وذانك فرعا أميسودر 
EE EE IESE‏ 
EEE‏ 


فمن ولد نسطور ذي الفضل ذان 
سليل خميرة هول الزمان"" 
وشهمان قرمان يوم الطعان 
وقد غادرا قرع صم القنا"" 


»اا علا علا 


كذاك أياس بن ويلوس كر 


V\0 


حيا ظهر 


کا 


إذا إقليويول 


الإلياذة 


تريّك يبغي الفرار فواقى 
فواراه فکئ جيده فقراه 
وليقون رام فنيلا وكل 


أياس بماضى غرار أغر 
وأخرج يلهب والقرم خر 


»اا كلا علا 


فكيًا وكل براحته 
فعامل ذاك أصاب التريك 
ولكن فنيلا فرى الجيد والراً 
فغادره نور مقلته 


ة فانقض من كعب قبضته 
س علق يهوي بجلدته 
وفوق الحضيض صريعًا هوى 


»ا علا علا 


ومريون مذ أقبل السهل: يتهب 
فآ لقى بعاتقه طعنة 
وإيذومن إرماس أصاب 
ففف العم تمك اما 


أكاماس أدرك إذ هم يركب 
فجندل عن طرفه النور يحجب 
بفيه وفيه السرية غيب 
وأسنانه فلقلت فى الل 


ا كلا علا 


: يه الد جد .ا‎ م٠.‎ 5 ٠. 
ومن فوقه الموت ألقى سحابًا‎ 
وجيش الطراود وى شتانًا‎ 
وإثرهم انقض جند الأخاء‎ 


ومن فيه والطرف بالدم محمر 
كثيفا بسترته قد تستر 
وقد فاته البأس والذب والكر 
وكل زعيم زعيمًا فرى 


»ا كلا علا 


ورج کا لمجال 
وقد فرّقته الرعاة بجبل 
فذا شأنهم وأياس حشاه 


قد اذة 0 بيبخ هه لد |1 ٠.‏ ل 
لإدراك هكطور فيه التظى 


»ا كلا علا 


1كلا 


النشيد السادس عشر 


ولكن هكطور وهو الهمام 
او فيه يد شد 
تثيّت يفك في 1 


وقد ستكقة ضنوون"التضسدام 
لقرع القنا وهزيز السهام 
لقوم العداة فهام وحام 
يروم لهم نجوة ترتجى 


»ا كلا علا 


فمن موقف الفلك بالعنف ثار 
كما اندفع الغيم بالجو في يو 
تفيلق الحون نهف كني الت 
بيبهكطورهم جمحت جرده 


هديد الوغى وصديد القرار 
م صحو به زفس نوءًا أطار 
حفير بغير هدَّى وقران 
فألقته عنهم بعيد المدى 


»ا كلا علا 


وفطرقل يُنخي كتائبه 


فولّوا بعرض الفلا شردًا 


ا عن تحني ال 
وقد غادرتها الجياد تطير 
لسحق جيوش العدى ويغير 
وقد ولولوا والفؤاد وهى 


»ا كلا علا 


فكم فارس بات تحت العجال 
وكم فرس غادر المركبات 
ولم تك جرد أخيل لتعبا 


وفطرقل يطلب لب العباب 
وقد خر يخفق فوق التراب 


تخب ووجهة إليون آبْ 


»ا كلا علا 


تقد فة كلالتسوق زا متحت 
سلاهب خلدٍ بنو الخلد كانت 
وة قطركل هنا ليقت 
ولك سكطون والخيل شت 


V۷ 


من احرف لجرت سانحة 
تفتلا اقرش -متاخخصة 
لإدراك هكطور طامحة 
اماف ا 


الإلياذة 


»ا كلا علا 


رامو ومني مط 
كأن الغيوم بيوم خريفٍ 
فيهمر زفس السيول انتقامًا 
وتة تقضي القضاة بمجلسها 


تغير وتصهل مندفقه 
بنوءٍ على الأرض منطبقه 
من الخلق إذ تنبذ الشفقه 
ولا قسط في حكمها والقضا 


ا كلا علا 


وقد فاتها حمقًا أن تهاب 
فتطغى مجاري المياه وتطمو ال 
تغادر شم الجبال زعايًا 


بني الخلد إن نهضت للعقاب 
سيول وتنقض قوق الهضاب 
إلى البحر يعلو لظهر زعاب 
EE‏ هي 


»ا كلا علا 


وفطرقل بين الصدور صدر 
على رغمهم دون عودتهم 
وجندهم بين مرسى الخلايا 
وصال وأوّل صولته 


وو ی 
لإليون حال وأجرى العبر 


على أفرنوس الهمام سطا 


»اا كلا علا 


بدا صدره تحت ا 
فجندله لا حراك يه 
وثنى بثسطور إينفس لما 
تضعضع خوفًا فأرخى العنان 


وفطرقل خف بطعنته 
وأهوى يصل بشكته 
تلملم من فوق سدّته 
وتطوس فى اکن کے 


»ا كلا علا 


بصفحة وجنته الرمح ألقى 


V1۸ 


CEE E TEE 
فن الغرش هالرمخ يتصق ةا‎ 


النشيد السادس عشر 


فألقاه والرمح يفغر قاه 


»اا كلا علا 


فإريال ألفى إليه ابتدر 
فخرّ صريعًا ومن حوله ال 
ومن ثم أتتبعه بقروم 


فبادره قاذقًا بحجر 
وفياميقة هی کا 
هام يه اا اة اتن 
على بعضهم بعضهم قد ثوى 


»ا كلا علا 


فمنهم إريماس أمفوطروس 
وإطلوفلتم فريس كذاك 
فلما رای صحيه سرفذون 


وإيفلط إيفيس إيخيوس 
فليميل أرغيس إيفوس 
بهم لعبت عاديات البئوس 
«فوا عاركم يا بني ليقيا 


»ا علا علا 


قفوالا تفرُوا علام الوجل 
لأعلم من ذا الذي عاث فينا 
ترجّل يعدو وفطرقل لما 
كأنهما عندما اصطدما 


اي ن واا 
ومنا العديد الوفير قتل» 
رآه ترجّل ثم حمل 
عقابان من فوق صخر نتا 


»ا كلا علا 


يهبّان هيّة مظفر 
يصرّان صرصرة ويشيًا 
وزفس بعزلته راقبٌّ 
فقال لهيرا شقيقته 


5 لشم‎ NETIC 
فا نه ارت ان‎ 
وزوجته: «آه حل القضا‎ 


ا لا علا 


أرى سرفذون أحبّ العباد 
ينازع قلبي أمران ما 


7⁄1٩ 


إلىّ بعامل فطرقل باد 


الإلياذة 


ا ”ويه ات ج ا 
فيبلغ فطرقل منه المنى» 


»ا علا علا 


فقالت: «وأي مقال تقول 
فتَّى من بني الموت حكم الردى 
فأنفذ مرامك إن رمت لكن 


أيا ابن قرونس قيل القيول 
رماه وأنت تجوز الأصول 
بنى الخلد لا يظهرون القبول 
فألق مقالى بسامى الحجى 


»ا كلا علا 


إذا سرفذون إلى الأهل حيًا 
وتطلب إنقاذ أبتاقها 
فإن أنت أحببته سمتهم 
فخل حنوّك وأذن إذن 


أعدت فال العلى تتهيًا 
من الحتة ذلك شيقًا فشيكا 
على مضض الكيد غيظًا وغيًا 
ففطرقل ينفذ 2 ٠.‏ 


»ا كلا علا 


ا ادر فة»: الها ان 
إلى ليقيا يحملاه سريعًا 
فيدفن في اللحد حرًا كريمًا 
E E E‏ قطووا 


مر الموت فورًا وعذب الرقاد 
وو ا و 
EE O‏ 
PER ES‏ 


»اا كلا علا 


فأذعن زقس لها كم أمطر 
قيامًا بإجلال فرع حبيب 
اوو ارول و 


تلا سرفذون بسوق الجياد 


AM 


على لضن طلا ين ال اة 
سيردى غريبًا وفطرقل يفخر 
رمى بالصفاق فمن فوره خر 
كاك كات سيا الم فين 


»ا كلا علا 


0" 


ولكن د كتف فداس وقف 


النشيد السادس عشر 


فر النوكةه الشرع ,ضاف 
وصرع عنانيهما التف فاست 


وقد زهمقت روحه وارتجف 
E‏ 5 قدة 1 


ل أذ | ية وانت< 


»ا كلا علا 


وخف وبت رياط الجواد 
وعاد الكميان للضرب والطع 


رمى سرفذون مثقفه 


ولكنَّ فطرقل عامله 


فعادا لروعهما والطراد 
ن في حومة الحرب قرمي عناد 
فعن كتف فطرقل يسراه حاد 
أطار وما إن أطار سدى 


»ا كلا علا 


ففي سرفذون السنان انتشب 
فأهوى يصر أمام العجال 
كملولة أو كصفصافة 
بها نفذ الحد في كف وشا 


غل على كد ادس 
وياسقة الأرز فوق الهضب 
ر فلكِ متين الجذوع برى" 


»ا كلا علا 


وخر كثور بصدر الصوار 
كذا خر مولى بني ليقيا 


عتا وعليه الغضنفر ثار 
يخور إلى أن ترج القفار 
ومن كف فطرقل ألفئ: اللجوان 
علا صوتّهُ بجهير النّدا: 


»ا كلا علا 


«ألا يا غلوكس خير أليفٍ 
و 
أو قول معي ا 
وذودن عني وللحرب ألهبٌ 


لذا الحين حين الصدام العنيفٍ 
فلا كصب إل لقرع السَّيُوفٍ 


»اا كلا علا 


اكلا 


الإلياذة 


وإلا وبهم العدى صرعوني 
سأورتك الدّهر خزيًا وعارًا 


وفطرقل داس على صدره 


وجندلت في وجه هذي السفين 
إذا ما العدى شكّتى سلبونى» 
واخ ٠.‏ ين مه | ٠.‏ 5 


لينتزع العامل الممتهى" 


»اا كلا علا 


فأخرج يعلق ذاك العضل 
عتاق وغادرها فارساها 


وأما غلوكس فالتاع بثا 


gm 


بحد السنان وروح البطل 
لوقو الخرة كسم الع 
لذاك الندا وحشاه انفأى"” 


ا علا علا 


ل بستكا الكت قوق اداع 
فما زال يوَلمّهُ نبل طفقي 
قلقت يدمو أفلوق برب ال 


ولي فة ااا تفاع 
ر لما تسلق فوق القلاع 
هام: «ألا رب جد باستماع 
ككيب تلمّف مثلى أنا 


»ا كلا علا 


أفي ليقيا كنت أرض اليسار 


تثقلٌ كتفي من هز رمحي 
وذا سرفذون العميد ابن زفس 


أم اخترت إليون دار قران 
وسيل دم من ذراعي فارز 
إذا ما علا بالبدار الغبار 
وما صانه زفس ألفى التوى"" 


»ا كلا علا 


وآلامه سكنت وحشاه 


VYY 


ويأسًا أنلني والدم جفف 
وحول القتيل الرماح نكثف» 
الدماء على الفور بالجرح أوقف 


النشيد السادس عشر 


»ا كلا علا 


قات :نه هة التطدرت 
وبين الطراود جال فمال 


3 


وأنياس ألقى فحث وخف 


لما نال من بلغة الأرب 
هض البهم للذود والطلب 
لفوليدماس الهمام الأيى 
إلى آغنور الفتى المُجتبى 


ا كلا علا 


وهمكطور وافى بقلب الحديد 
«أشأنك هكطور عن حلفائ 


يؤج فصاح بصوت شديد: 
ك تغضي وصيد سراهم تبيد 
غو ااهل ول و جو مزه 
حوى البأس والعدل غضا ذوى 


»ا كلا علا 


أريس براحة فطرقل قد 
ألا ما كررتم وقلبكم ال 
ألا ما خشيتم أن المرام 
ويولونه الذِّنّ منا انتقامًا 


رماه وحرّقنا بالكمد 
د ينتزعون زهي العدد 
لبهم أبدنا بغر الظبا» 


»ا كلا علا 


فهدّ الطّراود ذاكي اللهف 
فقد كان وهو دخيلٌ بهم 
مشى إثره البهم جيشا وليس 
فهاجوا وهكطور في صدرهم 


2 


3 


على سرفذون وفاض الأسف 
لهم منعةٌ من عوادي التلف 
له بهم شبة أو خلف 
تحدم غيظًا يحث الخطى 


»ا كلا علا 


وأقبل يدعو الأياسين لكن 
«ألا الآن دونكما الذود مذ كذ 


ضف 


تهنا حيو كل قروم اليك 


الإلياذة 


ا فقوت ال من الى ا 


معاقل قبل الجميع رقى 


»ا كلا علا 


فهيًا ومن كل صوب كك 
وحول القتيل اصطدام عنيف 


و 
وه 
5 3 
وعجٌّ مخيف وصل الشبا؛ 


ا كلا علا 


بنى ليقيا ولفيف الطراود 
o‏ ركد كيه كيدا 


وجنذ الآخاء وجيش المرامد 
E‏ سياه 
تحرق يبفى اشتداد الشدائد 
وأسيل e‏ ظلام دجا؛ 


»ا كلا علا 


ففي البدء جيش القتيل اندفق 
فبين المرامد خر إفيجه 
مضى فاتگا باين عم له 


وصدًّ الأخاء الحداد الحدق 
يس بن أغكليس فخر الفرق 
فغادرها تحت جرم للد 
و 0 ذتد وفيا ال : 


»ا كلا علا 


إلى حرب طروادة سيّراه 
وهامته بتريكته 
ومن فوره خرّ فوق القتيل 


لآخيل خراق جيش الكماه 
ر فورًا بجلمود صخر رماه 
القبطعيق شن اهي ردا 
زرو مطركل فوط ا 


»اا كلا علا 


وسرب العقاعق من وجهه 


VTE 


EEE E EE 
شتانًا تساق به حيث كرا‎ 


النشيد السادس عشر 


فسعديك يا ابن منتيوس هرم 
بني ليقيا والطراود طرًا 


ت كل فتَّى هالعًا مقشعرا 
قهرت انتقامًا لإلِفٍ كبا 


»اا كلا علا 


وعنق ابن إيثيمن إستنيل 
ففرٌ الطراود في وجههم 
إلى أن أبينوا على روعهم 
على العنف يرمي به طاعن 


دققت بصخر قذفت ثقيل 
کا کی رن و 
على بعد مرمى سنان صقيل 
بدا لوقي أن كرض لوت 1 


ا كلا علا 


وکن عاك فم اندي 
وأصمى بثكليس خلوكون من 
وما كان بين الطراود من 
لقد كاد يرمي غلوكس لما 


وعاد فأعمل شهب القنا 
اة اغا قت 
اة هه شروة قى 
وراء العداة حثينًا سعى 


»ا كلا علا 


فعاد غلوكس والرّمح زج 
على بأسه خرّ فارتحّت الأر 
ولكنَّ جيش العدى فرحًا 
وأمَا الأخاء فلم ينثشنوا 


وفي الصّدر حدٌ السنان ولج 
ض والتهبت بذويه المهج 
تكثف من حوله وابتهج 
بل اندفعوا كزعاب طغا؛ 


»اا كلا علا 


ومريون بين العدى ظفرا 
هو ابن أنيطور كاهن زفس 
أصيب على مقتل الأذن فانق 
فبادر أنياس يطعن مريو 


بإِيذا, ومن EE‏ وقرا 
جضن ارمق فيه فوت اتشر 
ن لك ذاك السنان هفا؛ 


»ا لا علا 


VYo 


الإلياذة 


فمال عن الرمح انض دل 
وظل هنالك معز تت تنا 


م درا لها الاين يحمي 


ومن خلفه للحضيض سرى 
على ذلك العزم إذ خدرا 
فأنفذ لكن ببطن النقا؛ 


»ا كلا علا 


وأنياس صاح مغيظًا: «أجل 
وإلا فمهما تفوّقت رقصًا 
فقال: «أأنياس هيهات تصمي 
وأنت رهين الحمام عسى 


لو ا فاك 0 فل»"؟ 


أصيبك مهما حشاك عسا۸ 


»ا كلا علا 


فإمًّا زمتك طبا أسلي 
ولكنَّ فطرقل سيءَ فقال 
«علام أخي ذا المقال المهين 


وقد أدركتك انتهى أملى 
لآديس روحك والفخر لى» 
يؤنب مريون بالعجل: 
وأنت بلوتك سامى التهى 


ا علا علا 


أتزعم أن حديد الكلام 
فماذا بدافعهم عن قتيلٍ 
ولن رجدو ع ی اف 


هتوا ليذاك الهطام ها 


وهذا أوان الوغى لا اللغاء؟؛ 


»ا كلا علا 


فخف ومريون في الإثر خف 
وفي السهل للبيض والسمر قرع 
كأن بأذرع ی 
يحول اا افر الحا 


کرب وللجيش جيش زحف 
بفولاذهم وإهاب الحجف”* 
يغاب فتوسًا صداها قصف * 


دان النوها و كمهيال سس 


»ا كلا علا 


اكلا 


النشيد السادس عشر 


وفيلق كل فريق لديه 
كأنهم بالرييع ذبابٌ 
وقد حام من حول ألبانها 


بهدّته الفا ازدحم 
حل اي ا يط ال 


إذا ما الإناء رآه امتلا؟ه* 


»ا كلا علا 


وزفس بشامخ تلك الذرى 
و لحم ل 
يجيل بأمرين هاجسه 
فيقتله فوق ذاك القتيا 


عن الحرب ما حول النظرا 
بمقتل فطرقل مفتكرا 
أيدفع هكطور مستعرا 
ويسلبٌ فته يسن كنا زها 


ا كلا علا 


ام العسري هنف شيا يزيد 
5 ل 9 ث إلى الفة 
فيدفع هكطور والجيش طرًا 
لذلك أوهمن هكطور ة5 قلنًا 


وفيها قروم الرجال يبيد 
ك بالبهم إلف أخيل العميد 
لإليون من تحت قرع الحديد 


»ا كلا علا 


وولى ونادى بهم بهم بالفرار 
ديف EET EEE‏ 
وعزم بني ليقيا خار حتّى 


وراعهم صرع ملكهم 


وأوجس من زفس عنه ازورار 
أميلت ودور الدّواكر دار 
TT‏ 
فووا وقد جلت الأربى”” 


»ا كلا علا 


رأوه طعين الحشا جنبلا 
حواليه خر الصّناديد لما 
فجرده قوم فطرقل شك 
فصاح بفيبوس زفس:«إذن 


ورف 


ومن فوقه جثث الثبّلا 
قضى زفس أن يذْلَهِمٌَ البلا 
تة وإلى فلكهم أرسلا 
ألا يا وليّ الوداد كفى 


الإلياذة 


»ا كلا علا 


إلى سرفذون الأمير الخطير 
فإن جئته فامضين به 
وطهرهةٌ من دنيس الدم حال 
وبالعنبر ادهنه ثم اكسه 


سر الآن فورًا وجدّ المسير 
إلى عزلة قرب ماء غزير 
وأنزلة فى ماء ذاك الغدير 
مانا معو ا الت 


ا كلا علا 


ابوه سار قا سياه 
به ألق يحتملاه سريعًا 
فيدفن في ليقيا ضمن لحدٍ 
فشاك حر الولح اهدو 


إلى التوأمين الرّدى والرقاد؛* 
لإخوته والصحاب اليعاد 
و اک عدي شاد 
وماتوا كرامًا ونعم الجزاء»** 


ا لا علا 


فلبى أفلّون طوهًا يسير 
أتى سرفذون وسار به 
وطهره من دم دانس 
وظِيِّبَهُ عنبرًا وكساه 


ومن طور إيذة هب يطير 
إلى ع فوق شيل رين 
TER‏ فتن جد اله انعد من 
NLS EL‏ 


»ا علا علا 


لاحو ا كدن و 
به راح يلقي فطارا به 
ا نتن للحن هوا كويقا 
فلاف سو ال جا فووا 


إلى التوأمين الردى والرقاد 
لإخوته والصحاب البعاد 
ونصب الكرام عليه يُشاد 
وماتوا كرامًا ونعم الجزا 


»ا كلا علا 


وفطرقل أفطمذا والخيول 
وبالنفس ألقى لتهلكة 


فلو لأخيل ارعوى ما انبرت 


VTA 


وراء العدى حث فوق السهول 


النشيد السادس عشر 


فما للورى رد ما قد نویا 


»اا كلا علا 


فقد يدقع الفارس البطلا 
ألا قل أفطرقل من آخرًا 
عدا ويأذرست ثم بأوطو 


ليوليه الذلّ والفشلا 


e 


نووس وإيخيكلوس بدا 


»ا كلا علا 


وإيلاس موليًا ميلنفا 
ولكن رقى الحصن فيبوس ينوي 


فلرتس ثم إفستور أصمى 
وسائرهم للهزيمة هما 
تحون بهمّة فطرقل رغما 
بع االنفة وی مف وق 


»ا كلا علا 


لاتا لوكين انان انتدفع 
بل انقض رابعة كلاه 


وفييوس صاح: رلا عد أيا فر 


وفيبوس عنه ثلافًا دفع 
فما ارتدٌ عن عزمه وارتدع 
فما خا إلا الدويّ ارتفع 
ع :زفسن قما لكا ذا المتكين]” 


»ا كلا علا 


فما دك إليون في الغيب لك 
01 - . | قل 5 | يا 
وهكطور في باب إسكية 
أيدفعها للجهاد أم القو 


ولا لأخيل الذى فضلك» 
سيك A‏ ايلك 
على جرده فاكرٌ بالدرك 
م يجمع للذود خلف الريى 


»ا علا علا 


وإذ كان يفكر مضطريا 
دنا وحكى خال هكطور آس 


V۹ 


إليه أفلون اقتريا 
مشا افرع بان ا 


الإلياذة 


اقيم قاب دن قد سيف 
وصاح: «علام اعتزلت الكفاح 


رس بفريجا بشرخ الصبا 
أمكطور ليس بشأنك ذا 


ا كلا علا 


فعد وجيادك حثٌ عسى 
ومن ثم عته الإلاه توارى 


ERE‏ نح الوه 
وفطرقل ترمي بحدٌ أصم» 
وفطرقل ترمى بحدٌّ أصم 
وكالبرق بين الجيوش سرى 


»ا كلا علا 


وهد قلوب الأخاءة هذدًا 
وفي قبريون بن فريام صاح 
فساط وهكطور من دون كل ال 
ولكنَّ فطرقل ماارتاع بل 


وطروادة بالوولاء أمدًا 
قرت FINE‏ لني KORTE E‏ 
أراغس يقصد فطرقل قصدا 
ترجّل محتفرًا للقا 


»ا كلا علا 


بيسراه عامل رمح متين 
رماه فأخطأه ومضى 
فأدركه وهى دك 
فقن المطاء ملي الساجيين 


كذا حجر خشنْ باليمين 
إلى قبريون أخيه الأمين 
بصرع أعته بالجبين 
وعيناه طيرتا للبرى^ 


»اا علا علا 


فخر عن الخيل كالبرق يسري 
ومطؤقل ها هه سنا هرًا: 


قباد خلا ولق هتا وة 


«فيا للباقته كيف يجري 


إت ا شام اده جمد 
يكفي الجماهير شر الطوى": 


»ا كلا علا 


لقن عاص بالين من تي الحجال 


076 


فغاصة طرواد نعم الرجال» 


النشيد السادس عشر 


ومن ثمة انقض فوق القتيا 
فيدركه السهم فحن صدره 


ل 


EERE‏ فيال 
ود به بأسه للويال 
على قبريون تهيج صلا" 


E 


»اا علا علا 


وهفكطور عن خيله نزلا 
كلا البطلين يهيج احتدامًا 


فهكطور بالرأس مستمسك 


وفي طلبا لجِمَّة اقتتلا 
وفطرقلٌ بالقدمين كذا 


»اا كلا علا 


كأن الصيا عرضت للجنوب 
تزعزع دردارها والقرا 
فيلتف + ا ن فيذ 


بنقع علا تحت قرع الطعان 
بغاب تشامخ فوق القنان 
نيا وكذا الرّان بين الرعان" 
قض بين حفيفٍ وقصفٍ دوى 


ا كلا علا 


کا بكو والوفن ااا 
طعان تشق الدروع وغيث 
أا ى الخراكك ول اه 


يثيرٌ بهيّته الهمما 
سهام بعرض الفلا التطما 
قتيل الذي خر هامي الدما 
وللدّهر عن جرده قد لها 


»ا كلا علا 


تساوت مراميهم ما استوت 
ولمّا دنا آن حل الثيار 
ورغم القضاء بمجثته 
ولح ف افق عه وجني 


براح بقلب السما وعلت" 
وقالك فحيفة الكضاء ا ركم 
خلت ويها للبراح جرت" 
وفطرقل كيد العداة انتوى*" 


ا كلا علا 


اكلا 


الإلياذة 


فويبك فطرقل قد قضي الأم 


بصوت دوي في الفضاء الفسيح 


وأقبل رابعة يستبيح 
ر فاليوم قتلك حتمًا أبيح 


كال الكسنتسان مت الفا 


ا علا علا 


ومن خلفه جاء مستترا 
وألقى على ظهره يده 
ودحرج للاأرض خوذته 
فصلًث ودنست العذياتٌ 


لذلك فطرقلٌ ما شعرا 
فتعنينتتاة الت مشا شرن 
أمام خطى الخيل فوق الثرى 
بنقع الحضيض وسيل الدما 


ا كلا علا 


تريكة آخيل تلك وما 
ولم تك إلا لذاك الجبين ال 
وزفس قضى أن تجلل هام 
ولن تلبثنَّ له غير حين 


إلى الأرض قط هوت قدما 
ذي بالفخار سما عظما 
عة هكطور لما هنا أقدما 
ل اها ا ا 


»ا كلا علا 


وعاملٌ فطرقل في كفه 
وات عن اضر لأمته 
فأوقف يهلع رعيًا وخارت 


تسحق ينذر في حتفه 
أميلت إلى الأرض عن كتفه 
بصرف فون لا صرفه 
قواه وغشى حجاهٌ العمى 


»ا كلا علا 


وقهنة: گان ف ىر بدرناتىي 
بأوفرب فنثوس يُعرَفٌ وهو 
لتق كان وهو يكن في 
رمى عن صدور العجال من الصي 


تضرف 


تفوّق في فتية الرّمن 
أخو البأس والعدو والخّصّنة 
“تحنكه ا المحن 
د عشرين قرمًا لظهر الحثى"7 


النشيد السادس عشر 


»ا كلا علا 


وذلك أول قرم رماك 


أتاك وظهرك بالرّمح قد 
وإن كنت أعزل لا 


تتفي 


ا كلا علا 


ولكن فطرقل هد قواه 
لذاك تنصّل خوف المنون 
وهمكطور لما رآه جریا 
شق LA‏ فاته 


سنان القنةة وروع الإلاه 
إلى صحبهلائذًا بسراه 
EEE‏ بيتهم ورماه 
فخر وقلب ذويه ذكا 


»ا كلا علا 


كأن على الشم خرنوص بر 
وفى طلب الوشل اقتتلا 
كذلك هكطور فطرقل أصمى 
«زعمت أفطرقل أن لك الج 


اة نانع اة اليك فقن 
فعا امكف اللحك حكن ات 
وهدَّ به صائحًا وافتخر: 
عو هن قوق الک بهي 


ا علا علا 


تعست ألم تدر أن بهكطو 
ليرفع عنهئٌ ذلّة رق 

> 
كأنى به قال حين الوداع 


«إلى الفلك فطرقل لا عود ما لم 


فو وفني هة اا 
أفاتك طعن ذوابلنا 
ر تنساب جرد صواهلنا 
برمح بقلب العداة مضى 


ءا علا 


ضف 


فهلًا كفاك أخيل الثبور 
ملك الخيام مقال التغرون: 
تمن العداة بأدهى الشرور 


الإلياذة 


«تمزق عن صدر هكطور درعًا 


كته الذفاء خضب الكسناة 


»ا كلا علا 


أجل قوله ذاك مذ أرسلك 
أجاب على زفرات المنون: 
بصولة زفس وفيبوس فطرق 
هما مرساني مين ع تي 


ا كلا 


بعشرين هكطور مكلك لا 
أصلمهم وسنان قناتي 
فإن الردى وابن لاطونة 
وما كنت أنت بطعنك لي 


وأنت اغتررت بما قال لك» 
«على العجب فوزك قد حملك 
ل لا بأس هكطور حتما هلك 
وا 1 و ي 
د 

أبالى إذا ما الغبار علا 
عدجا الع تسيل اناه 
وأوفرب هم علتي والبله" 
سوى ثالث قد تلا ووني'" 


»اا كلا علا 


ومنى خذ نبأ صدقا 
رخاو مياه ف ف ج 
ومن ثم أسبل ظلّ الظّلام 


ففطرقل بالحق قد نطقا 
فإن الردى بك قد أحدقا 
قريبًا بكف أخيل اللقا»“" 
عليه ستانر الرّدى فطفا“ 


»اا كلا علا 


هوت روحه صبيًا تستطير 
وهكطور ما زال يزري يه: 
فمن قال عمرٌ ابن ثيتيس لا 


لرب الجحيم بوادي الزفير 
وتلك القوى والشياب النضير 
بحد قناتى قيلى انقضى» 


»ا علا علا 


وعاملة اجترّ من صدره 
وفى ذة قتر أ | ذ 


VTE 


وألقاه فيه على ظهره 
فأقبل ينقض في إثره 


النشيد السادس عشر 


ولكنّ إلف أخيل بخيل أخيل توارى على قهره 


هوامش 


)١(‏ أي: كالماء الأسود المنبثق من الصخرء ولا يخفى أن الماء لا يكون أسودء وإنما 
أراد الماء المنفجر من الصخر الأسود فيشف عن الصخر فيظهر بلونه» وذلك على نحو ما 
جرت به عادة العرب من تشبيه الدمع بالدم والعندم» واستعارتهما له إشارة إلى حمرة 
العينء وأكثر ما يكون ذلك في كلام المولدين» كقول عز الدين الموصلي: 


ملفق مظهر سري وشان دمي لما جرى من عيوني أو وشا ندمي 


ولئن بكيناه يحق لنا أولًا ففي سعة من العذر 


(۲) منتيوس والد فطرقلء وفيلا والد أخيل كما علمت» ولقد قدم أخيل على نكبة 
قومه جزعه على أبيه وأبي حبيبه فطرقلء يدلك ذلك على منزلة برهم بالوالدين. 

() الإسى: جمع آسى الأطباء. 

)٤(‏ قال معن بن أوس: 


ستقطع :في الدنيا إذاما قطعتني.. “يميتك فانط آي كف نيدل 

وفي الناس إن رثت حبالك واصل وفي الأرض عن دار العلى متحول 

إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته على طرف الهجران إن كان يعقلٌ 
وأقرب من هذا لقول هوميروس قول جرير: 


بأي نجاد تحمل السيف بعدما قطعت القوى من محمل كان باقيا 


مرفي 


الإلياذة 


بأي سنان تطعن القوم بعدما 


(5) تشبيه الفؤاد بالصخر والحديد وما أشبه كثير في كلام الشعراء كقول عنترة: 


خلقت من الحديد أشد قليًا 
ومثله قوله: 
خلقت من الجبال أشد قلبًا 
ومن هذا القبيل قول بعضهم: 
مر بالحجر القاسي فألثمه 
(1) قال المعرى: 
تهاب الأعادي يأسة وهو ساكنٌ 
وقوله: 
ويضحي والحديد عليه شاك 
ومثلة قول عنترة: 
ولو رسلت رمحي مع جبان 
(۷) قال الرضي: 
لويت إلى ود العشيرة جانبي 


ونمت عن الأضغان حين تلاحمت 
وأوطأت أقوال الوشاة أخامصي 


نزعت سنانًا من قناتك ماضيًا 


فكيف أخاف من بيض وسمر 


وقد تفنى الجبال ولست أفنى 


لأن قلبك قاس يشبه الحجرا 


كما هيب مس الجمر قبل اضطرامه 


وتكفيه مهابته النزالا 


لكان بهيبتي يلقى السباعا 


فلي كشو :واد ا تقاف 
جوائف هاتيك الندوب القدائم 


النشيد السادس عشر 
واا الت ارو كنا إذااله تفرك الروت ا 


(۸) جرى على ألسنة القوم منذ القدم ذكر تواد أخيل وفطرقل وتواثقهما مجرى 
الأمثال حتى لقد روي أنه لما شخص الاسكندر لزيارة أضرحة أبطال اليونان الهالكين 
بحرب طروادة أخذ إكليلًاء فوضعه على قبر أخيل فعمد صديقه هفستبون إلى إكليل 
آخر فوضعه على قبر فطرقل إشارة إلى أنه مقيم على ولاء الإسكندر إقامة فطرقل على 
ولاء أخيل. ويروى عن الإسكندر إذ ذاك قوله: إن أخيل أدرك منتهى السعادة بصديق 
كفطرقل يتفانى بحبه حيّاء وشاعر كهوميروس يخلد ذكره مينًا. وإن لنا هنا بمحاورة 
أخيل وفطرقل رسمًا ناطقًا رصعه الشاعر بلآلي تصوراته فمثل البطلين تمثيلًا. 

يتفطر فؤاد فطرقل لهفا على مصاب قومه فيقبل على أخيل فتخنقه العبرةء فتهز 
أخيل عواطف الرفق لرؤيته على تلك الحال؛ وهو الفتى الصلد الفؤاد الذي لم يهتز رفقًا 
لصرع الألوف من قومه وتمزيق فيالقهم» فكأن تلك العبرات المتساقطة من مقلتي حبيبه 
كانت آخر عل قواده من قران الأعداء اللاهية يسفق الباق وادرة بالكطاب فكاق 
أول ما افتتح به كلامه بعد سؤاله عن حاله ذلك التشبيه الذي يتدفق رقة وحنانًاء وهو 
وإن يكن مرّ على بصر كل شاعر قبل هوميروس وبعده» فلم نر أحدًا أفرغه بذلك القالب 
البديع على سذاجته غير هوميروسء ومن ذا الذي لم ير طفلة تعلق باكية بثوب أمها 
لأمر تروم» فلا الأم تقوى على صدها بالعنف مهما كانت شواغلهاء ولا الطفلة تعرف 
ملادًا غيرها تلوذ إليه» فلا تجد لأمها عذرًا عن قضاء حاجتهاء وهى في نظرها المصدر 
والمآل القادرة القاهرة المطيعة المطاعة في كل الأحوالء ثم أخذ ال يستطلع فطرقل 
طلع أمره فافتتح بالسؤال عن والد صديقه» ثم عن والده فيلاء كأنهما الشاغل الصحيح 
الذي يشغله وثنى استطرادًا بالسؤال عن قومه» كأنه إنما فعل ذلك رعاية لحبيبه. 

أما فطرقل فلم يكن يهجس في صدره إلا أمر واحد صرف نفسه إليه بِكُلّيتها. وهو 
استنفار أخيل لنصرة قومه فأراد أن ينهال عليه بالتونيب والتنديد بدالة الود فوطأ 
بتعظيم المصابء فذكر ما ألمَّ بزعماء الجند مبتدنًا بذيوميذ لما كان يعلم من علو منزلته 
في نظر أخيلء وأتى خلسةً بين الأواخر على ذكر أغاممنون بلقبه أتريذ دون اسمه» وذلك 
اللقب كما علمت يتناول أغاممنون وأخاه منيلاوس كأنما أراد أن يخفف ثقل وطأة ذلك 
الاسم على مسامع أخيل. وباقي كلام فطرقل مع ما فيه من التوبيخ والتهكم يشف عن 
إكبار لبأس أخيل عظيم؛ إذ يلقي بين يديه فوز الإغريق واندحارهم فهو وحده كفق لصد 
حن عير عة الدول ااا لكات الك و أف من ذلك أنه إن ارد أن ف 


VV 


الإلياذة 


على أخيل جميع المخارج رغب إليه إذا أبى إلا الاعتزال أن يقلده سلاحهء وينفذه لنجدة 
القوم» فتأخذ الأعداء الرعدة لمرأى ذلك السلاح ظذًا منهم أن أخيل قد أقبل وما بعد هذا 
إطراءٌ للمخاطب وتفان للمتكلم. 

وأما أخيل فأول ما شرع به جوابًا على هذا الخطاب دفع تهمة فطرقل؛ إذ رماه 
بالجبن بقوله: 


فأما خشيت المقادير فيما روت لك أمك عن زفس نقلا 
فبي فابعثنَّ وفي إمرتي لفيف المرامد أسد الثرى 


ثم أعاد عليه سبب اعتزاله حقدًا على أغاممنون» وكأن عبارات فطرقل أصابت منفدًا 
في فؤاده» فأجابه إلى بعض ما سأل وأذن له بتقلد سلاحه» وهنا هاجته الحمية فتحفز 
واف رای ها له هن اا ولد يدك واا ر زعا طقني ما الأول 
فلأنه كان مقدامًا مغوارًا يؤخذ مما تقدم أنه كان بينه وبين أخيل شيءٌ من التحاسد 
الخفي؛ إذ لم يكن ذيوميذ من اللاجئين إلى استرضاء أخيل. وأما الثانى: فلسابق سخطه 
عليه. ولهذا وصفه بعبارة تحقير أجل عنها ذيوميذء ولا انتهى أخيل من تلك المقدمة أخذ 
يلقي أوامره على فطرقل فحظر عليه بعد صد العدو عن السفن أن يندفع بطيش القتال 
إلى ما وراء الحصون؛ لأنه إنما كان يود أن يكون هو القاتل لهكطور الفاتح لبلاده فضلًا 
عما كان يخشى من أن لا يكون فطرقل كفوًا لتلك الصدمة فيقتل فيكون الرزء رزئين؛ 
قتل الصديق الحميم» وذهاب السلاح سليًا للعدو اللدود» ولم تكد تمر على مخيلة أخيل 
تلك الهواجس حتى زاحمته بلابل الأفكار» وعاودته قوارس الكيد فختم داعيًا باضمحلال 
صديقه وعدوه» وهو شأن اللدود الذي يطوحه كيده إلى الإيقاع بما طالته يده فيعمي 
ال ماكر ك وة ذال عياف عا فقا ك ا : 

)٩(‏ الجوب: الترس. والتريكة: الخوذة. 

)٠١(‏ القيان: رباب الإنشاد انظر رسمهنَ .١‏ هنا مثال آخر لانتقالات هوميروس 
البديعية عندما يشرع في شرح أمر خطير. 

)1١(‏ ثعلب الرمح: عوده. 

)١١(‏ الغراب: السفينةء ووجهته مقدمها أو صدرها. 

(۱۲) رأينا فيما مضى كم تزلف القوم إلى آخيل» وأتوه صاغرين مستجبرين» فكانوا 
كأنهم يكلمون صخرًا آصم» ولم يلن بعض اللين حتى استصرخه فطرقل بهامي العبراتء 


VTA 


النشيد السادس عشر 


وما هو هنا إن رأى بعينه اللهب المضطرم بالسفن حتى استفزته الحمية من تلقاء نفسه 
فَأَنَّ وتلهف وانقلب يستعجل فطرقل ويكتب جنوده» كل تلك مشاهد أعدها الشاعر بدقة 
شعوره» فأفاد المطالع أن الأمور تؤتى من أبوابهاء فما وساطة ألف وسيط بمؤثرة تأثير 
عاطفة يثيرها صديق حميم» وما أثارة تلك العاطفة بشيء إزاء تمثيل المشهد حًا يراه 
الإنسان بعينه.» وإن رؤية فقير ذي عاهة يتضور جوعًا وهو عار بقارعة الطريق لتكلمك 
كلامًا لا تستوفيه بلاغة ألف شفيع يندب لديك حالة ذلك المسكين. 

)١5(‏ التريكة: الخوذة. والعذبات: أهدابها المتدلية. والقونس: بيضة الخوذة. 

)٠١(‏ أي: إنه استلأم بلأمة أخيل (أي: درعه) وتقلد كل سلاحه إلا قناتة» فقد كان 
يصعب اعتقالها لثقلها إلا على أخيل؛ تلك مزية أخرى من المزايا التي تفرد بها أخيل. 

(17) فليون: جبل بتساليا. 

(۱۷( قوله: فی أي : أفطميذ. 

(۱۸) لما كان دأب الشاعر أن يميز أخيل في كل شئونه» فقد ألبس مركبته من 
الزخرف حلة شائقة» وجعل جواديها زنثس وباليس من جياد الخلد» ثم جعلهما من 
نتاج العنقاء (وهى في الأصل «هربية» 1170م لكر مخلوق خرافي ذو جناحين) والنسيم» 
ثم قرن إليهما احتياطًا جوادًا ثالنًا من جياد الخيل الفانيةء وأشار إلى أن أخيل نال ذلك 
الجواد الشهير بإحدى غزواته. 

والاعتقاد بوجود خيل من نتاج الريح قديم ذكره بلينيوس وغيرهء وليس عندنا مما 
يشبهها بعض الشبه إلا الفرس المسحور بألف ليلة وليلةء وأما عنقاء مغرب أو العنقاء 
المغرب فهي عند العرب طائر معروف الاسم مجهول الجسم» كانوا يستعيرونها للإخبار 
عن الأمر الباطلء وفي ذلك يقول أبو نواس: 


يحدث عنها الناس من غير رؤية ترى صورة ما أن نمرٌ وأن تحل 


ولهذا اتخذناها لتعريب «الهربية» اليونانية الدالة على الطائر الخرافي السابق الذكر. 

(19) لم يكن له بعد أن تمادى على المرامدة زمن العطلة» وهم يتحرقون لنصرة 
قومهم إلا أن يشبههم وهم واثبون للكفاح بالذئاب الكاسرةء ويستطرد إلى ذلك الوصف 
الرائع. 

(۲۰) ذات قوس الذهب من ألقاب أرطميس. 


75 


الإلياذة 


)۲١(‏ قاتل أرغوصء هو: هرمس» وأرغوص هذا هو من ولد أيناخوس ورابع ملوك 
أرغوس» كان الغالب عندهم في المنازل الكبيرة أن يجعلوا غرف النساء في أعالى البناء 
وبعبارة أخرى كان الحرم في الطبقة العلياء قال أفستائثيوس: كان اللقدموثيون يدعون 
الغرف العليا أوا (00) ومعناها أيضًا البيضء ولعل الخرافة القائلة: إن هيلانة ولدت من 
بيضة نشأت من هذا المعنى. 

(۲۲) إليثية ابنة هيراء كانت في اعتقادهم تحضر ساعة المخاض حتى تلد المرأةء 
ولعلها ليليت أوميليتا البابليين ربة الليل والولادة. 

(۲۲) مر هذا الوصف في النشيد الثالث عشر. 

)۲٤(‏ بان هنا بمعنى بعدء والمربع: المقام» والددونء والفلاسج: امتان. 

(55) السلة: رواة زفس أو مفسرو أوامره. كان الكهنة ينتحلون هذا اللقب لأنفسهم 
في الاستخارة وغيرها. 

(57؟) الحمات: ج حُمةء إبر النحل والدبرء جماعة النحل والزنابير والمراد هنا 
الزنابيره وخشرمه خليته أو بيتهء من معجزات هوميروس أنه إذا شبه أمرًا كبيرًا بشيء 
صغير هيأه بصورة تنطبع في النفسء فما تشبيه الجنود البواسل بالأسود الكواسر بأوقع 
في النظر من تلك الزنابير الحقيرةء وهي تأثره تلك الثورات وكلّ منها. 


يذب عن البيض مستبسلًا حديد الحمات شديد القوى 


وللشنفري أبيات جميلة بهذا المعنى أوردناها في النشيد الثاني. 

(۲۷) كل ذلك إشارة إلى انفراج الأزمة عن الإغريق. 

(۲۸) الخميرة: حيوان خرافي مر ذكره ورسمه في النشيد السادس. 

(۲۹) أريبا: محل الظلمات في الجحيم. 

)٠٠١(‏ يرى بعض الشراح إشارة في الأبيات السالفة إلى الطوفان الذي كان يعتقده 
القدماء» وهو موافق لما نصت عليه التوراة» وسببه هنا كسببه هناك تمادي الناس في 
الغي والشرور. 

(١؟)‏ الخلايا: السفنء والحصار: السورء أي: حال فطرقل بين الطرواديين وإليونء 
وحصرهم بين مرسى السفن ونهر سيمويس. 

(۳۲) أي: فأذن لفطرقل أن ينفذ حكم القدر القاضي بموت سرفيذون قتيلًا بساحة 
القتال - كان سرفيذون أعظم محتدا وأشرف مولدًا ن ا زعماء الفريقين؛ لأنه لم 


VE» 


النشيد السادس عشر 


يكن من أبناء زفس بطل سواه في تلك الحرب» ولهذا أطال الشاعر في حكاية مقتله كما 
سترى» وأطنب في ما مضى وما سيأتي من مدح صفاته إجلالًا لقدره» فهو حيثما ظهر 
القكن الباسل اقام ا لا ضويب معا متقضة كما هو بعشل أحيل ول ودع 
ذيوميذء وهو مع فصاحته بالكلام رجل بطش وإقدام» ولقد غاظ مقتله زفس فوق 
مقتل كل بطل سواه حتى أراد أن يحول عنه حكم القضاء السابق النافذ بقتله فتصدت 
لزفس زوجته هيرا وآثبتت له أنه لا بد من نفوذ القضاء المبرم وإلا لقامت قيامة الأربابء 
وسعى كل منهم في الإفراج عن ولدهء وهنا بحث للشراح طويل في القضاء والقدر باعتقاد 
الأقدمين» فقالوا إن كان نفوذ القضاء حتمًاء فليس لزفس وهو الذي سطر لوحه المحفوظ 
أن يمحوه» وإلا فلا معنى لوجوده» وليس المقام مقام إطالة في هذا الباب فقد تقدم لنا 
كلام بهذا المعنى» ولهوميروس كلام كثير يشير إلى أن أعمال البشر إنما هي الباعث على 
انصباب الويلات وتفاقم الشرور. 
(") المظفر: الآخذ بظفره. 
(5؟) لقد مرت على حرب طروادة وزمن هوميروس ألوف السنينء وعامة الناس لا 

تزال تعتقد أن المطر المحمر دليلًا على غضب إلاهىء مع أن رد ذلك الاحمرار إلى أسباب 
aE‏ هذان وقد مل GENRE‏ الدمري ف اليه الحادى عدي 

(5؟) أي: إن القتيل سقط سقوط إحدى هذه الشجر وقد قطعها بناء السفن. 

(1؟) كثيرًا ما يستعمل هوميروس أمثال هذه الاستعارة للتعبير عن الموت» كقوله: 
أسبل الموت سترهُ وخيم ظلام الحمام» ومن هذا القبيل قوله قبل أبيات: ومن حوله انتثر 
الحمام مبيد الحياة وكلها استعارات لطيفة يألفها الذوق» ولها في العربية أمثال من 
أرقها قول بعضهم: 

ورنقت المنية فهي ظلٌ على الأبطال دانية الجناح 


قال في أساس البلاغة: فيه بيان جلي أن ترنيق المنية مستعار من ترنيق الطائر (أي: 
رفرفته وخفقه بجناحيه)؛ حيث جعل المنية كبعض الطير المرنقة بأن وصفها بوصفه 
من التظليل ودنى الجناح. 

(۷) الممتهى: الصقيل 

(۳۸) انفأى: انفطر. 

(۳۹) التّوى: الهلاك. 


V١ 





هيرا زوجة زفس. 


€( الشيا: حدود المناصل» وهى جمع شباة. 
)١‏ في الأصل: «سترة ليل دجاء» إشارة لطيفة إلى الغبار المنتشر من تلاحم القوم 


القن 


النشيد السادس عشر 


)٤۸(‏ عسا: غلظ واشتد. 

(59) اللغا: الكلام, وفي الأصل «ما هذا أوان القول بل أوان الفعل»» وهى عبارة 
جرت مجرى الأمثال في أكثر اللغات يقول اللاتين: ]5© 0115 0ا ؟ 560 Non verbes,‏ . 
ومن هذا القبيل قول العرب في أمثالهم: هذا أوان شدكم فشدٌوا. وقولهم: هذا أوان الشد 
فاشتدي زيم. 

)هاب اسوك جل اتون 

)0١(‏ حطابة: جمع حطاب. 

(59) قد تقدم لنا مثل هذا المعنى» وهو من التشابيه التى عيب عليها الشاعر على 
کو ا ی واا نهذ ال ١‏ 

(0) أي: عظمت الشدة. 

(04) قال في النشيد الرابع عشر: إن الموت والرقاد أخوان» وزاد هنا أنهما توأمان. 

)٠١(‏ في أقاصيص اليونان إن سرفيذون قاتل أخاه مينوس على ملك اكريت» فغلبه 
مينوس عليها فبرحها وبعض أشياعه إلى ليقيا وغلب زعماء بعض أطرافها عليهاء واستقل 
بها ملگا وتوفي بها وكان قبره معروفا في تلك الأزمان. وإذ كان من شأن هوميروس أن 
لا يخرج بشعره في شيءٍ عن روايات عصره التاريخية صاغ لدفنه في ليقيا بعد مقتله في 
طروادة ذلك القالب الجميل. 

وليس في الأمر غرابة؛ لأن القدماء كانوا كأبناء زماننا حريصين على دفن جثثهم في 
بلادهم ولعين بإقامة الأنصاب عليها؛ ولذلك أمثلة شتى في أهرام مصر وتوراة الإسرائيليين 
وكتب العرب» فإن إبراهيم الخليل ضم يوم وفاته إلى مدفن امرأته سارة» وحفيده يعقوب 
استحلف ابنه يوسف أن لا يدفنه في مصرء فأرسله إلى مدافن آبائه في بلاده» ولم يرو 
للعرب ولع وشغفٌ بمثل هذاء كاليهود والمصريين بل كانوا إذا بعدت الشقة أبقوا الميت 
في مكانه» كما استبقوا هاشمًا جد صاحب الشريعة في غزة عند وفاته بهاء ومع هذا 
فكان يستحب عندهم جمع الأقارب في موضع. قال صاحب مشكاة المصابيح في الحديث: 
ويستدل على ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام: «ادفنوا إليه من مات من أهلي». وفي 
الحديث عن جابر أنه قال: لما كان يوم أحد جاءت عمتي بأبي لتدفنه في مقابرنا فنادى 
منادي رسول الله يِه «ردوا القتلی إلى مضاجعهم» كل هذا يدل على أنهم كانوا يستحبون 
جمع موتى العشيرة إذا لم يكن هناك مشقة وعناء. وأما إقامة النصب على القبور فلم 
ترو عن عرب الجاهليةء ومع هذا فقد رُوي استحسان جعل علامة على القبر يعرف بهاء 


VEY 


الإلياذة 


وذلك كما روى صاحب (مشكة المصابيح): لقوله عليه الصلاة والسلام: «أعلم بالحجر 
قبر أخي». 
(53) قال السموأل: 


ولسنا بأول من فاته على رفقه بعض ما يطلبٌ 
وقد يدرك الأمر غير الأريب وقد يصرع الحول القلبٌ 
ولكن لها آمر قاد إذا حاول الأمر لا يُغلبٌ 


وما أحسن ما تمثل به الخليفة عمر وهو على المذير: 


هوّن عليك فإن الأمور بكف الإله مقاديرها 
فليس بآتيك منهيّها ولا قاصرٌ عنك مأمورها 


وقال عبد الله بن يزيد الهلالي: 
ما أقرب الأشياء حين يسوقها قدر وأبعدها إذا لم تقدر 


(010) أي: تلك الشقة البعيدة. 

(54) البرى: التراب. 

(59) الطوى: الجوع شبه سقوطه من سدة المركبة يهوي إلى الأرض بالصياد 
الواثب من السفينة إلى قعر البحرء ثم قال: لو وثب تلك الوثبة لصاد من المحار ما يقري 
الجماهير» ولم يعبأ بتلاطم الأمواج واستطرد بقوله في البيت التالي إن كان هذا غوصه 
بالبر من ظهر المركبة» فلا ريب أن في الطرواد غاصة مهرةء وفي هذا الكلام من التهكم 
على القتيل ما لا يخفى. ولهذا ذهب البعض إلى أن هذا التشبيه دخيل في ثنايا الأصل 
خصوصًا أن ليس من شأن فطرقل أن يتهكم هذا التهكم وهو القائل قبل أبيات: 


علا أخي ذا الكلام المهين وإني بلوتك سامي النهى 


(18) الصلاء: النار فكأنه قال تتحرق. 
)1١(‏ الرعان: الجبال» ج رعنء وما قبل ذلك أسماء أشجار. 


VE 


النشيد السادس عشر 


(؟1) براح: علم للشمس. 

(*1) أي: لما مالت الشمس للمغيب. هكذا كانوا يعبرون عن ساعات النهار راجع 
شرح النشيد الحادي عشر. 

)1٤(‏ للبراح» أي: للعراء. 


USE وادرك الشييات‎ EEE ENI ea E) 
أنباً فطرقل ساعة موته بموت هكطور قتيلًا بذراع أخيل.‎ 
طفا: مات.‎ (VT) 


VEo 


النشيد السابع عشر 


4 
يف 


المعركة السابعة حول جثة فطرقل 


مله 
٠‏ 


و مطلاوس لفحل فظوقل كدعوم يداع عن جدده وكان أوفرب يجردها من السلاح 
فقتله منيلاوسء وإذا بهكطور مقبل بإيعاز أفلّون فتقهقر منيلاوس واستعان بآياسء 
فأقبل آياس وهكطور يوشك أن يقطع رأس فطرقل فصده آياس فأقبل غلوكوس يؤنب 
هكطور لتخليه عن سرفيذون والتوائه أمام آياس» فشك هكطور بسلاح أخيل ونادى 
صحبه فانقضوا مع الإغريق وفزع لمنيلاوس الأبطال من قومه والتحم القتال حول 
القتيل» وكلهم طامع في الاستيلاء على شأوهء فالتوت الطرواد أمام إياس ولم يكن النباً 
قد طار بعد إلى أخيل بمقتل حبيبه» ولما توارت جياد أخيل عن ميدان الحرب ذرفت 
الدموع حزنًا على فطرقلء فرّق لها زفس وأهبط عليها قوة جديدة فانثنى أفطوميذ 
بها إلى ساحة القتالء ثم ألقى بالأعنة إلى رفيقه القيميذ وأخذ يقاتل راجلا فاندفع 
هكطور وأنياس ونفرٌ من أبطال الطرواد في طلب تلك الجيادء واشتد الكر والفر وجرت 
جِيانَ آخيل:مممرغة فتوارت بالمركية عن الطروادء وأخذت أثينا بين.منيلاومن وأفلون بيد 
هكطور وأرعد زفس فأرعب الإغريق فاستظهر عليهم الأعداء وأرسل منيلاوس ينمي إلى 
أخيل موت فطرقل ونكبة الإغريق» وظل الأياسان يدفعان العدى عن جثة القتيل فسار 
بها منيلاوس ومريون إلى المعسكرء وانهزمت الإغريق إلى ما وراء خندقهم. 





الإلياذة 


وغادرت فى الحاف وا لحفير 


وقائع هذا النشيد في مساء اليوم الثامن والعشرين. 


ما انهال من سلاحها الكثير 


النشيد السابع عشر 


لم يخف إلف آرس منيلا 
ودار حوله العدى يباري 
قد نتجت بيكرًا عليه حنت 
لكن أوفرب الفتى ما زال في 
إذ كنت فى الطرواد والأحلاف 
فخلني رز جميل الشرف 
فنفس أتريذ ذكت توقدا 
ما أقبح الغرور بالنفوس 
لا خيلاء اليبر والليث ولا 
لكل هذا الكبرَ والغرورا 
لم تهنه غضاضة الشباب 
وقال إنى ساعة الإيلاء 
غدًا ولا عرسا وأما وأبا 


VENA 


فا طرفل کے و 
بعدة تألقت عليه 
كناخ فة الصو 
وانعطفت من حوله وأنت 
هد ينروم ااغدى: 55 كيولا 
فطرقل فاكرًا بذاك الموقف 
يخاطب الشهم منيلا بصلف: 
قشل لئ سن علي ذا الففييل 
ول اف اه اف 
أولا فأيقن ا التلف» 
وصاح: «يا زفس الأب المسودا 
EE EE‏ 
ما وقيا الفتى هفير ينورا" 
فاضي .اى الاب 
کن من EE‏ الأخاء 
یکو وو 
فليس يغني العجب من إقدامي 











النشيد السابع عشر 


ولذ إلى قومك من قبل اللقا 
فلم يزد أوفرب إلا حنقًا 
غرّك أن بات أخي صريعا 
فعرسه الهدي في أقصى الغرف 
وقد أذقت أبويه غصصا 
لكين سازوئ عة الان 
لدى فرنثيس وفنثوس يرى 
والآن فصل القول فالبدانلٌ 
وأطلق الرُمح ففي الجوب وقع 
فزفس أتريذ دعا وشهرا 
وزج زج واثق عميد 
فصل لما خر والنقع جرى 
فذاق كتشهدر يووا اتسين 
كاه فوح من اال يون 
ينعشه النسيم والزهور 
لكا ا ا فور ك 
فخر أوفرب يحاكي مذ وشب 
ولم يكن في قوم أوفرب أحد 
كأنه ضيغم غاب وثقا 
ففرس الغرة منها وسحق 
فرق الأجاء ,وام خض :الندها 
فح الدون وا ا ع 
وكاد أتريذ يفوز بالمنى لكن 
كقيم الكيكون ميتيس نهض: 
جريت تبغي خيل آخيل ولا 
ألا ترى أتريذ عن فطرقل ذب 
ثم مضى عنه وفي الجيش ذهب 


كى72, 


أولّا فوقع الخطب يشفي الحمقا» 
وصاح: «يا أتريذ أدركت الشقا 
لتؤخذن بدمه سريعا 
أزمتدة: مناتت وها كادت ترف 
حين بعيد العود لليلاد 
رأسك والسلاح في تلك الذرى* 
يعقبة الفوز أو الفرار» 
لكن عن النحاس في الحال ارتدع 
نصلًا وأوفرب يسير القهقري 
فقطع التّصلٌ حبال الجيد 
يكسو بديع الشعر ثويًا أحمرا 
ضفرن بالعين وباللجين' 
غض على مجتمع العيون 
بيضاء في فروعه تمور 
فاستأصلته من زوايا العزلة" 
عليه أتريذ لإحراز السلبُ 
يلقى منيلا وهو يخلو بالعدد 
ببأسه وفي الصوار اندفقا” 
عنقها ما بين نابيه ودق 
والناس والكلاب عجت في الحما 
من رؤية الليث قلويها خلع 
ذكت غيرة فيبوس هنا 
«وصاح يا هطور أخطأت الغرض ١١"‏ 
يبلغ منهنٌ سوه الأملا 
وأبسل الطرواد أوفرب ضرب» 
وقلب هكطور من البث التهب 


الإلياذة 


ماع هنا مين الجموة اا طا 
ذاك صريع دمه يتفجر 

فثار يحكي نار هيفست التي 
وانقض في صدر الشُرى مدجمًا 
أأبرح الآن وذا فطرقل من 
فمن من الإفريق لو رآني 
وإن دعتني عزة النفس إلى 
فخلف هكطور بنو الطرواد 
لا كان ذا الهاجس من لاقى الأولى 
بحكم آل الخلد هكطور هجم 
آه ولو لي صوت آياس نمي 
أنا سافن نخوض ا 
بشلو فطرقل إلى أخيلا 
وها هتاه تقون 
فعادو الحكة ك احضباما 
كالليث للمربط يومًا لاحا 
وارتد مغتمًا على الأعقاب 
حتى إذا في قومه حل وقف 
لما رآه قام أقصى الميسره 
وهدهم فيبوس طرًا رعبا 
نذود عن فطرقل حول جثته 
لعلنا وإن عرت عن العدد 
فهاج آياس أسَّى ثم انطلق 
فألفيا هكطور ثم جردا 
ليأخذ الهامة باقتضاب 
يجوبه كالبرج آياس جرى 


وخفتة«التقكزميينق خالا اترا 
وذا إلى تجريده مبتدر"' 
ماإن خبت قط إذا ما هبَّتٍ 
«ما حيلتي في القدر المفاجي 
في الذود عن عرضي وافته المحن 


أحجمت عنه الآن ما لحاني 


كفاح هكطور الذي قد حملا 
طرًا على أنى بانفراد . 

صانتهم آل ا لاقى البلا 
فمن يلومني إذا ألوي القدم 
لاقتحمت دهم الرزايا هممي 
حتى ولو ربٌّ للقيانا بدا 
نمضي فيمسي خطبنا محمولا ٠"‏ 
وافى العدى في صدرهم هكطور 
فقابل النباح والرماحا 
كما انثنى أتريذ باكتكاب'؟١‏ 
مستشرفًا يطلب آياس وخف 
مستنفرًا إلى الصدام عسكره 
صاح: «ألا فورًا أياس هيبا 
فإن هكطور خلا بشكته 
لإلفه آخيل نمضي بالجسد» 
يجري وأتريذ إلى صدر الفرق 
شكة فطرقل وجر الجسدا 
ويدفع الجثة للكلاب 
فعاد هكطور إلى قلب الشرى 


النشيد السابع عشر 


ثم اعتلى وصاح: «ألقوا لي في 
لكن أياس بسط الجوب على 
كلبوة في الغاب بالأشبال 
فجاء همكطور غلوكس الفتى 
صاح به يرمقه ازورارا: 
يعزي لك البأس جزافًا إنما 
ألك فى جماعة الطرواد 
فقومنا في وجه أبطال العدى 
إن قد أطالوا الحرب والإبلاء 
ويحك أنى بك عرض الجند 
وقاكم. من أزمة الدّراهس 
عنكم إلى الأوطان ينثنونا 
إذ إن فطرقل أعرّ الناس 
لكن لآياس الذي تراه 
هيهات هيهات فلن تنقرردا 
فقال منعمًا حديد النظر: 
لگن أرى الخلاف قيا قرشم 
ما راعني الطعن ولا وقع خطى 


وهو ولي الأمر قد يخذل من 


إليون ذا السلاح يسمو شرفي" 


جثة فطرقل وما تقلقلا 
حلت فبالكماة لا قبالتىي 
صائلةٌ تحمي حما فتيتها" 
کک EERE‏ و 
نفك 00 3 هالعا فرارا 
حالك شفت عن فوادٍ أحجما 
من دوننا حماية ا 
لذ وشهوا كول الخصيون 

واج واوا فيكم 0 
خيرًا ترجى بعد هذا الصدٌ"٠‏ 
ادرف EE SEES‏ 
زا وه من اتواه 
بأن يعدوا أهبة المآب 
فينزل الويل على إليونا 
فى ودقع عبن بشاحة الأوظطان 
بدح رك ومس سل له لجر 
يؤمناالعدى بلا تأخر 
لدى أخيل القرم رب الباس 
وهنت عزمًا قبل أن تلقاه 
له وتدري أنه أسمى يدا» 
«كفاك يا غلوكس أن تفتري 


الإلياذة 


فادن إلى الآن واشهد تنظر 
أكان مهيايًا كما تقول 
ل كل جو يكيل 
وصاح يعلو صوته بين الزمر: 
يا آل دردانوس هبوا وقفوا 
وإننى ماض أشك مقبلا 
تلك التى سلبت من فطرقل» 
ا أن سيت تياك 
ذاك سلاخ ليس بعروهة البلا 
ولابنه مذ شاخ تلك العدد 
وعندما همكطور زفش نظرا 
هكطور قد كاد يوافيك الأجل 
ومؤمنًا بجفنه زفس اعتدل 
وحل أرفسن يه فاحتدما 
يخوض في صفوفهم مشتدًا 
كمستليس وغلوكس الجري 
وعسطروف ثم هيفوثوسا 
كذلك العرّاف إينوموسا 
«سمعًاأيا قبائلًا عديده 
لم أدعكم من دوركم طرًا أنا 
بل لتصولوا فى لقا الأعادي 


TS‏ لخدي 
آم هو محراب وغى يصول 
للذود عن جثة فطرقل حمل» 
«طرواد ليقيون أبناء الظفر 
ببأسكم فذاك ذاك الموقف 
بعدة القرم أخيل عجلا 
ثم انثنى يعدو حثيث الرجل 
من قبل أن تبلغ إليون العدد 
ألقى لهم شكته في العجل 
وشك في سلاح أخيل وجدا” 
E‏ آل قله نبل EN‏ 
ظلت ولن يشيخ فيها الولد" 
معتزلًا بدرع آخيل انبرى 
واو ت ا ی عن ج 
وأنت في حلة رؤاع الملل 
تك حدتما م كنك ال 
جزاء ما أوتيك من حمامي 
ANSE a‏ 
تتاشيس | لجنا E‏ 
فتكًا وياليأس حشاه اضطرما 
شعطع اتان وا 
يحث للإيقاع فردًا فردا 
وشرسلوخ ثم ميدون السّري 
فرقيس ذيسينور إخروميسا 
يثير فى أحشاهم النفوسا: 
انها E‏ 
لتلبثوا حشدًا بلا جدوى هنا 
و سحن 


النشيد السابع عشر 


أنفدت رزق الجند زادًا وجدا 
فاندفعوا بالبأس في وجه العدى 
فأيكم أياس صد ا 
أحيوه نصف الغنم 
فقوّموا السلاح قوق السا عة 
لينقذوا الجثة من أياس 
وبمنيلا صاح اياس: «لا 
ما جزعي لشلو فطرقل لدي 
وذا غمام الحرب فوقنا انطبق 
فقم وناد صفوة الأبطال 
فصاح أتريذ بهم يقول: 
يا من على موائد ابني أترا 
ومن حباكم زفس عالي القدر 
حي راك :ماع 1 سل 
فطرقل كاد الغضف والضواري 
فما انتهى حتى ابن ويلوس عدا 
تلاه إيذومين شم القرم 
كماة باس لا يحيط الفكر 
ونحوهم جند العدى تقدموا 
فتدفع الأمواج فوق الجرف 
ودون هاتيك الجيوش الوافده 
حول القتيل كثفوا الأجوابا 
يستر براق الترائك التي 
لأن فطرقل عزيرًا حسبا 


شق أحيزا 


لكم لتعملوا القنا المجرّدا 
اوی لفن إفنا پر 
بشلو فطرقل ولو ميمًا لنا 
وهی قريني شرفًا و 
واندفعوا دفعة صف واحد 
وأويبهم في ذلك الوسواس 
من فوق فطرقل فقيد الحس 
ما خلت أنا قد بلغنا الأجلا 
كجزعي الآن عليك وعلي 
للطير طعا وكلاب اليلد 
همكطور وهو حيثما حل حر ق 
لعلهم يسعون ا 
بدا مدن وار E‏ 


کن فة الحدد رقم كما 
فقمتم بين الشري بالأمر 
تلكوشت به وا الوه SEE‏ 
أولهم ملبيا ذاك النداه” 
مريون والكل تباغا هموا 
بعدّهم فانبِتثوا وكروا 
في صدرهم هكطور ذاك الأيهم 
يقذف بالموج لثغر النهر 
منتشرات بشديد القصف 
تقدم الإغريق نفسًا واحده 
وزفس ألقى فوقهم ضبابا 
أجت وأغراهم بصون الجمّة 
دنه مقن اتل انتم ا 


الإلياذة 


فكره الإغضاء عنه حينا 
ودفع الإغريق بدء الأمر 
ولم يسمهم من الضر سوى 
لكنما أياس فى الحال انثنى 
أحات حو به اکل ادا 
فانقض كالرتٌ بغاب عريدا 
كذ ودف ادكه السو 
إذ يحسبون منتهى فخارهم 
وكان هيفوثوس الشهم الأير 
أدار حول قدم القتيل 
يجتره لداخل البلاد 
فكان ذا على الفتى وبالا 
إذ إن آياس على الفور زحف 
فخرق الدماغ هول المضرب 
فأفلتت من يده الحماله 
ويا لها عليه من مصيبه 
إذ لم يتح له إداء الشكر 
فهبٌ هكطور ويالرُمح حذف 
فحل في بأديل إسكيذيّسا 
وان توم امش يه 
وهب إياس وفرقيس ضرب 
فنفذ السنان في مهجته 
فانهزمت طليعة الطرواد 
والأرزغسيون وراهم عريدوا 
وكادت الطرواد تلوي ذعرا 
وفظطفن الفتارق انتضارا 
لكن فيبوس انبرى على الأثر 


فيشيع الكلاب في إليونا 
أن القتيل ظل في أيدي العدى 
بهم وفي طليعة الجيش دنا 
والغضف والفتية طرًا ددا" 
لما بفطرقل جميعًا أحدقوا 
فرع الفلاسجي ليثوس الأغر 
تقريًا لسادة الطرواد 
ثم على الخوذة بالرمح قذف 
فانهال بالدماء فوق الثعلب"" 
وخر فوق الميت لا محالة۸ 
في البعد عن لريسة الخصيبة 
لکن اناس ن الخصضل اتكرف 
همام فوقيا فتى إيفيتسا 
بالجاه في فانوفه الشهيره 
إذ دون هيفوثوس كان انتصب 
بالدرع يلقيه على راحته 
ويينهم هكطور أيضًا عادي 
وبالقتيلين خلوا فجردوا“ 
ونجحو إليون EE‏ قسرا 
وإن يكن زفس لهم قهارا 
وفي مثال ابن إفيتوس ظهر 


النشيد السابع عشر 


(ألفيج فبريفاس من شاخ لدى 
له انة إصالة الآراء) 
«أما أتاك كيف تحمى الدان 
بالكر مثل كرة القوم الأولى 
بالعزم والإقدام جدُوا الجدًا 
زفس لنا أحرز مذخور الظفر 
فلم يفت أنياس لما أحدقا 
قصاح يعلو صودَة الهدار: 
العار كل العار أن نرتدًا 
والآن لي لاح من الأرباب 
وقال: إِنَّ زفس قيم الظفر 
فطرقل ذا لا تدعوا الإغريقا 
وانقضٌ في صدرهم ووقفا 
فزجٌّ عن ساعد باس قاس 
وكان ليقوميذ إلفَهُ يرى 
وأرسل العامل رميًا يرمي 
فحل في كبده فانطرحا 
ولم يكن من بعد عسطروف 
فثار عسطروف ثم وثبا 
تدرعوا بشدّة البؤوس 
وبسطوا من حول فطرقل القنا 
«عن شلو فطرقل إلى الوراء 
ولا و الي الأجدام 
فاشتبكوا والنقع كالسيل جرى 
وانبسطت فوق الثرى الأشلاء 
أقلهم قتلى الأخائيينا 


يورا "فشكن واف التمحكؤن 





أحية ذاه اموه برقا اعدف 


فحث أنياس على الإبلاء: 
حتى ولو قاومت الأقدار 
بلوت في طي زمان قد خلا 
وياس أجناد قل عدا 
وكلكم أحجم بالجبن وفر» 
بأنه رب السهام مطلقا 
«همكطور يا طرواد يا أنصالنٌ 
تجاه إليون بعزم هدا 
رب تصدّى لي حاطب 
ظهيرنا إيه فاون ان 
يلقوا به لفلكهم طريقاء» 
اتك تن واا ا 
يردي ليقريط بن آرسباس 
فهاجه البث ونحوه جرى 


أفيسوون بن هفاس القرم 


وكان من فيونة قد برحا 
فتّى حكاه فى أولى الصفوف 
فلم يثل من الأخاء مأريا 
وراء معقل من التروس 


إذا بآياس يصيح علنا: 


له فلجووا ا مشن الأخناء 
بل حوله ذودن بالإقدام» 
فألبس الحضيض ثويًا أحمرا 
رصت كثافًا ما لها إحصاء 
إذ هم قاموا متكاثفينا 
عن بعضهم كراسخ الحصون 


الإلياذة 


وال خم الق حال كتالوان 

كأن الشمس بادت والقمر 
لكنّهم في سائر الأطراف 
لا غيم يعلو الأرض والجبالا 
بينهم بون فهم يبلونا 
وة احق تالحرب 
وولدا نسطور في الجناح 
بل حسبا فطرقل في الصدور 
جيشهما انحل فخلف الجحفل 
بأمر نسطور الحكيم عملا 
ودام حول جثة الجديل 
حتى وهت أعضاء تلك الفرق 
فالتوت الرُكبة والشظيه 
و ملكتي و انين 
تأنبوا ”تانب الأتتساع 
داروا حوالي جلد ثور مدا 
ادوا شدي الل ا 
وهكذا تجاذب القومان 
قوم به أسطولهم يبغونا 
بينهم قد حمي الوطيس 
ولا رمتها آن 
يوم به زفس على الأجناد 
والحرب في بون عن السفين 
لذاك لم يحط أخيل علما 
بل ظنه حًا أتى الابوابا 
إذ لم يكن في الغيب أن البلدا 
خی ولو أخيل انقض عه 
أوحت إليه غيب زفس في القدر 


مما لدى فطرقل في الجو انتشر 
والشمس يزهى نورها جمالا 
ما فتكت إلا بجندالقلب 
ما شعرا بالنباً الفضاح" 
حيا دهى الأعداء بالثبور 
ظلا يذودان اتقاء الفشل 


mA f 


إن بهما إلى الخلايا أرسلا 


مشتجر الرماح للأصيل 
من يها وبحت بالسرق 
كارك ففل الف السو 
والجسم طرًا ساب معفر 
بأمر سير لهم مطاع 
والشحم سيّالٌ عليه امتدًا 
اخم للجلد مليًا رشحا" 
جثة فطرقلَ بجهد العاني 
e‏ إليون آخرونا 
بهمة اعيا ازن 
فالاس بالتثريب والملام" 
والخيل أورى جذوة الجهاد 
اة على مقرية ات 
بما بفطرقل هنا ألما 
فينثني ويحسن المآبا 
لمان فطرقل يدين أيدا 
ذلك سر من ثتيس سمعة 
نخ فة مضات إلنفنه السو 


النشيد السابع عشر 


هناك ظل نافذ السنان 
يشجع الإغريق بعض بعضا: 
حير لنايا قوم أ أن ينشقا 
وضجت الا :5 فل اتقوت 
حتى ولو طرًا آنا القدر 
هذا وصافنات آخيل انبرت 
بأن روّاض متونها هلك 
لم يجد أفطميذ سوط الجبر 
وهي لدى المركبة العجيبة 
والدمع من بين مآقيها جرى 
وانبسطت أعراقها المخضبه 
فلأساها رق زفس وانعطف 
وقال في نجواه: «أؤاه لما 
فهو مليك لبني الموت انتمى 
ويحكم أكان ذا في القدر 
إذ لاو فيما دب أو تنفا 
وها أنا في هول ذياك اللجب 
لتنقذوا من ساحة الهيجاء 
إذ قد أتحت الفتك والتنكيلا 
حتى يوافي الغروب المؤنس 


يصمي فيصطكٌ به القومان 
«للفلك عود العار أنى نرضى 
جوف الثرى وفيه طرًا نلقى 
بين العدى وسعينا يخيب» 
«لا تنثنوا عن موقف الحتوف 
من حول فطرقل وفاتنا الظفر 
لقبّة النحاس صوت القعقعه؛” 
فى عزلة تذرف دمعًا مذدرت 
وفيه هكطور أخو البأس فتك 
على تلطفٍ بها أو زجر 
وأطرقت فى الأرض بالبحران" 
إلى وجه الثرى 
مسدولة من فوق عرش المركيه 
وهاج رأسه على ذاك الهف 
بكم حبونا الملك فيلا قدما 
وأنتم لا هرم ولا فنا 
أشقى من الإنسان بسا وأسى 

ن تاه فى درع أك شرفا 
e‏ قوة قلب وركب 
سات كم اللمعقين الها 
للقوم حتى يبلغوا الأسطولا 
من ثم يتلوه الظلام الأقدس" 


o 


من کبد حرى 


الإلياذة 


ونفخ القوة فحيها ا 
طارت وأفطميذ منقض بها 
لع يدنه اليف على الرفيق 
كرًا وفرًا رده تطير 
يهزمهم وليس يصمي أحدا 
نالع يكل فى يد اسان 
أبصره الشهم ابن لا يرق فهب 
قال: «أأفطميذ من أغواكا» 
دفعت مفردًا بصدر الفيلق 
أورده الردى ابن فريام وظل 
قال أألقميذ من في الجند 
سواك من بعد الفتى فطرقل من 
لكنما فطرقل أؤاه مضى 
فدونك الصروع والسوط هنا 
فاحذل ا بن اون 
فصاح هكطور لدی مرآه 
وقال: «يا أنياس يا عضيدي 
مطهّمي أخيل منقادين 
فإن تكن أنت ظهيري في الطّلب 
فانقض آياس وما ترددا 
بجنن فيها على سبت اهي 
فشو ا طاو اکرو ين 
طرًا بغوا بالفارسين شرًا 
سات E‏ 
زفس دعا يضرع أفطميذ 
«بهذه الجياد قربي ظلًا 
E‏ سكيلور لبت ا 


وعن نواصيها غبارًا نفضت 
مقل الحقان البظ فى الحو ها 
وهو على غير هدّى يسينٌ 
تدبر العنان والسنان"" 
ومن ورائه فی الفور انتصب 
وأي رب سالب هداكا 


آه على إلفك فالتحف لقى 


يعتز مذ يثوب أخفل رفل» 
يثير أو يكبح جرد الخلد 


آل العلى حاكى ذكاء وفطن 


ينفذ فيه الموت أحكام القضا 
عدن عقي اللعراء ق 
وأفطميذ انحاز عنه يمشي 
ذاك بأنياس الذي حاناه 
انظر فقد أبصرت من بعيد 
لسائقين في الوغى غرَّين 
أحرزهما غنمًا ويا نعم السَّلبٌ 
على لقائنا ودفع الصدمة» 
واندفعا قرمين قد توقدا 
صفائح النحاس تبهر النظرة” 
وذو المحاسن الفتى إريتس 
والعود فى تلك العتاق ذخرا 
مالم E‏ بشاسركت 
فاشتد ثم صاح: «ألقميذ: 
كناتقتي أنفاستهيا هل 
لم ينل النصر ويسفك الدما 


النشيد السابع عشر 


ويدفع الجياد والجنودا 
أى إننا في صدر جيش النبلا 
من شم نام «يا أياس الأكبرا 
عن جثة القتيل عبء الصد 
وأدركونا نحن حيّان وقد 
بصفوة الطرواد طرًا أقبلوا 
RES E‏ و NE‏ 
رمى ورمحه مضى يغل 
ما صدّه المحِنْ بل منه مرق 
فهبٌ هبةٌ ومن ثم انحرف 
كأنما ذو شدّة ويأس 
من منبت القرنين بت العرقا 
فخف هكطور وفورًا طعنا 
فذهب السنان من فوق الكتف 
وأوشك القرمان يصطكان 
لولا إلا ياسان اللذان اندفعا 
فارتاع هكطور وصاحباه 
مقط كنا مرق الأخيشناء 
وجرد العدة عنه وابتدر 
وإن يكن فطرقل لا يقاس 
ووضع العدة فوق العجله 
مخضب اليدين والرجلين 
هناك عج حول فطرقل الوحى 
وانحدرت فالاس من أعلى السما 
أنفذها لتتصر الأخاء 
وسط سحابة من البرفير 
كأن في قلب السما قوس قزح 


55555 
نظفر فيه خاسرًا مذللا» 
ويا منيلا يا أياس الأصغرا 
ألقوا به لخير بهم الجند 
بِرّز هكطور وأنياس وقد 
ونحونا كل قواهم حولوا 
على ولاء زفس اتكاي»”؛ 
وفي حشا إريتس يسخيل 
إلى نجاده وأحشاه اخترق 
مسلنقيًا والنصل مرتجًا وقف 
قابل ثورًا بشحيذ الفأس 
فهبٌ ثم خرّ ثم اسلنقى 
لكن أفطميذ في الحال انحنى 
مرتكرًا في الأرض عنفا يرتجف 
بالسيف دون الرمح والسنان 
لرفد أقطميذ لما سمعا 
وانقلبا والميت غادراه 
فهبّ أفطميذ كالأنتواء 
يصيح: «عن قلبي انجلى بعض الكدر 
E E‏ اناه 
ثم اعتلى منتصبًا بالعجله 
كالليث ثورًا رض بالكفين 
بأمر زفس لإراقة الدما 
إذ شاء أن يبدل القضاء 


ألقاه زفس منبنًا يما سمح" 


الإلياذة 


ينذر بالحرب وقر العام 
فانخرطت بينهم في السحب 
«العار والشنار أن تمزقا 
قملا يزعزعك هزيع الحرب 
قال: «أجل يا أبتا الشيخ ألا 
حتى تبين وابل النبال 
فإن موته فؤادي فطرا 
ولم يزل يعمل باري الحدٌّ 
فطريت إذ ذاك مما وجّها 
فشددت بالحزم منكبيه 
وطاء حول لصوت خط الب 
يدفعه المرء قلا يظل 
كذا منيلا الدم بالبأس سقفك 
وكان في الطرواد علج يسعى 
ذو دولة وصولة يجله 
كه برع EE EE TEES‏ 
ولى فغاص النصل في نجاده 
فخر والعدة صلت وعدا 
فجاء آفلون هكطور على 
من صرح آميدوسة قديما 
فقال: «من هكطور يخشاك إذا 
ماإن عهدت البأس فيه قبلا 
واجتر من بين سراكم مفردا 
غشى ابن فريام غمام الغم 
إذ ذاك زفس هن للإرهاب 
فغشيت إيذة دهم السحب 


0 


وأزمة الحارث والسوام”؛ 
تحثهم من طي تلك الحجب 
تخاطب لقنو منيلا أولا: 
غضف العدى خل أخيل الأصدقا 
وصل مثيرًا بأس كل الشعب» 
ليت أثينا عضدي في ذا البلا 
عني ففطرقل أقي في الحال 
لكنما هكطور كالنار انبرى 
لأن زفس خصّه بالمجده» 
دعاءه قبل بني الخلد لها 
و ت ارو رعيقية 
كأنه الذباب غرثانًا عثا؛؛ 
يمتصّ من دم لديه يحلو 
بنصل رمح حيثما حل فتك 
معودس يان الحسون يى 
هكطور وهو ضيفة وخا 
أورده أتريذ الهلاكاة: 

لجوفه يمرق من فؤاده 
يجتره أتريذ من بين العدى 
شكل ابن آسيوس فينفس العلا 
ضيفًا لهكطور اتی كريما؛ 
حاذرت من سطوة أتريذ الأذى 
وهو تراه قد جرى وأبلى 
جثة فودس الذي أولى الردى» 
فانقض يجري بالسلاح الجم 
مجته الباهر ذا الهداب 
بالبرق والرعد المخوف المرهب 


النشيد السابع عشر 


يشير للطرواد بالغنيمه 
وى فنيلاس البيوتي أوّلا 
فزجه فوليدماس الباسل 
وانقض هكطور وليطوس ضرب 
في إثره هكطور كالبرق ركض 
بطعنة بالثدي كادت تنشب 
فصاحت الطرواد والمطعون 

قد كان واقفا على مركبته 
إلى فتى مريون قيرانوسا 
كان إذومين من الخيام 
وأوشك الطرواد يحرزونا 
لكن قيرانوس وافى بالعجل 
من العدى أنجاه لكن ما نجا 
فى الفلك تحت الأذن والأسنانا 
EE‏ والعنان من يديه 
تناول الصرع وإيذومينا 
أما رأيت ال ع ي 
عقف تخو الك اة 
رأى منيلا وياس حلا 
وقد حباهم ببتات النصر 
«ذى العلم ويلا والجهول أبصرا 
قإثما زفس هو المصوب 
فلنفكرن الآن مهما كانا 
م شف فرط ال خرن 
اون دان ا 


اكلا 


ولبني الإغريق بالهزيمه 
مذ كان في صدر السرى مستقبلا 
ق نض الح من ااهل 
بقبضة الكف قو لي وهرب 
من ملتقى العدى بزند يبسا 
لكن إيذومين في الحال اعترض 
لكن ببطن الدرع قض الثعلب 
زج فما أصيب إيذومين 
فمال والنصل مضى بشدَّته 
تابعه الآأمين من لقطوسا 
قد جاء عاديا على الأقدام 
بموته نصرًا لهم مبينا 


إليه فامتطى على خير العجل 


ونصل هكطور بفيه ولجا 
سحّق ثم استأصل اللسانا 
أهوى فمريون انحنى عليه 
دعا: «ألا سط واطلب السفينا"؛ 
فما إليه من سبيل أصلاء» 
مرتعدًا منخلع الفؤاد 
أن العدى زفس إليهم مالا 
فصاح آياس بضيق الصدر: 
زفس اجتبى اليوم العدى ونصرا 
سيّان إن رماه نكس أو بطل 
وسهمنا يطيش حيث يذهب“ 
برد فطرقل إلى حمانا 
بعودنا فيه وإن ساء الثَّبا 
لما رأوا من هول هذي المحن 
لصد هكطور بهذي الشدة 


الإلياذة 


آمَا ألا نلقى لنا رسولا 
ظني به لا زال يجهل الخير 
أوَّاهد لكن كيف بالوصول 
يا زفس أيها الإلاه الأكيبر 
فصاح آياس: «منيلا هيا 
فقل له بالخبر المشكوم 
ضدّتة.غضف ورفاة ظلت 
تهمى عليه في الظلام الدامس 
لم يجده الباس وقبل الفجر 
كذاك فطرقل منيلا كرها 
يخشى إذا الإغريق هد الجزع 
فصاح: «يا أساسن يا مريون 
وادكروا أخلاق فطرقل وكم 
واويحه كم من يدٍ بيضاء 
ثم انبرى مستشرفا حيث جرى 
ذاك الذي من قلَّةٍ السّحاب 
ومن عباب الجو كالبرق انحدر 
كذا منيلا لحظك النقادا 
عل ابن نسطور لديك يبدو 


V1 


يعلو الخلايا والسرى يبتتا 
يطير بالأتباء لابن فيلا 
بقتل إلف ود من فوق البشر 
على السرى والخيل والعجال 
أن على الإغريق حتى يبصروا 
ثم امحهم إن شئت وسط النور» ٤“‏ 
ويدد الضباب والغيم قشع 
شمس العلى بنورها الوضاح 
علك أنطيلوخ تلقى حيًا 
يمضى إلى أخيل الغشوم * 
ااي عن حظائر الأيقار 
ترصده الليل وما EE‏ كانت 
فصدّ غرثانمًا لذاك اللحم 
شهب القنا ولهب المقابس 
غادر يخشى وقع خطب أدهى 
ونوا وفي أيدي العداة يقع 
يا زعماء الجيش لا تبينوا 
كتركنة اتات إل ان 
له قبيل الحتف بالقضاء» 
كالنسر أحدق الطيور بصرا 
أبصر خرنقا بوعر الغاب١ه‏ 
وأنشب المنسَرَ في لمح البصر 
سرحت ما بين السرى ارتيادا 

3 فتجري نحوه وتعدو 


حا 
الهمات للجهاد 


يسىدهص 


النشيد السابع عشر 


فخف له ود «ادن ترى 
تدري A.‏ أعد زفس العارا 
عرفل ذياك الهمام انوع 
0 0 واقشعرًا 
فشان دمعه وقليه دم 
لكنّه ىق منيلا وهرع 
ألقى به للوذق الجواد 
وغادر العسكر والدّمع همى 
ساء بني فيلوس أن قد نزحا 
أَمّر فيهم ثرسميذ المجتبى 
أنفذت أنطلوخ بالأتباء 
الكن عات مقطو ميف العمل 
إذن علينا عهدة التبصر 
قال أياس بن تلامون: «أجل 
أنت ومريون احملا الفقيدا 
غل قك ها مشتارع. الأمادي 
إني وآياس الفتى قرنان 
E‏ 
فضجت الطيرواد ثم 200 
تعقيت رما جریا طمعت 


V1 


يا أنطلوخ الصادع ال 

جل وط دي بك تدري جد 
وانحاز ا للعدى انتصارا 
ميت وهدٌ القوم منه المصرع 
ينهض في طلاب عاري جثته 
لأن همهكطور استباح العددا» 
وظلّ صامنًا يطيل الفكرا 
وصوته الهدّار في الحال انقطع”* 
من بعدما سلاحه حال نزع 
ظلهيره ه وسائق الجياد 
بنبا ]جل دهما 
عنهم وجهد E‏ فيهم برّحا 
فقال: «قد أنفذت للفلك فتى 


إلى أخيل المستبد الناءي 


غلا فهل نراه يبلي أعزلا 
بحمل فطرقل إلى المعسكر 
تملصًا من داهم الحتوف» 
بمثل هذا القول من قال عقل 
واندفعا ع به بعيدا 
صدًا لهكطور E‏ 
بالبأس واسمًا متشابهان 
وكم تحالفنا على الكر معا» 
SERE‏ ثم ابتعدا 
كالغضف دون فتية الصيد سعت 
فيه فمال نحوها فجزعت 


الإلياذة 


وانهزمت يدقع بعض بعضا 
تأثروا الإغريق بالمغاول 
LE ES‏ لمجال ال 
فامتقعوا لونًا وخاروا ووهوا 
وذانك نقروناك تخو ااا 
كالئان شيك قحف قصف الزن 
IEEE‏ فاون EE‏ 
ذلك عجٌ الجيش والخيول 
ولبثا بالشلو يجريان 
جدًا بجذع حملا متين 
توغلا بشدة في الوغر 
اك او ع 
في وجه مجرى النهر جبارًا يقف 
كذا الأياسان بوجه الفرق 
كد الطوواء :طبرا في الخ 
قرمان ضجت لهما الجيوش 
حكوا سحابة من الزرازر 
رأت به موا لها زؤاما 
كذلك الإفريق في كشفتها 
وقائزت ف الشافه والح 
ER ETE‏ 


كعسكر الطرواد لما انقضا 
تفتكا وخا قق الا 
كلا الأياسين لهم ووقفا 
اة عن طلي الشلى سهنوا 
ككااة وار شوم افك 
فى ا جع درن وين 
وهدر النوءٌ على المباني 
خلفهما في طلب الأسطول 
كما من الشم جرى بغلان 
ا 
بعرق في الجهدٍ رشهًا يجري 
قو حكيا فى خط :وا "مده" 
صدًا سرايا جيشها المندفق 
أنياس يغريهم وهكطور يثب 
وانهزمت بالرُعب تستجيش 
ولت لدى منظر صقر كاسز 
فانهزمت من وجهه انهزاما 
اک ولي متي کک 
ما اتهبال من ها :الکن 
و اا وون 


هوامش 

)١(‏ كل هذا النشيد مصاولة وكفاح, لا تتخلله نكات وغرائب كسائر إنشاد الإلياذة 
فهو وحيد في بابه بهذا المعنى» ولقد افتتحه الشاعر بالتغني بأعمال منيلاوس؛ لأنه لم 
يكن يجدر بهذا الفارس وهو المستنفر إلى حرب طروادة إلا أن يستلفت الأنظار ببأسه 
وإقدامه وسمو صفاته حينًا بعد حين» وقد لقبه الشاعر بإلف آريس إلاه الحرب إشارة 
إلى أنه لم يكن بالفتى الهيّاب كما زعم بعض أعدائه. 


V1 


النشيد السابع عشر 


(؟) الثنية: البقرة الفتية. 

(۳) هيفيرينور ابن فنثووس وشقيق أوفرب قتله منيلاوس (ن5١).‏ 

)٤(‏ العرس الهدي: العروس حين زفافها تُهدى إلى زوجها. وقوله: «في أقصى 
الغرف» إشارة إلى إقامتها في الحرم. راجع ما قيل بهذا الباب في حواشي النشيد السابق. 

)٥(‏ فرنثيس: آم هفيرينور. 

(1) العين: الذهبء واللجين: الفضة. ذكرنا في ما تقدم أن فتيان بعض قبائلهم 
كانوا يرسلون شعورهم أو يضفرونها كبدو العرب (ن:۲)» ولكننا لم نر قبل هذا أن 
غدائر الفتيان كانت تضفر بالفضة والذهب يتخذونها حلية كحلي النساءء على أن في 
جاهلية الأمم كثيرًا من أمثلة تحلي الرجال بالشنوف والخلاخل وسائر أنواع الحليء ولا 
أخال الرجل في أول أمره إلا متخدًا الحلي لنفسه قبل المرأة؛ إذ كان يستأثر بقوته بكل ما 
يروقه ثم أخذ يتجاوز عنها إلى المرأة من باب الإثرة أيضًا؛ إذ جعل يأنس بالنظر إليها 
وهي رفيقته فوق ما كان يأنس بالتلبس بها بنفسه» وكان كلما تقدم في الحضارة ينبذ 
مقها KEE‏ السول :الذى و مله کرات الم وای 
لها ما يوجب الحرص والأذى وثقب الأذان. 

(۷) كثيرًا ما يشبه الشاعر البطل الخار صريعًا في ساحة القتال بالشجر الشامخ 
الفروع المتين الجذور كالأرز والملول؛ وأما تشبيهه أوفرب بفرخ الزيتون الغض فإنما كان 
لجماله وغدائره المسترسلة» وهي مضفورة بالفضة والنضار. قولوا: إنه كان لفيثاغورس 
لكك كامق SR‏ حكن ذه قا E SA REE‏ 
فادعى أنه أوفرب بالذات قمصت إليه نفسه بعد موته. 

)۸( الصوار: قطيع البقر. 

(9) غرة الشيء: خياره. 

)٠١(‏ يراد بأتريذ هنا: منيلاوس. 

)1١(‏ أي: إنه تشبه بميتيس زعيم الكيكونيين. 

)١١(‏ أي: منيلاوس وأوفرب. 

)١(‏ أعجب كثيرون من الشراح بكلام منيلاوس في هذا الموقف وهو يناجي نفسه؛ 
ولا بدع فإن فيه من براعة تصرف الشاعر ما لا يكاد يتصوره شاعر آخرء أقبل هكطور 
تتبعه سرايا قومه فأوجس منيلاوس خيفة في نفسه فتردد في الاستواء أمام ذلك الجيش 
العرمرم» ولم يأخذه الرعب حتى مر على ذهنه أن لهكطور وجنده عضدًا إلاهيًا لا تصده 


ك7 


الإلياذة 


قوى البشرء ومع هذا كله فقد تمنى أن يكون إياس إلى جانبه فلا يبالي إذ ذاك بذلك 
الجيش الجرار ولو تقدمهم بطله المغوار وفيبوس الرب القهارء وفي هذا التدرج ما فيه 
من الفخر لمنيلاوس وإياس كليهما. 

)۱٤(‏ يقال: رب انكسار خير من انتصار. وهكذا فإن ارتداد منيلاوس كالليث 
الملتوي أمام الرماح والنباح لا يغض من شأنه شينًا. 

)٠١(‏ أي: سلاح أخيل. أرسل هكطور ذلك السلاح إلى إليون قبل أن يتقلده ليراه 
قومه ويكون نبأ لهم عظيمًا. 

(15) قال عنترة: 


ولي بأس مفتول الذراعين خادر يدافع عن أشباله ويحامي 


(1) عرض الجند» أي: عامتهم. 

0 الترافس: القداضه والتواهين: الك .يقول. فلوكوس. هذا القول؛ لاه :لم 
يكن يعلم ما كان من أمر سرفيذون وذهاب أفلون به ليدفنه بأمر زفس في وطنه. 

ا 

(۲۰) قال بعضهم: 


وما كل ما يخشى الفتى نازلٌ به ولا كل ما يرجو الفتى هو ناكل 
فوالله ما فرطت فى جنب حيلة ولكنه ما قدر الله نازل 
وقد يسلم الإنسان من حيث يتقي ويؤتى الفتى من أمنه وهو غافل 


)۲١(‏ ذهب القدماء إلى أنه كان من مهارة هوميروس أن أوقع سلاح أخيل مغنمًا 
بيد هكطور؛ ليتساوى البطلان» وإلا لما كان لأخيل الفخر بقتل هكطورء وسلاح أخيل 
صنع الآلهة وسلاح هكطور صنع البشرء وهنا أمر آخر يحسن التنبيه إليه وهو أن 
الشاعر وطأ بهذه المقدمة إلى الإتيان على الوصف البديع للسلاح الذي سيصنعه هيفست 
لأخيل في النشيد التالي. 

(۲۲) أي: لن يبلغ سن الشيخوخة؛ لأنه سيقتل شايًا. 

(۲۳) لا يفوت الشاعر محل انتقاد إلا ويتنبه إليه ويتلافاه؛ إذ قد يمكن أن يعترض 
بأن عدة معدة لرجل لا تحسن لكبر أو صغر أو قصر أو طول لرجل آخرء فقال الشاعر: 
إن زفس جعلها كأنما صنعت لهكطورء وهو القدير على أكثر من ذلك. 


اكلا 


النشيد السابع عشر 


)۲٤(‏ يشبه هكطور بغمام الحرب» وهو تشبيه غريب؛ ولهذا ذهب بعضهم إلى أن 
هذا البيت دخيل. قلت: ولا أراه غرييًا بتصرفه به هذا التصرف. 

(5١؟)‏ ابن ويلوس هو إياس الأصغرء كان أول قادم» إما لأنه كان أعداهم كما تقدم» 
وإما لأنه كان إلف إياس الأكبر. فكان أول مجيب لندائه. 

(51) الرت: الخنزير. والغضف: الكلاب. 





القتال حول جثة فطرقل. 


(۳۳) أي: إن فالاس وهي آثينا ربة الحكمة لا تجد مرمى للوم والتثريب» وإن كانت 
مغيظةء تلك إشارة إلى أن حدة الغيظ تدفع حتى البصير الحكيم إلى كشف معايب غيره 
وهي طرفة من طرف هوميروس الكثيرة. 

(5؟) أي: إلى السماء. 

(5؟) لا عجب إذا مثل لنا هوميروس جياد أخيل تذرف العبرات ّى وحزنًا على 
فطرقلء وهي من الجياد الخالدة فلقد روى الرواة في كل الأعصر أن الخيل تبكي 


1 


الإلياذة 


وتتحرق لهفة على فرسانهاء ذكر أمثال هذا أرسطاطاليس ولبيناس» وذكر سولينوس 
SEA‏ القلة إذا هدك من مواطفهاء وفال هذا القول عق يوان تى امنا خرون: 
وقد حذا حذو هوميروس باستبكاء الجياد فرجيليوس فقال: 


Post bellalor equus, 205115 insignibus £thon 


It lacrymans, guttisque humectat grandibus ora 


وأما شعراء الإفرنج فقد لطفوا المعنى؛ إذ أضربوا عن ذرف الدموع وعبروا عن 
جزن الخيل بجمود العين وتنكيس الرأس» وما أشبه كقول راسين في روايته فدر 
Ieil morne maintenant et la lête 031556‏ 


Semblaient se conformer ã sa triste pensée 
وممن استيكى الخيل من شعرائنا عنترة العبسي بقوله:‎ 


ولقد تركت المهر يدمي نحره حتى التقتني الخيل ثاني جدعم 
ما زلت أرميهم بثغرة نحره ولبانه حتى تسربل بالدم 
فازورٌ من وقع القنا بلبانه ‏ فشكاإليّ بعبرة وتحمحم 
لى كان يدري ما المحاورة اشتكى. ٠‏ ولكان لو علم الكلام متكلمي 


وأما استبكاء الحمام والورق وما أشبه من الطيور فقد صار في لغتنا من المبتذلات 
السواقط. 

850 إن E‏ ا و ی اا رمسالا وا ا 
راجع النشيد السابق. 

(۳۷) سبق لنا ذكر السبب في تقديس الظلام (ن5١).‏ 

(۳۸) لما قتل فطرقل أصبح أفطميذ منفردًا في كرسي المركبة» فكان يغير بغير هدى 
على الأعداء فيهزمهم» ولا يقتل أحدًا منهم؛ إن لم يكن بإمكانه أن يكافح ويطارد في آن 


(9") الجنن: التروسء والسبت: الجلد المصنوع. 
(50) يقول لا تبعد عني بالجياد بل سر دائمًا على مقربة مني حتى أشعر بنة 
على عاتقى. 


V1۸ 


النشيد السابع عشر 


)٤١(‏ حيثما نظرنا إلى الإلياذة رأينا فيها الأدلة الساطعة على خالص الاعتقاد 
بالقضاء والقدر» ووجوب التسليم إلى العناية على حد قول المعري: 


سلم إلى الله فكل الذي ساءك أو سرك من عنده 


قوش فاح ا تيوسو لامش يق كماساء ف التوراة: 
00 شعاد الترف اتراي الذواب:والأتعام, 
الغرثان: الجائع؛ وعثا: أفسد. 
لعل الإتيان بفودس هنا ومقتله مقصودان من الشاعر بإزاء قدوم فطرقل 
ومقتله؛ لأن هذا خليل أخيل بطل الإغريق» وذاك خليل هكطور بطل الطرواد. 
(57) أي: أسيوس الذي تمثل أفلون بهيأته. 
)٤۷(‏ الصرع: العنان. 
(40) 5 


) الغر 


متوقد يفري بأول ضرية ما أدركت ولو أنها في يذبل 
وإذا أصاب فكي شيءٍ مقتل وإذا أصيب فما له من مقتلٍ 


(59) لما كان الجو قد أريد واكفهر بما كثف زفس فيه من الضباب» وتصاعد من 
الغبار المتكاثف كالسحاب» سدت سبل البطش في أوجه الأبطالء فقال أياس في دعائه 
هذا القول البديع؛ إذ لم يلتمس نجاةً لنفسه ولقومه» ولا عونًا علويًا يستمده من زفس» 
بل جل ما رام وتمنى أن تنقشع السحب فيتسع له المجال للكفاح» ولا حرج عليه بعد 
ذلك إذا مات قتيلًا وهو يجاهد ويطارد. 

(50) الغشوم: الظالم وقع اختيار أياس على أنطيلوخ بن نسطور؛ لكونه صديقا 
حميمًا لأخيل. 

(۲( لا وصف 26 ا الوصف الوجيز : اقشعرارء وصمت: وفكرة» 
ودمع وانخلاع قلب» وانقطاع صوت. 

(0) المغاول: السيوف» وظبي العوامل: نصال الرماح. 

)٥٤(‏ العلم هنا الجبل. 


71۹ 


الإلياذة 





أياس الكبير يحمل فطرقل ليدفعه إلى منيلا ومريون. 


)٠١(‏ إن التشابيه الشائقة متلارّة متزاحمة في آخر هذا النشيدء تزاحم الفرسان 
في حومة الميدان» وحسب المطالع أن يعيد النظر عليهاء فيرى بدائع التراكيب وغرائب 
الأساليب قد تطايرت من قريحة الشاعر بأبيات قصار تطاير النبال عن سواعد الأيطال. 


VV۰ 


النشيد الثامن عشر 


4 
۰ 


تفجع أخيل على فطرقل ووصف الترس الذي صنعه له إلاه النار 


و مله 
. 


جرى أنطيلوخ إلى أخيل فأنبأه بموت فطرقلء فبكى أخيل وانتحب» وأخذ منه الحزن 
كل مأخذء فسمعت أمه ثيتيس أنينه وهي في لجة البحر» فصعدت إليه مع بنات الماء 
فأخذت تصبره وهو لا يتصبرء ولا يرى إلا الانتقام لرفيقه وحبيبه» وكان فطرقل قد 
ذهب بسلاح أخيل فبقي أعزل لا قبل له بالتقاء الأعداء على تلك الحالء فثبطته أمه ريثما 
تحضر له شكةٌ في اليوم التالي مع صنع إلاه النار» فصرفت زميلاتها وصعدت إلى الأولب 
فتلاحم الجيشان حول جثة القتيل» وكاد هكطور يظفر بها لو لم تأت إيريس من قبل 
هيراء وتأمر أخيل بالإقبال من بعيد على الطروادء فأقبل إلى حافة الخندق وصاح ثلاث 
صيحات فارتاع الطرواد وانهزموا وخلا الإغريق بجثة فطرقلء وأتوا بها قبيل المغرب 
إلى خيمة أخيل» وعقد الطرواد مجلسهم فأشار فوليداماس بالتحصن في المدينة فأبى 
هكطور إلا البقاء خارجهاء فقضوا ليلتهم متيقظين والإغريق وأخيل يندبون فطرقل 
فغسلوه وطيبوه» وأما ثيتيس فدخلت صرح إلاه النار فرحبت بها زوجتهء ثم أتاها 
بنفسه فبثت له شكواها والتمست سلاحًا لابنهاء فدخل معمله واصطنع الترس العجيب 
والدرع والخوذة والخفين وألقى بهن إليهاء «فاندفعت بها اندفاع الصقر». 





الإلياذة 


وقائع هذا النشيد في اليوم التاسع والعشرين وليلة الثلاثين» ومجرى حوادثه في مضارب أخيل 


وفي منزل إلاه النار. 


النشيد الثامن عشر 


صدامهم كأوار النار محتدم 
ألفى أخيل لدى الأسطول يخبط في 
يئن وهو يناجي النفس مضطربًا: 
ولوا عباديد نحو الفلك شاردةً 
خطبٌ به أوعزت ثيتيس قائلة: 
«يغيب عنه ضياء الشمس فاتكة 
لا شك فطرقل أودى ويحه أقلم 
أخمد شرارتها وارتدٌ مجتنيًا 
تلك الهواجس هاجت بِنّه فإذا 
قال: «ابن فيلا مصابٌ قد دهمنا به 
فطرقل ملقى وهكطورٌ بشکته 
فما انتهى أنطلوخ من مقالته 
وفوق طلعته الغراء وهامته 
فاسود منه محياه وقد علقت 
أكب يشغل ميدانًا بقامته 
وحوله انطلقت تبكي مولولة 
عد و 
لطمن بض صدور والتوين أَسَى 
ذرعيه أمسك حتى لا يثور أَسَى 
فأنَّ عن ألم من ضيمه فمضى 
فصعدت من عباب البحر زفرتها 


VVY 


وأنطلوخ به قد خفت القدم 
بحرانه قلقا مما بدا لهم' 
«ويلا علام أرى الأرغوسة انهزموا 
هل جل خطبٌ به الأرباب قد حكموا" 
«بُهم المرامد يلقى الحتف خيرهم" 
به الأعادي وحي انت عندهم» 
أقل له دونك النيران تضطرم 
هكطور لا تنخرط إِيّاك وسطهم» 
بأنطلوخ بدا والدمع ينسجم 
يا حيّذا لو بنو العلياء ما دهموا 
والجسم عار عليه النقعٌ ملتحم؛ 
حتى محيًا أخيل غشت الغمم” 
تمرّغًا وهو زاهي الشعر يصطلم" 
تلك السّبايا التى غصّت بها الخيم“ 
قد أحرزا سلما يا حبّذا السّلم"" 
فسح من أنطلوخ المدمع الرَّذْم ١١‏ 
ونحره يلج الصّمصامة الخذه 
حتى لثيتيس ذاك الضيم والأله"١‏ 


اع مه ل 


حيث استقرٌ أبوها نيرس الهرم؟' 


u 











النشيد الثامن عشر 


وحولها ثم في الأعماق قائمة 
غلوكة قيمذوكا ثاليا وثوا 
صفية نيسيا أكتا قموثوةٌ 
أمفيثوا ذينمينا ذكسمينا ذتو 
وحولها ياريا ميليت آغبيا 
وأفسذيس نميريتيس قلينسا 
ياناش يا نير إقليمين أورثيا 
كهفٌ لها أبيض حسنًا فارتكمن به 
ولون وة كم التطسن مكنا 
صاحت: «أخيّات سمعًا وانتبهن إذا 
ويلاه ويلاه من أم لقرم وغى 
أنشأته مثل غصن طاب منبته 
بالخلك اهدكه کرت پارا 
كاوال هنا غلم الشهيوى ماظع 
لا أستطيع له عونًا وها أنذا 
أرى الحبيب فأدري ما ألم به 
وغادرت كهفها يصحبنها وغدا 
حصن ]ذا با الول سار إلى 
وحيث حوليه قد أرسوا عمارتهم 
بشت وات :وضفت: رأة نينا 
«بني ماذا الأسى ما الدمع تذرفه 
ألا ترى زفس ذاك الوعد بر به 
ناشدته مذ عن الإغريق بنت إذن 
فأنَّ عن كبدٍ حرّى وقال: «أجل 
لكن إذا اخترمت أبطال صيدهم 
فطرقل أرفعهم شأنًَا وأعلقهم 
بهامتي كنت أفديه فوا لهفي 


VVY 


کی اتيم کل ا الب م 
وآليا من بعين الحور تتسم 
لمنورة ذروش فانوب أمفنم 
غلاظيا الکن ى شافت لها الف 
فيروز قليانرا إفروط تزدحم 
أماثيا من بشعر زانها وسموا 
ما بير والكل ضمن الكهف ينظ" 
وفية كل ينات العهن تر 
وولولت عن فوادٍ كاد ينفصم 
لنقمة قد عرتني دونها النقم 
عن شأوه قصّر الأبطال كلهم 
في روضة فإذا بالسادة اختصموا' ' 
والآن موطن فيلا دونه حَرَم"٠‏ 
وفي حشاشته من ضيمه ضرم 
فورًا لرؤيته ذا الحين أغتنم 
من محنة وهو عن قرع القنا وجم» 
أمامهنٌ عباب البحر ينقسم 
شيف المراية كلف انفلك كد تدا 
فأسمعت زفرات هاجها السام 
وكلمته تجاري دمعها الكلم:" 
لما بسطت له كفيك تظلم 
في وجه فلكهم كيدًا يكيدهم»"' 
قد بر ويلاه فيما قد أذاقهم 
ها التي والفقی فطرقل "مهدر 
بمهجتي لا تضاهيه قرومهم 
عدمثة مثلما كبارهم عدموا 


الإلياذة 


سلاح خلدٍ من الأرباب أهديه 
فيضًا أنالوه لما كنت قسمته 
فلو بقيت ببطن البحر قاطنة 
وما تألمت لابن لن يأوب إلى 
لاهيش لي ا اليوم تنفذه 
صاحت وسكت على الخدَّين عبرتها: 
هلاك هكطور يتلوه هلاكك لا 
يا حبّذا الموت إذ غلت يدي سلقًا 
فطرقل أودى ولم أبرز لجانيه 
فلم أصدّ زؤام الموت عنه ولم 
فالموت فالموت لا عودٌ ولا وطن 
حملا على الأرض لا جدوى لثقلته 
لئن يفق بسداد الرأي بعضهم 
فلتهلك الفتنة الدّهما التي عبثت 
وليهلك الغيظ من بين الأنام فكم 
كالشهد في الصدر يجري وهو منتفخ 
أتريذ حدّ مني غيظًا وذاك خلا 
نعم سأطلب هكطور الذي فتكت 
حتى إذا شاء زفسش في بطانته 
هرقل لم يغن عنه بأسه وولا 
أصابه كيد هيرا والقضاء إذن 
وليس من شاغلٍ ذا اليوم يشغلني 
والدردنيّات بضّات الصدور يرى 
يمسحن ما سح عن غض الخدود وقد 
يعلمن أن اعتزالي طال فاغتنم ال 
ما أنت مهما بذلت النصح مانعتي» 


VVE 


هكطور ذو القونس الطيّار محتكم'” 
فيلا فما حصرت تقويمه القيم 
يا حبّذا لو له إنسيّة قسموا” 
ما نلت من إنس أهل الأرض ضيمهم 
أوطانه وهو بحر الموت يقتحم 
كفي لهكطور عن فطرقل أنتقم» 
«إذا حياتك كادت أه تنصرم 
مرّى» فقال: «إذن يا حيّذا الشيم"” 
عن صون إلفي لما اشتدّت الإزمُ 
أقيه من صدماتٍ تحتها اصطدموا 
أرد عن فتية هكطور فلّهم 
إذ لم هب إلى الهيجا أصونهم 
ظللت دون أساطيلي تجاههم 
فإنني بقراع الصم فقتهم 
بالجن والإنس حتى افتلّ شملهم 
أغرى وأوغر منقادًا حكيمهم 
مثل الدخان به أهل العيون عموا 
فلنغض ولتق مهما برّح الأضم*” 
اه في 3 قمة تعنو لها القمم 
موتي فان حا تلك دونهم 
زفس فأودى وإن أولوه ودّهم 
فال اا كاف كا القن 


3 


لهنَّ دمع سخينْ جريه ديم" 
هاجت تلهفهنّ الأبؤس الدهم 
أعداء بوني وإني الآن بينهم 
قالت: «أجل أحكمت في قولك الحكم'” 


النشيد الثامن عشر 


وافخر من عن سراياه وأسرته 
لكنّ شكتك الغراء فاز بها ال 
ما خلته يتمادى عهده رما 
فلا تلج لجج الهيجاء مقتحمًا 
في شكة من لدى هيفست شائقة 
وغادرته وقالت للحسان: «إلى 
لجن العباب إذن بلغنه وأنا 
فغصن وهي استطارت تبتغي مددًا 
ما زالت الطرواد تحت القسطل 
بلغت على صلقاتها أسطولها 
كشرارة هكطور هب يرومه 
أحنى ثلاثًا قايضًا قدميه وه 
وكذا ثلانًا صدَّه عزم الأيا 
لكنه ما انفك عن عزماته 
متريصًا طورًا يهدٌ وتارة 
ENT ENE NE CETTE‏ 
كالليث ضوره الطوى بفريسة 

ولَويتنَا تاه غتان مظقرًا 
أمت أخيل من الألمب فأقبلت 
هيرا أسارتها فلم يعلم بها 
قالت: «أخيل وأنت مغوار الوغى 
دون السفائن تحت مشتجر القنا 
ما بين حام يستشيط وحائم 
وأشدهم هكطور يدفعه المرا 
من ثم تعرض للهوان على القنا 
كرّن أو فطرقل بين نواهس 
فإذا بها عبثت فأيّة حطة 


VVo 


أزاح بالبأس خطبًا جلَّ هالهم 
عدى وهكطور فيها الآن متسم 
علمت ساعته حانت وما علموا 
حتى تراني غدًا والفجر يبتسم 
أعود فأبل بها وافتلٌ جمعهم» 
م الشيخ والدنا بالصبر معتصم 
هيفست أطلب فهو العهد يحترم» 
في الخلد حيث استقر المجد والعظم 
من وجه هكطور المدمر تنجلي 
وقتيلها تحت النبال الهمّل 
بعجاله ولفيف ذاك الجحفل 
ب ممع باتحف الطلزارن ي 
سين المذلل عزم كل مذلل 
متدرعًا بزماع قرم قيل 
يلج العباب بكرّة المستبسلٍ 
من حول ذاك الشلو لم يتحول 
يخلو ويزري بالرعاة البسّل 
لو لم تلح إيريس ترمح من عل 
كالريح تنذر بالويال المقبل 
زفس ولا أرباب ذاك المحفل 
للذود عن فطرقل كر وعجل 
بالشلو إليونًا يروم ويصطلي 
م لفصل هامته ويت المفصل 
أفقليكن عن التكفاح يمعزل 
في ساحة الأعداء جثته تلي 
أبدًَا تسومك ذلة المتذلل» 


الإلياذة 


فأجاب: «إيريش ومن أسراك لي» 
لم يدر بي زفس وسائر من ثوى 
فأجاب: «آه وكيف أقتحمٌُ الوغى 
ملك العدى عددي وأمي حتمها 
عسي اراسا ا و 
IEEE ECE‏ 
وأياس من حول القتيل إخاله 
قالت: «علمنا كل ذلك إنما 
ذعروا وصحبك يانسون بجهدهم 
ضاقت منافسهم وفي دار والوحى 


خرجت بنوه إلى مبارزة العدى 
کک شرف برام اا ت 
أملّا بجيرتهم ترى فتمدّهم 
وكذا أخيل لهيب هامته سما 
فوق الحفير أقام لا يطأ الوغى 
بالقوم صاح وصوت فالاس علا 
كالصور خلف السور ينفخه العدى 
صدعوا وأعراف الجياد تطايرت 
من حول هامته أثينا أجّجِت 
فوق الحفير علا ثلانًا صوته 
وتجندل اثنا عشر من أبطالهم 
فخلا بفطرقل الأغارق وانثنوا 
وضعوه فوق سريره وتقاطرت 


VV1 


قالت: «حليلة زفس ذي الطّول العلي 
بذرى ألمب بالثلوج مكلل» 
وأخوض لجتها براحة أعزل 
أبقى هنا بتريص المتحمل 
قد دقها هيفست أعظم صيقل 
غرضي خلاف مجن آياس الملي 
اء يطعن في الخميس الأول» 
إن تبد للطرواد دون المعقل 
فعلى البروز لدى سراهم عول 
هيهات تل زاحة اول 
فالاس في هدابه المسترسل 
ألقت يفيض لها لهيب المشعل 
حصرت علا منه الدّخان المعتلي 
وقضوا نهارهم بقرع الأتنصل 
نيرانهم من تحت ليل أليل"" 
بعمارة تجلي العدقٌ المبتلى 
حي : لر ا لخدا مل 
إذ عن مقالة أمه لم يغفل 
فتقلقل الأعداءً أيّ تقلقل 
تحت الحصار تبينوا الصوت الجلي 
جزعًا وفرت خيلهم بتجفل 
ذعرت لذياك اللهيب المنجلي 
ذاك السعير يروع عين المجتلى 
وكذا ثلانًا أجفلوا بتبلبل 
برماحهم تحت العجال العجل” 
اف ن سرمس الها الديل 
خلانه تبكي لهول المقتل 


النشيد الثامن عشر 


وافاهم آخيل منتحبًا على 
هو ساقه للحرب فوق جياده 
فهناك هيرا أنقذت شمس العلى 
فتثبّط الإغريق عن هجماتهم 
تخلفت الطرواد لما الدجى أريدا 
وقوفا قبيل الزاد حشدًا تألفوا 
لقد هالهم أن ابن فيلا بدا لهم 
بهم فولداماس الحكيم ابن فنثكس 
نظورٌ لما يأتي خبيرٌ بما مضى 
لقد : 
فقال: «أصيحابي اقتفن نصيحتي» 
لدى الفلك في ذا السهل للفجر لا أرى 
لقد كانت الأرغوس أسهل مأخذا 
وكم شاقني إذ ذاك ليلي بقريها 
ولكنني أخشى وأدري بأنه 
يجوز مرامي الجحفلين مغادرًا 
صدقتكم نصحًا فسيروا بنا فإن 


ولكن إذا ما أصبح الصبح وانبرى 
نجا 


لإليون من ولى فمستبشرًا 
فلا طرقت هذي النوازل مسمعي 
إذا فلنقم في الليل م فك 
فأيراجها الشما وأرتاجها التى 
وعند بزوغ الفجر بالعدد الأولى 
فهيهات آخيل يفوز إذا بدا 
و ما أحود لكين ونيا 
ستفرسه غضف الكلاب قبيل أن 
فأحدق شزرًا فيه هكطور صارحًا: 


VVV 


إلفٍِ به لعبت حدود المنصل 
لكنه وا ويحه لم يقفل 
فتخللت بطن العباب لتختلي 
وترّصوا تحت الظلام المسبل 
مغيرًا وحلوا من عجالهم الجردا 
ولم يجلسوا رعبًا وإن أثقلوا جهدا 
ويعد اعتزال الحرب قد عاد مشتدًا 
تبدّى خطيبًا يفقه الحل والعقدا 
ولي لهكطور ومن رهطه عدا 
بدا دونه بأسَا كما فاته رشدا 
هلموا إلى إليون ذا الحين نرتدًا 
مقامًا وعنا السور تدرون قد ندًا 
ولخدا تضق وا 
على أملٍ بالقرب أن نبلغ القصدا 
بحدّته لن يرضينٌ هنا الحدًا 
ليمتلك الأسوار والآأهل والولدا 
يكف فذاك الليل في وجهه اسودًا 
بعدته أيقنتموه الفتى الفردا 
ويشبع طير الجو والغضف من يردى 
ولكن علمي ذا وإن ساءكم جدًا 
اون اساب ارقا حع 
بأصفاقها زلجن نجلي بها الوفدا“ 
تألقن نبدو فوق معقلنا حشدا 
بممتنع الأسوار مهما علا جهدا 
مغارًا إلى أسطوله لاهيًا وجدا 
يحل بهن اليوم أو يعمل الحدًا» 
«لقد جئت أمرًا فولداماسنا إِذَا 


الإلياذة 


أندخل إليونًا فهلًا عييت من 
لقد ملا الأسماع ما أرضنا حوت 
بإفريجيا بيعت وأرض ميونة 
وها هو عني الآن راض منيلني 
تعست فصه لا تخدع الجند لن يروا 
هلموا إذن للرّاد لا تتشتتوا 
ومن بات في خوفٍ على المال فليقم 
فخينٌ لذا نلهو بيه جملة ولا 
وإن طرّ وجه الصبح دجج جيشنا 
فإن كرّ آخيلٌ إلى ساحة الوغى 
أبارزه لا هالعا أو موليًا 
لكل همام كانت الحرب منهلا 
فضجت له الطرواد جهلًَا وما دروا 
وهكطور طرًا وافقوا يغفلون ما 
ومالوا وما زالوا بملء انتظامهم 
وأما بنو الإغريق آناء ليلهم 
وبينهم آخيل في زفراته 
على صدر ذاك الإلف ألقى أكفه 
كأن ببطن الغاب أشباله بها 
وهب علي آثاره بحزازة 
فصاح: رألا رياه واعظم موعد 
ويهدم إليونًا ويرجع غانمًا 
بإليون قد خط القضاء بأنَّ من 
فلن يتلقاني أبي الشيخ عائدًا 
أفطرقل مذ سيقت لذا الترب أعظمى 


8 


NR 


VVA 


مقامك من خلف المعاقل منهدًا 
نضارًا بهيا أو نحاسًا بها صلدا 
فلست لها تلقى بأفنائها عهدا 
من النصر ما للفلك يطردهم طردا 
برأيك نص كا أو أردّهم ردًا 
وكل فتّى في حينه يحسن الرصدا 
ويجمع لديه المال يطعمه الجندا 
نمتع بالأموال أعداءنا اللدا 
فتعقد دون الفلك كرته العقدا 
رأى عجبًا من قبل أن يرد الوردا 
ولا بد منا ماجدٌ يحرز المجدا 
فكم بطل فيها يصدٌّ العدى أصدى"" 
بأن أثينا قد أضلتهم عمدا 
لهم فولداماش بحكمته أبدى 
لزاب لهم ما بين تلك السرى مدا 
فقد لبثوا في مأتم هدَّهم هدًا 
يحن لفطرقل وقد أكبر الفقدا 
کی ا و ی ور 
خلا قانصٌ فاريدٌ واشتدّ واحتدًا 
تحدره وهدًا وتصعده نجدا 
وعدت منتيوسًا ولن أصدق الوعدا١”‏ 
أعيد ابنه من بعد أن يقهر الضدًا 
وهيهات زفسٌ كل آمالنا أسدى 
دماء كلينا الأرض محمرة تندى 
وفيس آم يعد أن أعظها الا 


ع 


وبعدك لى قد خط أن أنزل اللحدا 


النشيد الثامن عشر 


فلست متما مأتمًا لك قبل أن 
وق ته قى لذنك: وراسه 
ومن حولها اثني عشر رأسًا بصارمي 

فظل إذن ملقى لدى الفلك ريثما 
فكم ثم م وواد ىة دَردتفة 
متخن علنيك اليوم:والليل كله 
وأوعز أن يعلى على النار مرجل 
فلبوا وفيه الماء صبوا وأشبعوا 
ولما غلى في ساطع القدر ماؤهم 
و وياتو! 
وفي كل جرح أفرغوا بلسمًا مضى 
وألقوه من فوق السرير وأسبلوا 
ومن فوقه سترٌ من النسج أبيض 
فقال لهيرا زفس في قبَّة العلى: 


أذيق الرّدى هكطور قاتلك الجلدا 


فأذكى لك النيران مدَّخرًا حمدا 


أقضب من طروادة فتيةٌ مردا"" 
أَبرٌ فذا عهدي ولن أخلف العهدا 


سبينا بدار بأسنا فوقها امتدًا 
للظم بض الخنونوالنس ر 
وفي غسل جسم الميت من حينهم يبدا 
له الاو تلكو ممح سافن بوذا 
تفن عله جوا وقد عستو الهذا 
لنزيت كف بون باد 
لتسعة أعوام تقادمه عهدا 
و الال r EAS‏ 
Ll ETTI‏ 
«فلحت فآخيلٌ لقد أنف الصدا 


فلا ريب في أن الأغارق قد نموا إليك وأضحى منك طارفهم تلدا,؛" 

فالتا اعانا فد هوات بي ولان طفق ال ف اتسدو اا 

ولح ببلفواسن رامع العلم غ و ا و ارک اکا 

وإني وإن ما كنت أسمى إلاهة ويعلي أخي من لا قيس به ندا" 

فلع أعظ أن أوانئ الطترايد:ذلة:” .ولا قوع ارعن آنل اهنا رقنا 
مد مد 


وذ 1 ٠.‏ 3 اه امه 1 هه : يي 
م من النحاس عالي القدر'" 


ألفته سح مركا فوَّارا 
م اض دا عشرين قد أدارا 


يدير فا ويذكي نارا 
غل الجدار تبهر الأبصارا"” 


حتى بها بأعجب العجاب 


الإلياذة 


تسرع بالذهاب ولإياب ‏ تمت سوى مقابض الأجناب 
مع عراها الشائقات الغر 

أمامة قد حمعي الوطتيسش: يشغفله إذ اقبت تيتيسن 

فأبصرتها عرسه خاريس فبادت بقرعها تميش 
وصافحتها بعظيم البشر: 

«يا رية المقنعة المسدوله ثيتيس يا خلتناالجليله 

علام أنت عندنا نزيله على خلاف عادة جميله 

والكاسيتقين عطلهة اوكا .عرد يدي نمكم اسان 

قتيره من اللجين القاسي ذا موطنئ لأرجل الجلاس""” 
وزوجها نادت بصوت الجهر: 

«هيفست قم ثيتيس عونك ابتغت» فقال: «أهلا بإلاهة سمث"” 

تلك التي الكربة عني فرّجت لما من السماء بي أمي رمت 
تكتم عاهتي بشرٌ الكبر 

فهي وافر ينومة الإحسان بنت المحيط الجازر الهتان 

باليقن والآنتس تلقتاتي ألا فسا كتان إذن أشنقفاتي 
ووارتاني في عباب القعر 

سالك يفا حول فووا .مرق اهمع مزا هيدان 

كم صغت فيه لهما سوارا خواتما قلائدًا أزرارا 
تسعة أعوام بطي الستر 

EEE EN OAR E EET 

هماهماقد خففاشقائي ولآن ثكيتيس هنا إزائي 
أنئي أأدي حق فرض الشكر 

خاريس وافيها بواجب القرى ‏ حتى أريح منفخي وأحضراء 

وغادر العلاة عنها مدبرا ‏ تخمع ساقاه به فأخرا؛ 
منفاخه عن حر واري الجمر 

وأودع العدة درج فضة يعمد من ثم إلى إسفنجة 

يمسح صدره وعالي الجبهة كذا يديه ومتين الرقية 


VA۰ 


النشيد الثامن عشر 


ثم اكتسى بردًا وعاد يسري 
بصولجان شائق صلب ذهب معتمدًا على وصيفتى ذهب' 
اعا نوا اوی اة یا تي كل ارك 
كغادتين ازدانتا بالفكر 
وليتا هيفست من حيث انثنى حتى إلى ثيتيس بالجهد د 
حل على عرش بهي معلنا ترحابه لها ومن ثم انحنى 
مضت افا لها قول اهر 
ذا وة السقتفة المسودوله ؛تسحسين سا خكد ةا الاح 
علام أنت عندنا نزيله على خلاف عادة جميله 


0-5-0 


مري فإنني رهين الأمر» 

قالت تسيل الدمع: «هل مثلي ترى ‏ شقية ما بين ربات الورى 

دون بنات الماء زفس قرا علي أن أصيب بعلا يشرا 
كيلة وانضسي أمره ت ال شي 

فيلا لقد أقعده فرط الكبر عجرًا وزفس كادني كيدًا أمر 

أعطيت نجل فاق أبطال البشر أنشأته كالغصن في روض أغر"؛ 
قارف اشرب علس مها رن 

أنقذته فى الفلك للطعان آه فلن يعود للأوطان 

شكشك عن امعان كي كنا دولك اف امان 
يرى سنا الشمس قصير العمر 

ته اة قو الک خسوا حفن ادود وال 

فرامها أتريذ بالدهاء أقعده الكيد عن الهيجاء 
فشهر الطرواد سيف النصر 

ودفعوا الإغريق للأسطول فهبت الصيد إلى أخيل 

تطمعه بنائلٍ جزيل أبى قبول تحفة القيول 
لكن دعا فقطرقل للمكر 

ألبسه شكّتة سلاحا فهِبّ فى أصحابه وراحا 

اكنال تكو هو اع ب مكار اموي STEEN‏ 
فأوشكت تعنو لهم بالقهر 


الملا 


الإلياذة 


لكنما فيبوس فطرقل قتل لماراآه مرق الجيش وفل 

حول التصين لمكتظون :النظيل” ““لكذاك ادرت الك اليل 
أبسط فوق ركبتيك عذري 

أحسن إذن لولدي الحبيب من سيلاقي الموت عن قريب 

بخونة ومجوب عجيب ولأمة مع حذًا قشيب”؛ 
تحرز ثنائي وجميل الأجر» 

قال: «اطمئني آه لو يوم القدر يتاح أن أقيه أهوال الخطر 

كما يتاح الآن في هذا المقر إعداد عدة له أي نظر 
5 سناها بسواها يُزري» 

لمتكي حدمو حتفو اعون دما انه ل سويد 

فأحّجت بمثل لمح النور عشرين موقدًا لظى السعير 

تهب طورًا هبّة الأنواء وتارة تنفخ بالإبطاء 

رمي وااو مف الوصا ٠‏ انان قوق .اه هة ايرا 
فوق فلزه وصلد الصفر 

وإ دحى سندانه المهيلاا ففي يدٍ مطرقه الثقيلا 

وفى يد ملقاطه الطويلا أعلى وقام شاغلًا مشغوا 
ْ يشرع في المجن بدء الأمر 

ترس عظيم شائق ال شات وطوقه البهى فوق الحاف؛؛ 

ولسوا E‏ لم كيه نل اميه الصّافي 
يزهو على خمس طباق الظهر 

أودعه نقشا به تحار لحسنه الأتنظار والأفكار 

فغالارقن والس ماف واكان .متهن للكت رةه لاان 
وساطع الشمس وتم البدر 

وصاغ فيه جملة الدراري مثل الثريًا الحِمَّة الأنوار 

والسويتران واا ايان ٠‏ ف ووا ره هة يوان 
من دونها لا يرتوي بالبحر 


VAY 


النشيد الثامن عشر 


ون فا بالعكاين. احا ءايشاو واوا 

زف بها الزوجان بالأعراس ‏ بين غناء وسنا مقباس 
ورقص فتية لهت وصقرا؛ 

وف الوكتناتن وال شاب - تشحيء: والتعياء فى الاب 

ون فلا اجام ينهدا اهمه بالغصاب 
حشد بشوراهم عسير الحصر 

مبقناكله«اققاق اطعلا مدل ' اة سق ويل لل 

ERE NOTE‏ يعدو :داك الجر هنا سوةالتمنة 
وذاك منكرز أشد النكر 

کا اللي کو اتا ٠رت‏ ان نحن اک وراک 

EEE SN AAS TE E 
ی ا اک ی‎ 

مالك انوع ن شمن ج .على عافد من (الصيبكي اس 

قاموا بأيديهم على مرأى الأمم صوالج الفيوج يبدون الحكم 
قاضين عن رواية وخبر 

فردًا ففردًا الأحكاما أمام هاتيك السرى قياما 

وشاقلان ذهيًا تماقمًا ‏ بينهم قد أودعت إكراما 
لمن محا بالعدل شير الوزر"؛ 

والبلدة الأخرى هفست رسما جيشين حولها عليها هجما 

حيش الك الى يتان ها ٠‏ :وتان صنق الما نيقي مفنها 
وأهلها تحصّنوا بالسر 

كمينهم بينهم أعدُوا وفوق سورهم أقام الولد 

والأفل. والشيوخ كم امتذوا. أمامهم رب الكفاح الاد 
كذا أثينا ملجاً المضطر 

(كلاهما من ذهب وضّاح بالجسم والملبس والسلاح 

تراشما التسين على الببراع'. أعظي اين شرى الها 
ما مس آل الخلد شين الصغر) 

فبلغوا جدّة نهر جاري مورد غر الشاء والثيار"؛ 


VAY 


الإلياذة 


فوقفوا بالرّمح والبتار وأرصدوا عينين للصّوار؛ 
ليرقيا عند ورود التهر 
ونحروا السوام شر النحر 

فأقبلوا بغارة شعواء واشتبكوا وانهال باللقاء 
غيث من النصال فوق الثغر 

يعلو على كاهله رداء ‏ تسيل من أطرافه الدماء 

وآخرًا أمسك بلأقدام يزيح عن مواقف الصدام"* 
تسحب موتاها ويريًا تبري 

ودون هذا الرسم رسم حقل خصب ثلاثًا حرثوا بالفعل 

رجاله قامت بعبء الشغل قد عمقواالثلم بسطر عدل 
يرتشفون من لذيذ الخمراه 

فى منتهى الأرض انبرى غلام إذا انقضى ثلمهم التّمام 

ناولهم كاسًا وهم قيام فانقلبوا ونيرهم أقاموا 
بكل وجهة بملء الصبر 

والأرضن 0-7 حرا در ا Sl‏ 

وقريه زرع بادي دارت به مناجل الحصّاد 

بن راما رعو الاو ٠‏ :ممع جا انق علي تداي 

تضم ما ألقوا لهم ضمن حزم وثم رب الأرض ما بين الحشم 


VA 


النشيد الثامن عشر 


قد قام صامنًا يرى تلك الهمم معتمدًا على عصاه فابتسم 
ينظر بالبشر لوفر الذخر 

وشحيت اة فام الخدل:. ..يفنيشون الزك فى داك الحجدل”* 

قد ذيحوا ثورًا به الكل اشتغل وعاونتهم النساء في العمل 

كذاك كرح بدوالى ذهب قامت فمالت تحت ثقل العنب 

سمكه من فضة لم تشب قد سطرت دون وشيع أشهب”* 

مون لله" إلا ويو را .عيبن ا 

وللرد تبدي والعذارى الهمما تجني وفي السلال تلقي كل ما 
جنته من قطفٍ ذكا محمرة* 

بينهم فتى بعود قاما مرددًا بنقره الألنغاما 

نشيد لينوس الذي تسامى فرددوا النشيد ولأقداما“ 
فى الأرض دقوا وفق ذاك النقر 

وون ا :سروت هن« النق تان “.همعن التفكضن ومن الخ ضار 

مندفع يزار للبراري یری لدى نهر على مجار 
محاطة بالقصب المخضر 

رعاته ا و كلابه لملبرهمد 

قد مرّقاه مغنمًا بينهما وزدردا الأحشاء وامتصًا الدما 

فأوغر الرعاة من خلفهما كلابهم فهالها بطشهما 
هرّت رهدّها شديد الذعر 

ولاو ذا فى مدوحلدنة ,كتخا ٠‏ كتاف د هة اا 

لدى حظائر تسر الراءي ‏ بين مراتع لغر الشاء 
كذا غياض فوق روض نضر 


VAo 


الإلياذة 


ألف في أكنوس ذيذال الأبي لحظ أريانا بماضي الحقب"” 
من فتية ومن عذارى زهر 

رداهم المنسوج كالزيت برق ويرقع الحسان بالحسن نطق 

وحليهم سيفٌ من التبر انطلق على نجادٍ فضة هيفست دق 
لكن حليهن تاج زهر” 

تعاضدوا بالكف والإبهام فرقصوا بالعلم والإلمام 

كأنهم بحقة الأقدام محال خرافِ رماه الرامي": 
ثم جروا سطڙ وراء سطر 

حولهم حشدٌ وفي وسطهم قام مغن بشجي النغم 

إن نقر العود فمن بينهم قرمان دارا بخفيف القدم 
انتداق التحين الشتمن 

وعند ما أتم هاتيك البدع مجاري المحيط في الحاف وضع"7 

فأكسل ن مين كع ی ا فا کا الشمدن سطع 
ما صلحت إلا لذاك الصدر 

وخوذةً بقونس جميل من عسجدٍ ومحملٍ ثقيل 

لاقت لذاك البطل الجليل ومن نحاس لين مصقول 
طرق خفين تمام البر 

وإذ أتمَّ كل تلك الغرر ألقى بهالأم آخيل السري 

من لندن رثٌ:تهفة لكيش فاتهدرت .فين لالت الأزضر 
واندفعت بها اندفاع الصقر 


ترس أخيل 
مقسومًا إلى اثني عشر جزءًا 


« ثلثه منها لبلدة مسالمة: )١(‏ حفلة زفاف» (؟) مجلس شورىء (؟) مجلس 
قضاء. 

TEE GSE E Ea E ARS 

« وثلثه للزراعة: (۷) حراثة, (۸) حصادء )٩(‏ كرمة. 


VAT 


النشيد الثامن عشر 





« وثلثه لرعاية المواشي: )٠١(‏ سباع وأنعام» )١١(‏ خرافء (؟١)‏ رقص وطرب. 


هذا هو الترس العجيب الذي أطنب هوميروس بوصفه» وكأنه لم يكتف بجعله 
إسطرلابًا للأفلاك» فأودعه جميع مخلوقات الله من أجرام وسماء ويبس وماءء وأخالة 
اختار الترس مستودعًا لتلك البدائع دون سواه من قطع السلاح؛ لأنه كان من عادتهم أن 
يزخرفوا تروسهم رسوم ونقوش. وقد نسب لهسيودس الشاعر وصفٌ من هذا القبيلء 
ثم أنه فضلًا عن ذلك لم يكن يصلح سواه لرسم الكون بأجمعهء وهو سواءٌ كان بيضيًا 
كما ذهب البعض أو مدورًا كما هو في الرسم يصح به تمثيل كروية الأرض والسماء. 

ولقد أصاب هذا الترس من نقد النقاد وهذر الحساد ما أصاب غيره من اللآلئ 
الهوميريةء كقولهم مثلًا: إنه لم يكن يعقل أن المناضد تدور من نفسها على عجالهاء كأنه 
لا يسوغ لشاعر يروي أعجوية لرب باعتقاده قدير أن يتصور أمرًا تقول الشعراء أعظم 
منه لبشر باعتقادهم قصير الباع مقيد الذراع» كقول أبي الطيب لسيف الدولة: 


إذا كان ما تنويه فعلًا مضارعا مضى قبل أن تلقى عليه الجوازم 


VAV 


الإلياذة 
وقوله في محمد بن زريق الطرسوسي: 


لو كان ذو القرنين أعمل رأيه لما أتى الظلمات صرن شموسا 
أو كان لج البحر مثل يمينه ما انشق حتى جاز فيه موسى 
أو كان للنيران ضوء جبينه مُبدت فكان العالمون مجوسا 


وإذا أردنا مجاراتهم وأتينا الأمر من حيث أتوه طلبًا لإثبات الممكن المعقولء أفلا 
يكون ذلك ممكنًا ونحن نرى من ألاعيب الصبية ما يسير بنفسه» والعجب أن الذين 
قالوا هذا القول صمتوا عن مغالاة الشاعر بارتجاج السموات» وزلزال الأرضين» وانفجار 
البحار بإشارة من أربابهم ذوي الهيبة والاقتدار» وكقولهم: إن الترس لم يكن ليتسع 
لكل تلك الرسوم والنقوش البارزةء كأنه لم يكن بوسع ذلك الصيقل العلوي أن يكبر 
ويصغر حسبما يشاءء وهي كما تراها بادية على رسم صغير مع أنه يؤخذ من نص 
هوميروس وغيره أن مجانهم كان كبيرها يستر الجسم من الرأس إلى ما تحت الركبة. 

وقد أثبتنا هنا صورة الرسم الذي صنع ليوب فأدرجه بترجمته الإنكليزية المطبوعة 
سنة ١7٠١‏ وإليك تفصيله تتمة للفائدة: 

الظاهر من كلام هوميروس أنه شرع في بسط المعدن خمس طبقات فأكمل المجن 
وطوقه طوقا. 


يكنفه مثلث الأطراف2 على حماظ اللجين الصافى 


ثم أخذ يرسم وينقش فبداً به من وسطه فرسم فيه الأرضء وفي دائرة من حولها 
القمر والكواكب» وف دائرة أخرى الشمس والبروج» وجعل ما وراء ذلك دائرة أكبر 
أودعها المألوف من أحوال البشر فكانت اثنى عشر جزءًا. 


الجزء الأول: البلدة المسالمة 


وبلدتين غصتا بالناس إحداهما بالبشر والإيناس .. 


2/1/4 


النشيد الثامن عشر 


ترى في الرسم العروسين يتقدمهما حملة المصابيح ويكنفهما الراقصون والراقصات 
ووراءهما العزفة والمغنون. 


وتف الأزمات الاب اتش والساء ف الان 
قفن اللؤفة الاب 
الجزء الثاني: مجلس شورى الأمة 
هنالك اثنان استطالا جدلا لدية حق قتيل قتلا ... 
ريم .فيه والِنالققيل والقافد والشتهوه والحضوي: والدهي.والتهم: 
كلاهما يطلب حكم القاضي والناس بين ساخط وراض 


وهذا الجزء مع الذي يليه في حلقة واحدةء وفيها المجال يتسع لتصور أمهر 
المصورين. 


الجزء الثالث: مجلس الشيوخ أو القضاء 


الشيوخ في وسط الرسم يتكلم أحدهم واقفا وقد هم الآخر بالوقوف ليشرع في 


,// 


الإلياذة 


الجزء الرابع: البلدة المحاربة 


والبلدة الأخرى هفست رسما جيشين حولها عليها هجما 
خن قد الى نان فوا ٠‏ - ,وزاك تف امال عفن ا 
وأهلها تحصنوا في السر 


يعبر عن البلدة بما يبدوا للنظر من مجموع الرسم وزعماء الجيشين أمام الأسوارء 
أخذ فريق منهم بمقابض السيوف وهم ينظرون إلى البلد إشارة إلى أنهم يرومون فتحه 
عنوةء والفريق الآخر يهون عليهم الأمر وينهاهم عن ذلك» أما أهالي البلد فقد ذعروا. 


A‏ وفوق سورهم أقام الولد 
والأهل والشيوخ ثم امتدّوا أمامهم رب الكفاح الصلد 
كذا أثينا ملجأ المضطر 
وقد ميز الشاعر بين رسوم الآلهة ورسوم البشر كما جرت به عادة أبناء ذلك 


الزمان» فأفرد لرب الحرب وربة الحكمة وصفًا خاصًا وجعلهما أعظم قدا كما كانا أرفع 


قدرًا. 
الجزء الخامس: الكمبر 
د مس: الكم 


فبلغوا جدَّة نهر جاري مورد غر الشاء والثيار ... 
إن اعتراض هذا القسم بين الذي تقدمه والذي يليه يمثل أويقات الراحة والسكون 
في زمان الحرب» فإن فيه نهرًا وعلى إحدى ضفتيه شجر تتفياً الجنود بظله» وعلى الضفة 
المقابلة رقيبان يرصدان الماشية. 
فأقبلت أمام راعيين بنغمة المزمار لاهيين 


عن ذلك الكمين غافلين 


۷۹۰ 


النشيد الثامن عشر 


الجزء السادس: القتال 


فوثبوا وقتلوا الغرين ... 


امد المع الزافتان فن والشوام مدر وبافنه ام وتفاع واه ما ف 
صورة «القضاء مييد الأمم». 


يعلو على كاهله رداء تسيل من أطرافه الدماء 


الجزء السابع: الحرث 


ودون هذا الرّسم رسم حقل خصب ٹلاتا حرثوا بالفعل ... 


في الرسم صورة الحرث والحارث وأرضه وآلات الزراعةء وأبدع ما فيه من مؤثرات 
النظم الهوميري ذلك الغلام الذي قام في طرف الأرض المحروثة. 


e‏ ای للدي ا 
ناولهم كأسًا وهم قيام فانقلبوا ونيرهم أقاموا 
بكل وجهة بملء الصبر 


الجزء الثامن: الحصاد 


وقربه يانع زرع باد دارت به مناجل الحصاد ... 


۷۹۱ 


الإلياذة 


فالحصاد في صدر الرسم محولون وجوههم نحو الجمع المحدق بهمء؛ وخلفهم 
الفعلة والأولاد يجمعون ويرزمونء وفي وسط الرسم رب الأرض قام بينهم آمرًا مطاعًا 
يكلس واد و ا 
ع تن لزان داك الم 
قن ذيهوا را نيه الكل اقل -وعاونتية النشاء في العمل 
على لحومه الدقيق تذري 


الجزء التاسع: الكرمة 
كذاك كرمٌ بدوالي ذهب قامت فمالت تحت ثقل العنب ... 
هنا الكرمة بدواليها وقطوفها ووشيعها وسمكها وخندقها وفيها الغلمان والعذارى. 
تجني وفي السلال تلقى كلما جنته من قطفٍ ذكا محمرٌ 
وبينهم فتى ينقر عوده وينشدوهم إذا غناهم صونًا طريوا. 
فرددوا النشيد والأقداما بالأرض دقوا وفق ذاك النقر 
ليس على المجن رسم أوقع في النفس من هذا. 
الجزء العاشر: الحيوانات 
ودون ذا سربٌ من الثيار ... مندفع يزأر للبراري ... 
سوام ورعاة وكلاب وسباع» فالأسود في وجه الرسم قبض أحدها على ثور والآخر 


آخذ في تمزيق ثور آخرء والرعاة تثير الكلاب للذود عن القطيع» وأمام هذا المشهد مشهد 
قطيع آخر منهزم رعبًا ووراءه رعاته وكلابه والنهر في ما وراء ذلك. 


V4 


النشيد الثامن عشر 
الجزء الحادى عشر: الخراف 
وو 3 كن فرج كضرا “ضدوافف حك الكناء 


لدى حظائر تسر الرائي بين مراتع لغر الشاء 
كذا غياض فوق روض نضر 


لم يكن للشاعر بد بعد هول منظر الجزء السابق من إراحة المخيلة بمشهد عزلة 
وسكون» تسرح فيها الفكرة بين مناظر الطبيعةء فأتى بهذا التخيل البديع. 


الجزء الثانى عشر: المرقص 
وقرب هذا رسم مغنى طرب كأنه نال بديع العجب ... 
جعل هوميروس هذا المشهد خاتمة المشاهد التي نقشها على ظهر المجن» وحسب 

المطالع الرجوع إلى المتن شرحًا وافيًا للإعجاب بهذا المنظر الراقص المرقص,ء فالفتية 
والعذارى بأبهى الملابس» حلي الفتية السيوف وحلي العذارى أكاليل الزهر وقد: 

تعاضدوا بالكفٌ والإبهام فرقصوا بالعلم والإلمام 

كأنهم بحقة الأقدام محال خزافٍ رماه الرامي 

ثم جروا سطر وراء سطر 


وهناك على ربوة صاحب العود يضرب ويطرب ثم هو: 


إن نقر العود فمن بينهم قرمان دارا بخفيف القدم 
رقصًا يرددان لحن الشعر 


أفلا يليق أن تتخذ هذه خطة تتبع حتى في أيامنا هذه. 


فى 


الإلياذة 
حاشية المجن 
وعندما أكمل هاتيك البدع مجاري المحيط في الحاف وضع 


لفذكوة :شاعو عل هذا ر ف جا الخو ها و 
وق Aa‏ الميط إل الحاهية: تتعنف الهة :كما تكنف BSN‏ :كا جهن 
جامعًا رسوم العالمين من علويات وسفليات. 


هوامش 


)١(‏ الأسطول بمعنى الطائفة من السفن معرب 20206 (ستولس) باليونانية. 

(۲) عبادید» أي: شراذم ذاهبين في كل وجه. 

(؟) البهم: الأبطال ج: بّهمة. 

)٤(‏ يتخذ الإفرنج هذين البيتين مثالا لبلاغة الإيجاز ودقة التعبير» فإن أنطلوخ أنباً 
أخيل بمقتل فطرقلء وذكر اسم القاتل وفوزه بسلاح أخيلء وتجريد جثة القتيل والتحام 
الحرب من حولهاء ذلك كله ببيت واحد وطأ له ببيت آخر هيأه فيه لسماع ذلك الخطب 
الجلل ونبه إلى أن ذلك» إنما كان بمشيئة لا مرد لقضائها فكأنه قال له فوق هذا بوجوب 
التَأسّي والإذعان. 

يتمثل اليونان يهذين البيتين كما يتمثل اللاتين بقول يوليوس قيصر ,7101 ۷۴٣i,‏ 
10. ومعناها: أتيت فرأيت فظفرت. وهي كلمات ثلاث كتبها إلى مجلس الشيوخ برومية 
عندما حمل فائرًا من مصر على بلاد مثريداتس في آسيا فاكتسحها. 

وعندنا في العربية أمثلة كثيرة لجمع المفاد الطويل بالكلام القليل» كقول امرئ 
القيس: 


قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل 


فإنه وقف واستوقف ويكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل بشطر واحد. 
وقول بعضهم: 


0 


النشيد الثامن عشر 
رأى فحب فرام الوصل فامتنعوا فسام صيرًا فأعيى نيلةُ فقضى 


فجمع الغرام من النظرة إلى الحسرة إلى الصبر إلى القبر. 
وقول شوقي الشاعر العصري: 


نظرة فابتسامة فسلاحٌ فكلام فموعد فلقاءٌ 


والإيجاز في محله كالإطناب في محله منتهى البلاغة» فالموقف موقف سرعة واهتمام: 
لا موقف بحث وكلام كما مر بنا في النشيد التاسع؛ إذ أوفد الوفود إلى أخيلء وأخذوا 
يتجاذبون أطراف الحديث يقضون به ليلتهم والحرب خامدة والأعين هاجدة بظلام 
الليل. 

ثم إن في بلاغ أنطلوخ نكتة أخرى قَلَّ من ينتبه إليهاء وهي أنه أخبر أخيل بمقتل 
حبيبه فطرقل بعبارة لا تثقل على السمع» فقال: «هكطور ملقى» ولم يقل: ميت أو قتيل؛ 
كقوله في سائر المواضع. 

(5) الغمم: جمع غمة»ء أي: الأكدار. 

(1) السناج: ما يعلق على الحائط من أثر الدخان» وفي الأصل «ذر رمادًا أسود» 
ولعلنا أصبنا بقولنا: السناج. 

كان القدماء من أمم الشرق يذرون الرماد على رءوسهم عند حلول المصائب» 
ويتمرغون على التراب ويجلسون على المزابل» وسيرد ذكر ذلك ببيان أجلى في النشيد 
الثاني والعشرين. 

(۷) السحم: السود ج: أسحم. تقدم ذكر الطيب (ن:5 .)١‏ 

(۸) ليس في الإلياذة كلها ما يفيد أن أخيل كان جبارًا عظيم الجثةء كعمالقتنا وعليه 
فلا أرى بقوله هنا: «يشغل ميدانًا بقامته» إلا إشارة بغلقٌ للفسحة التى كان يتمرغ 
عليها. 

(9) قالوا في سبب ولولة السبابا: إنهن فعلن ذلك؛ إما حزنا على فطرقل؛ لأنه كان 
يعاملهن بالتؤدة والرفق؛ لما عرف به من الدعة والحنانء وإما لأنهن انتهزتها فرصة 
لندب حالهن وهن في ريقة الأسر. قلت: والأولى أن يقال: إنهن إنما فعلن ذلك جريًا على 
العادة المألوفة في ذلك الزمان» من ندب الميت والولولة عليه على ما هى جار في زماننا في 
مصر وغيرها من يلاد الشرق» حتى لقد تستأجر الناديات فينحن ويولولن وهن لا يعرفن 


723 


الإلياذة 


الميت» وليس بهن عاطفة حنان عليه» وسنرى ذلك بأكثر إيضاح في النشيد الأخير بمأتم 
هكطور. 

(5) السلم: الأمنر والأسيز. 

)١١(‏ الرذم: السيال. 

)١١(‏ الصمصامة الخذم: السيف القاطع. أي: إن أنطلوخ أمسك بذراعي أخيل؛ 
لئلا يولج أخيل سيفه بنحره فيقتل نفسه من شدة الحزن. ۰ 

)1١١(‏ لما كانت ثيتيس والدة أخيل من بنات البحر - وهن كما علمت من زمرة 
الآلهة - لم يكن بالعسير عليها أن تسمع أنين ابنهاء وهي في قعر البحر. 





)١8(‏ نيرس: هو الماءء ثم مثل شخصًا فجعل رب الماء أو ملك الماء - قلما تخلو 
أساطير أمة من قوم يأوون إلى قاع البحار» ويساكنون أسماكها ونيناتهاء وعندنا في آلف 
ليلة وليلة من أخبار السمندل ملك البحر وقومه ما يربو على أقاصيص نيرس وبناته. 

)٠١(‏ يمثلون بنات اليم ممتطيات ركوبة يسمونها فرس البحر يرسمونه بصور 
مختلفةء والغالب إما أن يجعلوه بوجه إنسان أو يصوروه كما ترى في الرسم. 

)١17(‏ المراد بالسادة: الآلهة. 

(1) أي: حرم عليه الرجوع إلى موطن فيلا أبيه. 


۷41 


النشيد الثامن عشر 


(۱۸) يقال في هذا البيت ما تقدم في أول هذا النشيد عن خطاب أنطيلوخ» فقد جمع 
فيه عواطف الأمهات وحركاتهن بأبلغ ما يمكن من الإيجاز وصدق التعبير. 

(19) جهلت ثيتيس أو تجاهلت موت فطرقلء وقالت له تخفيفا لوطأة الحزن عليه: 
إن كنت تتضور لهفةً وأنَى على مصاب الإغريق فقد كنت أنت المتسبب به؛ إن توسلت 
إلى زفس أن يذيقهم مر العذاب» فها هو منيلك مرامك فتفجعك إذن عبث وفضول. 

)۲١(‏ ما: استفهامية. 

)١١(‏ القونس: بيضة الخوذةء وذو القونس الطيار لقب من ألقاب هكطورء وقد 
عبرنا عنه في غير هذا الموضع بلفظ هياج التريكةء أي: الخوذة. 

(۲۲) أي: إن الأرباب أهدوا ذلك السلاح إلى فيلا والد أخيل إكرامًا لثيتيس لا لفيلا 

(۲۲) الشبم: الموت. 

)۲١(‏ المصائب مرآة المعايب» يتصف للمرء بصفة يمقته لأجلها الناس» فلا يبالي 
حتى إذا نالته من ورائها مصيبة أفاق» ورأى تلك الصفة بأقبح مظاهرهاء وهكذا فإن 
أخيل لم ينثن لنصائح نسطور وفينكس وأوذيسء وعمي عن رؤية كل ما قالوه بشأن 
شر الفتنة ووبال الغيظء فلم يفقه شيئا من كلامهم حتى ضربته الرزية بحليف وده 
فطرقلء فتنبه من تلقاء نفسه وقال ما قال بوصف الفتنة والغضب. 

(15) يقول: إن الدردنيات أي نساء طروادة سيبتئسن لما أولاهنَّ من المصائب بقتل 
أزواجهنٌ. 

(1؟) أطال الشراح الكلام على ما حوى جواب أخيل لأمه في هاتين القطعتين من 
روائع الألفاظ ويدائع المعاني» فإن فيهما مرآة ناطقة بشعائر الشهم الأبي العظيم 
والصديق الوفي الحميم» والابن الشفيق الكريم يتأفف ويلوم نفسه على تقاعده» وينسى 
ما كان من أذى أغاممنون ويغضي عن زلة منه مضت» ويلعن الفتنة والغضبء ويقدم 
على خوض ميدان القتال غير منثن ولا هيّاب» ولو علم أنه سيلقى حتفه يتمنى لو افتدى 
تطروقل اسه أن E‏ لتقاعده عن البروز مع صديقه كتفا لكتف. يتفجع 
لغمة والدته ويتمنى لو لم يعرفها والدة؛ لأنها لو لم تلد ابنها الإنسي وهي جتية لما 
عرفت الضيم والأسى» ثم أنه لا يتمثل وهو البطل الباسل إلا بالبطل العظيم هرقل الذي 
طبقت شهرته الآفاق» وهو مع تلك الأنفة الشماء والشعور بطول باعه لا يأنف من 
الإقرار أن بين قومه أفرادًا يفوقونه حكمة وسدادًاء وهو إقرار يزيد قوله في الفخر وقعًا 


74۷ 


الإلياذة 


ورجحانًا.لم أر لأخيل في كل إنشاد الإلياذة كلامًا يشف عن دقة إحساس ورقة عاطفة 
واستسلام للقضاء المبرم كهذا الكلام حتى إنه لما استطرد إلى التهديد والوعيد لم يقل 
بجندلة الأبطال وصرع الأقيال بل أشار إلى ما يعقبها من نحيب النساءء وذرف العبرات 
ومسح ما سح منها على الوجنات. وليقل حساد هوميروس بعد هذا: إن أخيل لم يكن إلا 
بطل كر وقلب صخر. 


5 


معارضة 
بين بعض ما جاء من قول بطل العرب موافقًا لقول بطل اليونان في هذا الموضع 
قال أخيل: 


وليهلك الغيظ من بين الأنام فكم أغرى وأوغر منقادًا حكيمهمُ 
وقال عنترة: 

لا يحمل الحقد من تعلو به الرتبٌ ولا ينال العلى من طبعه الغضبٌ 
قال أخيل: 

ولیس من شاغل ذا اليوم يشغلني إلا ادخارٌ علّى تسمو به الهممُ 
وقال عنترة: 

دعني أجد إلى العلياء في الطلب وأبلغ الغاية القصوى من الرتب 
قال أخيل: 


لاف كناف" ادو رئ ٠‏ لين ندج سك حون وينم 


وقال أيضًا يعد أبيات: 


23/4 


النشيد الثامن عشر 


فكم ثم طروادية دردنية 
ينحن عليك اليوم والليل كله 


وقال عدترة: 


سلى عنا الفزاريين لما 
وخلينا نساءهم حيارى 


وقال أيضًا: 
ويل لشيبان إذا صبحتها 
وخاض رمحي في حشاها وغدا 
وأصبحت نساوؤها نواديًا 
وقال: 
وحولك نسوة يندين حزنًا 
قال أخيل: 
يعلمن أن اعتزالي طال فاغتنم ال 
وقال عنترة: 


سكت فغر أعدائي السكوتُ 


سبينا بدار بأسنا فوقها امتدًا 
ويلطمن بض الصدر والنحر والخدًا 


شفينا من فوارسها الكبودا 
قبيل الصبح يلطمن الخدودا 


وأرسلت بيض الظبى شعاعها 
يشك من دروعها أضلاعها 
على رجال تشتكي نزاعها 


ويهتكن البراقع واللقاعا 


أعداءً بوني وإني الآن بينهم 


وظنوني لأهلي قد نسيثٌ 


قال ذلك وهو في موقف موجدة واعتزال كموقف أخيل؛ إذ خرج عن قومه غضبان 
فنزل على بني عامر وأقام فیهم» فأغارت هوازن وجشم على ديار عبس فأرسلوا يستمدون 
عنترة» فأبى وامتنع حتى إذا عظم الخطب على بنى عبس خرجت إليه جماعة من نساء 
القبيلة» وطلبن إليه أن ينهض معهنّ لمقاومة العدو وإلا تشتت شمل العشبرةء فاحتمس 


الإلياذة 


ونهض وأنشد أييانًا استهلها بالبيت السالف الذكر. 
قال أخيل: 


موتي فإن حياتي تلك دونهم 
زفس فأودى وإن أولوه ودهم 
فلألق مينًا إذا كانت كذا القسم 


حتى إذا شاء زفش في بطانته 
هرقل لم يغن عنه بأسه وولا 
أصابه كيد هيرا والقضاء إذن 


وقال عندترة: 


إذا كان أمر الله أمرًا يقدنٌ 


فكيف يفر المرء منه ويحذنٌ 
ومن ذا يرد الموت أو يدفع القضا 1 


وضربته محتومة ليس تعبرٌ 
قال أخيل: 
فطرقل ارفعهم شأتًا وأعلقهم 


بهامتي كنت أفديه فوا لهفي 
نعم سأطلب هكطور الذي فتكت 


بمهجتي لا تضاهيه قرومهم 
عدمته مثلما كبارهم عدموا 
كفاه في قمة تعنو لها القمم 


وقال عنترة في رثاء زهير بن جذيمة العبسي: 


تولى زهير والمقانب حوله 
وكان أجل الناس قدرًا وقد غدا 
فوا أسفا كيف اشتفى قلب خالد 


قتيلًا وأطراف الرماح الشواجر 
أجل قتيل زار أهل المقابر 
بتاج بني عبس كرام العشائر 


وكيف أنام الليل من دون ثائره وقد كان ذخري في الخطوب الكبائر 

وإن من تصفح ديوان عنترة ليعجب من كثرة المشاكلة بين كلامه وكلام أخيل» وقد 
أوردنا شيفًا من ذلك في مواضعه» وأضرينا عن ذكر الكثير خوف الإطالةء وإننا مثيتون 
الآن أبيانًا قالها عنترة في رثاء مالك بن زهير العبسى صديقه» يرى المطالع اللبيب شبهها 
القريب برثاء أخيل لفطرقل في هذا النشيد» ومواضع أخرى من الإلياذة: 


النشيد الثامن عشر 


فلله عينًا من رأى مثل مالك 
فليتهما لم يجريا نصف غلوة 
وقد جلبا حينا لمصرع مالك 
وكان لدى الهيجاء يحمي ذمارها 
به كنت أسطو حينما جدت العدى 


عقيرة قوم أن جرى فرسان 
واليخهنما لم رسا لزان 
وكان كريمًا ماجدًا لهجان 
ويطعن عند الكر كل طعان 
غداة اللقا نحوي بكل يمان 


فقد هد ركنى فقدهُ ومصابه 
فوا أسفا كيف انثنى عن جواده 


رماه يسهم الموت رام مصمم 
سوق ترى إن كنك دك افيا 


وأقسم حقا لو بقيت لنظرة 


وخلى فؤادي دائم الخفقان 
وما كان سيفي عنده وسناني 
فيا ليته لما رماه رماني 
وأمكنني دهر وطول زمان 
لقرّت بها عيناك حين تراني 


(۲۷) برحت براح» أي: غابت الشمس. يقول: إن الدخان يعلو من الجزيرة نهارًاء 
فإذا غابت الشمس ظهرت النيران؛ لأن النار لا ترى عن بعد نهارّاء فلا يظهر اللهيب 
حتى تغيب الشمس» وذلك على نحو ما جاء في سفر الخروج: وكان الرب يسير أمامهم 
نهارًا في عمود من غمام ليهديهم الطريق وليلّا في عمود من نار ليضيء لهم ليسيروا 
نهارًا ولیلاد (خر۲۱:۱۳). 

وما أحسن ما قال أبو تمام وقد ذكر ضوء النهار وظلمة الدخان في الحريق: 


ضوءٌ من النهار والظلماءُ عاكفة 
فالشمس طالعة من ذا وقد أفلت 


وظلمة من دخان في ضحي شحب 
والشمس واجبة من ذا ولم تجب 


كانوا يتفاهمون بالإشارات الناريةء كما يتفاهمون الآن على أسلاك اليرق» والنار 
المقصودة هنا إنما هى نار الحرب» وقد كان لها شأن عظيم في جاهلية العرب وأوائل 
الإسلام» ومنها النار التى أوقدها سهل بن صباح العبسي في حصار بعلبك. قال: فطلعت 
إلى ذروة الجبل فعلوتهء وأشرفت على العسكرين» وجعلت النظر إلى حربهم وقتالهم وقد 
طمعت الروم في العرب ... فأسرعت إلى جراثيم الشجرء فجعلت أكسرها وأعبى الحطب 
بعضه على بعضء وعمدت إلى زناد كان معى فأوقدت النار وعببت حطبًا أخضر ويابساء 
حتى علا منه دخان عظيم» وكانت علامتنا إذا أردنا أن يجتمع بعضنا إلى بعض بأرض 
الشام في الليل وقود النار وإنارة الدخان. قال: فما هى أن علا الدخان وتصاعد إلى الأفق 


۸۰۱ 


الإلياذة 


حتى نظر إليه سعيد بن زيد وأصحابه» وضرار بن الأزور وأصحابهء فنادى بعضهم 
بعضًا الحقوا الأمير أبا عبيدة (الواقدي). 

لم أر في الإلياذة إلا نارين من النيران المعروفة عند العرب؛ وهما نار الحرب هذهء 
ونار القرى ذكرت تلميحًا غير مرة ولا ريب أنه كان لهم نيران أخرى لم يذكرها الشاعرء 
أما نيران العرب فكثيرة جمع جلها الشيخ ناصيف اليازجي بقوله: 


أول نار عندهم نار القرى وذكر نار الوسم بعدها جرى 
ونار الاستسقاء والتحالف والصيد والحرب لدى التزاحف 
ونار غدر وسلامة تعد ونار راحل كذا نار الأسد 
والنار للسليم والفداء ‏ فجملة النيران هؤلاء 


فنار القرى كانت توقد للضيوف إذا حضروا أو إرشادًا لهم إلى محل الضيافةء ونار 
الوسم هي التي توقد ليحمى بها الميسم التي كانوا يسمون بها إبل الملوك لترد الماءَ أولاء 
ونان الاسعنقاء RE EE‏ ال أا عن الكو ونان الات دة 
عن التحالف على أمرء ونار الصيد توقد للظباء لتعشى أبصارهاء ونار الحرب توقد على 
جبل إعلامًا للأحلاف الأباعد كما ذكر هوميروس» ونار الغدر كانوا يوقدونها بمنى أيام 
الحج إذا غدر الرجل بصاحبهء ثم يقولون: هذه غدرة فلان» ونار السلامة توقد للقادم 
فق واا وار اال ف المسافق إذا لوو أن تخو ونار الايد و عند 
الخوق:من.سطوة ادح :ادا رها ينف هنها ونان السليم, أي لللسبوع كاله 
وکرو عن السهن غل رها وا القداء درق اة الأشزراف كاتا اا سك اء 
الأشراف منهم وفد وهنَّ يخرجوهن ليلا ويوقدون لهن نارًا يستضتن بها. 

(۲۸) ذلك مبلغ ذعرهم رهبة من أخيل حتى تبلبلت الرجال وانقلبت الجياد 
مهال وا خط لويم ار فا لا يحون اا وات تالم تتفت ي بوره 
فتصرعهم بأيديهم وهم لا يشعرون. 

(۲۹( ارتا اواب والأصفاق؟ الضاركم» ون قفن 
(۳۰) أصدى 
(۳۱) منتيوس: فطرقل. 

(۳۲) هذا نذر ينذره أخيل قبل أن يقيم مأتم هكطورء وسير به كما سترى. وفي 

أخبار العرب كثير من أمثال ذلك في أيام الجاهلية والإسلام» روي أنه لما قتل حمزة 


۱ 
1 


AY 


النشيد الثامن عشر 


بن عبد المطلب في غزوة أحد» وكان قاتله وحشي مولى جبير بن مطعم» عظم قتله على 
صاحب الشريعة الإسلامية» فنذر أن يقتل به سبعين رجلا من قريش وكبر عليه في 
الصلاة سبعين تكبيرة. 

(*") يبسط لنا الشاعر في الأبيات السالفة كيف كانوا يغسلون الميت ويطيبونه 
ويكفنونه. 

)۳٤(‏ نموا: نسبوا. والطارف: الحديث, والتلد: القديم. لا يخفى ما في هذا البيت من 
التهكم الظاهر والوعيد الخفي. 

)١(‏ كان زفس بعل هيرا وأخاها. قالت: إني وإن كنت أعظم الآلهة وبعلي الذي هو 
كن اسم اله فلم يعض أن انض اراي او كلا أن ال ا الزات 
كأنها قالت: إنك لا تذخر لي رعاية ولا تحفظ لي حرمة. يمثل هوميروس تنافر الزوجين 
بخلوتهما وإن كانا في مصاف الآلهة. 

)۳١(‏ الأعرج لقب هيفست» ويلقب أيضًا بالحداد» وهو إلاه النارء ومطرق الصواعق 
ومثير البراكين» لقب بالأعرج لأنه ولد قبيح الصورة فألقت به أمه من أعالي السماء كما 
سيأتي بعد أبيات - هذا سبب تلقيبه بالأعرج بحسب نص الرواية الميثوليجية» أما سبب 
تلقيبه بالحداد فمأخوذ من صناعته. على أن الباحثين في التعليل الرمزي لأصل العبارات 
ذهبوا في ذلك مذاهب نعتمد منها على رواية هرقليذس؛ إذ قال: إن هيفست ممثل النارء 
وأبوه زفس ممثل الأثيرء وأمه هيرا ممثلة الهوا فالنار سقطت إلى الأرض من الهواء 
والرقيع» إما بفعل الصواعقء وإما بوجه آخر. لقب بالأعرج؛ لأن النار لا تشتعل بلا وقود 
كما أن الأعرج لا يستطيع المشي ما لم يستند إلى عضد يعضده. وأما قول هيفست عن 
نفسه في ما يلي: إنه لولا ثيتيس وأفرينومة لكان هلك» فتأويله أنه لو لم تقع النار في محل 
يمكن حفظها فيه لاضمحلت وتلاشت - قيل: أخذ اليونان عبادته عن المصريين حيث 
كان يسمى فتاليء وإلاه النار عند البلاسجة والطرواد» ثم الرومان تدعى فستا تطرقت 
إليهم عبادتها من الفرس. ومن الغريب أن يكون هذا التشابه بين المعبودين وأحدهما ذكر 
والآخرى آنثى» والأغرب من ذلك أن أول صيقل لجميع المصنوعات الحديدية والنحاسية 
في التوراة هو توبل قاين (تك٤:۲۲)‏ وتويال أو طوبال باللغات التترية» ومنها التركية 
الأغرج وقين باللغات السامية ومنها العربية الحداد وكلاهما لقب هيفست مع أن توبل 
قاين كان قبل عهد هوميروس بحسب نص التوراة بنحو ألفي عام» ولم أر من انتبه إلى 
هذا اللو هع انهم يكوا م طول و سیو اسل قاين السامي: 


A۰ 





هيفست إلاه النار. 


(۳۷) تقدم لنا بحث واف في المناضد ن٠.‏ 

)۳۸( قتيره, أي: مساميره. 

(۳۹) مما يروى عن سبيل التفكه أن أفلاطون كان في صغره مغرمًا بنظم الشعر 
تحدثه نفسه بالتشبه بهوميروسء فينظم القصيدة. ثم يقابلها بمنظومات هوميروس 
فيظهر له البون الشاسع فيعدل عنها إلى غيرهاء وهكذا إلى أن تحقق أنه لم يكن ذا 
سليقة شعرية ساميةء فأخذ منه اليأس كل مأخذء وجمع كل ما سطر من الشعر وألقى 
به إلى النار. على أنه لم يتمالك وهو على تلك الحال أن ذكر شينًا من منظوم هوميروس 
نفسه فعلق بذهنه هذا الشطرء ولكنه عوضًا عن أن يقول: 


النشيد الثامن عشر 
هيفست قم ثيتيس عونك ابتغت 
قال: 
هيفست أفلاطون عونك ابتغي 


قالوا: وهذا هو السبب في كراهة أفلاطون للشعر وتنديده به شأن من تقبح على 
الحسناء جمالها لاعتصامها عليه. 

(50) العلاة: السندان. 

)٤١(‏ الوصيفة: الجارية. 

)٤١(‏ تشبه ثيتيس ابنها أخيل بالغصن. وما أحسن ما قالت الخنساء في نفسها 
وفي أخيها صخر: 


كنا كفصنين في جرثومة بسقا NES‏ 
حتى إذا قيل قد طالت عروقهما وطاب غرسهما واستو: ثق الثمن 
أخنى على واحد ريب الزمان وما يبقي الزمان على شيء ولا يذرُ 


؟؟) المجوب: الترس. والأمة: الدرع. والقشيب: الجديد. 
44 الحاف: جمع حافة. 
)٥‏ أي: من دون تلك الدراري. 
1 ) رسم بلدتين إحداهما دار سلم والأخرى دار حرب لتحسن المقابلة» ثم مثل 
أحسن ما يحصل أثناء السلم في الواحدةء وأقبح ما يحدث أثناء الحرب في الأخرى» فأخذ 
أعظم مزايا البلد الأمين» فأورد أفراح الأعراس وإقامة القسطاس للعدل بالناس كما 
سترى. 
زعم الأقدمون أنه أشار إلى أثينا؛ لأنها كانت السابقة إلى وضع سنن الزواج وهي 
أل ده تدهم شل وها ا ١‏ 
)٤۷(‏ في الأبيات السالفة قطعة تاريخية بوصف هيئة تقاضيهم في تلك الأيام. 
اختلف النقلة يقوله: «وشاقلان ... أودعت إكرامًا لمن محا بالعدل شر الوزر». فقال 
بعضهم: إن ذينك الشاقلين يعطيان للقاضي الناطق بالحكم العادلء وقال الآخرونء وهو 
الأصلح: إنهما يعطيان لمن ثبت الحق في جانبه. 


) 
) 
) 
) 


A<o 


الإلياذة 


0 اة الق 

(59) العين: الرقيب. والصوار: القطيع. 

(©8) ل فاكدة من منحازاة الشراح غل التخرض لمعرفة اليلدة الثى أشار إليها 
الشاعر دارًا للحرب» ولعله لم يشر إلى محل معينء ولكنه لا بد من الإشارة إلى براعة 
الشاعر بالإحاطة بأسباب الحرب ووقائعها ولواحقها بهذا الإيجاز البديع» وأبدع منه 
وصف القضاء قبل الانتقال إلى مشهد آخرء فلقبه «بمبيد الأمم» وهيأه بصورة شخص 
يعلو كاهله رداء تسيل الدماء من آطرافه» وهو بلا سبب معقول يفر عن هذاء ويفري 
ذاك ويمسك بقدمي الآخر يزيحه عن موقف الصدامء وأي: وصف يصدق عليه كهذا 
الوصف اللهم إلا أن يكون قول زهير: 


رأيت المنايا خبط عشواء من تصب ثمته ومن تخطئ يعمر فيهرم 


)5١(‏ انتقل الشاعر إلى منظر آخرء أبان فيه أنه لم يكن بالقرع والصرع أعلم منه 
بالزرع والضرع فوصف الحالة الزراعية بدقائقهاء كأنه آلى على نفسه أن لا يطرق بابًا 
ميلع مكديفا كل ها ل وراءة .وما مک كات افكت لق هارو كل ها وس 
زمانه من مكنونات العقل ومذخورات النقل. 

(9؟5) الندل: خدمة الطعام. 

)٥١(‏ السمك: الأوتاد. والوشيع: الحجار المعروف بالسياج. 

(08) القطف: العنقود. 

(66) لوين 4 سارف أل ,من :فطق ال آي املو أن فريس (غطان) 
وأمه قليوبا أو أورانياء كان معلمًا لهرقل وثميريس وأرفيوسء فانتهر هرقل يومًا لتلاهيه 
فضربه هرقل ضربة كانت القاضية عليه» ويقول الثيبيون بوجود لينوس آخر أقدم من 
هذا كان يناظر أفلون بالإنشاد فاهلكه أفلون. 

وكان من عادة اليونان أن يقيموا للينوس مأتمًا سنويًا ينحرون فيه عليه» كما يقام 
مأتم عاشوراء في هذه الأيام» ذلك ما أشار إليه هوميروس بقوله: «نشيد لينوس إلخ». 

(03) الصرائف: الأكواخ. 

(01) ذيذال: شخص خرافي ينسبون إليه كثيرًا من خوارق الأعمال» ويزعمون أن 
النساء لم يكن يرقصن مع الرجال» فأخذ سبعة فتيان وسبع فتيات فعلمهم الرقص على 


النشيد الثامن عشر 


النمط الذي يشير إليه هوميروسء ولا يزال مستعملًَا في بلاد اليونان» وإني إخال الكدريل 
الإفرنجي ضريًا منه. 

(58) وأي حلي أبهج من تلك الحلي: للرجال السيوفء وللعذارى تيجان الزهر. 

(59) المحال: جمع محالةء وهى الدولاب. 

)1٠8(‏ إلى هنا انتهى الشاعر 7 وصف الترسء فأودعه من مكنونات الطبيعة ما 
لم يبق معه موضع لإسهاب» فأتى على سائر القطع موجرًا كل الإيجاز بعد هذا الإطناب 
الوحيد في شكله الفريد في بابه. 


النشيد التاسع عشر 


مصالحة أغاممنون وأخيل 


و جْمَلةُ 
. 


ما اشتمل الفجر بثوب الجساد من يمه يبرز فوق العباد 


حتى انبرت ثيتيس إلى ابنها أخيل بالشكة التي اصطنعها إلاه النار وحسنت له 
مصالحة أغاممنون» وأفرغت بمنخري فط رل ما ا من الفساد أثناء غيابه 
فحشد أخيل الجمع وتصالح مع أغاممنون وأنباً القوم أنه على أهبة القتال في تلك 
الساعةء فاعترف أغاممنون بخطئه وألقى تبعة فعلته على القضاء والقدر» ورغب إلى 
أخيل أن ينتظر ريثما يؤتى له بالتحف التى مر تعدادهاء فأبى أخيل إلا الكر بلا توان 
لما بلغ منه الغيظ على مقتل حبيبه فطرقل» فاعترضه أوذيس محتجًا أنه لا بد للجيش 
من تناول الطعام» ودعا أخيل إلى الغذاء في مضرب أغاممنون فآلى أخيل أن لا يذوق 
طعامًا قبل الأخذ بثأر فطرقلء فأكل الجيش وأحضرت تحف أغاممنون ومعها بريسا 
سبية أخيل» وأقسم أغاممنون أمام الجمع أنه لم يمسسها أثناء إقامتها عنده» وأرسلت 
التحف إلى خيام أخيل وأخذت الجواري وبريسا يبكين فطرقل ويندبنه» وآخيل كل تلك 
الآونة متوجع متفجع لا يرى إلا القتال ومن حوله الملوك يرومون له تعزيةء فلا يتعزى 
بل يندب وينتحب كالطفلء ثم تقدم أخيل بالجيش مستلمًا درع هيفست وشد أفطوميذ 


1 


AM 


الإلياذة 


الخيل إلى مركبته فاعتلى» وعنف الجياد فنطق أحدها وأنبأه بمصرعه القريب فلم يعباً 
بنبوته. 


وحث فى صدر السرى جرده بهدة تدوي بتلك النجاد 


مجرى الوقائع في اليوم الثلاثين. 








النشيد التاسع عشر 


يرمقه معبودها والعباد 


فأبصرت آخيل فوق الثرى معانقًا فطرقل واري الفؤاد 
د ا علد 

يشهق بالعبرة هامي الجفون وحوله أصحابه يندبون 

ويده اجترّت وقالت: «ألا مهما طما الخطب وطمّ البلا 

دع ثم فطرقل على الترب إذ في قدر الأرباب بالغيب باد 


ا علا علا 


بني قم وارفل أتاك السلاح من لدن هيفستٍ زهي الصفاح" 
ما قط إنسيٌ به قبل لاح» 

معنن كع الها وة هط وها علب رمدو اوجن 

لم يستطيعوا رمق أنواره بل عنه صدوا جملة بارتعاد 


»ا كلا علا 


۸1۰ 








النشيد التاسع عشر 


لكنما آخيل مذ أحدقا فيه حشاه غلّه مرّقا 
وطرفه نررًا ذكت ألقا 
مستبشرًا قلبه في يديه ينظر بالبشر مليًا إليه 
وقال يا أماه ليست سوى تحفة رب جاد فيما أجاد 
“ا كد Xk‏ 
هيهات إنسيٌّ كذا يبتدع وها أنا من ساعتي أدرع 
لهاجسي بالشلو إن الذباب يعيث ما بين جراح الذباب* 
وينشر الدود به عابقًا فيعتري جسم الحبيب الفساد»“ 
“ا كد Xk‏ 
قالت: «دع الفكرة إنى أزيل عنه جراثيم الذياب الوبيل 
تلك التي تنهش لحم القتيا 
حتى ولو عامًا هنا الجسم ظل ما خلت ذا التشويه إلا اضمحل 
فناد للشورى كبار السرى وصاف أتريذ وألق العناد 
“ا كد Xk‏ 
وشك وألبس ثوب بأس منيع» وألهبته بالزماع الذريع 
ثم انثنت 5ة نحو اا يع 
ليسلم الجسم وفورًا جرى آخيل فوق الجرف يذكوا تقار" 
“ا كد Xk‏ 
وصاح صونًا بالسرايا قصف فكلهم لسبي مجيبًا وزف 
حتى الذي بالفلك دومًا وقف 
ومن على السكان ظل المقيم ومن على الأرزاق كان الزعيم 
طرًا إلى الشورى سعوا مذ بدا آخيل للهيجاء بعد البعاد^ 


الم 


الإلياذة 


Xk > > 

ثمة ما عتم أن عرجا يعرج أوذيس إمام الحجا 

توكأ على كعوب الرماح بشدة الضيم وهول الجراح 

تصدّرا في الناد ثم انبرى بعدهما أتريذ رب القياد 
Xk k >‏ 


أثقله جرح كوون الهمام يوم علا النقع بحر الصدام 
حتى بهم اخيل فورًا نهضص وصاح: «يا اتريذ بئس الغرض 
ما كان أولى السلم ما بيننا مذ ثارت الأحقاد توري الزناد 
> د لد 
يا حيّذا لو يوم كدت العداه بقهر لرنيسا وسبي الفتاه 
من أرطميس فخر صيد الرماه 
أدركها في الفلك سهم الردى لما بنا جلت خطوب العدى 
وعضت الترب صناديدنا وثالت الطرواد منا المراد 
> كا لد 
أقعدني الغلٌ ببون بعيد تلك إذا عقبى الخصام الشديد 
يذكرها الإغريق دهرًا مديد 
فلست بالحافظ حقدًا مضى فقم إذن أضرم أوار الجهاد 
د كد د 


واحمل على الأعداء حتى أرى أتطلب الأسطول تلك السرى 
لكثني أدري وفثلي دري 
أن الذي منهم هزيمًا نجا من عاملي يأنس حيث التجاء* 


A\Y 


النشيد التاسع عشر 
فضكت الإغريق بشرًا له إذ غادر الأضغان توًا وعاد 
»ا كد Xk‏ 
فقام أتريذ ولم يمتثل في الوسط بل من عرشه يرتجل: 
«يا صحب لف انبا أريس المذل 
»ا كد Xk‏ 
آخيل لبيت إلى ما انتدب 
فاصغوا فكم لمتم بمرٌ الكلام ولم أكن أهلًا لذاك الملام 
ما الذنب ذنبى حين حرمانه فتاته إذ قد حرمت الرشاد 
> كد Xk‏ 
بل ذنب زفس ذا وذنب القدر والظلمة الدهماء ذات العير 
فهم هم أعموا عليّ البصر 
وما ترى قد كان في طاقتي لما استباحت فتنة باحتي 
فتاة زفس تلك E.‏ تقود من شاءت وليست تقاد١١‏ 
»ا Xk Kk‏ 
تجري وفوق الترب ليست تدوس لكنها تهشم شم الرءوس 
وتبتلي الناس و 1 الجدوايق 
مذ بهرقل ألقمينا أتى ال مخاض فى ثيبة ا 
»ا Xk Kk‏ 


زوجته والت وثيق الولاء فأعملت فيه دهاء النساء"" 
إن قال متا بدار اليقاء: 


ام 


الإلياذة 


«أرياب يا رات سمعًا لما نفسى تناجينى بأن يعلما 
«رأس المواليد إليثيِّةٌ ترئس هذا اليوم أسمى ولاى٠‏ 
> كد Xk‏ 
«في الإنس من ذريتي أيهم بالبأس فيهم سائدًا يحكم» 
قالت له هيرا الدَّها تكتم: 
«كذبت لن تنفذ هذا المقال أو لا فأيمانك أغلظ ثقال 
دان :فخ :حلقية إتسية- .االو منك الإنفن بالباس سان» 
د كد د 
فأغلظ الأيمان زفش وما أدرك مغزاها فيا بكسما 
فاندفعت هيرا كسيل طما 
تجري وتدري أن في أرغا عرس ستينيل فتى فرسسا 
حبلى شهورًا قد خلت وهی في أوائكل السّابع دون ازدياد 
د كد Xk‏ 
فولدتها الطفل من قبل حين واستوقفت في ألقمينا الجنين 
وزفس جاءت بالبلاغ اليقين: 
«يا قاذف البرق اسمعنى فقد أقبل من نسلك ناك الولد؟"' 
إفرستسش يدعى وحق له أن يحكم الإغريق اتی أراد» 
د كد د 
فنفسه جاشت على قهرها وفتنةٌ أمسك من شعرها 
الى بأن تنْفَى مدى دهرها 
من مجلس الأولمب والأصفياء ومن رقيع بالدراري أضاء 
وللثرى ألقى بها قاذقًا من بعدما بالكف عنفا أماد*" 
د كد د 


وكم تلظّى زفس لما احتكم إفرستش ثم فتاه حكم 


1 


النشيد التاسع عشر 


كذاك لما للخلايا اندفق هكطور يصمي بين تلك الفرق 
ما كان لى طاقة رد لها لكنمالى الآن حسن ارتداد“" 
> ا Xk‏ 
أضلني زفس وعقلي انحرف لكن لك اليوم تهال الطرف 
فكر إن تزحف فكل زحف 
وكل ما أمس أذيسٌ وعد لازال طرًا لك عندي معد 
فإن تشأ فالبث يسيرًا ترى وإن تعل صبرًا لقرع الصعاد 
> ا Xk‏ 
فليحضرن الآن تلك الغرر قومى من الفلك وعينًا تقر»" 
فقال: «يا أتريذ مولى البشر 
أنت ولي الأمر والمرجع إن شئت فامنح أو تشأ فامنع" 
لكنما ذا الحين حين الوغى فلا نضع باللّغو وقت الجلاد 
»ا ا Xk‏ 
مكرّنا تدرون ماأنجزا كروا تروا آخيلكم برزا 
بعاملٍ يفري ولن يعجزا 
كروا وکل منكم فليصل مباررًا منهم كميًّا عتلى»""' 
فقال محتهًا على قوله أوذيس ذو الحكمة رب السداد: 
> ا Xk‏ 
«آخيل يا عد سراة الخلود مهما تحدّمت فخل الجنود 
لا تدفعن الجيش دون الحدود 
وهم صيامٌ فإذا النقع ثار واصطدم الجيشان تحت الغبار 
وهاجت الأرباب كل السرى يطول لا ريبة أمر الطراد 


ا كلا علا 


A\o 


الإلياذة 


فمر إذن يؤتى بزاد وراح فذاك يولي البأس يوم الكفاح 
فمن إلى المغرب منذ الصباح 
يقوى على الإبلاء فوق السغب مهما علت همته والتهب"" 
ينهكه العَىُّ على رغمه وهو بلا قوتِ ضثيلٌ وصاد" 
د د د 
لكنه إمًا اكتفى وارتوى نهاره قاتل جم القوى 
بقلب بأس لم ينله الطوى 
ولا يبالي باصطدام الطغام من غرّة الكرة حتى الختام 
فوزع الجند على فلكهم ومر إذن يؤتى براح وزاد"" 
د كد د 
وليحضرن أتريذ للمجلس مالك من ذخر حوى أنفس 
من اقم فى حييتة 'فليلقم. ‏ مادبة تضمق ضنافي التؤاد 
> كا د 
ويحسم الأمر فترضى إذا تطيب نفسا وتعاف الأذى 
وأنت يا أتريذ من بعد ذا 
أنصف فمن قرام قوم أهان لا بدع إن يسترضه كل آن» 
فقال أتريذ: «أيا أوذش أدّيت بالحكمة كل المقاد 
Xk > >‏ 
أغل سيت كاذنا أخلف امام وت كمهنها يعرف 
ولست بالحانث لكن قفوا 
وأنت يا آخيل مهما استطار في لبك الذاكي شرار الأوار 
مه ريثما تبدو الهدايا هنا فنبرم العقد لعهد الوداد 


A۱٦1 


النشيد التاسع عشر 


> كد د 
وأنت يا أوذيس بالأمر سر من نخبة الفتيان وفدًا أسر 
للفلك يأتونا بذخر ذخر 
أعددته لابن أياك أننا وتلثبيوس يضحي لنا" 
رت لزفس ولشمس العلى واستقدموا كل السبابا الخران؟" 
د كا Xk‏ 
فقال: «يا أتريذ هذا المجال نخوضه بعد اصطدام الرجال 
في هدنة تبدو عقيب القتال 
إن تسكن الغلة فى مهجتى أما ترى صيد سرى الحملة 
صرعى فرى الحديد أجسادها مذ زفس هكطورٌ به القوم كاد 
> كد د 
شاقكما الزاد فلا لن أحول أحرض الآن جميع القيول" 
للكر لا زادٌ قبيل القفول 
فالقوت والمشرب لن يدخلا فمى وماإن خضت تلك الوهاد 
> كا Xk‏ 
كيف وفي الخيمة إلفي يرى ‏ مخضيًا بحد نصل فرى 
من حوله الصحب بدمع جرى 
قد حوّلوا رجليه للمدخل آه فلن يحلو ذا اليوم لى" 
إلا انفجار النقع والبطش وال إبلاء بين الزفرات الشداد» 
د كد Xk‏ 
فقال أوذيس: «اين فيلا أجل قد فقتنى بأسًا وفقت الملل 
لكن لي فضل رشاد أجل 
حنكني العمر وطول اختبار فانظر إلى قولي بعين اعتبار 


A\V 


الإلياذة 


تضوى القوى أيان تمضى القنا فى الهام كالسنيل وقت الحصاد 
> ا Xk‏ 
ولا يهون الأمر حتى يميل ميزانه زفس لأمر جليل 
فليس للإغريق ندب القتيل 
> ا Xk‏ 
ومن يعيشوا بعد ذاك القراع عليهم أن لا يظلوا جياع 
ليدركوا قهر العدى بالرّماع 
فذاك رأيي لا تطيعوا سواه من ظلّ بين الفلك وافى بلاه 
نكر طرًا كر عزم على أعدائنا روّاض جرد الجياد» 
»ا ا Xk‏ 
وما انتهى أوذيس حتى اندفع في ولد نسطور إمام الورع 
ثواس ميجيس ومريون مع 
> ا Xk‏ 
عادوا بما أتريذ فيها اذخر مناضدٌُ سبعٌ تشوق النظر 
يكنفها عشرون طسًا أغر 
ومن بنات السبى سبع حسان قد أبلغتهن بريسا الثمان 
طرًا تشقفن بصنع النسا كذلك اثنا عشر رأسًا جواد 
> ا Xk‏ 
أمامهم أوذيس فى عشرة شواقل من ذهب عدت 
سائرهم فى سائر التحفة 


A1۸ 


النشيد التاسع عشر 


ساروا وألقوها أمام الحضور فقام أتريذ المليك الوقور 
وثلثبيوس هناك انبرى إليه والخرنوص في الحال قاد 
د كد Xk‏ 
موتكم اتر انط هدية " . ازات شمن اليف وة 
أدى فروضًا صان مرعيّة 
ناصية الخرنوص مذ قص مد يديه من زفس يروم المدد 
وسائر الإغريق أصغوا له يعتقدون الخير خير اعتقاد 
د > د 
ثم تلا ينظر نحو العلى: «بزفس إني مقسم أوَلا 
أجل آل الخلد بين الملا 
بالأرض والشمس كذا أقسم ويبنات النار من تعلم 
د <k‏ د 
أن بريسا لبثت باحترام ماقط مستها يدي في الخيام 
لا لفراش أو لأمر يرام 
وإن أمن فلألق كل الخطوب شأن الذي يقسم وهو الكذوب» 
<k >‏ د 


وتلثبيوس تلقى الذبيح يطرحه في قعر بحر فسيح 
فى اليم للأسماك قودًا أبيح"” 

فصاح بين الجمع آخيل: «كم يا زفس فوق الخلق هلت النقم 

لو لم تشأ نكبة أبطالنا ما سامني أتريذ قط احتداد 


ا كلا علا 


3 


كلا ولا حمقًا فتاتي استباح لكن مضى الماضي وآن الرواح 


۸۱۹ 


الإلياذة 


هبوا إلى زادكم بارتياح 
ثم على أعدائنا نحمل طرًاء كذاك انصراف المحفل 
وارفضت الجند وكل مضى يجري إلى أسطوله باشتداد 
عد يا Xk‏ 


وقوم آخيل حثيثي القدم ساروا بذياك الحبا للخيم 
وأجلسوا الغيد ويعض الحشم 
ساقوا جياد الخيل بين الجموع فاندفعت تذري بريسا الدموع 
مذ أبصرت فطرقل قد مزقت أعضاءه صم الحدود الحداد 
> > د 


أهوت عليه بالبكا والعويل تلطم ذياك المحيا الجميل 
وصدرها البض وجيدا أميل 

كأنها الزهرة في المشهد جللها فرع هوى عسجدي 

صاحت: «أيا فطرقل ويلاه يا خل فتاة لازمتها النآد"” 


ا لا علا 


ك 


ألم أغادرك قبيل الذهاب حبًا فألقيتك عند المآب 
مينًا فكم يتلو مصابي مصاب 

أبى وأمى أنكحانى فتى قد أبصرته مقلتى ميتا 

دون الحصون اخترمته القنا مكافمًا يحسن عنًا الذياد 

ا “ا Xk‏ 

وإخوتى لما استطار الغبار ثلاثةٌ بادوا بذاك النهار 
وعاث آخيل بتلك الديار 

بلدة مينيس العظيم اكتسح وفى التحام الحرب بعلى ذبح 

ولم تبح لى آه فطرقل أن أهمى عليه عبرات الحداد 


ا كلا علا 


6 


النشيد التاسع عشر 


عللتني أن أخيلًا يسير لإفثيا بي فوق فتك تطير 
عرسًا له يا معدن اللطف آه عليك أهمى الدمع طول الحياة»؟” 
وانفجرت أجفانها وانبرت كل السبايا حولها باحتشاد 
“ا كد Xk‏ 
يندبن في الظاهر فطرقل بل يندبن خطيًا جل فيهن حل'" 
وحول آخيل سراة الملل 
ساعون فى استرضائه أن ينال شيتًا من القوت فبالبث قال: 
«أستحلف الأحباب أن يرعووا ولا يسوموا ما أقول انتقاد 


»اا كلا علا 


لا قوت لا شرب فقتل الحبيب أجج فى قلبي أوار اللهيب 
أصوم حتى الشمس عنا تغيب 

وليس يؤذيني طول انتظار» وصرف القوم وظل الكبار 

أتريذ أتريذ أذيش ونس ططور إذومين فنكس الجواد'" 


»ا كلا علا 


ظلوا وراموا سلوة تجمل يلهوا بهاوا بُعد ما أملوا 
سلوانه أن الوغى تثقل 
وطأتها فكُرَ في نفسه وأن مغتمًا على بؤسه 
وصاح: «واويبك يا ذا الذي قد كنت لي إلفا وثيق العهاد 
sk X‏ ا 


كم قبل في خيمي بذلت الهمم في أدبة تقيم يوم النقم" 
مذ طلب الجيش العدى واقتحم 

وأنت ذا الآن طعين طريح كلا فنفسي الزاد لا تستبيح 

ما عشت لن ينتاينى حادث يبدو كما ذا الحادث اليوم باد 


اكلم 


الإلياذة 


د كد لد 
كلا ولو يومًا أتاني النبا أن أبي في إفثيا قد خبا 
لابن نأي عنه بدار اغتراب فيها يثير الحرب تحت الحزاب 
وذاك من آثار هيلانة أس الرزايا والعوادي الغواد 
د كد د 
كلا ولو أنبتت فرعي الوحيد نفطولم رب الجمال الفريد 
إن لم يمت للآن أضحى فقيد 
أملت لكن خاب كل الأمل أنى بإليون أوافى الأجل 
أودي بعيدًا عن حمى أرغس وأنت يا فطرقل حي تزاد 
د <k‏ لد 
إسكيرسًا أملت أن تطلبا حيث ترى نفطولمًا قد ريا 
ملت من ثمة أن تذهيا 
لى من عقار أو سبايا ومن منازل شاقت وكل العتاد 
د كد د 
فإن فيلا الهمَّ لا شك مات أو إنه فى جرف اللحد بات 
يشفق دومًا أن توافى الثقات 
ميلغة حتفى له بغتة» وجاد بالدمع وهم جملة" 
هزتهم الذكرى لأوطانهم وكلهم بفائض الدمع جاد 
د كد لد 
فرق زة | واذ %& . 07 اث ٠.‏ رة هه | ٠.‏ : 
«لم يا ابنتى ألقيت عبء العنا 
بالشهم آخيل ألم آلفه في خيمه يبكي على إِلَْفِهِ 


AYY 


النشيد التاسع عشر 


Xk ok X 
قن اک الفكين وکا قن ضفو ای کی ن‎ 
فانيعثت من شم تلك الذرى‎ 
قد هاجها زفس وفي نفسهاا ود لآخيل فلا تستزاد‎ 
Xk sk ا‎ 
فأفرغت في صدره كوثرا وعنبر الخلد لكي يصبرا‎ 
| واا جيث د تل5 تبث‎ 
عادت إلى صرح أبيها الرّفيع ومن خلال الفلك هب الجميع‎ 
فانتشروا كالثلج في شمأل ترمي به فامتدٌ أي امتداد‎ 
Xk ok X 
ترائك تسطع من فوق هام من دونها زان العوالي ولام‎ 
وصم اجواب تصد الحمام؛"‎ 
وارتجت الأرض لوقع الخطى وصبر آخيل اعتراه النفاد‎ 
Xk ok ا‎ 
أسنانه صرّت صريرًا وطار من لحظ عينيه أوار الشرار‎ 
ولبة للبطش بالقوم ثار‎ 
فزرٌ خفيه لساقيه في عرى لجين شائقاتٍ جداد‎ 
Xk ok X 
ثم كسا الصدر بدرع تنير وبين كتفيه الحسام الخطير‎ 
من فضة قد دق فيه القتير‎ 


AYY 


الإلياذة 


والجوب ذاك الجوب أنَّى ارتفع كالبدر بدر التم نورًا سطع 
فى قبة الجو مضى لاما ينير أطراف الرقيع البعاد 


د كد Xk‏ 
كأنه والنوء عنفًا قصف حتى إلى اليم بفلكِ قذف 
وعن مجال الأمن فيه انحرف 
لهيب نار في محل اعتزال يبصره الملاح فوق الجبال 
وبعد هذا خوذة قد غدت ككوكب فى أفق الجو غاد 
د كد د 
قونسها الواري عليه أدار هيفست تزهى عذبات النضار 
ثمت فى الشكة آخيل دار 
يخبرها هل وافقت جسمه و أزعجت فى ثقلها عزمه 
د <k‏ د 
وسل من غمدٍ سنانا صقيل يثقل كل البهم إلا أخيل 
أهداه خيرون لفيلا الجليل 
قناته قد كان قبل انتقى من رعن فليون ليوم اللقا" 
مدّانة شماء أهوالها عادت على الأبطال أدهى معاد“ 
د كد د 
وأفطميذ الخيل فى الحال شد وألقميذ ببهى العدد 
فألجمت والصرع لما استند 
للعرش أفطميذ في الكبكبه في سوطه هب إلى المركبه 
تلاه آخيل كشمس الضحى عدته تزهو وتجلو السواد 
د د د 


بصوتيه الهدّار بالجرد صاح: «يا نسل فوذرغة نسل الفلاح 


AYE 


النشيد التاسع عشر 


زنث أباليس بجنح النجاح 
بی للحمى عودا إذا ما ارتويت لا تتركاني إن أمت ثم ميت 
نظير فطرقل» فزنث انحنى يطرق بالمضمد تحت القلار" 
> كد د 
قال وهيرا خوّلته المقال وللثرى أعرافه بانسدال: 
«أجل أخيل اليوم شر النزال 
نقيك لكن المنايا إليك دنت ولم نجن بهذا عليك 
لكنما الجانى إلاه سطا وقدرٌ ما رده قط ران" 
> كد د 
فإن يكن فطرقل قد جردا فلا لعجز من كلينايدا 
kA‏ قلق تاها ادي" 
رماه في صدر السرى إذ أغار يولي ابن فريام شعار الفخار 
فالريح إن نسبق فإن الرّدى في الغيب محتوم فلا يستعاد 
د Xk <k‏ 
لا بد أن يصميك تحت النصال رب وقرمٌ بقوى الرّب صال» “٠‏ 
وصوته أخفت بنات الويال 
فما بحرفٍ بعد هذا نطق فقال آخيل بملء الحنق: 
«لم بالرّدى يا زنث أنبأتنى فمنك ذا المنطق لا يستجاد 
> عد د 
فلا أبالى لا ولن أعرضا 
حتى أرى الطرواد سيموا الجزع وثقلة العي عليه تقع» 
وحث في صدر السرى جرده بهدّة تدوي بتلك النجاد 


AYo 


الإلياذة 


هوامش 


)١(‏ الجساد: الزعفران» والمراد به الزعفران الأحمر الذي ينبت في بلاد اليونان 
وجبال أوروبا. راجع ما قلناه بهذا الصدد ن ۸. مثل الفجر شخصًا يبرز من يم البحر 
مشتملًا بثوب يشبه الزعفران باحمراره. 

(۲) الخلايا: السفن. 

(©) إن القول بإهداء الآلهة شيئًا من أسلحتهم للبشر قديمٌ وكثيدٌ باعتقاد الأمم 
الخالية» وقد أشار هوميروس إلى ذلك غير مرة ووصف السلاح الذي أنعم به زفس على 
فيلا أبي أخيل» ووصف فرجيليوس السلاح الذي ألقت به الزهرة إلى ابنها آنياس» وفي 
الفصل الخامس عشر من سفر المكابيين الثاني واف أرميا النبي يهوذا بالرؤيا: «وناوله 
مدنا كن قمى :وأقال ب ثفن نذا a ORS‏ قن فته ادن تحطم الأعداء» ٠١۶‏ 
و7١.‏ ورواية التوراة لا تتعدى حالة الرؤى العادية على أن فيها إشارة إلى شيوع ذلك 
المعتقد؛ إن لا يحلم بشيء غير معروف أو مسموع. 

)٤(‏ أي: فصل السلاح وارعب المرمدون قوم أخيل. 

)١(‏ الذباب الأولى: الهوام المعروفء والثانية يراد بها: حدود المناصل. 

(5) كاتوا تین كل الفاغ اة اميد لكل يدركيا الفسان قل أن حرق 
أو تدفن» ولهذا ترى الشاعر حريصًا على تدوين ذلك المعتقدء وحيثما أراد حفظ كرامة 
ميك یع مكل اا لدف هة مسد ن اة لكل تاو اتون 
بعرفهم» فهنا ثيتيس تباشر الأمر بنفسهاء كما عني زفس وغيره من الآلهة بحفظ جثة 
سرفيدون في النشيد السادس عشرء ا ا وأفلون محتاطين بجثة هكطور في 
النشيد الثاني والعشرين - أما قولهم أن ثيتيس حفظت جثة فطرقل من الفساد لأنها 
من بنات البحرء فيفيد أنهم تدر ا وهذا من باب التكلف الذي لا حاجة بنا 
إليه خصوصًا وأنه قال بعد هذا: إنها أفرغت بمنخري القتيل العنبر والسلسبيل. 

(۷) كانوا يعتقدون بوجود مأكول ومشروب للآلهة يدعون الأول 00057لبث 
(أمبرُوسيا) وهو مادة لطيفة لذيذة الطعم تقتل الموت فيخلد آكلهاء وقد تقدم ذكرها 
(ن .)١5‏ والثاني 9 (نكتار) وهو نوع من الخمر الأحمر شائق بطعمه ولونه 
ذكىٌّ برائحته وكلاهما مضاد للفسادء وقد عربنا الأول بالعنبر لتقارب اللفظينء والثاني 
بالسلسبيل لتقارب المادتين» وربما يحسن تعريب هذا بالكوثر كما سيأتي بعد أبيات. 


AY 


النشيد التاسع عشر 


(۸) يقول: إن جميع الجيش التفّ متهافنًا للقتال إجابة لنداء أخيل حتى الذين 
كانوا يقعدون عن الهيجاء جبتاء فيلجأون إلى السفن أو يقيمون على سكان السفينة 
أي: دفتها أو يتولون تقسيم أرزاق الجندء كل ذلك لما كان لصوته من الوقع في نفوسهم. 

(9) أي: إنه لا ينجو من بطشه إلا من فاز بالهزيمة فيأنس بذلك الفوز - إن في 
كلام أخيل من الأنفة وعلو الهمة ما شاء؛ إن أغضى عن كل ما مضى وهو لا يرى إلا الثأر 
ودفع العار. 

)٠١(‏ أي: يضطرب الخطيب للّغط والغوغاء. 

)١١(‏ أي: الفتنة بنت زفس. 

)١١(‏ أغرت الفتنة هيرا فخدعت هيرا زفسء كما أغرت الحية حواء فخدعت حواء 
آدم. 

)١(‏ إلاهة المواليدء وقد تقدم ذكرها. 

1 لآن فرسيس والده من نسل زفس.‎ )۱٤( 

)٠١(‏ لا نكاد نجد أمة من أمم الأقدمين لا تعتقد بوجود ملاك كإبليس أهبط من 
السماء فكان على الأرض علة السرور والبلاء» وهذه «فتنة» هنا بنت زفس ألقى بها زفس 
من قبة الزرقاء إلى وجه الغيراء» فكان منها ما كان وقد رأينا فيما مضى كيف نكل زفس 
بالطيطان (ن .)١5‏ 

(17) لهاء أي: للفتنة» يشير إلى أنها استولت عليه حتى غاظ أخيل على كره منه 
ولم يكن في ذلك مختارًا. 

(1) إن موقف أغاممنون هنا لمن أحرج المواقف؛ إذ لا بد له من الاعتذار والاسترضاء 
مع الاحتفاظ بهيبة الملك ورئاسة الزعماء فجمع بين الأمرين؛ قام ولا قيام غيره بل لبث 
على سدته يخطب واسترعى الأسماع وأطال الكلام في إلقاء تبعة ما فات على الآلهة 
والقضاء ووصف الفتنة ذلك الوصف البليغ تهوينًا على أخيل» ثم مثل بفعلها مع من 
هو أعظم شأنًا منه ومن أخيلء (أي: زفس وهيرا)» ونص الخرافة القائلة: إن زفس أنبأ 
الملا الأعلى يوم ميلاد هرقل أن أول مولود من نسله بين البشر في ذلك اليوم سيكون 
ملگا عظيماء فاستوثقت منه هيرا زوجته بالأيمان ليبرنَّ بذلك الوعد» وولدت زوج ابن 
فرسيس بن زفس في أول شهرها السابع فاضطر زفس إلى توليته بدلا من هرقل» ثم 
كان ما كان من أمرهما مما أثيتناه في النشيد الثامن» وقد قصد أغاممنون بهذا الإسهاب 
تحويل غيظ أخيل بما لا يحط من قدر كليهماء ولا أنس تحقيق مرامه وتأثير كلامه أمر 
بإحضار الطرف التي أعدها لأخيل» وهو دهاء ما فوقه دهاء. 


AYV 


الإلياذة 
(۱۸) من أحسن ما قيل بهذا المعنى قول أبي نواس 


يرجو ويخشى حالتيك الورى كأنك الجنة والنانٌُ 


)١9(‏ الكمي العتل: الفارس الشديد. 

)٠١(‏ السغب: الجوع. 

(١؟)‏ صادء أي: عطشان. 

(۲۲) يشبه كلام أوذيس هنا خطاب أبي عبيدة بن الجرّاح في جند المسلمين» وهو 
على حصار بعلبك. قال غياث بن عدي الطائي: فلما صلينا صلاة الفجر نادى مناد من 
قبل أبي عبيدة رضي الله تعالى عنه يقول: عزيمة مني على كل رجل من المسلمين لا يبرز 
إلى حرب هؤلاء القوم حتى يبرز إلى رحله» ويصلح له طعامًا حارًا يأكله» ليكون بذلك 
شديدًا على لقاء العدو (الواقدي). 

(۲۳) إياك نجد أخيل وقد منّ مثل هذه التكنية بالجد دون الآ 

)۲١(‏ الرت: الخنزير» كان من عادتهم أن يضحوا بخنزير في بعض الأحوالء فأخذ 
الرومان عنهم تلك العادة وجعلوا التضحية بالخنزير دليلًا على التحالف والتواثق 

(۲) يريد بقوله: شافكماء أغاممنون وأوذيس. 

(57؟) تلك عادة كانت متبعة في أزمانهم. 

(۲۷) القوا بجثة الخنزير إلى البحر؛ لأنه كان محرمًا عليهم أكل الذبائح التي تنحر 
توثيقًا لأيمان. ۰ 

(۲۸) النآد: الداهية والمصيبة. 

(59) إن في ندب بريسا قطعة تاريخية تمثل حالة السبايا في تلك الأزمان» هنا سبية 
أميرة قتل أخيل بعلّها وأخوتهاء ودمر بلادها تعلل النفس باتخاذه بعلا؛ إذ لم يكن لها 
إلا الرضاء بذلك أو الاستسلام للرق المؤبدء ولا شك أن فتاةً هذا شأنها في عصرنا يغلب 
أن تؤثر الرق» على أن لكل زمان أخلاقًا وعادات بل كانت بريسا تذرف عبرات الشجى 
على رجل كان بعلها بنيل تلك الأمنيةء وقد باحت بها في الختام تذكيرًا لأخيل بوعده لعله 
ينجزهء وقد رجفت الآن إليه وصارت في قبضة يديه. 

)٠٠١(‏ لم يكن نواح السبايا كنواح بريسا؛ إذ لم يكن فيهن من يطمع بالعتق والنجاة 
من الرق. 

)"١(‏ قوله: أتريذ وأتريذء أي: أغاممنون ومنيلاوس. 


AYA 


النشيد التاسع عشر 


(۳۲) لا عجب أن يتذكر أخيل في هذا الموقف همة فطرقل في المآدب والجند لاهون 
بطعامهم» ولعل هذه الذكرى كانت سببًا آخر لامتناعه عن مشاركة القوم في طعامهم. 

(؟؟) کان فطرقل خليلًا كفوًا حسيًا ونسبًا وسنا وبأسَاء وهو مع هذا يلازم أخيل 
ملازمة الأخ النصوح والخادم المطيع» يقرأ أوامره بعينه فيلي الأمر قبل أن ينطلق من 
شفتي أخيلء وهذا أخيل رواع الأبطال يبكي بكاء الأطفالء ويتمنى لو أتيح له أن يفديه 
برأسه وأبيه ووحيده» وأن يموت دونه وهو حيء يقوم لأبي أخيل مقام الولد ولابنه مقام 
الوالد» فلا عجب بعد هذا أن تضرب الأمثال مدى الدهور بهذا التواد» ولقد جمع أخيل 
برثائه خليله فطرقل رثاء الأبيرد الرياحى بقوله: 


فليتك كنت الحي في الناس ناديًا وكنت أنا الميت الذي غيب القبرٌُ 
ورثاء كعب بن سعد الغنوي بقوله: 
أخ كان يكفيني وكان يعينني على ناتبات الدهر حين تنوب 
وقول الحادرة: 


أفبعد من ولدت نسيبة أشتكي ذو المنية لو أرى أتوجعٌ 
ولقد علمت ولا محالة أننى للحادثات فهل تريني أجزع 


وقول الهذلي: 
فوالله لا أنساك ما عشت ليلة صفيّ من الإخوان والولد الحتم 

وقول الآخر: 
أجاري لى نفس فدت نفس ميت فديتك مسرورًا بنفسي وماليا 


وقد كنت أرجى أن أملاك حقئة ٠‏ -“فهال قضاء الله دوق قضاقنا 
ألا ليمت من شاء بعدك إنما عليك من الأقدار كان حذاريا 


وقول البحتري: 


AT 


الإلياذة 


فوا أسفا ألا أكون شهدته فخاست شمالى عنده ويمينى 
وإلا لقيت الموت أحمر دونه كما كان يلقى الدهر أغبر دونى 
وإن بقائي بعده لخيانة وما كنت يومًا قبله بخئون 


AN 
ولو عشت لم أملل حياتي فإن تمت فما في حياتي بعد موتك طائل‎ 


(5؟) الترائك: الخوذء والعوالي: الرماح» واللام: مخفف اللام الدروع» والأجواب: 
التروس. 

(5؟) أي: من جبال فليون. 

(7؟) يظهر أنهم كانوا أحيانًا يتخذون غمدًا لسنان الرمح» كما يتخذ الغمد لنصل 
السيف - ترى من هذه الأبيات أن رمح أخيل لم يكن صنع هيفست بخلاف سائر 
قطع سلاحه» وقد منّ أن فطرقل ذهب بكل شكة أخيل الأولى ما عدا هذا الرمح؛ لأنه لم 
يكن يقوى على حمله فبقي عند أخيل» ولم يكن بهيفست حاجة إلى اصطناع رمح آخر 
کرک أن هيقش كان جداة كولم وجا لصف اة 

لا يفوتن القارئ النظر إلى هيبة مشهد أخيل وهو يشك بسلاحه. 

(۳۷) أردنا بالقلاد حلقة المضمد وهو النير. 

(۳۸) يمثلون الأقدار إلاهات إنانًا ثلانًا بأيديهن المغزل يغزلن عيها الأعمار ثم 
يقطعن حبال الحياة عند حلول الأجلء ولِهنَّ شأن عظيم في أعمال الخلق ورقابة العالم 
والثواب والعقاب» يذكرهن هوميروس مرة واحدة بصيغة الجمع (ن5١)‏ وفي ما سوى 
ذلك يعبر عن القدر بإلاهة واحدة. 

(۳۹) فتى ليطونةء أي: ابنها هو أفلون. 

(50) رأينا فيما تقدم جوادي أخيل يذرفان الدمع حزنًا على فطرقلء وها هنا 
أحدهما يتكلم بل ويتنبأ - ولا غرو فإن الشاعر أعد السامع لرواية الغرائب عن هذين 
الجوادين منذ ذكرهما لأول مرة؛ إذ قال: إنهما من جياد الخلدء فكان لا بد أن يميزهما 
عن سائر الخيل تمييزه للآلهة عن البشرء ثم هى ينسب إلى هيرا إيلاءهما قوة الكلام 
ليقلل من غرابة الرواية. 


۰ 





الأقدار أو إلاهات القدر. 


إن أمثال هذا الكلام المروي عن الحيوانات كثيرة عند الأقدمين» فقد روي بلينوس 
كلامًا لثورين» ولا نساوي بتلك الحيوانات حمارة بلعام وظبية القاع» فكلامهما لا يزال 
مرويًا باعتقاد. 


اكلم 


النشيا الع ون 


تحفز الآلهة للقتال وبطش أخيل 


و ْمَل 
. 


عقد زفس مجلسه وأذن للآلهة بمعاضدة آي شاؤا من الفريقين» فانحازت هيرا وأثينا 
وفوسيذ وهيفست إلى الإغريق» وآذيس وأفلون وأرطميس ولاطونة وزنثس والزهرة على 
الطرواد» فاتخذ أفلون هيئة ليقاوون وحث آنياس على البروز لأخيل» فرامت هيرا أن 
تنفذ فوسيذ وأثينا لشد أزر أخيل ولكن أفلون رأى أن الأجدر بهم أن تجتنب الآلهة 
قتال البشر وترقبهم عن بعد» ولما رأى أخيل آنياس مقبلًا عليه أنذره بالقتل إن لم 
يرجع فأبى إلا مبارزة أخيل؛ وكاد يهلك لو لم يبادر فوسيذ إلى إنقاذه فغشي على بصر 
آل اع أكيل غاي و متحي ل بالقنا ومكطور مك اها 
الأخرى يستنهض همم صحبه وهم بالإقبال على أخيل لو لم يصده أفلون» فرجع وانقض 
أخيل على الطرواد يذبحهم ذبهًا حتى فتك بأحد أبناء فريام الملك» فلم يتمالك هكطور 
عن الكر للطلب بثأر أخيه؛ وكاد البطلان يصطدمان لو لم ينقذ أفلون هكطور ويواريه 
في سحابة» ولما لم ينل أخيل منالًا من هكطور جعل يبطش يمنة ويسرةً بجنود الطرواد 
حتى جرت مركبته فوق القتلى. 





الإلياذة 


مجرى هذه الواقعة في اليوم الثلاثين أيضًاء 


النشيد العشرون ' 


لك يا ابن فيلا الباسل احتشدا 
أنتم إزاء الفلك قابلكم 
وثميس زفس دعا فأنفذها 
طارت من الأولمب جائبة 


فوق الهضاب يعج جيش عدى 
و و 
كل الورى تستقدم العمدا" 


»ا كلا علا 


لبوا وغير الأوقيانس لا 
لم يبق من حورية سكنت 
أو غاية أو رؤضة نضرت 
فإذا بهم والصّرح غص بهم 


نهرٌ تخلف بل جروا عجلاء 
نبا جرى أو جدولا جدلا 
إا سعت فورًا لتمتثلا 
من حول زفس بمحفلٍ حشدا 


»اا كلا علا 


ومزعزع الأرضين من لجج ال 
شم انبرى إذ قر وسطهم 


«يا ذا الذي يرمي الصّواعق ما 


لأبيه هيفست النبيل بنى 
أعماق هب ملبيًا علناه 
مستفسرًا عمًا دعاه هنا: 
أفضى لحشد بني العلى وبدا 


ا كلا علا 


أبذينك القومين تفتكر 
فأجاب ركام الغيوم: «نعم 
ما زلت دومًا عانيًا بهم 
فأنا أسرح ناظري جزل 


ATE 


والحرب بينهم ستشعر» 
أدركت ما علقت به الفكر 
حتى ولو هلکوا ولو دمروا 
قوق الألمب إذا اللظى اتقدا 











النشيد العشرون 


»ا كلا علا 


وجميعكم بين السرى انقسموا 
ما خلت طروادًا تطيق لقا 
مرآه راعهم فكيف وقد 
لا بدع إن دك الحصون وإن 


ويبسلك أي شئتم انتظموا 
آخيل لو فذا بدا لهم 
أضحى على فطرقل يحتدم 
قصد القضاء خلاف ما قصدا»' 


»ا كلا علا 


فبهم أوار الفتنة التهبا 
للفلك هيرا أسرعت وكذا 
وكذلك القوام هرمس وال 
يجري يخمع لا تطيق له 


وتطايروا كل كما رغبا 
تالف ا و و 
-جبار هيفست القوي عقبا 
ساقاه حملا إن جرى وعدا 


ا كلا علا 


وأريس رب القونس القلق 
مع أرطميس في كنانتها 
وكذاك لاطونا وزنث جرى 
وكذاك فيبوس من انسدلت 


أمّ الطراود بادي الحنق 
من ضفتيه جري مندفق 
تزهو غدائره لكل مدى” 


»اا كلا علا 


وقبيل ما آل العلى انحدروا 
آخيل عاد عقيب عزلته 
ألفوه مشتدًا بشكته 
وبنو العلى بالناس ما اشتبكوا 


كرت سرى الإغريق تفتخر 
ولهول رؤيته العدى صغروا 
كأريس هول الإنس يستعر 
حتى غمام الفتنة التبدا 


»ا كلا علا 


وأريس هب هبوب عاصفة 
بهضاب سيموس يهد وفي 


ATo 


الإلياذة 


صدعت وزفس من العلى رعدا 


»اا علا علا 


فتنوا سرى الجيشين فاصطدما 
EE‏ نيه 
وتزعزعت طروادة وغدا 
حتى بجوف الأرض آذس عن 


وفسيذ هر الأرض محتدما 
حتى أماد بميده القمما 
بالفلك وجه اليم ملتطما 
عرش الجحيم اهتنّ مرتعدا 


»اا كلا علا 


بالويل صاح وهاله الخير 
ومنازل الظلمات ظاهرة 
تلك الوهاد اللاء مخبرها 
فاك كول المتوالم إن 


يخشى فجاج الأرض تنفجر 
كدق مريت ا 
حدى ايب ا لبر ی 
بسع العلى ای الاق عا 


»ا كلا علا 


تكسو متلق التو لحك خا 
ولزوج زفس بدت شقيقة من 


فيبوس بين سهامه صدرا 
وإلى أثينا آرس انحدرا 
فى" القناضفاف' سهامة نهزا 
قومن التضان يكفهنا مين" 


ا كلا علا 


وعلى 27 ت اذة2 اة 


للقاء همكطور وخرق سرى 


ذيالك النهر الذي اندفقا 
بالإسكندر فى الورى انطلقا 
وأخيل ظلّ يؤج محترقا 
تلك الكتائب صيره نفدا 


»اا علا علا 


لكن فيبوسًا أثار له 


AT 


رب الوغى السّفاك من دمه 


النشيد العشرون 


في شكل ليقاوون خاطبه: 
آليت للطرواد مرتشفا 


لتلاة قين 3 خیا منفردًا ٠‏ 


»اا كلا علا 


قال: «ابن فريام علام على 
ليست بأول مرة ثبتت 
في إيذة من وجه صعدته 
لما استباح صوارنا ورمى 


قدمى لديه فأمنى فشلا 
وليت قبلا هالعا وجلل 
لرئيسة وفداس مضطهدا'' 


»ا كلا علا 


لكن زفس مشددا زكى 
تؤالية قرفي الرقتضني: الك 
ا كان نسي له “هة 


وكوي ای ا 
REE E‏ 
تكلية والطرواد A‏ 
وني الم كان ی 


»ا كلا علا 


إن يرم صانوه وحيث رمى 
فلو أنهم ما بيننا عدلوا 
حتى ولو صلبت مقاصله 
فأجاب فيبوس: «ادع أنت إذن 


طنارك ا قن للها 
فنا سا دع ولد كسا يمنا 
EASES‏ سا 
رهطًا بأكناف العلى خلدا 


»ا كلا علا 


فإذن لك الرجحان عن ثقة 
فهلم بادره بنصلك لا 


من ثم أفرغ فيه قدرته 


ولبنت شيخ البحر ينتسب 
حسبًا وزفس لعفرذيت أَبْ 
يأخذك من نعراته الرعب» 
اف فتكي لا ورك متا 


»ا كلا علا 


فرأته هيرا باررًا يثب 


ATV 


من جيشه لآخيل يقترب 


الإلياذة 


فدعت إليها من بطانتها 
كاتف و E E EOE‏ 
أنياس رام أخيل مدرعًا 


من نصرة الأرغوسة اطلبوا 
لِمَآلٍِ حَربٍ دُونها الحَرَبٌ 


ا كلا علا 


فيبوس فلندقع بلا مهل 
ويخولنه فوق شدته 
فيرى عيانًا صيد أسرتنا 
وجميع أحلاف الطراود ما 


أو بعضًا فورًا أخيل يلي 
بأسَّا ويعصمه من الوجل 
أولوه ودَّا جل عن مثل 


هالوا وعنًا يقصرون يدا 


ا كلا علا 


أفما انحدرنا للكفاح هنا 
فإذا كتمنا الأمر ثم بدا 
فقمناظر الأرباب مرعبة 
من ثم فليرد الحمام كما 


لنقي أخيل اليوم كل عنا 
في وجهه رب عتا جبنا" 
ولأي إنسي بدت وهنا 
غزل القضاء سنيه مذ وجدا» 


»اا كلا علا 


فأجاب فوسيذ: «دعى الشططا 
ما رمت إذ كنا أشدَّ قوّى 
للإنس خلي الحرب نرقبها 


وإذا أريس وفيبس اعتديا 


ما كان شأنك أعهد الغلطا 
حرب العباد نلى فتننخرطا 
موق فان ولي فنا 
فورًا عمدنا ككنها aê‏ 


ا علا علا 


وأخيل إن ردا وإن ردعا 
وهناك ظنى للعلى هلعًا 


سور لأجل هرقل قبل بنت 


فهناك بأس أكفنا صدعا 
نلقاهما لسرى العلى رجعا» 
هرعوا إلى السور الذي ارتفعا 
فالاس والطرواد مذ جهدا 


»ا كلا علا 


ATA 


النشيد العشرون 


من وَجْهِ وَحش البّحر فيه لجا 
وإلى رياض هضاب سيميس 
بجميع أنصار الطراود من 


لما عليه هاجمًا خَرَجِا 
في طي حجب غمامة ولجا 


»اا كلا علا 


كزالنت ا ع 
لكن زفس بعرش عزته 
وصفائع الجيشين ساطعة 


لبثت سرى الأرباب ناقمة 
عن ساحة الهيجاء واجمة 
قاض بان تقض هباجمة 
أجّت ونقع خطاهما صعدا 


ا لا علا 


والأرض تحت الرجل والعجل 
من كل جيش زف مقتحما 
أنياس رب البأس قابله 
هزالقناة ميررًا وعدا 


مادت لوطأة هاته الملل 
بطل تحدم أيما بطل 
آخيل رب البيض والأسل 
أنياس في الميدان منجردا 


ا كلا علا 


في رأسه أعراف خوذته 
فانقضٌ آخيل كليث شرى 
فزعت لهم كل البلاد قلم 
حتى رماه بهم فتيتهم 


نهض الجموع لكسر شوكته 


بقنًا فأحدق مرغيًا زبدا 


»ا علا علا 


حنقًا تقدّم فاغرا فمه 
أسنانه صرت ومقلته 
0 0 للك أن 


AT 


يصلي بمهجته رة 
قرع يروع من توسمه 
ليبيد من أبطالهم عددا 


الإلياذة 


ا كلا علا 


فلذاك آخيل تحرقه 
حتى إذا ضاق المجال أتا 
«أنياس جيشك لم أراك كذا 
أزعمت فريامًا يشاطراك ال 


للقاء أنياس يشوقه 
ه مخاطيًا بالعنف يرمقه: 
برزت عنه إلىّ تسبقه 
أحكام في طروادة أيدا 


»اا كلا علا 


کا مجك ا فا 
كلا وإن ما بی ظفرت هنا 


بقعًّا زهت كرما ومزرعها 


هو قاصرٌ حكمًا بما حكما 
فلديه أيناء سموا عظما 
من أرضه لك يجزل الكرما 
خصب فتحشد كل ما حصدا 


»ا علا علا 


هيهات تدرك ها هنا الأربا 
أفما ادّكرت اليوم يوم على 
إذ عن سوامك قد فصلتك لم 
فلجأت في لرنيسة وأنا 


أفما لواك مثقفى هربا 
إا روك لدي :منضطريا 
تنفت فردت وراءك الهضيا 
هدّمت من لرنيسة العمدا 


»اا كلا علا 


زفس وآثينا بعونهما 
لكن زفس وآله حفظوا 
وإخالهم ذا الحين ما عبئوا 


إذ واصلانى عدت مغتنما 
رق وتو دنا 
أنياس حتى ناجيًا سلما 
فيه فصانوه كمااعتقدا 


»ا كلا علا 


فالغر ليس بذاعن أيدا 
قال: «ابن فيلا لست أعجز عن 


4 


تتصدٌ لي فتسام شرٌ بلا 
إلا إذا بهواته اتصلا» 
فظ الكلام فذلك ابتذلا 


النشيد العشرون 


أزعمت إرعابى بقولك ذا 


أو خلت تلقى ها هنا ولدا 


»ا كلا علا 


إن غاب عن أبصارنا الأثر 
فنقد روى الراوون قبل لنا 
لأياك إِمَا كنت متصله 
للزهرة الغرّاء منتسبي 


ها غات :هذا العم اتح 
آثار أسلافٍ لنا اشتهروا 
وكذا لثيتيس كما ذكروا 
والشهم انخيش أب عهدا 


»اا كلا علا 


لا بد إحدى الأسرتين ترى 
هنا كان لقت La N‏ 
ولئن ترم تحقيق نسبتنا 
فاعلم فدردنوس وهى فتى 


ذا ايوم “نادية قتي قهرا 
عن موقف الطعن الذي استعرا 
وفقا لما قد ذاع وانتشرا 
فسن تق :دروامينا: واا 


اا كلا علا 


ليون قى :يالك الزن 
والناس قد كانت منازلهم 
من ثم دردانوس منه نشا ال 
أثرى الورى طرًا مسارحه 


في عرض هذا السهل لم تكن 
فى سفح إيذا الشامخ القنن 
مولى إرخثونْ فتى الفطن 
مرحت بهن خيوله رغدا 


ا كلا علا 


لف وألفا حجرة سرحت 
برياس هام بيعضها فحکی 
فعلقن باثني عشر ما سحقت 
وإذا هبين على البحار فمن 


من خلفها أفلاؤها مرحت 


فوق المياه وثبن مطردا 


»ا علا علا 


8 زك 5 0 ا : 
إيلوس عساراقسش وكذا 


۸٤١ 


أظبزوس تق “طنووانة ل ك 
غانيمذ أبناؤه العظما 


الإلياذة 


قات مهال اه 
ليكون ساقي زفس بينهم 


رفعته أبناء العلى قسما 
فلذاك في أولمبهم سعدا“ 


»ا كلا علا 


إيلوس كان للومذون أبا 
وكذاك فريام قليطيس 
وينجل عساراقس عرفوا 
فأبى ابنه أنخيس كان كما 


وللومذون طثون انتسبا 
هيقيطوون ولمبس النجيا 
قافيس جدي من علا رتبا 
فريام هكطور فتاه غدا 


»ا كلا علا 


هذا فخاري نسبتي ودمي 
إن شاء أعلى همّة وإذا 
فهنا مجال الطعن ليس لنا 
فلسان كل فتى بفيه يرى 


ولزفس ذلك قيم الأمم 
ما شاء أوهن عالى الهمم 
كالولد فيه ساقط الكلم 


»ا كلا علا 


إن نبغ يشحن لغونا فلگا 
قتا تقاذفتا بقارعة 


متكة أرادمه ولا يسه" 
4 ۶ د قع | 5-5 .امه 


»ا كلا علا 


كل قتسف راقع رعا 
من ثم أرسل رمحه فمضى 
فعليه صل وفوق هامته 


أقبل نجل صم النصال معا» 
وعلى المجن سنانه وقعا 
آخيل صلد مجنه رفعا 
لكنما ذا الخوف كان سدى 


ا كلا علا 


هيهات عجز الإنس يعمل في 


AEY 


النشيد العشرون 


وقف السنان على النضار فلم 
حم قان الحسيوطوقها 
5 اثنتين من الفلز على 


ينفذ ولولا ذاك لم يقف 
هيفست تدفع آفة التلف 


ا كلا علا 


تلدون الو من اناد 
خرق النحاس النصل يرجع عن 
فرمى أخيل سنانه فمضى 
علي 


في جوب أنياس ولم يخب 
ه السبت رق وطائرًا صردا١١‏ 


»ا كلا علا 


متلملمًا أنياس 
فقناة فليون به نفذت 
والنصل أنياشس رآه إلى 
فلق الحضيض يغلٌ مرتعشا 


مستترا 


الوه عاد هد ا 
وجه الثرى عن وجهه صدرا 
فيه وكاد يفلق الكتدا۸ 


ا كلا علا 


قن ولكن صدره انتفد 

سل الحسام وفي حزازته 
بطلين تجهض في زمانك ذا 
ومزعزع الأرضين بأسهما 


وأخيل صاح ودونه اعترضا 
أنياس هائل صخرة قبضا 
تھا یو تعلق ف 


من حيث فر مراقبًا شهدا" 


»ا كلا علا 


لولاه أنياسش بحدته 
ولكان صان أخيل مجويه 
ولكان سيف أخيل في يده 
لكن فوسيذا بأسرته 


لرمى أخيل بصلد صخرته 
أو خوذة لمعت بجبهته 
أنياس أدنى من منيتّه 
في الحال صاح ينيله المددا: 


»ا كلا علا 


AEY 


الإلياذة 


«أنياس آخيل سيقتله 
فيبوس أغواه فدان له 
فعلام وهو البر تدهمه 
ما قط عن بث الفروض لها 


أسفا وتك أذفين نراه 
جهلًا وذا فيبوس يغفله 
بين العباد لكل من عبدا 


»ا كلا علا 


لا شك زفس يغاظ إن سفكا 
يأبى القضاء له الهلاك هنا 
أو كيف دردانوس أسرته 


يحي اذى بهن د رفن للد 


دمعه أخيل فاتقوا الملكا 
وسليل دردانوس ما هلكا 
طرًا تبيد وتألف الدركا 
في الإنس عهد الود قد عقدا 


»ا كلا علا 


فعلى بني فريام قد غضبا 
فلذاك سوف يسود محتكمًا 
وينوه ثم بنوهم وكذا 
قالت له هيرا: «برأيك رم 


زفسش وأنياس اجتبى وحبا 
نون التطيراؤن كفا غا 
من بعدهم من ولدهم تمياة:؟ 
أو نجوة أو كشفة وردى "١‏ 


»ا كلا علا 


لكنما فالاس أقسمت 
أن لا نعين بني الطراود لو 
فانقض فوسيذ لمشتجر ال 


ولكم أنا أقسمت من جهتي 
إليون بالنيران ألهبت» 
أرماح حيث الصم صلصلت 
وحسامه آخيل قد جردا 


ا كا علا 


فلدى 3 خوا مام نشرا 
ويوثبة فوق الرجال ومن 
EEE PEE‏ 


At 


اعدف قو E‏ 
وأمامه ألقى بها وجرى 
ث معسكر القفقونة انتضدا 


النشيد العشرون 


»ا علا علا 


قال: «اين أنخيس وأي سري 
آخيل آل الخلد تؤثره 
أولا فدار أذيس تبلغها 
وسواه في الإغريق لا بطل 


أعماك فاستهدفت للخطر 
ولقد عداك فكن على حذر 
6و عت خط ف القن 
تلقى إذا لاقيته الشددا 


»ا كلا علا 


وإذا القضاء أياده فجل 
من ثم غادره بموقفه 
وأنار حول أخيل فانقشعت 
فرأى وصعد حر زفرته 


صدر الكتائب باطشا وصل» 
وكلدف هذا الشول للم يقل 
تلك فت عة ف العبحل 
لهمًا يتاجي التفش والخلدا: 


ا لا علا 


«رياه أي عجيية رمقا 
لا أبصر القرم الذي طعنت 
قد خلت أنياس انتمى خطأ 


إن ينج حينًا حسبه فرج 


ماران ذا و 
TET‏ 
مض اللي 0 ا 
أا ع الور لون جرد 


»ا كلا علا 


ولأدفعن كتائبى وأنا 
ومضى يجوب صفوف فيلقه 
هك رأيت نی أخاي هنا 
ما كان لی ما صلت منفردًا 


لى عنه فى بهم العداة غنى» 
أردي وأحطم جحفل أجدا"” 


»ا كلا علا 


لا آرش ذا الجمع إن هجموا 
سأكرٌ ما ثبتت قوی قدمى 
وأخوض كل سرى كتائبهم 


Ato 


أو نفس فالاس E E‏ 
ويدي أصول بهم ولا أجم 
یو دو اليم 


الإلياذة 


خا خلت من يلقى ظبي أسلي 


هذا اللقاء هنيهةًٌ حمدا 


»ا كلا علا 


«نبلاء طروادٍ أخيل فلا 
وأنا أطيق كذاك عن حمق 
لكن إذا بدت اا ا 


وهناك هكطورٌ بطانته: 
تخشوا تبجحه وصولته 
رهظ الخلود أهين حرمته 
بات الهمام أمامهم خردا“ 


»ا كلا علا 


إن قال بعض القول ثم وفى 
فلأبرزن له لو التهبت 
كالنار لو كفا ألهبتا 
فارتدت الطرواد مسبلة 


فبسائر الأقوال قد هرفا 
BOE E CEE‏ 
أو كالحديد الصلب لو وقفا» 
سمر القنا مشتدة جلدا 


»اا علا علا 


وتكثفوا وعلا هديدهم 
قال: «ابن فريام أخيل على 
قابله في قلب السُرى أبدًا 
OEE ET‏ 


لكن جرى فيبوس بينهم 
جدة هنا إيّاك تقتحم 
إذ غص بالدّرَّاع حشدهم 
متاعتنك :خد مامه رونل 5" 


»ا كلا علا 


EEE‏ لكا مانا 
وأخيل صاح تروع هدته 
بسليل أطرنت إفيتين 
في سفح إيمولٍ بهيذة ذا 


وانصاع بين جنوده هلعا 
ويعزمه بين العدى اندفعا 
من خير صيد جنودهم شرعا 
ت الخصب من حورية ولدا 


ا كلا علا 


لاقاه أخشيكدلن ينكوتنةه 


21 


ای ملق بعلي حا 
آخيزر فتخرًا بذ ته: 


النشيد العشرون 


«يا أشجع الأبطال أنت هنا 
عن بحر غيفس حيث هيلس وال 


میت نأى عن أرض نشأته 
هدار هرمس قد سقى الجددا»"" 


ا كلا علا 


غشى ظلام الموت مقلته 
وأخيل ذيمول بن انطثر 
قض الدماغ فقضه بطلا 


والمركبات ترض جثته 
ذا الياس أورده منيته 
506 قا كريد 


واري العزيمة باسلا نجدا 


»ا كلا علا 


وهفودماس رماه مذ وثبا 
فى ظهره فأكبٌ يزار مث 
ومزعزع الأرضين يجذل في 
وكذاك عج هفودماس إلى 


ل الثور قيد لفوسذ قربا 
هيليقة لعجيجه طربا" 
أن فارقت أنفاسه الجسدا 


»اا كلا علا 


و ثم آ< 5 انكة و 

من ولد فريام وأحدثهم 
وأحبهم طرًا إليه لذا 
فجرى بصدر الجيش مفتخرًا 


وفليذر ابن مليكهم صرعا 
سنا وأعداهم إذا طلعا 
منع الوغى عنه فما امتنعا 


فى عدوه خهة] وما رشدا 


»ا علا علا 


آخيل وافاه بعدوته 
حيث النجاد هناك يكنفه 
نفذ السنان إزاء سرّته 
أمعاؤه اندلعت فأمسكها 


فى الظهر ينفذ حدَّ صعدته 
حلق النضار ووصل لأمته 
فأكبّ يشهق فوق ركبته 
بأكفه للأرض مستندا 


»ا كلا علا 


فرآه هكطور فهاج أسى 


AV 


الإلياذة 


فانقضٌ مثل النار يؤلمه 
بشحيذ منصله اثبرى ومضى 


يجري أخيل وياللقا أنسا 
من قد أذاب حشاشتى كمدا 


»ا علا علا 


ذا قاتل الخل الحبيب دنا 
ما يعد هذا القرب من فرج 
ومن ثم أحدق ڈ ثم صاح به: 
فأجابه من غير ما جزع: 


اتح ق 
E OE EE‏ هيلت 
او فاه ا ها 
اف كلت فا و 


»ا كلا علا 


لن تجزعني هاته الكلم 
لن أبخسنك طول باعك لا 
لكنما الأرباب عصمتنا 
ولعل ذا النصل الشحيذ إذا 


لن يعجزني شتم من شتموا 


يوّتون من شاءوا ولاءعهم 
وافاك في أحشائك اطردا» 


»ا كلا علا 


ورمى القناة وفي | لخفا وقفت 


رجعت لدى قدميه ساقطة 
فعدا أخيلٌ ثائرًا حنقًا 


بغمامة دهماء حجيه 
فعدا ثلاًا ضاريًا حنقًا 
شم انبرى كالرّب رابعة 


اج 
«ذى نجوة اخرى وذاك جدا 


فالاس تنفخ حينما حذفت 
وعن ابن فيلافي الهوى انحرفت 
في هدة بين السرى قصفت 


EEE n E 
بطن الغمام يضيع مضريه‎ 
بهديده يوري تلهيه:‎ 
فيبوس يا كلبًا واي جدا""‎ 


»اا كلا علا 


AEA 


النشيد العشرون 


فلئن أتل نصر الأولى نصروا 
والآن لى يسواك عنك غنى 


ta 


ويجيد ذريوف مثتثقفه 


إل لجأت لعونه سلفا 
ما عدت إلى منك منتصفا 
في كل ما بلغت يدي وكفى» 
وارى فأهوى يكدم التأدا"” 


»ا كلا علا 


وسليل فيليتور البطلا 
فى طعنة نفذت بر كيبته 
وعليه اجهواته كذ عدن 
ألقرم دردانوس يصحيه 


ذيمو خسًا وافى وقد قفلا 
ولدي بياس عمدة النيلا 
مغربو من لوفو ل 


»ا علا علا 


فكلاهما كانا يمركبة 
هذا يراه بالحسام وذا 
وغدا فلاح فتى ألسطر أط 


1١ Rh :‏ ت . ا“ 


»ا علا علا 


قال: «اعف وارفق بالصبا كرما 
وا جهله قد فاته حمقًا 
لدان اهارن مسمع دل 
في طعنة فهقت بسيل دم 


مذ كنت تربك واحقن دما» 
أن أن فبلا قظ ها رها 


»ا كلا علا 


من ثم من موليس اقتريا 
حرقدة شن ادن إلى ادن 
وتلاه إيخكلوس E.‏ 
والسيف حتى كعب مقبضه 


A۹ 


ويصعدة ذك الفتى ضريا 
فأكب فوق الأرض منقلبا 
بمهندٍ في رأسه نشيا 
يدم التقفيل بكفه ومداا" 


الإلياذة 


»ا كلا علا 


ويزند ذوقليون البطل 
فأميل ساعده بثقلته 
بحسامه آخيل هامته 
متناثرًا طار الدماغ ومن 


وارى السنان بمجمع العضل 
فثوى يراقب وافد الأجل 
أنأى بخوذته ولم يمل 


ا كلا علا 


وتلاه رغموس بن فيرس من 
فسنانه آخيل أنفذ فى 
EG‏ العقوس: نساففه 
في ظهره آخيل بادره 


كانت له إثراق خير وطن 
ركتيه لما بالسنان طعن 
فلوى العنان وللفرار ركن 
فأكبٌ والخيل انثنت زؤدا"" 


»ا كلا علا 


هذا أخيل وتلك سطوته 
حيث انبرى أجرى سيول دم 
حيث الرياح جرت به التهم ال 


كالرب صال تروع صولته 
واجتاحت الأعداء ته 
أشجار يحطم كيفما وقدا 


»اا كلا علا 


وكأنما في بيدر طرقا 


داسا وعجًا تحت نيرهما 


وكذا بمركبة أخيل جرى 


ثوران فوق السنبل انطلقا 
بخطاهما يندق منسحقا 
ومن السنابل حيّها اندفقا"" 
فيضت قذؤين اليه والزرنا 


»ا كلا علا 


»« ا : َ1 : 3 د ٠.‏ 3 ذا 
وأخيل للشرف الرفيع ولل 


ومن الحوافر طائرًا أمدا 
ك الجذع تحت الخيل والعددا“" 
عز المنيع به المرام حدا 


النشيد العشرون 


ووتواهقية وق تخ صتا نقم:العجاج على الما جما“ 


هوامش 


)١(‏ إن من ضعف عجزة الشعراء أن يفرغوا جعبة تصوراتهم في بدء قصائدهم, 
فلا تأتي على ربع المنظومة إلا وترى مخيلة الناظم قد فرغت من كل معنى بليغ أو تصور 
مبتكرء وهذه الإلياذة تقرأها من أولها إلى آخرها فلا تفرغ من نشيد منها وتشرع في 
تلاوة الآخر حتى تخال الشاعر كالفارس المتضور للحرب بعد الراحة المستطيلة لم ينفد 
شيء من قواه المدخرةء فإذا كرر معنى قائمًا يكرره بزيادة أو تعديل يشوق السامع» 
وإذا أعاد نوكًا من الإطراءء فإنما يبعده ليأتي بأحسن منهء وإذا أكثر من ذكر شيءِ فلا 
يزعجك بالإطناب الممل فينوع الأساليب وينتقل تنقلا بنسيك ما كان من ذلك الإطناب 
والإسهاب بل يشوقك أن تتمنى لو زادك منه» فجميع شعره كسلم لا تبرح درجة منه 
حتى تطأ درجة أعلى. 

رأيناه يصف بسالة أخيل وهو بمعزل عن مواقع الكفاح» ومشتجر السلاح بما 
يسوق إلى الظن أنه لم يبق ولم يذرء وأنه سيبدو بعض الضعف بوصفه حاملًا على 
الأعداء وسترى في ما يلي أن ما قيل قليل بالنسبة إلى ما سيقالء نسب في أوائل الإلياذة 
فشل الإغريق إلى اعتزاله حتى اضطروا إلى إيفاد الوفود إليه» فلم يفلحوا (ن 5)» ثم 
فاز الطرواد ذلك الفوز المبين فكادوا يلتوون فشلًا لمجرد توهمهم أن أخيل يراهم» (ن 
؟٠)‏ ثم ارتدوا مخذولين وكان يحطم بعضهم بعضًا لمجرد نظرهم إلى سلاحه ومرکبته» 
(ن )١١‏ وما هو أن أشرف عليهم أعزل وصاح بهم صونًا حتى تخلعت قلويهم وولوا 
مدبرين (ن ۱۸). 

تلك هيبة أخيل ولم يأت بعد أمرًا مذكورًا فما عسى أن يفعل وقد أقبل مدججًا 
بسلاحه؟ لم يبق وهو يخوض تلك الغمرات إلا أن ترتج السموات والأرضونء وتهيج 
البحار وتفيض الأنهار وتنقض الأرباب لمواقع الضراب» ذلك ما سيبسطه الشاعر 
استجماعًا لأساطير ذلك الزمان. 

(؟) تميس إلاهة العدلء لم يكن ألبق منها لتأدية الرسالة. 

(؟) العمد: الرؤساء والمقصود الآلهة. 

)٤(‏ الأوقيانوس أصل الأصول وأبو جميع الأرباب» أطالوا البحث في سبب تخلفه 
بما لا محل لبسطه هناء وكفى بكونه الأب الهرم المعتزل سبيًا لاجتناب حفلات البنين. 


۸01 


الإلياذة 


(5) يريد بمزعزع الأرضين: فوسيذ. 

(1) انتقد البعض على هوميروس قوله هذا؛ إذ لا يمكن تحويل القضاء باعتقادهم 
وأطال آخرون في الدفاع عنه» ولا أرى وجهًا لذلك الانتقاد» فالرجل يتكلم بالشعرء ولا 
يتسع مجال للتأويل والتخريج اتساعه للشاعرء وفضلًا عن ذلك فقد جاء مثل هذا الكلام 
في الشعر والنثر حتى وفي الكتب المنزلة. قال ابن هانئ للخليفة المعز لدين الله: 


ما شكت لا ما شاءت الأقدار فافعل فأنت الواحد القهار 
فكأنما أنت النبي محمد وكأنما أنصارك الأنصار 


وقال أبى الطيب المتنبي في ممدوحه ابن زريق: 


قن عو خا في ايند Ve Aa‏ 
لو كان صادف رأس عازر سيفه في يوم معركة لأعيا عيسى 


07 


ومثل ذلك قول المعري وقد تكلم بلسان منجمي زمانه» وكأنه عبر تعبيرًا هومير 
إذ قال: 


إذا البرجيس والمريخ راما سوى ما رمت خانهما الكيان 


والبرجيس المشترىء أو زفسء والمريخ آريس إلاه الحرب كما لا يخفى. 

(۷) عفرذيت هي الزهرةء يمثلونها عريانة على صور شتى. 

(۸) علل أفستاثيوس سبب انحياز كل من الآلهة إلى أحد الفريقين تعليلًا لطيقًا 
قال: جعل هوميروس في جانب الإغريق هيرا وأثينا وفوسيذ وهرمس وهيفست» أما هيرا 
فلآن من خصائصها حفظ العلائق الزوجية ومعاقبة الخائن» ومعلومٌ أن سبب الحرب 
خيانة زوجة وعشيقهاء وأما أثينا فلأنها إلاهة الحكمة والحرب ومن جملة شئونها تعقب 
الغادرء وفوسيذ إلاه البحار وكان اليونان في عداد أتباعه لكون معظمهم سكنة جزر 
وسواحل بحار» وهرمس من مزاياه النظر في خدع الحرب ومعلوم أن الإغريق لم يظفروا 
بطروادة إلا بخدعة أوذيس وحصانه الخشبي» وهيفست عدو الفسقة والفجار ورب 
الصناعة فسبب ميله إلى الإغريق ظاهر. ٠‏ 

وجعل في جانب الطرواد آريس والزهرة وأرطميس ولاطونة وزنتس وفيبوس» 


AoY 


النشيد العشرون 





فآريس رب الحرب ومن خصاله السلب والنهب وقد بدا بهما الطروادء والزهرة ربة 
الجمال والفسق وأمرها مع هيلانة وفاريس مشهورء وأرطميس من جملة مميزاتها 
الرقص وكان الطرواد أمهر فيه من اليونان» وزنثس نهر طروادي فهو أولى بقومهء 
وفيبوس رب النبال وجل اعتماد الطرواد كان على رماتهم» وأما لاطونة فما من سبب 
ظاهر لانحيازها إلى الطرواد إلا أن تكون مالت إليهم مشوقة بميل أولادها. 

(9) إن لهوميروس تنبهًا غريبًا إلى كل منقول ومعقول حتى أثناء الخوض في أبعد 
الخرافات» فقد أنزل في قتال الآلهة كل شىء منزلته» قال أفستاثيوس: برز أفلّون لفوسيذ؛ 
لأن أحدهما ممثل الرطوبة والآخر اليبوسة. وبرز آريس لأثينا؛ لأنه ممثل الغلظة؛ وهي 
ممثلة الحكمة. وبرزت هيرا لأرطميس إشارة إلى تضاد الزيجة والعزوية. وهيفست 
وزنثس يمثلان النار والماء. 


الإلياذة 


ويظهر من سياق الكلام أن الآلهة تهيأوا كما تقدم» كل لنده وتحفزوا تحفرًا ولم 
يتقاتلواء وهذا موضع انتقاد عظيم على هوميروس؛ إذ لم تسفر هذه المقدمات الهائلة عن 
نتائج طائلة» ولكن هذا الانتقاد مدفوع بقتالهم في النشيد التالي. 

)٠١(‏ أي: أقسمت للطرواد وأنت ترتشف الكأس. 

)١١(‏ الصوار: قطيع البقر - كم من قطعة تاريخية ورواية خرافية حفظ لنا 
هوميروس بإدماجها في منظوماته, كقوله في هذا الموضع: إن أخيل غزا لرئيسة وفداس. 

)١١(‏ أي: إذا كتمنا عن أخيل ولاءنا له ثم بدا له ربٌّ من الأرباب فريما يهوله 


فليون: هو الجبل الذى قطعت منه قناة أخيل على ما مرّ. 
الكتد: مجتمع الكتفين أو الكاهل. 
مزعزع الأرض: لقب من ألقاب فوسيذ إلاه الجحيم. 
)٠‏ هنا رواية تاريخية بحتة سبكها هوميروس بقالب نبوءه نطق بها فوسينء 
ذلك أن أعقاب أنياس كانوا لعهد هوميروس يحكمون قسمًا عظيمًا من بلاد طروادة 
اتصل إليهم الملك بانقراض سلالة فريام بعد أن دك الإغريق حصون إليون ودمروهاء 
وكان من أمر آنياس عند تبديد شمل القوم أن استقل أباه الهرم أنخيس على كاهله ولاذ 
بالهزيمةء ثم جمع زمرة من شذاذ قومه وأبحر بهم يطلب أرضًا ينزل بها فساقته الأقدار 
إلى قرطاجة ومنها إلى إيطالياء فأنزله الملك لاتينوس منزلا رحيًا وزوجه ابنته لافينيا في 
خبر طويل ثم استخلفه على الملك» وقد زعموا أن من عقبه روملوس مؤسس رومة ولهذا 
كان يفخر قياصرة الرومان بإعلاء نسبهم إليه. 

وكان اسم أنياس في زمن هوميروس مرادقًا للبسالة والورع والبر بالوالدين» ولهذا 
وسط هوميروس فوسيذ في أمر مع أن فوسيذ كان عدوا لدودًا للطرواد إشارة إلى أن 
العناية الإلهية لا تهمل عبدًا برا وبشرًا اتقى. 

ولا يخفى أن آنياس هذا هو بطل منظومة فرجيليوس الكبرى حذا فيها حذو 
هوميروس بوصف بسالة آنياس» ونقل منها نبوءة هوميروس حرفا حرفا وأطنب بتقوى 
آنياس إطنابًا لم يبلغه أحد من الشعراء. 


(١ 
(١ 
(١ 
السيت: جلد الترس. وصرد: نفذ.‎ (١ 
(١ 
(١ 
(١ 


النشيد العشرون 


)١‏ الكشفة: e‏ ل شئت فلك أن تنجيه أو تهلكه. 


ES E LÊRE کی و لني‎ 


يعج تشاءموا وأيقنوا بسخط معبودهم فاسترضوه بوسيلة أخرى. 
(۲۸) الجد: الكرم. يقول: فيبوس وقاك بكرمه وفضله. 

(19؟) الثأد: الثرى. 

(۳۰) فئد: اضطرب فؤاده خوقا. 

)م 

0) 

) 


۳۲ زؤدا: و 


وغيرهنٌ من بلاد الشرق يدرسون الحبوب كما كانت تدرس منذ ثلاثة آلاف عام 
(5") قال أبو الطيب: 


تركن هام بني عوفٍ وثعلبة على رءوس بلا ناس مغافرة 
وخاض بالسيف بحر الموت خلفهم وكان منه إلى الكعبين EE‏ 
کی ای القودن آلا ی ونا وت .“في الأركن مخ مهم اق ی کر 


۳ ) لا يزال الزراع في كثير من أرياف مصرء ويلاد العراق» وبعض أطراف سورياء 


)١(‏ يشبه ختام هذا النشيد ما اختتم به الشاعر النشيد السابع عشرء من حيث 
تزاحم التشابيه وتراصها بعض فوق بعضء وله أمثال ذلك في بعض أثناء النظم إذا 
انتقل من باب إلى آخرء كأنه إذا اختتم بحثه بقيت قريحته ملأى بالتصورات فيفرغ 


منها ما شاء إلى أن تطيب نفسه. 


النشيد الحادي والعشرون 


وقائع آخيل وقتال الآلهة 


و مله 
. 


انهزم الطرواد أمام أخيل حتى بلغوا ضفة نهر زنثس» وساد بينهم الرعب فاندقع 
بعضهم إلى المدينة وآلقى الجم الغفير منهم بأنفسهم إلى النهرء وقبض أخيل على اثني 
عشر فتى غض الشباب ليقتلهم بدم فطرقلء ثم التقى بليقاوون بن فريام فقتله وطرحه 
في النهر» فحنق النهر وحث عسطروف على قتاله فظفر به أخيل وقتل كثيرين من 
صحبه» فسالت الدماء في النهر وارتفعت فيه الأشلاء. ثم هاج وماج وطغى على أخيل 
ليغرقه» واستغاث أخيل زفس فبادرت أثينا وفوسيذ لإغاثته» فنجا من طغيان زنثسء 
فاستصرخ ذلك النهر نهر سيمويس المحاذي له وتألبا على إغراق أخيلء فكاد يهلك لو لم 
تبادر هيرا إلى إنقاذ ابنها إلاه النار أخدًا بيده» فانقض هيفست واشتعل وألهب الضفتين 
وجفف المياه الطاغية في السهلء فالتمس النهر رحمة هيرا صاغرًا فتشفعت له» وهناك 
انحدر الآلهة إلى حومة الوغى والتحم القتال بينهم» فبرزت أثينا لإلاه الحرب وصرعته 
وبادرت الزهرة فذهبت بهء فتعقبتها أثينا ولطمتهاء وبرز فوسيذ إلى أفلُونء ثم انبرت 
هيرا فلطمت أرطميس واجترت من على كتفيها قوسها وكنانتهاء فشكت أرطميس أمرها 
إلى أبيها زفس فطيب خاطرها وسكن بلبالهاء ثم دخل أفلون إلى إليون ورجعت الآلهة 
إلى الأولب وظل أخيل مندفقًا كالسيل وفريام يراه من فوق البرج فأمر الحرس بفتح 
الأبواب ليتسنى لشذاذ الجيش المنهزمين أن يدخلواء وأنهض أفلون البطل أغينور فتربص 


الإلياذة 
للقاء أخيلء وكاد يهلك لو لم يبادر أفلون لإغاثته فواراه ثم تمثل بهيتته وانهزم أمامه 


فأبعده عن الحصون حتى لجأ جميع الطرواد إلى مدينتهم. 
«ولم ينج إلا حثيث الخطا» 


لا تزال وقائع هذا النشيد في اليوم الثلاثين. 














النشيد الحادي والعشرون' 


أخيل جيوش العدى بدّدا 
لإليون فوق السهول التي 
وفوق الطراود هيرا البخار 
وشطرٌ بمجری المياه العميق 
يموع بفضي موج يمور 
صراح شديدٌ 0 صدى 
يثور اللهيب على أثره 
كذاك أخيل الطرواد ساق 
خليطًا بهم غص ذاك المجال 
وألقى بعامله فاستند 
وکر بصارمه المنتضى 
وخاض العباب يبت الرقايا 
وا اف سيدق اة 
فمن وجهه اندفعوا بالثبور 
كأنهم سمك ذعرا 


زلالا ومن زفس انبثقا" 
فشطر تدافع مو 
EEE. EE‏ 
وو ا 


أشارت لتثقلهم بالفرار" 


ترامى بصلصلة وشهيق 
وجندٌ تراموا بغير هدى 
فيلجاً للماء من شررهة؛ 


إلى زنث فوق المجاري العماق 


كباش رجال وجرد عجال” 
على أثلة فوق تلك الجدد 
كرب بدهم البكوس قضى 
وتقتل: كل كمي أصنانناة 
ونقع يخضب وجه المياه 


إلى الذهر والتجأوا للضخور 


لدلفين هول وراه جرى 


النشيد الحادي والعشرون 


فأم الشقوق بثغر أمين 
ولمًّا من الفتك كلت يداه 
من اللجة استخرج اثني عشر 
وكل فتى بزهي نطاقه 
لفطرقل كفارة تدخن 
إذا بلقاوون قد خرجا 
(هو ابن لفريام كان أسر 
دهاه إلى تينة قد عمد 
وغض الغصون لقد قطعا 
وأركبه معه السفنا 
هناك ابن إيسون منه شراه 
وأرسله بعد بذل الكرم 
وعاش قريرًا لثاني عشر 
یق يمك اک ميم 
وما عبر النهر حتى سحق 
فألقى على الجرف شكته 
وألفاه آخيل مرتعشا 
«لعيني رياه لاح العجاب 
إذن من أبدت ببهم الجنود 
نعم آب واليم ما عاقه 
إذن حد ذا النصل فليجرعن 
أو الأرض هدّامة العزمات 
فهاجس آخيل ذا هجسا 
دنا يرتمي فوق ركبته 
فأهوى وعن ظهره انحرفت 
فمد لقاوون كلتا يديه 
وتلك بها النصل عنقًا قبض 


ونال مناه بكيد العداه 
غلامًا كخشف الفلاة اقشعر 
هنالك أحكم شد وثاقه 
إلى الفلك أرسلهم ثم كر 
من النهر يحسب أن قد نجا 
أخيل قديمًا بليلٍ عبر 
بأرض أبيه بنصلٍ أحد 
لأكناف مركبة EE‏ 
فبيع بلمنوس ممتهنا 
وإيتين الإمبروسي افتداه 
لأرض أرسبا فمنها انهزم 
نهار بأوطانه حيث قر 
لآخيل ينفذه للجحيم) 
قواه العياء وسح العرق 
قتا ومجتا وخوذته 
فبادره صائحًا دهشا: 
ا ضف اموس ذا هرم كن 
من اللجج الدهم سوف يعود 
وإن عاق بالرغم أرفاقه 
لنعلم هل بعد ذا يرجعن 
تبيدنّه كرثيث الرفات» 
وذبّاك نجوته التمسا 
وآخيل أوما بصعدته 
وفي الأرض غرثانة وقفت" 
BEES ET‏ 
وصاح: «أخيل أصبت الغرض 


الإلياذة 


فها أنذا لاثم ركبتيكا 
فا لله حدق دن مولت 
وما نلت من ثمني المستفاد 
فإن تعف عنى فحق الفداء 
نهاري ثاني عشر نهار 
وقد ساقني ليديك القدر 
أجل آه أمى لعيش قصير 
(لووثوة بنت ألتيس من 
لفريام زوجًا غدت ولكم 
فقليذر من كالاه صدر 
وبي قد رمى بعض آل العلى 
ألا ما رحمت فكنت العتيقا 
وما ولدتني اَم فتى 
كذاك لقاوون ألقى الخطاب 
«تعست فلا تذكرن الفدا 
ولكننى اليوم ايا رماه 
يبيد ذلیل ولا سيمًا 
فمت صاح مت ودع الحسرات 
ألم تر قدي وهذا الجمال 
وأمي من الخالدات العظام 
ولا فرق إِمّا نهارًا يتاح 


A1۰ 


فرق لمرءٍ ذليلٍ لديكا 
فقد ذاق زادك قل الجلاء" 
يباع بلمنوس عبدًا كسير 
وأنأيتني عن أبي والوطن 
سوى مئة من عجول البلاد 
مكات ثلاث وصدق الولاء 
به عدت بعد العوادي الكبار 
فكم قد قلاني مولى البشر 
لقد ولدتني وويلٍ كثير 
قروم الليغ رجال الجلاد) 
له غيرها زوجة مذ حكم 
ونت ستثكلها اليطلين 
برأس المشاة ببأسك خر 
إليك لأجرع كأس البلا 
فلست لهكطور تدري شقيقا 
حشاك لفطرقل قد فنّتا” 
ذليلً فاا ناوات 
ففطرقل قبلك قد فقدا 


ع 


ألسرت وبعت ولم أقتل 


وفيلا أبى الشيخ شخص الكمال 
وما لذ ليقيني الحمام 
وإما مسد وَإِمّا صباح 
يجندلني أو بسهم طرين,* 


النشيد الحادي والعشرون 


فخر لقاوون ممتقعا 
وعاف القناة ومد يديه 
بسيف بحديه غاص بصدره 
فخر على وجهه والتوى 
وآخيل ألقاه من قدمه 
وصاح: «فرح مطعمًا للسمك 
فلا أم ثم عليك تصيح 
فيلقيك للبحر حيث يدب 
ومن شحمك الغض يؤتى الغذا 
تفرون دوني وسيفي يفل 
فليس بواقيكم النهر ذا 
ولا ما ذبحتم له من عجول 
نعم ستبيدون طرًا هنا 
وجندٍ بسيفكم قتلوا 
كذا قال والنهر زاد احتداما 
وكيف بصد أخيل يزيل 
ولكن آخيل بالرمح زف 
(هو ابن فليغون من نسبا 
فأكسيس النهر قد كان هام 
ألا وهي ذات المكان المكين 
له عسطروف بواري الزماع 
برمحيه قام يروم لقاه 
وكم كاد زنث أخيل بما 
ولما تدانى بذاك البراح 
«أيا ذا الذي لم يرعه جلاد 
فويل أب لم يهبني ابنه 
لھا بامحسابي در 
فيونا الخصيبة منها الرجال 


A11 


وآخيل فى الحال مال عليه 
بترقوة الجيد من تحت نحره 
ووجه الثرى من دماه ارتوى 
إلى النهر مختضيًا يدمه 
إليك من اللج حوتٌ يتب 
أجل فلتبيدنٌ طرًا كذا 
كذاك بإليونكم نستقل 
ولا ما طرحتم به من خيول'' 
فداء لذي البأس فطرقلنا 
وآخيل إذ ذاك معتزل» 
وفكر كيف ينال المراما 
عن القوم شر الهلاك الوبيل 
غل عسطروف سليل الشرف ١١‏ 
لأكسيس وإلى فيربا 
وبكر بناتٍ لدی أكسمين) 
يه من خيار الجنود رمى 
كلا البطلين فآخيل صاح: 
فلا شك ينهكه حزنه» 
فداري البعيدة دار القروم 
معي أقبلوا برماح طوال 


الإلياذة 


ومنذ بلغت لهذاالمقر 
وجدي أكسيس خير نهر 
وأنبكت أنى سليل فتاه 
فال اوها" لتيل 
فو “مشا تورف إل 
وقد كان يحكم زج النصال 
كه مون المح وفع 
ونصل ذراع أخيل قشر 
وغل يفوص بفرط ظماه 
فآخيل بالرمح فورًا قذف 
وغاص إلى وسطه باضطراب 
فسلّ أخيل حسامًا صقيلا 
ورام الفيوني اقتلاع القناه 
ولما انثنى خاسرًا ويدا 
لولها ولكن أخيل وثب 
فخر وأجفانه انطيقت 
ففى صدره داس يدخر 
«هنا .مك ليس يمون على 
فإن كنت من نسل نهر كبير 
أبي قيل المرمدون الحميد 
لزفس عنا كل رب فخور 
فذا زنث دونك هيهات أن 
ومن ذا الذي دون زفس يقف 
ونفس المحيط أبي كل بحر 
إذا زفس من وعد رعدا 
وحجِرّ مثقفه وهناك 
على الجرف من حوله تندفق 
تقاطر مندفعات لديه 


15 


تجهمئ ذا أليوم حادئ مشر 
بماء زلالٍ على الأرض يجري 
او ل و 
GENA E‏ 
بكلتا قناتيه من راحتيه 
ESSE‏ هيفست حيث ارتدع 
فمنه يسير النجيع انفجر 
إلى النقع فوق الحضيض إزاه 
فطاش إلى الجرف حيث وقف 
من العنف يرتجٌ فوق التراب 
على في رجات كان انيلا 
ثلامًا فخابت ثلاقًا مناه 
فعيكاه إلنيى ETE ETE‏ 
عليه ببتاره وضرب 
وللأرض أحشاؤه اندفقت 
صفائحه وهو يفتخر: 
بني النهر حرب سليل العلى 
فإني من آل زفس القدير 
أبوه أياك بن زفس المجيد 
وأبناؤه فوق ولد النهور 
يقيك ويدفع عنك المحن 
ومنه أخلوس يرتجف" 
ونهر وينبوع ماء وبئر» 
تراه بلجته ارتعدا» 
ثوى عسطروف بغير حراك 
مياه بنينانها تصطفق"' 
لكي تنهش الشحم من رئتيه 


النشيد الحادي والعشرون 


وقوم الفيونة مذ أبصروا 
وزند أخيل رماه قتيلا 
وخلقهم ابن أياك انطلق 
كثر سيلخ ميدن إينيوسا 
كك دیز نول وك دن 
تصدى له حانقا وخرج 
وصاح بصوتٍ دوى بالجدود: 
لقد فقت بالبأس بهم الزمر 
إذا زفس أولاك قهر العدى 
فدعني فسيلي هذا الدفاق 
فل :تفن لتعيصفهن :زعنانة 
كفاك صدقتك فتك ذريع 
فقال: «أمرت وأنت المطاع 
فى أنه لجسن لني هن كرد 
وهكطور ألقى ببأس شديد 
وهب كرب وراهم يصول 
«أيا رب قوس اللجين الأغر 
أما بك أرسل معتمدا 
تدافع حتى براح تفيب 
وأما أخيل فما ارتدعا 
هنا لك زنث احتدامًا طنا 
وثار وعج كثور يخور 
وفاض على جثث طرحا 
فمن مات ألقاه فى ثغره 
وحول ابن فيلا ا جرافا 
به قدماه تقلقلتا 
تشبّث بالمهجة الرَاهقه 


117 


زعيمهم دمه يهدر 
يبيد القروم بتلك الفرق 


أفيلست عسطيفلٍ ثرسيوسا 


له النهر فل الجموع وأردى 
توي فت :من شتات الاح 
«آخيل رعتك سراة الخلود 
كما فقتهم بعتو وشر 


أما لك فى السهل كل المدى 


تاقنله تكلب ای فيان 


إلى البحر ممتزجًا بعبابة 


فقد راعنى منك هذا الصنيع» 


أيا إسكمندر في تي البقاع 
الان 


أردهم ا ايد 
يبيد به أو حياتي يبيد» 


فصاح بفيبوس زنث يقول: 


أفاتك مطلب زفس الأير 


ويسيل ستر الظلام القريب»١٠‏ 
وللنهر من ثغره اندفعا 
وأزبد E EE E‏ ورغا 
تاره مد ةه طا مون 
ومن عاش واراه في قعره 
تدافع حتى على الجوب طافا'١‏ 
فاا يعدا دا كيك 


بدردارة غضّة باسقه 


الإلياذة 


فمالت وآصلها تتفكك 
ويانع أغصانها انتشرا 
وظلّت كجسرٍ عظيم يحول 
فريع أخيل وفرٌ يطير 
ولكن تقفهه ناك الإلاه 
يروم له ذلة وحن 
نهف أخيل كطير يدف 
كحالك نسر عثا بالطيور 
وراح EE‏ 

وفي إثره النهر حيث التوى 
كأن امرأ بنضير الغياض 
فطمّر قبل انصباباته 
قدا تقلط الارا شيا نا قد فق 
وكخدن.ككورسوا هة ات حرا 
كذا حيث دار أخيل يميل 
ولا بدع فالناس لا قبلا 
وعل كل :آل ادلي اعا 
فما كان من زنث إلا ارتفع 
فهب ومحتفرًا وثبا 
EE.‏ رف قرا جرم 
هناك التوت هلعًا ركبتاه 
«أيا زفس هل لا إلاه قدير 
فإن أنج من زنث فلينزل 
فليس بال العلى جملة 
فكم خدعتني بقول الكذوب 
بأني قبالة هذي الحصون 


Ae 


إلى الأراكى هلون ك تشيتك 


وصدَّت مجاري تلك السيول 


إلى السهل فيه حثيفًا يسير 


بتيّاره المدلهم وراه 
فيكفي الطراود شر الوبال 
على بعد مرمى الرماح يزف 
وقصّر عنه هفيف الصقور 
يصل السلاح نئ صدره 
تعقبه طاغيًا ودوى 
سقى بدفاق العيون الرياض 
مجاري المياه بمسحاته 
تدافع فوق حصّى تترقرق 
يسيح ودافعه قصرا 
ا زف سد السبيل 
لزنث يرى هل EE‏ 


إلى كتفيه بتلك الترع 


بأزمته فعلا الهضبا 
فموقف آخيل فيه انخسف 
فأنَّ وصاح يروم النجاه: 
يرق لحالي به أستجير 
علي بلا النوب الهمل 
2008 زعمت باشتداد الخطوب 

بسهم أفلون ألقى المنون 


النشيد الحادي والعشرون 


عا ع با دون 
ای ودا سين 
على أنني اليوم في ذا المكان 
كراعي خنانيص غر ولج 
,اتی فوس أسوهنا 
ب بو له رهت 
اة وھ ا 
الان فة اه 
بنا زفس أسرى إذن فاسمع 
فزنث ستلقيه عاف أذاكا 
فلا تغمد السيف حنَّى ترى 
وهكطور تصمي وللسفن 
هما انقلبا للعلى والبطل 
ومن حوله السهل حيث لمح 
غثا بسلاح عليه يطوف 
تكن وها و ا 
أثينا أنالته عزمًا جديد 
فبرّح بالنهر ذاك الغرور 
وصاح يسمويس مستنجدا: 
هلم كلانا هنا نعتصب 
وإ فمعقل 0 ذل 
هلم وفض بالعيون الكبا 

وض تخر علي ار 
عتا مستبدًا كربٌ فخور 
فلا نال فى حسنه وقواه 
سيبك ذاك الماك التسقيين 
اهو باز فل ااا 


1 


هلكت وأخبره البطلا 
لقيل همام هماما ضرب 
أموت بذا النهر موت الهوان 
خليمًا فما منه قط خرج»"' 
لنجدته وأثينا معا 
ويالأنس راحته قبضا 
«ألا يا ابن فيلا دع الوجلا 
أثينا بحكمتها وأنا 
وكلَّ نصائحنا فاتبع 
وما كان في الغيب فيه رداكا 
بإليون جيش العدى انحصرا 
تعود بمجدٍ رفيع سني» 
بجملته للكفاح اشتعل 
بما فاض من زنث طرًا سبح 
وأشلاء قتلى ايترتها السيوف 
خمولٌ وزنث فما هاله 
فما راعه يعد منه الهديد 
فزاد اضطرابًا وعجّ يفور 
«أَحَيّ هلم فعجزي بدا 
على رجل واحدٍ ونثب 
اوا اود و ادل 
وأجر السيول غزارًا غزار 
فتفتر عزمة ذا المفتري 
وعاث اعتسافًا يهيل الثيور 
ولا بصفاكحه مبتغاه 
بقعر المياه دفين الغرين"" 
عليه يهال قضيض الزيد 


الإلياذة 


هناك يقيم بشر مقامه 
وأكفيهم عبء قبر يشاد 
ومن ثم هاج عليه وماج 
رغا زيدًا ودمّا وخبث 
وماد بآخيل يضطرب 
فصاحت تولول مذ أطبقا 
«بنيّ حبيبي الأعيرج طر 
هلم انجدنًا بنار تثور 
العم ا وان 
تذيق الطراود دهم البئوس 
فلا تبق في ثغره شجرا 
ول زىك ف دة 
اتر 
فأرّث بالسهل نارًا ذكت 
كماة راهم أخيل 'التعتييد 
نهنا ات إل قرع ا 
eT‏ 
CS ES‏ 
أدار على زنث نار الشرار 
فدرداره باد من أصله 
كا اش السو اران 
برقتهااتقدت شررا 
وأسماكه كل حيتانها 
تغوص فلولًا بضيق النفس 
وفي قلب زنث استطار يعيث 
«هيفست بنارك مالي قبل 
کی كف ولتك ان أياكا 


وله ان أوار 


A11 


إلى أن 


فلا يهتدي قومّهُ لعظامه 
IEE EEE‏ 
ودمدم يدوي بذاك الفجاج 
وتياره احمرّ تحت الجثث"' 
وهيرا بسدتها ترقب 
عليه فأوشك أن يغرقا: 
فقرنك زنث فقيه استعر'" 
وأغري الجنوب أنا والدبور 
خو شارك شن ان 
وتفتي صتفاكجهم والرعوسن 
وفي قلبه انقضٌ El‏ 
ولا بالتماس ولا بوعيد'" 

أصيح بصوت جهير» 
بأشلاكهم أو فتكت 
وما كان أكثر ذاك العديد 
وطغيان زنث به انحبسا 
لمان ريق يه اميك 
ومن ثم هيفست ملتهبا 
فثار بمجره واري الأوار 
بوا کا 
بآصلها والفروع الحسان 
EE REESE‏ 
وحيّاتها فوق نينانها 
لهول المهب وحر القبس 
حميم الصلا فدعا يستغيث: 
فأي إلاه تطلبت ذل 
بطروادة فيذيع الهلاكا 


النشيد الحادي والعشرون 


فما لحن وهذا الويال الألد» 
وهر كمينا ادن E‏ 
كذا زنث لما به اشتعلا 
ولم يجر بل فار متقدا 
«علام بحقك دون سوايا 
أمن كل أنصار طرواد هل 
فإن شئت لا جئتهم بعد ذا 
فهيرا استجابت وصاحت: «كفى 
فما فوق ذا جاز أن نشجنا 
فتمّ بكشفه زنث الوفاق 
وماليث الخطب أن قدحا 
وأولهم خارق الجنن 
علام بنا هجت هذا اللدد 
وسددت عامله فاستطار 
وإذ ذاك عامله دفهعا 
مجن وهيهات تفعل به 
فما كان إلا أن التوت 


AV 


كذا صاح لکن هفسث استبد 
كقدر تفور بتار تثار 
على حافها يسرةً ويمين 
بموقده قدح اللهب 
سعير هفست علا وغلا 
فهيرا دعا يطلب المددا: 
لسك مدنا شرع آنايا 
تخالين أنى المسىء الأضل 
كفاه 5 EEE‏ 
باك نعم علنًا أقسم 
بنار الأخاءة وامحَقت» 
يُنىّ فقف ذاك حد الجفا 
بدي لكلل من أخل د 
وأجرى كذا زنث غدرانه 
إليه سعت بوساطتها 
وثار بآل الخلود الشقاق 
من الأرض للجو يعلي الضجيج 
لقد هزه بعلاه الطرب" 
فهبوا يثيرون تلك الوحى 
رتشن + تمدن لفن 
وصاح: «اخسئي يا ذباب الكلاب؟" 
بشر عتوٌٌ عدا كل حد 
علي وأغريته للنضال 
ومرّق جلدي فثانرٌ بثار»" 
صواعق زفس على غضبه 
وجلمود صخر تناولت 


الإلياذة 


هنالك ذا الصخر منذ القديم 
نوی ,شات الک شا 
فحلقومه دق فانقلبا 
فعقر بالترب ذاك الشعر 
فصاحت إذ ابتسمت جذلا: 
وفاتك حمقًا سمو قوايا 
فذق من صلى أمك اللعنات 
جزاء اطراحك رفد الأخاء 
وعنه بألحاظها أعرضت 
وقادته من يده تتدفق 
وهيرا على البعد تبصرها 
«ألا فانظري قحة الزهرة 
عليك بها فلقد أدبرت 
فهمّت أثينا وقد طفحا 
براحتها صدرها لطمت 
كذا عفرذيت وآريس ظلا 
هما لبثا بعنا وزفير 
«كذا فليبد من لطرواد مال 
قلق أن اة اصرف 
بعزم كما عفرذيت بدت 
لكف القتال العنيف الوبيل 
فهيرا لذا ابتسمت واستطار 
«أوار سراة العلى مضطرم 
أنرضى الهون وعار القفول 
إلى الحرب فيبوس قم وتهيًا 
تقدّمت عهدًا وزدت اختبار 
فهدٌ ادكرت أأحمق كم 


A1۸ 


لتلك المعالم حدًا أقيم 
رمته به بيسير العنا 
وسبعة آفدية حجبا” 
وصل السلاح عليه وصر 
«جهلت وما الحق أن تجهلا 
فأقبلت مستهدفًا لبلايا 
لظى أزماتٍ على أزمات"” 
وعون الطراود أس البلاء» 
هنا عفرذيت له عرضت 
دماه بحس تضعضع يشهق 
فصاحت بفالاس توغرها: 
تفاقم والحرب 
بآريس هو الملا وجرت» 
لذالبٌ مهجتها قرحا 
فخارت قوى عزمها وارتمت'" 
طريحين فوق التراب وذ 
وفالاس صاحت بداري التّعير: 
وشام "الأفاوق هي التشكال 
إلى الوت كارو و اه 
لنجدة آريس مذ عربدت 
وإليون دكت لعهدٍ طويل» " 
اة الور اة 
لماذا إذن نحن لا نصطدم 
لقبّة زفس بهذا الخمول 
فإنك أحدث سنا فهيًا 
فبادر قحقك بدء البدار"" 
بإليون برّح فينا الألم 


مستعرة"" 


النشيد الحادي والعشرون 


بنا زفس أرسل دون الجميع 
انتغل غاها مه 
قفد الحضون الكسنان الفساح 
وأنت سرحت بتلك البقر 
ها غا خو دا ا 
وأقبلت الساع بالفرج 
فأرسلنا خاسئين وأقسم 


أمن أجل هذا وليت بنيه 
لثفنى طروادة الكافرة 
فقال: «أفوسيذ هل خلتني 
نون أكل تسن احا اج بنك 
وما الإنس في الأرض إلا ورق 
مسحو ن مشا التخرى 
يعن إن مين ويل شكال 


«أراك انهزمت أرامي السهام 
لماذا برزت ا طحور 
فهل بعد ذلك ذا تزعم 
فصدًّ ولم يلق بنت شفه 
على أرطميس انثنت بالخطاب 
وصاحت: «أيا كلبةً يا وقاح 
ستصلين نيران غيظي وإن 
ألا.ما :فشكت يوخش ربا 


۸1۹ 


إلى لوطدون ف خطيع 


فنقبض معلوم أجرته 
تعر امتناتما ولا تستباح 
على شم إيذا الكثيف الشجر 
وحان لنا نقبض البدلا 
أبى لومدون لما نرتجي” 

وهم بآذننا أ 2 
وييعك في جزر البحر عبدا 
ولم تنتقم مثلنا من ذويه 
وأبناءها والنسا الطاهرة»“" 


أمن أجل إنس ثواه الدّرك 


تراه نشا يانعًا ويسق 
UE EEE,‏ 
ودعم يجولوا بحرب سجال» 
لاه لحن كين ب ا 
قنيص الضّواري تبكته:” 
وخوّلت فوسيذ كل المرام 
0 بين e‏ الغرور"" 
ومين ا مكار حم دكا رانف 
تعنفها بشديد السباب 


أفي ظل وجهي هذا الصياح 


برزت بقوس لغيري ترن 
تنيلين من شئت مر الأألسى"” 
TEE‏ التكيال ون EEE‏ 


الإلياذة 


وعفت البروز بحمق الشطط 
ارت إذن خر هول المعر 
هنذا کت ت انت الج 
ومالت بيمنى على منكبيها 
وباسمة أذنها ضربت 
وارك تمتها نتن 
SEET‏ 
كورقاء يذعرها وجه صقر 
وحار كان و ا ها 
وصاح بلاطونة هرمس: 
فمن رام عرس أبي السحب 
فأمي بني الخلد وافتخري 
ففورًا لجمع النبال انبرت 
وسارت على أثر ابنتها 
وإذ للألمب أتت أرطميس 


«من الخلد من ذا عليك افترى 
فقالت: «أبى تلك زوجك من 
کا كحو م دة اه ج 
لثلا يدك العداة الحصار 
وسائر آل العلى رجعوا 
لدى زفس ذاك بنصرته 
وظلّ أخيل بحر الجلاد 
وحيث بدا لهم فتكا 
كنار بغيظ بني الخلد شبَّت 
وأعلت دخانًا رقى للرّقيع 


AV. 


لمن لا تطيقين لقياه قط 
خذيها إذن عبرةً تعتبر» 
بيسرى يديها على معصميها 
تجرد قوسا توْجٌ عليها 
بتلك الكنانة فاضطريت 
وأسهامها دونها تنتشر 


«بحريك هل خلتني آنس 
علي ببأسك والظفر»” 
فخ اک سن اسيك فل :كدرب 
بفارجها وكنانتها” 
بقصر النحاس تبدّت تميس 
على ركبتي زفس تنطرح 
تألق يسطع للنظر 
يهش لها واستقصٌ الخبر: 
كما لو أتيت ابنتى منكرا» 
E‏ ذال كسيد ادن 
وفيبوس طروادةً دخلا 
تز التفهماة دف جار 
او ا ا 
طروبٌ وذا بحزازته 
يبيد كماة العدى والجياد 
بهم ودماءهم سفكا 
ببلدة قوم عصاة فهبّت 


فسيم الجميع البلاء الفظيع'؛ 


النشيد الحادي والعشرون 


وفي البرج فريام منتصبا 
إذا بالطراود قد ذعروا 
«ألا فافتحوا كل أبوابكم 
فلول السرى. فأخيل هجم 
وإن لجأ الجند طرًا إلى 
لوال ل جر الراك 
ففتح في الحال كل رتاج 
وشذان طروادة شرد 
وفيبوس خف أمامهم 
وراهم أْيبل حديد الفؤاد 
وكاد يجوز بعسكره 
فأغرى أفلون آغنرا 
وألهب بالبأس مهجته 
إلى زانه قريه استندا 
لآخيل آأغنَن وقفا 
وفى نفسه قال: «إن أجم 
وإن أعتزلهم وشأنهم 
واضرب بذا الشّهل مجتهدا 
وفى بعض آجامه أستتر 
وفي النهر أغسل رشيح العرق 
أفز ناجيًا - لا فماذا الصّواب 
أليس يرانى طليت الخلاص 
ومن أين لي عدوه وقوى 
إذا فلأقف دون هذي القلاع 


الام 


على البعد آخيل قد رقيا 
وكلهم شردًا أدبروا 
يحذر حراسه وجلا: 
إلى أن تدوس بأعتابكم 
مغيرًا ووا هول هاتي النقم 
معاقلنا فاقفلوا عجلا 
أخيل بها وهناك الهلاك» 
وقد رفعوا منه كل زلاج ٤٣‏ 
قضيضًا قلاعهم وردوا 
يحرق مهجتهم كمدا" 
يسهل ثم انهزامهم 
يجيل حدود الحديد الحداد 
معاقلهم مكدو کر 
أخا العزمات ابن أنطنرا 
والتسبحتكي خدل اكه 
ليدرأ عنه ثقيل الرّدى 
لديه فمنقى لا شك بت 
وأرجع لإليون عند الغسق 
ولا لا علام أنا بارتياب 
فينقض إثري وأين المناص 
بها الخلق طرًا لديه سوا 
للقياه محتفرًا للدقاع 


الإلياذة 


زفس E‏ إنما 
وليس يذل ولو نفذا 
فإمًّا البلوغ لمنيته 
كذاك ابن أنطنر لبثا 
فور القتناة وم ال حا 
تعست فمن دون ذا غمرات 
أيناة هة وط اه 
إذن أنت أنت ستلقى رداكا 
رال ال فووا ا 
EEL I E‏ 
رلک فون فی الان هال 
وأرسلته الا يذهب 
وجاء آخيل بحيلته 
لديه على السّهل ولي يهيم 
وراوغه طيّ بون قليل 
على إسكمندر راح يحد 
وطروادة بمتاسرها 
لهم لاح في يبعده الفرج 
لدى الياب لا أحد أحدا 


03 


AVY 


يحم وفقو مد تيان 
علمنا لقوم الفناء انتمی» ° 
بقلب لحرب ابن فيلا تضرّم 
ولا لتصبياج ولا اسل 
بعاتقه مضل شحذا 
لصد أخيل وما اكترثا 
س ابن فيلا هنا أقبلنا 
ا 28 وكنمناة ثقات 
وأولادمم ولنسوانهما؛ 

هكا اليوم مهما استظالت قواكاء 
ففى ساقه بالصضفائح رن 


وكيف نحاس هفست يشق 
وكاد بآغنتر يظفر 
كآفثر تحت هيئته 
A‏ الغليل"' 
وملعم حتد مساكرهاة 
بغير هدى سورهم ولجوا' 
وكلهم هالع منهزم 
ولم ينج إلا حثيث الخطى 


النشيد الحادي والعشرون 


هوامش 


)١(‏ ترى من مجمل هذا النشيد أنه كله قراع وصراعء فتخال أنك مقبل على تلاوة 
وصف معارك؛ كالتي سلفت فتتشاءم بالملل لكثرة الخوض بهذه المواقع» على أنك لا تكاد 
تتلو بعض أبيات حتى ترى أنك في روض من التصور بديع لم يحط البصر بشيء من 
مثله في سائر الإنشادء ولهذا قيل: إن قوة الابتداع الفكري والاختراع الشعري لم تتوفر 
لشاعر توفرها لهوميروس في هذا النشيد. 

يشتد هنا الكفاح ولا اشتداده في ما سلف: أبطال تتحرق» وأشلاء تتمزق» وأنهار 
تتدفق» ونار وماء وأرض وسماءء ومعمعة بين الثرى والسحاب تتجاول فيها البشر 
وتتصاول الأرباب» كأن كل ما في السماء والأرض جذوة نار اتقدت إجلالًا لبطل الرواية. 
كل هذه أمور على غرابتها وبعدها عن مألوف الذوق العصري تشوق المطالع وتلذ السامع 
لما يرى فيها من التفنن في التبويب وتطبيق المقول على المعقول بعرف أبناء تلك القرون. 

(۲) زنث أو زنثس ©500700) ومعناها الأشقر أو الأصفر نهر في طروادة» قال 
هوميروس في موضع آخر: إن الآلهة يسمونه بهذا الاسم ويدعوه البشر إسكمندر. واسمه 
الآن مندرسى وقرق كوزلر. 

قال: إنه انبثق من زفس؛ لأن زفس ممثل السماء ومنها تنهمل الأمطار فتملاً الأنهار. 

(؟) تثير هيرا البخار لأنها ممثلة الهواء. 

)٤(‏ كان من عادتهم إذا انتاب الجراد مزارعهم أن يوقدوا له نيرانًا عظيمةء فينهزم 
منها مندفعًا إلى الماءء وقد دفعه هوميروس هنا إلى النهر كما دفع في التوراة إلى البحرء 
وكما زفاه في البر بجير بن بجرة بقوله: 


كأنهم والخيل تتبع فلهم جراد زفته الريح يوم ضباب 
إذا ما فرغنا من ضراب كتيبة سمونا لأخرى غيرها بضراب 


(٥)‏ أي: أبطال رجال» وجياد مرکبات. 
(1) قال عنترة: 


بحسام كلما جردت بيميني كيفما مال قطع 
(۷) غرثانة» أي: جائعة للفتك. وهي استعارة مر نظيرها (ن ۸ ون .)٠١‏ 


AVY 


الإلياذة 


عن هن خاليفينه حفط كرامة آل كما كافت غاد انرب ولا كزال فق 
الباديةء فمن ذاق زادك فقد وجبت عليك رعايته وامتنع عليك الغدر به وأصبح متذممًا 
بك وجار ك قال قات ين غتليم الأشدي: 


فنعشت قومك والذين تذمموا بك غير مختشع ولا متضائلٍ 
أبو أن يبيحوا جارهم لعدوهم وقد ثار نقع الموت حتى تكوثرا 


قال ابن الأعرابي: «والعرب تحلف بالملح والماء تعظيمًا لهماء ويقال بين الرجلين: 
ملح وملهة أن رة وتام ويقال مالك فة أ اكه رهي الممالحة) 

(9) في كلام آخيل من الحماسة وحقر الموت ما يدل على ما وعى صدره من الهمة 
الشماء والنفس الأيّاء. يقول: إنه لا بد أن يفاجته الموت فلا يبالي به أيان أتاهء ثم يختتم 
بقوله: إنه لا بد أن يجند له بطل من الأبطال بنصل يطير أو بسهم طرير إشارة إلى 
أنه لا يجسر أحد أن يقابله وجهًا لوجه» بل جل ما تبلغ الفرسان من قتاله أن تحذف 
بالنصال عليه عن بعد خوفا من بطشه. 

)٠١(‏ كانوا في بعض الأحوال يطرحون في الأنهر جيادًا حية» وهي عبادة ظلت 
شائعة في كثير من بلادهم» حتى زمن الرومان من بعدء وكما كان المصريون من قبل 
يلقون في النيل بأنواع الضحايا من الإنسان والحيوان إلى أن أبطلها المسلمون في خلافة 
عمر بن الخطاب؛ إذ أنفذ عمرو بن العاص علم بن سارية الخمس إلى المدينة» فلما قضى 
مهمته قال: ديا أمير المؤمنين إن عمروًا يسلم عليك» ويقول لك: إن القبط كانوا استنُوا 
م ف قيلهم كل سنة+ وذلك أتهم كانوا إا أيظأ عليهم الوفاء فى اليل يأخذون جارية 
من أحسن الجوارء ويزينونها بأحسن زينة» ويرمونها في البحرء فيأتي الماء ويوفي النيلء 
وقد قرب ميقات ذلكء ولا يفعل عمرو شيئا إلا بإذنك. فكتب عمر بن الخطاب: بسم 
الله الرحمن الرحيم» من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين» إلى نيل مصرء أما بعد 
فإن كنت مخلوقًا لا تملك ضرًا ولا نفعًاء وأنت تجري من قبل نفسك ويأمرك فانقطع: 
ولا حاجة لنا بك» وإن كنت تجري بحول الله وقوته فاجر كما كنت والسلام. وأمره أن 
يدفع الكتاب إلى عمرى بن العاص يرميه فيه وقت الحاجة ... وتوقف النيل عن الوفاءء 


AVE 


النشيد الحادي والعشرون 


وقد أيس الناس من الوفاء في تلك السنة فمضى عمرو إلى النيل وخاطبه ورمى فيه كتاب 
عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فلما رماه فيه هاج البحر وزاد إلى فوق الحد يبركة عمر 
رضي الله عنه» (واقدي). 
)١‏ زف: أسرع. 


براح: علم للشمس. 

)۱١(‏ جحاف جراف» أي: سيل جارف أخاذ يذهب بكل شيء. يقول: إن النهر طغا 
وتدافع وتدفق سيلا جارفاء واكتنف أخيل حتى طاف على ترسه» إن في الأصل اليوناني 
لهده الأبيات من حكاية الضوت ما يذهش له السامع».ولعل ف التغريب شبهًا أو آثرًا من 
تلك المشاكلة. 

(1) إن في هذا الدعاء مرآة ينعكس عنها ما تكنه صدور الأيطال من الزماع؛ 
وطول الباع» وهو يشبه دعاء إياس (ن )١١‏ إذ أريدٌ الجو وتكاثفت فيه الظلمات» وضاق 
الإغريق ذركًا فقال مخاطيًا زفس: 


تلك أمنيه أياسء وأخيل تمنى هنا لو رماه أفلون بسهم فأهلكه أو طعنه هكطورء 
فجندله ذلك خيرٌ له من أن يموت غریقا لا يقوى على صراع ولا دفاع. 

(18) الغرين: الطين. 

(195) قال جرير: 


وما زالت القتلى تمج دماءها بدجلة حتى ماء دجلة اشكلٌ 
(۲۰) نريد بالأعيرج هيفست إلاه النار» وهو لقبّ له كما مر (ن .)١16‏ 
(١؟)‏ الفديد: الصياح. 
(۲۲) إن في قتال أخيل وزنثس على غرابته شيئًا من الحقيقة صاغها الشاعر. 
(7؟) لقد يعجب المطالع لطرب زفس وارتياحه لفتنة الآلهةء ويتشوف لمعرفة سبب 
ذلك الارتياح - قال افستانيوس: إن زفس وهو سيد المخلوقات ورب الطبيعة وما حوت 


AVo 


الإلياذة 


فق أرض: وسماء.وماء وهواء:يرتاخ إل فزاع الألهة لأ وازن الاتقا لا يحص ل إلا بهذا 
الشقاق فالآرض في نزاع مع الماء والهواء مع الأرض والماء مع كليهماء والخلاف لا بد 
منه أبدًا بين الحر والبرد والرطوبة والجفاف» فيحصل من هذا التنازع تعادل في قوى 
الطبيعة والنتتهة خضت الأرضن وازتناء السهول ولجبال بثوب الجمال والاعتدال. 

)١5(‏ ذباب الكلاب (0انال|10170): لفظة تحقير كما لا يخفىء وقد تحاثى أكثر 
EERE EEE E‏ )طن RECEDES GE‏ 
موقكًا خشنًا في الشعرء على أنى رأيت أن لا أشوه الأصل بمثل هذا الخروج عن جادة 
ا 1 

(5؟) يشير إلى حادثته مع ذيوميذ في النشيد الخامس؛ إذ طعنه ذيوميذ بإغراء 
أثينا. 

(51) أي: إن جسمه امتد على مسافة سبعة أفدنةء وهذا التعبير على ما فيه من 
الغلو ليس على شيء من الغرابة بإزاء ما في خرافات كتابنا من وصف ملائكتنا بل وبشرنا 
أيضًاءٍ كالعمالقة وعوج بن عناق الذي كان يتناول السمك من البحر ويشويه في الشمس. 

(۷( الصَّلى: التّار» وأم آرس هيرا: وهو كان منحارًا إلى فثة أعدائها فكأن نكبته 
كانت عقابًا لهُ على مخالفتها. 

(۲۸) الزهرة: هی عفرذيت. 

(5؟) أي ان أخينا إطمت ها دن الزفرة 

)١(‏ تريد أن تقول: إن آرس والزهرة ضعيفا العزم واهيا العزيمة. 

(5) أي إل فيبوس فؤسية. 

(۳۲) أي: إن الفتى الحدث أولى بالشروع في القتال لنزقه وحدته» فلا يتأنى ويتروى 
= فزيوس لقب أفلوية: زاین ول زايا شي دک هوميوؤين قينا متها عقوله :دري 
السهام» و«مطرب الآلهة». كانوا يمثلونه دائمًا بصورة فتى جميل الطلعة» ذي شعر 
طويل مرسلء وبيده قوس وسهام أو قيثارٌ كما ترى في الرسم. 

(3) الساع: الساعات» وقد مر ذكرها مؤلهة (ن 5). 

)۳٤(‏ في أساطيرهم أن زفس غضب يومًا على أفلون وفوسيذء فطردهما من السماء 
وأنفذهما خدمة لوميدون أبي فريام ملك طروادة بعد أن نزع منهما سلطان الأرباب» 
فبنيا له حصونها وأقاما له سدودهاء أي: إن زفس سخر للوميدون الشمس والبحر 
فأعاناه بصفاء الجو وسكون البحر على إتمام العملء وقد مر ذكر هذه الخرافة في النشيد 
الخامس. 


الام 


النشيد الحادي والعشرون 





(5؟) بسق: ارتفع» مر تشبيه الناس بورق الشجر في النشيد السادس ص59 25 
ولكنه أشار هناك إلى التلاشى والتجدد معًا؛ إذ قال: 


وکل على إثر کل مشى فجيلٌ تلاشى وجيلٌ نشا 
وأما هنا فأكثر مرماه إلى الاضمحلال كقول يزيد بن الحكم: 


ما عذر من هو للمنو ن وريبها غرض رجيم 


الإلياذة 
ويجرب الدنيا فلا بؤس يدوم ولا نعيم 
ومثله قول عدي بن زيد: 
ثم أضحوا كأنهم ورق جف فالوت به الصبا والدبور 
وقول ربيعة بن مقروم: 
وأضحت بتيماء أجسادهم يشبهها من رآها الهشيما 

ويجري مجراه قول لبيد: 

وما المرء إلا كالشهاب وضوؤه يحور رمادًا بعد إذ هو ساطع 


)۳١(‏ أخت أفلون أرطميسء ولقبت بقنيص الضواريء أي: صيادتها؛ لأنها كانت 
إلاهة الصيد. 

(0) القوس الطحور: البعيدة المرمى. وقوله: الصدورء أي: صدور الجيش. 

(۳۸) لقبت أرطميس (وهي ديانة الرومان على ما علمت) بلبوة النساء؛ لأنهم كانوا 
ينسبون إليها كل موت فجائي يصيب النساءء كما ينسبون إلى أفلون موت الرجال» وهي 
فضلًا عن ذلك ممثلة القمر ورقيبة المواليد لعلاقة القمر بالحمل والولادة. 

(9؟) قالوا: إن هرمس (عطارد) لا يقاتل لاطونة؛ لأنه كوكب» وهي إلاهة الظلام 
وليس للكواكب أن تقاتل ظلام الليل؛ لأنه لولا الليل لما سطع للكواكب نور. 

(50) الفارج: القوس. 

)5١(‏ كأني بهوميروس يشير بهذين البيتين إلى ما روي له أثناء إقامته في مصر 
عن سدوم وعمورة على ما جاء في التوراةء أو اتصلت إليه رواية هلاك عادء قالوا: إنه 
لما رأى قوم عاد أنه لا غالب لهم من الناس تجبروا واحتقروهم» فبعث الله إليهم هودًا 
فأبوا أن يكفوا عن الظلم وكذبوا وتمادوا فأمسك الله عنهم المطر ثلاث سنين حتى هلكت 
مواشيهم وأصابهم الضر الشديد» ثم أهلكهم بنار كنار هوميروس انبعثت في الجو من 
غمامة سوداء» وكان أول من نظر ما في تلك السحابة امرأة منهم يقال لها: مهدء فصفقت 
بيديها ونادت بأعلى صوتها ويلكم عليكم بهودء فقد أتاكم العذاب وأنشدت: 


AVA 


النشيد الحادي والعشرون 


اف وك ال و م راو الشترارا 
يسوقها قوم على خيول تهتف بالأصوات والصهيل 
وق فاب ال عاد ا کرو لك ما کا 


ثم استجيروا بالنبي هود نبي رب واحد معيود 
فقد أتاكم عن قريب داهيه فليس تبقي منكم من باقيه 


فلما أراد الله إهلاكهم أمر خازن الريح العقيم أن يخرج منها مقدار ثقب الخاتم؛ 
فسخرها الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام متتابعة» فلم تدع من عاد أحدًا إلا أهلكته, 
وقد فصلنا هذه الرواية في دائرة المعارف (مجلد١ .)55/8:١‏ 

)٤١(‏ الرتاج: الباب» والزلاج: القفل. 

)٤١(‏ الصدى: العطشء والنقع: الغبار. 

)٤٤(‏ من خرافات الميثولوجيين أنه لما ولد أخيل. أمسكته والدته برجله وغمسته 
بنهر الستكسء فبات السلاح لا يعمل في شىء من جسده إلا في عقبه؛ حيث حالت يد 
ولدته دون الماء س تلك خرافة قال المحققون: إنها لم تكن معروفة في زمن هوميروس» 
وإلا لما كان به حاجة إلى ذلك السلاح» وتلك الصفاح» ولما أثر له فضل مغوار الأيطال في 
حومة القتال. 

(5:) المراد بقوم الفناء البشرء أي: إنه لا يستحيل قتله وهو إنسان. 

(57) قال الحطيئة وأجاد: 


أولئك آباء الغريب وغانة ال صريخ ومأوى المرسلين الدرادق 
أحلوا حياض الموت فوق جباههم مكن النواصي من وجوه السوابق 

)٤۷(‏ أي: طاولة ولم يكن يبعد عنه كثيرا. 

)٤۸(‏ مناسر الجيش طلائمه. 

(59) لو روى هذه الرواية مؤرخ لقال: فّ أغينور من وجه أخيل فاختفى في 
غابة» وشغل أخيل تعقبه عن صد الجيش فاتسع المجال للطرواد» فلجأوا منهزمين إلى 
معاقلهم» ولكن قول الشاعر غير قول المؤرخ. 


AV4 


النشيد الثاني والعشرون 


مقتل هكطور 


و اة 
. 


لم يبق من الطرواد خارج الأسوار إلا هكطورء فانقض أخيل عليه فشهد فريام ذلك 
واستحلف ابنه أن يتقي الخطر ويدخل السور فلم يصغ هكطور إلى كلام أبيه» فأخذت 
أمه هيقاب تتوسل إليه وتنذره بالخط. المحدق به فبك مكانه لا يتزعزع تتقاذفه 
الآفکارء وإذا بأخيل كاد يدركه فانهزم مرتائًاء فجرى أخيل في أثره حتى دار ثلانًا حول 
إليون» فرق زفس لهكطور ومال إلى إنقاذه فعارضته أثينا وأبت إلا إنفاذ القدر المحتوم» 
فأذعن زفس لها فاندفعت أثنيا من السماء وحاول أفلون أن ينقذ هكطورء فأخذ زفس 
فسطاسه فوزن قدر الفريقين» فإذا بأجل هكطور قد حل فتخلى عنه أفلون» وتمثلت أثينا 
بصورة ذيفوب أخي هكطور فحسنت له التربص للاقاة أخيلء ولما التقى البطلان رام 
هكطور أن يتواثق وأخيلء على أن القاتل منهما لا يدنس جثة القتيل» فأبى أخيل مواثقته 
على شيء فتبارزا فأطلق هكطور رمحه فلم ينل من خصمه إربًاء فالتفت إلى أخيه وإذا به 
قد توارى فعرف الخدعة واستبسل وقاتل حتى خر صريعًاء وقبل أن تفيض روحه سأل 
آخيل أن يعيد جثته إلى أهلهء فشتمه آخيل فتنباً له هكطور ساعة الموت بالحمام القريب 
فاجتمع الإغريق حول الجثة ومثلوا بهاء ثم ربطها آخيل إلى مركبته ودار بها حول البلد 
والطرواد ينظرون ويتوجعون والنساء يندبن وينتحبن» وكانت أنذروماخ امرأة هكطور 


الإلياذة 


غافلة لا تعلم بما جرى فسمعت عويل حماتها فصعدت إلى البرج تستطلع الخبر فرأت 
الجثةء فأغمي عليها ورثت زوجها رثاء تتفطر له الأكباد: 


وكل نساء إليون ذرفن لنوحها العبرا 


لم تنته حتى الآن حوادث اليوم الثلاثين. 





النشيد الثانى والعشرون ١‏ 











قضيض الجيش مذ ذعرا 
إلى إليون حيث هنا 
كتائيه ويروي غلة 
وراءهم الأخاءة وال 
جروا لكنَّ هكطررًا 
لدى أبواب إسكيا 
وبابن أياك آفلون 


هزيمًا كالظبا نفرا 
ك خلف حصاره انحصرا 
فيها قد استعرا 
-جواشن في عواتقهم'" 
تربّص يرقب القدرا 
قضاء الشؤم ثيبّطه 
أحدق يصدق الخبرا:" 


ا كلا علا 


«علام وأنت من بشر 
تركت هناك طروادًا 
وجئت هنا فلالا أن 
فلست بمائت أبدًا» 
«أزجّاح السهام وشرّ 
أرى أنأيتني عن سو 


AAY 


خاريت جد قي أتري 
تفرٌ إلى معاقلها 
فقال آخيل متقدًا: 
آل الخلد والكير 
رهم مكرًا وإِلَا كم 


النشيد الثاني والعشرون 


ل ما يحصاره استترا 


ا لا علا 


بغدرك للحمى دخلوا 
ولم تخش العقاب فآه 
ونحو السور راح بكب 
مجِلّ بالعجال طوى 


ومجدي شابه الخلل 
لو بك كان لي قبل» 


سره يسعى كلهميم 
المجال وفاته الملل؛ 


وكان الشيخ فريام على الأبراج يرقبه 

فلاح له بكرّته عليه تسطع الحلل 

ككوكبة الخريف إذا بديجور الدجى ظهرت 

تخال الزهر لا نور حواليها لها ظهرا” 
ا كلا علا 


(دعوها الكلب جبّارا 
تؤج وإنما يصلى ال 
فأنَّ الشيخ ملتطمًا 
وهكطور الحبيب دعا 
ولكن ظلّ مكطور 
لحرب آخيل مضطرمًا 
فمدَّ أبوه كفيه 
حيبي لا تقم هذا 


لجنا E‏ 
حورع مم كفنا نان 
ووجدًا قليه قارا 
ليدراً باللقا العارا 
إليه وصاح مكتتثيًا: 
«لآخيل فتندحرا' 


»ا كلا علا 


نعم ويلاه ما أعتا 
فلو آل العلى ودو 
كلاب البر والعقبا 
وفارق مهجتي ضيم 


AAY 


فيؤتيك الردى رغما 
ه فى سفك الدما ظلما 
كام مم 
ن تنهش لحمها حتما 
حدر ص اواك عي 


الإلياذة 


أقاصى البحر وا لهفى 
وأين الآن ليقاوو 
فلول الجيش لكني 


ن اين فليذر فهنا 
لذينك لا أرى أثرا 


»اا كلا علا 


أفى جيش العداة هما 
نحاسًا أو نضارًا فى 
فإن الشيخ ألتيسًًا 
لووثا عين أزواجي 
وثم البث والحسرا 
ولكن للعزاء ترى 
إذا لم يقض آخيل 


لنجزل في فدائها 
خزائن منزلي ركما 
حبا من قبل ابنته 
جزيل كنوزه كرما 
إلى ظلمات آذيس 
سبيلًا كل أسرتنا 


ب 


»ا كلا علا 


فة للسون له عب 
وذد عن جند طروادٍ 
ولا تتعرضيٌ إلى ال 
فتلبسه حلى المجد ال 
ور لوالدٍ هم 
يبيد بعيد أن يدها 
إيادة ولده طرًا 
ونهب منازل فيها 


حبيبي واتق الفشلا 
ونسوة جندها الثبلا 
حمام بوجه آخيل 
أثيل ويبلغ الأملا 
نصوح زفس قدّر أن 
ه كل بلا وأي بلا" 
وذل بناته أسرًا 


العدق د يعيث منتشرا 


»ا كلا علا 


رکنات وه دتا 
وأطفال بكفٌٌ الظل 
هناك أبوك تهلكه 


4 


تجِنٌ على مرارتها 
م ترمي من أسرّتها 
الحتوف وسوف تدركه 


النشيد الثاني والعشرون 


يتان الأضادئ أو 
فأطرح دون أعتابي 


تمزقني كلابٌ قد 
جين ا 
فزن و لها 
ن لحم بينها انتثرا 


ا كلا علا 


لئن مات الفتى الجلد 
ولكن حيث شيخ العج 
كلاب دسن شيبته 
فتلك النكبة الدهما 
بمرء البؤس ما اشتدَّت 
وظل ينوح مصطلمًا 
وهكطور يصد كأن 


وفيه أنفذ الحدّ 
عل :فيه تمدن ا 
ز حرمته قد انتهكت 
وناصع لحية تبدو 
ء لا رزء يشاكلها 
به أأرزاؤه الأن»؟ 


ه بأبيه ما شعرا 


»ا كلا علا 


هنالك أمه اندفعت 
لديه صدرها كشفت 
وصاحت: «آه هكطود 
وهذا الصدر قارع فكم 
وهذا الثدي فاذكر كم 
تعال تعال فالأسوا 
إليها لذ وقاتل ذ 


ولا تترئّصن له 


بهاطل عيرة همعت 
وثدييها له رفعت 


ا 


بني ارفق بوالدة 
بعهد صباك قبل رعت 
ر في وجه العدى امتنعت 
لك العاتي بسترتها 
SEE‏ 


»ا علا علا 


فإن دمك السخين سفك 


1 


كله شعت يي لك 


الإلياذة 


ولكن تغتدي عند ال 


له والحتف قد صدعك 


طعامًا للكلاب بدن <ة فيها الشقى هلك»٠‏ 

گا کا ا کی ت 

وظل بوجه ذاك القر ملا يخشى عنا ودرك 

كأفعى الشم حول الوك سر نقع السم في فمها 

ترى ملتفة حنقا وتقدح عينها شررا 
د ا “د 


وتلبث في انتظار فتى 
كما هشكطون فيو إل 
«لئن ألح الحصار قفو 
يعنفني على منعي ال 
وسيف آخيل لاح لنا 


عليها بالسلاح أتى 
عدو بأرضه ثبتا 
ر يخبط في هواجسه: 
لداماسًا أراه عتا١١‏ 
طراود عن معاقلهم 
بذاك الليل متصلتا 
وإن حسنت وسرت على 


سرايا الجيش وانكسرا 


ا كلا علا 


ورب معارض جحد 
يقول: «عتو هكطور ال 
فكلا لن أعود إذن 
وإِمّا مصرعي بالعز 
وما ظنى إذا ألقى ال 
وأتكئ عاملي للسو 
وأطمعه يرد هلان 
وما فاريس قبل أتى 


أمام الغيد والعمد" 
مكابر علة الشدد 
فإما قتل آخيل 
في ذودي عن البلد ٠...‏ 
تريكة والمجنَّ هنا 
ر معدا يلا عدد 
ة وجميع ما ذخرت 
به في الفلك واذخرا 


»ا لا علا 


AA“ 


النشيد الثاني والعشرون 


فتلك العلة الكيرى 


فعذري لن يروق لعي 
فيبطش بي بغير ترد 


إذا عريت من عدد 


ليخل بها بنو أترا 
سن صدق يغلظون لهم 
لة ما أسبلوا سترا؟١‏ 
نه إن ألتمس عذرا 


اا كلا علا 


فاا تحال هنا 
فأبذل فى الخطاب له 
كما شاق الحديت فتّى 
لدى ملولة أو صخ 
فليس لنا سوى قرع ال 
فيظفر من أبو الأولم 
كل كان حماسي 
كرب الحرب هياج ال 


مجالَ للحديث لنا 
عميق السر والعلنا 
وغانية بلا حرج 
رة فى ظلها أمنا 
کل اک ايه ميل 
ب زفس دماءه حقنا» ° 
وآخيل بعامله 
ترائك للوغى ابتدرا 


»ا كلا علا 


بريق الدرع قد سطعا 
تألق أو كنور الشم 
وهكطور لرؤيته 
ففرٌ وخلفه أخي 
كباز يطلب الورقا 
وما جارى بزاة الشم 
تعقبها بصرصرة 
فراغت وهو منقض 


AAV 


عليه كبارق لمعا 
س فى كيد السما طعلا 
ل طيّار الخطى اندفعا"١‏ 


الإلياذة 


ا كلا علا 


كذا اواب هكطور 
تطير به خطاه وه 
فجازا مرقب الأرصا 
على جدد العجال حيا 
إلى أن بلغا الحوضي 
فينبوع سخين وال 
للشب الوا جاه 


تجاوز وهى مذعور 
و دون آخيل مدحور 
وه ”انشفة التي 
لعل تعره الور" 
ن حيث الماء منبجس 
تؤم رباهما الحور 
بخار عليه منتشرٌ 
دلي SO‏ 


»اا كلا علا 


متفاك دا ندل ا 
ھا ف کا 
تعداها كلا البطلي 
شجاع فرّ ممن كا 
وكا اتترا يدانا 
لذبج يحرز العدا 
EE EET‏ 


ثلامًا حول إليون 


ت من قبل الوغى تجري 
حن اذا معان و13 شال 
ن أشجع منه بالكر"' 
رهان لجلد ثور أو 
ء يوم الفوز بالنصر"” 
على أنفاس هكطور 
إزاء خت اها تعدا 


»اا كلا علا 


كسباق القياديد 
إلى غرض على أمدٍ 
وجائزة المجلي تل 
وإما غنادة EE.‏ 
وآل الخلد قاطبة 
فصاح أبو سراة الخل 


444 


تغير بمأتم الصيد'” 


د والناس المناكيد: 


النشيد الثاني والعشرون 


«أرى : يشرًا أحب تعق 


لهكطور الفتى الورع ال 


بوه حول إليون 


فؤاد أراه منقطرا 


»اا كلا علا 


فكم في إيذة قدما 
بخير الثور لي ضجى 
وهاكم خلفه آخي 


أتوجحفكة. اسا 


أم 
فآثينا انبرت تحتج: 
أتنقذ من زؤام المو 
فإن تفعل فما في الخل 


وفى أبراجها الشمًا 
ل اللحم والشحما 
عسى أن نصدر الحكما 
ببأس آخيل نهلکه» 
«ذاك إذن غدا ظلما 
ت من حتم القضاء له 
جب ري اتةه شر 


»ا كلا علا 


فقال لها أو الشّحب: 
فثارت فوق ثورتها 
وهكطورٌ وراه آخي 
كأغضف رام ريمًا فى ال 
نويه كارا :في الظنق 
فلا أزياف OEE‏ 


وحيث جرى ففي أعقا 


«بغيظك لأقضي أربي 
وسيري وا امني غضبي» 
وطارت عن منصّتها 
ل ظل يجد في الطلب 
ستكفاس :فهك هنف 
د بين مشاعب الهضب 
ولا أيك يواريه 
به داعي المنون جرى 


ا كلا علا 


كذا هكطور ما وجدا 
فآخيل على آثا 
فكم من مرة أبوا 
بغى لتهال أسهمها 


AA“ 


ره مستظهر أيدا 
ب إليون ومعقلها 


بوجه عدوه بردا" 


الإلياذة 


هزيمًا فوق ذاك السه 
كماءلق في الكرى طيف 
وإِما رمته تمحر 


ل قام بوجهه فعدا 
ل عن إليون مبتعدا 
بغاك فم تطق هريًا 
ذمةه كوهها مور" 


»ا كلا علا 


وإن بعدو هكطور 
وخفته لكى لا يل 
وآخيل بعرّته إلى 
قفوا كي لا بهكطور 
بات نا 


ولا ذا مدرك أريا 
بذيّاك المدى عجبا 
ن أفرغ فيه قدرته 
توي بفراره تعبا" 
الأجمناد أوما أن 
یری نصل لهم نشبا 
ر ذاك اليوم والظفرا"“” 


»ا كلا علا 


وإذ بلغا متابعة 
موازين النضار أبى ال 
بها قدحي ردّى ألقى 
ولاحت كقه في وس 
فهكطورٌ أميلت لل 
وفيبس صد عنه ويا 
أتت آخيل قالت: «يا 


اك سين راد 
عباد أقام ساطعة 
لذا سهم وذا سهم 
طها في الحال رافعةً 
جم هتاك كفت 
درت فالاس هارع ة۷" 

حليف المجد حان لنا 


بأن نحبو الخميس بنص رة ما مثلها انتصرا 
> ا Xk‏ 
فيهلك دون أسطول الأخاءة فى مذلته 


۸4۰ 


النشيد الثاني والعشرون 


ولن يجد المناص ولو 
على قدمي حفيظ الجو 
هنا قف واسترح حثَّى 
بحريك فانثنى اخي 
وقام إلى اة هذا 
أتت هكطور في ذي 


ب مزدلفا لنجدته"" 
أوافيه وأغريه 
ك . د وآ 1 5 


به ذيفوب قد شهرا“ 


»ا كلا علا 


وا ی 
وسامك بال مويق واب 
فسكن روع هكطور 
قدرتك فوق سائر ول 
فأنت شقيق هكطور ال 
وكيف وقد شهدت الخط 
معاقلهم قد انحصروا 


أرى آخيل زاد جفا 
قرار أمامه الضعفا 
قوسم اا عا 
وقال لها وقد وقفا: 
د فريام وإيقاب 
شفيق ومن به كلقا 
ب والطرواد طرًا في 


أتيت إلى منحدرا» 


ا كلا علا 


فقالت: ديا أَكَيّ أبي 
وكل الصحب حولهما 
يروعهم روزي خا 
سكوني في معاقلهم 
أت تفن الما وات 
EAS‏ فهك اله 
إخال دماءه هدرت 


وأمي قبلا ركبي 
يكلب فط E‏ 
رج لوان قلتت 
حه تع لآخيل 
صقيل النصل والقضب 
برمحك أو لأسرته 
فرًا ودماءنا هدرا 


ا كلا علا 


۸۹۱ 


الإلياذة 


وراحت تحت سترتها 
تسير أمامه فخطا 
وحين تقابل البطلا 
آخيل هاك نفسى الآ 
اوو دعنا 
ثلانًا حول إليون 
واف الاق نس الخ 


وذ 2 2 يثاق 


لنعمل كل خدعتها 
يجِدٌُ وراء خطوتها 
ن صاح يقول هكطور: 
«ن جاشت في حميّتها 
ع هالعة كما نفرت 
أمامك في هزيمتها 
ل لكن فلنقم علنًا 
ونقسم ها هنا جهرا 


»ا كلا علا 


ونستشهد بني الخلد 
فهم خير الشهود على 
لئن أوتيت نصرًا من 
تموت وأن تجرد من 
وى أزدك ا 
أذى عدني إذا في مث 
فأحدق فيه شزرًا يل 
ولا تذكر وفاقًا لا 


على الأيمان والعهد 
الورى في القرب والبعد 
لدى زفس فحسبي أن 
زهى سلاحك الصلد 
E‏ 
ل هذا صادق الوعد» 
ستظي آخيل قال: «صه 
فاق تا كرا 


»ا كلا علا 


أبين الناس والأسد 
وهل خلت العهود تصح 
ولا عهد لنا إل 
فيجرع آرس دم من 
فأبرز بالبراز لنا 
وقوّم رمحك العالي 


A4۲ 


وقثاق مك :العف 
بين الذئب والنقد" 
كن الأحقاد مُمَّقَدُ 
ة الأضغان متقد 
نشال التصدم: تاها 
ثوى في هاته الجدد 
وات و ا ج 
وأعفل م ا 


النشيد الثاني والعشرون 


»ا كلا علا 


وأطلق رمحه فمضى 
فحاوز رأسه للار 
ولكن بادرت فالا 
فصاح فتى الطراود: «قد 
بعلم من لدى زفس 


TT 
ض لا ينتابه ضرر‎ 
وعن هكطور تستتر‎ 
شططت وتدعي زودًا‎ 
hE N ها قافن‎ 


ا كلا علا 


ألفت المين والكذبا 
ودونك للقا صدري 
فوا طرب الطراود إن 
ويعدم حريهم لا أز 
وزج قطار عامله 
وعنه ارتدَّ لا يل 


لتثني همَّتي رعبا 
ولست بمنثن هربا 
ا ا ي 
ه فى أحشاك منتصبا 
مةّ فيها ولا حريا» 
لقلب مجن آخيل 
قى العدى بنصله الضررا 


»ا كلا علا 


فهكطور التظى قهرا 
فصاح يروم ذيفويًا 
ولا أثرٌ لذيفوب 
جوارحه وأدرك كن 
واچ رل روا نهنا 


A4۲ 


لنصل زاهقًا طرًا 
واف ا أخرى ”"” 
يلوح لديه فاضطربت 
ه ذاك النكر والمكرا 
أرى الأرباب قاضية 
إليّ مسارتًا جهرا 


الإلياذة 


فلم يتعدّ أسوار ال 


ضار ولك فالاتن 
حمام أراه منتظرا 


»اا علا علا 


فلا نجوى وزفس قضى 
وكم قد أولياني قب 
ولكن القضاء أتى 
مود وا وا 


وآفلون ما اعترضا 
ل ظلّ حماية ورضا 
فأهلًا بالقضاء فلا 
من هممي ولا خفضا٬"‏ 
لأجيال فأجيال 
ق أبراج العلى نهضاء*” 
جيه يساق ومصي 
خطوب ولا يرى الغيرا 


»ا كلا علا 


كنسر من على السحب 
على حمل یری أو أر 
وآخيل انبرى متضر 
بجنته التي في الكو 
وخوذته التي من صن 
تهيج منيرة ويهمي 
وصعدته توج كما 
تفوق الزهر كوكبة ال 


يزف إلى رُبى كثب 


»ا كلا علا 


0 رح طرف E‏ لام 
هل حسفي التضبال :غد 
وما هي قط غير سلا 


A۹٤ 


النشيد الثاني والعشرون 


فأبصر بعد حين نح 
فبين الجيد والكتفي 
فغاص سنانه في مخ 
ولكن في مجاري الصو 


ن بادره بطعنته 


»ا كلا علا 


فخر وللثرى ضرجا 
«أخلت تعست فطرقلًا 
أغرك أننى قد كن 
ولم تعلم لفطرقلٍ 
فتَّى وافاك محتدمًا 
فبدت ولم تزعزعه 


وصاح آخيل مبتهجا: 
يبيد هنا ولا حرجا 
ت يا هكطور معتزلا 
ظهيرًا يقحم اللججا 
من الأشراع منتقمًا 
قافول نينا EE‏ 
صقور وثم فطرقل 


ش سار بحرمة وسرى» 


»ا كلا علا 


فقال بغصة الحتف: 
بحرمة والديك ورك 
وخذ ما شئت من أبويٌّ 
فلا تخلو الكلاب بحئل 
وجد لهما بجسمي يذ 
فتحرق أعظمي وعليّ 
فصاح آخيل: «ويلك لا 


«بروحك مصرعي يكفي 
من ذهب ومن صفر 
تى فى ذلك الجرف 
هبان به لصرحهما 
يهمر وايبل الطرف» 


ا كلا علا 


وددت لو أننى غضبا 
لما جرعتذ ٠.‏ > 


A40 


بلحمك أقتل السغيا 
وما أورثتني كربا" 


الإلياذة 


فلا غير الكلاب تشق 
فداءك عشر أو عشري 
ولو فريام أدى شق 
فأمك حول نعشك لن 
فقال بزاهق الآنفا 
جنان كالحديد فلن 


رأسك لى هم بذلوا 
ن فدية ميت ذهبا 
ل جسمك عسجدًا صرفًا 
تفيض شحِّى وتنتحبا» 
س: «آه أجل بلوتك ذا 
يلين أَسَى وينكسرا 


»اا كلا علا 


ألست الآن تخشى أن 
وفك “إلى سيواة الكل 
وتنكب يوم فاريس 
وأمت روحه سقرًا 
وتندب بأسه وشيا 
هناك وصاح آخيل 


يهال عليك غيث محن 
د منك ولو عقيب زمن 
وفيبوس بإسكيا 
تدام بالفؤاد كمن»" 
ك التو ترت 
تطير على أَسّى وشجن 
به ومصيره فثوى 
EEE‏ 


»اا كلا علا 


دالا مت صاغرًا وأنا 
وروحي حين يقضي آم 
وجرده السلاح فنا 
وأقبلت الأخاءة حو 
جمالاً زان طلعته 
يقول: رألا اعجيوا ما كان 
نك ES E‏ عدو ل 


أموت إذا الحمام دنا 
ر زفس تفارق البدنا» 
ره يلقيه في طرفٍ 
لاعت بنك و 
ل ذاك القرم مكبرة 
أروعه وقد أورى 


يروع ولا صلاه يرى» 


»ا كلا علا 


341 


النشيد الثاني والعشرون 


وآخيل مذ انتزعا 
يصيح بذروة من حي 
«ألا يا صحب يا أقيا 
لكم من زاد هولًا عن 
ألا ما رمتم إليو 
لنعلم ما عليه أه 
أم ارتأوا البقاء وثا 


جميع سلاحه هرعا 
ل فالآرباب قد دفعت 
ن بالبتار ندهمها 
ليا والخطق شن دعا 
ن عن أبراج معقلهم 
بروا في عزمهم كبرا 


»ا كلا علا 


وفطرقل صريع لا 
ولا قبرٌ يواريه 
فنفسى آه لن تنسا 
سأذكره ولو في من 
ولو كل سلا كل ال 
بنايا فتية الإغري 


بهكطور على نغم ال 


بصدري الكنّ ملتمسا 
يفيض عليه دمع أسى 
ه مابى رددت نفسا 
أنام هناك إن حبسا 
ق سيروا للسفين إذا 


تنشيد تفرج الكدرا: 


»ا كلا علا 


«قتلنا القرم هكطورا 
فأين فتى الطراود من 
ويالغ في الهوان فش 
بسير للعجال وظلّ 
وحل بعرشه وسلا 
وساف التهؤن اتدوك 
وحالك فرع تلك الها 
عليها وهي سائلة 


AAV 


وعاد الجيش منصورا 
كرب كان مقدورا»”” 
رأس الميت مجرورا”؛ 
ح هكطور براحته 
تثير النقع ديجورا 
مه الكستاء مده 


الإلياذة 


»ا كلا علا 


كذلك زفس ألقاه 
يدنّس حسن طلعته 
وإيقابٌ ببرقعها 
تقطع شعرها وتصي 
وفريام لجانبها 
وحولهما علا ويكلٌ 
وضج الجيش منتحيًا 
سعير النار ألهبها 


هناك لهون أعداه 
بعثير أرض منشاه 
رمت تبكي مولولة 
تلك الأرض منعاه 
هنا لى كل الينوة 
وكل ريوعها دمرا 


ا كلا علا 


وكاد الشيخ ينهزم 
فصدوه وما كادوا 
فخر على السماد تمر 
وذلك مستغيتا ثم 
إلى فلك العداة ولو 
لدى ذيالك العاتي 
أذزل فربما لهما 


مو ادراب وع 
وفي أحشائه ضرم 
غا شاف هذا 
قام يصيح بينهم:“ 
«رح الأبراج منفردًا 
بعادي الآن ساءكم 
بشيبي وانحنا ظهري 
تحن عفافتة ننظزا 


»ا كلا علا 


فإن له أبّا هما 
ويا لخليفة أهمت 
ومهما نالكم من شر 
فكم لي في الشباب الف 
بكيتهم وأبكيهم 


جميعًا لا توازي حز 


A۸4۸ 


نظيري يدرك الهَمًا 
علينا الأبؤس الدهما 
ه فبلتي أدهى 
ولكن كل حسرتهم 
ن هكطورٍ فوا غما 


النشيد الثاني والعشرون 


أيا هكطور حزنك سو 


ف ينزل بي إلى قبري ٤‏ 


»ا كلا علا 


لفان هنا التعدانداذا 
بقلب أب وأمّ يذ 
وغص بفائض العبرا 
ومن حوليه دمع القو 
وبين نساء طرواد 
بُنىّ علام أشقى بال 
ات بني مت وكن 
فخاري وابتهاجي واب 


فأشبع لاعجًا ثارا 
رفان الدمع مدرارا» 
ت والحسرات منتحيًا 
م بحرا فاض ذخارا 
بدت إيقاب نادية: 
«سحياة وألتظي نارا 
حت في زومني وقي لجلي 
تهاج جميع من حضرا 


»ا كلا علا 


تكاد تكون بالإجلا 
ودفاع البلا عن به 
فها قد غالك الحتف ال 
وأما أنذروماخ 
بأن القرم هكطورًا 
وكانت فى أعالى القص 
تبطنه وتنقش فو 


تشيد لقومك الفخرا 
ل معبود السرى طرًا 
م طرواد ونسوتها 
مریع بحكمه قسراء»'* 
نما إن ايت ديا 
وراء حصاره خرًا 
ر تنسج ثوب برفير 
قه من وشيها غررا 


ا كلا علا 


وقد قامت جواريها 
وي اناك فين د 
فم الممفابنيا تن كد 
بكف آخيل لا غسل 


۸۹۹ 


لدى النيران تذكيها 
ليسبح زوجها فيها 
EEE‏ 


الإلياذة 


فقامت ضجة في البر 
فخارت بين بليلة 
وكفاها الوشيعة سف 
وصاحت بالحسان وشع 


ج بين بگى وولولة 
وأشجان تلظيها 
هما قطت بد دی 
رهن جداكلًا ضفرا: 


ا كلا علا 


وال منکن ,نتان 
لننظر ما جرى فيكى 
فقلبي خافقٌ حتى 
وثقلة ركبتي تكا 
أرى خطيًا > فظيعًا دا 
فلا طرقت نواعى الخط 
كات باون فيل بجنا 
وفي آثاره في السه 


حماتي هاج أشجاني 
يكاد يطير فوق فمي 3 
هيا أبناء فريام 
حب آه وآه آذانى 
ل دون قفول هكطور 
ل صال عليه مهتصرًا 


»ا كلا علا 


نعم هكطرور آه لا 
ويقتحم المعامع في ال 
ومن ثم انبرت تعدو 
جرين وراءها حتى 
فسرّحت النّواظر في 
به خيل ابن فيلا قد 
رأت وجفونها انطبقت 
وهوت فوق وجه الأر 


يذل لمحنة أصلا 
لصدور ولا يرى ذلا» 
بغير هدّى ونسوتها 
علون المعقل الأعلى 
السهول فلاح هكطور 
وفي أنفاسها شهقت 
ض لا جيسًا ولا بصرا 


»ا كلا علا 


ومن فوق الثرى انتثرت 
جدائل طرة وضفا 


حلي الفرع وانتشرت^ 
كر في وفرة وفرت 


النشيد الثاني والعشرون 


وهُدَّاب الذوائب وال 
لها من قبل عفروذي 
وخفت وانبرت من حو 
وکل اء اتود 
على راحاتهن رفع 
وما لبثت أن انتعشت 


شباك وخير مقنعة 
لت يوم زفافها ادّخرت"" 
لها أخوات هكطور 
تخل الطب من نظطوف 
نها والنفس زاهقة 


وغيث دموعها انهمرا 


ا كلا علا 


وصاحت تفطر المهجا: 
أطالعك الشقى بطا 
ولدنا أنت فى ووا 
وفي ثيبا أنا في صر 
نشأت وليتني ما إن 


«أيا هكطور وا وهجا 
د بين قصور فريام 
أب بنشوئها ابتهجا 
5 منحدزر الح سقر 
بصرحك تلتظى سقرا١»‏ 


»ا لا علا 


وشا الطفل ف المي 
تلج لعزي لقا 
فإن هو من خطوب الحر 
يحيق به وكم عات 
وماإن لليتيم يرى 
فيطرق ذلة وتسي 
اراق وة 


نتاج الغم والجهد 
ت وهو النفع لن يجدي 
ب ينجو كم بلا ويلا 
تجاوز خطة الح 
فيسلبه مزارعه 
سنق اكاد اللو 
ل أدمعه ويذهب في 


إذا ما ذل وافتقرا 


»ا كلا علا 


الإلياذة 


يجر رداء ذا خجلا 
وان ما "قال مسوم قا 
يبل بمائها شفتي 
وهيهات اللّهاة على 
ورب فتّی فخور في 
على الأديات يلطمه 
متت فعما هنا “يفت 
فيرجع أستياناسش 


ويسحب برد ذا وجلا 
ل كأسًا ما روت نهلا 


e 


ه ظمآنًا على ظمأ 


ويصرخ فيه: «قم عجلا 
ك حظ فى ولاثمنا»"”* 
إليّ ينوح منتهرا 


»ا كلا علا 


عضو وان 
علي مخ وشحم من 
وإن اجفانه انطبقت 
على راحات مرضعه 
فأضحى الآن وا ويلا 
أيا همكطور إلف عنا 
دعوه أستياناسًَا 
وت الآن طعم الغض- 


C 


تحجن أب 


5 


3 


يغذيه على الركب 
سين اتشان قل وين 
نعاسًا وارتوى لعيًا 
ينام بفرشه القشب 
ه إذ يتمته طفلا 
عقيب اللهو والطرب 
لذودك عن معاقلهم 
حلب والد دا ۹ 


ا كلا علا 


وعريانًا لدى السفن 
وكم من حلة لك في ال 
سأطرحها جميعًا ل 
بها من بعد أن حرمت 
لذودك طول عمرك عن 
كذلك أنذروماخ 
وكل نساء إليون 


غدوت بزي ممتهن 
ديار تجل عن ثمن 
لهيب وليس لي أرب 
على ذيالك البدن 
لوف الطووان ةة 
ذمار الأفل والوطن» 
بلاهب لبها ناحت 
ذرفن لنوحها العبرا“ 


النشيد الثاني والعشرون 


هوامش 


)١(‏ الأولى: أنه بيت قصيد الإلياذة يتضمن أهم حوادثها فكل ما تقدمه توطتة له 
وكل ماوليه ذيل. بنيت الرواية على غضب آخيل وكيده» ويتلو ذلك في الخطورة مقتل 
هكطورء وكلا الأمرين باديان فيه بأجلى بيان. 

والثانية: أنه جمع بين السهولة والبلاغة والشدة والرقةء وأحاط بكل ما يتسنى 
للمخيلة أن تدركه في جميع الأبواب التي طرقها الشاعرء فبينا تراه يصعد إلى قمم الهام 
المنتصبة على الهمم الشماءء إذا به ينحدر إلى أعمال القلب فيثير العواطف ويهيج البكاء؛ 
ولهذا قال كثيرون: إنه أجمل الإنشاد. 

ولست أرى نشيدًا يصلح مثله أن يكون منظومة مستقلة لا تفتقر في تلاوتها إلى ما 
قبلها وما بعدهاء فأناشد المطالع اللبيب إذا وقع نظره على هذه الحاشية أن يتصفح هذا 
النشيد دفعة واحدة من أوله إلى آخرهء فإذا صدق ظني به وظني أنه بصدق فليقل لله 
ذو مومروسن لهذا اشا التديع القروي: ولا فليقل ينامع الله الال فق قتي 
في التعريب. 

(؟) الجواشن: التروس. 

(۳) إياك جد آخيل كثيرًا ما يعرفه الشاعر به. 

)٤(‏ اللهميم: الجواد المبرز في الرهان. والمجلي: السابق. وسيأتي وصف سباقهم في 
النشيد التالي. ١‏ 

(5) كثيرًا ما يشبه العرب السيد العظيم بين السادة الصغار بنور كبير بين أنوار 
ضئيلة» كما قال هوميروس في هذا الموضع. 

قالت مريم بنت جرير ترثي أخاها: 


كنا كأنجم ليل بينها قمنٌ يجلى الدجى فهوى من بينها القمر 
وقال جرير في رثاء الوليد بن عبد الملك: 
أمسى بنوه وقد جلت مصيبتهم مثل النجوم هوى من بينها القمر 


الإلياذة 


كأن بني تمام يوم وفاته نجوم سماء خرّ من بينها البدر 


على أن هوميروس يصف هنا آخيل حيًا ويزيد تشبيهه بلاغةٌ ما استطرد إليه في 
البيت التالي بقوله: 


تۇج وإنما يصلى الورى من حرها نارا 


كأنه أراد أن يقول: إنه وإن شاق منظرهٌُ وعظمت هيبته ففيه النكال في الهيجاء 
والويال غل الأعذاء. 

(5) فد أي: مفهرنا. 

(v)‏ يقول ودوه ودي تهكماء أي: أبغضوه بغضي. 

(۸) أحس فريام بالخطر المحدق به» فتكلم كلام المتنبئ بما سيناله وبلاده من 
البلا الحميخ بعد مقت مكطون :وقون الإغريق: قسرة الدواهي الدهم التي اتنتاب الأمة 
الغلوية عل باه وقد سوق لاعن مخل هذا الع فق النشيد الفاسة؛ :إن قال: 


للمباني حرقًا وللقوم ذبحًا والغواني والولد ذلا وأسرا 


ولكن الشاعر زاد هنا في التفصيل فأكثر بلسان فريام من ذكر الملمات الشداد كبحًا 
لجماح هكطور. 

)٩(‏ مهما قيل في استعطاف أب لابنه لا يمكن أن يقال أبلغ من خطاب فريام 
لهكطورء ملك كبير وشیخ هرم ذو بسطة وجاه وسلطان» برحت به الأيام فهدّت أركان 
همته وعزيمته وقوضت دعائم مجده» وناطت بقية آماله بولد يراه على قاب قوسين أو 
أدنى من الموت الزؤام» ومن وراء ذلك دك البلاد والفتك بالعباد فتتوالى عليه الذكرى لما 
سلف» ويأخذه الإشفاق من الخطب الفادح القريب فيجمع بقية حواسه وينهض لدرء 
الخطب» وقلبه يتلظى تلهفًا على ابنه ومحط آماله؛ ثم على آله وبلاده ونفسه فيشرع 
في تحذير هكطور من خصمه الباسلء ولا يكد يذكر اسم ذلك الخصم حتى تتوارد على 
خاطره سوابق فتكه فيتوجع ويتفجع ويتمنى لو راحت جثته مطعمًا للطير والکلاب» 
وهو على كل ما ناله من المصاب يرى سبيلًا إلى العزاء إذا نجا هكطور من ذلك المأزق 
الحرج» ولما كان فريام على يقين أن هكطور لا يرضى عار الاحتجاب ولو انتصب له 


1 


النشيد الثاني والعشرون 


اموت التمس له عذرًا عظيمًاء بأن في لياذه إلى السور شرفًا أرفع ومجالًا أوسع لإبراز 
بأسه وقوة ساعده حيث يقيم مقاتلًاء فيذود عن البلاد والجند ويحفظ الأهل والولدء 
وشرح له بعد ذلك ما يكون من عقبى عناده لو بقي خارج السورء وأتى بكلام يخرق 
اللب على وصف ما يأول إليه أمر المنازل والمعاقل والبنين والبنات والأطفال والكنات» ثم 
أخذ في رثاء نفسه ووصف مال أمره لما يعلم من حب هكطور له وبره به» واختتم بتلك 
المقابلة الفريدة بين هلاك الفتى قتيلًا خالد الأثر رفيع المنارء وهو يذود عن الأوطانء 
وموت الشيخ ذليلًا مغلول الذراع بأكناف الديار ميتة الضعة والهوان. 

)٠١(‏ لثن أتى فريام بأبلغ أقوال الرجال والآباء فقد أتت زوجته بأبلغ أقوال الأمهات 
والنساء» وكفى بكشف صدرها خطابًا ناطقًا لا تعادله بلاغة في مقالء ثم هي الأم 
الشفيقة لا تتفجع إلا على ابنهاء وما تئول إليه حالها من بعده» فلا تتخطى بكلامها هذا 
الحد فناحت نوح النساءء وناح فريام نوح الرجال وحفظة الذمار والملوك الكبار. 

)١١(‏ يقول ذلك إشارة إلى الجدال العنيف الذي جرى بينه وبين فوليداماس 
في النشيد الثامن عشرء حيث أشار عليه فوليداماس باللياذ إلى المعاقل فأبى هكطور 
واستكبر. 

(19)الحكد قليل الكير:والمزاه الع الرؤساء 

)١١(‏ هذه آخر مبارزة في الإلياذة وبها تنتهي وقائعهاء والمبارزات في ما سلف وإن 
كانت تعد بالعشرات فليست بحصر المعنى من باب البراز البحت إلا في ثلاثة مواضع؛ 
أولها: وأجدرها بالذكر براز منيلاوس وفاريسء في النشيد الثالث؛ إذ كان يترتب عليه 
حقن الدماء وإخماد الفتنة لى بر الطرواد بميثاقهم» وهو من وجه آخر براز معقول 
لوقوعه بين زوج سبية وسابيها. والثاني: وإن لم يكن أقلها خطورة فهو أقلها تأثيرا 
بمجرى الوقائع؛ لأنه من المبارزات التي تقع كل حين بين المتبارزين في الحروبء لا يترتب 
عليها عقد سلام وغمد حسام» نعني به براز هكطور وإياس في النشيد السابع» والثالث: 
هو أعظمها براز هكطور وآخيل هذا لوقوعه بين بطلين؛ کل منهما عماد جبينه على 
الإطلاق. وهو وإن لم يكن من لوازمه كف الكفاح ووضع السلاح» فقد كانت فيه الضربة 
القاضية على فريق من المتحاربين. 

وقي كتب العرب من مثل هذه المبارزات أشباه لا تحصى ببعض خلاف. ذكر صاحب 
الأغاني )۸٠:٠١(‏ برازًا لجميل وتوبة من أجل بثينة نورده لغرابته» قال: «كان توبة قد 
خرج إلى الشام فمر ببني عذرة» فرأته بثينة فجعلت تنظر إليه فشق ذلك على جميلء 


الإلياذة 


وذلك قبل أن يظهر حبه لها فقال له جميل: من أنت؟ فقال له: أنا توية بن الحمير. 
الكل لبق العراع © كال الله جلك روتنك عليه E‏ 
صارعه یر جميل» ثم قال: هل لك في النضال (رمي السهام)؟ قال: نعم فناضله 
فنضله جميلء ثم قال: هل لك في السباق؟ فقال: نعم» فسابقه فسبقه جميل. وقال له 
توبة يا هذا إنما تفعل هذا بريح هذه الجالسة ولكن اهبط بنا الوادي فلما هبطا صرعه 
توبة ونضلة وسبقه» 

وفي وقعة بدر الكبرى جرت مبارزات كثيرة بما يدل على شيوع تلك العادة في 
الجاهليةء ثم بقيت في الإسلام» وكان لها فيه شأن عظيم. 

)٠١(‏ أي: نعطيه علاوة على أموال هيلانة» وما أتى به فاريس يوم سباها نصف ما 
في خزائننا من أموالناء ويقسم الشيوخ أنهم لم يخفوا شينًا منها. 

)٠١(‏ تلك مناجاة هكطور لنفسه يتردد تردد الشاعر بقرب الأجلء ثم يؤثر الموت 
وهو يكافح العدى على النجاة نجوة الهزيمة والعار. 

(17) قد كنت أود أن لا یشوه جمال هذا النشيد بفرار هكطور من وجه آخيل» 
ولا أراها إلا هفوة من أستاذنا هوميروس مهما أمكن أن يقال في الدفاع عنه» وسبحان 
المعصوم؛ لأن بطلا كهكطور يتحرق نهاره وليله لقتال آخيل» ثم يناجي نفسه تلك 
المناجاةء ويعول على ورود كأس الحمام مؤثرًا ذلك على الهزيمة» ويتقدم لبراز خصمه؛ 
ثم ما هو أن رآه حتى فر منهزمّاء لا يجدر به أن يكون بمقام هكطورء ولقد التمس 
الشراح لهوميروس أعذارًا كثيرة منها قولهم: إنه لو لم يكن محل لهذا الفرار لما تحداه 
فرجيليوس؛ وجعل طورنوس يفر من وجه آنياس» ومع كل ذلك فما قرأت قط هذه 
الفقرة إلا وددت أن لا تكون. 

(1) جدد العجال: طريق المركبات» ومرقب الأرصاد الموضع المشرف الذي كانوا 
يرقبون منه العدو. 

(۱۸) يظهر جليًا من كلام هوميروس أنه كان يجري إلى نهر زنثس ينبوع ماء 
حارء وليس كذلك الآن ولعل هذا الينبوع كان موجودًا في أيامه» فغار في الأرض بعد ذلك. 


)1۹( 
هزيرٌ مشى يبغي هزيرًا ومغليًا من القوم يغشى باسل القوم أغلبا 


(البحتري) 


النشيد الثاني والعشرون 


)۲١(‏ أي: لذبيحة يضحي بها. 

(١؟)‏ القياديد: الطوال من الحيوان» والمراد هنا الخيل. والصيد الزعماء - كان من 
عادتهم أن يتراهنوا ويتسابقوا في المآتم» كما سترى في النشيد التالي بمأتم فطرقل. 

)١١(‏ الأغضف: الكلب» وكناس: الريم أو الظبي بيته. 

(۲۲) أي: إن هكطور كان يحاول أن يدفع آخيل إلى الحصون» حيث يمكن أن 
تدركه نبال الطرواد» وآخيل يقف بوجهه فيصده عن الجري وجهة إليون. 

)۲٤(‏ قال أبى النجم العجلي: 


طيف سرى يخبط أفنان السمر أنى اهتدى مضجع حيران حسر 
ولم يكن إلا كما ارتد النظر كالكوكب انقض أو البرق خطر 
بقدر ما تفر وجدي ونفر 


)٠١(‏ كان آخيل أعدى أهل زمانه» فلم يكن من المعقول أنه يعجز عن إدراك 
هكطورء ولهذا قال الشاعر: إن أفلون أفرغ في هكطور قدرته فبطل العجب ودُفع 
الاعتراضء قال هذا حتى لا يقول: إن المنهزم بطلب النجاة أجد في السير من الساعي 
للانتقام. 

)۲١(‏ في المقطوعة السابقة يحاول هكطور أن يدفع آخيل إلى مرمى النبال» وهنا 
آخيل يومئ إلى صحبه أن لا يرموه بنصل ولا بنبل» فذاك سابق فار يطلب النجدة؛ وهذا 
لاحق كار يأباها بل يخشاها؛ لأن له ثأرًا يود أن يأخذ به بيده لا بيد قومه وطمعًا بفخار 
يضن به على غيره. 

(۲۷) أبى العباد: زفس» أي: إن زفس ألقى قدحي موت في كفتي ميزانه الذهبي؛ 
ليرى بموت أي البطلين يقضي» فهبطت كفة هكطور دلالة على أفول نجمه وحلول أجله. 
راجع ما تقدم في حواشي النشيد الثامن. 

(۲۸) حفيظ الجوب: رب الترس وهو زفس» أي: نقتل هكطور ولو توسط له أفلون 
فترامى على قدمي زفس. 

(۲۹) ذيفوب من إخوة هكطور. 

)۳١(‏ النقد: صغار الغنم» ويراد بها الغنم على الإطلاق. 

(١؟)‏ قال بعضهم: 


الإلياذة 


وردوا إليك الرسل والصلح ممكن وقالوا على غير القتال سلامُ 
فلا قول إلا الضرب والطعن عندنا ولا رسل إلا ذليل وحسام 


(۳۲) لا غرو أن يكون هذا التباين بين كلام هكطور وآخيل» فهكطور الفتى الباسل 
الورع الغيور على حفظ مقامه حيًا وميتًاء وليست في صدره تلك الحزازة على آخيل؛ بل 
قد روى غلته بالفتك بفرسان الإغريق» وآخيل المغوار الغضوب الواثق بالفوز عليه فلا 
يعاقده ويواثقه, ولا يبرد غله أن يظفر به حيًا بل يسوقه الغيظ والثأر إلى أن يكسوه 
رداء الحطة والشنار مينًا. 

(؟) الصعدة: النصل 

(5") قال شبيب بن الرصاء: 


دعينى أماجد فى الحيوة فإننى إذا ما دعا داهى الوفاة مجيب 


(5") لا كلام أشد تأثيرًا من كلام هكطور هذاء تخلت عنه جميع القوى العلويةء 
فغادره أفلون وصرف زفس وجهه عنه» وأيقن بدنو أجله وهو لا يفكر ساعة موته إلا 
أن يموت ميتة البطل الباسلء عظيم الأجر خالد الذكر. 

)۳١(‏ يريد بكوكبة المساء الزهرة» ويدعوها أيضًا كوكبة الصباح» وكوكبة الراعي. 

(۳۷) كانت على هكطور شكة آخيل التي ألبسها فطرقل فلم يكن من سبيل 
لاختراقها بضرب وطعنء ولهذا تشوف آخيل وأحدق ليرى له منفدًا بجسم هكطور 
يطعنه به. 

(۳۸) السغب الجوع. قال عمر بن أبي ربيعة عن لسان عائشة بنت طلحة: 


حتى لو أستطيع مما قد فعلت بنا أكلت لحمك من غيظ وما نضجا 


التشَيّد الثاني والعشرون 
لو تشربون دمي لم يرو شاريكم ولا دماؤكم جمعًا ترويني 


بدنو أجل هكطورء وقي هذا دليل آخر على أنهم كانوا يعتقدون أن نفس المحتضر تنطق 
بالمغيبات - وكأن هكطور يقول لآخيل قول الحارثة بن بدر: 


يا أيها الشامت المبدي عداوته ما بالمنايا التي عيرت من عار 
تراك تنجو سليمًا من غوائلها هيهات لا بد أن يسري بك الساري 


أى قول الفرزدق: 


إذا ما الدهر جر على أناس كلاكله أناخ بآخرينا 
فقل للشامتين بنا أفيقوا سيلقى الشامتون كما لقينا 


(50) يستفاد من هذه العبارة وما أشبهها أنهم كانوا يمثلون بالقتلى» كسائر الأمم 
في العصور الخالية - كانت المثلة كثيرة في جاهلية العرب» حتى لريما خرج النساء إلى 
ميدان القتال ومثلن بقتلى الأعداء أشنع مثله, قال ابن الأثير: «ووقعت هند وصويحباتها 
(في غزوة أحد) على القتلى يمثلن بهمء وقد اتخذت هند من آذان الرجال وآنافهم خزمًا 
وقلائد». ولكن الإسلام بعد تلك الغزوة نهى على المثلةء ذلك أنه لما قتل حمزة بن عبد 
المطلب عم النبي يد ووقف عليه النبي يد وقد مثل به كان منظره موجعًا لقلبه فقال 
له: «رحمك اا عم» ا للرحم فعولًا للخيرات» فلئن ظفرني الله بالقوم 
لأمثلن بثلاثين رجلًا منهم». قال مؤرخو العرب: فنزلت الآية: «وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقبُوا بِمثْلٍ 
ما مُوقِبُثُم به وَلِئنَ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لَلصَّابِرِينَ4 فصبر النبي ونهى عن المثلة. 

)5١(‏ أي: لن أنساه حتى ولو مت وانحدرت إلى أعمال الجحيم» حيث ينزل كل 
ميت وحيث ينسى كل إنسان جميع الناس - هذا آخيل ثمل بخمرة الانتصار يفتك بألد 
خصومه» وتذل له أعداؤهء وتبتهج به أحباؤه» فلم يبق من ثمة مانع يمنعه من دك 
معاقل الطروادء وكلهم هالع رعبًا فيهم بالاندفاع إلى إليون مع جيشه المنتعشء وإذا 
بذكرى فطرقل تهيجه أسى فيرجئ ذلك إلى أن يتم الاحتفال بمأتم حبيبه» فيؤثر واجب 
الولاء على إبادة الأعداء» وهو تصرف من الشاعر بديع؛ إذ أسلف أن تدمير إليون لا يتم 


الإلياذة 


على يد آخيل فلم يكن يصح أن يخالف ماضي قوله» فالتمس لآخيل بالعودة عذرًا هو 
أجمل الأعذار. 

)٤١(‏ إن سير الجماعات على نغم الإنشاد عادة متبعة منذ القدم في جميع الأمم 
ولا سيما إذا كانوا سائرين في مهمة لأمر جلدء يشبه غناء الإغريق هنا وهم راجعون إلى 
مقا تفي يناك إقبراقيل عد برججوع باود من مقتل حلياد الجتار اللي ن 
هتفن وقلن: «قتل شاول ألوفه وداود ريواته» (١مل۷:۱۸)»‏ والغالب في هذه الأغانى أن 
كين عارات ی كرون و كماهن العادة و فاقية العرف: يفول 
واحد أو أكثر من المنشدين قسمًا منها ويردد الباقون ما بقيء وعلى هذا فلا أخال إلا 
آخيل منشدًا وحده قوله: ١‏ 


والباقون يرددون قوله: 
فأين فتى الطراود من كرب كان مقدورا 


وتعرف هذه الأناشيد عند عرب البادية لعهدنا باسم «الهوسة» يدعونها بهذا 
الاسم؛ لأنهم يتهوسون به لأمر خطيرء ولكل عشيرة منهم هوسة خاصة بهاء فهوسة 
عنزة «القلايع ياسبقة. خيال العشوة مطرفي» يتحمسون بذلك على أخذ قلائع الفرسان. 
وهوسة شمر «وصبيان زويع يا هلي» يقولون ذلك من باب المنافرة والحماسة. ولهم 
فضلًا عن ذلك هوسات ينظمونها عند مسيس الحاجة» كقول عشائر الهندية وهي 
تحارب مدحت باشا والي بغداد بقيادة شيخها وادي: «قم وادي وبغداد ارتجت» وهي 
عبارة يرددونها مثات وألوفًا من المرات. ١‏ 

(59) شق آخيل كعبي هكطور ليربطه إلى المركبة فيجره. كما كان يروى في جاهلية 
العرب عن ربط الأسرى والقتلى بأذناب الخيلء وهي مبالغة في الهوان وغير جديرة 
بمخلوق يدعي أنه إنسان؛ ولكنه لم يكن بد من ذكر ذلك استكمالًا لعتى آخيل وجريه 
على مألوف ذلك العصرء ولريما تنبه القارئ مما رأى قبل هذا أنه حيث اضطر الشاعر 
إلى ذكر شيء من الفظائع ذكرها استتمامًا للفائدة» ولكنه لا يلبث أن يستهجنها ويشمئز 
لهاء كقوله في هذا الموضع: «وبالغ في الهوان» كأنه يريد أن يقول: إن الفظيع من الأعمال 
إنما يذكر تنفيرًا لناس منه وليس ارتياحًا لحفظ الرواية عنه. 


۹1۰ 


النشيد الثاني والعشرون 


)٤٤(‏ كانت عادة الأقدمين إذا أصيبوا بمصيبة أن يذروا التراب على رءوسهم, 
ويجلسوا على الرماد والسمادء فإن أيوب لما ابتلى جلس على الرماد» ولما عاده أصحابه: 
«رفعوا أصواتهم وبكواء وشق كل منهم رداءه» وذروا ترابًا فوق أرؤسهم نحو السماءء 
وجلسوا معه على الأرض» (أيوب .)١۳-۱۲:۲‏ 

(4:) كثيرًا ما يقال هذا الكلام عند اشتداد الحزن على فقيدء قالت الخنساء: 


فلا والله لا أنساك حتى أفارق مهجتي ويشق رمسي 


(51) ما أشبه رثاء إيقاب برثاء آم بسطام بن قيس لابنها بسطام المقتول يوم 
الشقيقة بين بني شيبان وبني ضبة بن أدّء قالت: 


ليبك ابن ذي الجدين قيس بن وائلٍب فقد بان منها زينها وجمالها 
إذا ما غدا فيهم غدوا کا نجوم سماء بينهن هلالها 
عزيز المكر لا يهد جناحه وليث إذا الفتيان زلت نعالها 
وحمال أثقال وعائد محجر نحل إليه كل ذاك رحالها 
سيبكيك عان لم يجد من يفكه ويبكيك فرسان الوغى ورجالها 
وسكيك أنترى ا ا اعت ودام عا 
مفرج حومات الخطوب ومدرك ال حروب إذا صالت وعز صيالها 
فقد ظفرت منا تميم بعثرة وتلك لعمري عثرة لا تنالها 


)٤۷(‏ الوشيعة: خشبة النسج. 
(5) راجع ما تقدم لنا بهذا المعنى (ن .)١‏ قال الشماخ: 

وبات فؤادي مستخقًا كأنه خوافي عقاب بالجناح خفوق 
ومن هذا القبيل قول عنترة: 


٣ 7 ع‎ 


كأن فؤادي يوم قمت مودكًا ‏ عبيلة مني هاربٌ يتفجج 


(59) الفرع: الشعر. 


11١ 


الإلياذة 


(50) يظهر من وصف هوميروس لحلي شعر النساء أنهنَّ كنَّ يجدلن شعرهن 
ويضفرن الوفرة التي في مقدمة الرأس» وحول الصدغينء ويلقينها مضفورة على قمة 
الرأس» ويجمعن إليها الذوائب» ويسبلن على كل ذلك شبكة تجمعه» ثم يضعن البرقعء 
أو القناع على الوجه» وفي ذلك من حسن الذوق ما لا يفوقه تفنن بنات عصرنا. 

(51) من رثاء عاتكة بنت عمرى بن نفيل لزوجها عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق: 


فآليت لا تذة تنفك نفسي حزينة 


فتى طول عمري ما أرى مثله فتى 
إذا شرعت فيه الأسنة خاضها 


عليك ولا ينفك جلدي أغبرا 
أكرّ وأحمى في الهياج وأصبرا 
إلى القرن حتى يترك الرمح أحمرا 


(9؟5) تتلهف أنذروماخ على ما سينال ابنها اليتيم من الذل في الولائم» وذلك مصداق 
قول العرب «أضيع من الأيتام في موائد اللكام» - الظاهر من مواضع كثيرة في الإلياذة 
أن مآدب القوم كانت كثيرة الأشكال مختلفة الأحوال» يعنون بها ويفخرون» ولكنه 
لم يفصل أنواعها كما جاء أكثرها مفصلًا في كتب العرب» وقد جمعها صاحب مجمع 
البحرين بقوله: 


للنفساء الخرس والعقيقة 
ذلك الأعذان للتضتان 
للخطبة الملاك والوليمه 
وللبناء جعلوا الوكيرة 
وقيل تحفة لزائر يرد 
كذا نقيعة القدوم من سفر 
وحيثما لم يك من ذاك سبب 
وإن تعم دعوة فالجفلى 


للطفل عند عارف الحقيقة 
وذو الحذاق حافظ القرآن 
للعرس والميت له الوضيمه 
وهلال رجب العقيره 
وشندحٌ لما يضل إذ وَجد 
ثم القرى للضيف عندما حضر 
فإنها مأدبة عند العرب 
تدعى وإن خصت فتلك النقرى 


(05) الغضف: الكلاب» ومعنى استياناس ملك المدينة» وهو الاسم الذي يسمي به 
الطرواد ابن هكطورء أما الاسم الذي كان يعرفه به أبواه فهو اسكمندريوس. (راجع ن 
(. 

)٥٤(‏ لا أحاول وصف بدائع المعاني بل معجزاتها في منائح أبي هكطور وأمه 
وامرأته. فقد تستحيل علي توفيتها حقهاء وإني مجتزئ باستلفات نظر المطالع إلى 


۹1۲ 


النشيد الثاني والعشرون 


تصرف الشاعرء الذي لا يفوته جزئي ولا يغفل عن كلي فيضع كل شيء موضعه» كأن 
الشعر بين يديه طينة يجيل منها ما شاء لما شاء. 

أبرز لنا بادئ بدء فريام الشيخ يستطلع طلع الأخبار شأن الملك الساهر على رعيتهء 
فكان أول شاهد لمقتل ابنه فأخذه الجزع واليأسء وما بعد ذلك إلا أن يتمرغ على الأرض 
ويلتطم وينوح» ويهم بالإلقاء بنفسه إلى خارج الأسوار بغير هدى فرارًا إلى قاتل ابنهء 
يستوهبه إياه مينًا ليحتفل بمأتمه قيامًا بواجب الملك القاضي بإجلال ذكر الأبطالء 
وواجب الأبوة القاضي بإعلاء ذكر البنين» ثم بدت لنا إيقاب تندب ابنها ندب الأمهات 
اللائي علمن بعجز رجالهن ورمين بكل أبصارهن إلى أبنائهن البارين بهن المشفقين 
ل وإذ انتهى من ذلك مثل لنا أنذروماخ فكان بمرآها ومبكاها صورة ناطقة للمرأة 
الأيتم وبين يديها طفل يتيم؛ لا يعي شيئًا من ذلك المصاب الأليم» وإنما ستكون حياته 
كلها ألا ومصابًاء فكان حزنها فوق حزن الأمهات والآباءء وبلاؤها فوق كل بلاء ولم 
يوقفها مع من وقف على السور؛ إذ أراد أن يبين أنها أشغل بزوجها منه بسواه حيًا 
وميتاء فهي تنسج له (أو لابنه) ثوبًا من البرفيرء وبين يديها الجواري يعدون له الماء 
ليغتسل من غبار المعارك» وله بذلك مأرب آخر وهو أن يوطئ تلك التوطئة ليبلغها الخبر 
فجأة. فيكون له في نفسها ذلك الوقع ليرسم الحزن بأشقى حالاته» وما هي أن بصرت 
بزوجها صريعًا حتى شهقت «وأهوت فوق وجه الأرض لا حسًا ولا بصرا»» وما انفتح 
جفناها حتى أخذت تنوح تلك المناحة التى تتفتت لها الأكبادء ويتفطر الجماد بعبارة 
ترى على سذاحتها مكاج ولي لقم ني" 


۹1۲۳ 


النشيد الثالث والعشرون 


4 
۰ 


مأتم فطرقل 


و مله 
. 


شرع آخيل في التأهب لمأتم حبيبه فطرقلء فأمر بإعداد الطعام» فسأله أصحابه أن 
يغتسل من الدماء التي تخضب بها فأبى إلا أن يبقى على حاله إلى أن يدفنه» وبعد 
اللتيا والتي تناول شيئًا من الطعام في مضربهء ولكنه لم يغتسل وأرفض الجمع كل إلى 
مرقده» فظهر فطرقل في الرؤيا لآخيل وطلب إليه أن يعجل بدفنه» فمدّ آخيل يده ليقبله 
فاستيقظ وإذا به حلم ولما بزغ الفجر أسرع الجند إلى جبل إيذة للاحتطاب فجمعوا 
الوقود وألقوا عليه الجثةء فقص آخيل شعره ليحرق مع القتيل» وذبح خيلا واثني عشر 
فتى من الطرواد ليحرقوا فوق جاحمه» وأما هكطور فحفظته الزهرة وأفلون من الفسادء 
وأضرموا النار فلم تضطرم إلا قلياء فتضرّع آخيل إلى الرياح فبادرت وأضرمت اللهيب» 
ولما احترقت الجثة جمعت العظام ودفنت» ثم تهيأوا للألعاب المعتادة وأعد آخيل الجوائز 
فتسابقوا بالعجالء ثم برزوا للكام والصراع والسباق عدوًاء والبراز بالسلاح والتخاطر 
بقذف الكرة والمناضلة وزج الرماح» وهكذا انتهت الحفلة. 


الإلياذة 


ينهم الب اة أو هنذا اي رف اة أنعالية. يلين برقل الكميل» :اليم اااي 
على شاطئ البحر. 








النشيد الثالث والعشرون ١‏ 


E ET‏ ا 
رعا 
بل قريوهن بذا المجال 
فإن روينا غلة ال 


«مرميد يا فرسان يا 


وفيلق الإغريق بارتداد 
كل إلى أسطوله يبتدر 
فصاح وهو بينهم يطوق: 
لا تفصلوا الخيل عن العجال" 
نبكي ي غرة الل 
کات واا بلا بلبال 


تة نعدها في e‏ 


فهطلت دموعهم جميعا 
وحول فطرقل ثلاتًا داروا 
حتى جرى ما سم من تلك العبر 
أمامهم آخيل بالنحيب 
عليه ألقى يكبر المقاله 
«أقريك يا فطرقلًا السلاما 
ذه :]انوالتهيا بن اما 
با كتيب نظو د E‏ 
للكلب يفري اللحم والعظاما 
أذبح من طروادة انتقاما 


4111 


وخف آخيل بهم سريعا 
بخيلهم ودمعهم مدرار 
فولولوا وأكثروا العويلا 
غيثا على السلاح والسهل انهمر 
يشهق قرب خله الحبيب 
بينهم أكفه القتاله: 
وإن تهم في سقر هياما 
أبِرٌ بالوعد هنا تماما 
وسوف ألقيه هنا طعاما 
والنار إن تذكو لك اضطراما 


من حولها اثنى عشرًا كراما»* 








النشيد الثالث وا لعشرون 


وزاد وهو لامب سعيرا 
من ثم حلوا صاهلات الجرد 
وحول فلك ابن أياك التأموا 
فمن خرافٍ وثيار غر 
ومن عنوز ثاغيات ترتجف 
ومن رتوت صلدة الأنياب 
وذهبوا به وما كادوا لما 
وإذ أتوا خيم أغاممنونا 
إن يرفعوا لمحن فوق النار 
اميل نا ”ابد عه هن الدع 
«بحق زفس السائد المخلد 
ما لم أشد ضريح خلي الأوحد 
حيث له أقص شعري العسجدي 
أَسَى كهذا اللاعج المتقد 
إلى اقتسام الزاد في ذا المشهد 
على ابن أتراس المليك الأمجد 
في طلب الوقود ثم نبتدي 
من فوره إلى الظلام الأبدي 
لبوا وكل هب يبغي الزادا 
حتى إذا ظماه ولَّى والسَّغب 
وفي فجاج قرب جرف البحر 
آخيل والعى يه قد برحا 
أنهكه العدو ورا هكطورا 
فروح فطرقل بطيف الحلم 


۹1۷ 


على هوان المجتبى هكطورا 
حيال نعش الميت في وجه الثرى 
ونزعوا زاهي السلاح الصلد 
وذلك الزاد الشهي اقتسموا 
هالعة تحقق عند النحر 
أمامها الجزار بالنصل يقف 
تسيل شحمًا باللظى اللهاب' 
وأقبل الصيد إلى ابن فيلا 
صاحوا على الفيوج أجمعينا 
ويوسعوا اجام بالآوار" 
لكن أبي يغلظ بر القسم:” 
أقسم لا قطرة مسّت جسدي 
من بعد أن أحرقه في كمدي 
مهما أعش فلن تلظى كبدية 
فأرضخ الآن على توقدي 
لكن إذا طرّ الصباح من غد 
أن ينفذ القوم EE‏ 
بعاصم حق الحيت: يتجدي 
حتى إذا تة ذاك السيد 
للحرب عدنا بزهى العدد» 
لھ 
لخيمه في طلب الدوة ذهب 
ي الموج فوق التَّغر 
ما بين جيش المرمدون انطرحا 
فنام في ظل الكرى قريرا 
قات على هافتة كالجسم 


لدى دوى 


الإلياذة 


بقده والحلل المسدوله 
قالت: «آخيل له طاب الكرى 

أمملني مينًا فهلا ذكرا 
بادر إلى دفني حتى أعبرا 
صدّتنى الا هه أن أصدرا 
تحت اننا بلجات الثرى 
فانهض وأعدد لى صلى تسعرا 
م مان فيا 
في عزلة فيها تحاشينا السرى 
فغالنى وفيه قدمًا سطرا 
أجب إذا ملتمسي مهما جرى 
من يوم مينتيوس بي غرًا سرى 
ف ع ةرفط راهني وا 
وقد لعبنا بالكعاب عسكرا) 
ومثلما قبلا أيوك استيشرا 
فى حجره كما نشات الأصغرا 
مم34 تس افيه الي 


وو وا 
عي SN‏ النظرا 
وداده لي وأنا حي أرى 
أنوات آذنيس قلا أحقكرا 
ما بينهنّ فأخوض الأنهرا 
وجئتك الآن ودمعي انهمرا 
فبعة دان ارک سنا 
حيين فيه نعقد المؤتمرا 
منذ نشأت كان هذا القدرا 
حتفك فى أكناف سور حصرا"١‏ 
لصرح فيلا من أفنط مديرا 
لما قتلت (وصلي الجهل عرا 
فرعًا لأمفيدامس مستكبرا"" 
بي فنشأت ناعمًا موقرا 
دع هكذا رفاتنا أن تقبرا 
ولتلق في حق لبك انرا 


من لدن ثيتيس نضارًا پھر 


فقال آخيل: «علام يا منى نفسي أتيتني 


فكلّما رمت سيجرى علنا 


فادنٌ و فلا > عج العنا 


نوري ونروي بالعناق الشجنا» 


EOE KES 
فروحه مثل الدخان طارت‎ 
فقام آخيل وكفيه صفق‎ 
«نعم نعم رياه حتى لسقر‎ 
لكنما الحياة فى ذاك المقر‎ 
ام م مدى الب ين‎ 


۹1۸ 


لكّه فطرقل لم يلاق 
صافرة وفي الثّرى توارت 
بدهشة ثم لسانه انطلق: 
يسري مثالنا وأراح البشر 
ليس لها بعد الممات من أثر 
بروحه لي بشقاء وكدر 
دكا اموي وا اكه 


النشيد الثالث وا لعشرون 


وما انتهى حتى جهير الندب 
ولبث الدمع سخينًا يجري 
هنا أغاممنون هب حالا 
فبادروا قورًا إلى الذهاب 
ساقوا يجدُّون إلى الجبال 
أمامهم تلك البغال مسرعة 
ضارية في وعر تلك الهضب 
حتى علت إيذة في الصعيد 
بشامخ الملول فالفروع 
وقطعوه قطعًا وشدوا 
واشتاقت البغال للسهول 
وراءها كل فتى جذعًا حمل 
والثغر فيه كدّسوا الوقودا 
حيث آخيل رام أن يعينا 
وصاح بالمرميد أن يجِدُوا 
وأن يشك الكل في السلاح 
فسارت العجال فى الميدان 
خلفهم المشاة الات 
ساروا به تستره النواصي 
ومن ورائهم آخيل رفعا 
وأنزلوه المنزل المعهودا 
وعنهم آخيل منحارًا عدا 
وقص فرعًا زاهيًا جميلا 
وصاح محدقًا بلج اليم 
«يا نهر إسفرخيس الكبير 
نذرًا لك انتوي اش شعوري 
ومن ضحايا الغنم الذكور 


141 


من حوله عمَّ جميع الصحب 
حتى بدا ورد بنان الفجر 
وأنفذ الرجال والبغالا 
بأمر مريون للاحتطاب 
بقاطع الأفؤس والحبال 
وعقبات مشعب فمشعب 
فأعملوا 1 الحديد 
خرت تشق تحتها الجذوع 
أحمالهم من فورهم وارتدوا 
فانحدرت في الوعر بالقفول 
أمر لمريون له الكل امتثل 
وانتظموا من حوله قعودا 
مدفن فطرقل وفيه يدفنا 
وللعجال خيلهم يشدوا 
كأنهم فى حومة الكفاح 
بساسة وسادةٍ فرسان 
وصحب ذاك الميت باكئاب 
قصت له دلالة الإخلاص"١٠١‏ 
هامة فطرقل يلب خلعا 
ويادروا فهيّأوا الوقودا 
للنهر ار ا 
مضطرمًا يصلي أوار الغم: 
وا خيبة القريان والنذور 
ومئة من نخبة الأبقور"١‏ 


تمسين عند ميكل التخور 


الإلياذة 


في مرجك المقدّس المبرور 

بكل ذا آلى لدى مسيري 

فما استجبت سؤل مستجير ولم تكن من الرّدى مجيري 

ولن أدوس باب تلك الدرر لذا على فطرقل والسعير 
أطرح فرع وفرتي الموفور» 


في القرب من منبعك المأثور 
لوطني بالبشر والسرور 


وبين كفي خله ألقاه 
وأوشكوا حتى غروب الشمس 
لكن آخيل لأتريذ دنا 
«أتريذ قد حق لك الخضوع 
ومن هنا تنصرف الجموع 


فإن موا قن يع 


وجيشه طرًا علا بكاه 
أن يندبوا بكربة وبؤس 
وصاح ما بين الجموع علنا: 
فمر إذن تكفكف الدموع 
يهيئوا الزاد فلا يجوعوا 
وصيدنا الأصول والفروع" 


نحرق ميمًا وده الجميع» 


حتى له شادوا على السهل هرم 
ورفعوا لقمة الإباله 
وسلخوا الثيار والخرافانا 
وخف آخيل لقطع الشحم 
وحوله ألقى بلا إيطاء 
وزاد وهو لاهب الفؤاد 
وفى كلابه التى فى نعمته 
من تسعة من فوره اثنين ذيح 
وهام الاثنى عشر بالسيف قطع 
وأرّث النيران حتى تلتهم 
«أقريك يا فطرقلًا السَّلاما 
فها أنا والجيش حولي قاما 


۲۰ 


إلى سفينها وعنهم أعرضت 
تركم للميت وقود الحطب 
قياسه عشرٌ وتسعون قدم 
فطرقلهم بأدمع منهاله"' 
ليحرقوها معه قريانا 
يسبله من فوق ذاك الجسم 
لخو ها وسار الأفناء 
والزيت فوق نعش ذياك البطل 
أربعةٌ من ضَمّر الجياد 
وللوقود جثتيهما طرح 
من بهم إليون وبئس ما صنع'" 
وصاح والدمع سخينًا ينسجم: 
وإن تهم في سقر هياما 
ابر بالوعد هنا تماما 


النشيد الثالث وا لعشرون 


وها هنا تلتهم التهاما نيرانك اثني 


لكنّ هكطور فلا ضراما 


عشرًا كراما 
يذكى له بل يغتدي طعاما 


للكلب يفري اللحم والعظاماء'” 


لكنما الكلاب لم تدن إلى 
فإنما الزهرة بالمرصاد 
وأفرغت قدسي غطر الورد 
وفيبش من قبة السماء 
حتى يظل ترف المجس 
والنار في الوقود لم تذك ولا 
فلوسيلة آخيل عمدا 
واستنجد الديور والشمالا 
وتلهم الأجساد ثم نذرا 
يريق فوق الأرض صرف الخمر 
وصوته إيريس لما سمعت 
إذا بهم في مجلس السرور 
فنهضوا طرًا لها إجلالا 
فوقفت في عتبات الصخر 
«ما لي إلى الجلوس من سبيل 
لشعب إثيوبية النبيل 
ب مثئة ضكّى من العجول 
وللشمال من لدى آخيل 
لتعصفا بالقبس المشعول 
حيث بنو الإفريق بالعويل 


جثة هكطور بهاتيك الفلا 
تدفع كل صادر وغاد 
نه تل سعط كله تجرد 
جلله ي هة كرا 


ا من نل فطرقل علا 


وانحاز عن جمهوره مبتعدا 
تفت الإفانة: اكاك 
غاا لوقا ورا 
بكأس عسجد تمام البر 
لمنتدى الرياح حال أسرعت 
على وليمة لدى الدّبور” 
AE E N‏ 
تأبى وقالت بجميل العذر: 
فهى على المحيط بالتبجيل 
لقا قل نذخنة من قفولي 
وللدبور جئت كالرّسول 
ENE REET‏ 


ثم توارت ٠.‏ .امه 7 
وزمزما في لجة العباب 
لل ل فا سوق 


۹۲۱ 


2 


ويددا الغيوم حيث عصفا 
فهاج وجه اليم باضطراب 
فا و اران 
وليله آخيل سهرانًا وقف 


الإلياذة 


خمرًا بكوب عسجدٍ مزدوج 
وهو يناجي روح فطرقل ومن 
فهي على أعظمه تثور 
كوالدٍ يحرق أعظم ابنه 
على فراش العرس قد مات الفتى 
وإذ بدت بالنور في أوج العلى 
وخلفها امتدَّ سناء الفجر 
أخمدت النيران والنوآن 
ببحر إثراقة مرًا فاختلج 
فارتاح آخيل إلى الهجوع 
أنهكه العي فبالنوم استكن 
حتى استفاق لعجيج الجند 
فهب ثم قام ثم ارتجلا: 
خمركم السوداء صبوا عجلا 
ثم اجمعوا أعظم فطرقل الأولى 
(والناس والخيل خليطًا جعلا 
نودعها حقا من التبر غلا 
تبقى بذاك الحق حتى أنزلا 
ولا تشيدوا القبر قبرًا أمثلا 
ومن يعش بعدي من هذا الملا 
لبوه طرًا وأراقوا الخمرا 
فجرفت تلا من الرماد 
أعظمه البيضاء يجمعونا 
حقا من التير غلا 
ألقوه في الخيام تحت أزر 
ورسموا في موضع اللهيب 
ووضعوا الأساس ثم رفعوا 


iS 


im 


فأودعت 


15 


يسقي الثرى من حب تبر بهج*" 
حول ضرام النار بالبث يئن 
وهو لديها لافيًا يدور 
وقلب والديه حزنًا فتتا 
كوكبة الصبح تبشر الملا 
لكلة ا وال 
كهفهما أمًا يدمدمان 
ملتطمًا في يمه الموج وعج” 
نكن فرك عن لغط الجموع 
لم يكب يذوق لات انىن 
من مول ترت ازعم :اتلد 
اوها ضيه الستراة ا 
تخمد وقودًا باللهيب اشتعلا 
کر إذ فى الوسط كان اعد 
في العاف فة لهب النار علا) 
والشحم ستران عليها أسبلا 
للظلمات يوم ألقى الأجلا 
بل فاعتوا به اعتناءً مجملا 
يشد ضريهًا شائقًا مكملا»"” 
كيف تك كان الوقون هذا 
وابتدروا بغلّة الفؤاد 
وكرت اجون ودروا 
والشحم سترين عليه أسبلا 
من اللتونية الاق القن 
داقرة :الخ ري وا يب 
تلا من التراب ثم رجعوا 


النشيد الثالث وا لعشرون 


الألعاب 


فاستوقف الجمع آخيل وعمد 
واستحضر الجوائز السنية 


والخيل والبغال والعجولا 


لرسم مجلس به الكل قعد"" 


a 


ل 


السباق 


فللمجلي غادة حسناء 
ومعها دسيعة ذات عرى 
وللمصلّي رة ما ذللت 
ووی مرجلٌ قشيب 
أروعفة سملة اا کیال 
وصلة المرتاح كوب مزدوج 
وصاح يغري طالبي الرهان: 
هذي ترون تحف الفرسان 
أخررت خشها ختطين «الدوهتان 
ولا لها كف بذا المكان 
فوسيذ فيلا فبها حباني 
حتى بها هذا العنا اساي 
داك اذى فة كان الان 
أعسرافتينا اكت اا ان 
فهي هنا بدمعها الهِنّان 
فوق الثرى نواصي التيجان 
فمن يثق منكم بهذ الآن 


17 


كتفتاحوت نوش يهنا النتستاء 
قياسها اثنان وعشرون جرى 
فى عامها السادس يغلا حملت 
ا تحته بعد علا الله 
E EASE EET‏ 
من ذهب في النار قط لم يلج ” 

ا نا اعون ال ا 

فلو تخاطرنا لميتٍ ثاني 
فما جيادي من نتاج فاني 
دوا سس ب EEE‏ 

لذاك لا حاجة للبرهان 
قد ند آه قابض العنان 
تمل اتاد واوا 
بالزيت يطليها بجهد العاني 
قد أسبلت بفائض الأحزان 
4ا ا ی ین 


الإلياذة 


وما انتهى حتى انبرى السوّاق 
راض جرد الخيل هب الأولا 
يخجل رود الک کان اعنكتم 
لما أفلون وقى الطروادي 
ثم ابن أتراس منيلا الأشقر 
فوتوقس اخضاتة اللتعين 
EEE‏ مين E ESE‏ 
كان اين اتج إيعسفول: يميا 
خرن تحت مدن ا وة 
وفي ربى سكيونة قريرا 
وأنطلوخ رابعًا هب إلى 
خيل عتاق جمة الأعراف 


إزاءه والده ا دج اليل 
يرشده ويحسن التعليما 


«بنيّ قد ودّك زفس وارتضى 
لساك اجى ا فل 
نبغت في استقبال نصب يبتغى 
أخشى بها ينالك اليوم البلا 
لكنك السّابق في سبل الهدى 
ولا تقف بني عن نيل الجزا 
بالحذق والصنعة ليس بالقوى 
بفلكه في البحر في وجه الهوى 
فمن يثق بخيله ضلّ وما 
وراح في البراح يجري وغدا 
اها خاد کے لد علي 
فالنصب نصب عينه دومًا یری 
لا«يغفل العتان كيقها انفد 


15 


إفميل أذميت الفتى السباق 
شم ذيوميذ أخو الباس تلا 
في الحرب من أنياس بالنصل الأصم 
ينثيه عن مواقف الجلاد" 
بفرسي رهانه يبتدر 
وإيثيا حجر أغاممنون 
تشتاق خوض شاسع المجال 
بها أغاممنون لمّاانتديا 
قبلا ليعفي من عنا الجهاد 
يطل نفا هنئ وفيزا" 
جياده القب وشدَّ واعتلى” 
من فيلس كريمة الأوضاف 
تور قا وة هنل 
وإن يكن بنفسه حكيما:" 
قوس .وثققيا مخ الصيا 
حاجة أن أزيدك العلم أنا 
لكنما خيلك يعروها البطا" 
وسائر الجياد أعدى فى المدى 
أده | م سد مناه EET‏ 
قن كما لتحا يقال الو 
كذلك الربان بالحذق سرى 
والفارس الفارس بالحذق رمى 
تراه للسبيل في الجري اهتدى 
لا يستطيع كبحها ولو بغى 
خيلٍ تراءت دون سيّاق السرى 
و ي النوزا 
يديره بثبت كف وكذا 


0 


Rm 


النشيد الثالث وا لعشرون 


يرقب من أمامه قسرًا غدا 
فالنصب هاك ليس في طي الخفا 
جذعٌ ولم يعبث به دهرٌ خلا 
يعضده صخران أبيضا الصفا 
وحوله المضمار بالعدل استوى 
أو علمًا كان قديما متلما 
إلى 
والفرس اليمين سق فإن جرى 
وباليسار مل إلى النصب هنا 
وحاذر الصدمة بالصخر إذا 
أو يسحق النير فيشمت العدى 
بتي كن كيخا فإن تلت العدى 
لمعاف اران حت الو كيدا 
جواد أدرست ومن نسل العلى 


فإن تدنيت فسط وانحز 


وها أنا أريك حدَّ المنتهى 
ياتا عن الحضيض فانظره نتا 
حل سامخ اين أو أرق اا 
حيث طريق السهل ضاق والتوى 
قد رامه آخيل ذا اليوم لنا 
يسراك في الكرسي وصح صونًا دوى 
أطلق عنانه بذاك الفضا 
حتى تخال القطب والنصب سوى'" 
دنوت كيلا يعتري الخيل الأذى 
وأنت بين القوم يغشاك الحيا 
وجزته ولم يضعضعك العيا 
وراك أريون الجواد المجتبى 
أو خيل لومذون التي حوى 


بهذه الأصقاع تنهب الثرى» 


وهب خامسًا إلى السباق 
ثم اعتلوا وطرحوا الأزلاما 
فسهم أنطيلوخ أوَلا ظهر 
وبعده مريون والأخير 
فاتتظهوا ضفا 'واحفل امقوضن 
وأنفذ المحنك النبيلا 
ليرقب الفرسان في المضمار 
أعرافها تطير فى الهواء 


10 


عاد إلنتى مجلسه وقعدا 
يجيلها آخيل استقساما 
تسم الس اد ED‏ 
فينكس روّاض خيول فيلا 
وينثني بصادق الأخبار 
كالغيم أو عجاجة الإعصار 
E E EEE EERE‏ 


الإلياذة 


حينا ترى بالأرض رامحات 
وراءها الفرسان قوق السدد 
صاحوا فراحت بهم تغير 
وعندما انتهت وعادت تجري 
هناك ثارت همة الفتيان 
فبرزت خيل ابن فيريس ولم 
بجرد طزواد. فزفت عقبه 
تنفخ في عاتق إفميل النفس 
طارت NY‏ على هامته 
حتى بها أوشك أن يجتازا 
فخيله ونت وتلك انطلقت 
ولم تفت فالاس تلك الحيلة 
أعادت السوط له وجددت 


افتتزت حباتقة وسحخقيت 


ع 
فسقط المضمد والخيل جرت 
ونفس إفميل على التراب 
يسيل من فيه ومنخريه 
وانفضخت جبهته حين وقع 
ومن أمامه ذيوميذ اندفق 
تفرغ آثينا القوى بالجرد 
نادو مسي ار را 
تطخ رشلا مفرعنان اها 
سبق ذيوميذ نعم لن أزعما 
الا مجان EEK ETE‏ 
فسان ركام أفلة لفح قينا 
شأنكما السبق فلم أبطأتما 


151 


وتارةً فى الجو سابحات 
تميق لقا E‏ 
فأطلقوا أَزِمّة العنان 
تكله فتإكرمنا :يومية سجن" 
كأنها راقية للمركبه 
حرًا كأنه بظهره قبس 
ألقت تباريه على غارته 
تحونك أو معخطية ت 
والسوط من يديه حال أسقطا""” 
وملء عينيه الدموع اندفعت 
فابتدرت تدرأ شر الغيله 
عزمًا به جياده تشدّدت”"؛ 
مضمد إفميل وعنه انطلقت 
جامحة وفي البراح نفرت 
أفوى من الكرسي للدولاب 
نجيعه كذاك من يديه 
وفاضت العبرة والصوت انقطع 
وسائر الخيل مبررًا سبق 
حتى تنيله أعالي المجد 
EDETE‏ 
عدوا لمثل الحين ذا أعطيتما 
ففرساه اليوم طارت يهما 
وراء أتريذ استفرًا الهمما 
وإيثيا حجر جرت دونكما”؛ 


النشيد الثالث وا لعشرون 


عن سابقات الخيل إن قصّرتما 
لظا شه اوهو لس وفيا 
إجه إذن #تالتيدسفا وه ةا 
تدا" و الدرحسن 
فأنطلوخ أبصر المضيقا 
وارد سارف لحان 
بنفسه من ثم أتريذ انحدر 
فأنطلوخ من على الكرسي انحرف 
كتياه ارين ا و 
جياذك اكبع للطريق الوس 


وغير أطراف الجزا لم تغنما 
بل بيظبى أنصله أهلكتما 
تبلغ فاك المضيق المظلما 
لا أضكله اليكل الأقوقة © 
واندفعا حينًا ببطن البر 
حيث السيول هدت الطريقا 
بهوّة تنذر بالأخطار 
منفردًا يخشى لقا الخيل الأخر 
وغادر المنهج يبغيه وخف 
«أأتطلوخ لم أرك لا تعي 
فسوف بذاك المهيع؛ 


فارتدعت خيل منيلا القهقري 
خشية أن تصطدم العجال 
وهكذا في طلب الفخار 
وصاح أتريذ بغل الكدر: 
ماقط حاكاك شقيّ مفتري 


قد قذفا 


بخيله 2 ما سمعا 
بها فتى ياس عَلَيها اأتلفا 
ولم يسق خشية خطب اكبرا 
فتسقط العجال اميسال 
تعفر الأوجه بالغبار 
«أأنطلوخ بين كل البشر 
ندّ عن الإغريق صدق المخبر 
فلن تفوزن مه بالظفر 


تنهب قلب السهل والعجاج 
وكان ٠.‏ للية اع اذ أ ة 


۹۲۷ 


EW TEESE E 
سنا "سوك يتجهدان عاد‎ 
وأنطلوخ أدركا تكررا‎ 
قوقع نلك لهنم ال‎ 
للجو من وقع الخطى وماج‎ 
قيل إكريت ومنه أشرفا‎ 


الإلياذة 


فأبصر الخيل وهم لم يبصروا 
فعرف الفارس عن بعد الأمد 
فى وجهه الغرّة لاحت كالقمر 
«يا صحب يا عصابة الأقيال 
أرى: جفانا قوزت: حمفالى 
فالسّابقات أصبحت ا 
رامككينا ا ككل 
سالرت على اول 
لا نشك عند النعود والإقبال 
أو جمحت فيه ولم تبال 
و ع اران 
فلم أكن ظتي بالمغالي 
قيل الإتول الشائع الأفضال 


وسمع الصوت الذي يزدجر 
والأشقر السابق في تلك الجدد 
فقام ثم صاح يصدق الخبر: 
اتك دا الذي يبعا لبي 
وفارسًا غير الذي في البال 
لا شك ألفت قررًا ذا بال 
جازته والآن بلا انفصال 
كأننى أسعى إلى المحال 
طار الحتحات من يد الخيال 
وقضّت النير وبالإجفال 
قوموا اجتلوا حقائق الأحوال 
وخ لني انض ی الأوالني 
روّاض متن الجرد ذا الأهوال 


ذيومذ القرم أخا المعالي» 


هناابن ويلوس له تصدَّى 
«أإيذمين لم تكن بالمنصف 
فتلك تلك الخيل شم المعطف 
ما كنت بالغض الشباب الترف 
والهذر عودت بقول المرجف 
حتى تشدّقت بهذا الصلف 
بل لم تزل في الصّدر لم تنحرف 
فقال إيذومين يصلى حنقا: 
ومتتط شا يكين وة كا 
فقم وخاطرني فأيٌّ صدقا 
حتى إذا أتريذ عدلا نطقا 

آي جوا في 
کو کان 


وصاح فيه حانقًا محتدًا: 
هرفت ألفيك بمالم تعرف 
تنتهب السهل وما الأمر خفي 
بل شاب أنظارك عيب الضعف 
أفقت أهل الحكم في ذا الموقف 
فخيل إفميل نعم لم تختف 
يدير صرعها بلا تكلف» 
(أتاش سقس فة وخ ةا 
وفى سوى ذاك عجزت مطلقا 
و قدرا أو إناءَ نمقا 
هناك تدري خاسرًا ومنفقا 


الرهان سيقا» 


يثور للجواب باحتدام 


النشيد الثالث وا لعشرون 


وكادت الفتنة تذكو ضرما 
فقال: «إيذومين آياس كفى 
سواكما لو حل هذا الموقفا 
أقبلت الخيل انظراها تعرفا 
ثم ذيوميذ هناك لاحا 
تسبح في الهواء والسوط على 
وزاءهتا مرك تة :للغار 
طارت فأضحى أثر الدولاب 
حتى إذا بينهم حل انتصب 
ومن صدورها إلى الأرض اندفق 
والسوط للمضمد ألقى وابتدر 
فالبكر والدّسيعة المكتسيه 
إذا بأنطلوخ للقوم بدا 
لكنه ما ند عنه وسيق 
(إذا لدى مركبة القيل اندفع 
قد كان مرمى كرة عنه ابتعد 
ولو مجالهم يسيرًا طالا 
ثم على مرمى مثقفٍ أتى 
فليس ذا سلاهمب كرام 
وآخر الحلبة مقطوع الصله 
وخيله يسوق في مجنته 
وصاح ناهضًا: «أرى الجديرا 
فلا نضع إقدامه المبرورا 


لكنَّ آخيل تصدَّى لهما 
لا كان من مثلكما هذا الجفا 
تفتياة: فاع بن تيا 
سابقها من الذي تخلفا2؛ 
منتهيًا بخيله البطاحا 
أكتافها والنقع للجو علا 
تسطع بالنحاس والنضار 
يوشك أن يخفى على التراب 
ثم عن الكرسي للأرض وثب 
كذاك من أعرافها رشح العرق 
من فوره إستينل إلى الخطر 


ألقى لصحبه وحل المركبه؛ 


إلا كما الجواد بالنير التصق 


وذيله حول المحالات ارتفع)"؛ 
مضى بإيثها يجري وجد 
حوذي إيذومين مريون الفتى 
BE TEE OE GY‏ 
بالسبق أضحى ها هنا الأخيرا 
ال ا ن التق را 


فلنجعل الثانى ذا الأميرا أ 


وصاح: «يا آخيل إنى أنقم 


لولم يعارض اللو حا 


إفميل فيه الخيل وهو الأيهم 


الإلياذة 


رام لما كان أخيرًا يقدم 
قفي خيامك المنال الأقوم 
ا ا 
كل السرى أنك أنت المنعم 
فهش آخيل له منتصبا 
وقال: «مذ قد رمت أن أنيلا 
فالآن يعطى الجوشن | الثقيلا 


إذ كان 


فلو سراة الخلد عونًا منهم 
فإن به تعنى وأنت الأكرم 
أما له إن شكت فيها مغنم 
PEE EEE‏ اك 
لفكي في مى لا اشم 
ما بيننا الصم بها نستعصم» 
RE EERE‏ 
جوشن عسطروفٍ الصقيلا“ 


وهو جزاء خلته جلیلا» 


شم إلى أفطومذ أشارا 
وأحضر الدرع وإفميل حبا 
لكن منيلا قام واري اللهب 
من كف فيج صولجانا قبضا 
وصاح: «أنطلوخ يا ذا العقلٍ 
وسمت شاني الخذل شر الخذل 
جزت سراحيبي الكرام الأصل 
هوا افصلوا 3 بيننا بالعدل 
«غدرًا منيلا قد غدا يستعلي 
الان با شوق اول 
ولا إخالني رهين العذل 
قم أنطلوخ وفق عرف الأهل 
والسوط ذا السوط الذي من قبل 
يدا على الخيل أمام الكل 


فهبٌ من ساعته وسارا 
بها ففاض جذلا وطريا 
على ابن نسطور ويادي الغضب 
يأمر بالصمت السرى مذ نهضاا* 
لم اجترحت اليوم شرّ الفعل 
أحرجت خيلي وبخيلٍ خطل 
فيا سراة القوم آل الفضل 
كي لا يقال بعد هذا الفصل: 
وأحرز الحجر بفضل النيل 
وهاكم حكمي بذا المحل”* 


إذ إننى بالحق حكمى أملى 


وقف هنا قرب الجياد مثلى 
سقت به اقبض بيدٍ وخل 
واخلف بهدَام الورى الأجل 


أنك لم تغدر ولم تحتل لي» 


۰ 


النشيد الثالث وا لعشرون 


فقال: ضرا ينا ,ملا ,ضرا 
فنزق الشباب تدري خيرا 
جهل الصبا هذا وأنت أدرى 
أنت إذن بالعفو كنت الأحرى 
وإن تشأ زدت صلاتٍ أخرى 
من أن تسومني قلَى وهجرا 
وقادها بيده يلقيها 
ومثلما السنبل (والطلٌ فرش 
EE‏ نك امسر 
وقال: «أنطلوخ عفت الغضبا 
قد كنت دوما ذا حجّى مهذبا 
لا تخدعن بعد قيلا أتجبا 
غلّي وقد شاهدت فيما ذهبا 
أنت وترسيميذ ذاك المجتبى 
عذرك قد قيلته مستصويا 
ليشهد الإغريق في هذي الربى 
ثم إلى رفيقه نومونا 
لذاك بالمرجل أتريذ ذهب 
إذ كان تاليا أتى على أمد 
لذاك بالكوب آخيل راحا 
«خذ أيها الشيخ فهذا الذخر لك 
ولن تراه بعد في هذي الدرك 
عجر فلن تكون ممن اشترك 


جاوزتنى ع وفقت قدرا 
يدفع فورًا ويضل الفكرا 
فالطيش فيه علة لا تبرا 
فذاك خيرٌ لى ياابن أترا 
وعند آل الخلد أجني وزرا»"* 
إليه فاعتز بها بديها 
حبابه في مائد الزرع) انتعش؛* 
وغلة الغم على القور اطّرح 
والآن لي الإذعان والغيظ خبا 
لكنما بالعقل قد عاث الصبا 
كم نَصبًا عانيتم وتتصبا 
والشيخ نسطور وكنت السَّببا”* 
والحجر لى خذها حلالًاً طيبا 
أن جنانى العسف والكبر أبى» 
ألقى بها فاقتادها مأمونا 
وخصّ مريون بشاقلي ذهب 
وصلة المرتاح لم ينل أحداه 
يهدي إلى نسطور ثم صاحا: 
ذكرًا لفطرقل الذي آه هلك 
إليك قد أهديته إن أثقلك 
لا بلكام أو صراع أو سلك 


ف او و لط بيدا ا 


والكوب ألقاه له فطابا 
آه فيا ليت شيابي ما انصرم 


قد وهت الكف وخارت القدم 


الإلياذة 


لما الإفيون ببفراس النعم 
وولده قد أجزلوا والحشد تم 
فلم يكن في كل هاتيك الأمم 
معي لكامًا فانثنى واري الألم 
بعدوه قفخن عني واعتصم 
وفولذورًا جزت ماثور العظم 
أفز وإن كان له القدر الأهم 
والتوأمان انبريا فذا اقتحم 
ذلك شأني كان من قبل الهرم 
ذخرك إذ أكرمت يا نعم الكرم 


وای فخ ينان ا جك 
جوائز الألعاب حتى تقتسم 
منهم ومن فيلوس أرباب الشيم 
فإقلطوميذ ين إينفس اصطدم 
ثم الفلوروني أنقاص هجم 
فم اقوس المكى ند ا 
ثم بزج الرمح فيلاس الأشم 
لكنني بسبق العجال لم 
فول عفدو يفا الماك 
والفون رة بالفضل حكم 
Es‏ الأزمنة السك 
كلل اتسين ا 
وها أنا أقبل بالبشر الأتم 
حرمة شيخ كان من أهل الحرم 


فلتجزك الأرباب موفور النعم» 


الملاكمة 


فيعد أن أصغى إلى نسطورا 
مستحضرًا جائزة اللكام 
ماريض بل يوشك أن لا يقريا 
وصاح: «أي اثنين فاقا الجندا 
فليبرزا فذا الجزا أعدًا 


آخيل راح يخرق الجمهورا 
بغلا عتا في سادس الأعوام 
وقدحًا لمن عيانا غلبا 
وفي أساليب اللكام اشتدًا 
لسو دون ی ا 
إليه ذا البغل القوي جدًا 


والكأس للمغلوب حقا يسدى» 


فقام قرم باسلّ كبير 
ألقى على البغل يدًا وقالا: 


إفيوس فانوف الفتى الخبير 


النشيد الثالث وا لعشرون 


فلا سواي البغل منكم نالا 
کے ای ا 
وليعدد الصّحبٍ له الرجالا 
فصمتوا طرًا سوى قريال 
فرع مكست بن طلاووس ومن 
قد كان في مأتم أوذيب ظهر 
ونحوه ذيومذ مستنهضا 
شدَّ له النطاق حول الخصر 
حتى هناك الجمع بالجمع اشتبك 
فانقض إفيوس وفريال لطم 
كالحوت والنوء بشمأل عصف 
لكنّ إفيوسٍ انحنى عليه 
يسيل وهو لا يعي شعورا 
كذا به ساروا بملءٍ اليأس 


فتّى ومثلي خاض ذا المجالا:" 
من ذا الذي کل مجال جالا 
من نام الى قطعته أوصللا 
ELEC BEE‏ 
عد بني الخلد أبي الأهوال 
قد کان من أعظح لكام الزن 
في ثيبة وآل قدمس قهر 
بادر يبغي فوزه محرضا 
والجُمع غشى جلد ثور بري'" 
كفيهما معا ويلكمان 
ورشح الأعضاء واصطك الحنك 
وارتجفت أعضاؤه ومالا 
في الجرف بين زبد البحر ارتجف 
ساقاه والهامة أيضًا أهوت 


ولم يفتهم أخذ تلك الكاس7 


الصراع 


ثم انبرى آخيل للخطاب 
يري القروم تحف الصراع 
للصارع الفائز مرجل أغر 
زڪرم غاد مشرو 
وصاح: «يا أبطال من منكم رغب 


۹۲۲۳ 


منتدبًا لثالث الآلعاب 
قيمته اثنا عشر من البقر 
قيمتها لا تتعدّى الأربعه 
يخوض ذا الميدان حالًا ينتصب» 


الإلياذة 


فقام أولا أياس الأكبر 
تمنطقا ويرزا بلا عدد 
تلاصقا تلاصق الجسرين 
قد رتخا يسحكمة اليتاء 
حتى عرى الأضلع كادت تنكسر 
وكلف الدماء حمرًا تجري 
والكل وار بأوار الأمل 
كلا يس ساياين هاا 
فر الخضان. أحهيمونا 
«أذيس طال الأمر فارفعني هنا 


شم أذيس السائس المدبر 
والتقيا واشتبكا يدًَا بيد 
فى السقف بالبناء قائمين 
ن فعل الغيث والأنواء 
والرشح سال كغيثِ منهم 
على الصفاح وفقار الظهر"" 
للفوز بالنصر وذاك المرجل 
ولا أياس نال منه وطرا 
فعند ذا صاح ابن تيلامونا: 
وإن تشأ رفعتك الآن أنا 


وزفس موكول له باقي العنا» 


ثم على الفور أياش رفعه 
عنقًا على السّاق أياسًا ضريا 
وفوق صدره أذيسش وقعا 
ثم أذيس رام أن يحتمله 
حتى لوى الركبة والقرمان 
ثالثةٌ هما بأن يصطدما 
«كفى صراعًا وكفى أذيه 
فلكما الجزاء بالسويه 
فسمعا وأمره أطاعا 
ونفضا الغبار ثم لبسا 


ولم يكن ذاك لينسى خدعه 
فالتوت الركبة ثم انقلبا" 
والجمع يستعجب مما صنعا 
لكنَّه لم يق و أن يقلقله 
کا كا کن 
لكنما الأمر آخيل حسما: 
كلاكما قد أيرز الحميّه 
كفا إذن لتبرز البقيه» 
وانفصلا وغادرا الصراعا 
کل رداه ومضى فجلسا" 


الحضر 


وخطر الحضر آخيل أبرزا 


الح 


SEAS 


النشيد الثالث وا لعشرون 


حتى إذا لمنوس جاءوا وقفوا 
وإفنس بن إيسن بين العدى 
أعدّه خليله للسابق 
وصاح: ديا سراة من منكم رغب 
فانتصب ابن ويلس أياس 
فأنطلوخ سابق الأتراب 
ولهم آخيل أعلن الغرض 
إذا بآياس سريعًا سبقا 
يدنوا كما النسّاجة البديعه 
(إذا بها بنولهاأمرّتِ 
خطاه في خطى ابن ويلس تقع 
والقوم طرًا يرتجون الغلبه 
حتى إذا على الختام أشرفا 
«عونك يارية قوي قدمى» 
وحين همًا أن يصيبا الخطرا 
لك في جني داو يها 
به امتلا فوه وأنفه وخف 
وأسرع ابن ويلس يليه 
لقرن ذاك الثور حالًا مالا 
«وا خيية الهمة والإقدام 
فارتفعت قهقهة الجمهور 


10 


EE 


قوم فنيقيا به على اللجج 
حيث به القيل ثواس أتحفوا 
به ابن فريام لقاوون افتدى 
وخير ثور قارح للاحق 
من ثم يبن القوم ناهضا خطب 
بخوض ذا الميدان حال ينتصب» 
ثم أذيس اللبق النبراس 
وانتظموا صفا على اقتراب 
فانبعثوا انبعاث عداء ركض 
لكن وراءه أذيس طبّقا 
لصدرها قد دنت الوشيعه" 
سلگا به تحوك ثم اجترّت) 
من قبلما العثير عنهن ارتفع 
برأس آياس يثور قبسه 
له وضجوا وهو عاد عقبه 
أذيس فالاس دعا وهتفا: 
وذلك الدعاء فی الحال نمی 
وخففت بجريه رجليه 
أياس فالاس رمت فعترا 
آخيل في مأتم فطرقل ضحى 
أذيس أُوَلَا إلى أولى التحف 
وصاح وهی يتفل الدمالا“ 
رت ا وا ي 
كالأم منذد غاير الأيام» 
وأنطلوخ صاح بالحضور 


الإلياذة 


قال لهم مبتسمًا مسرورا 
أياس فاتني نعم بنزر 
شيخ ولكن ذو جنان نضر 


آل العلى تجِلَ قدر العمر 
لكن أذيس إلفٌ ذاك العصر 
ما معه قط بهذا الدّهر 


خلا آخيل من مجار يجري" 


أجاب آخيل لذا الإطراء: 
لذاك قد زدتك من حبائي 


«ما كنت مدّاحى بلا جزاء "١‏ 
نضار نصف شاقل وضاء» 


قاج تفه بالذفب فزاع معترًا عملء الطروني” 
الطعان 
ثم أتى بعاملٍ طويل وخونة ومجوب ثقيل 


سلاح سرفدون الذي استلب 
بين الجموع طرح الجميعا 
«أبسل من في القوم قرمًا صد 
إلى الطهان مين عل ا 
ته قوق البحداين تصن 
ذاك الذي اكتسيته يجدي 
لكن سلاح سرفدون نهدي 
ولهما مني جميل الوعد 
فقام آياس التلاموني 
كوك هنا نح طرف کجات 
EE EE‏ اتا ا 
تدانيا ووقع ذاك المنظر 
كرًا ثلامًا وثلامًا أعلنا 
فخرق المجوب لكن ما ولج 
ثم ذيوميذ أجال العاملا 


111 


SNA TOES‏ بعاد 
وصاح يستنهضهم سريعا: 
فليبرزا بكل ماضي الحد 
شن فنا اكه هادا 
نعطيه سيف عسطروف الجلد 
قتيره الفض زاهى الوقد 
في الخيم أدبة بضافي الرغد» 
ثم ذيوميذ الفتى السري 
وبرزا بروز ليث واثب 
با :اة شرا 
وة ارقاع فيح المشكير 
ظبي القنا ثم أياش طعنا 
في الجسم بل في اللّأْمة الرمح اختلج 
به أياس طالبًا مقابلا 


النشيد الثالث وا لعشرون 


فأشفق القوم على أياس 
وقسمة الجزاء بالسواء 
ألقى إلى ذيومذ الحساما 


وأ مور مبالك ع رك باص 
والتقمية اماد كن انا 


الكرة 


يلقي على مرأى جميع الصيد 
كان بها يقذف إيتيّون 
به أخو البأس آخيل مذ فتك 
فصاح: «من بذا الجزاء طمعا 
فهو لمن أبعد مرمى رفعا 
ما بعد ذا خمسة أعوام سعى 
لحارث الأرض وللذي رعى 
شم أياس الأكبر المغوار 
أؤلهم إفيوس ألقى بالكره 
فقهقه الجمع وبعده قذف 
وإذ بعزم زنده مشتدًا 
لكنَّ فوليفيت لما ألقى 
فانبعثت بمشهد المضور 
كبعد مرمى محجن البقار 
والجمع ضح ويتلك الصلة 


۹۲۷ 


هائل أكرة من الحديد" 
من قبل أن تدركه المنون 
بفلكه استقل كل ما ملك 
منك ألا ما الآن فورًا أسرعا 
مهما نما مزرعه واتسعا 
لبلد يبغى الحديد المودعا 
بل فيه ما يكفيه هذا المطمعا» ٠“‏ 
ثم لينط الباسل القهار 
والقرم إفيوس وصفا داروا 
فاندفعت دائرة منتثره 
بها لينط ثم آياس وقف 
رمى بها مرماهما تعدّى 
بها على الجميع حاز السبقا 
مبعدةً عن مجلس الجمهور 
يغل فوق راتع الثيار 
لفلكه أصحايّهُ بادرت 


الإلياذة 


٠ النضال‎ 


ثم آخيل صاح بالنُبّال 
عشرين من صلد الحديد قد أعد 
حتى تكون الغرض المقصودا 
«الأفؤس الأولى لمن أنيلا 
١ 5‏ | 55 1 الأمير وذ . 

فا امو هه ر ٠.‏ ذة من ٠.‏ 

بالعزم والزّماع سهمًا أرسلا 
لكن إزاء الرجل في الحبل وقع 
ومال والطائر مذ نال الفرج 
فانتاش منه القوس مريون وفي 
ومكة الخراف أيكارًا نذر 
ورشق النبل بلا اضطراب 
فمن جناح الطائر السهم برز 
والطير فوق الدقل الموتود 
فخمدت أنفاسه وهبطا 
وأعين الجميع بانصباب 


۹۲۸ 


يطمعهم بالأفؤس الغوالي 
عشرًا بحدّين كذا عشرًا بحد 
سحارية أركتن قوق الل 
حمامةً برجلها قد أوشقا" 
ثم دعا يستنهض الجنودا: 
بأن يصيب الطائر الذليلا 
كع جضت التعسق المفكولا» 
مريون تبع إيذمين واعترض 
فلاح طفقير ببدء الأمر 
لكن عن اذو عفوًا غفلا 
من غرر القربان أكبار الغنم 
إذ إن فيبسًا بغى إرغامه 
مريشه والحبل في الحال انقطع"" 
حلّق في الجى وكل الجمع ضج 
يديه سهمه بلا توقف 
فكي لذ الها تنه 
مسددًا والطير في السحاب 
ثم لدى مريون في الترب ارتكز 
أهوى هديل الجنح لاوي الجيد؟" 
وللثرى عنهم بعيدًا سقطا 
عليه راقبته باستعجاب 
نال وياقيها لطفقير خلا“ 


النشيد الثالث وا لعشرون 


المراشقة مايه 


ثم آخيل عاملا مثقفا 
جائزة للرّامح المجيد 
فقام ذو الطول أغاممنون 
فصاح آخيل: «وهل متا أحد 


ا كلسم اهن نمو 
كذ انریم د ظا ردو 
مجن ا 


إذن لك الجزاء بالحق معد 


خذه إلى فلكك من غير مرد وإن تشأ ما شئت 
فلنحب مريون بذا الرمح وقد» 

بذاك أتريذ له أبدى الرضا والرمح مريون حباه فمضى 

ثم استقلٌ الخطر النفيسا يلقي به للفيج تثبيوسا”/ 


فى هذا الصدد 


هوامش 


)١(‏ يرى الجم الغفير من شراح هوميروس وقرّائه أن هذا النشيد والذي يليه لم 
يكونا في الأصل من الإلياذة» وإنما أضيفا إليها بعد حين» وحجتهم في ذلك أن وقائع 
الإلياذة انتهت بمقتل هكطورء وليس في هذين النشيدين شيءٌ من مواقع الطعانء ومواقف 
الجيشين حول إليون وهي محصورة؛ ولهذا خطأ بعضهم هوميروس على إضافة هذين 
النشيدين» وقال آخرون: بل هما من نظم شاعر آخر ألصقهما بالإلياذة. وكلا القولين 
فيما أرى خطأ فاحش؛ أما القول بكونهما لشاعر متأخر فغير معقولء وأي قريحة تنتج 
من مثل هذه اللآلئ ولا تحرص على إحراز فخر ابتداعها فتنسبها إلى غيرهاء وإن قيل: 
إنه ربما ذهب اسم الناظم ضياعًا بتقادم العهد فهوميروس أقدم عهدًا على ما يعلمونء 
وفضلًا عن ذلك فسلسة الإلياذة حلقات آخذ بعضها برقاب بعضء فحينما بدا تراخ ولو 
قوف : 3 و فو ی کا ا و ا تكلم 
هذين النشيدين ولغتهما والتصرف بمعانيهما وارتباط حوادثهما بما سلف. كل ذلك 
يؤيد القول بأنه لا يمكن أن يكون ناظمهما إلا ناظم ما تقدمهما من الإنشاد كما أسلفنا 
في المقدمة. 


۹۳۹ 


الإلياذة 


أما تخطئة هوميروس على إلحاقهما بالإلياذة فخطأ أعظم؛ لأنه لم يفت القارئ 
اللبيب أن موضوع المنظومة غضب آخيل» وليس مقتل هكطورء وذلك يبين من أول بيت 
في أول نشيد» فلو اقتطع الشاعر منظومته عند مقتل هكطور لكان في وقوفه نقصّ يلام 
عليه؛ إذ لم يبد بعد من أوجه الغضب إلا أوجه العنف والانتقام» فلو وقف بنا الشاعر هنا 
مثل لنا آخيل - وعليه بنيت كل المنظومة - وحشًا ضاريًا لا بطلا أنوفا أبيا تزينه على 
خشونة الأبطال مزايا أكرم الرجال - كان آخر عهدنا به يشق عقبي هكطورء فيشده 
إلى مركبته فيجرره على الثرى جر الهوان بعد أن شفى غلته بقتله» وهي فعلة لامه عليها 
نفس الشاعرء ولم تر بعد شينًا من E O‏ سوس اند 
اليفن» ودفعه إليه جثة ابنه لتدفن دفن الرفعة والإجلالء أفيكون ١‏ لنشيدان دخيلين لا 
أصليينء وفيهما هذه الحلية الرفيعة والحلة البديعة. 

ثم لا يفوتن أولي الأدب أن هوميروس لم يكن راوية قصاصًا يحوم بالمطالع حول 
ضالته» وهي دفينة في ثنايا مخيلته ويظل يراوغه إلى اخر الرواية» حتى إذا استنزف 
صيره ھا له في الختام على أحد صورهاء وغادره وشأنه يطلق لفكرته عنان التصور 
بقياس ما سيكون على ما كان» بل هو شاعر مؤرخ يفرغ التاريخ بقالب شعري» ويدون 
روايات كان معظمها معروفًا في عصره فوشاها ورصعها وما ابتدعهاء وإنما ابتدع فيها 
أبكار المعاني» وشاعرٌ مهذب حكيم يأتيك بالحكمة من حيث لا تدري ويمثلها لك تمثيلًا 
فلا تُمحى من ذاكرتك» فينطق لك الحى والجماد وما هو منطق غير الخلق العظيم: 
REESE‏ بلق عضرة هن RSA‏ ابكرم فين EE‏ 
وشاعر مطرب مجيد اجتمعت فيه علاوة على ما تقدم كل مزايا الشعراء فلم يكن من 
شأنه أن يبتر منظومته في آخر النشيد السابق ويلقي علينا عبء التكهن بما سيكون من 
مأتم فطرقل ومناحة هكطورء وما يتبع ذلك من فوائد لم يستبقها لهذا الموضع إلا لعلمه 
أن مدخر لها موضعها. 

ولا بد من التنبيه إلى فائدة أخرى لا تحصل إلا بتلاوة النشيدين الأخيرينء فلطالما 
رأينا الشاعر أثناء تدوين مواقعه يضع نفسه موضع سامعه» فإذا أنس منه مللا من 
إطالة شرح فكهة بقصة تعترض في الحديث أو نكتة تلهيه هنيهة أو حكمة تصرف عنه 
العناء. فينتقل مع جليسه من باب إلى آخرء وهذا دأبه أبدًا حتى لا تأخذ السامع السآمة 
فيظل متشوقًا إلى ما يلي متشوقًا إلى استتباع البحثء فإذا كان هذا شأنه في كل نشيد من 
إنشاده فما الظن بمجمل منظومته» لقد كان هوميروس أعظم من أن يجهل أن من أتى 


6۰ 


النشيد الثالث وا لعشرون 


على تلاوة آلاف من الأبيات» ورأى ما رأى فيها من طرادء وجلاد» وأسنة حدادء وأزمات 
شدادء لا بد أن يتوق إلى الابتعاد عن مواقف الحرب» ويغادر الطعنء والضرب ليأنس 
بمشهد جديد يخفف به عن نفسه» ويسكن تأثر حسه» وإن لم يكن من محسنات هذين 
النشيدين إلا هذا لكفى. 

(؟) الخميس: الجيشء والسرى: رؤساء الكتائب. رأينا في النشيد السابق أن آخيل 
قتل هكطورء وهم بالهجوم على إليون» ثم فكر بفطرقل فارتد بالجيش ليقيم له مأتمًا 
ويدفنه» فانحل عقد الإغريق» ورجع كلّ إلى سفينته» وأما هو فحفظ نظام جنده إجلال 
لرفيقه» وهذا ما يدعونه اليوم بتأدية واجب الشرف العسكري .(Honneurs Militaires)‏ 

(؟) نظمنا هذا النشيد من بحر الرجزء واتبعنا فيه أسلويًا جديدًا فجعلنا قوافيه في 
الخبر كسائر الأراجيز المزدوجةء أي: مصرّعة شطرين شطرين» وأما في الإنشاء فأراجيزه 
مقفاة؛ إذ تتوالى القوافي إلى أن يتم الخطاب كما ترى في تعريب كلام آخيل هنا. 

)٤(‏ الوضيمة: طعام المأتم» وهى في اليونانية (00م10) ومعناها المدفن» ويراد بها 
طكاج ا عل الاق سوا كان فل ان كنا قري هذا ر به کا ساق 
النشيد الأخير بمأتم هكطورء إن إقامة الولائم في المآتم عادة قديمة جدًا ااا 
عن اليونان» ووصفها شاعرهم فرجيليوس» ولا تزال متبعة في كثير من بلاد الشرق 
وأفريقية» وكان لها شأن في جاهلية العرب. راجع مآدب العرب (ن: ۲۲). 

(5) مما قال المهلهل بعد قتل أخيه كليب: 


ولأوردن الخيل بطن أراكة ولأقضين بفعل ذاك ديوني 

ولأقتلن حجا حجًا من بكركم ولأبكين بها جفون عيوني 

حتى تظلّ الحاملات مخافة من وقعنا يقذفن كل جنين 
وما أبلغ ما قاله الإمام علي عند دفن امرأته فاطمة: 
«السلام عليك يا رسول اللهء عني وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق 
بك» قل يا رسول الله عن صفيتك صبري ورق عنها تجلدي إلا أن لي في التأسي 
بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعز» فلقد وسدتك في ملحودة قىرك 
وفاضت بين نحري وصدري نفسك» إنا لله وإنًا إليه راجعون» فلقد استرجعت 
الوديعة وأخذت الرهينةء أما حزني فسرمدء وأما ليلي فمسهد إلى أن يختار 


1١ 


الإلياذة 


الله لي دارك التي أنت بها مقيم» وستنبتك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها 
فأحقها السؤال واستخيرها الحال» هذا ولم يطل العهد» ولم يخلّ منك الذكرء 
والسلام عليكما سلام مودع لا قال ولا سئم» فإن أنصرف فلا عن ملالة» وإن 
أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين». 


(1) الرتوت: الخنازير. 

(۷) الجاحم: الوقود. 

(۸) كان القدماء يتفننون بمظاهر الحزن والحداد على الميت» فقد جاء في التوراة 
أمثال ذلك كلبس المسوح» والإمساك عن الأكلء والتمرغ في التراب» والامتناع عن الغسلء 
وفي أخبار عرب الجاهلية شيءٌ كثير من هذا القبيلء قالوا: إن المهلهل إذ بلغه خبر قتل 
أخيه كليب جز شعره» وقصر ثوبه» وهجر النساءء وترك الغزال» وحرم القمار والشراب 
إلى أن يأخذ بثأر أخيه. وكان العرب يحرمون الخمر على أنفسهم إلى أن يدركوا ثأرهم 
وفي مثل ذلك يقول امرؤ القيس وقد ظفر ببني أسد ثائرًا بأبيه: 


لا تسقيني الخمر إن لم يروا قتلي فتامًا بأبي الفاضلٍ 
حتى أبير الحي من مالك قتلًا ومن بشرف من كاهلٍ 
ومن بني غنم بن ذودان إن نقذف أعلاهم على السافلٍ 
نعلوهم بالبيض مسنونةٌ حتى يروا كالخشب الشائل 
حلت لي الخمر وكنت امراً عن شربها في شغل شاغل 


(9) أي: لن تتلظى بحذف التاءء وهو كثير في كلام العرب سواءً كانت التاء الأولى 
للتأنيث كما قال الفرزدق: 


آلا قطع الرحمن ظهر مطية أتتنا تمطى من دمشق بخالد 
أي تتمطىء أو للخطاب كما جاء في سورة النساء: «واتقوا الله الذي تساءلون به» 
أي: تتساءلون. 
)٠١(‏ إن في ظهور روح فطرقل لآخيل لمشهدًا جديدًا من أجمل مشاهد الإلياذة» 


والاعتقاد بظهور أرواح الأموات للأحياء نشأ مع نشوء الإنسان» ولا يزال في أكثر الملل 
والنحل» وقد أراد الشاعر هنا أن يبلغ بالسامع إلى منتهى درجات التواد والتواثق بين 


E۲ 


النشيد الثالث وا لعشرون 


الخليلينء فلم يقف عند ذكر ما تقدم من تفاني فطرقل حيًا بخدمة آخيلء ووفاء آخيل 
وتفجعه على فطرقل وتمنيه لو فداه بنفسه» واقتحامه غمرات الموت انتقامًا له واشتغاله 
مع كل الجيش بمأتمه» بل أراد أن يظهر أن ذلك الود الصميم لبث مستقرًا في روح 


ولو وقفت ليلى بقبري وقد عفت معالمه واستفتحت يسلام 


)١1١(‏ يتضح من هذه الأبيات أنهم كانوا يعتقدون أن لورع الأحياء دخلا بسعادة 
الأموات» وهو ما لا يزال يعتقده فريق عظيم مناء إلا أنهم يزعمون أن إقامة المأتم تعجل 
بتخفيف وطأة العذاب عن الميت» وقد تقدم أنه لا بد لكل نفس من أن تنحدر بعد الموت 
إلى الظلمات» ومن ثم فإما أن تبقى هناك وإما أن تعبر نهر الستكس إلى مقام الصلاحء 
وتظل الروح هائمة إلى أن يحرق الجسد أو يدفنء وإذا بلي الجسد في العراء فإن الروح 
تبقى مئة عام هائمة على وجهها. 

ومن هذا القبيل ما كان يعتقد العرب من أنه إذا قتل الرجل ولم يؤخذ بثأره 
خرج من رأسه طائر يسمى الصدى» ويسميه بعضهم الهامة» فلا يزال يصيح على قبره 
اسقوني حتى يؤخذ بثأره» ومنهم من كان يزعم أن ذلك الطائر هو نفس الإنسان تنشط 
من جسمه إذا مات أو قتلء قال المجنون: 


فلو تلتقي في الموت روحي وروحها ومن دون رمسينا من الأرض منكبٌ 
لظل صدى رمسي وإن كنت رمة لصوت صدى ليلى يهش ويطربٌ 


وقال آخر: 
فيا رب إن آهلك ولم ترو هامتي بليلى أمت لا قبر أعطش من قبري 
ومن مزاعم العرب أيضًا أن الميت يبعث بجسده من قبره» فكان عندهم من لوازم 


رعايته أن يعقلوا ناقته عند قبره ويتركوها حتى تموت يزعمون أنه يركبها إذا بعث من 
القير. وفي مثل ذلك قال المجنون يرثى أباه وقد مات قبل اختلاط المجنون وتشوشه: 


NEY 


الإلياذة 


عقلت على قبر الملوح ناقتي بذي السرح لما أن جفته أقاربه 


ويسمون الناقة المعقولة هكذا البلية. 

)١١(‏ كانوا يعتقدون أيضًا أن روح الميت لا تظهر للأحياء وتخاطبهم إلا أثناء 
هيامها في لجج الأرضء أي: قبل أن تنخرط بين الأرواح في سقرء وإذا خاطبتهم فقد 
تنجلي لها الغوامض فتنطق بما هو مكنون في الغيب» كإنباء فطرقل آخيل هنا بأنه قد 
سطر في القدر أن يقتل في أكناف سور إليون. 

)١١(‏ أي: صففنا الكعاب عسكرًا نلعب بهاء ولعب الكعاب إن لم يكن أقدم لعب 
الصبيان فهى بلا ريب من أقدمها. 

)٠٤(‏ يرمي فطرقل بل روحه في هذا الكلام المؤثر إلى غايتين: أن يسارع آخيل إلى 
إقامة مأتمهء وأن يدفن رماد الخليلين في حق واحد حتى يظلا مجتمعين حيين وميتين. 
وهذا الأمر الأخير كان ولا يزال مطمع جميع المتحابين في كل ملة ودين. قال مجنون ليلى: 


ألا ليتنا نحيا جميعًا وإن نمت نصير إذا متنا ضجيعين فى قبر 
ومثله قوله: 


ولو شهدتني حين تأتي منيتي جلا سكرات الموت عني كلامها 
فيا ليتنا نحيا جميعًا وإن نمت تجاور في الهلكى عظامي عظامها 


راجع (ن .)۱١‏ 

)٠١(‏ أسبل الجند على جثة فطرقل نواصي الشعور كما نسبل على النعش في أيامنا 
أكاليل الزهورء ولقد علمت مما مر أن عادة إطلاق الشعر كانت شائعة عندهم» كما كانت 
شائعة بين أكثر أمم المشرق كالعبرانيين» ومن وليهم من العمونيين والموابيين والأدوميين 
والعرب» وكما هي شائعة لعهدنا عند الصينيين وبعض قبائل البادية» وفي الأثر أن 
الإسكندر قص شعره حزنًا على صديقه هفستيون» كما فعل آخيل حزنًا على فطرقل, 
ومن الروايات المشهورة في كتب العرب أن المهلهل قص ناصيته حين بلغه خبر قتل كليب 
أخيه كما تقدم. وكانت النساء أيضًا يحلقن شعورهن حزنًا على الميت» ومعنى قولهم 
دعاءً على الرجل: «أمك حالق»» أنهم يدعون عليه بالموت» إلا أن قص الشعر لم يكن داتمًا 


1: 


النشيد الثالث وا لعشرون 


إشعارًا بالحزن بل ريما كان لحادث آخر من نحو دهشة وفرح ووفاء بنذر وما أشبهء 
ويقص العرب أيضًا ناصية الأسيرء وفي مثل ذلك قول الخنساء: 


جززنا نواصي فرسانها وكانوا يظنون أن لا تجرًا 
ومن ظن ممن يلاقي الحروب بأن لا يصاب فقد ظن عجزا 


ومثله قول زهير في هرم بن سنان: 


EE‏ كارك مده كراشي دشر 


ويقال عكس ذلك في الملل التي لم تكن تطلق شعر الرأسء فإنها إنما كانت تطلقه 
لأمر جلل» وهذا من قبيل الإمساك عن التزين مدة من الزمن في هذه الأيام لحلول مصاب» 
أما الطرواد فيظهر أنهم كانوا يقصون شعر الرأس ولكن بعضهم كان يتزين به أخذًا 
عن الإغريق» ولقد رأينا هكطور في النشيد الثالث يعير أخاه فاريس على إطالة شعر 
رأسه حلية. 

(17) أسفرخيوس نهر في تساليا (اسمه الآن هلاذا) كانوا يعبدونه عبادة المصريين 
للنيل» وقد كان فيلا نذر له شعر آخيل كما نذر ممنون المصري شعره للنيل. 

(۱۷) الأبقور: البقر. 

(۱۸) أي: إنه أراد صرف الجموع ليتفرغ زعماء الجيش لإقامة مأتم فطرقل. 

(19) الإبالة: حطب الوقود. 

(۲۰) ذكر هوميروس قطع رءوس الاثني عشر فتى من أسرى الطرواد تدوينًا 
لجريهم على خطة ذبح الأسرىء ولكنه لم يفته أن أعلن استهجانه تلك العادة القبيحةء 
ولهذا استدرك بقوله: «وبئس ما صنع». كان العرب في جاهليتهم يقتلون الأسرى إل من 
كان بينه وبين آسره موآكلة وممالحة فإنه يؤْمّنء وربما أخذوا عقال الأسيرء أي: فكاكه 
وأطلقوه بعد جز ناصيته» وكانت في مكة سوق لبيع السبايا والأسرىء أما السبايا فكن 
يستبقين إماء وزوجاتء وأما الأسرى فكانوا إلا فيما ندر يباعون لذوي الثأرات عليهم 
أو على عشائرهم» فيقتلون بمن قتلواء أو يفتديهم ذووهم وأصحابهم بمال يدفعونه إلى 
آسريهم» وكان افتكاك الأسرى من أعظم مفاخرهم» قال الحارث بن حلزة اليشكري: 


ع1 


الإلياذة 


وفككنا غل امرأ القيس عنه يعد ما طال حيسه والعناء 


ولما جاء الإسلام بطل الأسر والسبي من الإسلام» وفي الحديث: «لا سبأ على عربي ولا 
سبأ في الإسلام ولا رق على عربي في الإسلام». ولكن الأسر والسبي ظلا مباحين للمسلم 
من غير المسلمين. 

(۲۱) كرر آخيل هنا نفس الخطاب الذي خاطب به فطرقلء ولكنه زاد عليه تشفيه 
من هكطور توطتة للأبيات التالية. 

(۲۲) المراد من هذه الأبيات الخمسة أن جثة هكطور بقيت سليمةء فلو كان 
هوميروس مؤرخًا لقال: إن الهواء كان جافا باردًا فلم يعترها الفسادء وكانت محاطة 
بالجند فلم تدنْ إليها الكلاب» ولكنه الشاعر المتصرف با معاني المتلاعب بالأفكار الموشي 
تعره بزموة عصرم انكل تن والزقازة وتشغليما العا فف الج أما الأول 
فلأنه ممثل الشمس» وهي التي تتصاعد بحرارتها الغيوم فأظلته بسحابة حفظته من 
الحرء وأما الثانية فلأنها ربة الجمال» فكأنها هي التي أولته تلك المحاسن وهكطور 
مشهور بحسن طلعته وطلق محياه. 

(۲۲) الدبور: الريح الغربيةء والرياح كانت كسائر ممثلات الشاعر أشخاصًا ناطقة 
بل آلهة فائقة» وهي كالشمس ذكور لا أناث» ولهذا استعملنا لها هنا وفيما يأتي ضمي 
العاقل فقلنا: «إذا ا ولم نقل: بها أو بهنُ. > 

ويؤخذ من هذا الموضع وأمثاله من الإلياذة أن الآلهة كانوا يكثرون من المآدب 
والمآكل» وهو دليل على أنها كانت في تلك الأعصر الخوالي من أعظم أسباب المسرات 

(8) الحب الك واي الذين عرف إل ضر 

)٠١(‏ الجساد: الزعفران من غريب ما استلفت نظري مرارًا في شعر هوميروس 
تنبهه إلى الكلي والجزئيء مما يعلق بمعاني شعرهء فإذا كرر قولًا أو معنى فلا بد أن 
يلصق به ما يلائمه ولو بإشارة خفيةء فقد ألبس الفجر ثوب الجساد في النشيد الثامن 
فقال: 


121 


النشيد الثالث وا لعشرون 





كسا الفجر وجه الأرض ثويًا مزعفرا ‏ وزفس أبو الأرباب في أرفع الذرى 


فكاق الكو وا ی لكنهاكاق وف ات ومدق ممم الان يتطرون 
إلى البر والبحرء وقال في النشيد التاسع عشر: 


E۷ 


الإلياذة 


ما اشتمل الفجر بثوب الجساد من يمه يبرز فوق البلاد 
حتى انبرت فوق الخلايا 


فأبرز الفجر صاعدًا من اليم بتلك الحلة؛ لأنه كان يصف ثيتيس بنت البحرء وهى 
صاعدة من اليم فجر يومهاء وهى هنا يقول: 


بحلة الجساد فوق البحر 


لأن الموقف في ساحل بحر وبين السفن. 

(51) لو جردنا هذا الكلام من حلته الشعرية لقلنا: إن الرياح كانت ساكنة؛ فلم 
تلتهب النيران» ثم ما لبثت الرياح أن عصفت فأضرمت الوقود وعلا اللهيب» حتى التهمت 
النار جثة فطرقل» ولكن الشاعر حام حول هذا المعنى على جاري خصطته؛ وإليك حل 
رموزه حسبما شرحها افستاثيوس قال: إن إيريس ممثلة قوس قزح تدل على الأمطار 
والرياح» ولهذا كانت هي الداعية للرياح فيي نداؤها وقضيت حاجتها: «ونهضوا طرًا 
لها إجلالًا» أي: إنه إذا ظهر قوس قزح تتحرك الرياح. 


فوقفت في عتبات الصخر تأبى وقالت بجميل العذر 
ما لي إلى الجلوس من سبيل فإنني بنية الرحيل 


أي: إن قوس قزح لا يقيم طويلًا ولكنه سريع الظهور سريع الزوال» وولجت المحيط 
أى الأوقيانوس. أي: إن مادة قوس قزح من الماء فلم يكن يصلح لها أن تمثل والجة في 
اليبس. وقوله: 


إشارة إلى أن طبيعة الرياح واحدة أو أن الغالب في تلك البلاد هبوب الريح الغربيةء 
وأما وقوف إيريس في عتبات الصخر وامتناعها عن ولوج كهفهم» فإشارة لطيفة إلى أن 
قوس قزح يظل سابحًا على سطح الأرض فلا يتخلل الأعماق. 

(۲۷) أراد آخيل بقوله هذا أن ينفذ وصية فطرقل فيودع رماده في حق من الذهب 
ویدفنه» ثم لا يشاد الضريح على ما يجب إلا إذا مات آخيل وضم رفات أعظمه إلى رماد 


E۸ 


النشيد الثالث وا لعشرون 


أعظم فطرقلء فيقام لهما ضريح واحدء وهكذا فإنهم على ما ترى كانوا يجمعون بين 
حرق الجثث ودفن رفاتهاء وقد تقدم لنا بحث في منشأ تلك العادة (ن ۷). 
ومن بدائع فلسفة أبي العلاء المعري قوله مستحستا حرق الجثث: 


فأعجب لتحريق أهل الهند ميتهم وذاك أروح من طول التباريح 
إن حرقوه فما يخشون من ضبع تسري إليه ولا خفي وتطريح 
والنار أطيب من كافور ميتنا غبًا وأذهب للنكراء والريح 


(۲۸) أمامنا الآن بحث جديد ووصف شائق للألعاب التي كانت تقام في المآتم» وقد 
أشار إليها في ما مر وهو الآن يفصلها ويبوبهاء فشرع في السباق وأسهب فيهء ولا بدع 
فقد كان له المقام الأول في جاهلية معظم الأقوام. 

(59) السبق: جائزة السباق» ترى أن آخيل هو الذي يرأس هذه الحفلة مع أن 
الزعامة لأغاممنون» ولكن الشاعر خص آخيل بتولي هذه المهمة؛ لأن المأتم يكاد يكون 
مأتمه» وله خلا ذلك فخر النصر في ذلك اليوم» وقتل البطل المغوار هكطور الذي كانت 
ترتعد لهيبته فرائص الإغريق. 

)۳١(‏ المجلي: هو السابق الأول من الخيلء والثاني المصليء والثالث المسليء والرابع 
المرتاح» وف قول التالي وهكذا إلى العاشرء فإن لكل منها اسمًا خاصًا به» وأما في الأصل 
اليوناني فقد عبر عن المجلي بالأول» ثم بالثاني والثالث والرابع» ولم أر هذا التخصيص 
بأسماء خيل السباق في لغة غير لغتناء وقد جمعها الشيخ ناصيف اليازجي بقوله: 

أول سابق هو المجلي ثم المصلي بعدهُ المسلي 
تال ومرتاح عليه يقبلٌ والعاطف الخطيّ والمؤمل 
كذلك اللطيم والسكيت فاحفظ فما أعطيت قد أعطيت 


(١؟)‏ مر بيان ذلك في النشيد الخامس. 

(؟") هنا إشارة إلى عادة كانت متبعة عند اليونان» ولها أمثلة بعدهم في تاريخ 
الرومانء ذلك أنه كان يقضي على كل رجل صحيح البدن أن يزحف في من زحف للحرب؛ 
وإذا بدا له أن يتخلف فعليه أن يقدم بدلا عنه فرسًا أو فارسًا أو أكثر» وهو ما نعرف 
الآن بالبدل العسكري» ويؤخذ في بعض البلاد نقودًاء وكان البدل مألوقا في جاهلية 
العرب» فإن أبا لهب بن عبد المطلب لم يحضر غزوة أحد بل أرسل من ينوب عنه فيها. 


16 


الإلياذة 


() الجياد القب: الضامرة الرقيقة الخصرء وفي الأصل السريعة. 

(5؟) علم القراء مما مر ما لنسطور الحكيم في نفس الشاعر من التجلة والإعظام» 
فهو دائمًا دائب على أن يجعل له في كل مقام مقالًاء وفي كل ميدان مجالا؛ إظهارًا لفوائد 
فضله واستدرارًا لفرائد عقله ونبله» فلم يعدم وسيلة ينظمه بها بين فتية الفرسان في 
ميدان الرهان» فانطقه بهذا الخطاب الذي لم يكن يصح لغيره» فأوضح حالة الشيخ 
الذي إذا ضعفت ذراعه قويت حجته» وبهرت حكمته فيسد قوله المسند إلى مدخر دريته 
على توالي الأيام» مسد بأس ساعده الواهن بتقادم العهد وتتابع الأعوام» ومثل حالة الأب 
الحريص على تثقيف ولده المشفق عليه من الفشل أكثر من إشفاقه على نفسه من دنو 
الأجلء فلا تلوح له لائحة خير أو شر إلا ونبه إليها فمال به عنهاء أو أقبل به عليهاء 
حتى تكاد تخال أن البارز إلى ميدان السباق هو الأب دون الابن» وأنه هى الممتطي صهوة 
المركبة يميل بها يمينا ويسرى» ويجاول ويصاول ويسارع ويصارع ويهب ولا هبوب 
ابنه انطلوخ» ورسم صورة الحكيم الذي يفرغ قصارى جهده بإفاضة روح حكمته على 
ولده من بعده» فيعلمهم أن الرأي قبل شجاعة الشجعان والفوز للعقل والجنان دون 
اليد والبنان» خطة يختطها لهم بحياته يود أن يسيروا عليها بعد مماته» وهو غرس 
سيرينا الشاعر ثمره عما قليل» فإن جوادي انطلوخ» وإن لم يكونا من خيار الجياد فقد 
برزا بالطراد وفازا بالسبق فكأنما السابق حكمة نسطور دون همة أنطلوخ وفرسيه. 

تلك هي الحيلة التي تذرع بها الشاعر لخرط نسطور بين هاته الفتية وما أجملها 

)١(‏ النصب: العلم المنصوب في منتهى الميدان. 

)۳١(‏ المراد بالقطب: دولاب المركبة. 

(۳۷) قوله: انتظموا صفا فيه نظرء ذهب الأقدمون من رواة هوميروس إلى أن 
المتسابقين وقفوا صفا يتقدم فيه أحدهم على الآخرء وإلا لما كانت بهم حاجة إلى الاستقسام 
لو كانت مواقف الجميع متساويةء وقالت مدام داسيه بل وقفوا صفا متساويًا جنبًا 
لجنب» والفائدة من الوقوف أولًا أن للمتقدم مزية في قصر المسافة؛ إن أن المضمار كان 
على شبه دائرة» وكلما بعد الراكب عن قطبها كان شوطه في الجري أبعد. 

(۳۸) ابن فيريس أفميل. 

(9؟) لا يبرح من الذهن أن أفلون لا يزال ساخطًا على ذيوميذ لوقوفه في وجهه في 
النشيد الخامس. 


النشيد الثالث وا لعشرون 


(50) أي: إنه أوقف الجياد وتناول السوط من على الأرض. وإنما وسط الشاعر 
فالاس إلاهة الحكمة ليصبح سبق ذيوميذ لأفميل في ما يلي. 

)٤١(‏ يقول عرب باديتنا: «راعي الفرس سابقء وراعي الحصان مسبوق». يريدون 
بذلك أن الحصان وإن كان أحيانًا أعدى من الحجر فإنه يجد في جريه حتى يبلغهاء 
فإذا أدركها بقي وراءهاء ولم يتعدهاء ولهذا يؤثرون في الغزى والسباق إناث الخيل على 
1 ا 

ويستدل من كلام أنطيلوخ هنا أن الأمر كان بعكس ذلك عند اليونان؛ إذ أنه يعيب 
على جواديه سبق حجر منيلاوس وهي أنثى. 

(45) لقد أنكر بعض الشراح على هوميروس إنطاق أنطيلوخ جيادة بهذا الخطاب: 
وما هذا الإنكار إلا لجهل هؤلاء المذكرين مزايا الذوق الشعريء والذي يخاطب الأطلال 
ا يفخاطة ا لان چ بشن الحر يوي تالف به 
أبى زيد السروجي مطيته بنفس خطاب أنطيلوخ ونفسه فيحث حثه ويقسم قسمه قال: 


سروج يا ناق فسيري وخدي وأدلجي وأوبي واسئدي 
وتأمني أن تتهمي وتنجدي إيه فدتك النوق جدي واجهدي 
وافري أديم فدفدٍ فقدفدي واقتنعي بالنشح عند المورد 
بحرمة البيت الرفيع العمدي إنك إن أحللتني في بلدي 


)٤١(‏ المهيع: الطريق المتسع. 

)٤٤(‏ المذكى: الفرس المسن. 

(55) هذا مشهد آخر من مشاهد السباق لا بد منه في كل مضمارء فقد أبان الشاعر 
فيه حالة الواقف موقف الشاهد؛ إن لا بد له من أن يتمنى الغلبة لفريق دون آخرء إما 
لضلع له معه أو لغرض آخرء أو لميل تدفعه إليه نفسه. وهو لا يعلم مصدره؛ فلا غرابة 
إذن في مثل هذه الأحوال أن تتباين الأميال فيحصل الجدال» وقد يشتد فيعقيه القتالء 
وهذا ما أراد الشاعر إثباته» ولكنه جعله سليم العقبى بوساطة آخيلء ولو كان بين عبس 
وفزارة حكم كآخيل لما ثارت بينهم الحرب على إثر سباق داحس والغبراء. 


16١ 


الإلياذة 


(57) استينيل رفيق ذيوميذ وحوذيه والخطر جائزة الرهانء أي: إن ذيوميذ وصل 
الأول» ولم يكن له معارض فبادر رفيقه إلى استلام الخطر المعد للمجلي» وهو الغادة 
البكر والدّسيعة. 

)٤۷(‏ أي: إن أنطيلوخ كان بمزاحمته منيلاوس قد ابتعد عنه مسافة مرمى كرة 
(أو قرص)» أي: سبقه شوطًا غير یسیر» ولكن منيلاوس جد وراءه فأدركه ولصق به 
كما يلصق الجواد بمضمد المركبةء ويرتفع ذيله فوق دواليبها. 

)٤۸(‏ قوله: ذلك» أي: ذيوميذ. 

(49) لقد راعى آخيل بقوله هذا جانب الوجدان والرفق دون الحظ والعرف؛ لأن 
أفميل وهو من أشهر فرسانهم كانت خيله أجود خيلهم جميعًاء وكان السابق في الشوط 
الأول» وإنما تأخر عرضًا لحادث طرأ له. 

(50) الجوشن: الدرع» فارسية معربة بلفظها. 

(01) كانوا إذا أراد أحدهم أن يخطب فيهم قبض على صولج وأشار به فيصمتواء 
والغالب أن يتكلموا وبأيديهم صوالج الفيوج (وهم الرسل والمنادون)ء وقد مرت أمثال 
ذلك (راجع ن ۲) 

(09) يقول: إذا حكمتم لي فاحكموا لي بالعدل» ولا تنحرفوا معي فتنيلوني الجزاء 
لعلمكم إني أشد بأسّا من أنطيلوخ أو أرفع قدرًا منه فنحن في حلبة رهان فيجب أن 
نحسب متساويين. 

(0) يمثل لنا الشاعر أنطيلوخ بن نسطور الحكيم فتى طابت فطرتهء وأحسنت 
تربيته» ولكن نزق الصباء وحب الفخار يدفعانه إلى الاسترسال في الغلواء» على أنه لا يكاد 
ينبه إلى خطأه حتى يرعوي بكرم عنصره» ويرى أن تلافي الوصمة أقرب إلى العصمةء 
وأن الإقرار خيرًا من الإصرار وأبقى. 

(05) أي: إن منيلاوس انتعش انتعاش السنبل إذا فرش الطل حبابه على سنبله 
القائم في الزرع المائد. 

(54) يريد أن يقول: أعرف لكم صنيعكم بجهادكم معي في هذه الحربء التي 
اضطرمت بسببي على هيلانة. 

SA E اراس "لان عبان اليل‎ EEE e) 
آخيل بالسبق كما رأيت» ثم حباه بصلة من عنده فبقي الكوب المعد للرابح بلا صاحبء‎ 
ولم يكن أجدر به من نسطور فأهداه آخيل إليه» وإن لم يكن له دخل في آلعابهم» وهي‎ 
مراعاة لا أوقع منها في محلها.‎ 


النشيد الثالث وا لعشرون 


(010) هذا سباق اليونان لا يكاد يختلف عن سباق العرب بشيء من كلياته» إلا أن 
هذا على صهوات الخيل وذاك على سدد العجالء والسباقان في ما سوى ذلك متشابهانء 
فالحلبة والخطر والمضمار والخدع والشهود كلها تتشابه في الفريقين» حتى لقد يتشابه 
ما يحتاله المتخاطرون لإحراز قصب السبق على غير السبيل المشروع» فإن أنطليوخ 
احتال بما رأيت على منيلاوس» وقد حصل ما يشبه ذلك في سباق داحس والغبراء؛ إن 
عقد قرواش بن هانئ العبسي وحمل بن بدر الفزاري رهنًا على سباق هذين الفرسينء 
وكان أحدهما لقيس بن زهير العبسي والآخر لحذيفة بن بدر الفزاري» ثم أرسلوهما 
في المضمارء وكان حمل الفزاري قد أقام كمينًا في الطريق حتى إذا سبق داحس ينفره 
لتسبق الغبراءء فكان كذلك ووقع الخلاف بين الحييّنء فنشبت على أثره حرب قتل فيها 
خلق كثير في حديث طويل ليس هذا موضعه» وهم يتشابهون أيضًا بإرسال الخيل وحثها 
ومخاطبتها بأسمائهاء إلى غير ذلك مما يكاد يستوي به أكثر الناس مهما تباعدوا. 

(0) هذا نسطور كجاري عادته بل كجاري عادة الشيوخ يذكّر القوم» ويفاخرهم 
بماضيه حيث لا يسعه أن يتفوق عليهم بحاضره» أشار بحديثه إلى خطار سابق كان 
الرابح في كل أبوابه ما خلا السباق» واعتذر عن ذلك بغلبة الكثرة على القلة» وقي هذا 
1 إبهام لا يتضح للقارئ إلا إذا رجع إلى أصل هذه الحكاية في أساطيرهم, قالوا: 

ن مخاطر نسطور في ذلك الرهان كان فتى بل فتيان» لاصق أحدهما بالآخر منذ خلقا 
فلما برزا لسباق نسطور طلب أن يبرز معه فارس فذ مثلهء فالفارس له يدان ولهذين 
التوأمين أربع أَيدِ فلهما مزية على الفارس الفردء فلم يعباً القوم باعتراض نسطور فجرى 
معهما وقصر وهذا تفسير قوله: 


والفوز بالفضل 


قال الراعي: 
فلست بالأكثر منهم حصى وإنما العزة للكاثر 
(59) ترى أن الجوائز في جميع الألعاب كانت توزع على الغالب والمغلوب» حتى إذا 
أحرز الظافر فخر الغلبةء وعاد بصلة نفيسةء لا يحرم المغلوب صلة دونها تجبر كسرة 
وتثبت أنه من ذوي الخطارة؛ لأنه لا يتبارى إلا الأكفاء أى الذين يكادون يكونون كذلك. 


10۲ 


الإلياذة 


: 5) لا يصلح أن ن يكون الرابح في هذا المجال إلا يغلا يجاز بغلاء وكأن هوميروس 
فطن لذلك فاختار لأكام عتلّا ضخم الجثة قوي الهامةء لم يكن له شيءٌ من الشأن في 
مضارب الفرسانء وأجاز هذا البغل بغلًّا نظيرة. 

(11) الجُمع: الكف حين تقبض. كان ذيوميذ صديق أفريالء ولهذا بادر إليه 
يحرضه وينشطه» ويلبسه لباس اللكام» فشد له النطاق على حقويه وأعطاه قفاز الجلد 
ليغشي به كفه كما يفعل المتلاكمون في هذه الأيام. 

(؟1) هذا بلا ريب أقبح أنواع الرياضةء ولا أعلم وجه الحكمة في بقائه حًا ف 
بلاد تعد في مقدمة البلاد الحيةء وأكثرها تفننًا في الألعاب الرياضية: ولا أرى له أثرًا ذ 
مخاطرات العرب في جاهليتهم. 

(17) يظهر من رؤية كف الدماء على جسدي المتصارعين أنه لم يكن عليهما من 
اللباس إلا السترة المعتادة في مثل هذه الأحوال» وهو ما لا يزال جاريًا في بلاد العجم بين 
مصارعيهم (أو بهلوانيتهم). 

(14) هذه خدعة كثيرة الاستعمال بين المتصارعين» وهى حيلة يلجأ إليها الأقل قوة» 
الأخف حركة؛ والعرب يقولون: ضربه الشغزبية أى الشعربية. إذا لف ساقه على ساق 
خصمه» وتقول عامة أهل الشام: «فركشه» ويقولون في مصر: «شكة مقلب». 

(14) حكم آخيل للمتصارعين بالجزاء على السواءء ولم يقل الشاعر كيف تساوت 
القسمة؛ إذ كان الجزاء مرجلا قيمته اثني عشر ثورّاء وسبية قيمتها أربعة من الثيرانء 
ولقد استاءت عقيلة داسيه لهذا البخس في قدر بنات جنسهاء ولكن فاتها أن المراد هنا 
سبية رقيقة والأرقاء من الذكور كانوا يباعون بتلك الأثمان وأبخس منهاء وفاتها أيضًا 
أن هوميروس وإن ذكر للنساء حطة كما قال في هذا الموضع» فقد بِوَأ المرأة أعلى مراقي 
الرفعة في مواضع أخرىء أوليس هو القائل عن هيلانة: 


°0 م0 


ليس بدعًا أن كان هذا سناها وعليها تلاحمت أمتان 
لا شك أن الصراع أقدم ما مر وما سيجيئ من الألعاب؛ لأنه الأصل في أسباب الهجوم 
والدفاع» كان له شأن عظيم عند العرب» كغيرهم وذكروا كثيرين ممن اشتهروا بقوة 
ذراعهم» وخفة بدنهم» ومن أشهرهم هلال بن الأشعر المازني ذكر له صاحب الأغاني 
وغيره أخبارًا من قبيل الخوارق بغرابتها. 
(13) الحضر: العدو أو الركض. 


النشيد الثالث وا لعشرون 


(1۷) الوشيعة: خشبة الحائك أي: إن أوذيس كان مطبقًا وراء أياس يكاد يلصق 
به» كما تكاد تلصق الوشيعة بصدر النساجة وهى تحوك» قال ذلك اطراءً لسرعة 
المتسابقين» ولا يخفى أن صناعة النسج والحياكة كانت من خصائص النساء عند 
الأقدمينء ولهذا قال هوميروس: الحائكةء ولم يقل الحائك. ومثل ذلك قول المسيب بن 
علس؛ إذ شبه سرعة مطيته بسرعة يدي المرأة التي تحوك ثوبًاء وقد همت قبل المساء 
بإكمال جدّادهء أي: باقي خيوطه: 


مثل السريعة بادرت جدَّادها قبل المساء تهم بالإسراع 


(1) الدمال: الخثيء أو روث الحيوان. 

(19) لم يكن أنطيلوخ بالفتى المكابر كما علمت من محاورته مع منيلاوس» ولكنه 
غالبًا ومغلويًا فتَّى لبق متجمل بحكمة أبيه نسطورء التمس لنفسه عذرًا حسنًا بتقصيره 
عن ندبه» وختمه بمدح آخيل مدحًا استماله فيه إليه. 

)۷١(‏ إنه وإن كانت الإلياذة خلوا من البحث في مدائح الشعراء وجوائز الملوك» فإنه 
يظهر من قوله: «ما كنت مدّاحي بلا جزاء» وأمثالها أنهم كانوا يجيزون المدح بالمال 
الوافر نظير العرب» ولكنهم لم يغالوا فيه مغالاة أصحابنا سامحهم الله. 

)۷١(‏ الحضر أيضًا مما كان يتنافس به العرب» ولهم عدّاءون مشهورون, 
كالشنفري» وشيبوب العبسي أخو عنترةء وتأبط شرا ولكن أعداهم الحارث بن عمرو 
التميمي الملقب بسليك السلكةء قيل له ذلك؛ لأن أمه كانت تلقب بالسلكة» وهي أنثى 
الحجلء وكانت العرب تسمية سليك المقانب» وهى جماعات الخيل؛ لآنه كان أعدى العرب 
على رجله لا تلحقه الخيل الجيادء وله بهذا المعنى أخبار عجيبة لا محل لإيرادها. 

(۷۲) يستفاد من ثلاثة مواضع بيان الطعانء أنه لم يكن المقصود منه أن يقتل 
أحد المتطاعنين الآخرء بل أن يجرحه فقط؛ إذ قال أولا: «إن الذي يسيل دم مباريه 
ينفح بالجزاء الأول». ولم يقل: إن الجزاء للقاتل» ثم جعل جزاء للطاعن والمطعون دلالة 
على أنهما يبقيان حيينء وأرانا الشاعر بعد ذلك أنهم كانوا يراقبون المتطاعنين» حتى 
إذا خيف البطش بأحدهما فصلوهماء كما يفعل بلعبة السيف والترس في بعض البلاد 
الشرقية وبالمتبارزين بالسيوف في بعض بلاد الغرب» ومهما كان من خشونة هذا البراز 
فهو أقل حماقة وأكثر معنى ولباقة من اللكام. 


الإلياذة 


(7) إن لفظة 250202) باليونانية لا تعنى إلا كرة أو الكرةء كما عريناها ولا تفيد 
القرص كما فسرها الأكثرونء ولكن معناها قطعة حديد على الإطلاقء فعريناها بكرة 
لقرب اللفظة إلى مفهومنا وعرفناء وفسروها بالقرص لقريها إلى لفظة (©516206) ومعناها 
القرص. 

)۷٤(‏ يقول: إن من ربح هذا الجزاءء فحديده يكفيه خمسة أعوام مئونة السعي إلى 
المدن في طلب الحديد لمحراث أو سكينء وما أشبه. 

)۷١(‏ النضال: المباراة في رمي السهام. 


)۸٠(‏ قد رأينا أن طفقير كان أرمى رماة الإغريق» ومع هذا فقد قصر في نضال 
مريونء وذلك لأنه اتكل على براعته ومعرفته» ولم يتوسل إلى مولاه فكان الفائز مريون» 
وإنما فاز بتقواه دون قواه» وهى حكمة ينبه إليها الشاعر كلما سنحت له سانحة 
ولقد رأينا قبل بضعة أبيات أن أوذيس الكهل كان أعدى من فتيين» أطراً الشاعر خفة 
أقدامهما مرارًاء ولكن أوذيس لم يتكل على خفة قدمه بل دعا فاستجيب دعاؤه. كان 
النضال من أسمى أسباب المنافسات في جاهلية العرب» وقد تقدم لنا ذكر نضال جميل 
وعتبة عشيقي بثينة (ن ۲۲). 

)۸١(‏ الصعاد: الحراب. 

(۸۲) أحسن الشاعر أيما إحسان باستبقاء أغاممنون إلى آخر الحفلةء واستنهاضه 
للخطار بأمر يتبارى به الملوك والزعماءء فأدى الشاعر مفادًا كثيرًا بهذا الكلام الوجيز؛ 
إذ أثبت أنه لم يكن يليق بأغاممنون» وإليه منتهى الرئاسة أن يبقى بمعزل عن القوم» 
فلا بد أن يمتاز بأمر خطيرء ولم يكن يجدر به أيضًا إلا أن يهتم لمأتم فطرقل رعاية 
لآخيل» ولم يكن يصح أن تختم الحفلة على غير يده ففعل وكان الفائزء ثم وجب على 
آخيل بعد هذا أن يرعى 0 فأجله Ey‏ فين وهي 0 
وا کل ا الخلاف. 


النشيد الرابع والعشرون 


إعادة جثة هكطور إلى أهله 


و د مَل 
أرفض جيش الإغريق إلى سفنهم يستطيبون الزاد والرقاد. 
وظل آخيل والكرى قاتل الأسى بذكراه فطرقلًا يؤرقه السهِدٌ 


ولما لاح الصباح دار ثلانًا حول قبر فطرقل بجثة هكطورء فعطفت الآلهة على 
هكطور وسعت في إنفاذ هرمس لرفع الجثةء فعارضتهم هيرا وأثيناء فاستدعى زفس 
ثيتيس فحاسنها وأنبأها بأنه يود أن يعيد آخيلٌ جثة هكطور إلى والده الشيخ» فذهبت 
ثيتيس بالأمر فاستمع آخيل مطيعًاء ثم أنفذ زفس إيريس إلى فريام يأمره بافتداء ابنه 
فأخبر فريام امرأته بذلك فعارضته» ولم تذعن حتى اطمأنت برؤية نسر أرسله زفس» 
فركب فريام مركبته واستصحب أذيوس وأدركه هرمس في السهل ورافقه حتى أدخله 
إلى خيمة آخيل ولم يشعر به أحد» فقبل آخيل الفداء وسلم فريام الجثة ووادعه أحد 
عشر يومًا ليتسنى له القيام بمأتمه» ولما أظلم الليل أيقظ هرمس فريام وسار به قافلًا 
إلى إليون» ولما قارب البلد أبصرت كسندرة ابنته جثة أخيها يعود بها أبوها. فصاحت 
وناحت واندفع الناس أفواجًا لملاقاة ملكهم» فدخل فريام واستقبله الجمهورء ورثت 





الإلياذة 


هكطور امرأثّه أنذروما وأمه إيقاب وامرأة أخيه هيلانةء ثم بادر الجمع إلى الاحتطاب 
وأضرموا النار وقضوا بالمأتم عشرة أيام» ثم جمعوا عظامه ودفنوها في قبر أعدوه له. 


ولهم قسم المليك طعاما كان فى مأتم الفقيد ختاما 


يستغرق هذا النشيد ثلاثة وعشرين يومًا منها اثنا عشر يومًا أثناء إقامة جثة هكطور خيمة 
آخيلء وأحد عشر يومًا مدة الهدنة ومجرى الحوادث في خيمة آخيل وإليون. 


النشيد الرابع والعشرون' 


إلى الفلك لما ارفضٌ ذيّالك الحشد 

تفرق يبغي الزاد والوسن الجند 
وظلّ آخيل والكرى قاتل الأسى 

وکل ,ناتاه الخ اظدزة تتن 
ويذكر كم حريًا بها جهدا معًا 

وكم بعباب البحر نالهما الجهد 

على صفحتيه والهواجس تشتد 

وفي الجرف يجري جري من فاته الرشد 
فهام إلى أن أبلج الفجِرٌ ساطعًا 

به يستضيء البحر والغور والنجد 
لمركبه شد الجياد وخلقه 

اتقويشث مفظور على الكرت مت 











النشيد الرابع والعشرون 


زاف كحك الكو اعسوم نرف 

وغادر هكطورًا مكيبا على الثرى 
ولكن فيبوسًا به هاجه الوجد 
فلا سه فبك ول مرق الما" 

فساءت بني العليا مهانته لذا 
لدی هرمس طرًا بإنقاذه جدوا" 

على أن آثينا وهيرا وفوسذدًا 
تصدوا ولكن ليس يجديهم الصد 

(على قدس إليون وفريام لبهم 
۰ وأقوامه ما زال يلهبه الحقد 

E 
بمرعاه دكا وهنو غ الصبا وغد‎ 

غدا قاضيًا بالفضل للرّية التي 
ES ES‏ 

ومذ لاح ثاني عشر فجر مقاله 
اوو القت حه وو 

«بني الخلد آل الجور كم ساق سخلة 
وشور لكم هكطور من قبل أحرقا 

فها هو ميث ليس من تستفزه 
لإنقاذه نفس تجيش ترفقا 

فترمقه زوج وأمٌ ووالد 
وطفلٌ وشعبٌ هام وجدًا ليرمقا 

يقومون بالفرض الأخير وحوله 
تالق .نيران الوقون :تألنقا 

فآخيل آثرتم وآخيل ما أرى 
به أثرًا للدين والعدل مطلقا 


الإلياذة 


كليث غشوم فاتك متغشمر 
دمض ار ب و ا و 
فما هو ذو رفق وقد غادر التقى 
١‏ نعم والحيا أس السعادة والشقا 
فقد يفقد المرء ابنه وشقيقه 
EE,‏ تاكن a‏ 
توسطلتيى افلا تيدان ميف ١)3[ ١‏ کی 
رأيناه قلب الخلق للصبر شوقاه 
وهذا آخيل منذ قتَل عدوه 
خرن حول افيه ةا 
فما ذا ليجديه ومهما عتا فهل 
بأمن غدا من أن نغاظ ونحنقا 
توي CE EINE‏ 
لجسم فقيد الحس بالترب ألحقا» 
تا ف 2 الع 
لآخيل هكطور مقالك صدقا 
فتكاة موث ا 
وذا ربة ربت وقي المجد أعرقا 
بحجري قد أنشأتها وأبحتها 
معدل "قسن مرفاة PTE‏ 
حضرتم جميعًا للزفاف وليمة 
نها كلكم حول الطعام قأئقنا 
وقد كنت بالقيثار فى العرس عازفًا 
ا أرب الخنى إلف الأولي نبذوا التقى»" 
فعارضها زفسش وقال لها: «قفي 
أهيرا واا الغلى لتقي 
کو ی نوی شيل انا 
ليون لا مر كهكتطون نط قى 


۹1۰ 


النشيد الرابع والعشرون 


مدى عمره لم يسه عن قرياته 
لما روفن اا تخل وف 
ولم يخل يومًا مذبحي من مدامة 
وشحم وإيلام بحسن تصرف 
وما أنا باغ أن نواريه خفية 
َ فعا الأتو عن أخول قط جمدي 
يفيس بالمرصاد :في كل ساعة 
فيقبل من فريام آخيل فدية 
و مكو اله وي 
فإيريس هبّت كالرياح تغوص في 
خضم عباب البحر يدوي لها الجِدٌ 
وما بين ساموس وإميرس مضت 
إلى القعر حيث اليم في اللّجِ مربدٌ 
كما دون قرن الثور غاصت رصاصة 
SEET BESIN‏ 
فثيتيس ألفت في غيابة كهفها 
وسقين كتاف العام عن هونا ER‏ 
تنوح على ابن في بعيد اغترابه 
من الموت في طرواد ليس له بد 
فصاحت: «أثيتيس انهضى زفس ذو النهى 
نقاءك يشي فاستطيري إلى انلق 
فقالت: «وماذا رام ذو الطّول إنني ١‏ 
أنا أتحاشى مجلس الخلد والبقا 
ولكن بنا سيري فمهما يهج أَسَى 1 
فؤادي ففي زفس الجلال تحققا 
ومهما يكن من نطقه ومقاله 
بغير صواب لن يفوه وينطقا» 


۹1۱ 


الإلياذة 


وإيريس سارت وهي طارت وراءها 

عليها نقابٌ حالك اللون مسودٌ 
أمامها انشق العباب فهبّتا 

من الجرف للعلياء حيث ثوى الخلد 
وحيث ميامين العلى منتداهم 

به زفس رب المجد كلله المجد 
لدى زفس فورًا أجلستها بعرشها 

أثينا وهيرا أقبلت نحوها تعدو 
وهشت تعزيها وألقت بكفتها 

لها قدحًا يزهو بعسجده الوقد 
ولا "فحنت منة ارتشافا وار خف 

لهيرا فزفس صاح يبلغ ما القصد: 
وأكيحيشس إني بالشياعك:عالم 


RA 


| ٍ وقد جئتني طوعًا فبغيتي اعرفي 
سدواة العكى فى ال هاو اا 
لتسعة أيام ولم تتألف 
وهرمس حثثت أن يسير بخلسة 
بجثة هكطور الصريع فتشتفي 
ومذ رمت أستصفيك ودا وحرمة 
لآخيل أبغى فضل هذا التعطف 
فطيري إليه بلغي غيظ قومنا ۰ 
ومن فوقه غيظي وفرط تأسفي 
كط اق لااو ا 
ليرجعه خوف السخط إن يتخوّف 
وها أنا إيريسًا لفريام منقدٌ 
ليمضي إلى الأسطول حق الفدا يفي 
فيتحف أخيلا بما طاب قلبه 
به من عتاد شائق ومزخرف» 


۹1۲ 


النشيد الرابع والعشرون 


فلبت وهيّت من ذرى الطود تنثني 
لخيم ابنها القته أكمده الكمد 
وقد ذبح الأنصار إذ ذاك نعجة 
وداروا حواليه وزادهم مَدُوا 
فخفت تحاذيه ومنها تزلقًا 
تدور على أعطافه الكف والزند 
وقالت: «إلى م القلب تقضم كأبةٌ 
ولا زاد تبغى أو فراشا منمقا" 
زا بان أن تميق اعيل باه ١‏ 
فسهم المنايا موشك أن يفوقا"١‏ 
بَنَيّ وزفس اختصّني برسالة 
فحقدك أرباب السيادة أقلقا 
فغيظوا وزفس اشتدّ يلهب غيظه 
لحفظك هكطورًا لدى الفلك موثقا 
به ادفع وخذ عنه الفكاك بديله» 
فقال: «قضى زفسٌ ولا ريب مشفقًا 
ليات إذن من يبذل المال فدية 
فيرجع فيه شائقًا ومشوقا»"٠‏ 
فهذا حديث الأم في الفلك وابنها 
1 وزفس دعا إيريس قال لها: «ادلفي"٠‏ 
بلاغي من شم الأولمب به اذهبي ۰ 
وفريام في إليون بالأمر كلفي 
ليذهب إلى الأسطول هكطور يفتدي 
وآخيل يسترضي وبالغرٌ يتحفٍ 
ولا يمض معه غير فيج معمر 
لسوق بغال المركب الآن مسعف 
ويرجع فيها قافلًا بابنه الذي 
قوز اتستفاء ا من سفنف 


۹1۳ 


الإلياذة 


ولا يضطرب خوفا ولا يرهب الرّدى 
فقاتل أرغوص نسير فيقتفي 

فذاك دليلٌ معه يذهب آمنًا 
لمنزل آخيل بآمن موقف" 

وآخيل لن يغتاله متعسفا 
ويحميه ممن رامه بتعسف 

فلا هو ذو جهل ولا ذو حماقة 
۰ ولا نابذ التقوى بشر التعجرف"' 

فإيريس مثل الريح فريام يمّمت 
فألفته وسط الدَّار من حوله الولد 

ولم تلف غير النوح بلت ثيابهم 
دموعهم والعزم بالحزن منهد 

وفريام مما قد حثا متمرغا 
يدنسه خثي ويكنفه بردا' 

وفى صرحه كنّاته ويناته ١‏ 

۰ ينحن لبهم بعدهم عظم البعد"" 

نونك إلا وقي فت أصى 
برغد مها ينه جرخ :ال ق 

وقالت برفق: «يا ابن دردانس فلا 
تخف فبأنباء الأسى لم أكلف 

ولكن بخير العلم زفس أسارني 
نعم وهو أسمى مشفق لك منصف 

يقول امض للأسطول هكطورًا افتدى 
وآخيل فاسترضى وبالغر أتحف" 

e‏ تمك عدر شرح عفر 
لسوق بغال المركب الآن مسعفيٍ"' 

فيرجع فيها قافلًا بابنك الذي 
قد اجتاح آخيل بحد المثقف 


11 


النشيد الرابع والعشرون 


ولا تضطرب خوفا ولا ترهب الرّدى 

فقاتل أرغوص يسير فتقتفي 
فذاك دليل معه تذهب آممًا 
داعيل نوز نواه سد كيد 

ود 5 ٌ۶ . 0 كل مه 0 
فلا هوق ذو جهل ولا ذو حماقة 
ولكنه يرعى ولا ريب خترزمنة 

لمن جاءه فى ذلّةٍ المتزلف» 
طارت وفريام لساعته أمر 

د بناءه لتعد مركبة السفر 
ولها تشد بغالها وتعلق ال 

زنبيل ثم لحجرة النوم انحدر 
قد كان شم أعدَّ كل نفيسة 

وثمينة يشتاق رؤيتها البصر 
لقان قفاري ال وين شنم الان 

زفسٌ إل إلاهةً قد أرسلا 

وآخيل أتحف ما يشاء من الغرر 

أما أنا فلذاك غاية مطمحى 
التب وفعت الح تلك اعد 

وجيوشهم» قالت ومدمعها انهمر: 
«ويلاه أن حجى عرفت يه لدى 


116 


الإلياذة 


أتسير وحدك للسفين إلى فتّى 
لك كم فتّى بطل همام قد قهر 

لا شك قلبك كالحديد ألا ترى 
آخيل غد ارا عتا وتجيّرا 

فاحشكتن 'رآكة تت ل رفسق ولا 
لظف فة وخلته فووا دون 

فلنندين بصرحنا في معزل 
فسوى الهوان له القضا لم يغزل" 

وله الهلاك أتيح منذ ولدته 
فى البعد عنا لا تبلله العبر 

وفريسةٌ للفضف ويلا يفتدي 

مع كى ا الاك اشيم كيه . 

قضمًا فلا أبقي عليه ولا أذرا" 

إن يقض هكطور فلا نكسا قضى 
نكن لكل كتربهة متتمرضها 

في الذود عن طروادة ونسائها 
E ١‏ بكو AEE‏ 
«خلي الملام فقد نويت مصمما 

لن تصرفي عزمي فلا تقفي إذن 
كوقوف طير الشؤم في هذا المقر 

لو جاءني بالأمر عراف هنا 
أى كاف أو اف تک 

لرغبت عنه وقلت ذلك كاذب 
وصرفت فورًا عن مقالته النظر 

لكن تلك إلاهة أبصرتها 
وسمعتها ويذا اليقين أطعتها 


۹11 


النشيد الرابع والعشرون 


ولقد رضيت بأن يوافيني الردى 
بين العدى إن كان ذا حكم القدر 

فلئن أضم ابني الحبيب وغلتي 
أشفي ليفتك بي آخيل بذلتي» 

ثم الخزائن قام يفتح مخرجًا 
من كل منضود بهن اثني عشر 

من بردها ونقابها وشعارها 
وكذاك من زرييها ودثارها 

وأعدّ من ذهب شواقل عشرة 
١‏ وتو دكاتا اوها كد اين 

ومنصتين كذلك الكأس التي 
CSE N‏ اميك 

وبها حبته وافدًا برسالة 
فأضافها لفكاك هكطور الأير 

وتكأكأ الطرواد في أبوابه 

«عني أيا قوم الهوان افرنقعوا 
أفلم يبرح في مقامكم الكدر 

أو ما لكم من تندبون بدوركم 
حتى تزيدوني أَسََى بزفيركم 

أوليس حسبي أن يلظيني أسَى 
زفس وأبسل فتيتي هكطور خر 

ولسوف تلفون إلا ذي كل الأذى 
إذ بتم مذ مات أسهل مأخذا 

لا أبصرت غيناي دك معاقلي 
من لي بزجي قبل ذلك في سقر» 

واستاقهم بالصّولجان فأدبروا 
من وجهه وبنيه أقبل يزجر" 


۹1۷ 


الإلياذة 


هيلينسًا فاريس هيفوثوسًا 

أنطيفنًا فوليت سفاك الدما 

ألقى أوامره عليهم ساخطًا 

«عجلًا أولد السوء يا رهط الفشل 
ياليتكم طرًا فدا ذاك البطل 

ويلاه واعظم الشقاء فكم فتى 
لي كان في إليون قرم ذي خطر 

لم يبق لى أحدٌ فلا لهقاه لا 
مسطور ذاك القرن قرن بني العلى”” 

وابو الفوارس إطرويل ومنيتي 
هكطور من ريًا غدًا بين البشر 

قد كان أشبه بابن رپ معرق 
منه بمولودٍ لإنسيٌٌ شقي 

طرًا أبادهم الوغى مستبقيًا 
١‏ لي زمرة واقبحها بين الزمر 

رئثامةً رقاصة كذابة 
وبني البلاد سوامها سلابة" 

أفلا شددتم مركبى ونضدتم 
هذا المتاع لكي أسير على الأثر» 

جزع البنون لزجره وتألبوا 
ولشد مركبة البغال تأهيوا 

رة صنعت ويفا وازدهمت 
فبسطحها الزنبيل في الحال استقر 

والنير نير البقس كان على الوتد 


۹1۸ 


النشيد الرابع والعشرون 


فأتوا به وكذاك بالسير الذي 

فيه وتسعة أذرع طولًا قدر 
بالنير رأس الجذع حال أدخلوا 

والسير حوليه ثلافًا حوّلوا 
من تحت ذاك الجذع أحكم عقده 

من ثم كلهم إلى الصّرح ابتدر"” 
منه استقلوا يشحنون المركبه 


فريام نال هديةًٌ ويها افتخر 

من بعد ذا عمدوا إلى فرسين في 
SÎ‏ عي ع ةا و 

فبنفسه مع فيجه في صرجه 
۰ في الحال شدهما ولم يرع الكبر'" 

وأتته إيقاب يحزقها التصب 
بشهي صرف الراح في كأس الذهب 

وقفت أمام الخيل تندبه إلى 
صب المدامة قبل أن يلج الخطر 

قالت: «إليك الكأس خذها واسكب 
زلفى وحسن العود من زفس اطلب 

من زفس من إليون يرمق طرفه 
من طود إيذا حيث في علياه قر 

تمضي على رغمي فسله يرسل 
لك طيره الميمون ذا الطول العلى 
Es EGS‏ ا 
ورأيته جئت العداة بلا حذر" 

لكنما إن ظلّ زفش معرضا 
وبذي الرسالة منه لم يبد الرضا 


13 


الإلياذة 


له أغبريتك أن تسر اكه 
مهما رغبت ولب مهجتك استعر» 

فأجابها: «لن أعصينك يا امرأة 
بسط الأكف لزفس نعم التوطكه 

فلعله عطقا يرق» وأمره 
فورًا لجارية بخدمته صدر 

فدنت بإبريق وطس تذهب 
ّ ماء الطهور على يديه تسكب 

والكأس من بعد الوضوء أراقها 
فوق الحضيض لزفس دفاع الضرر 

إلى السماء أقام ينظر واقفا 
في وسط تلك الدار يصرخ هاتفا: 

«اأبا العوالم زفس من إيذا علا 
يا من لأمر جلاله الكل اكتمر 

سكن ايل فتلي يوق انسل 
لي طيرك الميمون ذا الطول العلي 

فإذا أكامى عن يصيكى انها 
1 1 ورأمكة سن النجواة فد سان 

فدعاءه زفس استجاب وأرسلا 
فى الحال أصدق كل أطيار الفلا 

تسدنا RN EOL‏ 
بالأسمر الفتاك فى العرف اشتهر 

ا ا 

٠‏ تا قي فالتا ية 

فتنسم الطرواد خير ظهوره 
لمايميتًا فوق إليون ظهر 

فهناك فريام لساعته على 
كرسيه بحمیل بشراه اعتلى 


۹۷۰ 


النشيد الرابع والعشرون 


واستاقها فمضت تغير بداره 
ورتاجها من وقع ذاك الجري صر'” 
وأمامه حث البغال وأسرعا 
إيذوس معتليًا محال أربعا" 
جريًا بإليون وكل ذويه في ال 
۰ آثار تندب ندب من مينًا قبر 
حتى إذا اجتازا بأسواق البلد 
للسهل جدًا لا يحوطهما أحد 
وإلى ديارهم انثنى الأبناء وال 
او جم ف اعد جر القن 
لما رأى زفس والشيخان قد ولجا 
في السهل رق لفريام وهاج شجا 
نادى ابنه هرمس المحبوب قال: «لكم 
أحببت بين بني الإنسان أن تلجا 
وإن تشأ تستجبهم فاصحبنٌ إذن ١‏ 
فريام فهى إلى الأسطول قد خرجا 
لا يعلمنّ به بين الملا أحدٌ 
حتى إذا جاء آخيلا قلا حرجا» 
لباه قاتل أرغوص وفي عجلٍ 
خفيه أوثق في رجليه مبتهجا 
(خفان من عنبر صيغا ومن ذهب 
في البح والب مذل الريح قد :درجا)؟” 
والصولجان الذي يلقي السبات على 
ا من شاء أو يوقظ الوسنان إن خلجا؛” 
به مضى مثل لمح الطرف ينزل في 
تلك السهول يحرف البحر مدلجا 
وراح يحكي أميرًا جد نحوهما 
عذاره خط في شرخ الصبا بلجا" 


۹۷۱ 


الإلياذة 


وقبر إيلوس لما جاوزا وقفا 
وقد أغار على الغبراء جيش دجى 

كلاس بم دون سيت 
مع البغال فهبٌّ الفيج منزعجا 

رأى الإله فنادى: «يا ابن دردئس 
ترق وانظر وقفنا موقفًا حرجا 

أرى امرأ جاءنا بالحتف هل هريًا 
نلوي الجياد وفورًا نطلب الفرجا 

أو فوق ركبته نحني ومرحمة 
نرجو عساه لنا أن يستجيب رجا» 

فارتاع فريام خوفًا واقشعرٌ أَسَى 
وقد «غتذا-ميزيكن شعن امات حا 

لكن دنا هرمس يهوي على يده 
يلقي السؤال بلين القول ممتزجا: 

«علام GEE‏ كو رسك * 

بذي البغال وهذي الخيل ترتحل'” 

هنا الأخاءة هلا خفت شرهم 
وكلهم لك بالعدوان مشتعل 

ما بالك الآن لو وافاك أيهم 
بذا الرياش وستر الليل منسدل 

ما كنت غص ضباب والرفيق أرى 
۰ شيفًا فما لك في دفع الأنى قبل 

فلا تخف ضرري بل فالق بي عضدًا 
لك انبرى وأباه فيك يمتثل»" 

فقال فريام يعلوه الجلال: «أجل 
بني غير مقال الحق لم تقل 

تفن أرق تعفن آل اد قد ينظو - 

عليّ كفهم في الموقف الجلل 


۹۷۲ 


النشيد الرابع والعشرون 


إليّ أسروا بسيّار نظيرك ذي 
قد وحسن وعقل نادر المثل 
اهاد وطويى لأملٍ أنت فرعهم» 
فقال: «يا شيخ خير القول ترتجل 
فأطلعني طلع الأمر أين ترى 
يعاق :في فيل هذ نخدي و 
افطل مقا فنك ` ١‏ 
لهنّ أم كل إليون عرا الوجل 
فرمتم هجرها لما نأى وقضى 
هول الأخاءة هكطور ابنك البطل» 
فقال: «من أنت من أي الأرومة يا 
من ذكر حتف ابنى المنتاب يبسط لى» 
لكات هنا شيخ كل اك اتكمافك الى 1 1 
إن كت خرن عن فكو اة 
فكم بصرت به للفلك مكتسمًا 
جيش الأخاء وسيف الحتف يمتشل"" 
وكم رأينا وأكبرنا ومانعنا 
آخيل فيظا على أتريذ نقتتل 
في قوم أعوانه وافيت منتظمًا 
EEE ّ‏ وميم ايل 
أبى فلقطور من أهل اليسار غدا 
NEE GS‏ 
أنا حملت مع الإغريق مذ حملوا 
لما اقترعنا فسهمي دون أسهمهم 
بدا فأمر آخيل جئت أمتثل 
والآن أكفذتي للسهل مرتقيًا 
فقد عرا القوم من كف الوغى الملل 


۹V1 


الإلياذة 


سيحملون على إليون من غدهم 

والصيد عن ردعهم ضاقت بها الحيل» 
فقال فريام: «إما كنت منتسبًا 

إلى ابن آياك فاصدقني بلا مهل 
أجسم همكطور آخيل رمى قطعًا 

للغضف أم قرب تلك الفلك لم يزل»:* 
فقال: «لا منسز لا ناب عاث به 
في القرب من فلك آخيل لقد بزغ اث 

نا عشر فجرًا عليه وهو معتقل 
فلا عراه فسان أو تخلله 

دود تخلل بهمًا في الوغى قتلوا 
وكلما طر فجرٌ حول صاحبه 

آخيل طاف به بالعنف يجتذل“؛ 
لتعجبنٌ إذا أبصرته ترقا 

لا تقع دنسه والجرح مندمل 
كم طعنة فهقت فيه قد اندملت 

كأن آل العلى تلك الدّما غسلوا 
لا شك ودوه حتى بعد مصرعه 

عن ذلك البطل القهار ما غفلوا» 
فطاب قليًا وصاح الشيخ: «وا ولدا 

يا حبذا البر للأرباب من عمل 
لم ينس ما عاش أرياب الألمب ولا 

هم أغفلوه ولو بعد انقضا الأجل 
فهذه الكأس خذ مني وكن عضدي 

بعون آل العلى قى هذه السبل 

فقال هرمس: «ليست شيمتي النحل 


VE 


النشيد الرابع والعشرون 


مهما أكن حدنًا ما أنت تطمعني 

بنائلٍ عن آخيل خفية تصل 
سهان و قاب ابر ف ` 

لسلبه إن عقبى ذلك الفشل؛ 
لأصحبنك حتى لو بغيت إلى 

بلاد أرغوس ذات الشأن تنتقل 
وليس برًا ويحرًا ما ظللت على 

عهدي تمسك من كف العدى الأسل» 
وهب هرمس للكرسي واستلم ال 

شعتان والسوط "كم اشتكاق نك جا 
وهمّة الخيل أورى والبغال وبال 

حفير حال لأسوار الحمى اتَلّجا"؛ 
ألفى العيون أعدَّت زادها فعلى 

أجفانهم صب تهجاتًا بها اندمجا'؛ 
وراح يفتح أرتاج الحصار بلا 

عنا ويدفع أزلاجًا بها زلجا؛ 
وبالهدايا وفريام ومركبه 

أم الخيام وفي بطن الحمى زلجاة؛ 
حتى إلى الخيمة الشما التي رفع ال 

مرميد لابن أياكِ ملكهم عرجا 
من أسؤق السر وشيدت تحت أغمية 

من المروج بها البردي قد مرجا 
وحولها الدار شيدت تحت أعمدة 

والباب مزلاج سرو واحدٌ رتجا"' 
ثلاثة منهم بالعنف تدفعه 

مداخل هنا زتها 
بوجه فريام خف الرب يفتحه 

وبالهدايا إلى ذاك الفنا ولجا 


Vo 


الإلياذة 


وصاح من بعد ذا لما ترجل: «يا 
ذا الشيخ هرمس من ولاك لا رجل 
أبى نصيرًا إليك اليوم أنفذني 
a‏ أنا الآن ماض عنك أنفصل 
لن أظهرنٌ لآخيل فما لبني ال 
می ا اون جن 
ونت رح وانطرح من فوق ركبته 
وسله رفقا عسى يصغي لما تسل 
وياسم فيلا وثيتيس ونفطلم 
ناشده يرن لدمع منك ينهمل 
“ا كد Xk‏ 
هكذا هرمش أتم الخطابا 
وتوارى إلى الألمب وآبا؛ 
فعدا الشيخ راجلا وأنايا 
إيذيوسًا فظل عند العجال 
عانيًا في جيادها والبغال 
ومضى يقصد ابن فيلا فألفا | 
ه تنحّى وعنه أنأى الصحايا 
“ا كد Xk‏ 
مالديه غير الفتى أفطميذ 
وكذا فرع آرس أل قميذ 
كان عن زاده ورشف النبيذ 
قام والزاد لا يزال لديه 
وهما قائمان بين يديه 
كلهم ما رأوه فانسل وانص- 
عي على ركنتي آخيل اتصتمانا 


۹71 


النشيد الرابع والعشرون 


د كد Xk‏ 
ويديه اللتين كم من فتى جل 
من بنيه أبادتا قبل قيّل 
دهشوا عندما على الفور أقبل 
دهشة القوم من وفود غريب 
ساقه فادح القضاء المريب 
قاتلا من بلاده فرّ يلجا 
لديان افترئ تخ لى جسفان]* 
Xk > >‏ 
فأجالوا الأبصار باستعجاب 
وهو ألقى خطابه باكتئاب: 
«ياابن فيلا مقرب الأرياب 
اذكر اذكر بشيبتي والدًا لك 
١‏ درك العجز آه متلى أدرك 
ري جار أصابه ببلام ٠‏ 
وهو لا عون صد عنه المصايا 
Xk > >‏ 
إنماللسرور يلقى سبيلا 
ذاك إن أبلغوه حًا آخيلا 
فيرجى له معادًا جميلا 
ليراه من بعد SBE‏ 
ويا اها ل و الا 
كم فى باسلٍ بإليون لي كا 
E RENEE‏ كران 


۹۷V 


الإلياذة 


X% >‏ 
من نساءِ شتى وتسعة عشرا 
عصبةٌ إخوةً أشقاء كانوا 
جلهم بالجهاد للحتف دانوا 
واحدٌ ظل متهم بذيادٍ 
عن سرانا يقى البلاد الخرابا 
> د 


ذاك هكطور من قتلت أخيرا 

وهی يحمي ذماره والعشيرا 
فأممت الأسطول فى ذا السبيل 

ولقد جئت بالفكاك الجزيل 
فسراة العلى آخيل اتقي وار 

فق بحالي واذكر أباك اهتيابا 


> ا عا 
لا جدير في الخلق بالرفق مثلي 
لا ولا في الورى امرق ذل ذلي 
هذه الكف أس بؤسى وخذلى 
وبها ابني أضحى قتيلًا جديلا 
وأنا قد قد قبلتها تقد تقبيل ”0 
ل لذكرى أبيه فيلا اكتكابا 


۹7A 


النشيد الرابع والعشرون 


ا ا علا 
فبرفق أنآه عنه وأجرى 
١‏ عبرات سحت على الفور حرّى 
EE‏ حرم عم يي انا EE‏ 
LE‏ ل 
وآخيل فطرقل يبكي وفيلا 
EEE EEE‏ يهنا با 
2K‏ علا 
وآخيل ا 
غله قام مفضيّا عن كروبه 
أنهض الشيخ رافقًا بمشيبه 
ولق يكن EE O EE E‏ 
دإي نعم سامك القضاء ويالا 
كيف قل لم تخف فجئت إلى الفل 
ك وحيدًا لمن بنيك انتابا 
ا علا 
E‏ انعد اسمن 
فانهض اجلس ولنبق طي القلوب 
فته الى فاطو 
ليس يجدي بكاؤنا والنحيب 
فالرزايا لكل مرء نصيب 
ليس يخلو سوى بني الخلد من هھ 1 
م ولكن لنا أعدُوا العذابا 


۹۷۹ 


الإلياذة 


»ا كلا لا 
فبأعتاب زفس قارورتان 
فالذي منهما مزيجًا أنالا 
زفس يلقي خيرًا ويلقي ويالا 
.لوال الام ال 
ر فتنتابه الخطوب انتيابا 


ا كلا علا 


بطواه يطوي البلاد كليلا 
تاا ق عرض الفتلاة ذل ياك 
من بني الخلد والورى مخزذولا”” 
فلفيلا الأرباب خير الهبات 
أجزلوا مذ بدا لهذي الحياة 
فاق جامًا وثروة وعلى المر 
ميد أضحى قيلا مطاتًا مجابا 
كد يد 
ولئن كان فانيًا وابن فان 
أنكحوه إلاهة ذات شان 
وعلى ذا منوه بالأشجان 
بحماه لم يعط قط بنينا 
بعده فى بلاده يحكمونا 
فرعه واحدٌ سيقضي قريبًا ۰ 


۹۸۰ 


النشيد الرابع والعشرون 


“ا كد Xk‏ 
كيف أجدي وقد شططت ديارا 
وبإليون قمت والهول درا 
لك أهمى وآلك الأكدارا 
وكذا أنت فد روى ال 
لك يا شيخ طالعًا ميمونا 
كنت ذا دولة ومالٍ وأبنا 
او اتسنا شيفم فسان 
“ا كد Xk‏ 
من ذرى لسبس مقر مقار 
لفريجا لجرف هذي البحار” 
سدت جم القوى رفيع المثار 
إنما منذ ذا القتال الوبيل 
لا ترى غير قاتلٍ وقتيل 
فاعتصم بالعزاء لا تجعل الضي 
م أسَى فيه تقطع الأحقابا 
“ا كد Xk‏ 
ليس يجديك حزن هكطور نفعا 
لن تقيمنه بذرفك دمعا 
رب خطب إليك من بعد يسعى»” 
قال يحكي فريام آل الخلود: 
١‏ «يا ابن فيلا لا تدعنى للقعود 
او ی ف ا و ۰ 
٠‏ حو احرارية ی 


۹۸۱ 


الإلياذة 


ا ا كلا 

E‏ ا بيت الا 

طان من بعد ما نأيت اغترابا» 
ا ا كلا 

قال: «يا شيخ لا تغظنى قسرا 

بأن الها 

قا ول ماف سانا 

اا ا كلا 


أي مرء ولو بشرخ الشباب 
يخرق الجيش قاصدًا أبوابي 
عن عيون العيون طيّ الحجاب 
أو أزلاجنا له يتهيا 
دفعها اصمت إن شئت تلبث حيا 
لا تهجني فزفس أعصي ولا أر 
عى ذليلًا هما وشيخًا مصابا»"* 


م 


وأننا عالم 


AY 


النشيد الرابع والعشرون 


ا علا 
وآخيل كالليث هب سريعا 
معه من رفاقه تبعان 
بعد فطرقل أقرب الفتيان 
أفطميذ وألقميذ أخو العز 
م جميمًا عدوا وجازوا البايا 
ا ا علا 


A NEE EEE. 

N E‏ حرا 
E ST E‏ 

غير بردين شاكقين جملا 
زق ان سارف نه 

زا اخ أن يمسق چ کي 
موا عيب Eee‏ 

x‏ كلا كلا 


والجواري لغسل هكطور نادى 
ولتطييبه هناك بعادا 
خنفمة ان ع ال اننا أنانا 
فيثور الأوار ضمن فؤاده 
وآخيل يشتد داعي اشتداده 
وه مول اي ل حماتن 
١‏ امي شمن ام افيه اا 


A۲۳ 


الإلياذة 


ا عا علا 
غسلته وطييته الجواري 
ويبرل EES‏ وشعاالر"“ه 


وآخيل ألقاه خلف الدار 
فوق نعش وذان باستعجال 
رفعاه لظهر كبرى العجال 
عند هذا بكى آخيل وفطرق 
صل عا قال لا تسمني عتايا 
Xk xk >‏ 


لا تفظ إن بلج آذيس ينمى 
لك أنى أعدت هكطور رغما 
فأيوه كاتنت كناك الأ 
وأنا منه سهمك المعتادا 
سوف أبقي» وللصريفة عادا 
حلّ فى عرشه البهى لدى الحا 
1 كط يلقي التكاف ی 
“ا كد Xk‏ 
«لك يا شيخ قد أعيد فتاكا 
وهو في نعشه فنل مبتغاكا 
فإذا الفجر بكرة وافاكا 
فمليًا تراه عند المعاد 
إنما الآن حان وقت الرّاد 
فنيويا لم تسه عن زادها فى 
م مذ أصابها ما أصابا؟ه 


A 


النشيد الرابع والعشرون 


ا ا > 
وندها انتا عش يريع الخياة 
فته 3 E‏ 
فتكت أرصطميس بالغادات 
وبقوس اللجين فيبوس أردى 
ذاك إذ فاخرت نيويا لطونا ال 
x‏ ا > 
وا N]‏ وتاك اثنان 
إنما قد أفقناهم هذان 
هرا تم ىة منوت الوسوان 
لبثوالا قبر فزفس جهارا 
مسخ الناس حولهم أحجارا 
وسراة الخلود عاشر يوم 
x‏ ا > 


شعرت بالطّوى بجهد البكاء 
A EER‏ 
a Sa E‏ 
بعد أن أصبحت بسيفيل صخرا 
بجِبالٍ شم يروّعن ذعرا 
حيث مثوى الحور اللواتي على جر 
ف اا لها الوّقص طابا 


1/60 


الإلياذة 


Xk >‏ 
وكذا نحن زادنا نأتيه 
وابنك القرم باكرا تبكيه 
عندما للبلاد ترجع فيه 
فهناك الدموع ما شئت تهمر» 
ثم شاة بيضاء أقبل يتحز 
وذووه من بعد أن سلخوها 1 
أربي وها وسقدو الآرا"" 


»ا كلا علا 


واشتووها بلاهب النيران 

ثم مدوا الشواء فوق الخوان 
هع التععيي بالشهاع اقتا 

وآخيل اللحوم قسم حلا 
والأيادي مدت إلى الزاد حتى 

أنفوا الزاد جملة والشرابا 


»ا علا علا 


وابن دردانس آخيل تأمّل 
٠‏ بحن قي و 
ومحيًا الأرباب إن هو أقبل 
وآخيل فريام أعظم قررا 
لوقار ومنطق زان فكرا 
اعدف هة ول يحل 
كدق ,مكبر له اتد انها 


1/81 


النشيد الرابع والعشرون 


»ا كلا علا 


ثم فريام قال: «آخيل دعنا 
بلذيذ الهجوع ذا الحين نهنا 
فأنا لم أغمض لعيني جفنا 
مذ قف سانا مساعدك ادن ا 
بل ببثي ما زلت أشقى بحزني 
أتلوّى على الدمال بصحن ال 
دار أصلى لظى الأسى اللهابا 
Xk ok‏ 
أو اأذق نك انى الي هيا 
أو تراني رشفت كأس الحميًا 
فإلى الآن لم أذق قط شيفقّاهء 
فآخيل فى الحال أصدر جهرا 
1 للحواشى واللسبيات أمرا 
أن يعدوا في الباب فرشا ويلقوا ۰ 
لحف البرفير الحسان قشابا 
Xk ok‏ 
ويمدوا فوق الفراش الزرابي 
وعليها مكثف الأثواب؟5 
فالجواري جرين للأعتاب 
معهن المصباح للياب رحن 
وفراشين في المجاز طرحن 
ولفريام قال إذ ذاك اخي 
ل يريه مخافة وارتيابا: 


AV 


الإلياذة 


د كد Xk‏ 
«أيها الشيخ خارجًا نم قريرا 
نة أن تلقى بخيمي أميرا 
قادمًا فى الدجى هنا مستشيرا 
فهنافي أبحاثنانستفيد 
ذاك عرف جرى عليه الصيد 
فإذا ما رأوك فى الليل أتريه 
۰ ع دوين ولون جات هاي 
Xk <k >‏ 
ولعل المليك يرجى الفكاكا 
1 فقل الآن لي صريحهًا مناكا" 
كم نهارًا تبغي لدفن فتاكا 
قل فنفسي أصدٌ عن أهوائي 
وأرد السرى عن الإبلاء» 
فعلى ذا فريام وهو يحاكي 
بوقار ربا مهيبا أجابا: 
Xk > >‏ 
إن ا ا ای ی 
تلك اخيل منة منك تترى 
قد حصرنا تدري بإليون حصرا 
والمدى شاسمٌ لقطع الوقود 
بالرّواسي والرعب هد جنودي 
ولنا للبكاء تسعة أا 
م بها نذرف الدموع انسكابا 


A۸ 


النشيد الرابع والعشرون 


»ا علا علا 


و 


ثم يوم للدفن ولإيلام 
شم يوم للرّمس والإتمام 
وإذا ما اقتضت دواعي الخصام 
نتهيا للهرب إن نأت فجرا 
بعد هذي الأيام ثاني عشرا» 
قال: «ما شئت فليكن ويهذا ال 
حين نلوي عند الحروب الحرابا» 


ا لا علا 


ثم يمنى فريام أمسك عهدا 
لوفاق جرى وأبرم عقدا۷ 
خشية أن يسومه الرعب جهدا 
LS AA AL‏ 
وبظل الرواق بالأمن ناما 
وآخيل في عزلةٍ بحماه 
۰ وحوموا لون تهون E‏ 


»اا كلا علا 


وجميع الأرباب والناس طرًا 
هجعوا والظلام أسبل سترا 
إنتمنا: ظحل هرمس :لا ری 
فاكرًا في فريام كيف يبين 
عن حمى القوم لا تراه العيون 
فعلى رأسه استقر ونادا 
هُ: «أيا شيخ هل أمنت الطلابا 


۹۸۹ 


الإلياذة 


ا Xk +X‏ 
نمت بين العدى بأمن آخيل 
ولقد جدت بالعطاء الجزيل 
افتكات ينةك الكريه اتتبيل 
إن تخلاقي هتا اأغامم ونا 
والسرى كدت ولدك الباقينا 
عنك يعطونه ثلاثة أضعا 
ف البذين قت اتيت مالا لباب 
ا +X‏ يد 
قام فريام ينهض الفيج رعبا 
ولشد العجال هرمس هيا 
وبها جد ينهب السهل نهبا 
راف عق ذلك الج بواكتى 
فأتوا آمنين مجرى الماء 
فوق جرف فيه تدفّق زنث ال 
منتمي نشأةً لزفس انتسابا 
ا كا يد 
لأعالى الأوالمب هرمس راحا 
۰ وكدا اماد اا 
فهنا الشيخان استباحا النواحا 
كع SEE SE E‏ 
LS‏ الت aa‏ 
عرفا ل مزافما مح هنر 
أو فتاة في الأهل حيث اجتابا 


۹۹۰ 


النشيد الرابع والعشرون 


Xk ok 
بهما ما درى بذاك المجال‎ 
غير كسنررا فتاة الدلال‎ 
مق “تفلت كوف رديت الشمال‎ 
أشرفت من فرغام فوق الوهاد‎ 
فأباها رأت وذاك المنادي‎ 
وأخاها رأت على نعشه فيه‎ 
ه اذلعبّت بغالة إِذْلِعْيَاباةا‎ 


ا لا علا 


ولولت والدموع ملء المآقي 
ثم جدّت تصيح في الأسواق: 
«يا رفيقات يا خيار الرفاق 
إن تكونوا حييتم هكطورا 
وهو حي بعوده متنتصورا 
وجذلتم بملتقاه جميعًا 
فانهضوا رحبوا به ترحابا» 
> ا Xk‏ 
أكبروا الخطب والأسى والوبالا 
وإلى الباب بادروا استقبالا 
كلهم كلهم نسا ورجلا 
وأمام الجميع زوج حليله 
أعظمت خطبه وأم جليله 
بعويل وقطع شعر وندب 
جاءتا النعش تلمسان النطابا"" 


۹۱ 


الإلياذة 


»ا كلا علا 


أوشكوا كل يومهم ان ينوحوا 
إنما الشيخ صاح من فوق عرشه: 
«افتحوا لي السبيل للصّرح من ث 
م اسكبوا الدمع فوقه تسكابا» 
»ا »ا لا 
فله وسعوا الطريق فجذدًا 
وأتى القصر خلفه القوم حشدا 
وضعوا الميت فوق نعش أعدًا 
وفق ذاك النشيد نحن ككابا 


»اا علا علا 


وانبرت ألا فعمّ العويل 


فعلى رأسه ترامت تقول: 
رمت ئة تات ات :التتتحسيين 
وأنا أيُمٌ بهذي القصور 


وهنا الطفل طفلنا ونتاج ال 
حزن لن يدركنٌ آه الشيايا 


۹۹۲ 


النشيد الرابع والعشرون 


ا ا > 
قبل ذاك الرّمان خلت الديارا 
أصبيحت قفرة وباتت دمارا 
وجميع البنين والأطفال 
والعذارى والمحصنات الخوالى 
وأنا بينهنٌ وا أوصابا 
ا ا > 


حيث أمسي تعنو بذل وبؤس 
لفتَى ظالم عتا ذي بأس 
أو عدقٌ سيم الويال الثقيلا 
وى لك الهنماءة الموفية 
بك يلقي من فوق برج فيشفي 
غلة كادت النفوس الغضابا 
د ا Xk‏ 


بابن هكطور يشتفي في انتقام 
لأب أو أخ رمى أو غلام 
فهمامًا قد كان آي همام 
ولكم باسلٍ بجيش الأعادي 
كدم الأرض دونه في الجهاد" 
فلهذا بكته طرواد طرًا 
وعليه الفؤاد بالبث ذابا 


۹۹۳ 


الإلياذة 


> > د 
جل عن واجب التأسّي أساكا 
Rs‏ بون CERES‏ 
إنمالي فوق الجميع شجاكا'" 
آه لو فهت لي ببعض الكلام 
تبسط الكف لي أوان الحمام 
لتذكرته نهاري وليلي 


ودموعى تنصب عمري انصبابا» 
»لا علا كلا 


ثم غصّت بفائض الزفرات 
والعذارى يجُدن بالعبرات 
ثم صاحت إيقاب: «وا حسراتي 
وا أعرّ البنين وا هكطورا 
كم رعتك الأرباب حًا قريرا 
وهي من بعد فاجعات المنايا 
۰ به تمي د دة ووا 


»اا كلا علا 


بأقاصي البحار في إمبروس 
أى بساموس أو ربى لمنوس 
باع من فتيتي آخيل البئوس 
كل من في يديه أضحى أسيرا 
١‏ إنما أنت مذ رماك مغيرا 
بك ما زال طائقا حول رمس 
لخليلٍ أنفذت فيه الذبابا"" 


134 


النشيد الرابع والعشرون 


»ا كلا علا 


كل هوا الم هئ ذاك: ااا 
وأمامى أراك رطيًا جميلا 
مثلما لو ذا الحين رحت قتيلا 


مثل من فيبش أباد بسهم 


دق عن صولج الحنية يرمى»" 
وعلا النوح ثم هيلانةٌ ثا 
ا 00 ولولت تزيح النقابا: 
> ا كلا 
يا َنم الأصهار إلف الوداد 


دن الأمل كلهم بفؤادي 
لم أر مذ عشرين عامًا بلادي 
منذ فاريس مجتبى الخالدينا 


ساقنى قادمًا إلى إليونا 
ليتني قبل أن أفارق شعبي 
وبني أسرتي انشعبت انشعاباا'" 


كلا علا كلا 
شأنك الرفق بى لقد كان دوما 


قط ما سمتني المهانة يوما 
وإذا كادني سبابًا ولوما 
أي EE‏ أو زوجه أو شقيقه 


أو حماتي إيقاب تلك الشفيقه 


(غير فريام من بدا كأب لي) 


۹40 


الإلياذة 


ا ا كلا 
سوف أبكيك سوف أبكى شقائى 
ليس لي راحم وإلف ولاء 
قد قلاني الجميع فوق بلاكي»"" 
ثم فريام صاح فيهم سريعا: 
«يا سراة الطرواد قوموا فسيروا 
واجمعوا وافر الوقود احتطابا 
اا ا كلا 
لد تخافوا من الأخاءة غدرا 
فاخشييل لئ قال أن لن يكرا 
أسرعوا جملة لشد البغال 
ثم ساروا بهن فورًا وجدوا 
وإلى السور أقبلوا أسرابا 
2K >‏ كلا 


تهنا ت ومح اضرا 
لبثوا ثم عاشر الأيام 
رفعوا الميت والعيون هوام 
قنرق "“ذاكالحوقيتون “قم لارا 
ا و ووا د وج أوارا 
ولهم حين لاح ورد بنان ال 
Ea E aE‏ 


151 


النشيد الرابع والعشرون 


“ا كد Xk‏ 
حيث هبت لواهب النيران 
أخمدوها بصرف خمر الدنان 
ولفيف الإخوان والخلان 
جمعوا كلّ أعظم الميت جمعا 
بكئيب الفؤاد يذرون دمعا 
أودعوها من ثمَّ حمق لجين 
وكسوة برفيرهم جلبابا 
ا كد Xk‏ 
أنزلوها في حفرة حفروها 
وبجلمود صخرهم طمروها 
ثم شادوا الضريح إذ دفنوها 
وحواليه أوقفوا الأرصادا 
من سراة السرى قرومًا شدادا 
خشية من عدوهم أن يفاجي | 
“ا كد Xk‏ 
وإذ القبر أكملوا وأتموا 
صرح ذاك المليك فريام أموا 
حيث حوليه للعزاء انضموا 
ولهم هِيِّأالمليك طعاما 
كان فى مأتم الفقيد ختاما 
EO AE TCE‏ > 
ر الذي روّض الجياد الصلايا"" 


۹۹۷ 


الإلياذة 
تتمة حوادت الإلياذة 


يتشوف القارئ وقد أتم تلاوة الإلياذة إلى الإلام بمآل الأعيان من أولئك الرجالء وهاتيك 
النسوةء وما كان من عقبى الحرب المضطرمة بين الإغريق والطرواد» مما هو مرو في 
الات 

بنيت الإلياذة على غيظ آخيلء فأخذ الشاعر بجميع أطراف ذلك الغيظء حتى إذا 
قضى وطره استتم خيره ختم الكلام. 

وإننا موردون الآن بأوجز عبارة ما كان من خاتمة الحرب ومصير كبار القوم. 

لما انقضت الموادعة استأنف الفريقان القتال؛ وإذ أعيت الإغريق الحيلة في فتح إليون 
لجأوا إلى خدعة هيأها لهم داهيتهم أوذيسء فصنعوا حصانًا كبيرًا من خشب على شكل 
كبش مما كان يستعمل في الحروب» ونصبوه لدى أبواب البلدء وفيه الكماة المدججون 
بالسلاح» ومن جملتهم صاحب الخدعة وذيوميذ ونيفطوليم ابن آخيل» وكان قد لحق 
بقومه في أخريات أيام الحرب» وهو بعد صبيء ثم تظاهروا بالسأم والملل والتأهب 
للانصراف فانخدع الطرواد وخرجوا فأدخلوا الحصانء فلما كان الليل خرج منه رجال 
كمينه وقتلوا الحراس وفتحوا الأبواب» فدخل الإغريق البلد ودمروه واستباحوه نهيًا وقتلا 
وسبيّاء ولم ينج إلا نفرٌ قليل ممن لاذ بالهزيمة. 

أما آخيل فقتل قبل فتح البلد بسهم رماه به فاريس فأصابه بعقبه» فتنازع أوذيس 
وإياس الكبير على سلاحه ففاز به أوذيس فغيظ أياس وانتحر كيدًا. 

وأما سائر الزعماء فتفرقوا وعادوا كل إلى بلاده ولكنهم تجرعوا مضض الأهوال 
وهلك معظمهم. 

فأغاممنون غدرت به زوجته ومعشوقها اغستوس» وكان قد استعمله أغاممنون على 
بلاده أثناء غيايه. 

وأخوه منيلاوس رجع بامرأته هيلانة» فوصل بلاده بعد عناء ثمانية أعوام» ولم يقم 
طويلًا حتى مات. 

وذيوميذ كاد يصيبه من غدر زوجته ما أصاب أغاممنون لو لم يلجأ على الفرارء 
فشخص إلى إيطاليا بشرذمة من أتباعه وبنى فيها عدة مدائن. 

وإياس الصغير عصفت الريح بسفائنه» وهو راجع بها فأغرقتهاء فلاذ إلى صخر 
وقف عليهء ثم ما لبث الصخر أن انشق تحت قدميه فمات غرقا. 

وأوذيس لعبت بسفنه العواصف فهام عشرة أعوام على وجه المياه في حديث طويل 
بنى عليه هوميروس منظومته «الأوذيسية»» وكانت امرأته بديعة الجمال طاهرة الذيل 


۹۹۸ 


النشيد الرابع والعشرون 


فطمع بها عظماء قومهاء فحاولت وطاولت إلى أن عاد زوجها فشكت إليه أمرها فقتلهم 
جميعًاء ومات أوذيس قتيلًا بيد ابنه تليغون قتله في معركة وهو لا يعلم أنه أبوه. 

ونسطور عاد إلى بلاده ساكًا فقضى بقية أيامه بأمن وسلام. 

أما فريام ملك طروادة فذبحه نيفطوليم بن آخيل أمام الهيكل بعد فتح إليونء 
وابنه فاريس مات قتيلًا قبل الفتح. 

وزوجه إيقاب كانت في سهم أوذيس عند اقتسام السبايا فاسترقها. 

وابنته كسندرا كانت من سبايا أغاممنون. 

وكنته أنذروماخ امرأة هكطور استأثر بها ابن آخیل» وعاد بها إلى بلاده وتزوجها 
ثم طلقهاء وأزوجها هيلينوس أحد أبناء فریام» وأما ابنها استياناس فألقى به ابن آخيل 
عند فتح البلد من شاهقء كما كانت تقول متشائمة وهي تندب هكطور (ن .)۲٤‏ 

وهيلانة بقيت مع منيلاوس في إسبارطة إلى أن توفي فاضطرت إلى مغادرة البلاد 
فذهيت إلى رودس فشنقتها إحدى أرامل الأيطال الذين هلكوا بحصار إليون. 

وأوفر رجال القومين حظًا وأحسنهم منقلبًا كان أنياس بطل منظومة فرجيليوس, 
فإنه تمكن من الفرار وأسس دولة كبيرة كما تقدم (ن .)5١‏ 


هوامش 


)١(‏ يتضمن القسم الأول من هذا النشيد وصف حالة آخيل بعد أداء ما عليه من 
واجب الأخاء وقضاء حق الوفاء بمأتم فطرقل وانثناءه إلى جثة قاتله هكطور يسومها 
الذل والهوانء وقيام الآلهة للبحث في هذا الأمر. وقد جعلنا قوافيه مختلفة باختلاف 
السياق والموضوع. 

(۲) مضى على مقتل هكطور اثنا عشر يومًا وهي مدة تنحل فيها أعضاء الجثث 
وتفسب ولم يكن هوميروس ليجهل آنه يعترض عليه بمثل هذا فاستدرك بقوله: 


ع 


أن أفلون حفظه «ومد عليه عسجدي مجنه فلا مَسّه ضر ولا مزق الجلد» 


وهو قول إذا أخذ على ظاهره يستفاد منه أن فيبوس وهو ربٌّ قدير حفظ الجثة 
من الفسادء وإذا لجأنا إلى التأويل قلنا: إن فيبوس (أو أفلون) ممثل الشمس ومن جملة 
مزاياه أنه ولي الطب والأطباءء وآخيل مريد خيرون رأس الأطباءء فأما أن يكون آخيل 


144 





رسم وهمي للحصان الخشبي الذي اصطنعه أوذيس. 


عالج الجثة بدواء يقيها الفساد ريثما يروي غلته بزيادتها هوانًا وتحقيرّاء وإما أن يكون 
بعض عبدة أفلون فعل ذلك» وعلى كل حال بطلت الغرابة ببقاء الجثة سالمة طول هذه 
المدة» وهي غاية الشاعر. 

(؟) هرمس رسول الآلهة. 

)٤(‏ أراد بقوله: «الربة التي أباحت له بئس المنى» الزهرة وإن لم يسمهاء وفي هذه 
الأبيات الثلاثة إشارة إلى خرافة ا قالوا: إنه لما حملت إيقاب بفاريس رأت في الحلم 
أن في أحشائها جذوة نار تلتهب فتضطرم بها أسيا وأروياء فقصت رؤياها على زوجها 
فريام فلما ولد الولد هم فريام بإهلاكه؛ فوارته إيقاب عنه وائتمنت عليه رعاةً في جبل 
إيذاء فشب بينهم يرى الأنعام» وف تلك الأثناء حدث الخلاف المشهور في أساطيرهم بين 
أثينا وهيرا والزهرةء فتقاضين إلى فاريس ورغبن إليه أن يحكم في جمالهنَّ فاستمالته 
الزهرة ربة الهيام فقضى لها. 

)٥(‏ يجمع معنى هذين البيتين قول الشاعر العربي: 


اتشيه الزايع والعشروخ 
بليت وفقدان الحبيب بلية وكم من كريم يبتلى ثم يصبرُ 


(1) تقول هيرا: إن هكطور ليس كفوًا لآخيل» فلا يجب أن نحفل به وننزله منزلة 
آخيل؛ لأن ذلك إنسيٌّ ابن إنسية» وهذا وإن كان إنسيًا فأمه من بنات الخلودء ثم أيدت 
جرنوات 5 اللجتلة الح اميت رداب ثيتيس إلى فيلاء ا 
كانت ثيتيس أجمل بنات الماء فهام 5 الأرباب» وفي مقدمتهم زفس وأخواه أفلون 
ا وكادوا يختصمون عليها لو لم يروا في علم الغيب أنها ستلد أبتا يفوق أباه 
سطوة وجاهًاء فأحجم الأرباب عنها وقضوا بزفها إلى إنسيء فتولت هيرا الأمر واختارت 
لها فيلا بعلا فأبت ثيتيس بادئ بدءٍ أن تكون عرسه. ثم اضطرت إلى القبول في 
حديث طويلء وأقيمت للزفاف حفلة شائقة حضرها جميع الأرباب إلا «الفتنة»؛ لأن 
زفس كان قد أجلاها من السماء وأقصاها عن محافلهم» فنقمت عليهم وأضمرت السوءء 
ثم انتهزت فرصة غفلة منهم وطرحت بينهم تفاحة ذهبية نقش عليها: «هذه لأجمل 
الربات» فادعتها هيرا وأثينا والزهرة» وتخاصمن إلى فاريس فقضى للزهرة كما تقدم. 

(۷) القربات جمع قرية؛ ما يتقرّب به إلى المعبود من بر وطاعة. 

(۸) أي: إن إيريس غاصت في اليم كما تغوص الرصاصة المعلقة بالشص إذا طرح 
الشص في البحر لصيد السمك» وقرن الثور طافِ على وجه الماء. 

كان صيّادوهم كصيادي هذا الزمان يربطون رصاصة فوق الشص لتغوص به في 
الماءء ولكنهم كانوا يتخذون قطعة من قرن أو نحوه بدلا من قطعة الفلين» وما أشبهها 
مما يعلق الآن على مسافة من الشص ليبقى طافيًا على وجه الماءء ويستدل باضطرابه 
على نشوب الشص بالسمكة. 

() الغيابة: القعر. 

)٠١(‏ القضم: الأكل والكسر بأطراف الأسنان» وقضم القلب كأبة وحزنًا استعارة 
غريبة» ولكنها ذات وقع» ولم أر لها مثلًّا في العربية منع ورود قضم الجمر وعض 
الأصابع غيظًا أو حزتاء كقول أبي الطيب: 


أو كقول الوأواء الدمشقى: 


الإلياذة 


واسترجعت سألت عني فقيل لها ما فيه من رمق دقت يدا بيد 
وأمطرت لؤْلوًا من نرجس وسقت وردًا وعضت على العناب بالبرد 


)١١(‏ زعم البعض أن هذه العبارة دخيلة في الإلياذة؛ لأن هوميروس أحرص الشعراء 
على أدب الأخلاق فلم يكن من شأنه أن ينطق والدة آخيل بهذه العبارة الدسمةء ولكن 
من تأمل في مجريات ذلك العصر عصر الزهرةء لا يعجب لورود عبارة كهذه» بل يعجب 
لإسباله الستار على الكثير مما هو أعظم وأدسم» ويعلم أن هوميروس كان أرقى أهل 
كان عفة وآن نا متسيس ف قا افولا مويك غ انات ر إل تعد اکن 
وليس الأمر كذلك عند رواة الأقدمين من الكلدان إلى المصريين إلى العبرانيين إلى اليونان 
إلى الرومان إلى العرب» فهوميروس بهذا المعنى أسبلهم سترًا وأحرصهم. 

(؟1١)‏ هذا جواب مقتضب من آخيل يذعن فيه حال لإشارة أمه؛ إذعانًا لمطلب زفس 
فلا يطاول ولا يحاول بل يبادر إلى الرضوخ بلا ممانعة» فكأن نفسه طابت وروی معظم 
غلته بتدنيس جثة هكطورء والآمر زفس ولا مرد لأمره فأجاب صاغرًا لعلمه أن المكابرة 
لا تجدي» وقد أحسن الشاعر بجعل هذا الحكم صادرًا من زفس وإلا فلم يكن ثمة سبيل 
لحمل آخيل على إخماد سورة غضبه وإجابة فريام إلى طلبه. 

(۱۳) ادلفى: أسرعى. 

(:1) ال أرفوض هن هرمس سفير الآلهة كما قدمناء كان علاوة على اختصاصه 
بالسفارة رب المنطق والفصاحةء وكانوا يمثلونه تارة بصورة رجل تنبعث من فيه 
سلاسل تعلق بأذان السامعين» وطورًا بصورة فتى جميل الطلعة على رأسه قبعة وله 
جناحان على کاهلیه» وجناحان بعقبیه» وفي يده صولجان الفيوج يلتف عليه أفعوانان 
- رأينا الشاعر في كل ما مر يرمي إلى إكبار آخيل وإعظام شأن اليونان» وهنا قد كادت 
اا فكو ته الام فا أن يق الكتران هن السامم ا ةة 
فبلغ بها مراميه» أما آخيل فلا أسمى لإكباره من جمع الآلهة للبحث في أمره واشتغال 
سكان السماء والأرض في استمالته وتسكين غيظه»ء وأما الإغريق فقد أبدى الشاعر ضمنًا 
ما كانوا عليه من اليقظة والانتظام حتى لم يكن مخلوق دون الآلهة يصلح أن يخترق 
صفوفهم» ويبلغ آخيل ساًا وإن كانوا في زمن موادعة ومأتم عظيم. 


النشيد الرابع والعشرون 





هرمس (عطارد) سفير الآلهة ورب المنطق والفصاحة. 


)٠١(‏ كانوا يقولون: إن أسبابًا ثلاثة تحمل الإنسان على إتيان الخطيئة» وهي الجهل 
والحماقة والكفرء أو قلة الورع» ولم يكن آخيل على شيءٍ من ذلك فلا بد إذن من أن 
يرضخ لأمر زفس. 7 

(17) أي: إنه كان متمرغا بالدمال ولابسًا مسحًا - راجع ما قلنا بهذا الصدد (ن 
۲( 
البهم: الأيطال. 
أي: أتحفه بالهدايا الغر فكاكًا لهكطور. 
اي لا يذهب معك غير فيج» أي: رسول مسن يعينك على سوق بغال المركبة 

م (ن )٠١‏ ذكر غزل العمرء وغزل الهوان هنا من ذاك القبيل. 
؟) تقدم لنا ذكر شواهد بهذا المعنى (ن ۲۲)ء تمنت آم هكطور أن تأكل كبد 
آخيل» وقد فعلت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان تلك الفعلة بعد إيقاب بنحو ألفي عام 


۱۷ 
1۸ 
1۹ 


0 


5 


)۱۷( 
)۱۸( 
)۱۹( 
(۲۰) تقد 

1) 


۱.۰۳ 


الإلياذة 


وكان ذلك في غزوة أحد التي تقدم ذكرها؛ إذ بقرت بطن حمزة بن عبد المطلب» وتناولت 
كبده فلاكتها ومضغتها فلم تقدر أن تسيغها فلفظتهاء ومن قبيل تحرّق إيقاب تحدم 
سلافة بنت سعد بن سهيل؛ إذ نذرت حين قتل عاصم بن ثابت ابنها يوم أحد المذكور 
لئن قدرت على رأس عاصم لتشرين في قحفه الخمر. قال عنترة: 


وإني قد شربت دم الأعادي بأقحاف الرءوس وما رويتٌ 


(۲۲) رسم الشاعر بحديث فريام وإيقاب صورة الزوجين أضعفهما كرور الأعوام» 
وانتابتهما الرزايا العظام» فيتشاكيان ويتشاوران» فالرجل قانط من حياته لا یری إلا 
أن يموت ببقية من سالف مجده قرير العين ببلوغ أمنية يتمناهاء والمرأة وقد عدمت 
العون والنصير ترى حياتها بحياة ذلك الزوج» فبرزت إيقاب هنا بصورة المرأة الظنون 
والأم الحنون والزوجة الشفيقة على زوجها المشفقة على نفسهاء علمت أنه متكل على 
زفس بذهابه إلى العدوء فلم تعبأ بهذا الاتكال» بل ريما توهمت أنها حيلة اختلقها فريام 
ليخفف عنهاء فشكت وبكت ولامت وقامت تحول بينه وبين أمنيته. وأعظمت عليه الأمر 
حتى إذا أتت على ذكر آخيل قاتل ابنها ثار بها ثائر الغيظء فنددت وعددت» فإذا به كله 
قبائح» ولما أتت على وصف ابنها أسبل الحنو ستره على بصرها فلم تر فيه إلا الجلال 
والكمال» وأنساها الحب الوالدي فراره من وجه آخيل» فوصفته وصف الخنساء بقولها: 


يا صخر أنت فتى مجدٍ ومكرمة تغشى الطعان إذا ما أحجم البطلٌ 
كالليث يحمي عرينًا دون أشبله ثبت الجنان إذا ما زعزع الأسل 
حجان ا شاد هة “لواف دين اد و وا 
ضخم الدسيعة سهل حين تطرقه لا فاحش يرم نكس ولا خطل 


(۲۲) علمت أن فريام كان ملكا رفيع الشأن عظيم السلطان كثير الولد قوي الجندء 
أخنى عليه الدهر فزعزع أركان مملكته» وضعضع أحوال دولته» وعاث العدى ببلاده 
وبطش بأولاده» وأراه هكطور وهو مطمح أبصاره وحامي ذماره قتيلًا يسام شر الهوانء 
فلا بدع بعد ذلك أن يرى النور ظلامًا ويفقد الرشد وتنهال شتائمه على القريب والبعيدء 
كأن الأرض في عينه بقعة سوداء لا تحمل إليه إلا الأعداء وهذا منتهى الجزع. 


النشيد الرابع والعشرون 


)۲٤(‏ عربنا كلمتي 070007 «410) بذيوس الأبهم أو الباسل على ما جرى عليه 
الأكثرون» ولكن بعض النقلة جعلوا العلم الكلمة الثانية» فقالوا: أغابون الإلهي أو 
العظيم. وهكذا قال مونتى (5©1213223 .(Agavo di divina‏ 

)٠١(‏ القرن: السيدء والقرن المقارن الكفوء. 

)۲١(‏ الرنام: المترنم. 

(۲۷) يصف الشاعر عنا أجزاء المركبة وكيفية إعدادهاء فالمراد بالزنبيل صندوق 
من القصب وما أشبهه يلقى على المركبةء إما مجلسًا للركاب» وإما محملًَا للمتاع؛ والنير 
كنير الحرّاثة وفي أعلاه حلق تمر به الأعنة منفصلة إلى فكي الحيوانين» والسير الذي 
يناط بالنير كان يبلغ طوله تسعة أذرع؛ لأنه كان يلف ثلاث مرار حول الجسر أو الجذع 
(العريش)ء وهكذا فكانت الحيوانات تجر المركبة بالجذع وليس بالسيور. 

(۲۸) العنة: الحظيرة. 

(۲۹) لا بد من التنبيه هنا إلى أن فريام ذهب بمركبتين إحداهما تحمل الرياش 
والمتاع المعد لفكاك هكطور وتجرها البغال؛ والأخرى لركبوه وتجرها الجياد. 

.)١؟ تقدم لنا ذكر السانح والبارح (ن‎ )٠٠( 

(١؟)‏ الرتاج: الباب الكبير. 

(۳۲) المحال: الدواليب أو العجلء كانت مركبات الحمل على أريعة دواليب» ومركبات 
الركوب والحرب على دولابين. 

(1") العنبر: هو تلك المادة السماوية التي تقدم الكلام عليها (ن .)١5‏ والظاهر 
أنه يكاد يستعمل لكل غرض من أغراض الآلهةء فهو طعامهم كما ذكر في غير موضع: 
وطعام خيلهم كما مر في النشيد الخامسء وطيبهم الذي يتطيبون به؛ إذ تطيبت به هيرا 
(ن »)١5‏ ودواؤهم؛ إذ استعملته ثيتيس (ن ۱۹)» مضادًا للفساد فأفرغته في منخري 
فطرقل وهو قتيل» وهو هنا داخل في ملبسهم» ولا يسهل علينا تأويل كل تلك المزاعم على 
اختلافها إلا إذا رجعنا إلى معنى اللفظة في الأصل وعرفنا أنها تفيد الخلود. 

)۳١(‏ خلج: حرك» أشباه هذا الصولجان كثيرة في روايات القصاص» حتى وبعض 
المؤرخين وليس هذا الصولجان الذي يتصف باليقظة والوسن بأعجب من خاتم المارد 
الذي يعمل كل نوع من المعجزات» أو القضيب الذي يحرك بساط الريح ويطيره» وهلمّ 


ك 


برا 


(۳( البلج: الطلق المحيا. 


الإلياذة 


)۳١(‏ لا يزال شبان الترك وغيرهم من أبناء الشرق إذا خاطبوا شيخًا قالوا له: يا 
لعن كا دل قرس فيقال لهم: يا بنيّء كما أجاب فريام فيما يلي. 

(۳۷) يمتثل: ب 

(۳۸) أمتثل: أَبَين. 

(۳۹) امتشل السيف: استله. 

(50) لا غرو أن يشفق فريام من طرح جثة ابنه هكطور للغضفء أي: الكلاب لما 
كان يعلم من تحدم آخيل غيظًا عليه. في تواريخ العرب أن سليمان بن علي عم السفاح 
العباسي قتل بالبصرة جماعة من بني أمية» وأمر بهم فجروا بأرجلهم وألقوا على الطريق 
فأكلتهم الكلاب. 

)٤١(‏ يجتذل: يطرب. 

)٤١(‏ كأني بهوميروس وهو ينظم هذين البيتين» قد ألقى بروح النبوءة أمثولة 
على الجم الغفير من عمال حكومات هذا الزمان ينبتهم بهاء كيف كانت أداب الأمور في 
زمانه» وعظة يقيدهم بها إن كل صلة ينفح بها التابع» فتمد إليها يده خفية عن المتبوع 
تعد رشوة وسرقة» وكل رشوة تؤخذ إنما تعد اختلاسًا من بيت المال؛ لأنها توجب نقصًا 
في دخله؛ إذ لو قبل هرمس هدية فريام وأخذ منه الكأس لنقصت من التحف المهداة إلى 
آخيل. 

(49) أتلج: ولج. 

)٤٤(‏ أي: ألفى الأرصاد متأهبة لتناول الطعام» فصب الهجوع على أجفانها هذا 
التعبير الأخير من التعبيرات الهوميرية المألوفة. 

(45) الأرتاج: الأبواب» والأزلاج: الأقفال» وزلج الباب: أغلقه بالأزلاج. والمراد 
بالحصار: السور الذي بناه الإغريق وراء السفن. 

(دع) زلج: خف وأسرع. 

)٤۷(‏ الأغمية: السقوف. والمزلاج: المغلاق» ورتج: أقفل. يصف لنا الشاعر خيمة 
آخيل أو صريفته؛ إذ لم تكن مصنوعة من القماش بل كانت مبنية من سوق شجر السرو 
ومسقوفة بالبردي» (وفي الأصل القصب ذي الزغب) المقطوع من تلك المروج تحيط بها 
دار متسعة قائمة على أعمدة. ويستفاد من هذا الوصفء ومما تقدمه في النشيد التاسع 
أنها كانت مقسمة عدة أقسام ففيها الحرمء وفيها المضيفء وفيها غرف أخرىء فلما 
أوفد أوذيس وجماعته لاسترضاء آخيل وبات فينكس عنده أفرزت له غرفة وبات فطرقل 


2 : يتصور. 


ES 


النشيد الرابع والعشرون 


وحظيته بغرفةء وآخيل بغرفة أخرى هذا خلا منازل السباياء والمضيف الأكبرء وهي أشبه 
شيءٍ بصرائف شيوخ العرب النازلين في البقاع الزراعية كبر العراق لأيامنا هذه إلا أن 
الغالب في هذه الصرائف أن يكون المضيف فيها منزلًا متسعًا منفصلًا عن الحرم. 

ولا شك أن أمثال هذه الصرائف لم يكن يقام إلا للزعماء في أزمنة الحصار الطوال. 

)٤۸(‏ أي: ناشده باسم أبيه وأمه وابنه. 

(59) قضى هرمس رسالته وبلغ فريام سلفا إلى منزل آخیل» ثم توارى وقفل عنه 
راجعًا. 

يرى حفظة التوراة لأول وهلة شبهًا غريبًا بين رسالة هرمس ورسالة الملاك الذي 
رافق طوبياء وقد أرسله أبوه إلى غلبيلوس بمدينة راجيس بأرض الماديين» وهو يجهل 
الطريق: «فبينما خرج طوييا إذا بفتى بهي قد وقف مشمرًا كأنه متأهب للمسير فسلم 
عليه» وهو يجهل أنه ملاك اللهء وقال: قن وك أقبلت يا فتى الخير؟ قال: أنا من بني 
إسرائيل. فقال له طوبيا: وهل تعرف الطريق الآخذة إلى بلاد الماديين؟ قال: أعرفهاء وقد 
سلكت جميع طرقها مرارًا كثيرة» وكنت نازلا باخينا غابيلوس المقيم براجيس مدينة 
الماديين». فدخل طوييا بالملاك على أبيه فسأله أن يذهب بابنه دلي إلى راجيس على أن 
يؤدي له أجرته: «فقال له الملاك: آخذه وأعود به إليك؟ فقال له: أخبرني من أي عشيرة؟ 
ومو ا انهه فقال: له اع اللاك: أن شنب ار ا ع اماف الكجيد الذي 
يذهب مع ابنك؟ ولكن لكي لا أقلق بالك أنا عزريا بن حننيا العظيم». فرافق طوبيا 
وجرت المعجزات على يده ورجع به ساكًا إلى والديه» ولما سثل أن يأخذ أجرته قال: «إني 
رافائيل الملاك .... والآن قد حان لي أن أرجع إلى من أرسلني .... وبعد أن قال هذا ارتفع 
عن آبصارهم» فلم يعودوا يعاينونه بعد ذلك». (سفر طوبياء فصل: 5 - ۱۲). وأمثال 
ظهور الملائكة للبشر كثيرة في التوراة والإنجيل والقرآن» كقوله: فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا 
مَل لَهَا بَكَرَا سَويَّاك. ولهذا قال بعض الشراح: إن هوميروس أخذ هذه الرواية عن 
التوراة؛ إذ كان عاكًا بما تلقنه من اليهود أثناء إقامته بمصر أن الباري عز وجل قد ينفذ 
ملائكته رسلا إلى البشر. 

ولا أخال هذا الزعم صادقًا في كلياته» وإن أمكن صدقه في هذه الرواية؛ لأن الاعتقاد 
بالصلة بين الخالق والمخلوق عام لجميع الأديان منزلة كانت أو غير منزلة» فإنشاد 
هوميروس لا يكاد يخلو منها نشيد من مخاطبة أو رسالة بين الآلهة والبشرء وجميع 
الآثار الباقية من كتاب اليونان الذين أحاطوا علمًا بمعتقدات اليهود أو لم يحيطوا 


1۰۰۷ 


الإلياذة 


ملأى بمثل هذه الروايات» فضلًا عن روايات من هم أقدم منهم من المصريين والكلدان 
والأشوريين. 

(00) أي: إن آخيل وأصحابه دهشوا لرؤية فريام قادمًا عليهم» وليس بحسبانهم 
أنه قادم كما يدهش القوم في دار رجل ذي عزوة وشأن إذا دخل عليهم فجأة رجل 
جان يطلب اللياذ» فهم على ما ترى كأبناء البادية؛ إذ كانوا ولا يزالون يحمون الصريخ 
وينزلونه منزلة الجار والنزيل» وإن عظمت جنايته وضعفت عزوته. قال الكميت: 


وجيش نصير جاءنا عن جناية فكان علينا واجبًا أن يزورا 
أي: أن یکرم ويؤخذ بيده» ومثله قول سليم بن محرز: 
ونمنع سرب الجار إن رامه العدى جهارًا بخطي تهز سلاهبه 
وقول عنترة: 
وإني لأحمي الجار في كل زلة وأفرح بالضيف المقيم وأبهج 


)5١(‏ مهما رسم الرسامون من مثال لمنتهى الشقاء والذل» فما هم بآتين بمثل 
هذا المشهد المهيب: ملك نبيل» وشيخ جليل يجرر شيبه على قمي فتى فتاك» ويقبل اليد 
التى سلبته نعيم الدنياء وبطشت يود هم صفوة أبطال زمانهم» ومهما شحذت القرائح 
فما هي بمنتجة أبلغ من خطاب فريام لآخيل وأوقع منه في النفس حتى هاج مدمع 
ذلك القلب الصلبء فاجأ فريام آخيل وقومه وما أحسوا إلا أن هو بينهم: فيهتوا فانسل 
وأهوى على ركبتي آخيلء وأخذ يقبل يديه» وقبل أن يبسط مرامه افتتح كلامه بقول يلين 
الجلمود؛ إذ أمر على مخيلته بعبارة وجيزة ذكرى أبيه فيلاء وهو كما علمت أعز الناس 
على آخيل وقد أدركه العجز وكساه الشيب حلة الجلال؛ ثم قابل بين حالته وحالة ذلك 
الشيخ الناء فإذا هو أجدر بالرفق بما لا يقاس» ثم مر عجلًا على ذكر مقتل أبنائه حتى 
إذا أنس من آخيل ارتياحًا اتی على ذكر هكطور ومقتله» ولم يذكر من مناقبه إلا أنه 
كان يحمي ذماره وعشيرته» وليست سواها منقبة تعلي قدره لدی آخيل وتعطفه عليه 
وإن كان عدوه الألد ووطَّأ للختام بتكرار ذكر فيلاء واختتم بعبارة أخذت بجميع أطراف 
المذلة والتعاسة وهي قوله: 


النشيد الرابع والعشرون 


هذه الكف أسٌّ بؤسى وذلى 
وبها ابني أضحى قتيلًا جديلا 2 وأنا قد قبلتها تقبيلا 


فلا بدع بعد ذلك أن ينتحب آخيل على عزة نفسه. وقد نصبت لعينيه كل هاتيك 
الرسوم. 

(09) يقول: إن في أعتاب زفس قارورتين (أو دنين)؛ قارورة جعل فيها شراب 
يُسقى مزيجًا من الخير والشر يلقى خيرًا ويلقى شرا والذني يسقى من الشر لا يلقى إلا 
الشر والشقاء. 

وفي هذا التوزيع حكمة صادقة قَلَّ من ينتبه إليهاء وهي أنه لم يقل بوجود بشر 
يسقى من قارورة الخير وحدها إشارة إلى أنه لا راحة تامة لأحد من بني الإنسان. 

هذه خرافة من خرافات القوم» ولكنها تتضمن حقيقة راسخةء وفيها استعارة 
لطيفة ورد أمثالها في التوراة؛ إذ ذكر صاحب المزامير كأسا بيد الحق جل جلاله» ونكاد 
نجد في كلام شعراتنا كأسا لكل محمود ومکروه» قال عنترة: 


لا تسقني كأس الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظلٍ 
وقال ابن الفارض: 
منقتض كما الدب واحة نقلي . :وكاس مهيا هن عن الحسن حلت 
ومن مرويات الزمخشري: 
ما أرجي بالعيش بعد أناس قد أراهم سقوا بكأس حلاق 


والمراد بكأس حلاق: الموت. 

(07) كانت مملكة فريام ممتدة من سواحل بحر هيلا (الدردنيل) شمالًا إلى 
لسبوس جنويًا إلى فريجيا شرقاء وذكر إسطرابون أنها كانت تسع ممالك منضمة جميعًا 
تحت لواء فريام» فقول هوميروس هنا قول عالم بجغرافية زمانه محقق. 

)٥٤(‏ قال أراكة: 


الإلياذة 


لعمري لئن أتبعت عينك ما مضى به الدهر أو ساق الحمام إلى القبر 
لتفتقدن ماء الشئون بأسره وإن كنت تمريهنٌ من ثبج البحر 
تأمل فإن كان البكا رد هالكا على أحدٍ فاجهد بكاك على عمرو 


(65) لقد أكبر الشاعر بطله آخيل بهذا العطف على فريام فوق إكباره إياه بسائر 
ما قال؛ إذ أبرزه هنا ذا عاطفة وحكمة وحنان فبات المستعصطّف المستعطف» وهي براعة 
من الشاعر نادرة المثال؛ إذ أضاف إلى مناقبه منقبة هى أعظمهن وأبعدهن عن ذهن 
المطالع فلا يأتي على ختام الإلياذة إلا وقد رسخ في تصوره أن آخيل من أعاظم الخلق 
اا وكرامة رة وها وهن وإ نكا ضعي العا علب الحنان قلا يقلي فتضرة 
من أصفى جواهر الكرم والورع والإحسان. 

(07) عيون العيون: نواظر الأرصاد. هذه آخر شرارة قذفها آخيل عن زناد غضبه 
الذي بنيت عليه الرواية» وهنا خبت ناره فبات دعة وكرمًا بعد ذلك الاحتدام الوهاج. 

(010) قد علمت مما مر من التمثيل بجثة هكطور ووعيد آخيل وهديده؛ أنه كان 
ينوي لها شر النيات» أما الآن وقد انطفأت جذوة غيظه وارعوى إلى الصواب» فقد رجع 
إلى إجراء الواجب بعرفهم من رعاية جثث الموتى» فأمر بتكفينه وتطييبه على ما يليق 
بمقامه. تلك كانت حالة العرب في جاهليتهم فقد كانوا إذا اشتد بهم الكيد يمثلون بالقتلى 
مثلة قبيحةء ولكنهم كانوا فيما سوى ذلك يحترمون جثث القتلى ولو من أعدائهم. قد 
جاء في الأثر أن جِسَّاسًا لما قتل كليبًا وضع على جثته حجارًا لتلا تأكلها السباع. والتمثيل 
بالقتلى مما نهى عنه الإسلام كما تقدم» وفي الحديث عن عائشة: «كسر عظم الميت ككسره 
حيًا» أي: إنه لا يهان كما لا يهان الحي. ومن مرويات الحديث أيضًا: «لأن يجلس أحدكم 
على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خيرٌ له من أن يجلس على قبر» ومن هذا 
القبيل قول المعري: 


خفف الوطء ما أظن أديم ال أرض إلا من هذه الأجساد 
وقبيح بنا وإن قدم العه د هوان الآباء والأجداد 
)٥۸(‏ حبذا لو ذكر الشاعر في جملة خطاب آخيل لفطرقل أمر زفس بالتخلي عن 


هكطور؛ لأن ذلك يجمل عذره لديهء فهو أقرب إلى إظهار الاضطرار من قيول الفكاك 


النشيد الرابع والعشرون 


(83) اسان اخيل ف و راا اا را ةيدنا له فل ال 
الزاد؛ ذلك أن نيويا ابنة الطنطال وامرأة أمفيون ملك ثيبة كانت تعتز بكثرة أولادهاء 
وهم ستة بنين وست بنات» ففاخرت بهم لاطونة عشيقة زفسء ولم يكن للاطونة سوى 
ولدين فيبوس (الشمس)» وأرطميس (القمر)» فحنقت لاطونة وأغرت ولديها فقتلا جميع 
أولاد نيوباء فلبثوا تسعة أيام مجندلين على التراب بدمائهم لا يضمهم لحد؛ لأن زفس 
كان يمسخ كل من دنا إليهم حجرًاء ولما كان اليوم العاشر دفنتهم الآلهةء ثم مسخت 
نيوباء كما تحولت امرأة لوط نصب ملح على ما جاء في التوراة (تك 251:15)» ولكن نيوبا 
بقيت على كونها جمادًا تتألم. 

يقول آخيل لفريام: إن مصاب نيوبا بأولادها فوق مصابك» ومع ذلك فقد شعرت 
بالجوع وأكلت» فهذا وقت الطعام» وللنوح والبكاء وقت آخر. 





نيويا وأحد أولادها. 


۰1۱ 


الإلياذة 


(15) يقول آخيل: إنه قد جرت عادة الزعماء (بعد مقتل هكطور) أن يجتمعوا 
لديه يتشاورون في آمرهم» ولهذا أمر أن يعد فراش فريام خارج الساباط لئلا يراه أحدء 
فيعلم به أغاممنون والجيش فيصعب عليه الخلاص بعد ذلك. 

قصد الشاعر بقوله هذا أن يثبت مرة أخرى کرم أخلاق آخيلء وأن يعيد ذكرى ما 
له هن علق المقام بين الرؤساء» وإن لم تكن الركاضة له وأن يوظئ توطكة حسنة لما يلي؛ 
إذ لو كان فريام داخل الخيمة لما تيسر له الفرار ليلد كما سيجيئ. 

(17) يرجي: يؤخرء وأراد بالمليك أغاممنون. 
(1۷) التواثق بالتصافح قديم العهد. راجع مطالعتنا بهذا الباب (ن .)٠١‏ 

(14) أي: إذا درى بك أغاممنون وقومه بذلوا لآخيل ثلاثة أضعاف ما بذلتء 
وأخذوك فقتلوك فتزيد مصاب أبنائك الباقين بعد هكطور. 

(19) إذلعبت: جدت. 

)۷٠(‏ النطاب: الرأس» أي: رأس هكطور. 

)۷١(‏ يظهر من كلام هوميروس في هذا الموضع ومن مظان في التوراة وكتب العرب 
أن النياحة كانت مهنة تحترف بها طائفة من الناس» وهى من لوازم المآتم» وقد ذكر 
صاحب الأغاني جماعة كانت هذه مهنتهم كابن سريج وغريض وغيرهماء وفضلًا عن 
ذلك كاذ الا ب الوقن فارعا ومعنيات ارات دكن ابن اوو م 
مؤرخي العرب أن نساء المشركين خرجن بعد غزوة بدر وبأيديهنٌ الدفوف ينقرن عليها 
ويندين الموتى» وقد قضت الحضارة على هذه العادة فتلاشت من أكثر البلاد» وهي مع 
ذلك لا تزال فاشية في الأقاليم المصرية ويعض البلاد الشرقية. 1 

(۷۲) كدم الأرض للقتيل» وعض الثرى» وأكل التراب من المجاز المألوف في أكثر 
الألسنةء قال عنترة: 


كم شجاع دنا إليّ ونادى يا لقومي أنا الشجاع المهيب 


1۰1۲ 


النشيد الرابع والعشرون 


(۷۲) لا غرى أن تقول أنذروماخ: إن مصابها بهكطور فوق مصاب أبيه وأمه 
وسائر ذويه» وهو قول يصدق على كل آَيّم» قالت جليلة بنت مرة ترثي زوجها كليبًا: 


يا قتيلًا قوض الدهر به سقف بيتي جميعًا من عل 
وراي وة هن عقي رو اهي :به السيتاضل 
يا نسائي دونكنٌَ اليوم قد خصني الدهر برزء معضل 
خصني قتل كليب بلظّى من ورائي ولظَّى مستقبل 
ليته كان دما فاحتلبوا دررًا منه دمي من أكحلي 


)۷٤(‏ الذباب: حد النصل» أشارت بقولها: لخليل إلى فطرقل. 

)۷١(‏ الصولج: الفضةء والحنية: القوس» أي: لا أزال أراك رطبًا جميلًا غير مشوّه 
بالجراح» ولا معفر بالتراب» کمن أماته فيبوس بسهم دقيق رماه به عن قوسه اللجيني» 
أو بعبارة أخرى كمن مات حتف أنفه. 

)۷١(‏ انشعيت: مت. 

(۷۷) لا حاجة بنا إلى إيراد مطالعة على مناحة زوجة هكطور وأمه وامرأة أخيه 
فقد تقدم لنا كلام بهذا المعنى (ن ۲۲) يصدق مجملًا على هذا الموضع؛ وإنما تنبه 
إلى أن الشاعر لم يُنطق فريام هنا بشيء مما أنطقه هناك؛ لأنه لم يكن لكلامه موضع 
بعد أن أفرغ كنانة حزنه في كل أحزاء هذا النشيدء ولم يكن بد من إنطاق هيلانة؛ لأنه 
لا يصح أن تختتم المنظومة وقد سدل عليها ستار النسيان وهى سبب كل هذا البلاء 
وفك قان الشامن حمل الوصف ك والحزن امك واش هذا اله وفية ا 
الإلياذة بمشهد من أشد المشاهد تأثيرًا في النفوسء فالآمة كلها قائمة قاعدة للاحتفاء 
بملقى هكطور مينّاء وشقيقته كلها جزع وحزن قلقة على شرفات الأبراج» وأبوه الشيخ 
الهرم عائد به بعد أن خاطر بحياته لأجل جثته» وزوجه ترثي رثاء الأيم المتوقعة غدرات 
الزمان» وأمه تندب الجمال والكمال وتثن أنين الرءوم» وهيلانة تنوح نوح الفاقدة النصير 
الموقنة بسوء المصيرء وعلى الجملة فإن الدنيا برمتها متمثلة للقارئ عناء وشقاء. 

(۷۸) لم يطل الشاعر في وصف مأتم هكطور؛ لأنه لم يبق محل لذلك بعد أن أسهب 
ذلك الإسهاب في مأتم فطرقل. 


1۰1۳